مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الجمعة، 15 أكتوبر 2010

ليلة ... ثلاثينية الهوي !!!!





( 1 )
كان الهواء البارد يزأر داخل المكان ، الاضواء الشاحبه تلفه ورواده ، الموسيقي الحالمه تتسلل للروح كمثل ترياق السم تشفيه من الوجع ، رذاذ البحر يتناثر علي الاوجه وعلي خصلات الشعر المبعثرة .... ليل بارد وبحر غاضب وموج هائج وقاعه ثلاثينه الهوي والتاريخ و.... فتاه تسطع بالدفء و.... رجل يجلس بعيد ينتظر الجنية التي ستأتيه من البحر فتختطفه ........ وسط كل هذا قامت مبتسمه ، واثقه من نفسها ، خطواتها تتأرجح علي نغمات الكمان ، اقتربت منه مبتسمه ، واثقه انه سيلبي دعوتها ، مدت له ذراعها ، ترك الشوكه التي في يده ، اسقطها في الطبق ، ابتلع بسرعه مافي فمه ، مسح شفتاه بفوطه بيضاء كانت مطويه بعنايه و.... قبض علي اناملها وقام من خلف المنضده لساحه الرقص!!!!
( 2 )
تلاحقه بنظراتها ، يعجبها ، النظره الذكيه الجادة التي يتأمل بها المكان ، تدخل في راسه وتسكن حدقتيه وتنظر مثلما ينظر وتحس مثلما يحس ، تعجبه الستائر وتعجبها ، لايحب لون الفيونكه الذهبيه التي تزين ظهر المقاعد ولا تحبها ، يحدق في كأس النبيذ القاني تتمني تذوقه من شفتيه ، مازالت في راسه تفكر بعقله وتري بعينيه ، تتأمل وجوه الفتيات حوله ، بستان زهور من كل لون وصنف وشكل ، لكنه يعافهم جميعا ، لا تجذب انتباهه واحده منهم ، لاتعجبه ، يمنح كل واحده نظره عابره قصيرة وينسي كل ملامحها بسرعه ، مازالت تقبع داخل راسه ، تفكر بعقله وتحس بمشاعره ، وحيد ربما ، يجلس وسط مجموعه كبيرة من الناس لكنه وحيد ، الموسيقي النزقه التي يسمعها تداعبه خيالاته ، يتمني يرقص ، لكنه وحيد لاشريكه معه تقاسمه خطواته ، مازالت حدقتيه تدور في مآقيها تبحث عن جنية تخرج له من البحر الذي يطل عليه ذلك المكان الثلاثيني الهوي ، ينتظر جنيه تقفز من البحر وتدخل من النافذه البحريه التي يلاطم الريح الشتوي البارد ضلفتها ، ينتظر جنيه تسحبه من انامله لساحه الرقص ، تقاسمه الحضن والبعثرة والخطوه المرحه ، تقاسمه عرق الانامل ووهج الانفاس وسخونه البدن ، مازالت تقبع في راسه ، تري مايراه ، كان لحظاته شريط يمر امام عينها في صندوق الدنيا وراسها مدفون تحت الملاءة السوداء ....
تلاحقه بنظراتها وتحس الجوع الذي يمزق دواخله ، شره للحياه لكن تلك اللعينه لا تحقق ابسط احلامه ، فتاه جميله ذكيه يراقصها وقطعه لحم رقيقه مغطاه بالجبن الساخن وطبق سلطه !!!
ضحكت .... ستنظره حتي ياكل ، فيهدء جوعه ثم تحقق له بسهوله امنيته ولاحاجه للجنيات التي لم تخرج من البحر!!!!
سالتها ابنة خالتها .... رحت فين !!! 
ابتسمت ولم ترد .......... كيف ستقول لها انها رحلت للفنار المهجور تجلس فوق صخوره البارده ، ترتجف مثله تنتظر الجنية !!! 
كيف ستقول لها ........ انها رحلت اليه وفيه ولن تعود !!!! 
لم تقل شيئا ......... لكنها قررت ستنتظره حتي يأكل ثم تباغته وليكن مايكون !!!! 
ستقتنص معه لحظات السعاده التي تتمناها .... مجرد ليلة واحده من السعاده !!!
( 3 )
قبل دعوة اصدقاءه علي مضض ، لايحب تلك الاماكن المظلمه ، لايحب الموسيقي التي يعزفها الرجال المقهورين في الاماكن المغمورة ، كل منهم يتمني لو صار موسيقيا يشار له بالبنان في فرقه اوكسترا كبيرة ، لكن حظه العثر ابعده عن مقاعدها فلم يبقي له الا تلك الاماكن التي يرتادها المحبطين والسكاري يعزف فيها نغماته التي لاتجد آاذن ولا قلوب تسمعها ، اعتذر لاصدقائه لكنهم لم يقبلوا اعتذاره والحوا عليه وحاصروه ، الشتا بارد والريح عاصف والمنازل ملله والوحده مؤرقه والنوم موت مبكر فلتصاحبنا لقليل من اللهو ، احرج من الحاحهم فقبل الدعوة ساخرا باعتبارها مجرد ليله واحده لن تغير في حياته الملله شيئا !!! لو كان يعرف الذي يعرفه الكاتب لسارع لقبول الدعوة لكنه لايعرف والكاتب لن يخبره قبلما يعيش الحدث مالذي سيمر فيه !!!! وهذه ميزة ان تكون كاتب لقصه لايعرفها اصحابها !!!! 
قبل دعوة اصدقاءه علي مضض .... يتمني قوي علي الاعتذار ليجلس علي البحر في الظلام امام الفنار القديم ينتظر الجنية التي وعدته بها قارئه الودع والوعد علي شاطيء ابي قير !!! لكنه جلس علي البحر كثيرا ولم تشق الجنيه الموج وتخطفه !!! ساذهب الليله مع اصدقائي وغدا سانتظر الجنية !!!! وقبل ما يدخل القاعه ، لمح الفنار البعيد كانه يناديه ، فاعتذر له وكاد يلومه ، ادمنت صخورك ولم ترأف بي !!!
لكنه قرر الصمت واختاره ، غدا ساتي ... وحتي ياتي الغد انساني وسانساك !!!! ودخل المكان مجذوبا للتاريخ الذي يرسم ملامح المكان وملامح رواده ... ونسي اصدقاءه لايفكر الا في الجنية !!!!
( 4 ) 
في مكان ثلاثيني الهوي والملائح والرائحة ، جلس علي منضدة طويله في مواجهه البحر ، انتقي ابعد مقاعدها وجلس ، يسمع الصخب ولا يشارك فيه ، يخطف بين كل لحظه والاخري نظرة للبحر من النافذه البحرية المفتوحه ، كان الجنيه ستختار تلك الليله بالذات وتشق البحر وتخرج ، كانها ستقفز بذيل رسمت عليه الرمال نصيبه في الحياه وتلقي ببدنها الممشوق علي ساقيه ، كانها اختارت اليوم الذي انصرف عنها ولم ينتظرها !!! 
الموسيقي تصدح في المكان ، النوافذ الطويله العالية ، الضلف المتلخلخه ترطم الجدران وتعود لترتطم ببعضها ، كان الموج هجر البحر بتتابعه وسكن القاعه التي تحتلها سنوات بدايه القرن البعيده ، الالوان شحبت رويدا رويدا من المكان ، وحل محلها الابيض والاسود ، كانه دعي لفيلم قديم جلس وسط احداثه ، الموسيقي تصدح في المكان وعازف الكمان البارع يعزف مبتسما ، لايرتسم علي وجهه قهر المظلومين بالتجاهل ، لا تزين التجاعيد اصابعه القافزه برشاقه بين الاوتار ، انه سعيد بما يفعله ، عازف الكمان البارع ينثر البهجه في قلوب الرواد ، يحب المكان ويحبهم فيسعدهم ، نعم الحب هو السحر الذي يلون الحياه ويجعلها اجمل ، مازالت الضلف ترتطم بالجدران وتعود لترتطم ببعضها ، مازال الريح البارد يهجم من النوافذ المفتوحه علي ابدان رواد المكان يفيقهم ، الخمر لا يقوي علي الذهاب بوعيهم لان الهواء البارد يفسد اثر الخمر ويعيد الانتباه ... ومازالت الحياه ابيض واسود !!! 
الفراشات الجالسات بعيدا عنه ، يرتدين اجسادا ووجوه تتأرجح درجاتها مابين الاسود والابيض ، تلك البقعه السوداء الداكنه فتاه تبكي علي مائده بعيده ، تلك الفراشه المحلقه تشع ضوءا امامه هي فتاه محبة يحتضن حبيبها اصابعها تحت المنضدة ، ومازالت الجنيه لم تخرج من البحر ومازالت الالوان مطفأه وهو كانه جالس وسط الشريط السينمائي القديم !!!!
يسطع النور الشاحب للفنار في عينيه وينطفء ، يبتسم وسط الظلمه قمرا شاحب ، مالك تناديني وكأن جنيتك ستشق البحر الليلة !!! هل قدري اختلاف المواعيد ، انتظرها وقت لن تاتي وتاتي وقت لم انتظرها ، هل قدري البعثرة والحسرة !!! ومازالت الاجواء الثلاثينيه الشاحبه تلفه وتلف براسه !!!
( 5 ) 
نور ......... اسمها الجميل !!! احبت ابويها اكثر حين منحاها كل هذا الضياء المشع من اسمها ، اسم رسم ملامح شخصيتها ، تشع وسط الجميع وتسطع ، نور ، فتاه ثلاثينه السنوات ، اصابعها بلا دبل بما يفصح عن عدم ارتباطها لكن القلب مثقل بجراح التجارب الفاشلة ، دعيت لعيد ميلاد ابنه خالتها ، الليله بارده والبحر هائج والموج عالي وتتمني لو بقيت تحت بطانيتها تسمع موسيقي هادئه وتقرأ في كتاب شعر ، كلمات القصائد وبحورها تدفئها ، تصالح القلب علي القدر وتمنحه فرصه اخري ليحب !!! تتمني تكون بيتا في قصيدة شعر يكتبها محب يصف غرامها ، لكن كل مادخلت تجاربهم اميين لايجيدون قراءه النفس ولا كتابه الشعر !!! يعلم كل منهم علي قلبها بمطواته ويرحل ، تحب ابنة خالتها وتحب الرقص ، ستذهب حفله الميلاد وترقص وتنهك البدن المتيبس من شده الوحدة وحين تعود لفراشها وبطانيتها الدافئه ستقرأ المحب الغائب سلامها وبيتين شعر من قصيده تحبها وتنام في ساحه الاحلام تنتظره!!!!
( 6 ) 
المكان ........... لو مرت ابرة جهاز جرامافون قديم علي جدرانه لنطقت ... سنوات كثيرة وليل طويلة وقصص وحواديت ، كل هذا واكثر التصقت ذبذباته الصوتيه فوق الجدران ..... في اوائل القرن قرر مغامر خواجه وصل متسللا علي مركب قديمه من بلده التي لانعرفها لبلدنا التي لايعرفها ، قرر ذلك المغامر يشيد مكان يطل علي البحر للعشاق ، مكان يستضيف العشاق ومحبي الحياه للاكل والشرب والرقص ، تشاجر مع المهندس الذي صمم المكان لانه كاد يمنع البحر يدخل قاعات المكان ، تشاجر لان المكان ابن البحر وابيه ومنه واليه ، والبحر ضيف كل الضيوف ومضيفهم ، البحر بقيه الديكور الذي صممه المهندس ، اريد نوافذ كبيرة عاليه تدخل الموج تحت الارجل وتحت الموائد ، اريد نوافذ واسعه تضم كل الموج وقت يرغي ويزبد وينتفض يترك شاطئه لحضننا ، اريد قاعات واسعه تدخلها الشمس ولا تخرج وحين تضل النوارس طريقها وتدخل من النوافذ لاتخاف ، بل ترابض فوق المناضد التي تشبه البحر وموجه ، اريد اضاءه شاحبه مثل اضواء الفنار القديم ، اريد انارته تكمل ديكور المكان فحين يسطع تنطفيء الانوار الا اضاءته وحين ينطفيء ننير نحن البحر ونهدي الحيارة ، تشاجر المغامر مع المهندس وتصارعا حتي اكتمل التصميم وشيدت القوقعه وسط الرمال مكانا يحتضن العشاق والاسرار وكل الدموع ...
اه لو نطقت الجدران .......... سنسمع موسيقي متداخله متنافرة ، سنسمع صوت اطباق ترتطم بالارض من كثره الفرحه ، سنسمع نهنهات القلوب التي اضناها الشوق واوجعها الامل الكاذب والالم المستمر ، سنسمع اصوات غناء ، بعض كلماتها عربيه خليعه تحاصرها تأوهات السكاري وبعضها اجنبي ممضوغ لن نفهم كلماته يحيطه التصفيق والخطوات القافزه علي الارض ، اه لو نطقت الجدران ، سنسمع قصص عشق وخيانه ، قهقهات ضحك وصخب وانين دموع ......... وسيطغي صوت البحر علي كل الاصوات ومعه صوت الريح نسائم واعاصير ........... وصارت القوقعه اجمل الاماكن علي البحر ....... اجمل الاماكن لكن اجمل مافيه انه بقي مثلما انشأ اربعين خمسين سبعين عاما واكثر والمكان بقي علي حاله ، لم يتغير ، شكله رائحته لونه الاحساس الذي يمنحه للرواد ، بقي علي حاله وكان الخواجه المغامر ارضع كل ملاكه المتعاقبين الا يغيروا فيه شيء ، فالمقاعد مثل التي كانت يوم انشأ والمناضده هي ذاتها التي جلس عليها الضيوف يوم الافتتاح وخشب الارضيه يئن وياكل السوس قواعده لكن كعوب الاحذيه وثقل الاجسام تركوا عليه بصمات الزمن ، النوافذ العاليه بالضلف الخشبيه والستائر الحريرية الشاحبه والمفارش الزرقاء وطفايات السجائر النحاسيه الثقيله وكاسات النبيذ التي احضرها المغامر من بلده .... اجمل ما في القوقعه انها تسرقك من زمنك لزمنها وتعود بك للثلاثينيات وقت كانت الحياه مختلفه ، تسرقك من زمنك لزمنها وتعود بك خطوات للخلف سنوات خلف سنوات وتلقي بك في حضن الخواجه المغامر ليمنحك بعض السعاده خارج الزمن!!!!
( 7 ) 
القوقعه ............ هذا هو المكان الذي قررت ابنه خاله نور تحتفل فيه بعيد ميلادها ... اختارت المنضده الكبيرة المطله علي البحر لم تقبل احتجاجات ضيوفها ان الريح البارد سيكسر عظامهم ، تحب المنضده الكبيرة المطله علي البحر تحت النوافذ الواسعه العالية والبحر ضيفها الاجمل ........ القوقعه .............. المكان الذي قرر اصدقاء باهي قضاء ليلتهم فيه ..... اختار الاصدقاء المنضدة الكبيرة بجوار ساحه الرقص ، انها منضدة تري البحر وتري الراقصين وانت جالس عليها ، تري البحر والفنارة البعيده التي تسطع بالهدايه للتائهين والحياري ، تري ساحه الرقص الخشبية وتلمح اثار كعوب الاحذيه وشكل الخطوات ترسم التاريخ وتخلده فوق وجهها ....
بيانو عتيق اسود وعازف كمان وشمعه لا تذوب فوق البيانو و........... تنطلق النغمات !!! 
في هذا المكان ..... في هذا الزمن البعيد الذي فر من الزمن الحالي ..... التقت نور بباهي !!!! 
شاهدته يجلس مغتربا عن الاصدقاء يتعلق بصره بالفنارة القديمه التي تحبها !!!
لم يشاهدها ، توارت وسط الزحام بعيدا عن بصره ، تراقبه ولا يراها ، تحس بيه ولا ينتبه لوجودها ، دخلت راسه في غفله منه وقبعت فيها تري مايراه وتحس مايحسه وتفهم مايتمناه ............ واصبح المكان ابيض واسود مثلما يراه !!!
كادت تضحك ، تتوقع شارلي شابلن يطل عليها من بين المناضد ، هذا الخيال الاهوج الذي يموج في راسه وهو مغترب ينتظر هديه البحر التي لم تأتي ، ابتسمت فسالتها ابنه خالتها عن مااضحكها فكذبت كذبه بيضا وقالت ان احد الراقصين كاد يتعثر ، تتوقع شارلي شابلن يخرج بقبعته وعصاه ومشيته الخاصه جدا تتوقعه يرقص فوق الساحه الخشبية ، تنتظر سيد شاريس وجين كيلي يقفزا في الهواء ، تسمع نقرات الشارلستون وصدي الساكسفون وموسيقي الجاز من داخل راسه ، ماله بعيدا هكذا ، ماله مختطف لذلك الزمن الثلاثيني والحياه كلها ابيض واسود !!!!!! هي في داخل راسه تعيشه وتعيش احاسيسه !!! يتمني يرقص ، يقفز فوق المناضد ، يرفع الكراسي ويخفضها ، يتمني يحلق للفنار يرقص علي سلمه الحلزوني ، يتمني يقبض علي انامل سيد شاريس الجميلة الناعمه ويرفعها في الهواء ويلف بها فيدور فستانها الواسع وجيبوناته المزركشه ....... تكاد تضحك ثانيه لان ذلك الرجل كان يتمني من تدخل راسه عنوه فاقتحمته وتوحدت معه وفيه !!!
تتابعه ..... نادي علي النادل وطلب العشاء !!!
يحكم الكوفيه الصوفيه حول رقبته ، وقت ارقص معه سيخلع الجاكته والكوفيه ويتحرر !!!!
يسمع مايدور حوله لكنه لايصغي لاي كلمه ولا يتفاعل !!!!
هي مثله ، تسمع صخب الفتيات حولها لكنها لاتصغي الا لبوحه الداخلي !!!!
ومازال هائما مع نفسه منعزلا ينتظر الجنية !!!!
(8) 
الريح البارد يلف المكان كالاعصار ، ترتعش ، انه وقت الاحضان الدافئة وقت البوح بالعواطف لتسري في البدن المشتاق دفء وحنان ، تصطك اسنانها ببعضها ، ستقوم وتأتي بمعطفها تتدثر به حتي يراقصها ذلك الرجل الفار من الزمن الحالي ، نادت علي النادل وطلب كاس نبيذ ، احمر من فضلك ، يسري الدفء لقلبها ، هل الاسطورة التي قالت ان النبيذ هو دماء البكاري في احضان العاشقين وقت الوصل هي اسطورة صحيحة !!!! هل الاسطورة التي قالت ان النبيذ هو الدموع المقهورة للرجال العشاق وقت طعنتهم النساء بنصال الهجر هي اسطورة صحيحة !!! لماذا يؤنسها النبيذ ، حين تراه في الكاس يرتطم بالجدران الكريستاليه لماذا تشعر دفئا وحبا للحياة الباردة !!! 
مازالت تري المكان بعينه ابيض واسود !!! 
هو لايري الجدران الزرقاء لانه لايري الا درجات الرمادي ، لكن عينها تري!!! 
هو لايري المفارش الزرقاء وافرع الفل البيضاء تزين الفازات فكل شيء شاحب في عقله ، لكنها تري!!!
هو لايري لون النبيذ في كأسه الا وكان ماء عطن من ترعه راكده لكنها تراه احمر قان بلون العشق!!!
هو لن يري فستانها الفضي حين سيراقصها لكنها ستري كرافتته الزرقاء علي قميصه اللبني!!!
هي ستراه جيدا اما هو لن يراها لانه مسروق لزمن مضي محت الايام البعيده الوانه!!!!
تراهنت مع نفسها .... حين تراقصه وينتقل الدفء من جسدها لجسده ويختلط عرقها وسط الصقيع بعرقه ، ويتبادلا الابتسامات الحنونه ، حين تكون له سيد شاريس ويكون معها جين كيلي ، حين يقفزا فوق المناضد والمقاعد وضلف النوافذ ، حين يضحكا ويدورا كالفراشات يحلقا ويطيرا ويعودا ، حين يقوي علي اعتصار خصرها بين ذراعيه وتتسلل اصابعه لمنابت شعرها ، حين ترتعش شفتيه وقت يلمح شفتيها الباسمتين ، في هذا الوقت ......... ستعود الالوان لرأسه وخياله ووعيه وينسي الجنيه والفنار ويكون من نصيبها !!!! 
مازالت تراقبه ولا يراها !!! 
انزل النادل الطبق امامه وغير له كاس الماء وصب له كأس نبيذ وابتسم ابتسامه تعني بالهنا والشفا !!!
همست ، نعم بالهنا والشفا !!!
ماله بطيء هكذا وهو يأكل !!!
لايمزق اللحم بشراهه بل يقسمه برتابه ويلقي القطعه في فمه ويلوكها طويلا !!!
يشرب جرعه صغيره من كأس النبيذ ويبقي طرف الكاس علي شفتيه طويلا !!!
تعود لراسه ربما تفهم مالا تفهمه !!!
مذاق اللحم لايعجبه !!!!
النبيذ يتسلل لاعصابه مخدرا فينادي علي الجنيه لتخرج له وتشق الليل !!! في هذه الليله بالذات انتظرك !!! في هذه الليله بالذات اشتاق لك !!! في هذه الليله بالذات اتمني قضاء الليل في حضنك وبعدها فليذهب العالم كله للجحيم !!! ومازال كأس النبيذ علي شفتيه !!!!
تراقبه بلا صبر !!!
تتمناه يلتهم طعامه بسرعه !!!
الرجل الذي ياكل بلا شهيه لايصلح عاشقا !!! وهو ياكل بشهيه تفصح عن خبرة في العشق والشعر والرقص وحب الحياه !!!
ضحكت بصوت عالي ، سالتها ابنه خالتها ، بتضحكي علي ايه جننتيني ، ضحكت وهمست لها ، ماتركزي مع خطيبك ومالكيش دعوة بي ، كل المدعويين علي المنضده ياكلون بشهيه ويضحكون بصوت عالي وبعض الشباب يغازل الفتيات الغريبه التي لا يعرفها ، هي حفله صاخبه يحتفلوا فيها جميعا بعيد ميلاد ابنه خالتها ، مالها هي خارج الحفله والزمن !!!!
وضع النادل التورتايه فوق المنضده ، تتمايل خيالات شموعها الثلاثين فوق المنضده ، احتضن خطيب ابن خالتها عروسته بنهم والصق جسده بها وصرخوا جميعا باغنيه عيد الميلاد واغلقت الانوار الشاحبه واعيدت وزفروا جميعا الانفاس الساخنه اطفئوا الشموع وعادت الموسيقي تتسلل لجسدها وخيالات الشموع تراقصها ورذاذ البحر يرش وجهها والريح البارد عاتي وهو ..... مازال ياكل قطعه اللحمه امامه ومازال كاس النبيذ معلق علي شفتيه !!!!!
( 9 ) 
دقات البيانو تتصاعد دفئا وسط اعاصير الريح الباردة ، لاتعرف اسماء الاغاني لكن جسدها يجيد التمايل علي نغماتها ، اكم من مرات حلمت تراقص عاشق ، يفهم معني اقترابها من صدره وهج انفاسها علي جيده تلامس اناملها وانامله ، الرقص لغه العشق ، الرقص ليس مجرد فن ، انه نوع من الصلاة بين العشاق ، ايماءات مفهومه واقتراب له معني وبعد له معني اعمق ، الرقص عباده في محراب الحبيب حين يقبض علي الجسد الملتاع بحبه فتتطهرالنفوس وتمتزج الانفاس وتذوب الارواح .... مازالت دقات البيانو تتصاعد دفئا والريح يدق علي ضلف النوافذ دقات موسيقيه تغلف صوت البيانو ونغماته بفخامه وصفير الريح يتسلل بين نغمات الكمان ليؤازرها والساحه الخشبيه تأن من الهجر فلا خطوات ترقص ولاكعوب تقفز ولا نغمات تتبعثر فوق الاجساد المتحررة من اغلال الجمود ، الساحه الخشبيه تناديها ، اتركي بصمه كعب حذائك فوق سطوري رساله عشق وانطلاق ، ارسمي بخطواتك خريطه جديده للبهجه وافتحي بانطلاقك دروبا جديده واطلقي الارواح الاسيرة من مكامنها وتحرري !!!
مازالت كاس النبيذ علي شفتيه ، ومازال البحر يناديه وجنيته التي لم تظهر ، والاضواء الشاحبه تتلاعب والريح يرسم بفرشاته فوق المناضد خيالات تذهب بالعقل المنتبه فمبال العقل المخدر بدماء البكاري !!!! تدخل راسه تحرضه علي ترك الطبق ودعوتها للرقص ، لو تقدم صوبها خطوه واحده ستتقدم ناحيته عشر خطوات ، لو مد لها ذراعه ستلقي روحها في روحه ، لو دار بها دوره واحده فوق الساحه الخشبيه ستحلق به فوق البحر وفوق الفنار وتسكره اكثر ، لكن الحياه في عيناه ابيض واسود ونبيذه داكن وروحه مخطوفه وينتظر الخطوه الاولي التي ستحرك كل الرواكد داخله و........ملت من الانتظار وقررت تتحرك صوبه !!!!
حين انزل الكاس من فوق شفتيه ادركت انه صار جاهزا لمراقصتها ، يتمني جسد يلاصقه وروح يختبيء فيها وينتظر و.......... لن يطول انتظاره !!!!
( 10 ) 
و اعد المسرح لاستقبالهما وخفتت الريح وصمتت ضلف النوافذ وترقق صوت الموج فتحول عصافير مغرده واضاء الفنار بقعه ضوء فوق الساحه الخشبيه و......... ارتدت فستان ضيق بذيل طويل ورشقت ريشه بيضاء في قبعتها الفضيه وحذاء عالي بكعب مدبب ، ستكتبت به سطر بهجتها فوق الساحه الخشبية ..... ارتدي بذله سوداء بياقات ستان لامعه وربطه عنق ستان وقميص ابيض بياقه منشاه وقبعه سوداء !!
احكمت قفازها الفضي علي ذراعيها ، واخرج من جيبه مثل كل السحره عصا ابنوس و............ انطفأت مصابيح الالوان وساد الاسود والابيض خيالات تتراقص فوق الساحه الخشبيه ...
والسيدات والساده ............. الان .. سنعود بكم لافتتاح القوقعه ... كازينو علي البحر يسطع كالؤلؤة الفضيه تزين جيد عروس البحر .......... الزمن عاد للوراء وهرولت العقارب للسنوات البعيده وفي ليله شتويه مثل تلك التي نعيشها ، سطعت الاضواء علي شاطيء البحر وفتحت القوقعه احضانها للعشاق والمحبين واصحاب الذوق الرفيع والمثقفين وصناع الحضارة وكتبه التاريخ وانهمر النبيذ امطارا فوق شفاه الضيوف تذهب بالحيطه والحذر وتبقي الروح طليقه و............... سيبدأ العرض حالا !!!!
( 11 )
اقتربت منه مبتسمه ، واثقه انه سيلبي دعوتها ، مدت له ذراعها ، ترك الشوكه التي في يده ، اسقطها في الطبق ، ابتلع بسرعه مافي فمه ، مسح شفتاه بفوطه بيضاء كانت مطويه بعنايه و.... قبض علي اناملها وقام من خلف المنضده لساحه الرقص !!!!
وسط بقعه الضوء علي الساحه الخشبيه وقفت نور امام باهي يستعدا للرقص !!!
و..... تحدق في عينه فتراها ، تري كيف يراها ، مازال الابيض والاسود يكسو بصره بغلالات رماديه !!!
بدأ عازف الكمان يداعب اوتاره فانطلقت نغمات شقيه ، اقتربت ، فاقترب !!!! مدت ذراعها صوبه فقبض علي وسطها بين ذراعيه .... علي صوت البيانو مع صوت الكمان ، اقتربت اكثر فاعتصر خصرها وبسرعه القاها بعيدا وقبلما تفلت من بين اصابعه جذبها فسكنت راسها علي كتفه ..... ابتسم عازف الكمان وادرك ان الدفء سيسري سريعا في المكان ، اشتعلت اوتاره بالشوق فقالت وباحت وغارت منها اصابع البيانو فصدحت وغنت وتراقصت بقعه الضوء وخيالاتهما تتراقص كخيالات الشعله الخافته علي الجدران ...
بفستانها الطويل وقبعتها والريشه ، ببذلته الانيقه السوداء وقبعته وعصاه ...
وقفا وسط الساحه الخشبيه ، سيبدءا التدوين علي اسطرها بكعوب اقدامهما ...
موسيقي فالس تعزفها الاوركسترا الصغيرة التي احضرها الخواجه المغامر من بلاده لتعزف الحان البهجه في افتتاح قوقعته العزيزة !!!
ترك الراقص عصاه علي المنضده القريبه وامسكت الراقصه بذيل ثوبها و............ صنعا بجسديهما دوامه حانية علي نغمات الفالس !!!
وبسرعه ..... انقلت الايقاع للتانجو ............ قبض علي اناملها في كفه وانام كفه علي صدره فوق القلب وغرزت اصابعها في ظهره و... واحد اتنين واحد ... واحد اتنين واحد .... يتعرجا علي اسطر الساحه الخشبيه ، للخلف وللامام ، لهذا الطرف وذاك الطرف ، يرسمها لوحه بخطواتهما ، يرسما خريطه الكنز ، كنز البهجه الذي لن تفتح بوابته الا للعشاق ......... كانت تحكي له باصابعها علي ظهره قصتها ووحدتها واحتياجها للدف ، وكان يكتب لها الشعر وينظم الاغاني بخطواته ويتغزل فيها ويغني لها ويتوحد معها اكثر واكثر !!!
وفجأ دوت الاصابع السوداء للبيانو ، نغمات فخمه ، وقفز الراقص فوق المنضده والقي قبعته بعيدا ورفعت الراقصه قبعتها ولوحت بالريشه البيضاء في وجهه و.............. انها موسيقي الشارلستون وصوت ساكسفون يصرخ من اعماق العازف البارع ويقفز الراقص امامها ويمسك ذراعيها ويتركهما ويرسم بخيالات عصاه علي وجه الساحه الخشبيه ابتسامه وتقفز الراقصه فوق خياله تسبقه ويشتبكا ويبتعدا ويحمل مقعد يلوح به في الهواء ويلقيه امامه فتتلقفه وتجلس عليه فينحني علي يديها يقبلها وتضحك الموسيقي والنغمات !!!!!!!
( 12 )
ومازال الخواجه المغامر يستقبل ضيوفه وزائريه في الليله الاولي لقوقعته المضيئه علي شاطيء البحر !!!
وراقصة بديعه القد تتمايل علي الساحه الخشبيه وحولها ومعها راقص بارع يلف حولها ويقفز بعيدا عنه ، يلقيها ويقبض عليها ، جسدها وجسده يشتبكا ، اذرعهما تتلاف حول اجسادهما وتبتعد ، ابتساماتيهما تتسع وتتسع والبهجه تنتشر علي وجوه الحاضرين والكل يحسدهما يتمني ينطلق بروحه مثلهما ، كزوج العصافير يتنقلا بين الرقصات المختلفه وموسيقاها وكانهما يحلقا في الغابه فوق كل الاشجار ....
مازالت ندي بين ذراعي باهي .... تكسر باقدامها ارتباكه وتحرر بروحها روحه وتعبث باناملها الرقيقه في منابت شعره و.... يقفز من بين ذراعيها ويعود ، تضحك بصوت عالي فيضحك ، تفر منه علي نغمات الموسيقي فيطاردها ، خطوه اثتنان للخلف ، خطوه اثنتان للامام ، تعطيه ظهرها فيضحك ويبعد ، خطوه اثنان ثلاثه وبسرعه يباغتها ويلف ووجهها في وجهه وانفاسها تختلط بانفاسه ودقات قلبه تتسارع خلف دقات قلبها و............... عازف الكمان يعزف متباهيا ، فموسيقاه تدخل السعاده علي هذه الشابه وذلك الرجل ، لموسيقاه قيمه ومعني ، انها تسعد العشاق !!!!!
فجأ ..... صمتت الموسيقي وهي في حضنه فبقيت .... يحكم علي وسطها قبضته ، تتسلل لرأسه كيف يراها ، الان هو لا يراها ، فقط يشعر بها ، والرمادي الكئيب الذي كان يغلف بصره بالحسرة يتبدد والالوان تعود لاحساسه ببطء لكن بقوة و............ الارواح الطليقه الحرة تلتقي وتمتزج وتتواصل وتتفاعل و......... تصدح الموسيقي من جديد .... لكن عازف البيانو قرر يلعب نغمات شرقيه ، فتلك الانثي تستحق تتمايل بجذعها في حضنه و............... وتداخلت اصوات الريح والموج ودقات الضلف فوق الجدران واصوات كعب حذائها علي الساحه الخشبيه مع صوت البيانو ونغماته الشرقيه ، طبله ودف ورق وصاجات و............. تتمايل بجسدها بين ذراعيه فلا يفلتها ، ويقترب بجذعه من صدرها ويبتعد و...... تنثر شعرها علي كتفه فيمسكها من خصلاته ويجذبها صوبه ويلتصقا وجسديهما يتلاعبا وكان سمكه خرجت من الماء تتراقص وكانه طير مذبوح من الالم ........ وتئن النغمات الشرقيه بحنينها ويبتعدا ........ تراقص ذراعيها في الهواء وتكتب بخيالاتها علي الجدران كلمات يفهم معناها ويلوح بعصاه في وجهها ويكاد يضربها فتفلت منه فيطاردها ويرشق العصا في وسطه فتاخذ طرفها في يدها وتراقصه وتلف حوله وتخطف منه العصا وتحتجزه فيخطفها منه ويعتقلها والعصا خلف وسطها الرشيق و............ تصمت الموسيقي فجأ !! فتقف نور ثابته بين ذراعي باهي وكانها تساله هل سنكمل الرقص فيجيبها نعم سنكمل البهجه !!!
هل نست عيد ميلاد ابنه خالها وضيوفها .... هل نسي اصدقاءه والجنيه التي كانت ينتظرها .... لقد نسيا انفسهما والدنيا وقررا معا في تلك اللحظه ان يمتزجا وينصهرا ويتوحدا ............. ولتكن ليله الرقص والسعاده !!!
ومازال الخواجه المغامر يتابع الاوركسترا وراقصيه المحتفلين بافتتاح القوقعه !!!!
هل تسللت نور وباهي لحفل الافتتاح !!!
هل ارتديا ثوب الراقصه ذات القد البديع وثوب الراقص البارع !!!
هل تركا كل التاريخ والجروح والامنيات علي عتبه القوقعه وقت دخلوها برجليهما وعادا بمنتهي الوعي للماضي ينقبوا فيه عن لحظات سعاده فرت من واقعهما الحاضر !!!!
ومازالت نور ترقص ومازال باهي يرقص و........ وانتقل الدفء من جسدها لجسده واختلط عرقها وسط الصقيع بعرقه ، وتبادلا الابتسامات الحنونه ، وكانت معه سيد شاريس فكان معها جين كيلي ، وقفزا بمنتهي الرشاقه والجنون فوق المناضد والمقاعد وضلف النوافذ ، وضحكا ودارا كالفراشات يحلقا ويطيرا ويعودا ، وقوي بمنتهي الجراءة والاقدام علي اعتصار خصرها بين ذراعيه وتتسللت اصابعه لمنابت شعرها ، وارتعشت شفتيه وقت لمح شفتيها الباسمتين وفي لحظه جنون قرر يلثم شفتيها لكن الموسيقي دارت بها بعيدا عنه وجهه ، في هذا الوقت ......... عادت الالوان لرأسه وخياله ووعيه ونسي الجنية والفنار !!!!
( 13 )
غادرت ابن خالتها وخطيبها والاصدقاء المكان وتشاجرت معها قبلما ترحل لانها مستهتره تراقص غريبا بتلك الميوعه وتلك الحميميه !!!
غادر اصدقاءه المكان وتندروا عليه باعتباره عريس الليله التي افلح فيها في اصطياد فتاه لاهيه ستمنحه اكثر من الرقص كثيرا !!!
وبقيا مكانهما .......... تراقصه ويراقصه ويقتسما البهجه يشاركهما عازف الكمان الاحساس بجمال الحياة !!!
و.......... حين صمتت الموسيقي وصوت البحر وصراخ الريح واعلن الفجر عن قدومه ...
في تلك اللحظه ، احضر لها معطفها فتدثرت به واحكم الكوفيه الصوفيه حول رقبته وخرجا من القوقعه !!!
وقفا امام البحر وامواجه يفتحا رئتيهما للهواء النقي النظيف !!!
ودعته سعيده ، وودعها سعيد !!!
و................... لم يلتقيا ابدا بعد ذلك اليوم !!!
وكثيرا ما تسال نفسها ، هل كانت تحلم !!!
كثيرا ما يسال نفسه ، هل كان يحلم !!!
لكن بصمات اقدامهما علي الساحه الخشبيه تؤكد ان ليله السعاده التي عاشها بكل تفاصيلها كانت ليله حقيقيه انتزعا فيها هم الاثنين من براثن الوحشه لحظات سعادة غامرة ....
ومازال المكان الجميل ثلاثيني الهوي ومازالت جدرانه تخبيء اسرار كثيرة لو نطقت لباحت بها ومن ضمن تلك الاسرار ، سر تلك الليله البارده التي ادفئها نور وباهي بومضات السعاده التي عاشوها !!!!
..........................................

لن ننهي الحدوته نهايه تقليديه ..

لن نرسم قصه حب بينهما ..
لن نلوي عنق الاحداث ونقول وعاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات ..
فاي كلمه اخري ستفسد جمال تلك الليله البارده التي ادفئتها روحيهما الحرتين !!!!!
انها مجرد ليلة واحدة من السعادة !!!!
لكنها ليله خاصه جدا ، انها ليله ثلاثينيه الهوي !!!!
ملحوظة من الكاتب ....


هناك 10 تعليقات:

غير معرف يقول...

Dina Tawfick رايك فى الحب رائع وبسيط وعميق

غير معرف يقول...

Ehab Samra لو كنت أنا كاتب القصه لأسميتها صلوات متوسطيه .. المكان ليس كازينو و ليس مطعم أبدا .. المكان معبد حقيقى .. لصلوات العشاق على مذهب البحر المتوسط .. بحيرة التاريخ .. و تخومه أرض الآلهه و العابدين و الملحدين أيضا .. الخواجه كاهن جاء يبشر برسالته على شاطىء جديد .. العازفين سدنة بيت العشق .. النبيذ و اللحم طقوس تطهير مبدئيه لا أكثر .. قال الملحدون متهكمين على الأديان و بيوت الصلاه أنها كآلة الزمن تنقل من يدخلها ألى الماضى فقط .. و ألا فلم تكون الصلوات بذات الصوره منذ آلاف السنين ؟ .. و ياللعجب .. صدق الملحدون هنا .. فصلوات العاشقين تتم بذات الصوره على تخوم البحر العتيق منذ قرون .. الموج و الريح هما رسائل البحر و السماء للمؤمنين فى معبد العشق .. نور كانت هى تلك المبشره المخلصه .. و باهى كان ضالا تائها .. فعلى يديها اهتدى .. و على خشب المعبد أقاما صلاة العشق .. و الصلاة وصال .. و طال الوصال حتى امتلأت الأرواح .. تسابيح و ترانيم و مزامير و أناشيد كلها هطلت على أرض المعبد كأمطار النبيذ التى غسلت أرواح المؤمنين بالعشق فى تلك الليله .. و روح الكاهن القديم مؤسس المعبد كانت تنظر أليهم بمحبه و فرحه .. يداعب قلوبهم من السماء برياح تزأر و تصمت على نغمات الترانيم و أمواج تصنع بتواترها ايقاعا لأقلوبهم قبل أقدامهم
مغامره غير محسوبه ؟ ؟؟ .. من قال أن العشق يخضع للحساب .. العشق مغامرة كبرى .. ابحار ضد التيار ... و من يركب البحر لا يخشى من الغرق

الآتى لا يهم .. المهم أن القلب الحجرى دبت فيه الروح و نفخ فيه العشق من روحه .. و عاد ينبض .. لن يعود للفنار المهجور مره اخرى .. و لن ينتظر الجنية أبدا .. فملائكة العشق صارت تحميه الآن

غير معرف يقول...

Maha Al-Abase انها رحلت اليه وفيه ولن تعود
تدخل راسه عنوه فاقتحمته وتوحدت معه وفيه
ومن قال انها دخلتها عنوة انها انسابت الى داخل راسه بكل سلاستها وفتح لها هو دون ان يدرى كل الابواب
الغد لا يهم كل مايهم تلك اللحظات التى ابتهل كل منهم فى احضان الاخر ليله عاشقه للحياه تمنح الحياه
انها تلك الليله التى لن يعود اى منهما بعدها وحيدا حتى لو لم يلتقيا مرة اخرة
انها ليله الحلم الحقيقى وحقيقه الحلم التى يولد من رحمها كل العمر الاتى بعد مخاض السنين الماضيه

غير معرف يقول...

Suzy Esmat الصورة حلوة اوى ومناسبة للقصة جدا وفعلا حسستينا ان ليلة فيها حب وحنان تكفى لنشعر بسعادة تتغلغل بداخلنا ابدعتى كعادتك يا مرمر يا شاعرة يامرهفة الحس

غير معرف يقول...

Kholoud ElSayed فى دقائق معدودة خرجت من الواقع لعالم جميل
اخذتنى الكلمات والتفاصيل
المزيكا والمكان

ما زالت ندي بين ذراعي باهي .... تكسر باقدامها ارتباكه وتحرر بروحها روحه وتعبث باناملها الرقيقه في منابت شعره و.... يقفز من بين ذراعيها ويعود ، تضحك بصوت عالي فيضحك ، تفر منه علي نغمات الموسيقي فيطاردها

لا يهم أن تنتهى القصة نهاية تقليدية
ويكون لقاءهما بداية لقصة حب
يكفى اهما عاشا لحظات من السعادة
ولحظات حقيقية من السعادة تصنع عمرا جديدا

جميل جميل جميل

غير معرف يقول...

Faten Khalil هل تكفي ليلة سعيدة تكفي للشعور بالسعادة والدفء ... الباقي من العمر

غير معرف يقول...

Faten Khalil ألتعبيرات رائعة والصور رائعة
خدتني معاها لعالم تاني
عالم ساحر ... موسيقى وسحر الحب ونشوة الأحساس
ياترى ... الحب سحر

غير معرف يقول...

Faten Khalil أتسائل
لو كنت مكانهما لقبلت سعادة ليلة أم كنت ساسعى أن تكون سعادة كل ليلة حتى ولو كانت مغامرة غير محسوبة

غير معرف يقول...

عشتار تموز
تحفه
بس ارحمينى ياميرو انا مجنونه خلقه بقرالك بتجن زياده طيب يرضيكى يعنى
بس هاقول ايه هو البرج برومانسيته واحلامه عرفاه
بجد تجننى

غير معرف يقول...

نعم الحب هو السحر الذى يلون الحياه ويجعلها اجمل _ رائعه
تحياتى استاذه اميره