( 1 )
شجرة الرجال
شجرة الرجال
انها عائله غريبه جدا ...... كل من يعرف تلك العائله يدرك غرابة احوالها .....عائلة كبيرة العدد ، انجب رأسها منذ سنوات بعيده ، انجب سبعه ذكور واربعه اناث!!! وبسرعه كبر ابناءه الرجال وتزوجوا وانجبوا ذكورا حملوا لقب العائله واسمها .... وبسرعه كبر الاحفاد وتزوجوا وانجبوا ذكورا حملوا لقب العائله واسمها .... الجد الاكبر انجب ذكورا ، الابناء انجبوا ذكورا ، الاحفاد انجبوا ذكور ......انها شجرة كبيرة جذورها ضاربه في الارض وفروعها تعلو علي السحب البعيده وتشق عنان السماء ، كل فرع من الفروع الكبيرة يحمل اسم ابن واسماء احفاد واسماء احفاد الابن ، انها شجرة الرجال !! اين الاناث؟؟؟؟؟؟؟؟؟
( 2 )
الجد الاكبر والحفيد الاصغر
الجد الاكبر والحفيد الاصغر
قص علي جدي في لحظه افاقه قصيره من توهته المتكررة بسبب تصلب شراينه وتحلل خلايا مخه التي ارهقتها الايام الكثيرة والسنوات المتعاقبه من لحظه ميلاده البعيد ، قص لي ان بناته الاربع متن امام عينه ، وانهن حرقن قلبه حين تبعثرت اوراق زهورهن اليانعات قبل الاوان ، قص علي ان امهن ، رحم تلك الاسرة وخصوبة شجرتها ، جدبت بعدما تساقطت الزهيرات الواحده تلو الاخر امام عينها هباءا منثورا في الفضاء ، قال لي ان التراب الذي وراهن احترق بدموعه وتخضب لونه بدماء انوثتهن التي وأدت قبل الاوان !!!لم يكن جدي بالضبط ، كان جد ابي ورأس العائلة ، كان عجوز هرم ، كانه عاش الف سنه ، علي وجهه تجاعيد كل الزمن ، في ذاكرته وقت تعود الاف القصص والحكايات ، كانه عاش الحياه كلها منذ بدأ الزمن دوراته و بدأت الحياه وجودها....ثلاث من بناته متن صبايا في ربيع العمر ، كل واحده ماتت بلا قصه ، ماتت ببساطه !!! اخبرني جدي ، انه بكي الابنه الاولي وحزن علي الابنه الثانيه وقهر وقت ماتت الابنه الثالثة ومنح كل حبه لبناته الاربع لابنته الصغري التي تصور انها ستعيش حتي تبكي عليه ....لااعرف ابنته الرابعه .... نسي جدي يقول انها ماتت هي الاخري امام عينه ، عاشت قدر ماعاشت ثم خدعته وماتت ببساطه مثل شقيقاتها الثلاث ، وتركته بلا ابنة من دمه تبكي عليه وقت يموت ، ماتت امام عينيه بعدما طال به العمر بلا معني الا ليقهر علي اخر زهراته قهرا لا يغادره ابدا مهما غابت ذاكرته وعادت ، وهنت وقويت ، الشيء الوحيد الذي لاينساه ابدا ، ان بناته الاربع متن امام عينيه !!!لااعرف ابنته الرابعة .... لكني سمعت عنها من كبار العائلة !!! زهرة ..... هذا اسمها ... العمة زهرة .... كما كان يناديها البعض .. الجده زهرة .... كما كان يطلق عليها البعض .. كانت جميلة ... ذكية ... ماهرة في كل شيء تقوم به !!!! هي الوحيده من بنات الجد التي عاشت طويلا ، وتزوجت وانجبت ابنة واحدة وماتت !!!!جدي الاكبر ، يعيش في منزله الريفي وحيدا ، مع يمامه بيضاء لاتغادر كتفه وخادمتين عجوزتين ، بقايا الايام التي كان العز فيها صفه منزله وحياته !!! يعيش وحيدا مع اليمامه البيضا بعيدا عن كل البشر ، يجلس في الشرفه الواسعه فوق كرسي كبير وعلي ساقيه بطانيه عتيقة صيف شتاء .. يستيقظ لينام وينام ليستيقظ ... وحين تلقي شمس الظهيره اشعتها فوق وجهه تتدفق الذكريات البعيده !!! كثيرا مايبكي بناته اللاتي متن امام عينيه فباكهن كمدا ولم يعشن ليبكوه !!!حين يستيقظ من النوم ليبكي تنهره الخادمه العجوز ليكف عن البكاء خوفا علي بقايا نور عينيه وتجفف اليمامه البيضاء دموعه بجناحيها ، الغريب ان الجد الاكبر الذي كانت البلده ترتعد من صوته وقت يهمس ، يستجيب للخادمه العجوز ويكف عن البكاء ويصمت وينام !!!!وحين ينام يهذي بكلمات غير مفهومه ، هي هي ذات الكلمات التي يرددها طيله الوقت حين ينام ، كأنه يحفظها ، هذيان منظم متكرر غير مفهوم !!!تخبر خادمته العجوز طبيبه الذي يزوره مره كل اسبوع ، تخبره انه لايكف عن الهذيان وهو نائم !!! تخبره انها لاتفهم كلماته ولاتعرف لها معني ، تخبره ان الكلمه الوحيده التي تفهمها من وسط عشرات الكلمات هي " زهره " يبتسم الطبيب ويناشدها تتركه براحته يهذي مثلما يحب !!!في يوم غريب استيقظت من نومي مرتاعا يجتاحني الشوق له ، خفت يموت ، تصورت شوقي هاتف يناديني اطمئن عليه قبل رحيله ، سافرت بسرعه لاراه ، لم اخبر ابي وامي اني ساذهب لجدي الكبير ، وصلت قبل العصر ، جالس في الشرفه علي مقعده مثلما يجلس دائما ، اليمامه البيضا نائمه فوق كتفه ، صوت هديل حمام يلف المكان ، حفيف سعف النخل يتداخل مع الهديل من نغمات ناي بعيد ، احسست الطمأنينه وقت وقفت امامه ، انفاسه منتظمه ، طمأنينه لاافهم مبررها تلون ملامحه ، لم اناديه لاخبره بوجودي لكنه احس بي ، فتح عينه وابتسم ، كثيرا يناديني باسم ابي ، احيانا يفيق ويسترد كل ذاكرته ويحدق في وجهي ويؤكد لي انه اشبه ابي وقت شبابه ، لااحس هذا ، عندما كنت صغير كنت اجادله لكنه يصمم ويتشاجر معي ، ابيك حفيدي الاول وانا اتذكر وجهه وقتما كان شابا ، يجادلني ، وقت ولد ابيك كنت في عز الشباب والنضوج وذاكرتي كانت قويه لاتعاني فجوات الزمن مثلها الان ، انت شبه ابيك ، هكذا يصر جدي الاكبر ، ظللت اجادله ويتشاجر معي و حين كبرت وافقته شفقه عليه من انفعاله واصراره ، لكني لااراني اشبه ابي ، ذات يوم نام وهو يتشاجر معي وحين استيقظ حدق في وجهي وهمس ، انت لاتشبهه ، وجهك لايشبهه ، لكن روحك تشبهه وابتسم ونام ثانيه !!!! وحين استيقظ عاد يناديني بأسم ابي ، لم اجادله ولم اصحح له خطأه ، ابتسمت كاني ابي ، اتسعت ابتسامته وسالني عن زهرة ، عمتي ، لم ارد عليه ، كسي الحزن وجهه ونام !!!رحبت بي الخادمه العجوز ورجتني ، يايوسف ارسل له زهرة تؤنسه ، تقسم لي انه حين يراها يعود شابا ، وعدتها باني سابذل قصاري جهدي !!! قبلت جدي ورحلت ، احسسته يقبلني بروحه وهو يغط في النوم ، همست في اذنه الا يتركنا ويرحل ، هز راسه وهو نائم يؤكد لي انه لن يرحل قبلما يري زهرة !!!!
( 3 )
زهرة
زهرة
لااعرف لماذا ماتت اخواتي كلهن وتركوني ... مازلت اتذكرهن ..جميلة ماتت وهي صغيرة ... كانت تلهو في الحديقه ، سقطت علي الارض وسعلت سعالا متتاليا ، صرخت اناديها تقوم لنكمل لعبنا لكنها لم ترد ، اقتربت منها وهي ملقاه علي الارض اهز بدنها فلم تضربني غاضبه مثلما اعتادت ، صرخت في اذنها فلم تنتفض ، شددت جديلتها البنيه الطويله ، لم تتأوه ، لم تكمل لعبتنا التي كنا بدأناها ، لم تغضب وتضربني مثلما تفعل كل مره ، مازالت ملقاة علي وجهها ، صرخت ، اقبل ابي مهرولا ، لم يسالني مابها ، حملها فوق ذراعيه وبكي ، بكيت وقت بكي ، سالته مالها ، لم يرد علي ..... وفي اليوم الثاني دفنت جميلة ، امي صرخت وشقت جلبابها وبكي اخوتي الشباب ، خيم الحزن علي منزلنا طويلا ... ابي يجلس تحت شجره المانجو العالية في الصباح وحيدا يبكي بصوت عالي ، كلما بكي اشاطره البكاء ، كانت جميله جميله ، طيبه وحنونه ، بعيون عسليه وشعر بني ، كانت صديقتي وليست اختي فقط ، لكنها سقطت علي وجهها وماتت !!! سالت ابي ، لماذا ماتت ، كنت صغيره ولاافهم معني الموت ، عمرها انتهي ، ببساطه ووجع شديد شرح لي الامر ، الموت لايحتاج اسباب ولا مبرر ، الموت حقيقه لا فرار منها وكأس سيشرب الجميع من ماءه المرير ، الناس تموت حين ينتهي عمرها ، ومتي ساموت ياابي ، احتضني وصمت ، اتمني يومي قبل يومك ، قالها ابي وهو يبكي كأنه لايثق في تحقق امنيته !!!لااعرف كيف ماتت بهية ، كنت في بيت عمتي الهو هناك ، صراخ عالي حطم جدران الصمت في بلدتنا الصغيره الصامته ، فزعت عمتي وسقط الابريق الفخار من يدها ، كانها لمحت طائر الموت يخرج من دارنا ، سحبتني من يدي وهرعت لهناك ، لم اجد امي في الحديقه ، المقعد الذي يجلس عليه ابي كان فارغا ، لطمت عمتي علي وجهها ، ظنته اخيها التي تحبه وليس لها غيره ، لكنه صوت عويله طمأن قلبها ، همست من بين دموعها بركه ياحبيبي انك طيب ، اخيها مازال حيا لكني اختي انا التي ماتت ، بهيه اكبر اخوتي ، عروس شابه استعد الخطاب لطلب ودها ، لكنها اعطتهم ظهرها ورحلت عن عالمنا كله ، عمرها انتهي ، تذكرت قول ابي ، لم اسال كيف ماتت ، فحين ينتهي العمر لايحتاج الموت لاسباب ، امي وقفت في صاله الدار شعثه الشعر تصرخ صراخ عالي من قلبها المحترق بلوعه فقد فلذه الكبد واول الفرحه ، ابي جلس بجوار فراش بهيه يمسك يدها ويقرأ القرأن ويبكي ، في عينيه نظره موجعه ، كانه يعاتبها لانها رحلت ، يافرحه العمر التي قتلت قبل تمام الفرحه ، انا ونور انزوينا في ركن مظلم من الغرفه البعيده ، احتضنا بعضنا وبكينا ، هاهي جميله رحلت وهاهي بهيه لحقت بها ، اغلقت نور ذراعيها حول وسطي بقوه فقبضت علي جسدها بقوه اكثر ، كل واحده تقول للثانيه لاترحلي وتتركيني ، حين خرج نعش بهيه من البيت لم تصرخ امي مثلما صرخت وقت خروج جميله من البيت ، ارتج جسد ابي كانه سيسقط ، امسك اخي الاكبر بذراعه يسنده ، ودعها ابي شامخا مكانه لكن الحزن سري في عروقه كالسم ، حفر القهر علي وجهه اخاديد عميقة ، كبر ابي عشرات السنين فوق عمره حين ودع بهية !!! مازال ابي يجلس تحت شجره المانجو العاليه يبكي وحيدا ، امي ارتدت السواد ولم تخلعه !!! حزن عشش في قلوبنا جميعا ، نسينا الضحك والسهر في ليالي القمر ،انفرط عقد الطمانينه الذي كان يجمعنا ، حين يحط الليل بوحشته علي البلده ، نهرب جميعا لاسرتنا ، نختبيء من الواقع المرير الذي سمم حياتنا ، فقدت الاسرة ابنتين وتوجست خيفه مما تخبئه الايام لها ...كنت انام انا ونور في فراش واحد ، تتشابك اكفنا كاننا نخاف من الليل ، كل واحده منا تقبض علي الاخري حتي لاترحل وتتركها ، ابي قال لي ان الانسان يموت حين ينتهي عمره ، لكنه لم يقل لي ان نور ستموت وانا اقبض علي كفها احرسها من طائر الموت لكنه تسلل من بين اصابعنا وفك قبضتنا وقبض روحها وتركني وحيدة ، كانت تنام جواري وحين يستعد الليل للرحيل تدخل في حضني ترتعد ، حين تستيقظ صباحا تبكي وتقص علي كوابيسها ، جميله وبهيه ينادوها لتلعب معهم في الحديقه الواسعه التي اشتراها لهن الرجل الطيب ، هكذا كانت تقول ، تقسم لي انها ردت عليهن بانها لن تتركني ، احتضنها ونجدد الوعد بينا ، لاتتركيني ولا اتركك !!! حين قصت ذات يوم كابوسها اليومي علي ابي ، لمعت الدموع في عينيه ، احتضنها وهو يرتعد ، تمني لو كانت طفله صغيره تهذي من الخوف ، تمني لو شقيقتيها تركاها له ، امي صرخت فيها لاترددي تلك الخرافات ، كانت تصف الحديقه الواسعه التي تلعب فيها جميله وبهيه ، جنات تجري من تحتها الانهار ، قالها ابي وبكي ، في عينيه نظره غريبه ، كانه يعرف ان نور سترحل وسينطفيء وهجها ، كان يقبلها قبل نومها ويحتضنها بقوه ، كان يقرأ القرأن في اذنها كل ليلة ، كان يلقنها الشهادتين ، قبل ماتنامي يابتي اتشاهدي ، كانت تردد الشهادتين خلفه ،يتحشرج صوته وتختنق عبراته ، قلبه يعرف ان ميعاد رحيلها ازف وحان !!! في ذلك اليوم الكئيب استيقظت فزعه ، نحيب يحاصرني ، لبرهه حلمت بشقيقاتي الثلاث ، جميله وبهيه ونور ، رأيتهن يلعبن معا ، هذه هي الحديقه التي وصفتها نور ، النحيب يعلو ويعلو ، فتحت عيني لاجد ابي يرفعها بين ذراعيه وذراعها ملقي بجوارها ، اصابعي افلتت من بين اصابعها ، عرفت مالذي جري ، نور تركتني ورحلت لشقيقتيها ، غضبت منهن ، هل عدل تتجمعوا معا وتتركوني بين الاخوه الرجال ، لااجد منهم من يلهو معي بالعرائس ولا يشاركني الرقص ولا يدخل معي المطبخ حين تصر امي علي تعليمي الطبيخ ، عمر نور انتهي فرحلت للحديقه الواسعه مع شقيقاتها !!!امي لم تصرخ ولم تشق جلبابها لكنها كانت تعوي مثل الكلبه الصفراء التي تسكن طرف حديقتنا الواسعه وقت سرق احدهم صغارها المولودين ، بحثت عنهم وثديها يسقط لبنا يختلط بتراب الحديقه ، وحين يأست من العثور عليهم ، انزوت تعوي ، صوت عوائها موجع مخيف ، يومها بكت امي في الشرفه وذهب ابي للكلبه الصفراء يربت علي ظهرها ، جلس علي الارض بعبائته الصوفيه يحدث الكلبه ، هي تعوي وهو يكلمها ، تتساقط دموعه فيزداد عويلها ، يكلمها ويبكي ، سكنت بين كفيه ، وصمتت ، ونامت ، وفي اليوم التالي لم نجدها في الحديقه ، غادرتها ولم تعد اليها ابدا ولم نراها بعد ذلك اليوم!!!!امي كانت تعوي ، صوت غريب يخرج من جسدها بلا دموع ، لم تصرخ ، اقترب منها ابي وربت علي كتفها ، تجمع حولها اخوتي الذكور واحتضنوها ، ناشدها اخي الاكبر تبكي لكنها عجزت عن البكاء ، فيضانات الحزن التي اقتلعتها من طمأنينتها وحرقت قلبها جففت دموعها وروحها ، ابي دفن ابنته بجوار شقيقتيها ، همست امي الحلم اتفسر ، كدت اقص عليها حلمي لكني خفت منها ، عاد ابي من المقبره يجلس تحت شجره المانجو يبكي ، حدقت امي في وجهي وانهارت ، كانها تسال نفسها متي سينتهي عمري ، سؤال حائر في اعين الجميع ، عمتي واشقائي واهل البلده والجيران والاصدقاء ، متي سينتهي عمر زهرة ، فتلك العائله لاتعيش لها بنات ، سؤال حائر مكتوم لم يقو احد يساله لكنهم جميعا انتظروا الضربه الغادره التي ستجيب عليه !!!!حتي انا سالت نفسي ، متي سينتهي عمري ، لكن الايام تعاقبت علي كثيره ولم ينته العمر ، كل ليله يداهمني ذات الحلم ، حديقه واسعه تلعب فيها شقيقاتي الثلاث وانا اجلس امام البوابه المغلقه اراقبهن!!! استيقظ من النوم وانا اصرخ باسمائهن لكنهن لايسمعوني ، سالني ابي ذات يوم لماذا اصرخ باسماء اخوتي ، قصصت عليه الحلم ، ماله فرح حين عرف ان البوابه مغلقه في وجهي ، احتضني ودعا لي بالعمر الطويل ، قص الحلم علي امي فكفت عن زيارتي ليلا في فراشي تطمئن علي حياتي ، قصت امي الحلم علي اخي الاكبر ففرح واكد لها ان البوابه ستظل مغلقه في وجهي للابد ، نسي الجميع السؤال واطمئنوا علي وعاشوا حياتهم طبيعيه !!!!مرت الايام وهرمت شجره المانجه وشاخت فامر ابي بخلعها من الارض وهمس لامي ، انها شجره الاحزان وكفاها ماشربته من دموعي ، كنت اجلس في الشرفه اقرأ في كتاب ، رمقتني امي بنظره احسستها ، سعيده بموت شجره المانجه واقتلاعها من جذورها ، اخبرت ابي عن زياره السيده جارتنا التي قضت معها ساعات طويله يتضاحكا ، همست امي لابي بسر ناداني بعده وحدق في وهمس ، كبرت يازهره وبقيت عروسه جميله ، لم افهم كلماته ، كدت اساله وهل انتهي عمري ، لكني اشفقت عليه ، اوصي امي تشتري لي ثوب جديد وتجملني لاني كبرت ، اخي الاكبر نادني وسالني هل تجيدين الطبيخ ، ارتبكت ولم ارد ، لامته امي علي حديثه معي ، شرحت له اني بارعه واطبخ احسن منها ونفسي في الطهي شهد ، ضحك اخوتي الذكور ، همس شقيقي الاصغر ان عريسا تقدم لخطبتي ، ارتبكت وخجلت ، نهره ابي واستعد منزلنا للافراح!!!مازلت اذكر يوم زفافي ، ارتديت الفستان الابيض الجميل التي فصلته لي امي ، فككت جدائلي واطلقت امي شعري الطويل خلف ظهري ، احتضني ابي قبل يسلمني لعريسي والبسني في جيدي عقدا ماسيا اشتراه خصيصا لي من الاسكندريه ، امسك ابي بذراعي وسار بي في الزفه خلفي اخوتي الذكور السبع ، حين خرجت روحي من جسدي وقتها وتفرجت علي المشهد ، عادت لجسدي منتشيه من السعاده ، رجال ثمانيه يحتضنوني باعينهم وابتساماتهم ، استلمني عريسي من ذراع ابي الذي اوصاه علي ، توعده اخوتي ضاحكين بالقتل لو اغضبني ، وعدهم انه سيحملني فوق راسه وفي نني عينه ، ضحكوا جميعا وخجلت انا ، قبض عريسي علي ذراعي فسرت كهرباء في جسدي وتعثرت خطواتي ، دقات الدفوف عالية والزغاريد اعلي ، و........... نمت في حضن عريسي لاول مره منذ سنوات طويله لم احلم بشقيقاتي والبوابه المغلقه ولم انادي عليهن ....
( 4 )
الخادمة العجوز
الخادمة العجوز
ارسلتي الحاجه الكبيرة لاخدم ابنتها العروس في بيت زوجيتها ، كان زوجها طيب وابن حلال ، يحبها وتحبه ، صممت ستي الحاجه اترك المنزل الكبير واذهب لاخدم قرة عينها ، سافرت خائفه ، هي اول مره اترك امي واخرج من البلدة ، منذ وعيت علي الدنيا وامي تخدم في المنزل الكبير وانا اتردد عليه كثيرا العب في الحديقه ويمنحني البيه الكبير من نفحاته الكريمه الكثير ، حين تزوجت زهره امرت الحاجه الكبيرة امي لترسلني اخدم ابنتها في مصر ، سافرت مع احد البهوات للقاهره ، دارت بي راسي وكدت افقد وعيي مرات كثيرة حين جرت الاشجار والحقول خلف ظهري وانا ارتعد في ركن السياره التي تقلني للقاهره ، في المره الاولي صرخت ، الاشجار تجري ، ضحك السائق وسخر مني البيه وامرني اخرس ، ابتلعت صوتي وصمت تماما ، لكن الاشجار مازالت علي جانبي الطريق تجري بسرعه ومعها الحقول والبيوت ، كل الاشياء تجري للخلف والسياره تتجه للامام ، انتهي الطريق الاخضر فجأ ودخلنا مدينه كبيرة مزدحمه بسكانها ، الشوارع واسعه والسيارات تجري والبشر يهرولون ، دارت راسي واجتاحني الاعياء ، سافقد وعيي ، افقت لاجد زهرة مبتسمه تحدق في وجهي ، تتشاجر برقه مع اخيها الذي يسخر من حالتي ، يقلدني وقت صرخت ، يسخر من نبراتي وقت ناشدته يحميني من الدوار الذي اسقط راسي في الارض واركبني مرجيحه المولد بلا مولد ، ابتسمت زهره ابتسامه طيبه ، رحبت بي ووعدتني ان تعجبني الاقامه في منزلها ، سخر اخيها منها ومني وشرح لها اني بهيمه لايهم راحتي ولا رايي ، وامعانا في السخريه سالني ، مش كده ، هززت راسي وضحكت فانفجر ضاحكا لكن زهرة لم تضحك وربما ترقرقت الدموع في عينيها لكنها دارتها بسرعه ، تلك الدموع اسرتني ، هي لاتراني بهيمه ولايعجبها حديث اخيها ، احببتها حبا جارفا ومازلت احبها !!!!اقمت مع زهره سنوات طويله ، لاتتمني هي وزوجها الا طفلا يكمل سعادتهما ، كل شهر تتوتر تنتظر خصوبه رحمها تسعدها ، لكن رحمها مثل ارض الصحراء يشرب ملحا ولا ينبت زهره !!! اطمئنها بثقه ، لسه الميعاد ماجاش !!! وفي يوم شبه كل الايام ، تاخرت الست زهره في الاستيقاظ وهي التي تستيقظ قبل الفجر ، تحدث جلبه في البيت تحتفي بالفجر تنصت لصوت الكروان ويرتسم علي وجهها شوق لبلدتها الريفيه الصغيره وفجرها الصحو ، لم تستيقظ زهره من النوم ، احتلت الشمس الساطعه السماء ونام الكروان ، اكد لي زوجها قبل ذهابه للعمل علي ضرورة الاهتمام بها ، علي وجهه تعبير غريب ، فرحه وتوجس ، دخلت عليها حجرتها ، كان نائمه ، كان وجهها حنون وجميل اجمل مما رايتها في اي يوم اخر ، همست اناديها ، فتحت عيناها وابتسمت ، فرحتني وقالت ، خلاص الميعاد جه ، فرحت وزغردت ، ارتبكت وخجلت ، تحمل جنينها التي طالما اشتاقت له ، اخبرت ابيها وامها ، انفجرت الفرحه في البلده الريفيه والمنزل الذي غادره اصحابه كلهم لمنزلها ، احتفاء واحتفالا بزهره وطفلها القادم ....تسعه شهور مرت كالثانية ، ازدادت زهره بهاءا وجمالا ، الفرحه ترتسم علي كل الوجوه ، في يوم مخاضها ، قبضت علي ذارع امها تصرخ ، قبلت ابيها والحت عليه يدعو لها ، الكل في صاله المنزل ينتظر الفرج ، سمعنا صوت المولود ، صرخ البيه الكبير من الفرحه وهلل الاشقاء ، تدافعوا علي الحجرة ليهنئوها يسبقهم زوجها ، فتحت الام باب الحجرة دامعه العينين ، ابنتها تعبه من مخاضها ، تحمل طفله صغيره جميله ، الزوج جري للشارع يبحث عن طبيب ، الاخوه تهاوت قاماتهم ارتباكا ، الاب التقط الصغيره من بين ذراعي زوجته وانزوي بعيدا يتأمل منمنمات ملامحها ، قبضت باصابعها الصغيره علي اصبعه ، قبضت في ذات اللحظه علي قلبه ، صرخت الام صرخه يعرف الاب معناها ، نظر للصغيره التي صارت يتيمه وصمت ، ادرك الاشقاء اجابه سؤالهم القديم ، رحلت زهره للحديقه الواسعه لتلعب مع شقيقاتها ، تركت طفله صغيره كتبت علي جبينها اليتم ، نظر الاب لحفيدته وهمس ، زهرة ، انتبه الجميع لصوته ، فتحت الوليده عيناها ، ، همس زهرة ، انتبه الجميع لصوته ، جدها اسماها زهره علي اسم امها ، هذه هي زهرتهم الجميلة التي ستجعل حياتهم اجمل ، ماتت زهره الام وولدت زهرة الابنه وعاد الحزن لكل القلوب الا قلب الجد الذي رضي بنصيبه من الحياة التي حرمته من زهره ومنحته زهرة اجمل منها !!!عدت للبلدة مع البيه الكبير والهانم وزهره الصغيرة والاخوة الحزاني علي شقيقتهم الوحيده التي رحلت لشقيقاتها وتركتهم !!!ظلت الام تبكي ابنتها وكل بناتها حتي نهرها الاب ، كفاكي حزنا ، لاتستحق الصغيره تشب وسط كل تلك الاحزان ، القي الصغيره في حضن جدتها ، ان كنت تحبي ابنتك فهذه ابنتها الصغيره اليتيمه ، الاولي بالرعايه والحب والاهتمام !!!!احتضنت الجده الزهره الجديده في حياتها ومسحت دموعها ووعدت ابنتها زهره برعايه ابنتها زهرة حتي نهايه العمر!!! ابكي كثيرا من خلف ظهر البيه الكبير ، وامسح دموعي حين يناديني ، اصل للشرفه دامعه العينين فاراه يسمح دموعه ، الميعاد ماجاش ، جمله تتردد في اذني طويلا ، اي ميعاد قصدت ، ميعاد الحمل ام ميعاد الموت !!! اسال نفسي هل كان لابد تموت زهرة حتي تولد زهره !! اسال نفسي ، لماذا ؟؟؟ لااعرف اجابه !!!!احمل زهره فوق ذراعي واغني لها فتنام ، يحملها جدها لفراشها ويستعيذ بالله من الشياطين وكل انواع الشر ويدعو لها بالصحه والرضا يتركها في فراشها ومعها قلبه ويطفيء النور ويخرج من الغرفه !!!! ................ سنوات طويله مرت !!! ماتت الست الكبيرة وتزوج كل الابناء وخرجوا من المنزل القديم لحياتهم الجديده وانشغلوا بها ونسوا كل شيء حتي زهرة !!! الوحيد الذي تعلقت روحه بها ، هو الجد ، لايفكر الا في زهرة !!!!
( 5 )
زهرة
لم اري امي ، ابي تزوج بعد وفاتها بشهرين وتركني عند جدتي ، جدتي حزينه ولاتخلع رداء حزنها ابدا ، قال لي خالي اناديه بابا ، قلده جميع الاخوه فصارح لي سبعه اباء !!! لااعرف كلمه ماما ، كنت انادي جدتي بلقبها المعروف للكافه ، جدتي وفقط !!!صغيره انا جدا علي هذا البيت الكبير !!! وحيدة جدا !!! هكذا ادركت منذ انتبهت اني افهم ... جدي يجلس في الشرفه وجدتي في المطبخ وانا اسير في البيت احسني نمله صغيره تسير بجوار الهرم الاكبر !!! بالطبع كنت صغيره جدا فلم افهم احساسي بالضأله كما اصفه الان ، لكن الان وبعدما كبرت عرفت اترجم احاسيسي المبهمه التي كانت تحتل نفسي وانا صغيره وسط كبار ، يحبوني ولكن لااحد يلعب معي ، تاخذني جدتي في حضنها وتبكي ، حتي تصورت وانا صغيره ان البكاء من ضرورات الحضن الحاني ، وحين حضنني جدي ولم يبكي سالته وكنت لم اتجاوز خمسه سنوات لماذا لاتبكي وشرحت له ان جدتي تبكي حتي تبل كتف فستاني فناداها ونهرها ومن يومها لم تحضني ولم تبكي !!!سنوات مرت لااذكرها في هذا المنزل ... وجودي وسط اناسه مثير للبكاء ومفجر للاحزان ، سالت جدي عن امي فاخبرني انها مع شقيقاتها في الجنه ، قاطعته قلت له هي معهن في الحديقه الواسعه ، فتح جدي عيناه مفزوعا ، سالني من اين عرفتي قصه الحديقه الواسعه ، لم اعرف اجاوبه ، لكني اعرفها ، اعرف الحديقه الواسعه التي تلعب فيها امي مع شقيقاتها ، اعرف جميله وبهيه ونور !!!اعرف حكايات كثيرة لم يحكها لي احد ، اعرفها جيدا ، كاني عشتها وعايشت احداثها ، كاني جزء من تفاصيلها، كنت اجلس مع جدي في الشرفه ، اقضي النهاريات بجواره ، تحضر له جدتي القهوه ، اضحك واسالها عن كوب الماء المزهر ، ترتعد جدتي ويبتسم جدي ويسالني كيف عرفت قصه تلك الكوب ، لااعرف كيف اجاوبه لكني اعرف ، اعرف انه تشاجر مع جدتي يوما حين احضرت القهوه دون ماء وتشاجر معها حين احضرت الماء دون زهر ، اعرف انه يومها رفع صوته فطارت العصافير من فوق شجرة الياسمين وسقطت الكوب من يد جدتي وتحطمت وجرحت قدمها ، اعرف كل هذا لكن احد لم يقله لي !!!اعرف ان شجره المانجو الكبيرة كانت في مواجهه الشرفه وان ابي اقصد جدي كان يجلس تحتها يبكي ، اراه يبكي بصوت مكتوم ، اسمع خطوات جدتي فالمحه يجفف دموعه وبسرعه ، اتذكر فرحه جدتي يوم قلعت تلك الشجره العجوز من جذورها ، انها شجره الاحزان !!كنت في البدايه صغيره لااعي معني مااقوله ، كلما عشت حدثا يذكرني باخر قديم لم اعشه لكني اعرفه كنت احكي واتكلم ، تحيطني وقتها نظرات الرعب ، جدتي ترتعد والخادمه تشهق وتصمت وابائي السبع يحدقون في وجهي لايصدقون مااقوله ، الا جدي ، كان ينظر لي نظره حنان ويصمت ، في البدايه كنت اتكلم لاافهم ردود افعالهم ولا مبرر لفزعهم ثم كبرت ووعيت مااقوله وادركت خوف الاخرين منه فانتبهت لغرابته ، نعم كيف اعرف مالم اعشه ، كيف عرفت كل تلك القصص والحواديت ، لم اسمعها لكني عشتها ، نعم انا عشت تلك القصص من قبل ، اعرفها بكل تفاصيلها ، وعيت ان مااقوله مخيف لمن حولي فكففت عن الكلام وصمتت تماما !!!كنت طفله في الثانيه عشر من عمري علي اعتاب المراهقه حين صمت تماما ، انزويت في ركن من البيت لااتكلم مع احد ، ولماذا اكلمهم وانا اعرف انهم يخافوا مني ، عندما صمت ، لم تتركني جميله وبهيه ونور ، فرضوا نفسهم علي كل ليالي ، زاروني وضحكوا معي ولعبنا سويا ، كانوا لايسمحوا لي ابدا بدخول حديقتهم الواسعه ، لكنهم يخرجوا منها ونلعب جميعا امام السور ، فقط جميله وبهيه ونور يلعبوا في الحديقه الواسعه ، امي لاتلعب معهم ، هم لايسالوني عليها ، هم يسالوني عن ابي وامي ، في الحلم اقول لهم ان ابي تزوج وامي ماتت فيضحكوا ويتركوني استيقظ متغاظه من ضحكهم !!!ايام كثيرة تمر ... اكبر في المنزل الريفي ... ابائي السبع خرجوا من المنزل وتزوجوا وتركوني مع جدي وجدتي !!! في ليله شتويه بارده ، نمت ارتعد من الحمي ، اخذني جدي في حضنه وقرأ ايات كثيره في اذني ، لكني ظللت ارتعد ، نمت محمومه ، حلمت بجميله وبهيه ونور ، يرتدوا ملابس انيقه ، يلعبوا في الحديقه الواسعه ، بوابتها مفتوحه ، رايتهم يحدقون في البوابه يشخصون ببصرهم خارج الاسوار ، انهم ينتظروا زائر ، سالتهم عن سر سعادتهم ، ابتسمت جميله وبهيه وصمتا ، لكن نور اقتربت من اذني وهمست ان امي ستزورهم ، صرخت فرحه في الحلم واستيقظت ، كان جدي مازال يحتضني وجسمي يصب عرق في حضنه ، سالني عن الحلم فلم ارد ، اتمني اعود للنوم مسرعه ، ساري امي في الحلم تلعب مع جميله وبهيه ونور ، صمت واغمضت عينيا بقوه ، اشحذ عودتهم لحلمي ، لم انام ولم يأتوا ، اناديهم استجديهم ، افتحوا لي طاقه الحلم لاري امي ، امي التي ماتت وهي تلدني ولم اراها ، لكنهم لم يفتحوا لي بوابه الاحلام وتركوني ابكي وارتعد من الحمي !!!!استيقظت غاضبه منهن ومن امي ، لو كانت تحبني لاجبرتهم يفتحوا لي طاقه الحلم ، لاراها واحضنها ، لكنها لا تحبني ، ماتت حين انجبتني وتزور شقيقاتها ولا تزورني ، استيقظت غاضبه مريضه ، اعطيت العالم ظهري وظللت في فراشي عازفه عن الاكل والشرب والكلام ، لم اري جدتي ذلك الصباح ، جدي يدخل حجرتي يطمئن علي ويخرج ، علي وجهه ملامح غريبه ، فهمت بعد سنوات طويله وبعدما كبرت ، انه احس بتحليق طائر الموت فوق منزلنا ، خاف علي ، كنت مريضه صغيره ارتعد من الحمي ، تصور جدي ان طائر الملاك سيسرقني من حضنه ويذهب بي للحديقه الواسعه مع امي وشقيقاتها ، لم يفهم جدي اني لست المقصودة ، لكن احداث اليوم افهمته كل شيء ، كانت جدتي في فراشها ، نادت الخادمه وطلبت كوب ماء ، شربته وتلت الشهادتين واغمضت عينها وصمتت ، تركتها الخادمه واغلقت عليها الباب ، ظنتها نائمه واوصت بقيه الخادمات الا يحدثن جلبه حتي تستيقظ الست الكبيرة ، لكنها لم تستيقظ ، ماتت ببساطه وهدوء مثل بناتها...كان جدي في الشرفه ينتظر القهوه ، نعق غراب بصوت عالي ، رفع جدي بصره للسماء ، لمح جناحا كبير يحلق من خلف المنزل صوب الشمس ، نادي جدتي ، جائته الخادمه تشرح له انها نائمه ، ازاحها من طريقه وتساقطت دموعه ، رفيقه عمره رحلت في هدوء بلا وداع ، دخل غرفتها احتضنها وبكي كالاطفال ، هي شريكه الدرب والحياه والاحزان ، عاتبها ، لماذا لم تودعيني ، همست في اذنه لن اغادرك حتي اودعك ، ابتسم وترك جسدها في الفراش وخرج للشرفه مره اخري صامتا ، اتصل بابناءه و.................. دفنت جدتي بجوار بناتها ، سار جدي وابناءه الذكور السبع في طريق الاحزان ، فوق تلك الارض سار الرجال مشاوير كثيره يوصلن نسائهم واناثهم للحديقه الواسعه ، يقسم كل السائرون في الجنازه ، ان يمامه بيضا حطت علي كتف جدي منذ خرج من المنزل خلف نعش جدتي وحتي عاد ، يقسموا انها كانت تمسح دموعه بجناحها الابيض ، انا صدقتهم لكن كثيرين لم يصدقوهم ، يقولوا انها هلاوس الحزن ، لكني انا صدقتهم !!! وعشنا في المنزل الكبير طقوس الحزن علي جدتي رحم الاسره وخصوبتها ... بكي الرجال وقرأ القرأن و.............. انفض المأتم ورحلوا جميعا وتركوني مع جدي والخادمه العجوز !!!
( 6 )
الغريب
ياحاج ارجو موافقتك علي اقامه زهره معي ، هي ابنتي وستعيش مع اخوتها في منزلي ، هكذا صممت ، فتح الحاج عينه نصف فتحه وابتسم وهمس ، دي بنتي انا ، واغمض عينه وتجاهلني ، ناديت زهره ، صرخت باسمها ، فتاه في الخامسه عشر جميله تشبه امها ، خرجت من صاله المنزل الكبير للشرفه ، اجلس محاصر باخوالها وجدها ، احتضنتها ، تيبست وتركت جسدها في حضني بلا احساس ، همست وحشتيني ، ابتسم ببرود وسحبت جسدها من ذراعي وجلست بجوار جدها ، ناشدت اخوالها ، ياجماعه دي بنتي ، لما كانت صغيره قلتم محتاجه جدتها ، جدتها ماتت والبنت كبرت وانا اولي بيها ، ابتسم خالها الاكبر وقال كلام فاضي ، زهره بنتنا كلنا وانت اخونا ، ده بيتها وماتعرفش غيره ، ابويا روحه فيها ، حدقت في الحاج الكبير ، في منتصف العقد السابع نصف نائم طيله الوقت ، كانه لايعي ماحوله لكنه يعي كل شيء ، رجل قوي ماكر طيله عمره ....سالتها ، تحبي تمشي معايا ، نظرت لي نظره اعرفها ، كانت امها تنظر مثل تلك النظره حين ترغب في لومي بادب ولاترغب في احراجي امام الناس ، كررت سؤالي ، انا ابوكي واحبك تعيشي معايا ، ابتسمت بادب وهمست ، ده بيتي ومش حامشي منه ابدا ، فتح الحاج الكبير عينه وبحنان شديد وحسم واضح اكد لي ، البنت بنتك والبيت بيتك وقت ماتحب تزورها تعالي ، واعتدل مكانه وسحب زهره من كفها ودخلا المنزل وتركاني في الشرفه مع ابناءه ، احسست حرجا لانه عاملني بتلك الطريقه المتعاليه ، وددت لو تشاجرت معه ، لكن ابناءه السبع حولي واللياقه لاتسمح لي بالمشاجره معه في منزله ، ناديتها زهرة استني ، وقفت ، اقتربت منها ، اعرف هذه الرائحه ، لجسدها رائحه جسد امها ، لمحت ارتعاشه تحت عينها اليمني ، هكذا امها كانت وقت تغضب ، تكبت غضبها فيرتعش جفنها تحت العين اليمني ، اقتربت منها واحتضنتها ، اشوفك علي خير ، احتضنتني بحنان وهمست ، خلي بالك من نفسك ، هي عباره زهرة التي كانت تقولها وقت اودعها ، همست للاب ، اللي خلف ماماتش ، هز راسه يوافقني وهمس ، مش قلت لك دي بنتي انا ، ودعني وسحبها في كفه ودخل للمنزل ....غادرت المنزل والبلدة حزين لان زوجتي ماتت وابنتي لاتعرفني وعدت للقاهره لزوجتي الثانيه واولادي ونسيت زهره وموضوعها تماما !!!!
( 7 )
الحفيد الاصغر - يوسف
عدت لمنزلي تعبا ، رحله السفر والعوده في نفس اليوم مرهقه جدا ، سالني ابي اين كنت يايوسف ، قلت له عند جدي ، ابتسم ، انت الوحيد الذي يمد حبال الوصل معه ، تحمل اسمه وطباعه ، احبه وانت تعرف ، وافقني ابي ، وهو يحبك اكثر من كل الابناء والاحفاد ، همست لابي ، سالني عن زهره يتمني يراها ، غشي الحزن وجه ابي ، ياريت نقدر نخليها تروح له ، حاحاول ، الحيت عليه ، حاول من فضلك ، هو متعذب في غيابها ، ثم سالته بخوف ، تفتكر نقوله ؟؟انتفض صارخا ، طبعا لا ، جدك كبر قوي ، داخل علي الميت سنه ، مش حيستحمل يعرف اخبارها سيبه في حاله ، تهاويت علي مقعدي ، سالته بحزن ، وبعدين ؟؟؟ حزن عميق ارتسم علي وجه ابي ، حزن وقله حيله ، لايملك شيئا حيال كل مايحدث ، مش عارف ، حاحاول اتصرف !!!!!!همست ، اظنه يعرف كل شيء !!! وافقني ابي وانا ايضا اظنه يعرف !!!رجوته ، كلم جدي يعتقها ويفك اسرها !!! لم يرد علي ، اغمض عينه مثل جدي وقتما يقرر يهرب مما يحدث حوله ، تركته في صمته وتمنيت لو تصرف فعلا وحل الامر وذهبت زهره لجدي !!!!!!
( 8 )
الابن الاكبر
الابن الاكبر
احب زهرة جدا ، هي ابنه اختي وابنتي ، فتاه جميله رقيقه ، تشبه امها جدا ، حاولت كثيرا اخذها منزلي لتعيش مع اولادي وزوجتي ، لكنها صممت الا تترك جدها ابدا ، تحب اولادي وتحبني ، لكنها لاتنتمي لعالمنا ، هي تنتمي للبلده الريفيه والبيت الكبير ولجدها وفقط!!!هي فتاه مثل كل الفتيات ، ربما غريبه الاطوار قليلا ، لكنها غرابه كانت وانتهت ، وقتما كانت طفله ، كانت تكذب كثيرا بمعني ادق كانت تفشر ، تخلق عوالم وهميه وتتكلم عنها كانها حقيقه ، كانت تسمع قصص الماضي من الخادمات وتحكيها لنا كانها عاشتها فعلا ، في البدايه جميعنا خاف من اكاذيبها حتي امي ، ابي فقط نهرنا وسخر من خوفنا ، اكد علينا ، هي لاتكذب ، لكنها تكذب ، تردد قصص الماضي كانها عاشتها ، خفت عليها تكون مجنونه ، اختليت بها وحدي وافهمتها ان الناس حتقول عليها مجنونه ، عليها تكف عن الكذب والادعاء انها تعرف قصص الماضي ، فهمت كلامي وصمتت تماما وحلت المشكله ...عندما ماتت امي كانت محمومه في فراشها ، تصور ابي انها ستموت ، حين صرخت الخادمات في المنزل ، ظن الجميع ان زهره ماتت ، موتها سيكون عاديا ، فهذه الاسره لاتعيش لها بنات ، هكذا تقول عنا البلدة ، وهو قول غير صحيح ، فبناتي وبنات اخوتي كثيرات ، فقط ماتت اخواتي البنات ، وهي مجرد مصادفه لاتعني شيئا !!زهرة عاشت مع ابي في المنزل الريفي وحين ماتت امي حاول ابيها ياخذها معه مصر ، لكن ابي رفض وصمم ، عانده لدرجه الجنون ، قال له ان زهره هي ابنته هو ، طبعا كلنا فهمنا كلامه علي انه غيظ في زوج اختنا الذي تزوج بعد وفاتها وبسرعه وترك طفلته مع امي وابي ، رحل ابيها خاوي الوفاض من غيرها ، انتصرت هي وجدها عليه ، تركناها مع ابي وعدنا لاعمالنا واسرنا في القاهرة !!!بعد وفاه امي تعلق ابي بحفيدته زهرة ، هي التي تطعمه وتخدمه وتقدم له القهوه والماء بالزهر ، حفظت من جدتها كل ماكانت تعمله لزوجها وحلت محلها وقدمته لجدها ، سار البيت الريفي كالساعه ، زهره ادارته بدقه واهتمام و.... تعلق بها جدها اكثر واكثر !!!الحقيقه كلنا امتننا لزهرة ، اراحتنا ، لو ماتت امي وتركت ابي وحده لتعين علينا مراعاته ، وربما تعين علي واحد منا ياخذه في منزله ، كان سيحرم من منزله وشرفته ومقعده في المكان المشمس ، لكن زهره حلت المشكله ، كانها خلقت لهذا الغرض ، حين تموت امها وجدتها تتولي هي خدمه جدها وفتح البيت وادارته ، كلنا ممتن لها ... لكنها لا تهتم بهذا الامتنان ، حين نشكرها ترتبك وتتمتم بما معناه انها لاتفعل شيئا تستحق الشكر عليه !!!!تركنا زهره مع جدها تخدمه وترعاه ، لكنها بلغت سن الزواج ، وبدأ الخطاب يطرقوا باب منزلنا يحملون الهدايا والامنيات ، لكنها عازفه عن الزواج ، لاترغب في ترك جدها وترك المنزل ، خطيب واثتنين وعشره وهي ترفض وجدها يوافقها!!!اشتكي ابيها من سلوك جدها ، ستبور البنت وهي جالسه بجواره تخدمه ، يتعين تتزوج مثل كل البنات ، تفتح بيت وتنجب اطفال وتكون اسره ، تشاجر معنا ابيها ، حلوا مشكله ابيكم ، ودعوا ابنتي تعيش حياتها ، اتفقنا انا واخوتي نذهب للبلده لحل تلك المشكله ، العريس الاخير لا يرفض ، مواصفاته وعائلته وثروته يستحيل رفضها ، هذه البنت غريبه الاطوار هكذا همست لنفسي فسمعني اخي فوافقني !!!عندما وصلنا البلده ، لم يرحب بنا ابينا مثلما يفعل كل مره ، كانه كان يعرف سبب ذهابنا ، زهره رحبت بنا ترحيبا باردا ، اختليت بها ، انا ابيك ، وافقتني ، لماذا ترفض كل الخطاب ، هزت كتفها بعدم اكتراث ، لم يحن الميعاد ، شرحت لها ان السنوات تمر والعريس الاخير مناسب جدا بل ممتاز ، ضحكت وقالت لم يحن الميعاد وتركتني وخرجت من الحجره !!!اجتمعنا بعد الغدا مع ابينا في الشرفه ، عليكم تقنعها توافق علي الزواج ، ضحك ساخرا من اجتماعنا ، ستوافق وقتما يحين الميعاد ، يكرر كلماتها ، انفعل عليه اصغرنا ، لاتوافقها علي كلامها الفاشل ، هي فتاه ومصيرها الزواج مثل كل الفتيات ، رعد ابي وصرخ فينا كانه يطردنا من منزلنا ، نظر لاخينا الاصغر نظره زلزلته ، اعتذر لم يسمع ابي اعتذاره ولم يقبله ، نظر لنا نظره بارده واكد علينا ، انها ستتزوج عندما يحين الميعاد ، وافقته وعدنا للقاهره بخفي حنين ، لم نفلح في اقناعهما بشيء ، اخبرنا ابيها بفشلنا ، لو يرغب يناقشها عليه بها ، هي ابنته فليقنعها ، لكن ابيها يخاف ابينا ، قرر يصمت وينسي الموضوع برمته !!!!بعدها بسنه اخبرنا ابينا ان زهره ستتزوج بعد يومين ، لم نصدق ، سافرنا نجري للبلدة ، نحن وعائلاتنا واولادنا ، لم اراها جميله مثلما رايتها في ذلك اليوم ، ستتزوج شاب من اقاربنا ، ستعيش في منزلنا الريفي مع جدها ، هذا شرطها الذي وافق عليه العريس !!!تشاجرت مع ابي لانه يظلمها ، فتاه صغيره تتزوج شاب صغير ويعيشا بين انقاض الذكريات في المنزل القديم ، سمعتني فتشاجرت معي ، اكدت لي انها لن تتزوج الا في هذا المنزل ، همست هنا منزل امي ، وافقتها ، منزل امك وجدتك ومنزلنا كلنا ، ابتسمت ، لا هذا منزل امي ، لم ااقاوحها ، منزل امها وجدتها ومنزلنا جميعا ، خفت علي العريس تكون ضغطت عليه ليقبل يعيش مع جدها العجوز ، اختليت به قبل الحفل وسالته ، اكد لي انه اتفق معها علي ذلك ، هي اقترحت وهو وافق ، اكد انه يحب البيت القديم ويحب جدها ويحبها واي شيء يسعدها يسعده!!!وتزوجت زهره في بيتنا القديم ، مثلها مثل امها ، اشتري لها عريسها ثوبا ابيض جديد ، لكنها ارتدت ثوب امها ، فردت جدائها علي ظهرها ، ارتدت العقد الماسي التي ارتدته امها يوم عرسها ، وتجملت ، خرجت من الحجره في ذراع جدها الذي دبت الحياه في جسده ، سلمها لعريسها مبتسما ، رقص بالعصا امامها ، رقصت معه ، نظرت انا واخوتي لبعضنا البعض ، كانها امها عادت للحياه ، زهرة عادت للحياه ، هذا المشهد شفناه جميعا من قبل ، ابي ونحن السبع نحيطها ، توعدنا عريسها ضاحكين مثلما توعدنا ابيها ، سنقتلك لو اغضبتها ، كل مايحدث حدث من قبل ...ابيها بعيدا ينزوي في ركن لايقترب منها ، هو ايضا احس ان زهره بعثت للحياه ، تمني لو يمسك بذراعها ويسلمها لعريسها ، لكنها لاتنتمي له ، هي تنتمي لجدها ، الذي سلمها لعريسها ، انفجر الاب باكيا ، يري حبيبته بعثت للحياه ويري ابنته لاتنتمي اليه ويري نفسه غريبا ...زهره ترقص مع جدها ، يسحبها العريس من الجد ، يتركها ابي فرحا ، لكن دموعا تترقرق في عينيه ، لانفهم سرها ، نفسرها دموع فرحه ، لانساله ولا يشرح لنا ..................و في نهايه الليله ، تدخل غرفتها وعريسها ونغادر جميعنا المنزل ويبقي ابي في الحديقه تحت الياسمينه مكان شجره المانجو العجوزة يبكي ويغني تؤنسه في ليله الطويل اليمامه البيضا التي كانت اختفت وقت الفرح وعادت له وقت جلس وحيدا !!!!!!!!!
( 9 )
الجد الاكبر
الجد الاكبر
لااحد يفهم مايحدث ولن اشرح شيئا ، هي لا تكذب ، هي تقول الحقيقه لكن احدا لن يصدقها ، انا فقط اصدقها ، لكني لن اشرح شيئا لاحد ، زهرة .... سر الاسرار .... كانت صغيره جدا ، لم تتعلم الكلام لكنها تقول لي اشياء لايعرفها احد ، اخبرتني انها كانت تقبض علي كف نور وقت ماتت ، لااحد يعرف ذلك الا انا وامها !!!
انا وزهرة فقط نعرف انها كانت تقبض علي كف شقيقتها وقت رحلت ، يومها فككت اصابعهما عن بعضها البعض بصعوبه ، عندما قالت لي لم افهم كلماتها في البدايه ، كانت تتعثر في الكلمات ، لكنها قالت نور نور ، تذكرت المشهد وقت دخلت غرفه النوم تجري ، حدقت في السرير التي كانت زهرة ونور يناما عليه ، تساقطت دموعها ، تصورتها ارتطمت بخشب السرير فتألمت ، احتضنتها وطبطبت عليها ، سالتها عما بها ، نور نور ، تمد لي اصابعها ، نظرات عينها تحكي القصه ، سمعتها ولم افهم ، فهمت ولم استوعب ، كيف علمت هذه الصغيره بواقعه موت نور خالتها !!!
لم تكن هذه قصتها الاولي التي تعرفها ولم تعشها ، عشرات مئات القصص تعرفها ولم تعشها ، عاشتها امها زهرة ، لكنها تعرفها جميعا كانها عاشتها ، حين حملتها بين ذراعي وقت ماتت امها لم احسها حفيدتي ، احسستها ابنتي التي كانت ، حين ناديتها زهرة فتحت عيناها ، تاكدت من احاسيسي ، تصوروني وسط بكائهم اسميتها زهرة ، لكني كنت اناديها ، اتاكد من احاسيسي ، حين قبضت باصابعها الرفيعه علي اصبعي احسستها تخاطبني ، كانها تقول لي انا هنا لاتحزن ، كانوا يبكوا مفجوعين لوفاه الام وانا في عالم ثاني لااشاركهم حزنهم ، نعم لاافهم لماذا يحدث مايحدث ، لماذا ترحل زهره الام وتعود ثانيه في جسد وليدتها ، لم افهم لكني لم اكترث بالفهم ، هاهي زهرتي عادت لي واعادت لي شباب حياتي وروحها ....
احيانا اشك في عقلي ، اتصورني حزينا علي ابنتي لدرجه الهلوسه والوهم ، تتناقض احاسيسي واتلخبط ، احسم امري ، هذه هلاوس لااساس لها من الصحه ، زهره الام ماتت وهذه هي حفيدتي وفقط ، زهره ابنتي ماتت مثل بقيه اخوتها البنات ، انا لم يعش من صلبي الا الذكور ، حين اطمئن لتلك الحقيقه واصمت ، تشاكسني زهره تزعزع يقيني ، تؤكد لي بتصرف لا تقصده وهي طفله صغيره لاتعي مايحدث حولها ، تشاكسني حتي اصدق انها هي ابنتي وليست ابنتها ، ليس مهما جسدها ولا شكلها ولا طفولتها ، لكنها ابنتي بروحها بسلوكها بوجدانها بذكرياتها ، انسلخت من جسد الام وعادت في جسد الابنه !!!
هي تعرف حلم الحديقه الواسعه ، تري فيه جميله وبهيه ونور ولاتري زهره ، تراهم من خلف السور والبوابه مغلقه ، يلعبوا معا ولاتلعب معهن ، لو زهره ابنتي رحلت مثلهن ، لشاهدتها الابنه تلعب مع شقيقاتها ، لكنها لا تراها ، هي صغيره لا تستوعب ماتراه ، لكني انا العجوز الهرم استوعبه جيدا ، ذات يوم قصت علي حلم الحديقه الواسعه ، تحلم به يوميا بعدما ادمنت الصمت ، علمت ان خالها الاكبر نهرها وطالبها بالكف عن الكذب ، لانها تحكي عن قصص لم تعشها كانها عاشتها ، نهرها واخبر امه التي اخبرتني ، وافقتهما ظاهريا لكني كنت اعرف انها لاتكذب ، هي لم تسمع تلك القصص من الخادمات ، الخادمات اساسا لايعرفن تلك القصص ، امها فقط التي كانت تعرفها ، وحين تكررها وتصر علي انها عاشتها ، تقول بطريقه تتناسب وسنوات عمرها القليله ووعيها المحدود انها هي زهرة ، لكن الجميع يرتاع من حديثها يخافوا منها ، خوفهم يدفعهم لتكذيبها ، يدفعهم لنهرها والشجار معها ، حين تجاوزت العاشرة ادركت معني شجارهم معها ...
قررت الصمت ، اعطتهم ظهرها لاتكترث بشكوكهم ، هي تعرف اليقين بداخلها لكنها اعجز من التعبير عنه ، لذا صمتت واعطتهم ظهرها ، كانت تتكلم معي فقط ، وبحذر شديد لايتناسب وطفولتها البريئه ، قصت علي يوم ماتت بهيه ، حكت لي ان اختي تصورتني انا الذي مت ، كان تقول تلك الكلمات ببراءه وكانها لاتقول شيئا ، بركه ياحبيبي انك طيب ، هذه عباره اختي التي قالتها يوم موت بهيه ، اعرف هذا ، اخبرتني شقيقتي بحمق وهي تضحك وتبكي ، انها دخلت البيت علي صوت صراخ ، وجدت مقعدي فارغ ، تصورتني مت ، سمعت صوتي ، همست ببلاده بركه انك طيب ، قصت علي زهره القصه لاتعي معناها ، كانت توصل لي رساله تؤكد شكوكي وتعيد لي يقيني انها ابنتي وليست حفيدتي !!!!
يوم ماتت زوجتي ، عرفت من جميله وبهيه ونور وقت زاروها في الحلم انهن ينتظرن امها ، كانت طفله فهمت الحديث باعتباره عن امها زهرة ، لكني فهمت انها تتكلم عن امها زوجتي ، هي طفله صغيره معذبه بسر اكبر منها لم تستوعبه ولم تفهمه ، كانت محمومه وقت وفاه امها ، حين رحلت زوجتي عادت لي في شكل يمامه بيضا ، مسحت دموعي واكدت لي انها لن تغادرني ، اليمامه البيضا سر ايضا لاافهمه ، لماذا رحلت وعادت ، فكرت قليلا ثم ادركت ان الموت علي الجميع حق والاجساد فانيه ، لكن الارواح لاتموت ، وروح زوجتي عادت لعالمي تؤنسني ....
ربي يشفق علي من كبري ووهني ووحدتي ، اعاد لي زوجتي يمامه بيضا حطت علي كتفي لاتغادرني ، يراها البعض احيانا واحيانا اخري لا يروها ، تكشف نفسها لي انا فقط ، زهرة ابنتي رحلت لان ميعادها حان وعادت لي روحها في جسد زهره الصغيره ، ابنتي لم تغادرني .......... لكني ايضا لن اكشف هذا السر لاحد ، لن يفهموني ، سيقولوا الرجل العجوز هرم وخرف !!! ولماذا اقوله لهم ......... انا وزهره واليمامه البيضا سعداء بصحبتنا ولانكترث بالاخرين !!!!
حين حضر زوج ابنتي لاخذ زهره مني ، توسلت لي لااتركها ، بكيت في حضنها ، لن اتركها حتي اموت ، لااحتاج استجداء ولا توسل ، عاملته بغلظه افهمته ان طلبه مرفوض واني ابدا لن اسلمه ابنتي ، عاملته هي الاخر بغلظه تفهمه انها ليست ابنته ، هي ابنتي انا ، لم يفهم ، لكنا لانعبأ بما يفهمه !!!
افهمت الجميع انها ستبقي في هذا البيت ، وحين وافقت علي الزواج من الشاب الطيب الذي خطبها ، رجته تعيش معي فوافق ، ولو رفض كنت ساتركها له يخرج بها لحياتها الجديده ، لكنها رجته وهو رحب بطلبها ، قبل الزفاف افهمته ان زهره ابنتي وقره عيني ، وعدني باتقاء ربه فيها ، ماكنت اتمني اكثر من هذا ، اشتري لها فستان جديد لكنها رجتني ترتدي فستان امها ، قالت لي هذا فستاني واحبه ولن اغيره ، فهمتها ، ارتدت العقد الماسي وكشفت الروح عن وجودها ، تبدلت ملامح الحفيده لترسم ملامح الام الابنه ، في الزفه هي زهره ابنتي ، روحها نظراتها فستانها خطواتها ، روحها تلبستني ، عدت للوراء عشرين سنه ، رجل في الخمسين ارقص في زفه ابنتي ، هذا احساسي لم احس غيره وانا اسلمها لعرييسها ، هي ابنتي زهره ....
كل المدعويين شاهدوها وعرفوا انها زهره الابنه وكذبوا احاسيسهم ، خافوا من مايروه ، ابنائي تأكدوا انها اختهم ، ابيها ادرك انها زوجته التي رحلت عادت في جسد ابنتها ، في ليله العرس انكشف السر وعرف الجميع ماكان مستورا طيله عشرين سنه ، انكشف السر وتيقين الجميع مما رأوه ، لكنهم ارتعدوا وخافوا وانكروا ما شاهدوه ، حتي اليمامه البيضا التي كانت فوق كتفي وانا ارقص في الزفه ، انكروها ، شاهدوها وانكروها ، وانا وافقتهم ، لن اسمح لهم يقولوا عني عجوز خرف !!!!
زهره تزوجت منذ شهور ، ازدادت جمالا بعد زواجها ، زوجها رجل طيب ، يحبها ، احاول قدر مااستطيع اخفف احمالها ولااطالبها بشيء ، لكنها ابدا لا تتركني وتهتم بي اكثر ، مالها تزداد بهاءا ، مالها تزداد جمالا ؟؟؟؟ سالتها عما اخاف منه ، صارحتني ، احمل جنيني من شهرين ، توجست خيفه في البدايه ، هل ستسير علي دربها ، هل ستلد طفله وتموت وتتركها ، لكني ابعدت الهواجس بعيدا عن رأسي ، ماحدث لن يتكرر ، وان تكرر يكون قدرا ومكتوبا لا فكاك منه ، جنينها يكبر وجمالها يزداد ، صارحتها احدي الخادمات ، ستلدين بنت ، هي وهبتك جمالها فازددت فوق جمالك جمال ، ابتسمت كانها تعرف ....
طلبت طبيبي لزيارتي في المنزل وعرضتها عليه ، اساله عن صحتها ، حالتها العامه ، فحصها وهنأني ، هي في افضل حال وجنينها في افضل حال اطمأنيت عليها ، لن تكرر ماحدث لامها ، لن تكرره ، ستلد طفلا تربيه علي يديها ، سيستمتع بامومتها ويمتعها ببنوته ، تمنيت تلد فاري بعيني وانا في اوائل السبعينيات الجيل الرابع من صلبي ، وليدها حفيده زهرة الام التي رحلت وتركتها لي ، قررت انسي انها هي زهرة ، قررت انسي انها الام والابنه ، قررت انسي ان روحها هي روح امها ، سانسي هذا اللغو ، سانساه ، وانتظر حفيدي بمنتهي الطمأنينه !!!
كنت اجلس في الشرفه ويمامتي البيضا تسكن كتفي ، اقص عليها اخبار زهره ، ميعاد ولادتها اقترب ، تهفهف بجناحيها في وجهي ، كانها ترقص ، سعيده يايمامتي ، تؤميء براسها ، هي سعيده مثلي ، تنتظر معي حفيدنا !!!! اجلس في الشرفه علي مقعدي احدق في نجوم الليل الساطعه وادعي ربي يحفظ زهره ويحافظ عليها ، قبل الفجر صرخت زهره صرخه اعرفها ، انتفضت من مكاني ، صرخت اعلي ، اعرف هذه الصرخات ، كم صرختها زوجتي واطفالنا يصلون للدنيا ، ابتسمت ، حفيدي او حفيدتي علي وشك الخروج للدنيا !!!!!!!!!!
لم تكن هذه قصتها الاولي التي تعرفها ولم تعشها ، عشرات مئات القصص تعرفها ولم تعشها ، عاشتها امها زهرة ، لكنها تعرفها جميعا كانها عاشتها ، حين حملتها بين ذراعي وقت ماتت امها لم احسها حفيدتي ، احسستها ابنتي التي كانت ، حين ناديتها زهرة فتحت عيناها ، تاكدت من احاسيسي ، تصوروني وسط بكائهم اسميتها زهرة ، لكني كنت اناديها ، اتاكد من احاسيسي ، حين قبضت باصابعها الرفيعه علي اصبعي احسستها تخاطبني ، كانها تقول لي انا هنا لاتحزن ، كانوا يبكوا مفجوعين لوفاه الام وانا في عالم ثاني لااشاركهم حزنهم ، نعم لاافهم لماذا يحدث مايحدث ، لماذا ترحل زهره الام وتعود ثانيه في جسد وليدتها ، لم افهم لكني لم اكترث بالفهم ، هاهي زهرتي عادت لي واعادت لي شباب حياتي وروحها ....
احيانا اشك في عقلي ، اتصورني حزينا علي ابنتي لدرجه الهلوسه والوهم ، تتناقض احاسيسي واتلخبط ، احسم امري ، هذه هلاوس لااساس لها من الصحه ، زهره الام ماتت وهذه هي حفيدتي وفقط ، زهره ابنتي ماتت مثل بقيه اخوتها البنات ، انا لم يعش من صلبي الا الذكور ، حين اطمئن لتلك الحقيقه واصمت ، تشاكسني زهره تزعزع يقيني ، تؤكد لي بتصرف لا تقصده وهي طفله صغيره لاتعي مايحدث حولها ، تشاكسني حتي اصدق انها هي ابنتي وليست ابنتها ، ليس مهما جسدها ولا شكلها ولا طفولتها ، لكنها ابنتي بروحها بسلوكها بوجدانها بذكرياتها ، انسلخت من جسد الام وعادت في جسد الابنه !!!
هي تعرف حلم الحديقه الواسعه ، تري فيه جميله وبهيه ونور ولاتري زهره ، تراهم من خلف السور والبوابه مغلقه ، يلعبوا معا ولاتلعب معهن ، لو زهره ابنتي رحلت مثلهن ، لشاهدتها الابنه تلعب مع شقيقاتها ، لكنها لا تراها ، هي صغيره لا تستوعب ماتراه ، لكني انا العجوز الهرم استوعبه جيدا ، ذات يوم قصت علي حلم الحديقه الواسعه ، تحلم به يوميا بعدما ادمنت الصمت ، علمت ان خالها الاكبر نهرها وطالبها بالكف عن الكذب ، لانها تحكي عن قصص لم تعشها كانها عاشتها ، نهرها واخبر امه التي اخبرتني ، وافقتهما ظاهريا لكني كنت اعرف انها لاتكذب ، هي لم تسمع تلك القصص من الخادمات ، الخادمات اساسا لايعرفن تلك القصص ، امها فقط التي كانت تعرفها ، وحين تكررها وتصر علي انها عاشتها ، تقول بطريقه تتناسب وسنوات عمرها القليله ووعيها المحدود انها هي زهرة ، لكن الجميع يرتاع من حديثها يخافوا منها ، خوفهم يدفعهم لتكذيبها ، يدفعهم لنهرها والشجار معها ، حين تجاوزت العاشرة ادركت معني شجارهم معها ...
قررت الصمت ، اعطتهم ظهرها لاتكترث بشكوكهم ، هي تعرف اليقين بداخلها لكنها اعجز من التعبير عنه ، لذا صمتت واعطتهم ظهرها ، كانت تتكلم معي فقط ، وبحذر شديد لايتناسب وطفولتها البريئه ، قصت علي يوم ماتت بهيه ، حكت لي ان اختي تصورتني انا الذي مت ، كان تقول تلك الكلمات ببراءه وكانها لاتقول شيئا ، بركه ياحبيبي انك طيب ، هذه عباره اختي التي قالتها يوم موت بهيه ، اعرف هذا ، اخبرتني شقيقتي بحمق وهي تضحك وتبكي ، انها دخلت البيت علي صوت صراخ ، وجدت مقعدي فارغ ، تصورتني مت ، سمعت صوتي ، همست ببلاده بركه انك طيب ، قصت علي زهره القصه لاتعي معناها ، كانت توصل لي رساله تؤكد شكوكي وتعيد لي يقيني انها ابنتي وليست حفيدتي !!!!
يوم ماتت زوجتي ، عرفت من جميله وبهيه ونور وقت زاروها في الحلم انهن ينتظرن امها ، كانت طفله فهمت الحديث باعتباره عن امها زهرة ، لكني فهمت انها تتكلم عن امها زوجتي ، هي طفله صغيره معذبه بسر اكبر منها لم تستوعبه ولم تفهمه ، كانت محمومه وقت وفاه امها ، حين رحلت زوجتي عادت لي في شكل يمامه بيضا ، مسحت دموعي واكدت لي انها لن تغادرني ، اليمامه البيضا سر ايضا لاافهمه ، لماذا رحلت وعادت ، فكرت قليلا ثم ادركت ان الموت علي الجميع حق والاجساد فانيه ، لكن الارواح لاتموت ، وروح زوجتي عادت لعالمي تؤنسني ....
ربي يشفق علي من كبري ووهني ووحدتي ، اعاد لي زوجتي يمامه بيضا حطت علي كتفي لاتغادرني ، يراها البعض احيانا واحيانا اخري لا يروها ، تكشف نفسها لي انا فقط ، زهرة ابنتي رحلت لان ميعادها حان وعادت لي روحها في جسد زهره الصغيره ، ابنتي لم تغادرني .......... لكني ايضا لن اكشف هذا السر لاحد ، لن يفهموني ، سيقولوا الرجل العجوز هرم وخرف !!! ولماذا اقوله لهم ......... انا وزهره واليمامه البيضا سعداء بصحبتنا ولانكترث بالاخرين !!!!
حين حضر زوج ابنتي لاخذ زهره مني ، توسلت لي لااتركها ، بكيت في حضنها ، لن اتركها حتي اموت ، لااحتاج استجداء ولا توسل ، عاملته بغلظه افهمته ان طلبه مرفوض واني ابدا لن اسلمه ابنتي ، عاملته هي الاخر بغلظه تفهمه انها ليست ابنته ، هي ابنتي انا ، لم يفهم ، لكنا لانعبأ بما يفهمه !!!
افهمت الجميع انها ستبقي في هذا البيت ، وحين وافقت علي الزواج من الشاب الطيب الذي خطبها ، رجته تعيش معي فوافق ، ولو رفض كنت ساتركها له يخرج بها لحياتها الجديده ، لكنها رجته وهو رحب بطلبها ، قبل الزفاف افهمته ان زهره ابنتي وقره عيني ، وعدني باتقاء ربه فيها ، ماكنت اتمني اكثر من هذا ، اشتري لها فستان جديد لكنها رجتني ترتدي فستان امها ، قالت لي هذا فستاني واحبه ولن اغيره ، فهمتها ، ارتدت العقد الماسي وكشفت الروح عن وجودها ، تبدلت ملامح الحفيده لترسم ملامح الام الابنه ، في الزفه هي زهره ابنتي ، روحها نظراتها فستانها خطواتها ، روحها تلبستني ، عدت للوراء عشرين سنه ، رجل في الخمسين ارقص في زفه ابنتي ، هذا احساسي لم احس غيره وانا اسلمها لعرييسها ، هي ابنتي زهره ....
كل المدعويين شاهدوها وعرفوا انها زهره الابنه وكذبوا احاسيسهم ، خافوا من مايروه ، ابنائي تأكدوا انها اختهم ، ابيها ادرك انها زوجته التي رحلت عادت في جسد ابنتها ، في ليله العرس انكشف السر وعرف الجميع ماكان مستورا طيله عشرين سنه ، انكشف السر وتيقين الجميع مما رأوه ، لكنهم ارتعدوا وخافوا وانكروا ما شاهدوه ، حتي اليمامه البيضا التي كانت فوق كتفي وانا ارقص في الزفه ، انكروها ، شاهدوها وانكروها ، وانا وافقتهم ، لن اسمح لهم يقولوا عني عجوز خرف !!!!
زهره تزوجت منذ شهور ، ازدادت جمالا بعد زواجها ، زوجها رجل طيب ، يحبها ، احاول قدر مااستطيع اخفف احمالها ولااطالبها بشيء ، لكنها ابدا لا تتركني وتهتم بي اكثر ، مالها تزداد بهاءا ، مالها تزداد جمالا ؟؟؟؟ سالتها عما اخاف منه ، صارحتني ، احمل جنيني من شهرين ، توجست خيفه في البدايه ، هل ستسير علي دربها ، هل ستلد طفله وتموت وتتركها ، لكني ابعدت الهواجس بعيدا عن رأسي ، ماحدث لن يتكرر ، وان تكرر يكون قدرا ومكتوبا لا فكاك منه ، جنينها يكبر وجمالها يزداد ، صارحتها احدي الخادمات ، ستلدين بنت ، هي وهبتك جمالها فازددت فوق جمالك جمال ، ابتسمت كانها تعرف ....
طلبت طبيبي لزيارتي في المنزل وعرضتها عليه ، اساله عن صحتها ، حالتها العامه ، فحصها وهنأني ، هي في افضل حال وجنينها في افضل حال اطمأنيت عليها ، لن تكرر ماحدث لامها ، لن تكرره ، ستلد طفلا تربيه علي يديها ، سيستمتع بامومتها ويمتعها ببنوته ، تمنيت تلد فاري بعيني وانا في اوائل السبعينيات الجيل الرابع من صلبي ، وليدها حفيده زهرة الام التي رحلت وتركتها لي ، قررت انسي انها هي زهرة ، قررت انسي انها الام والابنه ، قررت انسي ان روحها هي روح امها ، سانسي هذا اللغو ، سانساه ، وانتظر حفيدي بمنتهي الطمأنينه !!!
كنت اجلس في الشرفه ويمامتي البيضا تسكن كتفي ، اقص عليها اخبار زهره ، ميعاد ولادتها اقترب ، تهفهف بجناحيها في وجهي ، كانها ترقص ، سعيده يايمامتي ، تؤميء براسها ، هي سعيده مثلي ، تنتظر معي حفيدنا !!!! اجلس في الشرفه علي مقعدي احدق في نجوم الليل الساطعه وادعي ربي يحفظ زهره ويحافظ عليها ، قبل الفجر صرخت زهره صرخه اعرفها ، انتفضت من مكاني ، صرخت اعلي ، اعرف هذه الصرخات ، كم صرختها زوجتي واطفالنا يصلون للدنيا ، ابتسمت ، حفيدي او حفيدتي علي وشك الخروج للدنيا !!!!!!!!!!
البقيه بالجزء الثاني !!!!
هناك تعليق واحد:
السلام عليكم ورحمه الله
بجد القصه تحفه
الاسلوب جميل جدا
ويشد اى حد انو يقراا بتركيز شديد
ومستنيا الجزءالتانى عشان اعرف هتموت هى كمان زى مامتها
ولا ليها عمر تولد وتكبر بنتها
إرسال تعليق