مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الاثنين، 12 أبريل 2010

مكالمة الرابعة صباحا !!!!



حكاية رابحة وعاطف !!!!

حاحكي ليكم حكايه !!! سالته اصغرنا ، حكايه من اللي بتتحكي علي الربابة؟؟؟!!!
يضحك ، لو عرفها المغنواتي وسمعها مني لغناها علي الربابه !!!
نضحك نحن الاحفاد الصغار فيضحك جدنا الاكبر ويظهر فكه بلا اسنان!!!
نصرخ حكايه " رابحه وعاطف " !!!
يضحك الجد ويبدأ ... وكان ياما كان ياسعد يااكرام ، في سالف العصر والاوان .......

افكار مبعثره 1

**** كتبت له الف خطاب ولم ترسله !!!
كانت متكبره متعجرفه لاتصدق انها تكتب له كل يوم خطاب وهو في نفس الوقت لايفكر فيها!!!
كادت تطلبه تتشاجر معه ، من انت لاحبك ولا تشعر بي !! من انت لاافكر فيك وتنساني!!!
لكنها يستحيل تهين نفسها وتقول له ذلك الكلام ، يستحيل تهين نفسها وهي في المقام العالي لاتنزل منه لاي شخص كائن من كان!!!
لااحبه وساكف عن التفكير فيه !!! هكذا قررت بحسم !!!
قرارها الاصعب الذي اخذته الف مره ولم تنفذه ولا مره فيهم !!!

**** كانت تعيش معه ، يحدثها طيله الليل والنهار !!!
يقص عليها تفاصيل حياته ، يشاركها كل احداثه ، يتمني يكلمها في التليفون يغازلها يقول لها انه يحبها ولايطيق عنها بعدا ، لكن خائف ومازال خائف يفرض نفسه عليه ، يخاف ان تكون نسيته ولاتفكر فيه ، يشعر بالاسي لنفسه ، المره الوحيده التي تذكر فيها نفسه وفكر فيها لم تمنحه الدنيا ماكان يتمناه !!!


رابحة

من هي رابحة !!!
هي الابنه الصغري لاب لم يحب البنات الا وقت انجبتها امها بعد خمسه ذكور ، ابيها المعلم الكبير الذي يجلس فوق مقعده علي باب محله الكبير يبيع فيه الفاكهه والخضار يؤمن ان النساء كمثل امه واخته وزوجته وابنته لاجدوي منهن الا الانجاب ، لكن الذكور سنده وذراعه وقت الاحتياج وعصاه وقت المشاجره وحاملي لقب الاسره والمحافظين علي تجارتها وطينها ، الابناء الذكور ضروره في حياته والاناث هم لايحتاجه ولا يلزمه !!!

ابيها عاش حياته عابثا ، هكذا ابناء العائلات الكبيره ، ابن بكري لعائله كبيره ثريه ، لن يتزوج الا وقتما يحكم عليه كبارات العائله بضروره مد فروع شجره العائله في السماء والضرب بجذورها في اعماق الارض ، قبل تلك اللحظه ، هو ذكر فحل عاش كل الفضائح التي لاتقبل عائلته الجهر بها لكنها تستر عليه وقت يرتكبها لايهمهم الفتاه ولا اهلها ولا شرفها الملطخ بذكورته ولا فضيحتهم ، كل مايهم عائلته ورجالها ابنهم ، يستروا عليه ويشتروا صمت الضحايا بالمال والتهديد والرصاصات الرخيصه ان لزم الامر ، لكن الكبير ابن الكبير لاغبار عليه ولايلوث سمعته كلمه او حرف !!!!

ابيها عاش حياته عابثا ، يرتكب كل المحرمات والفضائح ، يهيم بالراقصات ويجري خلفهن من المولد للبندر ، يطارد العذراوات ويعدهن بالزواج وينتهك اجسادهم وسمعه عائلتهن ويجري لاينفذ وعوده ولا يستر عليهن ، فشل في المدرسه طبعا ولم يكمل تعليمه ، لكن من قال ان التعليم لابناء العائلات الكبيره الثريه ضروره ، التعليم ضروره للفقراء ممالايملكوا شيئا يرتكنوا عليه الا شهاداتهم تلك التي تصنع مستقبلهم ، اما هو ومثله الكثيرين ، ابناء العائلات الثريه الكبيره من التجار وملاك الاراضي لايكترثوا بالتعليم ولا يأبهوا بالشهادات ، فمستقبلهم واضح ومحدد المعالم ، تكاتفت الاجيال المختلفه من العائله من زمن جده حتي زمنه ، تكاتفوا علي تامين ذلك المستقبل ليعيش في رغد وهناء وسيوله ونجاح وعز وقوه ، لذا فشل ابيها في التعليم طبعا ، لكن جدها ، كافأه علي فشله بفتح محل كبير في ارقي اسواق البلده ليباشر منه الابن تجارته وعبثه ، فهو الكبير ابن الكبير سليل العائله الكبيره وحامل لقبها العظيم!!!

ابيها عاش حياته عابثا ، وحين حكمت العائله عليه بالزواج ، تزوج امرأه لم يراها ولم يكترث لا بشكلها ولا باي شيء يخصها ، فهي ستكون مجرد سيده في حياته ، واحده من ضمن مئات ، نعم هي التي ستحمل اسمه ، نعم هي التي ستنجب ابناءه ، اذن لا جمالها ولا انوثتها مهمين في اعتبارات اسرته ، الاهم اسرتها وقوه عائلتها وملائتهم الماليه ، نسب يضيف للقوه قوه ، ويضيف للثروه ثروه ، وجمال معدوم يريح الباب ويطمئن الرجل العابث حين يرتدي وجه الزوج الحازم ، يطمئنه ان زوجته المصونه وحرمه الكريمه ستبقي مصونه لن يخدش اخر وجودها بمجرد نظره اعجاب ، فهي لاتصلح حتي للاعجاب!!!

تزوج الاب العابث بابنه الاصول بنت العائله الثريه في فرح كبير شرب فيها كل التجار الحشيش واطلقوا الرصاص ابتهاجا بالعرس العظيم ودارت زجاجات البيره بين الضيوف الرجال كما تدور اكواب الماء البارد ، و........... كانت ليلة العرس الاولي ليله باهته الملامح العروس البعيده عن الجمال بعيده عن الانوثه تخاف من الذكر الرجل ولم تفلح الماشطه التي نزعت الشعر من جسدها ان تلقنها وبسرعه دروس الانوثه المطلوبه لليله عرسها مع الفحل العابث الذي تزوجته!!!

كانت الليله الاولي للاب الفحل العابث مع الام عديمه الجمال ، ليله باهته ، نعم ادي كل ماعليه من واجبات ، ومنح عائلتها قطرات الدماء التي تحتاجها لرفع رؤوس رجالها في البلده لان ابنتهم شريفه ورفعت راسهم ، نعم ادي كل ما عليه من واجبات ، لكنه لم يشعر باي سعاده فالجسد البارد المرتجف القابع تحته عجز منذ الليله الاولي وحتي نهايه العمر عن منحه اي سعاده ، لم يشعر معها برجولته وفحولته وكيف يشعر باي شيء وهي مرتبكه وخائفه وبارده ومقتنعه ان الشرف صمت وجمود وبراءه قد تنقذها من حبل المشنقه لكنها تشنقه هو بدل المره الف مره ، ليلتها الاولي معه ، امها مع ابيها ، صنعت تاريخهما الكئيب ، لم يحب الاب الام ابدا ، هي رمز نسوي يشعره بضئالته ، لاتضحك فيسعد ولا تتمايل فيقوي ولا تتفاعل فيتفاعل ، هي تطيعه لكنها لاتسعده ، عرف منذ ليلته الاولي معها انه تزوج سيده للمطبخ والانجاب اما سعادته فسيبحث عنها في مكان اخر وحضن اخر!!!!

لكن الزوجه البارده انجبت ذكور خمس ، اسعدوه ، فمنحها من الذهب اساور وعقود وكرادين وحلقان بديعه ماعجزت عن حمله وارتدائه حتي للتباهي به امام غيرها من النساء ، كلما منحته ذكرا يطلق الرصاص ابتهاجا ويشتري لها مصاغا كثيرا فهي ام الرجال ، هكذا منحها لقبها وقت ولدت ابنها الثاني ، وحين ولدت الخامس ذبح عجول كثيره واطلق رصاص كثير ودعي البلده كلها والعائلات الكبيره والتجار لليله احتفاليه ، رقصت فيها الغوازي وتباري الرجال بالتحطيب واكل الجميع حتي انفجرت بطونهم من كثره اللحوم والدهون والتوابل ، شربوا الحشيش والبيره ورقصوا وفرحوا وطبلوا ، لكنه بعدما غادر منزله اخر المدعويين ، ترك الكبير ابن الكبير ام الرجال ترضع صغيرها وحولها اخوته ، تركها وتسلل من منزله يبحث عن انثي تعيد له رجولته التي سلبتها وقهرتها تلك المرأه عديمه الجمال عديمه الانوثه!!!!

ماعلاقه تلك المرأه بتلك القصه ، تلك المرأه هي الجنين الذي حملت فيه ام الرجال بعد انجاب ابنها الخامس فارهقها خلافا للعاده ، حملت خمس مرات وعاشت حياتها تطبخ وتكنس وتخلل الزيتون وتعقد السكر للمربي والعصير وتحمم بقيه الاولاد ، لكنها حين حملت في ذلك الجنين ، ادركت منذ قام زوجها ليتحمم بعد ليله بارده جديده مثل كل لياليهم ، ادركت انها ستنجب طفلا مرهقا ، عاشت الشهور التسع للحمل وهي تعاني وتتوجع وتتأوه ، لاتطيق حياتها ، لاتطيق اولادها ، لاتطيق زوجها ولا رائحته ولا رائحه جلبابه ولا شكل شنبه ، كلما نظرت في وجهه تفرغ ما في جوفها وهي تتعذب ، اسرت امها ام الرجال لعمتها اخت الزوج ، تلك السيده المقهوره بانجاب البنات وزوجه ثانيه لزوجها املا في انجاب الولد السند العصب ، قالت ام الرجال لعمتها ، ان الحمل ذلك المره مختلف عن الحمل في المرات الخمس ، ضحكت عمتها ولم تعلق ، هي تتمني حملا مختلفا ياتي يحمل لقب عائله الزوج ويعيده لاحضانها بدل الزوجه الجديده ، اما هي ام الرجال فماذا تبغي وذكورها الخمس يكسرون المنزل وهم يلعبون فلا يطرف لابيهم جفن ، يشجعهم علي الفتوه والبلطجه والمشاجره وكل متطلبات الذكوره!!!!

ابيها فقط ، كان واثق ان حمل زوجته مختلف ، فتلك السيده التي بلا ملامح ، فجأ تبدل شكلها ، باتت اجمل ، عيونها ناعسه وشفاها مكتنزتان وجسدها متوهج بالانوثه الغائبه ، فقط الاب ادرك ان زوجته ستنجب صغيره ، ادعي غضبا لكنه لم يغضب ، فذكوره الخمس اشبعوا سطوته وارضوا عائلته وكسروا اثاث المنزل مره واثنين وتشاجروا مع كل صبيه البلد وانتصروا عليهم، لم يغضب بحق من الصغيره التي ستاتي ، بالعكس يمكن في اعماق نفسه احبها قبل تاتي ، احبها لانها منحت من جمالها لامها المحرومه من الانوثه جمالا وانوثه اسعدوه حتي وقت ينظر لها ، بدل من تلك الايام العجاف التي قضاها معا ينظر في وجهه يراه اجمل من وجها فيستعيذ من الشيطان ويؤدي معها بكفاءه واجباته الزوجيه ويتركها نائمه بين ذكورها ويبحث عن انثي ترضي رجولته التي توجعه!!!

حين صرخت الدايه وقت انجبتها امها ، خوفا من الكبير ابن الكبير لان زوجته ام الرجال اتنظرت وانجب طفله انثي ، اضطرب خوفا علي ابنته التي كان واثقا انها طفله القادم ، اضطرب وعندما تيقن من من انجاب زوجته لطفله انثي صغيره ، ابتسم ومنح الدايه نفحه اكبر من كل مره وامر بذبح العجول فابنته الصغيره ، شرفت المنزل والاسره والعائله ، تستظل بحمايه اسرتها واخوتها الخمس وتمنحهم جميعا فرصه لتدليلها فتصبح الحياه اكثر رقه!!!

رابحه ، هكذا منحها الكبير ابن الكبير اسمها وصفتها التي لازمتها طيله الحياه ، هي رابحه باذن الله ، هي رابحه بفضل الله وكرمه ، ولدت رابحه ومعها الخير كلها ، انهالت الاموال علي العائله والثروه علي التجاره والقوه علي الاب والاخوه ، كانها جائت بالخير كله ، فاعتبرتها العائله تميمه حظهم ، لايغضبها احد ولا يتشاجر معها احد ، حتي انوثتها التي كان يخافوا منها لم يقهروها بها ، قرر ابيها انها ستتعلم ، فالعلام سيمنحها قوه فوق قوه العائله وثروتها ويقيها شر تحكم الرجال في مصيرها ، نعم هكذا قرر ابيها ، الا ابنته ، فليتحكم كل الرجال في كل النساء ، يقهروهن ، يغضبوهن ، يضربوهن ، الا ابنته ، هي المرأه التي ستكون قويه ، ليس فقط بجمالها المبهر ليس فقط بعائلتها العريقه الكبيره ليس فقط بنفوذ ابيها او سطوه اخوتها او حنان امها ، بل ستكون قويه بعقلها بعلمها بمكانتها التي سيسعي الاب بكل قوه لدفعها لها في اعلي العلين!!!!

رابحة ، اسم وقرار وصفه واراده ، تعلمت من العائله الكبيره الا تخسر ولاتهزم ولا تقهر ، تعلمت من ابيها انها رابحه ستكون بالضروره ليس مسموحا لها بالهزيمه ولا الانكسار ولا القهر النثوي ، هي حبيبه ابيها وسره ، هي مستودع حنانه ، كانها خلقت لتمنح ابيها كل الحنان الذي يحتاجه ليبقي قويا ، فحتي قوته تحتاج لمنتهي الحنان لتزداد شراسه وبطش ، رابحه ، هي التي منحت ابيها الحنان ، هل سنصدق امها لو قالت ان الاب الكبير ابن الكبير وقت احتضن صغيرته سالت دموعه ، سالته وقتها لماذا تبكي ، لم يجد كلمات مناسبه يشرح بها حالته ، الصغيره الوليده بعيونها الواسعه الجميله واصابعها الورديه التي قبضت علي اصابعه ، خلعت قلبه من مكانه ، اربكته ، فجأ احبها وتعلق بها واحسها اهم شيء في حياته كان وسيكون !!! نعم ابناءه الذكور مهمين ، لكن ابنته الرضيعه شيء اخر ، الذكور مهمين للعائله والاسره والاسم والثروه والسطوه والنفوذ والقوه ، اما رابحه مهمه بالنسبه له ، هي ينبوع الحنان الالهي الذي فاض عليه به الاكرم ، ينبوع الحنان الذي منحه له يرتوي منه بنظره عينها وابتسامتها البريئه!!!

ام الرجال احبت صغيرتها لكنها لم تفهم ابدا كيف افلتت من سطوه تقاليد الاسره وقهر عاداتها ، لم تفهم ابدا كيف اصطحبها الاب القوي في مجالس الرجال ، رضيعه صغيره لكنها تقبع في حضنه لايخجل من ابوته لانثي جميله مثل التي انجبها ، لم تفهم الام كيف تملكت الصغيره قلب الاب وكيف تحكمت في ذقنه ، فالصغيره مشت اولي خطواتها لحضن ابيها ونطقت اولي كلماتها بلقب ابيها وضحكت له ، الصغيره تملكت الكبير ابن الكبير الذي فرح بملكيتها له وسطوتها عليه ، الاغرب ان الكبير ابن الكبير بعد انجاب ام الرجال لرابحه عتقها من احتياجاته الجنسيه وتركها في مملكتها واولادها تربيهم لايفرض جسده الفائر علي جسدها البارد النائم ، الاغرب اكثر واكثر انه كان يفضل ملاعبه صغيرته والغناء لها بصوته الاجش عن التسلل من المنزل وقضاء الليل في حضن الغواني البارعات ، مالذي فعلته به الصغيره ، لااحد يعرف ولااحد يفهم حتي هو الكبير ابن الكبير الذي لم يستعصي عليه شيئ ابدا في حياته!!!!

رابحه ، قدم السعد ، وش الخير ، ام الهنا ، بنت العز ، هذه اسمائها في حضن ابيها ، هذه صفاتها في العائله والبلده ، هذه اوصافها امام الغرباء والاقارب ، رابحه التي زين ابيها جيدها بعقد فيروز وكف بخمس اصابع يقيها شر الحسد والعين التي فلقت الحجر ، رابحه ، نني عين ابوها وقلب امها ودلوعة اخواتها والعائله والجيهه والناحيه والبلده كلها...

رابحه ، تعلمت من الحياه ان شيئا لا يستعصي عليها ، هي تملك ماتفكر فيه ، لاتعرف الياس او الرفض او القنوط ، لم تعرف الدموع لان ابيها احاطها بالحنان والحب والفرحه ، حقق لها امنياتها ، منحها كل مايقوي عليه واكثر ، امها لم تصدق حين اصر ابيها علي سفر ابنته لخارج الوطن للحصول علي شهاده اعلي من تلك التي حصلت عليها من جامعه المركز ، ليست رابحه بنت الكبير التي ستبقي بشهاده حصلت عليها الوف البنات ، ليست رابحه التي ستتزوج رجل يتقدم للزواج بها من اجل اسمها وعائلتها وثروتهم ، رابحه ابنة الكبير انثي مختلفه لم تعرف المحافظه التي ولدت فيها مثلها ، سافرت لخارج الوطن ، ونجحت نجاحا باهرا وعادت بشهاده اكبر من الكبيره ، واستقبلها الكبير ابن الكبير بفرح وزفه وخيل وغوازي ورقص واكل وعجول مذبوحه وليله في مدح سيد الخلق سيدنا النبي!!!

رابحه قهرت قهر الاناث في عائلتها ، رابحه فتحت الباب لكل بنات عائلتها للمشاجره والخناق وطلب التعليم والوظيفه واشمعني رابحه ، الغريب ان رابحه لم تتعالي علي البلده والتجاره والاخوه المعلمين الذكور وزوجاتهم عديمات الجمال صاحبات النسب والحسب والعائلات الكبيره ، رابحه عادت من خارج الوطن بشهاده كبيره وتفوق علمي ووظيفه مرموقه ومرتب كبير وامتنان لابيها الذي منحها تلك الفرصه وحب لاخوتها لانهم ايدوها وشجعوها وساندوها وحب لامها التي لم تكف عن البكاء طيله سنوات الغربه مشتاقه لابنتها المغتربه في الوحده ، عادت رابحه لبلدتها وعائلتها حاصله علي لقب علمي واستقلال ووظيفه مرموقه لكن حجرها فاضي !!! هكذا انتبه الاب الكبير ابن الكبير ، رابحه تجاوزت سن الزواج في بلدتها وكل الفتيات في دورها تزوجن وانجب عيل واثنين ، هي حاصله علي لقب علمي وجميله وابنه عائله كبري لكنها مازالت تنام في فراش طفولتها لم تبارحه لحضن الرجل الذي يستحقها!!!

رابحه لم تكن تفكر في الزواج ، لكن ابيها وبعد عودتها لم يكف عن التفكير ، ابيها انفرد بها وسالها عن عواطفها ، عرض عليها يزوجها بمن تهواه ، طمئنها ، لاتخافي مني ولا من اخوتك ، لاتخافي من البلده ، اللي قلبك يهواه هو ليكي نصيبك وانت نصيبه ، اندهشت رابحه ، لم تفكر ابدا في الحب والزواج والعواطف ، تعجبت من حديث ابيها وعندما انفردت بنفسها تعجبت من حالها اكثر واكثر ، اقسمت لابيها انها لاتهوي احد ، ولو كانت لصارحته ، اقسم لها براس جده الكبير الا تخفي عليه مشاعرها ، منحها الامان ، الراجل اللي حتجيبه من ذراعه ليكي وانتي ليه ، هناكي منايا وفرحتك سعدي ، اقسمت له انها لم تحب ولم تفكر في الحب وانها وقت تحب ستخطره فوعدها بحفل زفاف لم تراه الحياه قبل ليلتها ، اقسم لها يمنحها مالم تحلم به ، فانت ام الهنا ووش السعد !!!!

لماذا لم تحب رابحه ، لماذا لم تفكر في الشباب مثلما كانت تفكر زميلاتها وهن في الثانوي ، لماذا لم تفهم في كلمات الغزل التي حاوطها بها كل زملائها في الجامعه ، لماذا لم تتجاوب مع الرجال الذي التهموها بعيونهم وهي تدرس الماجستير والدكتوراه ، لاتعرف رابحه لكن امها تعرف ، تشاجرت مع ابيها ، انت السبب ميلت حظ البت ، كل اللي من دورها اتجوزوا وانت خيبتها جنبك ، معادش فيه راجل يملا عينها لا من الجيهه ولا من العيله ، كلهم ااقل منها ، هي اقوي منهم ، مين الراجل اللي تعرفه اللي يرضا يناسبك وبنتك معاها شهاده عاليه وهو قاعد علي راس الدكان بيدور تجاره ابوه ، يومها تشاجر الكبير مع ام الرجال بل اتصور انه ضربها للمره الاولي في حياته ، اهانته وقت تصورته يمنح ابنته وقره عينيه رجل من الجيهه يجلس علي باب تجارته ، اهانته وقت تصورت ابنته ستكون مثلها او مثل بنات اخيه تحمي الفرن وتعمر برام الرز وتخلف سبعه عيال ، ابنته لم تخلق لهذا الدور ، ابنته خلقت لحياه اخري ، يومها بكت ام الرجال وصمت الكبير وساد الحزن في البيت ، ليست المشكله انها صارت اعلي وافضل من كل الرجال ، بل المشكله ان ابيها واخوتها اشبعوها حنانا وحبا فلم تبحث عن الحب والحنان خارج احضانهم ، احبوها بقوة حتي اعتبرت حبهم هو الحب الوحيد الذي تحتاجه بقيه النساء من الرجال الغرباء ، لكنها لاتحتاجه من الغرباء لان اسرتها تكفيها !!!! لم تكن رابحه تعرف ان هناك حب اخر يستحيل يمنحه لها ابيها واخوتها ورجال عائلتها ، حب اخر يجمع الذكر بالانثي ، لكنها لاتعرف انها انثي ، هي رابحه ابنه الكبير ابن الكبير التي علمها ابيها الرقص بالعصا وركوب الخيل واطلاق النار وتركها تعيش في بلاد الغربه سنوات اربع وحيده لم يخاف عليها ، انوثتها سر دفين لم تتعرف عليه ولم يكتشفه احد ، ابيها مطئمن عليها ليست نقطه ضعفه ولاتعتبر انوثتها عار محتمل ، هي جميله وذكيه وشاطره ومتفوقه وقدم السعد وام الهنا ووابنته الحبيبه لكنها لم تخيفه عليها ولم تخيفه منها !!!

سارت رابحه في حياتها ، وظيفه مرموقه واستقلال اقتصادي ونجاح يشار له بالبنان ، لكنها مازالت وحيده ، امها عادت تبكي قلقا عليها ، كانت تبكي عليها في الغربه واليوم تبكي عليها من الوحده ، واه يارابحه ياواجعه قلبي !!!!

ابيها مازال يجلسها علي ركبته وياخذها في حضنه ويلمس علي شعرها الناعم ويتأمل جمالها ويحبها اكثر واكثر ، لكنه يخاف عليه جفاف عود القصب الملقي في الشمس تحرقه الاشعه اللاهبه ، لو لم يروي رجل انوثتها ومشاعرها لجفت ، ضاعت ، فقدت اجمل رونقها ، انوثتها تحتاج لرجل قوي يملكها ويحكمها ويرويها ويرضيها ، صارت انوثتها هما للكبير ابن الكبير ، يخاف علي تلك الانوثه من الضياع والنضوب ، لابد من شلال جارف عنيف قوي يروي ارضها المشتاقه للندي!!!!


هامش 1

هذه هي رابحه وقت قابلت عاطف !!!!
هذه هي رابحه !!! لكن من عاطف !!!


عاطف


عاطف ابن الاسره الفقيره التي انتزعت اللقمه من فمها لتعطيها له ، فهو الاحوج ، هو الذي سيتعلم ويفلح ويشتغل وينفق علي الاسره ينتشلها من فقرها المدقع !!! عاطف الابن البكري لاسره قهرت طفولته ولم تمنحه لحظه فرح واحده ، حياته كلها تحديات منذ لحظه ميلاده ، الابن البكري لاسره مات رجلها وترك الام قليله الحيله وابن في التاسعه وثلاث فتيات ، بكت الام حتي كادت تفقد البصر بكت تنعي قله حيلتها وقله حظها يوم مات رجلها وسندها وترك لها طفل صغير وثلاث كبب ، الطفل الصغير ادرك ودون حوارات واضحه ، انه صار مسئول عن امه واخواته ، صار مسئولا عن الاربعه كبب ، عليه يعمل ليأكلوا وعليه يتعلم لينقذ نفسه وينقذهم من المستقبل المظلم ، لايملك رفاهيه عدم العمل والا ماتوا من الجوع ولايملك رفاهيه عدم الدراسه والا قبعوا العمر كله في رماديات النسيان والحسره ، عليه يعمل لينفق عليهم ويتعلم لينقذ نفسه من مصير مظلم ويخرجهم من النفق المظلم الذي تركه فيه الاب ومات !!!

عاطف ، تحول لرجل مسئول عن امه وشقيقاته ، تنقل بين كل الاعمال الحقيره التي تمتص دم الاطفال وتقهر طفولتهم ، برع في كل عمل اشتغل فيه ، نجح في اداء كل وظيفه طلب منه اداءها ، كان صبورا قنوعا بشوشا ، مهما عاني لايشكو ، يعرف ان احد لن يسمع شكواه ، فالحياه اصعب من منحه الحق في الشكوي ورفاهيه التذمر ، صبورا يتحمل مايلاقيه لانه يعرف انه لو فقد صبره لن يلاقي مصير اجمل ، قنوعا بحياته وصعوباتها فهي رغم كل شيء حياه جميله ، ينام اخر الليل علي رجل امه تغني له بصوت جميل تسانده وتشد ازره ، ابني وسندي حبيبي وضهري ضنايا وهنايا ياحبيبي ياعاطف ، كانت اغنيتها اجمل ماينام عليه ، يعود من الورشه مرهقا يذاكر دروسه وياكل او لا ياكل وفي النهايه ينام علي رجل امه الجالسه علي الارض تتفرج علي التلفزيون القديم ، تغني له بصوت خفيض ضناياي وهنايا ياحبيبي ياعاطف ، تتسلل كلماتها سحرا في روحه يسعده تتسلل رحمه تهون اوجاعه تتسلل رأفه تخفف عذاباته وهو الطفل الصغير المسئول عن الاسره والمحروم من الطفوله!!!

عاطف ، انتبه في يوم ان حياته كلها مرت بلا لحظه راحه ، يعمل وينفق علي شقيقاته ويذاكر وينجح ويتفوق و...... ترس في ماكينه ، لم يلعب مثل الاطفال ، لم يزوغ يوما من المدرسه ، لم يسرق نقودا من كيس امه ، لم يكن طفلا ، انتبه عاطف انه لم يعش طفولته وشبابه ، فقط عمل وذاكر وستر الاسره وزوج الشقيقات وتشاجر مع ازواجهن علي قائمه المنقولات والمهر والمؤخر ، وتخرج من الجامعه ، احواله تحسنت واعباءه خفت ، شقيقاته رحلن بهمن بجهازهن الي بيوت الازواج يشيلوا الست وهمها ، وامه هرمت وصارت وحيده لاتطالبه الا باقل القليل ، بل بدأت تطالبه بالانتباه لنفسه ، يومها ضحك ولم يفهم ، لم يتعلم في حياته ان نفسه تستحق الانتباه ، لايعرف نفسه ولم ينتبه لها ، حياته هي الاخرين ، شقيقاته وامه ، عاطف تخرج من الجامعه بتفوق وعين معيدا في الجامعه ، يومها امه وزعت نابت في عيش بلدي في مقام المرسي ابو العباس ، يومها زغردت شقيقاته كما لم يزغردن ، جميعهن فرحن الا هو ، لم يشعر انه انجر مايستحق التباهي والفرح ، عادي ، نعم كل انجازاته لنفسه عاديه ، نفسه التي لايفكر فيها ولا يهتم بشأنها ، فرحته يوم نحت في الصخر وزوج شقيقاته الثلاث بالقروش القليله التي جمعها من كل الاعمال الحقيره التي مصت دمه وضيعت طفولته ومراهقته وشبابه ، يوم تعيينه في الجامعه بكت امه كما لم تبكي ، تعبه جاء بفائده لنفسه ، خلاص ، كل الهموم التي قتلته ذهبت لحال سبيللها ولم يعد الا ضنايا وهنايا عاطف ، اتطمن عليه ، طمني عليك ياابني ، لكن عاطف لايفهم لماذا تحس قلقا عليه!!!!

تحرضه علي الخروج ، الترفيه عن نفسه ، مقابله اصدقائه ، تعرض عليه فتيات الجيران الجميلات بضات الجسد بطريقه كانها غير مقصوده ، تتمني تعوضه عن حياته الصعبه ، لكنه لايفكر في الامر بتلك الطريقه ، فحياته الصعبه صنعته قويا لايحتاج لترفيه ولا تعويض ، وريحي نفسك ياامي وماتشغلش نفسك بي !!! وسرعان ماجاءته المنحه التي ستسرقه من حضن امه وتحرمه من اغنيتها لبلاد الغربه ، ارتعدت امه تخاف عليه ، لكنه لم يرتعد ولم يخاف ولم يفرح ، هي مرحله في حياته يلزم عبورها ، ساذهب ولاتخافي ياامي وساعود سريعا ناجحا بشهاده عليا تسمح لي بمستقبل اعلي !!! كانت تتمني امه تثنيه عن سفره وتبقيه جوارها وتزوجه ابنه المعلم صاحب القهوه البت البيضه الحلوه اللونه المايصه المايعه ، لكنه لم يستمع لها وحزم اوراقه وكتبه وملابسه القليله وسافر تبكيه شقيقاته الثلاث كانه سيضيع في الوبا!!!

سنوات سريعه ومرت ، عاد عاطف بالدكتوراه في تخصص دقيق نادر ، هو شاطر متفوق ، عاد بالدكتوراه واسمه في صفحات الجرائد لجامعته التي فتحت له طرييق المستقبل ومنحته البعثه التي كان يستحيل علي شاب فقير مثله ان يتعلم لولا حصوله عليها ، عاد ممتنا للجامعه التي دعمته وعاد لرجل امه تغني له في اخر الليل ياضنايا ياهنايا ياعاطف!!!


هامش 2

هذا هو عاطف !!!
رجل المهام الصعبه الشقا ، رجل لاييأس لايبحث عن راحه لايفكر في نفسه سعادته في اسعاد الاخرين !!!
وهذه هي رابحه !!!
وش السعد ام الهنا قدم الخير ، المدلله حتي الثماله المحاطه بالحب والرعايه والاهتمام ، التي لم يرفض لها طلب ولم تفكر في شيء الا ومنح لها علي طبق من ذهب عيار 24 ، الاخرين خلقوا لها ولخدمتها ولتدليلها ورعايتها !!!
اليس ظلما ان يلتقي عاطف ورابحة !!!
اليس عبثا من الحياه ان تلقي كل منهما في طريق الاخر !!!
اليس ظلما ان يلقي عاطف الذي لايفكر في نفسه في طريق رابحه التي لاتفكر الا في نفسها !!!
اليس ظلما ان تلقي رابحه التي لاتفكر الا في نفسها في طريق عاطف الذي لايفكر في نفسه ابدا !!!
اليس ظلما من الحياه ان تمنح كل منهما النسخه الوحيده من المفتاح الذي يفك شفره وطلامس الاخر !!!


اللقاء الاول

كان مؤتمر كبير في قاعه المؤتمرات بمدينه نصر ، مؤتمر علمي كبير ، دعيت له الجامعات كلها ، دعيت له الجامعات الخاصه ، دعي له الاساتذه والمرموقين علميا والنابهين والحاصلين علي الرسائل العلميه من الجامعات الاجنبيه ، كان مؤتمر علمي كبير في قاعه المؤتمرات يستمر ثلاث ايام متتاليه ، تغطيه الصحف والجرائد والفضايات والبرامج التلفزيونيه !!!

عندما دعت رابحه للمؤتمر ، استأذنت ابيها فغضب منها ، هي كبيره ومستقله وتجاوزت وقت الاذن ، لكنه فرح بادبها وحسن تربيتها ووافق علي سفرها بل وقرر يسافر معها يقضي في القاهره اجاره قصيره يزور فيها اولياء الله الصالحين!!!حجز الاب لابنته وله غرفتين في افخر فندق في تلك المنطقه ، ووصلوا قبل المؤتمر بيومين للراحه وحسن الاستعداد للمحاضره الهامه التي ستلقيها رابحه امام الجمع العلمي الكبير الذي سيحضر المؤتمر !!!!

عندما دعي عاطف للمؤتمر ، تردد في السفر ، لايحب مثل تلك المحافل الدعائيه ، يفضل المناقشات العلميه الهادئه ، لكن اجواء المؤتمر علي ضخامته مثلما عرف ، لن تسمح باي تلاقي علمي بحق ولن تفيد احد ، هو مولد وصاحبه غائب ، كاد يعتذر ، لكن عميد الكليه التي يدرس فيها الح عليه للسفر ، انت اهم اساتذتنا ومتخصص في مجال دقيق ونادر من حق الكليه والجامعه ان تفخر بك ، وافقت امه العميد واصرت علي ذهابه للمؤتمر ، تتمني تراه في التلفزيون فتدعو كل الجيران ليروه معها وحين يظهر علي الشاشه ستزغرد شقيقاته والجارات وتتلو امه في سرها المعوذتين لوقايته من شر الحسد والقر وولاد الحرام !!! رضخ عاطف لامنيه امه والحاح عميد الكليه لكنه امسك العصا من المنتصف ، سييذهب يوما واحد فقط ، سيصل القاهره في الصباح المبكر ويعود بعد نهايه اعمال اليوم الاول !!!

قرر يذهب ويعود سريعا لايعلم مالذي تخبئه له الاقدار ، لايعلم انه رضخ لمصيره وقدره وجنية البحر الذي ستخرج من البحر وتخطفه !!!

في الجلسه الافتتاحيه للمؤتمر العلمي الصاخب ، كانت الاجواء مستحيله وابعد ماتكون عن العلم وحياده وهدوءه ، عشرات الكاميرات الصحفيه والاحاديث والفضائيات والكاميرا المحموله علي الاعناق تبث مباشر للقنوات التلفزيونيه مايدور في كواليس المؤتمر !!!
كاد عاطف يختنق من الضجيج والصخب واحساسه باللاجدوي ، يتمني لو عاد لتلاميذه في المدرج يمنحهم علما يفيدهم بدل ضياع الوقت الرهيب الذي لافائده منه لاحد !!!
كانت رابحه في منتهي التوتر ، منذ مناقشه رساله الدكتوراه ، لم تحاضر امام حشد كبير مثل هؤلاء الاساتذه والمتخصصين ، هم ليسوا تلاميذ ستسرق لبهم بعلمها وخفه روحها ، هم اساتذه وعلماء واكبر منها ومنافسين لها ، كانت في منتهي التوتر !!!
اضواء الفلاشات المتلاحقه ارهقت عين رابحه ، فقررت تخرج بعيدا عن القاعه والصالونات المحيطه بها ، تخرج تستنشق الهواء وتعيد ترتيب افكارها وسياق محاضرتها للمره الالف !!!

خرجت رابحه للشرفه الكبيره وانزوت في ركن بعيد ، جلست تراجع اوراقها وغرقت فيها ونسيت الدنيا كلها ...
خرج عاطف للشرفه الكبيره ، اطل من سياجها ، يتابع الحركه الكثيره المجنونه التي تتلاحق كدومات الاعصار الصحفيين يطاردون اعضاء المؤتمر والكاميرات والفلاشات واحس دوار فعاد لاقرب مقعد وجلس عليه ...
رابحة لاتري عاطف ولاعاطف يري رابحه ، هما في طرفين متقابلين بعيدين يعطي كل منها الثاني ظهره !!!

لكن الدكتور بسمه التي دخلت الشرفه لتشرب سيجاره تعرف الاثنين !!! لمحت رابحه ، هرعت صوبها ، تحييها وتحتضنها ويهللا من فرحه اللقاء ، سنوات لم يلتقيا ، منذ ذلك المؤتمر البعيد الذي عقد في لوزان ، منذ سارا معا علي كورنيش البحيره في المدينه النائمه ، لم تلتقي رابحه وبسمه !!!

عرضت بسمه علي رابحه سيجاره فاخذتها رغم انها لاتدخن ، لكن التوتر اللعين الذي يحتلها منذ شاهدت المئات سيحضرون محاضرتها ، ذلك التوتر دفعها للتدخين وبمنتهي العصبيه والحمق !!! تكح مره اثنين ثلاثه خمسه ، كحه قويه ، تكاد روحها تخرج من جسدها ، ترتبك بسمه تخطف منها السيجاره وتلقيها علي الارض ، تبحث عن كوب ماء لتعطيه لرابحه لتستعيد انفاسها ، لكن بسمه لاتجد ماء ورابحه لاتكف عن الكحه ، ينتبه عاطف للصوت المتألم ، حشرجه الصدر المعذب باختناقات حويصلاته ، يلف براسه ، لايري بسمه ، يري رابحه محتقنه الوجه نافره العروق تكح وتكح ، ينتفض من مكانه بلا تفكير ، يقترب منها ، يزفر في وجهها بانفاسه ، هكذا كانت تفعل امه وقت تداهم اخته الصغيره نوبات السعال الربوي ، تعلم تلك الحركه من امها وزفر في وجه رابحه بلا تفكير ، لم يفكر ربما تغضب من انفاسه التي ارتطمت بوجهها وهو الغريب عنها لاتعرفه ، لم يفكر انه لايعرفها وليس من حقه اقتحامها مثلما فعل ، لم يفكر الا في الكحه اللعينه التي تكاد تقصمها نصفين ، تذكر امه التي كانت تزفر في وجه شقيقته مره والثانيه وفي الثالثه ترتاح وفي الخامسه تسكن الكحه وتتابع انفاسها متلاحقه تهدء ثانيه ثانيه حتي يعود قفصها الصدري لمكانه ، هكذا فعل مع رابحه ، زفر في وجهها مره الثانيه الخامسه ، الكحه صمتت وانفاسها تلاحقت وصدرها انبسط بعد انقباض موجع !!!

كاد يعود لمكانه ، هو اقترب لانقاذها من الكحه وحين ذهبت ، لم يفكر في اي شيء وسيعود لمكانه ، لاينتظر شكرا ولا ثناء ، كاد يعود لمكانه لكن بسمه قبضت علي ذراعه ، ضحكت بسمة وصرخت عاطف ، كادت تعانقه ، ارتبك ثم عرفها ، كاد يقبلها ، بسمه زميله دراسته سنوات الجامعه وزميله مدرج الغربه والليالي البارده الموحشه التي قضاها وحيدا يذاكر من اجل الدرجه العلميه ، هي مثل شقيقاته ، منذ اليوم الاول لتقاربهما صنفها في خانه شقيقته وعاش كل سنوات الدراسه والبعثه والغربه يحتويها تحت جناحه ويرعاها وحين عاد للوطن بقيت هي لم تعود ، تزوجت باحد زملائها في بلاد الغربه والتحقت بالعمل هناك وتبادلا الخطابات فتره ثم بعادت بينهما الايام والزحمه !!!


صرخت بسمه فرحة برؤيه عاطف ، وكادت تحضنه ، قبض علي كفيها وقبلهما ، ياشقيقه الروح يااخت العمر ، تتابعهما رابحه ، لاتعرفه ، لم تلتقيه قبل اليوم ، صرخت فيها بسمه ، الاستاذ المنقذ المعالج هو العاطف !! لم تفهم رابحه ، شرحت لها بسمه ، دكتور عاطف صديقي وزميلي قاطعها عاطف لا واخوك في الاول ، ضحكت بسمه ، ايوه اخويا بالغصب ، هزت رابحه راسها بايماءه صغيره ، انطلقت بسمه كالمدفع الرشاش ، عاطف يارابحه اخويا وحبيبي ، تشاكسه ، بلا خيبه عاكسته ولا خد باله ولما زهقت قلت اخويا اخويا ، يضحك عاطف ولايرتبك ، فبسمه تقول الحقيقه ، عاكسته لكنه لم يراها الا شقيقته الرابعه ، اشارت بسمه لعاطف علي رابحه ، رابحه ياعاطف ، دكتوره رابحه ، الصعيديه التي حصلت علي الدكتوراه من السربون وتحدت التقاليد والصعيد كله ، حياها عاطف بابتسامه رقيقه ، قاطعتها رابحه ، محصلش بسمه بتبالغ ، الصعيد هو اللي بعتني للسوربون ، و......................... احاديث كثيره دارت لايذكر اي منهما ماذا قيل فيها ، وسرعان ماانتهي اليوم ، رابحه القت محاضرتها ، شاهدت عاطف يخرج من القاعه مسرعا بعد انتهاء كلمتها لم يحييها !!!

افكار مبعثره 2

**** عاشت رابحه حياتها لاتفهم في نظرات الاعجاب ولا كلمات الغزل !!! حاصرها المعجبون لكنها لم تفهم مايقولوه!!! كانت تعرف ان شيئا اسمه الحب موجود في الدنيا ، لكن ذلك الشيء لم يقترب منها بعد !!!
لم تفكر في رجل ولم تشتهي قبله ولم تفتقد حضن !!!
سالت نفسها ذات ليله ، الست طبيعيه ، بلي طبيعيه ، لكن مشاعري مدخره لمن سيفلح في كسر الاقفال واقتحام الحصون واختطافي !!!
عاشت رابحه يهابها الكثيرين لانها مستغنيه عن وجودهم ، تحرق كينونتهم باهمالها ، يهابها الكثيرين فلم يختطفها احد ومازالت تنتظر فارس يختطفها ويزرع في قلبها الصحراوي نباتاته الاستوائيه !!!!

**** عاش عاطف لايجد وقتا للتفكير في نفسه ولا في مشاعره !!!
كل الاناث شقيقاته !!! هكذا قرر خجلا من ظروفه !!! تواريا من ارهاقه وانشغاله ، فرارا من مسئولياته الجسيمه ، في رقبته ثلاث شقيقات ينتظرن الستر علي يديه ومن قروشه القليله ، وفي رقبته ام تدرك انها كبلته بالمسئوليه لكنها هي الضحيه الاولي التي قست عليها الايام ، عاطف لايعرف الا الاخوة ، هكذا ذاع صيته في الكليه وفي الشارع وفي اوقات البعثه !1! كل الفتيات شقيقاته او بمثابه شقيقاته ، سال نفسه يوما الم يحلم بامرأه عاريه في حضنه ، الا تثيره القبلات التي يراها في الافلام ، نعم يحلم بالنساء العاريات وتثيره القبلات لكن مسئوليته تمنعه من الاستمتاع برفاهيه المشاعر!!!
في ليالي ارهاقه الطويله يتسلل خارج المنزل للبحر ،يبكي ، يغسل وجهه بماءه البارد المالح ، يشكو همه ، يتمني جنيه تخرج من البحر وتخطفه ، يمارس معها رجولته المكبوته ومشاعره الرقيقه ، ينتظر جنيه تخرج من البحر وتخطفه ، سيترك لها نفسه ، سيمتطي زعانفها ، سيمنحها جسده البكر ومشاعره الرهيفه ، ياجنيه البحر اين انت !!! سهرت الليالي الطويله انتظرك وطال انتظاري متي ستأتي ؟؟؟؟؟



هامش 3

سرعان مانسيته رابحة ، الا انفاسه الهادئه التي قتلت الكحه وفكت انقباضات صدرها ،لم تنساه ابدا وهو يزفر في وجهها بانفاسه الدافئه ، تذكرت ذلك المشهد مره واثنين ، ابتسمت لاتعرف سببا ، امتنانا ماتحس به ، لم تنزعج من اقترابه منها ، لم تتوتر من انفاسه المتلاحقه في وجهها ، امتنان هذا ماشعرت به !!!

لكن ابيها وقت شاهدها في نهايه اليوم ، سالها ، فيك ايه يابتي ، ضحكت وتعجبت ، مافيش حاجه ، صمت ، لكنه لم يصدقها ، ربما يعرفها اكتر من نفسها ، ربما يقرأ خلجاتها وهي منشغله بدراستها العلميه ، صمت ولم يصدقها واحس فرحه داخليه ، فالقلب الذي تجمد من الصقيع كاد ينبض !!!!



هامش 4


جلس عاطف علي البحر ، يقترب من الاربعين ، نسي نفسه وضاعت حياته وهو يسدد دين لم يقترضه ، بني حياه شقيقاته ونسي نفسه ، يقترب من الاربعين ومازال وحيدا !!! تعجب جدا من طريقته في التفكير ، لم يفكر قط بتلك الطريقه ، طيله الايام كان يحس قيمتها ومعناها ، لماذا اليوم يشعر بالخساره التي لم يدركها يوما !!!! يحب البحر ويأنس اليه ، هو الستر والغطا والسر والهم ، يبكي امامه ويشكو همومه وعذاباته ، والبحر يحبه ، يستوعب ضعفه وحزنه وهمه ، استوعب قله حيلته وقت كان قليل الحيله طفل في التاسعه مسئول عن ام وثلاث شقيقات ، البحر يراه كما هو ، طفل صغير كبر في حضن المسئوليه ، عمل في المخبز وورشه الميكانيكي ومغلق الخشب وقهوه الناصيه وباع الجرائد والسميط واللب والبطاطا وحمل الخبز علي راسه والهم في قلبه ، البحر يعرفه كما هو صغير قدره العذاب ، لم يفكر في نفسه ، نسيها ، نجح ذاكر ونجح وتوفق ومرت الايام الصعبه وحصل علي الدرجه العلميه والوظيفه المرموقه وتزوجت البنات ، لكنه وحيد !!! عجبا ياعاطف ، لم تفكر في نفسك ابدا قبل اليوم بمثل تلك الطريقه!!!!

هامش 5

كيف التقوا ثانيه ، عاطف ورابحة !!!
كيف التقوا !!! يمكننا نرسم بيهم اكثر من لقاء !!!
قد يكون اللقاء في الجامعه ، اي جامعه ، احدهما زار الجامعه فوجد الثاني في وجهه !! سيكون لقاء جامد ، جاف ، لكن قلب رابحة سيضطرب وقلب عاطف ستتسارع دقاته !!! لايعجبني هذا اللقاء جاف بارد لايصلح مدخلا للعلاقه التي سيعيشا ايامها !!!!

اللقاء الثاني

قد يكون اللقاء علي البحر في بدايات الصيف ، عاطف جالسا يقرأ جريدته ويحتسي القهوه في احد الكازينوهات العتيقه علي كورنيش البحر ، يلمح رابحه تسير ووالدها علي الكورنيش ، يكاد يقوم يناديها ، لكنه يرتبك فييصمت ، لكن القدر يدفعها صوبه ، تدخل هي وابيها للكازينو ، يجلسا قريبا منه ، يراها عاطف وتراه ، لكنها تظهر كانها لم تراه ، لكن ابيها يشم رائحه تنبعث من مسامها فينتبه ، تلك الرائحه التي عادت بها يوم نبض قلبها ، لا ينتظر عاطف فيذهب صوبهما ، يحييها ، يتعرف علي الاب ، تبتسم رابحه يدعوه الاب للجلوس معهما ، يجلس عاطف ، يتحدث مع الاب الكبير ابن الكبير لكنه يراقب رابحه بطرف عينه ، هي تراقبه تتامله تفحصه ، لم تنزل عينها من عليه ، لكنها لاتكلمه ، هو لايعرف كيف تفكر ، تفحصه وتسال نفسها لماذا تسر وقت تراه ، الكبير يراقب ابنته ويراقب عاطف ، الكبير يفهم بخبرته في الحياه ان قصه تكتب احرفها وسطورها علي قلبهما وعلي ايامهما ، الكبير يتمني لابنته راحه القلب وراحه البال ، يعجبه عاطف ، يقرر الكبير يتدخل لصياغه الاحداث ، يعرف ابنته لن تكترث ، يدعو عاطف لزيارته في الفندق مساءا ، ياخذ رقم تليفونه ، يعطيه عاطف رقم التليفون وبمنتهي الجراءه التي استوقفت رابحه ، يسالها رقم تليفونها امام ابيها الكبير ابن الكبير ، الغريب ان الدكتور رابحه التي سافرت وراحت وجت وعاشت في الغربه وحيده تتعامل مع الاسود لاتهتز لها شعره ، الغريب انها ارتبكت ونظرت في عين ابيها كانها تستاذنه فهز الاب راسه مبتسما يشجعها يدفعها يوافقها ، انه اليوم الذي ينتظره ، حين يفلح رجل في ارباك قلب ابنته واحتلال احلامها !!! الكبير اعجب بجراءه عاطف واقدامه ، انه يصوب تجاه مرماه بلا تضييع للوقت ، يسال رابحه عن رقم التليفون ، سيتصل بها ، سيشاغلها ، انه رجل محترم ، ايام قليله وسيتصل به ليحدد بينهما موعد و.......... يتمني الكبير لابنته زوجا وحضنا وفرحة !!!


افكار مبعثره 3

**** يسال الكبير نفسه ، هل اخطأت مع رابحه ، هل اخطأت ، حرمتها من انوثتها وهي في النهايه انثي لاتعرف مالذي فقدته ولم تعيشه ، هل اخطأت مع رابحه ، اخرجتها من الملس الصعيدي والبستها ثوبا فضفاضا افرنجيا ، هل كان يتعين علي تركها مع امها في المطبخ ، عذراء تتعلم الطبخ واسرار الانوثه وطلاسم مشاغله الرجال ، هل حرمت رحمها من الاطفال الصالحين ، هل حكمت عليها بالعلم وحرمتها من نعمه الغرام ، كان الكبير يبكي في بعض الليالي الطويله يجلس وحده خلف المنزل في الظلام يبكي ، ابنته وقره عينيه تعيش ولاتعيش ، يتمني رجل يحاجي عليها ، يتمني رجلا يروي صحاريها بامطاره ، يتمني رجلا تنقاد له باختيارها ولا تتمرد عليه ، رجلا تنسي معه الشهاده والوظيفه والاستقلال الاقتصادي وعزوه العائله ، رجل يكسرها باختيارها فتنكسر له بارادتها !!! يسال الكبير نفسه هل افقد تلك الفتاه حياتها وفرصها ، ابعد عنها الرجال الاشداء من ابناء العائله والقريه ، حرمها من حضنهم ورجولتهم وفحولتهم وغلاظه اصواتهم وباسهم وقوتهم ، تركها متعلمه في مجتمع جاهل لايفهم وضعها ولايقدرها حق قدرها ، هل اخطأت ، يبكي الكبير ويتمني الا يكون قد ضيع ابنته التي احبها اكثر من اي شيء في الدنيا ، يدعو ربه في كل صلاه ، ان يمنح ابنته اجمل ماعنده !! وانت الكريم يارب العالمين !!!

***** تسال الام نفسها ، هل قسوت علي عاطف !!!! افهمته ان الاناث هم ومسئوليه ، انا وشقيقاته الهم الاكبر في حياته ، تسال نفسها هل يمارس ابنها مثل بقيه الشباب فجور الشباب واختبار النفس والتجربه ، هل سيظل ابنها ينظر لكل الاناث المحيطه باعتبارهن شقيقاته مسئول عنهن ، لايري فيهن انوثه ولا جاذبيه ولا يشعر تجاههن بالغرام ولا بالهيام ولا بالشوق ولا بالانجذاب ، الاناث مثل شقيقاتهه ، العاريه يغطيها والمنفلته يؤدبها والباكيه ياخذها في حضنه كابيها يطيب خاطرها ، اشفقت الام علي الابن ، تمنته يخرج عن طوعها ، يتمرد عليها ، يرفض الانصياع لاوامرها ، تمنته يصيع مثل بقيه الشباب في سنه ، ينحرف ، يشرب سيجاره ، يجلس في حضره الفاسدين ، يزوغ من المدرسه يتمارض لايذهب للعمل ، تمنته يعيش نفسه ولو رغما عن انفها ، هو يمنحها الحياه ولا يفكر في حياته ، هو يمنح شقيقاته ولا ينتظر ردهن ، خلق ليعطي ، خلق ليعيش مسئول ، لكنها ضناها وهناها ، تتمناه يتذوق الشهد بقلبه وشفتاه ، تتمني انثي تشاغله فتقهر التزامه انضباطه حنانه ، انثي تشاغله فينسي نفسه وينسي امه وشقيقاته والمسئوليه !!! تتمني الام لابنها الحبيب حبيبه تفتح احضانها لهمه تجفف دموعه التي تنسال علي مخدته في الظلام يتصور احد لايشعر بها ، تتمني الام لابنها حوريه من الجنه تحمله علي جناحيها لعوالم السعاده والسحر ، ابنها الحاني لايجد مرفأ يلقي عليه بمرساته ، ابنها الحاني لايجد كفا يطبطب علي روحه يمحي همومها ، ابنها الحاني واجمل الابناء اسرته قسوه الحياه ، تتمني الام له الانثي الساحره التي تكسر قيده وتحرر روحه ونفسه !!!!



مشاعرها !!!


الايام تمر رتيبه ، كل شيء يحدث كما كان يحدث ، لكن رابحه قلقه متوتره ، الكبير يلاحظ حالتها ، امها لاتفهم سر شرودها ، تسالها عن حالها ، تجاوب بصدق زحمه العمل واقتراب الامتحانات و.... نعم كل هذا حقيقي ويحدث ، لكن هذا ليس السبب في حالتها ، لاتعرف السبب ، فقط تتذكر الانفاس الهادئه التي زفرها عاطف في وجهها ، تتذكرها وفقط !!! هي تنتظره !!! لاتفكر في الاتصال به ، لا تسعي اليه ، لن تكلم بسمه لترتب لقاء يبدو قدري ، لن تخطو صوبه خطوه واحده ، من قال ان عليها تفعل هذا ، لو اقترب منها ستفكر فيه ، حتي التفكير لن تمنحه له الا بعدما يقترب منها ويلح ويصر ويفتح الابواب الموصده واحد خلف الاخر !!! رابحه تنتظر خطوته الاولي !!!!

ينتابها الارق ، لاتنام نوما هادئا كعادتها ، يدخل الكبير عليها يشاكسها ، يابتي انا عجزت وامك كمان ، مدخل تقليدي لحديث تعرف معناه ، عايز اتطمن عليكي ، لكن ابوها لا يسير بهافي الطريق الذي تعرفه ، يمزق كبد الحقيقه ويسالها ، عاجبك يابتي ، اتصل بيه ، يجيي يزورنا!! انتفضت ، لا طبعا ، واعطت ابيها ظهرها ونامت ، عاد الكبير لحجرته قال لزوجته ، بتك بتحب ياام الرجال ، ارتبكت الام ، هل ستتزوج فتفرح ام ستعاني فلتطم علي وجهها ، انتظرت بقيه الحديث حتي تتفاعل مع الكبير بما يتناسب مع الموقف لكنه اغمض عينه وهمس ، ادعي لها !!!!

مشاعره !!!!

يتمني عاطف لو يكلمها في التليفون ، سيسالها عن اخبارها ، عن حياتها ، سيخبرها انه لم يزر الصعيد ابدا ، كانه يقول لها ادعيني لاحضر لك ، عاطف يتمني القرب منها ، التعرف عليها ، لكنه يخشي خطوته الاولي ، شكلها ستصده ، لايتحمل صدا ، لن يعيش مراهقته التي لم يعشها ، علي المرأه ان تفتح الباب للخطوه الاولي وعلي الرجل ان يسير بقيه الطريق ، لكن الخطوه الاولي من عندها ، يلوم نفسه ، لاينتظر منها الخطوه الاولي ، ينتظر منها ايماءه اشاره رساله تقول له ان الطريق ممهد لخطواته ، لكنها صامته لا تبدي اي اهتمام !!!
مازال عاطف يسير في حجرته كعادته وقت يشغله التفكير في قضيه هامه ، هذه هي اهم القضايا ، رابحة ، الصعيديه المدللة المحاطه بالحب وشده الاهتمام ، شغلت تفكيره منذ وقعت عينه عليها ، يلوم عاطف نفسه ، لن ينتظر منها ايماءات ولا رسائل سيقتحم خلوتها وعزلتها وصمتها ويقول لها مايتمني قوله !!!

الاتصال الاول

اتصل بها ، كانت الرابعه صباحا ، اجابت عليه بصوت ناعس ، عايزه اشوفك ، اضاءت ابتسامتها الظلام الدامس لحجره نومها ، لم يعتذر لها ان الوقت غير مناسب للاتصال ، يكشف عن شخصيته وبسرعه ، مقدام ملح لايضيع وقت ، تثائبت وهمست كانها تلميذه في ثانوي ، بكره حاكلمك ، تفصح عن نفسيتها بوضوح ، مدللة بلا قصد ، لن تمنحه ماينتظره الا بعدما ترهقه وتعذبه ، ستحبه لكنها لن تمنحه قلبها ، تحتاج منه فيضانات واعاصير حتي تحن عليه بنظره وابتسامه ونبضه قلب !!!
العالم خلق ليدللها ، وهو خلق ليدلل العالم !!! لكنه ينتظر عطاءا يصالحه علي الدنيا وهي لاترغب من الدنيا شيئا او هكذا تقول !!!! اغلق التليفون وقرر ، لن اخطو ثانيه حتي تتحرك صوبي !!!
اغلقت التليفون ونامت مبتسمه سعيده لاتفكر في شيئا !!!

هامش 6
من الذي سيشد الحبل الموصول بينهما ، من الذي سيشد الحبل فيأتي الاخر للاخر !!!

هي !!!

هي سعيده باتصاله لكنها لم تتصل به ولم تكلمه في اليوم التالي كما وعدته !!! قررت الا تكلمه ، واثقه انه سيكلمها ثانيه !!! لكنه لم يتكلم وكلما مضي الوقت ازدادت مأموريتها صعوبه ، لو كلمته الان بعد يومين بعد اسبوع سيسالني لماذا لم اتصل به ابكر من هذا ، لن اجد اجابه ، سيفهم اني ظللت افكر فيه طيله الوقت ، لن امنحه هذا الاحساس انه شغلني ايام وليالي فاتصلت به بعد ان نسيني !!! سالت نفسها هل نسيني ؟؟؟ لم يتصل بها ولم تتصل به ، لكن الانتظار عذبها ، لاتنام جيدا ، تستيقظ فجرا تزين الهالات السوداء تحت جفونها المرهقه بالسهاد ، تنتظر رنين تليفونه ، تنظر في تليفونها المحمول عشرات المرات كانها تخشي يتصل بها ولا تسمع الرنين ، كانها تخشي يكون اتصل بها ولم تنتبه ، لو فعل لاتصلت به فورا ، لكنه لايتصل !! هل نسيني ؟؟ احساس عذب السيده المدلله التي اعتادت من الحياه لاتذكر غيرها ، هل نسيني ؟؟ سؤال يستفزها ، ومن يكون هو لينساني ، من يكون هو لافكر فيه وينساني !!! فقدت رابحه بعد وزنها وشحب وجهها الوردي كان بطش كالحه لونت ملامحه ، اتصل ياعاطف !! مع نفسها تناديه وترجوه يتصل بها لكنه لايتصل ، كلما تاخر اتصاله جنت ، لايليق بها ان ينساه ، هي التي حلم بها الجميع ، من هو لينساها ، لماذا لاتنساه هي الاخري ، سانساه ، هكذا تقرر قبل اغفاءتها الاخيره في الليل الطويل لكنها وقت تستيقظ تقبض علي محمولها تتمني رؤيه رقمه ، لكن المحمول لايظهر ارقام وغيظها يزداد ويزداد !!!
يراقبها الكبير قلقها مهموما ، تحب بعجرفه !! كاد ينصحها اتصلي به يابتي ، لكنه يعرف راسها الجرانيتي الصوان ، ستعند اكثر ، ياابنتي اتصلي به ولاتكابري ، لكنه يعرف ابنته ، لن تسمع له ، ستنكر وتتكبر اكثر واكثر وتضيع الفرصه التي انتظرها هو ، نعم ابوها انتظر خفقه قلبها ونضباته وينتظر الان الرجل الوحيد الذي افلح في تحرك مشاعر ابنته التي نسيت في غمره رحلتها انها انثي تحتاج للامطار العاصفه !!!!
مازالت رابحه تنتظر اتصال عاطف ويزداد شحوبها وقلق ابيها وبكاء امها !!!

هو !!!

مازال عاطف يجلس علي البحر في الليل ، يرطم النسيم البارد وجهه يبرده ، لكن قلبه ملتهب بالوجد بالشوق بالانتظار ، قلق عليها ، قلق علي رابحه التي همست بين اضغاث نومها انها ستتصل به غدا ، لكن غدا والف غد مر ولم تتصل به ، خجل من تفكيره فيها ، ربما لايروقها ، ربما لم يعجبها ، ربما غضبت منه لانه تجرأ واتصل بها في البيت الصعيدي الصارم الساعه 4 صباحا ، عاطف الذي لم يفكر في نفسه ابدا لايفكر الا فيها ، يتمناها تتصل به ، يخاف علي غضبها لو اتصل بها ، يخاف نفورها واهدار كرامته ، لقد بادر واتصل بها لكنه لم ترد الاتصال ، يشكوها للبحر ، صعيديه جامده الرأس مدلله ، يرضيك يابحر مااخترته ، احبها !!! فزع من كلمته ، هل احبها فعلا ؟؟؟ هل احبها دون يعرف كيف تراه وكيف تفكر فيه !!! كده برضه يارابحة !! كانه سمع البحر يلومها لانها اوجعته !!!


هي مرة ثانيه !!!


الايام تمر ثقيله !!!
رابحه تأكدت انه لم يتصل ، مر شهور خمسه منذ وعدته بالاتصال به ، لم تتصل به ولم يتصل بها ، تتكبر علي الاتصال به ، هي اعز من هذا ، نسيته وتفكر في نفسها ، كيف هنت عليه ، كيف تركني كل تلك الشهور لم يتصل !!! شاحبه ارقه غاضبه منه ، اوجعها باهماله وهي التي اعتادت الا تهتم الحياه الا بها !!! غاضبه من نفسها لانها تفكر فيه وتلومه ، من هو الذي يتجاهل رابحه ، من يحسب نفسه ، تتشاجر معه وتكرهه !!! الالم يمزق ابيها ، يتمناها تتراجع عن عندها وتتصل بالرجل الوحيد الذي سرق النوم من عينها ، يتمني يقول لها ياابنتي هو سعادتك لكنها لن تسمعه !!! كده برضه يارابحه ، يلومها ابيها لانها تعذب نفسها وتعذبه !!!!

هو مرة ثانيه !!!

عاطف ياس من انتظاره ، لن تتصل به ، لم تفكر فيه ، لم يعجبها ، لم تكترث برد تليفونه ، لام نفسه لانه اتصل بها وازعجها في الفجر ، ربما لو طرق الباب وجلس وسط اخوتها لقبلته زوجا ، لكنه لايبحث عن زوجه هو يتوق لحبيبه وهي اجمل حببيبه ، لكن لايصلح حبيبها ، هكذا قالت له بصمتها الطويل ، هو اقل منها ، عائلته اقل من عائلتها وافقر ، هي ابنه الحسب والنسب وهو ابن الشقا والكفاح والهم ، هي الصعيديه التي ارسلها الصعيد للسوربون وهو الفقير الذي منحته الجامعه درجه علميه اخرجته من البدروم واسر المسئوليه وشقا الايام ، المسافه بينهما واسعه ، هي اجمل منه وهو لايصلح لها !!!

هامش 7

الايام مازالت ثقيله !!!!
هو مازال يشغل تفكيرها لكنها تنقم عليه !!!
هي مازالت تشغل تفكيره لكنها يشفق عليها !!!

هامش 8

الايام والاسابيع والشهور تمر !!!
امه تلح عليه يتزوج وهو يرفض ينتظر تليفونا هاما سيغير حياته !!!
امها تبكي لانها لم تتزوج لكنها تتجاهل دموعها وتحدق في المحمول تنتظر اتصاله وحين يتأخر تغضب منه وتسبه وتلعن نفسها !!!

افكار مبعثره 4

******* ياامه بحلم بيها هي بس !!! هي الحريم ياامه ، هي كل النسوان !!!
هي اللي حتفكني وتعتقني ، هي اللي حتحررني هي اللي حتسعدني !!!
لو شفتي عينيها ياامه ماتقوليش اتجوز غيرها ، مين عندها العينين دي ياامه !! العينين الشقيه النعسانه الهاديه العنيده المجنونه الساكته المسحوره !!!
لو شميت ريحتها ياامه ، لو شميت ريحتها ، ريحه جسمها كفها نفسها عمرك ماتقولي لي اتجوز غيرها ، مين ياامه من النسوان اللي تعرفيها بيطرح ورد وفل وياسمين !!
لو سمعت صوتها ياامه ، لو سمعتي صوتها ، مين ياامه من النسوان اللي تعرفيها بتتكلم زي العصافير وتتنهد زي اليمام وتتنفس موسيقي وشقاوه وقباحه وحب !!!
هي كل النسوان ياامه ، هي كل النسوان ، لافيه نسوان قبلها ولا فيه نسوان بعدها !!!
سيبني ياامه في حالي احلم بيها واستناها وازعل منها لاني ما مليتش عينها مارويتش قلبها مارضيتهاش !!!
سيبني ياامه في حالي وادعي لي ترضي عني وافوز بيها !!!!

****** يااحاج ماتشغلش بالك بي ، انا مابفكرش في الجواز !!!
ارحمني ياحاج ، مابفكرش في الجواز ، مش عايزه اي راجل ، ولا بحلم باي حضن ولا عايزه اشيل اي اسم !!
ارحمني ياحاج ، بطل اصعب عليك ، بطل تحاصرني بنظرات الشفقه ، بطل تسالني بعنيك اتصل ولا لسه ، مش حيتصل ياحاج مش حيتصل ، خلاص ، مشي بعد راح !!! ارحمني ياحاج من صعوبانيتك ، ارحمني من حزنك ، ياهو ده يااما بلاش ، مش اي راجل حيرضيني مش اي راجل حيرويني مش اي راجل حيحاجي علي !!!
اصل الجدعنه طبع وغالب ، اصل الحنان جدر ومادد ، اصل الرجوله صفه ومش اي راجل راجل ومش كل راجل يرضيني ويملا عيني ، ارحمني ياحاج ، قعادي جنبك اهون علي من الحلم بغيره ، هو نفسه حلم مش عايزه اصحي منه ، اتمناه لكن مش حاسعي له ، مستنياه لكن مش حاقوله تعالي ، ارحمني ياحاج ، بطل توجعني بحبك بطل توجعني بقلقك بطل توجعني باستئلتك المخروسه !!!
ارحمني ياحاج وادعي لي ربنا يحنن قلبه علي ويفتكرني ويجيي !!!
ادعي يفتكرني ويجيي ياحاج !!!

مرت سنه كامله !!!!


مرت سنه وهي تنتظر تليفونه !!! لكنه لم يتصل !!! مثل هذا اليوم من عام كامل اتصل بها ولم ترد اتصاله !!!
اشتاقت اليه ، لرائحه انفاسه التي زرفرها في وجهها ، اشتاقت لنظره عينيه الملتاعه عليها !!!
تلومه لانه لم يهتم بها مثلما تستحق !!!

مثل هذا اليوم من عام كامل اتصلت بها ووعدتني بالاتصال ولم تفي بوعدها !!!
يجلس علي البحر يشكوه الهم ، من اعجبت بها لم اعجبها !!!
لكنها وحشته ، افتقدها ، نظره عينها البريئه ، احمرار وجنتاها ، اشتاق اليها ، همسات صوتها المستيقظ وسط الاغفاء ، تذكرها فاضطرب قلبه ، ليتها تتصل !!!
يقرر الا ينتظر اكثر من هذا ، عام مضي وهو ينتظر !!!

الاتصال الثاني !!!

في الرابعه صباحا طلب نمرتها ، ردت بسرعه كانها تنتظر اتصاله ، سالها يشاكسها ، هو بكره ماجاش ؟؟؟ ضحكت بصوت هامس لا !! تدافع الدم في راسه لم تنهره لم تسبه لم تتشاجر معه لم تساله ببرود لماذا يتصل بها ، مازالت تذكره ، سالها فرحا يكاد يحلق في السماء ، ومش هيجي ؟؟ ابتسمت ابتسامه واسعه وصمتت ، همس معذبا ، يارابحه فاتت سنه وانا مستني ، ابتسمت ابتسامه اكبر وهمست ، والله حاكلمك بكره !!!
وحين اتي بكره ، اتصلت به ، كان ينتظر مكالمتها علي احر من الجمر !!!
حين رد عليها لم يقل لها اي كلمه الا وحشتيني وباحبك !!! هل عرف وقتها ان الدم انفجر في وجنتاها وراسها خدرت ، لم ترد عليه ولم يكن ينتظر ردا ، سالها اجي ااقابل بابا واخواتك يارابحه ؟؟؟ صمتت طويلا ثم همست حاسال بابا تتفضل امتي ؟؟؟ صرخ ، نعم ، هل غريب ان استاذ في الجامعه نابهه متفوق حاصل علي درجه علميه عاليه في تخصص نادر ، هل غريب ان يصرخ من الفرحه ، نعم غريب ، الا بالنسبه لعاطف ، عاطف صرخ من الفرحه ، اخيرا الدنيا ستبتسم له ، اخيرا انتبهت لوجوده ، اخيرا تذكرته ، صرخ من الفرحه وانهيا المكالمه !!! بقيت جالسه علي فراشها تحدق في المحمول كانها ستقبله ، تشم فيه رائحه عاطف ، نسيم انفاسه ، تري فيه صورته وبريق عينيه ، يرتج بدنها كلما رددت بخيالها صدي صرخته فرحا ، جالسه علي فراشها تحدق في المحمول سعيده فرحه ، كان يفكر فيها طيله السنه ، كان ينتظر ردها ، كان يشتاق اليها ، كان لا بل مازال يحبها !!!!

هامش 9

هرعت لابيها جالسا في الحديقه يشرب قهوه الصباح ، متلاهثه الانفاس جلست بين احضانه مرتبكه ، اخذها في حضنه واغلق ذراعيه القويتين عليها ، احسها رقيقه تكاد تتحطم شظايا بين ذراعيه !!! مالك يارابحه مالك يابتي !!! نظرت له نظره ذات مغزي ففهمها الكبير بخبرته العميقه ، سالها ، هو ، هزت راسها خفره ، ضحك واحتضنها اكثر واكثر ، قصت عليه المكالمه التليفونيه الاخيره ، قصت عليه عذابتها منذ المكالمه الاولي ، قصت عليه انتظارها اللعين ، كانت تنتفض بين ذراعيه كالعصفور الصغير وقت تلقمه امه اول لقيماتها ، الكبير ابن الكبير يكاد يطير من السعاده !!!

الزيارة

في اليوم المشهود وصل عاطف للبلده مع امه وشقيقاته الثلاث وازواجهن ، استقبله الكبير في الحديقه ومع بقيه ابناءه الذكور ، شربا القهوه والشربات ودخلت رابحه فزغردت ام عاطف فردت عليها ام رابحه بزغروده اعلي فصخب المنزل بالزغاريد لكن الكبير ابن الكبير كان اسعد البشر قاطبه في تلك اللحظه ، رابحه ابنته التي كبرت ونضجت وتعلمت وسافرت وتغربت وعادت ، في تلك اللحظه هي انثاه التي يهديها لرجل يحبها وسيحافظ عليها !!!

الفرح
واقسم الكبير علي افراح ثلاث ، اولهما في الصعيد والثاني في الاسكندريه والثالث في القاهره ، افراح ثلاث تمتليء ليالها الملاح بالسعاده والبهجه في ليله عمره ، ليله رابحه وعاطف !!!! وقد كان !!!


افكار مبعثره 5

في الليله الاولي لما اتقفل عليهم الباب بكت رابحه من كتر السعاده فبكي عاطف !!
فضلوا يومين يعيطوا ويحضنوا بعض ساكتين ، هي لحمه ودمه هو حبيها واخوها ، هي الانتظار والشوق ، هو اللهفه والحب ، فضلوا يومين يعيطوا ويحضنوا بعض ساكتين !!!
في اليوم التالث داق شفايفها فسكر وعيط وهي اتخضت ونامت !!
في اليوم الرابع لمح جسمها عريان فسكر وسكت ولما هي عرفت اتخضت وفرحت ونامت !!
في اليوم الخامس سافروا
في اليوم السادس سهروا يحكوا للقمر حبهم وعذابهم !!
في اليوم السابع مارس معها كل حبه واعطته احضانها وحنانها وغرامها وهيامها
فخلقت الدنيا من اول وجديد !!!!

الهامش ال 10 والاخير

و............... توته توته فرغت الحدوته ، حلوه ولا ملتوته !!!!
هههههههههههههههههههههههه .... نسيت اقول كم ان رابحه دي جدتي وعاطف ده جدي !!!
هههههههههههههههههههههههههههه .... نسيت اقول لكم ان قصه حبهما وجوازهم سمعتها انا واخواتي من جدنا الكبير خالص الكبير ابن الكبير اللي عاش ميه وعشرين سنه سعيد فرحان بكل حاجه في حياته واهمها حكايه جواز رابحه وعاطف اللي اقسم ميت مره انها اكثر حاجه سعدته في حياته !!!! اصله كان بيحب رابحه قوي !!! قصدي جدتنا رابحه يعني !!!!!!!!!!!!

ليست هناك تعليقات: