مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الاثنين، 24 نوفمبر 2008

كلناها .. كلناها .. كلنـــــــــــــــاها


عندما صرخ يناديهم انفجروا في الضحك ودخلوا غرفهم يصرخون كآنهم يلعبون ليزداد صراخهه فيزداد صخبهم وضحكهم ولهوهم ، يهمسون لبعضهن البعض " كلناها كلناها كلنــــــــــــــــاها " ثم يضحكوا اكثر واكثر .... وذلك اليوم الطويل بدء حين عاد والده من سفره فجآ وهن مجموعه فتيات ماتت امهن في ريعان شبابها وهن صغار وبكاه الزوج وبكتها البنات ثم انصرف الاب لشئونه وترك البنات في رعايه الكبيره منهن ، كان رجلا غنيا ثريا ، وكانت زوجته كريمه تشتري من كل شيء يلزم البيت اضعاف الكميات المطلوبه لان بناتها كثر ولانها تحب تكون جاهزه اي وقت " يدخل علي ميت نفر واكتر " وفي العيد كانت تشتري شوكولاته كثيره بجميع انواعها والساده والمحشي بالبندق والمحشي باللوز وكانت لا تمنحك حين تزورها واحده او اثتنين بل " كبشه " فخير ربنا كثير ، وحين ماتت ترك زوجها اداره المنزل لابنته الكبري التي ورثت كرم امها فاشترت من كل شيء كميات رهيبه وحين يحاسبها تخبره بمشترواتها وتردد عليه قول امها " علشان نكون جاهزين لو دخل علينا مين نفر واكتر " ووافقها الاب سعيدا بكرم ابنته وفي ذلك العيد الذي حدثت قصتنا خلال ايامه منح الاب ابنته الكبري نقودا وفيره فاشترت كعك وبسكويت وبتي فور وقراقيش وشوكولاته وملبس ووضعت الكراتين الواحده فوق الاخري هرما عاليا في حجره الاب ، وساعه بعد الاخري ودقيقه بعد الاخري تتسلل البنات لحجره الاب تسحب " كبشه شوكولاته " وتخرج وسرعان ما تعود لتصطدم بشقيقتها الاصغر تاره تدخل الحجره وشقيقتها الاكبر تاره تدخل الحجره وقبل تمر ايام العيد كانت الشوكولاته قد نفذت وبقيت الكراتين فارغه هرم متهاوي لا يحمل بداخل جدرانه الا ذكريات السعاده وبقايا الورق المفضض ، وفي اليوم الثالث للعيد عاد ابيهم من السفر ومعه نفر من اصدقاءه اجلسهم في الصالون ونادي علي ابنته الكبري لتحضر لهم الواجب " كعك وبسكوت وشوكولاته وكده يعني " وكانت الابنه تعرف ان شقيقاتها وهي معهن قد اتين علي الكراتين التي فرغت من خيراتها ، خرجت من الصالون تضحك لتسآلها الاخت الاصغر عن سبب ضحكها فتشرح لها فتضحك ثم الرابعه تفهم فتضحك ثم اخر العنقود تسمع فتضحك ويهرولن بعيدا عن الصالون يضحكن ويضحكن لانهم قد اكلوا الشوكولاته ولم يعد متبقيا ولا واحده نقدمها للضيوف ، يضحكوا ويهربوا من ابيهن الذي يصرخ يناديهن ولا يفهم سر اختفاءهن وكلما نادي عليهم كلما ضحكوا وكلما صرخ يستعجلهن كلما ازاداد ضحكهن وفي لحظه غريبه همست واحده منهم " كلناها كلناها كلنـــــــــاها " واذ بتلك الكلمه تتحول لنشيد صاخب موسيقاه الضحك يسخرن من انفسهن اللاتي كلن الشوكولاته كلها ويضحكن علي الموقف السخيف الذي وضعن ابيهن فيه ويضحكن ويضحكن ويصفقن و" كلناها كلناها كلنـــــــــــاها " وفجآ يدخل عليهن ابيهم محتقن الوجه غاضب يصرخ فينهن " راحت فين الشوكولاته " فقد اكتشف السر ودفن اصابعه في الكراتين لتخرج خاويه ، صمتن فجآ ولم تجد واحده منهم الجراءه في نفسها لتشرح له انهن " كلناها " ينظر لهن غاضبا ينتظر اجابتهن وحين يسود الصمت يلوي شفتيه ويخرج من الحجره وهو يهمس " اللي بلا ام حاله يغم " فتسمعه الابنه الصغري فتنفجر باكيه وتلحقها شقيقاتها يبكين جميعهن فقد الام وحالهن المرزي وووسط البكاء والنحيب تنتفض اخفهن دما وتصرخ فيهن " كلناها كلناها كلناها " فيصمتن لحظه ثم يمسحن دموعهن وينتفضن بفرحه وضحك يرددن وراءها الاغنيه التي استمرت تضحكهن طيله العمر بعد ان مات ابيهن وتفرقت سبلهن وتزوجت من تزوجت وطلقت من طلقت لكن حين يجتمعن وتخيم الكآبه علي مجلسهن لا تلبث واحده منهم تصرخ " كلناها " لتصرخ بقيتهن خلفها " كلناها كلنـــــــــــــاها " ويضحكن ويضحكن ويترحمن علي ابيهن وعلي امهن و....... يرتفع صوت ضحكاتهن تصم الاذان !!!!!!
اهداء لمهرجان الشوكولاته وصديقاتي واصدقائي الاعزاء الاحباء ....

هناك تعليق واحد:

مــها العباسى يقول...

هانكلها..هانكلها