مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الثلاثاء، 23 مارس 2010

القمر حدانا ياناس !!!!!!!!!!!




هل تحلم ؟؟؟ لاتعرف .... كفا حانيه تهدهدها ، جسدها مسترخي ، تفتح عيناها بصعوبه ، اين انا ، فخري يحدق فيها مبتسما ، صباحيه مباركه ياعروسه ، ترتبك لاتصدق ، نعم هي علي فراش عرسها في منزل فخري ، يقترب منها ، سعيد ، ياصباح القشطه ، تضحك خجله ، لاتنظر في عينه ، لكنه لايتركها تهرب من نظراته ..... باحبك بارضوي ، طول عمري بحبك بابت ، تتسارع دقات قلبها ، هي ايضا تحبه ولاتقول له ، يقبض علي اصابعها الدافئه ، تكاد تنزل من السرير ، لايسمح لها ، يدخل معها تحت اللحاف الستان ، ويضحكا ويضحكا ...................... وقولوا لابوها ان كان جاع يتعشي ، قولوا لابوها ان كان جعان يتعشي !!!!!

رضوي رضوي ، قومي يابنتي ، بقينا الضهر ، تتداخل الاصوات في اذنها ، كانها تحلم ، فتحت عيناها بصعوبه ، اين هي ، علي الكنبه ، فين ، في بيت عمة العريس ، تتسلل اليقظه لرأسها ، انا فين ، مين دول ، تنتبه ، هي في بيت عمة العريس ، نايمه علي الكنبه ، افاقت اكثر ، هل هذا كابوس .... تسال نفسها متوتره وهي تفيق بصعوبه ، هل ماعاشته كابوس ...كابوس انها تزوجت بلا حفل زفاف ، ولم تذهب وعريسها للكوافير ، لم تزفهما الزفه الدمياطي ، لم تقضي ليلتها الاولي معه في بيته ، انها لم تقضي ليله زواجهما الاولي معه اساسا ، نعم مؤكد انه كابوس ، انا العروس ، هكذا تقول لنفسها ، وكنت ساخرج من بيتي للكوافير ، صديقاتي وصلن فعلا ، وصوت غنائهن عالي ، طبل وزمر وزغاريد ، مالذي حدث بعد هذا ، لم يحدث شيئا ، هكذا تقول لنفسها .... هو ايه اللي جري ، سؤال يتكرر في راسها ، حصل ايه ، ابدا ، عمة العريس ماتت ، والفرح باظ ، والدخله اتأجلت ، هذه حقائق وليس اضغاث احلام ، ياحزني يامه ، ياحزنك يارضوي عن دون الصبايا ، تفتح عيناها بصعوبه ، تكره ماتعيشه ، ولاتقبل ماعاشته ولايعجبها ، لم تذهب للكوافير لان عمة العريس ماتت ، احضروا مأذون ببنطلون وقميص وكتب كتابهم ، تركها العريس ليدفن عمته ، بقيت في بيت ابيها ، خلعت ثوب الفرح وارتدت عباءه سوداء ، ذهبت لمنزل المتوفاه ، لطمت مع النساء وصرخت مع بناتها ، جاملت قدر ماقويت كسيره النفس حزينه علي فرحها الذي باظ ، ومنك لله ياعمة ....

فخري يحب رضوي ، البلده كلها تعرف الحكايه ، حكايه غرام فخري برضوي ، هو بدأ القصه ، اعجب بها لايعرف من امتي ، لكنه انتبه لنفسه معجب برضوي بجمالها بروحها بصوت ضحكتها ، بل هو يحبها ، طاردها طيله الوقت بكلماته المعسوله وغزله الجميل ، كلما شاهدها في اي وقت في لحظه صرخ " القمر حادنا ياناس " تذهب للمدرسه وتعود ، ينتظرها في الشارع صباحا وينتظرها وقت تعود ، هي اجمل فتيات بلدتها الصغيرات ، هو ابن عائله كبيره لاتهتم بالتعليم ، خرج من المدرسه بعد سنه سادسه ، يدير اموال ابيه وتجارته الكبيرة ، محلاته علي الطريق للمدرسه ، ينتظرها كلما ذهبت وكلما عادت يصرخ بوله " القمر حادنا ياناس " ، سنوات مرت وفخري ينتظر رضوي قمره الساطع يبتسم وقت يراها تتسارع نبضات قلبه تحتله السعاده ويارب هون البعيد !!!

دفنت العمة وصوتت النساء ، ورضوي في منزل العزا كسيره النفس ، وقتما حل الليل ، تمنت لو تركوها مع عريسها ، تمنت لو تركوها مع فخري وحدهما ، ماخلاص بقي الكتاب انكتب ،هكذا همست لامها ، لكن الام لطمتها علي وجهها ، تتجوزيه "سوكيتي" ليه ، عامله عامله وعايزين نستر عليكي بسرعه ولاايه ، الناس ياكلوا وشنا يابت وفضيحه ابوكي تبقي بجلاجل ، بكريته تتجوز سوكيتي ليه عازبه ؟؟؟ اصرت امها علي موقفها ، والختمه الشريفه مايحصل ابدا ، كتب الكتاب حاجه والفرح حاجه ، مافيش دخله الا بعد الاربعين وساعتها يبقي عدانا العيب وقزح ونعمل الفرح والحي ابقي من الميت ، امها صممت علي تاجيل الدخله حتي تنتهي مراسم الحداد !!!!! لاتصدق رضوي ماحدث يوم فرحها ، عمه العريس ماتت ، كتبوا الكتاب بسرعه ، امها اصرت علي تاجيل الدخله ، هههههههههه ، لاشك انه كابوس ، كل ماحدث كابوس ، هل صحيح ان ابيها ضرب امها ، وصمم علي ذهابها لبيت زوجها ، وحين اعترضت الام ضربها الاب بالشلوت وشد شعرها فصرخت وكانت فضيحه بجلاجل ، ابو العروسه بيضرب ام العروسه ، لانها قليله الاصل وبتخيب بنتها ، البنت تزوجت وانتهي الامر ونصيبها مافيهوش طبل وزمر ، يمين بالتلاته لو فتحتيي حنكك لاطلقك ، خلاص البت تروح بيتها مع جوزها ، وقدر الله وماشاء فعلا ، لا فيها تأجيل ولا فيها هيصه ، نصيبها وحتشوفه ، يضرب ابيها امها بالشلوت ، اكتميي ياوليه وخلي عندك اصل ، ربك مابيتعاندش ، عايزه تفرحي ببنك ، افرحي اهي اتجوزت وحتعيش نصيبها ، ازيد من كده كلمه حاطلقك وبراحتك بقي ، شلوت تاني للام صمتت بعده للابد ، وانت يارضوي علي بيت عمه جوزك يالا ، صمم ابيها تذهب لبيت المتوفاه تخدم مع امه وشقيقاته المعزين واصحاب الواجب ، هذا هو الواجب وهذه هي الاصول ، وياحزنك يارضوي ، فرحك باظ !!!! ...


كبرت رضوي وصارت عروسه جميله يتردد علي منزلها الخطاب ، لكن فخري شاغلها ، احتل تفكيرها ، احست من صراخه طريقه احتفاءه بها انها القمر الساطع ، شاغلها فخري وجهر باعجابه بها ، لم يكترث بالبلده الصغيره واصولها ، لم يكترث بسمعتها حين يتناقل الناس في السوق ان فخري بيشاغل رضوي وهي بتضحك علي كلامه ، كل هذا لم يهمه ، فقط رضوي التي تهمه ، القمر الساطع في سماءه ، كبرت رضوي مشغوله بفخري ، انتظرته يتحرك لكنه لايتحرك ، فقط يصرخ كلما شاهدها " القمر حادنا ياناس " هي لاتحبه ، لكنها ترفض العرسان ، لايعجبوها ، هكذا بصراحه تقول لامها ، الجدع ده مش عاجبني ، مش عاجبني وخلاص هو مش انا اللي حاتجوز !!! لاتكترث بلوم امها ، يابت الجدع مايتعيبش وزينه الرجال ، افرضي حتي لكن مش عاجبني !! ومازال فخري يصرخ " القمر حادنا ياناس " ولا يتقدم لخطبتها !!!

نامت رضوي مع بنات العمه المتوفاه تواسيهين ، لا تفكر طيله الليل الا في حظها المهبب ، كانت ستكون في حضن زوجها ، سيقبلها ، سيتحتضها و............. تحس خجلا رهيبا ، الحزن يخيم علي الاسره وهي تهيم بعيدا عن الحداد والحزن مع فخري في خيالاتها العاطفيه ، تلوم نفسها ، يابت عيب ، لكنها لاتكف عن التحليق بعيدا عن دار الحزن ، ومازالت في المأتم تحيطها الملابس السوداء والحزن والدموع و... تشتاق لفخري فتهمس ، اه ياحزنك يارضوي !!! ... اه ياحظي المهبب ، حقه ياعمة مالكيش حق ، كنت استنتي لبكره ولا بعده ، يرضيكي كده الغلب اللي انا فيه ، ياقليله الحظ ياني ، قلعت الفسان الابيض بنفسي لا العريس شافه ولا قلعه لي ، تبكي ، هي لاتبكي علي العمه بل تبكي حظها المهبب ، اتجوز سكيتي زي العازبه ، لاطبل ولا زمر ولا نقطه ولا غازيه ، تبكي اكثر ، والاكاده الراجل ضرب امي وفشل غله فيها ، ليه وليه بتقوله ، نأجل دخله البت، انا ماكنتش موافقاها ، بس كان عندها حق ، مااني هو ، لادخلت ولااتنيلت ، بس روحت بيته من نفسي زي الغضبانه في بيت ابوها من غير حق ، هي المحقوقه ترجع بنفسها ، دخلت البيت لا ملح اترش ولا ورد اترص ولا شربات اتبل ، حظي مهبب ، والعريس عمال يعيط علي عمته والعروسة اتنست والفرح اتنسي ، منك لله يابعيده ، يقعد لك في بناتك ، يوم فرح اي واحده منهم تتقرص في قلبها واحده زيك كده وتفلسع وتبوظ فرح البنت ، منك لله ، اه ياحزنك يارضوي !!!!


ذات يوم اقترب فخري من رضوي واعطاها خطاب ، قطع عليها الطريق وهي عائده من المدرسه ، لم يكترث بمئات العيون التي لامته وقت وقف امامها مبتسما وناولها خطابه ، كانت حتموت من الكسوف ، وايضا حتموت من السعاده ، اخفت الخطاب في صدرها فوق قلبها ، كلما اختلت بنفسها قرات كلمتيه ، احبك ولن احب غيرك ، تدوخ ، تميد الارض تحت قدمها ، لكنها لاتحبه ، ستقول لها انها لاتحبه والحب قله ادب ، تسخر من نفسها ، من قال ان الحب قله ادب ، امها قالت وابيها قال وجدتها قالت ، لكن عبد الحليم وصباح وشاديه وورده وام كلثوم لايقولوا هذا ، يقولوا الحب جميل ، يقولوا بحبك فوق ماتتصور ، يقولوا حبك نار مش عايزه اطفيها ، يقولوا ب فتحه با بحبك ، لكنها تخاف حبه ، لانه كما قالت امها سيضحك عليها ، نعم الشباب يضحكوا علي البنات ، يتسلوا بيهم ويرموهم ، وهي لن تسمح له يتسلي بها ، لن ترد علي خطابه .... لكنه مازال لايتقدم لخطبتها والعرسان كتير ، وهي ترفض ترفض وتنتظره ولايأتي !!!!


نامت باكيه في الحلم شاهدت نفسها تدخل بيت العريس سكيتي بلا هيصه ولا زغروده ، نفسها صعبت عليها في الحلم وهاتك ياعياط ، كرهت الحلم وكرهت الواقع ، حتي ياربي مش راضي تحن علي علي بحلم عدل ، حلم فيه رقص وطبل وزمر وهيصه وفرحه ، لا الحلم منيل زي الحقيقه ، عازبه بتتجوز من غير فرح !!! نامت مره ثانيه ، تتمني صناعه الحلم ، لكن عقلها الباطن لايوافقها ، للمره الثانيه العاشره ، تدخل بيت زوجها بعباءه سوداء ، لا فرح ولاهيصه ولا كوافير ، ده فال وحش ، هكذا استيقظت من الحلم ، ده فال وحش ، كل اللي بيحصل ده فال وحش ، ياحزنك يارضوي عن دون البنات !!!


ايام كثيره مرت وهي تقرأ كلمات خطابه مره واثنين وعشره ، احبك ولن احب غيرك ، تقرأها مرتبكه وجله ، الحب عيب جدا ، في اليوم التالي والعاشر والمائه انتظر ردها ، لكنها لم ترد وتجاهلته ، خرجت من شارع بيتها وجدته يقف علي الناصيه متوتر مهموم بالحب ، ماردتيش علي يارضوي يعني ؟؟؟ يومها احمرت وجنتاها ، كاد يغمي عليها ، ولم ترد عليه ، في اليوم التالي حلمت به ، حلمت انه يقبلها ، استيقظت من الحلم مشتاقه له ، لامت نفسها ، لاااحبه لكني اشتاق اليه ، ستتشاجر معه ، ستقول له يبعد عن طريقها ، ستقول له انها مش من البنات دول ، اللي بيقابلوا الشباب علي الجسر في الضلمه ، هي ابنه ناس محترمه ، فقراء نعم لكن محترمين ، بناتهم لاتقابل الشباب علي الجسر ، ولاتعرف الحب ، ومؤدبه وبتعرف تطبخ ، هكذا ستقول له ، حل عني يااخي ، ستقول له هذا ، بصوت عالي في الشارع لعلها تحرجه ، هكذا قررت ، لكنها في نفس اليوم حلمت به ثانيه وفي الحلم كانت مبسوطه وسعيده !!!! ي

بدو اني احبه هكذا همست لنفسها ، لكن الحب عيب وحرام ونهار ابوه اسود !!!
قضت في المأتم ثلاث ايام بلياليهم ، لم تري زوجها ، تبحث عنه لكنه لايبحث عنها ، ابيها في عزا الرجال وامها معها تطبخ مع الحريم وتجامل وتصوت ، وحين تلتقي عيونهما تبكي الام علي حظ بنتها المهبب وتبكي العروس علي حظها المهبب ، تسالها هامسه ، فين جوزك يابت ، تهمس بصوت منخفض اكثر ، ولا شفته ولا سال علي ، تصمت الام حزينه علي حظ بنتها المنيل !!!

مازال يصرخ " القمر حادنا ياناس " ينتظر ردها ، وهي مازالت تتجاهله ، ومازالت ترفض العرسان ، تخرجت من المدرسه وبقيت في البيت تساعد امها ، لاتخرج كثيرا من المنزل ، لاتراه كثيرا ، لكن وقت يراها لاي سبب في اي وقت يصرخ بحبها معجبا ، ولايتقدم ، وحتي الان لم ترد عليه ، اقترب فخري منها وفي طريقها للسوق ، وقفت في الشارع متنمره ، تنظر له بغضب ، كادت تتشاجر معه ، يااخي عيب بقي مالكش اخوات ، نظر في عينيها نظره عميقه ، ارتبكت ، نسيت كل الكلمات التي اعدتها للمشاجره معه ، اقترب منها ، عيني عينك في الشارع ، اقترب منها كاد يلمسها ، قفزت خطوه للخلف ، فيه ايه ، اقترب اكثر ، كل العيون في الشارع تراقبهم ، لو بتحبيني قولي علشان اتقدم لابوك ، صمتت ، هزت راسها وجرت مسرعه من امامه !! في اليوم التالي ذهب لابيها مع رجال عائلته ، وعايزين المحروسه للشاب ، مش حنلاقي احسن منكم ، يازين مااخترتم ، شربات ياام رضوي ، زغاريد ، والشبكه مع كتب الكتاب بعد العيد اللي جاي ، ويادبله الخطوبه عقبالنا كلنا ، ونبني طوبه طوبه في عش حبنا !!!!!!!!! واحبته بقوه ، وحلمت به كل يوم ، والايام عدت ، والفرح بكره ، لكن عمة العريس ماتت وافسدت الفرح والزفه والهيصه !!!!

ومنك لله ياعمة ، يقعد لك في بناتك واه ياحزنك يارضوي !!!!
انتهي العزا واتلمت الكراسي واتقفل الصوان ، وبنات العمه بطلوا عياط وابتدوا يدروا علي تقسيم الغوايش وعفش البيت ، وهي جالسه علي كنبه تتشاجر عليها الابنه الكبري مع شقيقتها الاصغر ، كل منهما ترغب في الحصول علي الكنبه ، اصلها كنبه ماما الله يرحمها وريحتها فيها ، واشمعني انت يعني اللي تاخديها ، يابت انا الكبيره ، وانا مالي ، انا لسه قاعده في البيت ومحدش ياخد حاجه منه الا لما اخرج منه علي بيت عدلي ، ساعتها تقسموا العفش ، انما النهارده ورحمه الغاليه محد مادد ايده علي حاجه ، تتابع المشاجره بين الشقيقات ، الكبري لايعجبها الكلام لكن شقيقتها الصغري سافله ومتسلطه ولسانها حنش بيقرص ، صمتت الكبيره واثرت عدم الخناق ، والايام جايه كتير، وسلاموا عليكم ، ههههههههههههه بنات العمة المتوفاه ، مشيوا وسابو البيت ، كل واحده رجعت بيت جوزها ، والصغيره لسه بتعيط ، وهي قاعده علي الكنبه ، لاجوزها قال لها انت فين ولا هي عارفه تروح فين ، هو مش حقه برضه يجيي ياخدها ، يقولها يالا نروح ، ولا حاعمل ايه ، ارجع بيت ابويا ، اروح بيت العريس من نفسي ، اخش كده زي اللي راجعه من السوق محدش دريان بيها !!! حائره العروس ، تتلفت حولها ، تري صوره العمة علي الحائط ، تهمس ، منك لله ياعمة ، ياكاسره فرحتي ونفسي ، منك لله !!!!


اشتري فخري لها اجمل ثوب زفاف ، وطرحه طويله وجوانتي ، اشتري لها سته غوايش ومحبس وسلكه طويله وماشاءالله مدملكه ، اشتري لها حذاء ستان ، وحتبقي يارضوي قمر مقمر ، لا انت يابت قمر مقمر فعلا ، دخل عليها في الموسم شايل ومحمل ، بط ووز وفراخ وقفص سفندي وحتتين قماش ، في العيد قبل الفرح بيومين تلاته ، اداها عيديه كبيره وهمس من خلف ظهر ابيها ، ربنا يقرب البعيد يارضوي ، ارتبكت واحبته اكثر ، اتفق مع اكبر استديو يتصوروا فيه ، واجر عربيه كبيره وزينها بالورد ، ويابت حتتزفي من اول الناحيه لاخرها ، خلي كل البلد تشوف ان فخري خد رضوي زينه الصبايا وقمر البر كله ، تضحك وترتبك وتحبه اكثر ............. وليله الحنه خلصت بسرعه ، دي جي ورقص وطبل وزمر ، البلانه فرمتها وشباكنا ستايره حرير ، وتضحك البنات ، ورسمت حنه علي صدرها وكتفها وسرتها و...... وهنيالك يافخري ياابن ام فخري ، وقرصتها كل البنات في ركبتها وامها وزرعت شربات ، وعدي يا ليله ، وخارجه من بيت ابوها رايحه بيت الجيران ، لابسه الاحمر والاخضر ومغلبه الجدعان !!!!!!!

كان فخري مع بقيه الرجال في الساحه الواسعه خارج البيت ، اقترب منه ابو العروس وساله ، حتروحوا امتي ياابني ، مراتك من بدري مستنياك ، نظر له فخري مذهولا ، كان نسي رضوي والفرحه ونسي نفسه ، نعم عروسه تنتظره في بيت عمته المتوفاه ، سياخذها ويذهب منزله ، انتبه فخري لما فعلته فيه عمته ، افسدت فرحه ، الليله التي عاش العمر كله يحلم بها ، باب يتقفل عليه هو ورضوي ، القمر اللي نور حياته العمر كله ، ياااااااه ، ياما استني اليوم ده ، من لحظه شافها وهي عيله صغيره بضفيرتين وحافيه بتلعب قدام البيت ، عيلة صغيره بس قمر ، احبها منذ اللحظه الاولي ، انتظرها العمر كله ، لم يري انثي غيرها ، هي حلمه ، والقمر حادنا ياناس ، كل ماتهل في الشارع القمر يطلع وكل ماتغيب عن عينه قلبه يوجعه ، يااااااه ، بقالي كام سنه بحبك يارضوي ، سنين ، قمر اربعتاشر ، احلي بنت في الجيهه ، في الزمام كله ، قمر ياربي ، كده برضه ياعمه ، تموتي قبل مااخدها في حضني ، قبل مانقفل علينا باب ، قبل مااشم ريحتها ، قبل ماقلبي يستريح ، كده برضه ياعمة ، ينتبه فخري لما حدث ، عمته ماتت ليله الفرحه ، اصدقائه مشيوا في الجنازه بدلا ما يمشوا في الزفه ، وعروسه خلعت ثوب زفافها الابيض وارتدت عباءه الحزن والحداد ، تذكر كله هذا وكان نسيه ، لم توحشه زوجته التي كان يحلم طيله حياته بحضنها ، نسي كل شيء وهو يسير خلف عمته يبكي ، نسي كل شيء وهو يرفع بدنها من النعش وينزل به درجات المقبره ، يتركها علي الارض الرطبه ، حشرات كثيره تحتل قاع المقبره ، سال نفسه سيترك عمته مع الحشرات ، واسي نفسه ، لكن روحها في السماء وهذا الجسد فان ، تركها وخرج حزينا يبكي ويبكي ، وسط هذا كله نسي زوجته رضوي ، انتبه لسؤال ابيها ، مش حتاخد مراتك وتروح ، صحيح لازم ياخدها ويروح ، الحزن انساه نفسه وانساه رضوي ، الفتاه الجميله ، تذكر عينها الشقيتين ، شفتاها المكتنزتين ، جسدها الملفوف ، احس شوقا ورغبه ، طيب ياجماعه سلاموا عليكوا ، دخل البيت ونادها ، يارضوي ، يارضوي ، خرجت العروس في عباءتها السوداء ، نظر لها ، جميله جميله ، وهي في العباءه السوداء جميله ، يالا يابنتي نروح ، سارت خلفه خفره ، اخيرا تذكرها ، اخيرا ستدخل بيته ، اخيرا سيغلق عليهما باب ، ارتبكت تعثرت ، كادت تسقط ، امسك بذراعها ، اخذ اصابعها في يده ، احس سخونه رهيبه ورغبه عارمه ، قبض علي اصابعها كانه يقبض علي جسدها كله بين ذراعيه ، تسارعت خطواته علي الطريق الطويل ، بيته بعيدا ، لكن الشوق والرغبه والعروسه البضه في كفه هونوا الطريق الطويل ....


قبل خروج رضوي للكوافير بنصف ساعه فقط ، ضربت امها علي صدرها وصرخت ، الصويت ملا البلد ، الست ام البنات ماتت ، لطمت ام العروسه ، ياعيني يارضوي ، خرجت رضوي من وسط البنات علي صويت امها ، خير ياامه ، امها تبكي وتلطم ، رضوي مش فاهمه حاجه ، عمه فخري ماتت ياعين امك ، ماتت امتي ، دلوقتي ياعين امك ، انتبهت رضوي ، عمه العريس ماتت قبل الفرح بتلت اربع ساعات ، رقعت بالصوت ، ياحظك المهبب يارضوي عن دون الصبايا ، حقه ياام البنات مالكيش حق ، تبوظي فرح بنتي كده ، منك لله يابعيده ، رضوي تبكي وامها تبكي ، يدخل الاب يتشاجر معهن ، فيه ايه ياوليه ، مالك يابت ، هو بايديه يابت ، عمته وماتت ، ايه يقول لملاك الموت استني شويه لما نعمل الفرح ، نسوان قللات عقل ودين صحيح ، يالا ياوليه خدي بنت وعلي بيت ام البنات تقوموا بالواجب ، تصرخ ام العروسه ، بدل مانطبخ الصباحيه نطبخ للعزا والهم ، يدخل فخري مرتبكا ، يقابله ابو العروسه ، شد حيلك ياابني ، بقولك ايه ،اللي كاتبه ربنا حنشوفه ، هات المأذون يكتب ونخلص ، بعد كده هي مراتك واللي هواك اعمله ، نظر فخري لرضوي بعيون دامعه ، عمته في مقام امه ويحبها زي عينيه ، اللي تشوفه ياحاج ، نكتب واخدها البيت وامر الله غالب ، وبسرعه وقبل الدفن والجنازه كتب فخري كتابه علي رضوي التي صارت زوجته وحلاله ، وتركها مسرعا ليحضر الجنازه ومعه ابيها ورجال العائله ، وخرجت رضوي بالعباءه السوداء وامها وبقيه البنات علي بيت المتوفاه ، واه ياني ياامه ، ياحزنك يارضوي عن دون كل الصبايا !!!!!


وقف فخري امام بيته يقبض علي كف رضوي همس في اذنها " القمر حادنا ياناس " ابتسمت مرتبكه بعباءتها السوداء ، يبحث عن مفتاح الباب ، يجده ، يفتح الباب ويبتسم ، نورت بيتك ياقمر ، وقفت علي الباب مرتبكه ، دفعها برفق خطوتين للامام مبتسما ، جسدها الدافيء يثيره ويسعده ، ودخل البيت و اغلق الباب خلفه ، حملها في الظلام بين ذراعيه لحجره نومهما ، همس في اذنها طول عمري بحبك وماحبتش غيرك ، ابتسمت وخجلت فاحتضنها بين ذراعيه بقوه وهمس " القمر حادنا ياناس ، لا القمر في حضني ياناس "ولمعت عيناه بدموع فرحه لم تنهمر وبقيت معلقه تعكس صوره عروسه الجميله وهي متشبثه برقبته نائمه في حضنه !!!!
خرجت من منزل ابيها بملابس سوداء ، كمثل الارمله يوم فرحها ، خلعت الثوب الابيض وتركته ملقي علي الارض مثل حظها " اغبر ومهبب " ، وذهبت بيت العريس لم تجده ،تركت حقيبتها وذهبت له عن عمته ، اقصد في منزل عمته ، صويت ولطيم وعياط وصراخ ، وياحلوه ياصغيره يالي زي السكره ، فارقتينا بدري ليه ، تضحك ، كنت ساسمع مكسوفه مكسوفه منك مكسوفه اني اقولك اني بحبك ، وبدلا من الفرحه حداد ، وبدلا من اغاني الافراح تعديد ونواح وقليله البخث تموت عمة جوزها يوم الفرح ، ياحزنك يارضوي !!!

وضعها علي السرير برقه ، سالها ، ااقيد النور ، رفضت ، وافقها ، احسن نورك كفايه ، مازالت بعباءتها السوداء ، سحب الطرحه السوداء من فوق راسها ، انهمر شعرها الاسود الناعم شلالا حريريا فوق ظهرها ، مد اصابعه برقه وسط خصلاته ، ارتعشت ، ابتسم ، مكسوفه ؟؟ ، لم ترد عليه لكنها مكسوفه للغايه ، تفتح عينها في الظلام تراه امامها مبتسما ، كان نفسي نعمل فرح ، جلس بجوارها واحتض وسطها بذراعه ، ولايهمك ، انا مش فارق معايا ، كفايه انك معايا هنا وفي بيتي ، اقترب منها وقبلها علي خدها ، تارجحت ، مازال يحتضن وسطها بذراعه ، ترتعش كالعصفور الصغير بين يديه ، ارتعاشاتها تثيره ، انت حلوه قوي ، قمر مقمر ، ده انا عفشه ولابسه جلبيه سمرا وحالتي بالبلا ، ده انت قمر والجلبيه السمرا مزوده فوق جمالك حته زياده ، يابت انت قمر في اي حاجه ، احتضنها وصمت ، ارتعشت وارتعتشت ، القاها علي ظهرها و..................... قول لابوها ان كان جعان يتعشي ، قولوا لابوها ان كان جعان يتعشي !!!!!

هناك تعليقان (2):

حسن حسين يقول...

الحزن مالهوش جلال يا جدع الحزن زى البرد زى الصداع ....
توقفت الحياة وتوقف الحلم عندما أتى الحزن والسواد ليخيم على الفرحة المنتظرة ..وبعد فقد إستمرت الحياة كما تستمر وعمة فخرى وارت التراب وأصبحت ذكرى وتذكر فخرى عروسه وتحقق الحلم ولو تغير الشكل ولكن مضمونه واحد ونتيجته واحدة ورضوى فى أحضان زوجها بالأسود أو بالأبيض لايهم فالألوان فى الحلم لها معنى فعلا ولكن تفسيرها يختلف فىالواقع ..فالسواد قد يعنى الحزن وقد يعنى الليل وليل فخرى أضاؤه قمر أسمه رضوى فقد كان محقا عندما وصفها بالقمر فقد أضائت السواد الذى سببه حزنه على عمتة ..
المهم أن يظل فخرى يردد مقولته الجميله ( القمر حدانا ياناس )

Unknown يقول...

لو لم يكن هناك حزن لن يكون الفرح
وقولوا لابوها ان كان جعان يتعشى