مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



السبت، 22 نوفمبر 2008

كان ومازال وسيظل !!!!!!!

كان صوت القرآن عاليا مدويا في الصاله الواسعه التي تتشح فيها جميع النسوه بالسواد ، تسمع بين حين واخر نهنهات او بكاء مكتوم ، اقترب من شقيقته الصغيره التي كانت تبكي بكاءا مريرا علي موت امها ، اقترب منها وامرها بلهجه آمره " لما العزا يخلص ماتمشيش عايزك " وعاد يفرك حبات مسبحته بقوه وعصبيه وهو يتمتم بما لا يسمعه احد .... كان قد طرد امه من منزلها وانفرد به هو وزوجته وابناءه و استولي لنفسه علي جميع منقولاتها وارسلها لشقيقته المطلقه تراعاها متحججا " بدل ماانتي قاعده لوحدك خدي امك تونسك " ولم يفته ان يذكرها " واهي برضه تساعدك في المعايش بدخلها الكبير " ونسي امه واخته ولم يسآل عليهما ولم يعرف ان الحاله الصحيه لامه تدهورت وان ايرادها الضخم لم يعد يكفي شراء الادويه اللازمه واجره الخادمه التي تعاونها وتلبي طلباتها اثناء غياب ابنتها طيله اليوم في الشغل ، نسي امه واخته وانشغل بحياته وحياه ابناءه وتلبيه احتياجات زوجته ، وحين ماتت امه كان خارج القاهره في مكان لا يعلمه احد فلم يدرك جنازتها ولم يودعها قبل دفنها وحين عاد وعلم بالخبر الاليم صرخ وبكي " ياحبيبتي ياماما " واصر ان تقام ليله مآتمها في منزله " انا الكبير وده واجبي " وانصاعت شقيقته ودخلت بيت امها وبيتها بعد سنوات طويله من الغياب تنظر للصالون وتبكي فهنا جلست امها وتنظر للسفره وتبكي فهنا اكلت امها وحين ازداد بكاءها اقترب منها شقيقها باردا وهمس " استريحت خليني انت كمان تفوقي بقالك كذا سنه قاعده معاها وهي عيانه شوفي نفسك بقي " فبكت اكثر فطبطب عليها " شوفي انا بقولك ايه وانت بتعملي في نفسك ايه " و....... انتهت ليله العزاء وبقيت الشقيقه لا تفهم ماذا يرغب منها شقيقها ، احضرت لها زوجته شاي وبسكوت وجلس قريبا منها يبحث عن كلمات مناسبه يخبرها فيه بطلبه وحين نظرت في ساعتها ادرك رغبتها في الرحيل فبادرها مباغتنا " اوضه ماما اللي عندك لازماني اصل الولاد كبروا و..... " لم تسمع بقيه كلامه وقامت وهي تهز راسها " حاضر ياابيه " ومشيت لا تصدق ماسمعته فقد استولي علي كل منقولات امها والفضيه والصيني والكريستال والشقه ذاتها حتي ملابسها اختفت عدا حجرتها التي اصرت امها علي اخذها معها لتنام عليها وها هي امها ماتت وهاهو يطالبها بحجره نوم امه ونزلت السلم تبكي وتبكي حزينه علي موت امها ووحدتها اما غير هذا فلم تقف امامه فهو ندل كان ومازال وسيظل وعلي راي امها " مراته راكباه الله يكون في عونه " واستمرت تبكي وتبكي !!!!!!!!!

هناك 4 تعليقات:

AHMED SAMIR يقول...

لا حول ولا قوة الا بالله
هو في كدة في الدنيا؟
الطف بعبيدك يارب

مــها العباسى يقول...

للاسف معدش الدم هو اللى بيربط الناس ببعض
لان فى ساعات كتير الدم دة بيتعكر
وال الناس تقول
"عمر الدم مايباى مايه"
ياريته يكون كدة على الاقل المياه بنستفيد منها

غير معرف يقول...

لا حول ولا قوة الا بالله
ربنا يستر علينا
احنا في اخر الزمان ولا ايه؟؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

لا حول ولا قوة الا بالله