مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



السبت، 22 نوفمبر 2008

الخطه الجهنميه !!!!!!!


لم اصدق ابدا انه مات .... ذهبت جنازته وجلست امام التابوت الانيق الذي يرقد فيه جسده ولكني لم اصدق ابدا انه مات .. رآيت دموع امه وانهيار شقيقاته ولمحت ابنه الشاب يلقي بجسده فوق التابوت يكاد يفتحه يصرخ يناديه وكدت اشجعه " افتحه مش حتلاقي حاجه وحتبطلوا عياط " فهو لم يمت لم يمت صدقوني !!!!! وقصه ذلك الرجل بدآت بقضيه جديده اتولي الدفاع فيها عن نصاب محترف قصت عليه امه قصصا يشيب لها الولدان ، فهو الابن الوحيد لرجل ثري علي خمسه بنات ، ابيه افسده من كثره التدليل فهو حامل اللقب الاسري وحامي حمي الثروه الطائله التي كد الاب سنوات طويله لتكديسها وهو الذي سيحمي شقيقاته البنات وامه و...... منحه سياره فارهه قبل ان يخط شنبه ودس في جيب بنطلونه دفتر شيكات موقع علي بياض لسحب ما يقوي علي سحبه من اموال ، لكنه فسد من كثره الاهتمام والتدليل والثراء ، فسد وقرر دون وعي ان يكدر ابيه ويعاقبه علي الحب والاهتمام المبالغ فيه فانحرف وهوي النصب وقرر ان لاشيئا في الحياه يمتعه قدر ان ينصب علي اخر ويستولي علي امواله بسبب قصه وهميه يخدعه بها حتي لو كانت تلك الاموال " تلاته تعريفه " لكن المتعه في خديعه الاخرين لا تضاهيها متعه وسرعان مااحترف النصب يساعده وسامته الملفته للنظر واناقته المبالغ فيها وسيارته الفارهه ونقود ابيه التي منحته كروتا عرف نفسه فيها تاره بانه ضابط في امن الدوله وتاره انه مستشار في المحكمه العليا ومره ثالثه انه طبيب ، واختار ضحاياه من محلات الذهب والصاغه ، ياخذ فتاه جميله في سيارته الفارهه ويدخل المحل يشتري خاتم واثنين واسوره واثنين ويتردد علي نفس المحل بنفس طويل لا يزهق ولا يمل ، انه صياد يوقع فريسته وفي اليوم المشهود يقف امام باب المحل ويضرب كلاسيك السياره وينادي علي احد العمال بالمحل ممن اجزل لهم العطاء ويطالبه بصوت متعجرف " جبتم حاجه جديده ولا اشوف محل تاني " ويخرج حافظه نقوده المكدسه بالنقود ويعتذر عن النزول لانه " راجع من النادي وعرقان والمدام ياسيدي عيد ميلادها ومصممه تنقي بنفسها خاتم من عندكم " ولا يتردد صاحب المحل ويخرج بالته الالماظ بها عشرين ثلاثين اربعين خاتم للعرض علي الباشا ليختار منها و....... تطير سياره الباشا ومعه الخواتم الماسيه وينتهي الامر ببلاغ في القسم يتهمه الباشا بالاستيلاء علي البضاعه التي تتجاوز قيمتها الوف الجنيهات و.... يسخر الباشا من غباءهم وطمعهم ويكرر فعلته في محل واثتنين وعشره وخمسين ومائه ويجوب القاهره من الصباح للمساء يتردد علي عشرات المحلات ولا ينام قبل ان تصل حصيلته لمبلغ لم يكن هو شخصيا يحلم به و.... وتكررت المحاضر والبلاغات وعجز الامن علي الامساك به فهو رجل نظيف بلا صحيفه سوابق وحين يراه اي عسكري في الشارع يضرب له " تعظيم سلام " وقرر الصياغ محاربه عودهم اللدود بانفسهم وحرروا اعلان وزوعوه علي جميع المحلات يحذروهم من الباشا الذي يخدع " اتخن تخين بسهوله جدا " و.... ات الاعلان فائدته وامسك به صائغ في احد الاحياء الشعبيه بعد ان ارتاب في ثراءه وسيارته و" ايه اللي يخلي باشا زي ده كده يخش منطقتنا " وتحول للنيابه وهرولت خلفه امه تبكي تسدد ثمن الالماظ الذي لعب به للمحلات تطالبهم بالتنازل عنه واصيب والده بذبحه صدريه وجلطه دماغيه اخرسته حزينا علي ابنه الوحيد الذي بدد احلامه وافسد امنياته و...... وقابلت الدكتور كما كان يحلو له ان يطلق علي نفسه ، رجل انيق يدخل قاعه المحكمه طليق اليدين يهرول خلفه العساكر المنوط بهم الامساك به يهرلوا خلفه لخدمته وتنظيف المقعد الذي سيجلس عليه تحاصره الفتيات الجميلات زائرات كل منهم تحمل في داخها حلم الانفراد بمشاعره وتوالت عليه سنوات الحبس قضيه خلف الاخري وهو سعيد مبتسم لا يبالي كآنه واثق من شيئا لا يعرفه احد ...... وحين مات ابيه وورث ثروته الطائله انقلب حاله وتوحش واكتئب واخذ يبحث عن طريق يخرجه من سجنه ولو كان باي طريقه وعرض علي الكثيرين مبالغ طائله لمساعدته علي الفرار وطالت ذقنه واصفرت عيناه وشحب وانهارت امه تحسه سيضيع من يديها و......... وفي يوم عرفت ان حالته خطيره وانه نقل لمستشفي السجن وطلبت امه اسآلها عن حاله فصرخت في التليفون انه مريض جدا جدا واحتار الاطباء في حالته لا احد يعرف سبب هذاله ولا شحوبه ولا اصفرار عينيه و..... يوم جمعه كنت اتصفح صفحه الوفيات فقرآت نعيه قصيرا صغيرا يفيد موته وان جنازته ستشيع اليوم فلبست ملابسي السوداء وهرولت لمكان الجنازه قابلت امه منهاره تصرخ وتلطم سآلتها ماذا حدث له هزت رآسها لا تعرف " اتنقل مستشفي السجن وقعد هناك كام يوم قررت المستشفي ترجعه لسجنه الاصلي في الطريق مات وهو في عربيه الاسعاف علي ماوصلت السجن كانوا كفنوه ماشفتوش " ولطمت وجهها لكني لم اصدق روايتها ، فاحدا لم يراه ميت والجسد الذي يقبع في التابوت لا يخصه فقد فر - اكيد - في صفقه العمر بالنسبه له ومات في سياره اسعاف لا يعرفه احد فيها وخرج اخر من المستشفي بدلا منه وانتحل موته وتكفن بدنه او بدن البديل الذي لانعرفه و....... وفر الدكتور من سجنه وورث الثروه التي الت اليه بوفاه ابيه وغالبا غادر البلاد وانتقل للعيش في بلاد اخري مع بقيه اقاربه في المهجر وفي يوم من الايام سيآتي يزورني ويفصح لي عن خطته الجهنميه في الفرار و....... لذا كنت اتمني اكشف وجه الجثه اتآكد انه هو الذي يرقد في التابوت لكن حرمه الموت حالت بيني وبين كشف ستره و...... نسيت اقول لكم انه كان قد دخل كليه الصيدله سنوات ولم يتخرج منه وانه بارع الذكاء وانه - حسب فهمي لشخصيته وعبقريته وذكاءه - قد تناول ادويه سببت شحوبه واصفرار عينيه حتي يتمكن منالخروج من السجن للمستشفي وهناك نفذ خطته الجهنميه !!! واقتربت من ابنه اواسيه واشرح له " اللي خلف مامتش " وكنت اعني كلمتي فهو لم يمت لكنه ابنه البريء ابتسم في وجهي وسط دموعه وقال لي " ايوه ياطنط روحه اكيد في السما وشايفانا وسامعانا !!! " وخرجت من الجنازه اكثر اعجابا بعبقريته وذكاءه .... ومرت عشره سنوات ومازلت انتظر دخوله علي يوما مبتسما سعيدا ليحكي لي ماحدث وكيف خدع الجميع وهرب !!!!!!

هناك تعليق واحد:

AHMED SAMIR يقول...

تفتكري انه فعلا لسه ماماتش؟
مين عارف؟؟؟
ممكن جدا تكون وفاته دي هي الحقيقة الوحيدة في حياته
اعقد
انه مش هيدخل عليكي مبتسما وان انتظارك سيطول