مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الجمعة، 28 مايو 2010

ينتظر انتصارا مدويا !!!




انه لاينام ابدا مع عاهرات !!! لايدفع ابدا مقابل رغباته الرجوليه واحتياجاته البيولوجيه !!!هذه اهانه كبيره لايقبلها ولن يقبلها !!!هل رجل مثله لن يجد امرأه تقبل تمارس معه رغباته الا اذا دفع لها ، اذن لايريدها ولايريد ممارسه رغباته !!! النقود مقابل ممارسه الرغبات امر غير مقبول ابدا بالنسبه له !!! ابدا لم يدفع لامراه لتمنحه جسدها ولن يفعل !!! الامر عنده مساله مبدأ ، النساء اللاتي تحترفن العهر ابدا لن يرضوه !!! ايضا هو لايسعي خلف النساء ولا يطاردهن ، لكنه لايرفض سعيهن ، يقبله وقوانينه واضحه ، هي ليله او اكثر ، احتياجات ورغبات ليس اكثر !!

انه ينتقي من بين النساء
سيده مناسبه الشكل تسمح له بممارسه الاحتياجات دون احتياج لكلمات حلوه وكذب مستمر !!نعم ... هذه ايضا مساله مبدأ ، لن يقل لسيده كلمات تخدعها ولو للحظات ممارسه احتياجاته !!لايقوي علي هذا ، حين يقول ، يعني مايقوله ، وهو ابدا لايعني ماقد يجبر علي قوله لسيده لاتربطه بها اي عواطف !!!نعم يحترم احتياجاتها ويسعي لممارسه احتياجاته لكن عليها تتقبل الا يكذب عليها كما عليه يتقبل الا تخدعه!!!!نعم كليهما يعرف ان اي كلمات سيقولوها في تلك اللحظات الخدره لن يحاسبا عليها لن يلتزما بها ، لكنه رغم هذا لايقبل !!!

واكم من امرأه خلعت ملابسها ثم عادت وارتدتها لانه كان سخيفا كما وصفوه !!!سخيف فج مباشر ، بارع نعم يسعدهن نعم يمتعهن نعم ، لكنه سخيف وفج ومباشر لايمنحهن الخديعه اللاتي يحتجن اليها حتي يتعرين ويمارسن احتياجاتهن الضروريه !!!اكم من امرأه عاتبته لانه افسد مزاجها بفجاجته ، لانه لم يمنحها الخديعه التي ستسامح نفسها لانها منحته جسدها بذريعتها !!!

واكم من ليله كان قاسيا صارما ... لن يخدع احد ولايقبل الخداع ، الامر لايعدو ممارسه احتياجات ضروريه ، هذا ليس حب وليس عشق ولاتوجد مشاعر ، توجد احتياجات ، فلماذا نصر نكذب علي انفسنا !!!هل صرامته وفجاجته حرمته من النساء !!! لا ، سنوات طويله لايعرف عددها ، قضي ليالي طويله مع نساء لايعرف اسمائهن ، لكنهن بمنتهي الكرم منحوه اجسادهن وهو بمنتهي الكرم والنبل منحهن المتعه والراحه !!!

اذن هو لاينام ابدا مع عاهرات ، ولا يدفع ثمن ممارسه احتياجاته الانسانيه ، هذه ليست علاقه تجاريه ، هذه علاقه انسانيه تحتاج طرفين يؤمنا ان احتياجاتهما ليست خطيئه وان حياتهما تحتاج كي تستمر هذا النوع من الممارسه الحياتيه ....
وكثيرا ما عثر بل ومازال يعثر علي نساء يشاركوه ايمانه بضروره تلك الممارسه الحياتيه !!!وكثيرات منهن يثنين عليه بعدما يفيقا ، يثنين عليه ويؤكدن علي براعته وثقته في نفسه وقدرته علي ارضائهن !!!وهو لاينكر ان كثيرات منهن ايضا بارعات ، يجدن التعامل مع الجسد واحتياجاته ، وينجحن في ارضاء جسده ومنحه فرصه الارواء والارتواء !!!كل هذا هو يعرفه !!!

لكنه مازال تعيس !!!!تعيس جدا !!!!!!!! روحه ظمئ للمشاعر للاحاسيس ، روحه ظمئ لاقتسام التوهج مع امرأه يحبها ، روحه ظمئ لفك طلاسم جسد يحبه يستخرج منه ادفء المشاعر واعذب الاحاسيس والسطوع ، تلك المراه التي ينام في حضنها فيرتوي ويشبع وتجتاحه السعاده ، روحه ظمئ لروح تعرفه تفك شفرته تقرأ لغته الخاصه وتجيد فهمها!!!! رغم براعته فهو لايرضي ابدا مهما كان مامنح له !!! كل مايمنح له من اجساد بضه لايرضيه ، كل مايمنح له لايسعده ، كل ما يمنح له لا يشبع روحه المشتاق للفيضان ، كل مايمنح لايمنحه الانتصار الذي يحلم به وقت يكسر الحواجز ويعبر الاسوار ويدك الحصون ويستسلم طواعيه في حضن الحبيبه !!! كل مايمنح لا يرويه ولايشبع احتياجات روحه !!!

هو تعيس ، جدا !!! لاينادي النساء اللاتي لايعرفهن باي اسماء ، ومااحتياجه للاسماء ، هي انثي جسد رغبه طاقه امكانيه متاحه ، ليس مهما اسمها ، هو لا يلوم تلك النساء ، بالعكس يتعاطف معهن يشفق عليهن لكنه حين يستيقظ صباحا يتألم يكاد يبكي ، يتمني لو يقوي علي كبت كل احتياجاته حتي يعثر علي الحضن الذي يحلم به ، يتألم يكاد يبكي ، يتمني لو يقوي علي الا يكررها مره اخري ، نعم هو بارع في اسعادهن ، لكن واحده منهم لم تسعده ابدا بالعكس كل منهن حين يستيقظ ويجدها بجواره ، يشم رائحتها ، يري ملامحها ، يتمني يبكي ، وكثيرا مايبكي ، حين ترحل ويغضب من نفسه ويقرر يتخلص من رائحتها من وجودها من اثارها ، يكاد يحطم الجدران ويلقي بالفراش من الشباك ويغسل المفروشات بالمطهرات ويبكي وهو يتحمم لانه اضعف مما يظن ، يبكي لانه قبل علي نفسه ان يمارس الحب مع سيده لايحبها ولا تحبه ، يتمني لو يلغي تلك الليله من حياته ومن الزمن نفسه ، يتمني الا يقابل تلك السيده ابدا بعد تلك الليله ، هي شاهد حي علي حرمانه من الحب هي شاهد حي علي اوجاعه الدفينه التي لم يبح بها لاحد ابدا !!!

هو تعيس جدا !!!
يحلم ليل نهار بانثي تملكه باختياره ، يسعي لها وتصده ، يغضب منها لكنه لايفر يغضبها لكنها لاتفر ..يحلم ليل نهار بانثي تملكه باختياره ، يمنحها مشاعره تفهمها ، يمنحها احاسيسه تقدرها ، يمنحها روحه تصونها ، يمنحها جسده تفهم لغته وتفك شفرته وتطهره من العابرات وتصالحه علي نفسه !!! يحلم ليل نهار بانثي لاتمارس معه احتياجات بل تعيش معه انصهار يعرف جيدا كيف ستكون ماهيته بينهما !!! يحلم ليل نهار بانثي لاتمارس معه رغباتها ولاتمنحه جسدها ليفرغ رغباته ، بل يتمناها تمنحه روحها فيمنحها روحه فينصهر جسديهما معا لحظه التلاقي التي يتوق لها عمره كله !!!!

ينام تعيس ... ويستيقظ تعيس ، وايام العمر تمر بلا انصهار وروحه عطشي لنصفها الثاني !!! ايام العمر تمر وهو يوشم اجساد النساء ببراعته لكن واحده منهن لم تفلح ابدا في وشم روحه بوجودها !!! وروحه ظمئ كانت ومازالت لم يرويها ابدا ولن يرويها تلك النساء اللاتي منحوه اجسادهن ساحه ينتصر فيها عليهن وعلي رغباته !!! روحه ظمئ والهزيمه تتملكه لانه لم يحقق حتي الان انتصاره الذي يتمناه !!!

مازال يمارس احتياجاته الانسانيه مع النساء ، مازالت روحه ظميء ، مازال لم ينتصر انتصاره المدوي ويحلم به ويخاف منه ويتمناه !!!! مازال تعيسا ، مازال خائفا ، لكنه مازال ينتظر وسينتظر !!!

الخميس، 27 مايو 2010

الجنية الفضي والالهه ايزيس والعذراوات الثلاث !!!!



بير مسعود .................. فونتانا دي تريفي
الاسكندريه .......... روما
رحله التمني والامنيات !!! 

الأسكندرية 

( 1 ) 
لاتذكر من اسكندريه الا بير مسعود !!!! 
كل شيء في ذاكرتها لا ينمحي ، كل شيء كانه حدث امس ، كل التفاصيل الرائحه اللون توتر الروح ارتعاشه الجسد ، كل شيء تذكره كانه مازال يحدث ..... مازالت تعيشه !!! كانت طفله صغيره تقبض امها علي كفها وتصحبها هناك .... تقف امها امام البير ، تخرج من حقيبتها عمله فضيه لامعه ، تخبرها سرها وامنيتها ، تلقيها بامل كبير ، يحقق اشباع لرغباتها في الوصول لامنياتها المؤجله !!! مازالت تتذكر امها في تلك اللحظه ، تتشاجر مع زوجها ، تبكي بصوت مكتوم ، تسحب حقيبه يدها بسرعه وتغطي راسها بايشارب حريري وتقبض علي يديها وتهرول صوب البئر ، تسير الطريق للبئر بدموع تنسال فوق وجنيتها بلا صوت ، رياح البحر العاتيه لاتقوي علي بعثره شعرها التي اعتقلته تحت ايشاربها الحرير ، حياتها مثل شعرها معتقله في سياج حريريه لكنها قابضه وخانقه !!! 
( 2 )
مازالت تتذكر امها ، تنسال دموعها فوق العمله المعدنيه اللامعه التي ستستأمنها علي اسرارها وامنياتها ، بكل قوتها تلقي امها بالقطعه المعدنيه داخل البير ، بير مسعود !!! طفولتها .......... اسكندريه ،سيدي بشر ، ميامي ، الكورنيش المزدحم برواده ، الصخره الكبيره التي حولت الشاطيء لماء مغلق ، رؤوس تلمع تحت الشمس ، زحام مروع علي الرمال ، شماسي كراسي بشر كثيرين اطفال ، رمال متناثره ، مياه مالحه تقفز من البحر الكبير لعينيها ، امها لاتترك يدها ، تلعب تحت الشمسيه امام ناظريها ، تاخذها للبحر لتملأ الجردل ، تسير معها علي الشط تبحث عن بائع الفريسكا ، تظل امها امام البحر حتي يبتلع ماءه الاسود قرص الشمس الاحمر ويخيم السواد علي الدنيا ، تسحبها امها من ذراعها للبيت ، يتحمما وينزلا ثانيه ، يسيرا علي الكورنيش المظلم ، كانت تخاف البحر ، كانه وحش سيبتلعها ، كل الاطفال تخاف من ظلمه البحر وصوته الهادر ، هي مثلهم جميعا تخاف منه ، بالذات حين تسحبها امها في نهايه الليله للبير المظلم ، تقف امامه تكلمه ، ترمي نقودها فيه ، تتمني امنيات مؤجله لاتتحق ، لم تفهم ابدا مالذي تفعله امها ، لماذا ترمي النقود في البير المظلم !!!!
( 3 )
قفزت في بير مسعود ، هكذا قالت لامها التي سخرت منها ، قالت لصديقاتها اللاتي لم يصدقوها ، لم تكترث بمن صدقها ، هي تعرف انها صادقه ، نعم قفزت في بير مسعود ، قفزت فيه وخرجت منه سالمه ، في صيف قائظ ، اصابتها حمي في مقتل ، ارتفعت حراراتها اربعين ، تري الوجوه اثنين وخمسه ، تتلاعب امامها الخيالات ، يفيض منها العرق شلالات تفسد ملابسها وملاءه فراشها ، لاتعرف ليل من نهار ، تنام وتنام وحين تتصور انها استيقظت تكتشف انها كانت تحلم انها استيقظت وهي مازالت نائمه ، في احد الليالي التي طالت ، وقفت هي امام بير مسعود ، لم تكن امها معها مثلما اعتادت ، كانت وحيده ، لم تكن صغيره كماهي ، كانت اكبر ، كانت قلقه تتمني مالم يحدث ، وقفت امام البير ، ستبثه امنيتها المجهضه ، القت فيه جنيه فضي اهداه لها جدها قبل موته ، وهي تخرجه من حقيبه العيد وتلقيه كانت حزينه تكاد تمنع اصابعها تلقيه ، لكن اصابعها لاتطاوعها ، القت الجنيه الفضي في البير ، ثم تذكرت جدها وقت قبلها واعطاها الجنيه ، ستقفز خلفه ، ستنزل في الماء ، ستبحث عن الجنيه ، ستعثر عليه وتخرج مسرعه ، هكذا قررت في ثانيه ، ستقفز بملابسها بحذائها الجديد ، ستنتشل الجنيه الفضي وتخرج مسرعه .... قفزت في البير المظلم ، ارتعدت ، جسدها ساخن يموج بالحراره ، ماء البئر الراكد ارعش بدنها ، لاتعرف انها سخنه تتوجع من الحمي ، لاتعرف انها مريضه تعبه ، لاتعرف انها تحلم وان الماء البارد الذي ارعد جسدها كان في حقيقته كمادات بارده تلصقها امها بجبهتها وجسدها المحموم ، هي لاتعرف انها تحلم ، هي قفزت في البئر ، تغوص فيه وتغوص ، لاتري قاعا ، جبال من العملات الفضيه والذهبيه تسبح في الماء ، عليها اسماء وكلمات ، قبضت علي عمله منهم لم تنجح مياه البئر من افلاتها من بين اصابعها ، تري جيدا وسط ظلام المياه ووحشه الجدران ، قرش صاغ ممهور علي احد وجهيه اسم امرأه وملامح وجهها الحزين وعلي الوجه الاخر امنيه لم تطالها ، افلتته ، قبضت علي غيره اسم انسه وملامح ترقب علي وجهها الشاب وعلي الوجه الاخر امنيه تتمني تحققها .. ادركت وهي تسبح في ماء البئر ان العملات الملقاه في البئر وشمت باسماء وملامح اصحابها وامنياتهم ، في البير جبال من العملات تتكدس في القاع ، احست حزنا لان امنيات كل البشر راكده في البئر ، وهم يعيشون الوهم الخادع ، يتمنوا مايتمنوه ثم يلقوا بعملتهم وينتظروا تحقق الامنيه ، لكن العمله معلقه في حبال الماء لم تهوي للقاع ولم تحقق الامنيه ، مازالت تحلم ، ومازال جسدها سخن ومازالت مياه البئر البارده ترعشها ، اسنانها ترتطم في بعضها ، لاتفهم سر بروده تلك المياه ، وكيف تفهم ان امها تدفن راسها بماء مثلج وقطع ثلج ، هي لاتعرف ان الرعشه من الحمي ، تتمني لوحملت كل العملات الفضيه لفوهه البئر ، تعطي كل انسان عملته ، تشرح له لايملك البئر يحقق الاحلام ، جنياته الطيبه هجرته وبقي مستودعا للامنيات والعملات المعدنيه ، خزانه بنك بلا مفتاح ، تذكرت ماسمعته من شائعات ، فتيات صغيرات انتحرن في البئر ، القين بالعمله الفضيه وانتظرن تحقق الامنيه وحين طال الانتظار واستبد بهن اليأس في ذلك الوقت اليائس القت الصغيرات باجسادهم في البئر.... لكنها قفزت في البير للعثور علي الجنيه الفضي القديم ،لم تقفز يأسا!!!! 
( 4 )
مازالت تتذكر تلك الليله الطويله التي قضتها ترتعش بجسدها المحموم وسط المياه البارده والجدران الملساء والليل الموحش في قاع بير مسعود ، يقول الناس ان البير مسكونه بارواح اليائسين ، تعيث فيها الاشباح والعفاريت والارواح الشريره فسادا ، لكنها هنا لاتري اشباحا او ارواحا ، فقط تري تلال من العملات المعدنيه المتراكمه طبقات فوق بعضها ومازالت تتساقط !!! ضحكت وهي تنزلق صوب القاع ، ضحكت ، ارواح اليائسين وامنيات الحالمين ، هذا هو البئر ماءه هواءه جدرانه وجوده !!!! مازالت تهبط تقترب من القاع ، مازال ترتعش واسنانها تصكك ، هل شاهدت دموع معلقه تنهمر فوق العملات المعدنيه ، هل تسمع من العملات المعدنيه نحيبا ، شكاوي ، امنيات مقهوره ، رجاء لم يتحقق ، تفتح ذراعيها تحاول الامساك بالعملات العائمه وسط الماء ، لكن العملات تهرب منها تنفلت من بين اصابعها ، لاتري الجنيه الفضي الذي اسقطته ، تتمني العثور عليه لتخرج مسرعه من تحت ذلك الماء الراكد المحبط المشبع بامنيات المحبطين التي لا تتحقق ، لكن الجنيه تواري منها ، مازالت تهبط صوب القاع ، مازالت ترتعش !!! تتمني تعثر علي عملات امها التي حملتها اسرارها وامنياتها ، نعم مالذي كانت امها تتمناه ، اين العملات المعدنيه التي تحمل اسم امها وامنياتها ، ستصل للقاع ، ستجلس بجوار تلال العملات ، ستفتش فيها ، ستنقب عن امنيات امها ، تتمني لو كان ذلك البئر يملك تحقيق الامنيات ، ربما وقت كفت امها عن البكاء ، ربما جفت دموعها واشرقت ابتسامتها الجميله التي نادرا ما تلون وجهها بالفرحه ، ربما لو جنيات البئر يملكوا تحقيق الاحلام ، لكفت امها عن البكاء ، لكن جنيات البئر تركوا البشر يلقوا باحلامهم في الماء الموحش واعطوهم ظهورهم وناموا....
( 5 )
مازالت تهبط صوب القاع ، القاع يسطع بالعملات ، محيت من عليها الرموز والنقوش والرسومات ، فقط عليها الاسماء والامنيات ، اقتربت من القاع ، اكثر اكثر ، سقطت ، شهقت ، انتفضت ، كان يد قبضت علي انفاسها ، تتعجب انها تتنفس تحت الماء ، لكنها تتنفس ، مخنوقه نعم ، رائحه الماء في انفها يقلب معدتها ، لكنها مازالت حيه لم تغرق ، جسدها يرتعش من البروده ، امها تغير الضمادات البارده ، تسكب عليها ماء اثلج ، ترتعش راسها في الحمي ويرتعش جسدها في الحلم ، جلست علي القاع اللزج العطن فوق طحالب راكده فوق القاع ، جسدها يكره ملمس تلك الطحالب الخضراء اللزجه ، تعرفها ، حين تلتف حول ساقيها في البحر بعد العواصف والامواج العاليه ، يخرج البحر علي المصيفين خيوطا من تلك الطحالب الخضراء اللزجه ، يقشعر بدنها ، كانت تفر منها وتصرخ ، لكنها الان تجلس عليها فوقها ، مازالت العملات المعدنيه تتساقط ، تلال جبال عشرات مئات الوف العملات المعدنيه تتساقط فوق راسها وهي جالسه في قاعه البير ، تسمع الامنيات ، طازجه ، مازالت ذبذباتها ترطم المياه الراكده بمعانيها ، تسمع نحيب لاتحبه ، تسمع ادعيه لاتفهمها ، امها فوق راسها وهي ترتعد محمومه تدعي ربها بشفاء الصغيره ، هاهي عمله معدنيه عليها اسم امها تسقط في حجرها ، هذه امها ملامحها فوق العمله رائحتها اسمها واسم امها ، تقلب العمله المعدنيه ، تطلب لابنتها الشفاء ، تتساءل من هي ابنتها ، امها لها ابنه واحده ، هي ، تعجبت ، هل هي مريضه للدرجه التي ترمي امها تلك الامنيه يأسا في البير ، تصرخ من تحت الماء ، لست مريضه اطمئني ، الماء يتفاعل ينفجر بذبذبات صوتها ، تحس البير يكاد ينفجر ، علي فراشها محمومه تنتفض ، تنطق كلمات غير مفهومه ، امها تزيد الثلوج علي راسها ، تدعو القدير يشفي ابنتها من الحمي التي انهكت بدنها الضعيف ، تصرخ من قاع البير تنادي امها لست مريضه ، تلقي العمله المعدنيه بعيدا ، ليست هذه العمله هي التي تتمني العثور عليها ، تتمني العثور علي كل العملات التي وقفت بعيدا وامها تقذفها في مائه ليله وليله سابقه ، النواح في البئر يزداد ، كل هذه النساء تبكي علي حافه البئر ، الا تمنحهم الحياه املا يعيشوا به بعيدا عن حافه التمني ، الا تحقق لهم الحياه امنياتهم او جزء منها فينسوا خيالات الاماني وحافه البئر المخيف ، غريبه تلك الحياه ، تعيش ابناءها في اوهام يستعذبوها ، علي حافه هذا البئر سكبت دموع حفيدات ايزيس تفيض بمائه نيل جديد ، لكنها دموع مهدره سقطت في الماء المالح وضاعت ، علي حافه هذا البئر وقفت عروسات النيل مستعدات للقفز في البئر قربانا لالهه التمني لتستجيب لاحلام وامنيات الملايين ، لكن الامنيات بقيت راكده في قاع البئر !!!
( 6 )
 تبحث عن الجنيه الفضي ، تفر من الطحالب اللزجه ، تتقلب في فراشها ، تنتفض وحراره جسدها تنخفض ، يدفء جسدها في الماء المثلج في قاع البير ، تبحث عن جنيهها الفضي ، تبحث عن عملات امها وامنياتها ، شعاع نور ينسكب من فوهه البئر لقاعه ، الشمس تشرق ، اشعتها تخترق الماء العميق ، تسقط علي تلال العملات المعدنيه في القاع ، تسطع ، تري كل الاسماء كل الامنيات كل الوجوه واضحه جليه ، هذه امها ، مالذي تتمناه من البئر والهته وجنياته الطيبه ، لماذا لاتعرف تقرا امنيات امها ، كل الامنيات واضحه كل عبارات الرجاء والتوسل والتمني صريحه تكشف عن عذابات اليائسات والتي انتهي بهن المطاف علي فوهه البئر ، الشمس توقظ جنيات البئر ، ينظف العملات المعدنيه ، ينظمن الامنيات ، هذه ستتحقق قريبا هذه لن تتحقق ابدا ، جنيات البئر لايدعين قدره او قوه او سحر ، انهم يعرفن مالذي سيحدث ، لكنه عاجزات عن تغيير مسار الاحداث التي ستحدث ستحدث ، وجه امها يبكي علي جدران البئر ، امنياتها القديمه ابدا لن تتحقق ، رجائها بشفاء الابنه تحقق فعلا والابنه شفيت ، هكذا قالت الجنيات ، تكلمن اليها ، سالوها لماذا تقبع في القاع ، بحثوا معها عن الجنيه الفضي ، دفنوه بين اصابعها و اوصوها تقبض علي بقوه ، وقفت تترنح من اثار الحمي وانخفاض الحراره ، تحس نفسها ستسقط ، تسندها امها ، لا تسندها الجنيات ، يدفعن بها لفوهه البئر ، تسبح بسرعه لاعلي والعملات المعدنيه المتساقطه علي راسها توجعها ، تبكي ، لاتهدرن احلامكم امام البئر هو عاجز عن تحقيق اي شيء ، جنياته لايملكن شيئا لكن ، تبكي ، لكن المعذبات بالشوق والموجوعات بالامل الذي لا يتحقق واليأسات يتمنين الموت بين احضان الحبيب ، كل هؤلاء النسوه يقفن علي فوهه البئر يسرن للعملات بامنياتهن ويقذفوها بمنتهي القوه !!!
( 7 )
العملات تتساقط علي راسها توجعها ، تترنح امام فراشها ، الصداع يدق في عروقها وجعا صافيا ، الحراره التي ارتفعت ثم انخفضت كسرت راسها مثل العملات المعدنيه التي تتساقط عليها ، وهي في رحله الصعود من القاع للقمه قررت الا تتمني الا ماتقوي عليه ، قررت ان الامنيات وهم كاذب ، البئر وجنياته لن يصغن مصيرها لن يصنعن حياتها لن يغيرن مسارات وجودها ، لن تقذف ابدا عمله فضيه تمنحها املا كاذب ، قررت ان التمني وهم ولن تلجأ اليه ابدا ، الحمي تنسحب من جسدها والارتعاشه تتوقف ، تقف ولا تترنح ، الشمس التي دخلت من شرفه غرفتها تضايقها لاتعرف كيف تفتح عيناها المغروزتين في الرأس المفتته بالصداع ، الامنيه الوحيده التي تمنتها امها في حلمها تحققت خارج الحلم ، فتحت عيناها علي فوهه البئر ، نساء كثيرات متشحات بالسواد ينتظروها ، تنهمر علي راسها الاسئله مثل المطارق ، لعنه الله علي الصداع ، هل ستتحقق امنياتنا !!!! تغلق عيناها تكره الشمس تحس غثيان ورغبه في القيء ، تنهمر دموعها في حضن امها ، تفتح كفها ، تقبض علي الجنيه الفضي ،لم تكن تحلم ، كانت في البئر فعلا ، سالت امها بصوت وهن ، كنت بتتمني ايه ، قبضت عليها امها في حضنها ، سلامتك ، هزت راسها لاتعجبها الاجابه ، قبل كده بصوت اضعف همست ، احتضنتها امها بقوه وصمتت ....
( 8 )
انتهي الصيف وبعده صيف وصيف عاشت ربيع وخريف وشتاء وصيف وصيف ، ورحل ابيها ونسيت امها البئر والامنيات وتعافت وكبرت وتاهت في دروب الحياه !!!! لكن الليله التي قبعت فيها في قاع البئر لم تغادر راسها ابدا ، تبحث في الشوارع عن الوجوه التي وشمت بها جدران البئر وعملاته ، تبحث في كل الاصوات التي تسمعها عن اصوات الامنيات ، تطالب حفيدات ايزيس بالابتعاد عن فوهه البئر ، لاتضيعين دموعكم هباء ، تصرخ في عرائس النيل ابتعدن عن فوهه البئر فالبئر خالي لاتسكنه الهه التمني ، عاشت في الحياه بواقعيه شديده تغضب من الامنيات المستعصيه والتمني اليأئس ، تسخر من حاله الانتظار والوهم ، الامنيات تتحقق بارادتنا !!! هكذا امنت !!!! 
( 9 )
حين مرضت امها ، عجزت عن تقبل حقيقه اقتراب رحيلها ، دعت للرب يشفيها لكن عمرها اوشكت ايامه علي الانتهاء والرب لن يغير القدر والاجل استجابه لدعائها ، عاجزه يائسه ، تقترب من امها من جسدها الوهن من انفاسها الضعيفه المتباعده من عينيها المغلقتين ارهاقا ، تقترب منها تسالها الصمود والتشبث بالحياه ، لكن امها زهدت الحياه التي ارهقتها ولم تحقق امنياتها ، امها ترغب في الرحيل الي البراح حيث الرحمه اساس الوجود ، تسال امها مقاومه الموت والفرار منه ، لكن امها تستعذب الفرار من العالم الموجع ، فجأ تذكرت بير مسعود ستذهب بالجنيه الفضي تلقيه في البئر تتمني عمرا مديدا لامها ، سخرت من الفكره ، لكنها نفذتها ، في جنح الليل تسللت للبئر ، تركت امها تنام علي فراشها وخرجت ، قبضت علي الجنيه الفضي ، باحت له باحزانها تتمني لامها عمرا اطول ، لاتعرف حتي متي ، لكن لاترغب في رحيلها الان ، مازالت تبحث عن حضنها وقت الوحشه ، مازالت تبحث عن كفها وقت الحيره ، مازالت تبحث عن حنانها وقت الجحود ، كيف ستعيش وحيده بلا ام في ايام موحشه !!! قبضت علي الجنيه الفضي وكادت تقفز معه لقاع البئر ، لاتخاف البئر ولا ظلمته ، قضت فيه ليله طويله ، امنح امي عمرا اطول ، غطس الجنيه الفضي في الماء ، كانه ينظر لها ، كانه يبتسم ، لاكانه يبكي ، لامت نفسها علي الوهم الذي قبلت تعيش فيه ، لكن امها تستحق بعض الوهم ، تستحق كثير من الامنيات ... اعطت البير ظهرها وغادرته عائده لامها تنتظر تحقق امنيتها ، لكن رياح الموت استقبلتها علي البوابه العتيقه للمنزل ، رياح البحر تطرق في ليله شتويه البوابه العتيقه ترجها ورياح الموت تخرج بروح امها سعيده محرره ، قبلتها امها علي بوابه المنزل ورحلت للبراح ، حين دخلت حجره امها كان الجسد المسجي يرقد فوق فراشه ساكن بلا روح ، احتضنت الجثه ، لكنها خافت ، كانها سمعتها تهمس ، لاتحزني ، انهمرت دموعها ، هل تثمر الجثث ورودا ، مالها تتصور ان جثه امها تحولت لحوض زرع اخضر تنبعت منه رائحه الرياحين المغروسه في الجسد ، انهمرت دموعها تروي ورود المحبه ، جثه امها تبتسم سعيده ، راضيه بالرحيل ، اخيرا امنيتها تحققت ، تقبض علي كفها ، اصابعها متيبسه مغلقه ، تفتحها ، تعثر علي الجنيه الفضي ، تبكي بقوه ، لماذا ياامي ابطلت امنيتي ، لماذا سرقت العمله الفضيه من جنيات البئر ، لماذا لم تمنحيني وهم الرجاء وامل الانتظار ، الجثه مازالت تثمر ورودا ، اخذت الجنيه الفضي واقسمت الا تشتري به ابدا بعد ذلك اليوم اوهام التمني !!! 
( 10 ) 
رحلت الام والصيف ..... 
رحل الحنان ....
لملمت ملابسها وكتبها وذكرياتها ورحلت !!!!!!!!!!!!! 
مازال بير مسعود يبتلهم الاوهام والامنيات والرجاء اليائس ، مازالت العملات المعدنيه تتساقط في قاع البئر ، مازالت الجنيات في قاع البئر تنام طيله الليل تستيقظ علي دغدغات اشعه الشمس .... 
كل شيء مازال علي حاله الا هي .... !!!! 

روما

( 1 ) 
لاتذكر من روما الا فونتانا دي تريفي !!!! لم تزر روما ابدا ، طافت اوربا الا روما ، كرهت لندن وعشقت فينا ، لم تتعرف علي باريس وحين تعرفت علي ميونخ فرت منها ، لم تفهم موسكو ولم تطمئن لجينيف ، طارت فوق الخرائط والمطارات !!! الا روما !!! لم تزر روما ابدا .... لم تعرف لماذا لم تزرها !!! لماذا لم تسعي اليها !!!! لاتعرف !!! 
( 2)
حتي ذلك اليوم ، ستسافر لتونس عبر روما ، لم تجد مكان علي الطائره المتجهه لتونس ، عليها تكون في تونس في اليوم التالي علي الاكثر ، ستحضر عرس احدي صديقاتها ، اللعنه كل اللعنه علي الطائرات ، ستذهب لتونس عبر روما ، ستبقي في روما تسعه ساعات حتي تاخد الطائره لتونس ، لاتملك اختيار ، انصاعت لقهر الخطوط التونسيه التي لن تحلق من مطار روما الا بعد تسعه ساعات من وصولها ، اعدت نفسها لقضاء الساعات الطويله في الترانزيت ، كتاب وموسيقي وذكريات تستديعها تؤنسها ، نامت طيله الرحله ، مازالت تحلم بامها ، كانها ذهبت للمطار تودعها ، امها رحلت عن العالم وبقيت في عالمها ، معها طيله الوقت ، تنشط ذاكرتها ، تسرد عليها حكايات الماضي تساعدها علي اجتياز صعوبات الحاضر ، تأتيها في الاحلام الورديه تؤنسها طيله الليل ، وحين تبكي في الاحلام تمسح دموعها ، وحين اجتاحتها الحمي مره ثانيه مثلما كانت صغيره ، عادت صغيره وجلست امها بجوارها تبكي وتمرضها وتدفن راسها وسط الضمادات المثلجه ، هل استجابت الهه التمني لامنيتها حين تمنت عمرا اطول لامها ، لكن الجنيه الفضي عاد لها ، نعم عاد لها لان الامنيه التي كانت مكتوبه علي وجهه تحققت ، رحلت امها عن العالم الزائل ومنحت عمرا اطول واطول لاينتهي ، نامت في الطائره وامها تقص عليها حواديت قبل النوم ، تلك الحواديت التي تهدي روعها في لحظات النوم ، هاهي ستنام مرتاعه كعادتها وهاهي حواديت النوم تطمئنها مثلما كانت تفعل دائما ..
( 3 )
استيقظت قبل الهبوط في مطار روما بنصف ساعه ، بمنتهي التثاقل واللامبالاه مدت اصابعها قبضت علي المجله الملونه المودعه في ظهر الكرسي امامها ، ستتفرج علي الصور ، ستضيع نصف الساعه الباقيه حتي الهبوط ، تفر المجله بعدم اكتراث ، معالم روما السياحيه ، لم تجذب نظرها ، لم تتمني زياره برج بيزا المائل تحسه سيسقط فوق راسها ، لم تحلم بفارس يغني لها في القارب الاثري في احد جنادل فينسيا ، تحلم برجل اسمر يغني لها مواويل صعيديه تحت شراع مركب كبير وسط النيل ، هذه احلامها ، اما فينسيا وبرج بيزا فلم تجذب انتباها ، كادت تلقي المجله بجوارها ، الطائره تستعد للهبوط ، لكن صفحه انزلقت بين اصابعها لا تقصد فتحها ، صفحه تقص اسطوره " فونتانا دي تريفي " النافوره الاثريه العريقه في قلب روما وعذرواتها الثلاث يرمزن للجمال والحق والخير ، تلك النافوره التي بنيت فوق نبع التمني التي كانت تزوره عذراوات روما بحثا عن الحب وامهات روما بحث عن الخصوبه ، تأملت صوره النافوره ، عريقه قديمه بنيت منذ قرون بعيده ، مزارا للعذراوات ونعمه الامومه ، تقف علي حافتها النساء يلقين بالعملات المعدنيه والامنيه التي يتمنين تحققها ....
( 4 )
فونتانا دي تريفي نادتها ، هكذا احست ، الصوره فتحت امام عينيها عنوه ، نافوره التمني والامنيات ، مكان لتجمع النساء يبحثن فيها عن احلامهن المؤجله التي لا تتحقق ، عملات معدنيه تتكدس في قاع النافوره مثلما تتكدس في بير مسعود ، نساء متوسطيات يقفن هنا وهناك ، يحلمن ولايحقق احلامهن ، يتمنين امنيات مؤجله لايعيشوها ، في روما تحرس فونتانا دي تريفي العذروات الثلاث وعلي فوهه بير مسعود تقف عرائس النيل تستعد للتضحيه وتقديم القربان ارضاء لاله التمني!!!
( 5 )
الطائره هبطت في مطار روما ، سارت كالمأخوذه بالسحر صوب باب المطار ، ستخرج منه تقضي وقت انتظارها امام فونتانا دي تريفي ، لن تجلس علي مقعد كريهه تقرا في الكتاب وتسمع الموسيقي ، ستذهب للعذروات الثلاث تبحث عن سر اله التمني الذي غادر الاسكندريه وقبع في روما ، ترك بير مسعود وفوهته لنافوره دي تريفي وحوافها .... لاتتذكر بحق كيف حدث ماحدث ، القت بجسدها في تاكسي ، همست باسم النافوره فانطلق السائق كالسهم في المدينه العريقه ، لم تنظر للمباني لم تنتبه للشوارع لم تري البشر ، فقط فونتانا دي تريفي هي غايتها ، انزلها التاكسي في الميدان اشار لها السائق علي النافوره يشرح لها بلغته الايطاليه ذات الجرس الخاص والايقاع المتلاحق كيفيه الوصول اليها ، شكرته وربما لم تشكره ، اخذتها قدميها لحافه النافوره ، قدماها يعرفها طريقهما ، اله التمني تناديها في بيت اخر من بيوتها ، لم تسمعها في الاسكندريه ربما تستجيب لها في روما ، وقفت امام فونتانا دي تريفي ، تتأمل البركه ، مياهها ضحله ليست عميقه كمثل بير مسعود ، نبتون يقف شامخا فوق النافوره خيول عربته كانها تصهل ، العذراوات الثلاث يحطن به ، سارت حول البركه ، تبحث في القاع القريب عن اله التمني ، علها تمنحها ما رفضت تمنحه لها في الاسكندريه ....
( 6 )
غضبت من الهه التمني ، مالفارق بين الاسكندريه مدينه التاريخ وروما مدينه التاريخ ، لماذا هجرت بئرنا وقبعت في نافورتهم ، عرائس النيل العذراوات مستعدات للتضحيه بانفسهن مثل العذروات الثلاث الحق والجمال والخير ، بحثت عن عمله معدنيه في قاع حقيبتها تسر اليها بامنياتها المحبطه ، لم تجد الا الجنيه الفضي ، اه من جنيهك ياجدي ، اطارده بالامنيات ويعود لي خائب الرجاء مثلي ، نظرت لتمثال نبتون ، كانه يبتسم لها ، كانه يشجعها لتلقي بجنيه جدها الفضي ، كانه يعدها بتحقيق امنيتها التي عجزت عن تحقيقها في الاسكندريه ، هنا في روما تربض الالهه فوق الجبال وسط عبق التاريخ في الاسكندريه احرقت المكتبه بكنوزها واسرار الفراعنه ، اقتربت من حافه النافوره ، قبضت علي الجنيه الفضي بين اصابعها ، اسرت اليه بامنياتها ، كادت تقذفه في الماء ....
( 7 )
امها تجلس امام نبتون لاتوافقها ، امها امتطت عربه نبتون وقادتها صوبها ، الخيول خرجت من اسر احجارها وعادت لها الحياه ، تسير صوبها تكاد ترتطم بها ... امها تقود العربه ، نبتون غاضب من امها التي قادته عربته دون اذنه ، الخيول انصاعت للام وتركت نبتون غاضب ، عجبا ، كل رواد النافوره لاينتبهوا لما يحدث ، انها لحظه تاريخيه ، دبت الحياه في خيول نبتون وتحركت عربته تمطيها امها ، المرأه السكندريه العربيه التي لم يمنحها بير مسعود وجنياته الطيبات عمرا اطول ، انها لحظه تاريخيه ... 
( 8 )
الا تنتبهوا ايها المارة لما يحدث امامكم ، التاريخ يتحرك وتدب فيه الحياه ، تماثيلكم تعيش باراده امي ، تقترب منها العربه ، تصرخ امها صرخه توقف جريان الماء في دروب النافوره ، تصرخ لاتلقي بجنيه جدك ، انه كنزك وتراثك ، انه تاريخك ، لاتلقي به في فونتانا دي تريفي ، لقد اعدته لك من بير مسعود لكني لن افلح اعيده لكي من روما ، اقبض عليه ، لاتلقيه في الماء ، صهلت الخيول بصوت عالي ورفعت اجسادها صوب السماء ، وقفت علي اقدامها الخلفيه وصهلت بصوت عالي ، حلقت الطيور الامنه تعيش دهورا فوق حافه النافوره ، حلقت الطيور مرتاعه ، صوت مثل هذه الصهلله لم يسمعه ذلك الميدان منذ تحول نبع التمني لنافوره الامنيات ، منذ حمل المحبين اسرارهم واخفاقاتهم وعذاباتهم ورجائهم واحلامهم لحافه النافوره ينتظروا تحققها ، انه ميدان الهمس ونافوره التمني ، لااحد يصرخ ، لااحد يرفع صوته ، حتي النحيب ياتي خافتا !!!
( 9 )
صهلت الخيول وصرخت امها لاتلقي جنيه جدك الفضي وعودي من حيث اتيت !!! هناك وليس هناك ستتحقق امنياتك ، هنا انت غريبه وستظلي غريبه لاكف حان سيربت عليك مهما اغراك بمعسول كلماته ، هناك انت ابنه الطين الرخو الذي شيدت عليه المدينه العريقه ، انت ابنه ايزيس واليها تعودي ، احتفظي بالجنيه الفضي لجدك ولا تبثيه امنياتك ، فالامنيات لاتحققها العملات المعدنيه ، صرخت امي وصهلت الخيول وافقت والجنيه الفضي في يدي ، رحلت عن فونتانا دي تريفي لم ابثها امنيتي ، امي منعتني ، هي مكان غريب في بلاد غريبه لن يمنحني انا الغريبه عن دمائهم وحضارتهم املا ولا امنيه تتحقق !!! 

نهاية الرحلة 
( 1 ) 
لااذكر روما ، لااعرف هل ذهبت اليها فعلا ام هي جاءت لي في الاحلام التي تجلبها امي لنومي تؤنسني حتي تمر ساعاته الموحشه ، لكن الجنيه الفضي مازال معي ، في حقيبتي !!! لااذكر الاسكندريه ، فقط اذكر بير مسعود ، اعتقد ان امنيتي في بير مسعود قد تحققت وامي طال عمرها !!!! 
لااتذكر الامنيه التي كنت اتمناها علي فوهه بير مسعود ،
لااتذكر الامنيه التي كنت اتمناها علي حافه فونتانا دي تريفي 
كل مااذكره اني في بير مسعود وقت هبطت لقاعه ادركت ان الامنيات لاتاتي بالعملات المعدنيه !!! 
كل مااذكره اني في فونتانا دي تريفي وقت وقفت علي حافتها ادركت ان الامنيات لا تتحقق في البلاد الغريبه !!! 
كنت اتمني الا تبكي امي علي فوهه بير مسعود ولا في اي مكان !!! كنت اتمناها تعيش احلامها وتتحقق امنياتها فلا تلجأ للعملات المعدنيه ولا تتعذب بالرجاء المتاخر والامنيه التي لاتتحقق!!! حين رحلت امي ، جفف الرحيل دموعها ومنحني عيناها صافيتان بلا غلالات مالحه رقراقه مثلما اعتدت عليها طيله حياتها !!! 
( 2 ) 
ايزيس ... الالهه المصرية القديمه وام الاله حورس !!!! 
حفيداتك معذبات بالامنيات علي فوهه بير مسعود ينتظرون الخلاص ، ساعدينا !!! العذروات الثلاث .... الحق والخير والجمال !!! لايقوين علي منح المعذبات بالرجاء مالم تفلح الام ايزيس في منحه لهم !!! 
( 3 )
اسكندريه ............. روما بلاد التاريخ بلاد التمني بلاد الحضارة 
للاسكندريه التي لااتذكرها انتمي وتحققت امنيتي وطال عمر امي وبقيت معي ومازالت !!! 
في روما التي لااتذكرها غريبه انا لاتنبت امنياتي في بلاد الغربه !!!
( 4) 
لماذا يخلق البشر الهه للتمني !!!
لماذا يترنموا بتعويذات التمني !!!
لماذا تنهمر دموعهم رجاء والحاح وامل !!!
هل الحياه والواقع كئيب لهذا الحد !!!
هل كنت اتمني حبا !!! 
هل كنت اتمني طمأنينه !!! 
هل كنت اتمني ونسا !!! 
لااعرف ..... لكني اعيش اؤمن ان امنياتي لن تتحقق الا بروحي !!! 
مازال الجنيه الفضي معي !!! 
ومازالت امي تؤنسني ولاتغادرني ابدا !!! 
( 5 ) 
عجبا تحدثت معكم طويلا ولم اخبركم باسمي ... انا الامنيه !!! نعم هكذا نادتني امي .... الامنيه !!! 
هل كنت امنيتها التي تحققت ام التي لم تتحقق !!!!!!!!!!!!
( 6 )
هل كل ماقصصته حلما اجتاحني وقت الحمي !!!
هل حقيقه !!!
هل خيال عشته وانا واعيه بكامل يقظتي وادراكي !!!
لااعرف ولااكترث اعرف ..


الاثنين، 17 مايو 2010

روح حلقت والبغبغاء الاخضر لقرص الشمس !!!!



كانت تسقي زهورها النائمه فوق نافذه غرفتها !!!
كان يطعم البغبغاء الاخضر الذي يعتقله في قفص فاخر في شرفه منزله!!!
كانت تراه من نافذتها يجلس صامتا في الشرفه ، تمنحه سيده لاتري وجهها لانها تخبئه خلف ستائر سوداء تمنحه مشروبات لايقترب منها واطعمه يعافاها !! تراه وحيدا طيله الوقت ، فقط يهتم بالبغبغاء الاخضر ولا شيء اخر سواه !!


سالت نفسها الف مره هل يراها ، تطل من النافذه تروي زهورها بماء وفير فياض ، شلال من الماء ، تري الزهور تنتفض من الارتواء وتنفجر خصوبه وتثمر بسرعه غريبه زهيرات اكثر !! هل يراها ؟؟ سؤال طالما حيرها !!


هو جارها ، يقطن في شقه بعيده عن شقتها ، بينهما شارع واسع مظلل بنخيل عالي واشجار كثيفه الاوراق ، تراقبه منذ زمن بعيد ، بدأ الامر صدفه ، ثم انتظم ، تراقبه ، يخرج مبكرا لعمله وقت تفتح النافذه لدخول الهواء الطازج يبدد دخان السجائر ووحشه الليل واضغاث الاحلام .. يعود من العمل والليل يكاد يحتل المدينه ، تراه يجر قدميه كانه متعب ، يحمل حقيبه اوراقه بصعوبه ، كتفاه متهدلان يكادا يلمسا الارض ، في ذلك الوقت تكون امام نافذتها تنزع من احواض زهورها الاعشاب المتطفله التي تنمو رغم عنها تحت جذور الزهور تسرق قوتها وحيويتها ، تراه عائدا منهكا لاتعرف سبب ذلك الانهاك الموجع !!


تراقبه وهي لاتعرفه ، لاتعرف اسمه ، لاتعرف ظروفه !! رجل يعيش مع امرأه تختبيء خلف ستائر سوداء لم تري شكلها

امرأه لاتغادر المنزل ، لاتخرج للشرفه ، لا تبتسم ، حياتها كلها خلف الستائر السوداء ، تتمني لو تتعرف عليها ، تسالها لماذا تختبيء خلف ذلك السواد ، لكنها لم تتعرف عليها ولم تسالها ...

تراقبه ... تعرف كل تفاصيل طقوسه اليوميه ، يعود من العمل ، يغيب قليلا ، ثم يخرج للشرفه ، يطعم البغبغاء الاخضر ، يجلس صامتا في الظلام ، يجلس وحيدا فزوجته لاتجالسه ولا تتحدث معه ، فقط تقدم له الطعام الذي يعافه ولا يقترب منه ، تقدم له المشروبات التي لا يحتسيها ، وحيد في الظلام ، هو وسجائره وبغبغاءه الاخضر !!!


مازالت تروي زهورها ، في الصباح تبتسم للحياه من النافذه فتتفتح الزهور باقات فرحه ملونه ، في المساء تقتلع الاعشاب الضاره وتودع النهار علي امل اللقاء فتنام الزهور امنه مطمئنه ، ومابين هذا وذاك تسمع موسيقي وتكتب وتراقب الرجل الوحيد ....


اليوم ايقنت انه يراها ، رأها لكنه تجاهلها ، كان يطعم البغبغاء ، يسقط له فتات الطعام من بين اسلاك القفص ، سمعته يكلم البغباء ، هههههههه ، لا لم تسمعه فالمسافه بينهما لاتسمح لها تسمعه ، صوته يتبدد في الفراغ الكبير ، لكنها شاهدت شفتاه تتحرك ، قررت انه يكلم البغباء ، اصطنعت له حوار علي لسانه ، يشكو حاله للبغبغاء ، انا مثلك ، حبيس ، انت يعتقلك القفص وانا تعتقلني الحياه ، حياتي قفص مثل حياتك
... فقط غضبت لانه تجاهلها !!!

هكذا قررت .... انه ناقم علي حياته ، يتمني لو يطلق سراحه ، يتمني يفر من اسره مثله مثل البغبغاء الاخضر الحبيس الاسير الذي يتمني يحلق بعيدا لكنه لايقوي علي التحليق ، اجنحته مكسوره ، كسرها القفص باسلاكه الفولاذيه ، هو مثل البغباء الاخضر صامت لايتكلم ولايغني ، البغباء لايجد من يؤنسه ويتواصل معه ، وهو مثله يعيش مع امرأه تحتجب خلف الستائر السوداء صوتها لايخرج واحبالها الصوتيه معطله ..هكذا قررت و تعاطفت مع الرجل الوحيد !!!!

ايام متعاقبه تاتي وترحل ، نهاريات كثيره ، ليالي طويله ، وهي تسقي زهورها وتبتسم للحياه ، تسمع موسيقي وتكتب ، تطبخ اشهي المأكولات وتقيم الولائم لاصدقائها في منزلها ، تضخ بين جدرانه انفاس فرحه ، تشاركها الوقت الطويل ، هي وحيده ، لكنها ليست وحيده ، تخلق العوالم الصاخبه وتعيش فيها ، ترفع صوت الراديو ، تضحك كثيرا ، تطبخ وتستجدي الذويقه يمنحوها علي براعتها في صناعه الطعام درجات التفوق ، تسمع الموسيقي وتحفظ جملها الرنانه ، تردد ابيات الشعر التي احبتها ، تكتبها علي جدران مطبخها ، تتحدث في التليفون كثيرا ، تزور صديقاتها عبر الاسلاك ، كل هذا وتروي زهورها الجميله فوق نافذتها وتبتسم للحياه .... وتراقب الرجل !!!!


تراقب الرجل وتاسي لحاله ، لم تتعاطف ابدا مع السيده ، تلومها علي حال الرجل ، تدينها علي وحدته وصمته ، لو كانت تحبه لمنحته رحيق الحياه ، لكنها بلا قلب لاتعرف تحب جدباء مثل الارض البور ، قاتمه مثل الاسوار الحريريه السوداء التي تختبيء خلفها ، هكذا قررت !!!


حل الربيع زاهيا ، ازدادت زرقه السماء ، عصف النسيم البارد المنعش بكل رواسب الشتاء ، تفتحت الزهور فوق نافذتها وفي شرفات الجيران وعلي الارصفه ، غردت كل العصافير والهداهد والبلابل ، رسمت الطبيعه للحياه صوره جميله لمن في جوفه قلب يفهم ويحس ، تحب الربيع ، ياتي بعد قتامه الشتاء وقبل لهيب الصيف ، ايام معتدله بارده النسيم عليله الهواء مزركشه بالزهور والورود ، تحب الربيع وهو يحبها ، في تلك الايام يسكن القمر فوق شرفتها ، ويختصها النسيم باجمل عبقه وعبيره ، وتتكاثر الزهور فتملا نافذتها بهجه وتخلق قوس قزحي خاص بها ، في تلك الايام تتجمل ، تحل جدائلها وتطلق شعرها الطويل حرا فوق ظهرها ، يداعبه النسيم ويداعبها

ترسم عيناها بالكحل الثقيل والاغواء ، تلون شفتاها بروج دافء ، وتتفتح كل شراينها للحياه ، و........... تراقب جارها !!!

في تلك الايام تراقب جارها !!! طقوسه اليوميه شتويه الملامح ، كان البرد يحتل جوفه ومنزله وروحه ، نهارياته غائمه بلا شمس ، شرفته بلا زهور ، مازال يذهب للعمل مكفهرا ويعود اخر اليوم منهكا ، مازال بغبغاءه الاخضر صامت لاينطق ، كل الطيور تغرد في الافق سعيده بالحياه الا هو ، الاسر قطع احباله الصوتيه ولسانه ، اخرس متألم ، مثل صاحبه ، هكذا قررت !!! مازالت المرأه خلف الستائر السوداء وحيده ، تضع الطعام وترفعه لم تمسسه يد ، ترص المشروبات امامه فيبرد الشاي ويذوب الثلج في الاكواب ، ويقف الذباب علي الفوهات المهجوره ، وفي اخر الليل ترفع بقايا الرجل الوحيد وتظلم الشرفه وتختفي بين الاسود لاتعرفه ملابسها ام روحها او بهيم الليل!!!


في ليله غريبه موحشة ، استيقظت فزعه ، كان صراخا نبه اعصابها وطرد النوم من فراشها ، طنين هو ماتسمعه وليس صراخ ، وقفت في النافذه تتامل الشارع المظلم ، لاحظت ضوء شاحب من منزله ، تعجبت ، لايستيقظ ابدا حتي ذلك الوقت من الليل ، الطنين ياتي من منزله ، كانه صراخ مكتوم ، فجأ سيده تخرج في الشرفه عاريه الذراعين شعرها البني يسطع في الليل ، كانها تصرخ ، كانها ستقذف نفسها من الشرفه ، تفتح باب القفص للبغبغاء الاخضر وتقبض عليه وتقذفه في الهواء ، يتعثر البغبغاء ثم يحلق ، عاليا عاليا ، كانها سمعته يغرد ، السيده تقف في الشرفه بتحدي وقوه ، تري ذراع تجذبها للداخل لكنها لاتدخل ، تلمح ابتسامه مرتبكه علي وجه لم تراه ابدا ، الطنين يزاد قوه ، بضعه نوافذ اشعلت اضواءها في الليل ، كثيرين يسمعوا تلك الاستغاثات المكتومه ، تري رؤوسا في الظلام تحدق في الشرفه والسيده التي تحتمي بجدرانها ، تقبض علي السور تقاوم جذبا عاتيا يقتلعها من مكانها ليرميها في المنزل ، تقبض علي السور ، شعرها البني يبعثره الهواء ، حفيف هامس يخرج من خصلات شعرها ، كانها صرخات نداء انقذوني ، انوار اكثر تسطع من نوافذ الجيران ، كثيرون يتابعوا المشهد الغريب ، هل تلك هي السيده التي كانت تختبيء خلف الاسدال السوداء ، مالها خلعت ملابسها وقيودها وخرجت للشرفه تئن تستغيث ، تمنت لو قفزت من نافذتها للشرفه ، تحتضن السيده الشابه التي تتعثر في تحررها لاتعرف له اسلوب او وسيله ، الرجل الذي كانت تراقبه اختفي ، فقط ذراعين وكفين يحاولا يقبضا علي السيده الفاره ، مازال البغبغاء الاخضر يحلق في السماء ، تري عيني السيده تلاحقه ، كانها تحسده تحقد عليه ، تقبض علي السور وترفض الدخول للمنزل والرجل والظلام !!!!


مازال الليل موحشا ، الطنين يرتفع لصراخ مكتوم ، نحيب وبكاء ، صوت اجنحه البغبغاء الاخضر تشق السماء تتداخل مع اصوات الاستغاثه ، هل عاد البغبغاء الاخضر لاكف السيده التي افرجت عنه من الاسر ، نعم عاد البغبغاء الاخضر ونقر اصابع الرجل ، نقرها يفك قوتها من فوق ذراعي المرأه ، نظرت المرأه لعيون البغباء الحر وبكت ، نعم دموعها سطعت في الليل صرخات استغاثه ، مازالت السيده وكل جيرانها عاجزين عن الفعل ، البغبغاء الاخضر امتن لصنيعتها وهاجم القبضات التي تجذبها للاسدال السوداء بكل قوته ، مازالت تقبض علي السور ، واخذ النهار يبزغ وشمسه تشق السماء !!!


لوحه سرياليه غريبه ، نهار حنون يسطع بقوه يخيف كل اشباح الليل ويفزعها ، سيده جميله بشعر بني تتساقط الدموع علي وجنتيها ، البغبغاء ينقر الاصابع القاهره التي تجذبها لليل ، الرجل الذي تعاطفت مع السيده التي تروي زهورها يجذب السيده التي تقف في الشرفه بكل غل وقوه لداخل جدرانه ، لكنها تحررت من خوفها ومنه ، البغبغاء الاخضر يغرد بصوت صداح وينقر اصابع الرجل ، النسيم يداعب شعر السيده ويقبل راسها ، الجيران عادوا للنوم عاجزين صامتين !!! القت السيده التي كانت تعتقل خلف الاسدال السوداء جسدها من الشرفه ، روحها حلقت مع البغبغاء الاخضر بسرعه لقرص الشمس ، بقي الجسد ملقي تحت الشرفه بلا حول ولا قوه مسربل بالشعر البني الطويل الذي لم يري الشمس !!!


دخلت السيده من نافذتها تبكي ، نامت الزهور في احواضها وحجبت سحابه رماديه قرص الشمس وكاد الشتاء يعود مسرعا بلياليه الطويله وريحه العاتيه البارده يقلع الربيع من شرفتها ... لكن البغبغاء الاخضر عاد لنافذتها ، ينقر علي الزجاج يوقظها ، علي وجه امتنان وسعاده وفي صوته بحه فرح ، تحرر وغادر الاسر ، انه يحمل لها رساله من السيده التي القت نفسها من الشرفه ، لاتحزني من اجلي ، لقد تحررت اخيرا !!!!

عادت السيده تروي زهورها ، ومازال الربيع يسطع فوق نافذتها وعلي جدرانها ، مازالت الموسيقي تصدح من منزلها معها صوت البغبغاء الاخضر الذي نبت له شعر بني ناعم ساطع فجأ ، نبت وطال ومنح روحه جمالا فوق الجمال !!!!

عده ايام موحشه مرت .... وفجأ وهي تروي زهورها ، شاهدت جارها من النافذه ، يتسلل لمنزله تسير خلفه بخطوات متعثره سيده تتسربل بالاسدال السوداء ....... ومازال يجلس في الشرفه وحيدا صامتا يحدق في القفص المفتوح بلا بغباء ، ومازال لايأكل ولايشرب من يد السيده المحتجبه خلف الاسوار الحريريه السوداء ، الفارق الوحيد في حياته ، ان جارته التي تروي زهورها لم تعد تتعاطف معه ، انه من عشاق الوحشه والليل الطويل ، انه سجان يقبض علي مفاتيح العتق يعتقل في جبه النساء ، انه صامت لانه لايجد مايقوله للموت الذي يحب البقاء في اسر عجزه ووحشته وبرودته !!! الفارق الوحيد في حياته ، ان جارته لم تعد تتعاطف معه !!!

ومازال البغبغاء الاخضر بالشعر البني الطويل يحلق في السماء يغرد بصوت صداح !!!
مازال يلقي تحيه الصباح علي الجاره التي تروي زهورها
مازال يلقي تحيه المساء علي الجاره التي تروي زهورها
ومازال يحلق في السماء حرا ، يداعب النسيم خصلات شعره البني الطويل فيبتسم فتبتسم الدنيا رغم كل احزانها!!!!!!!!!!!!!
عادت الحياه اجمل مماكان ، فقط هي حزينه لانها تعاطفت كالعاده مع رجل لايستحق التعاطف !!!!
حين راودها ذلك الخاطر وهي تطل من نافذتها تروي الزهور ابتسم البغبغاء الاخضر والقي لها ورده حمرا ورحل بعيدا!!!!

اهداء .... للنساء !!!!

الخميس، 13 مايو 2010

في وقت الراحه " قصص تبدو واقعية " !!!!



وقف في القفص صامتا لايدافع عنه نفسه
صبي صغير لم يتجاوز الرابعه عشر نعم قتل معلمه
منذ كان صغيرا وهو يعمل في ورشه ميكانيكا سيارات
قالوا له ان المعلم سيضربه ويعلمه
قالوا له ان الضرب والسب والاهانه من مستلزمات التعليم
تحمل الضرب والشتائم ايام طويله
المعلم شتمه وامه واهله وعائلته وتحمل
ضربه بيده وقدمه وبالعصا وتحمل
اهانه امام جميع الزبائن والعاملين في الورشه وتحمل
سنوات وهو يتحمل ..
يتحمل لكن يكبر !!!!
وفي يوم وبعد انتهاء مواعيد العمل
كان سيدخل السينما مع اصدقاءه
غير ملابسه وتحمم وقابل اصحابه امام السيما
سيشاهدوا الفيلم ويتعشوا ويعود لمنزله لينام حتي يذهب للعمل مبكرا في اليوم التالي !!!
قابله المعلم علي باب السيما
شتمه بلا سبب ، اهانه بلا مبرر ، احرجه امام اصدقائه بمنتهي القسوه
احس الدماء تغلي في عروقه
هو لايستحق الشتيمه ولا الاهانه ولا الاحراج
وقت العمل والشتائم انتهي
وقت الراحه ملكه هو ، فيه يعود انسان بكامل كرامته لايملك احد المساس بها !!!
عاتب معلمه علي اهانته دون مقتضني ، تمادي المعلم في السخريه منه فرفع صوته عليه غضبا !!
ضربه المعلم بالقلم امام اصدقاءه ... ضحكوا للاسف !!!
في اليوم التالي قتله بالمفتاح الذي يحل به موتور السيارات التي يصلحها !!!
قال لامه لاتغضبي ....
قتلته لانه اهانني ، وخارج وقت العمل ليس من حق انسان اي انسان يهينني !!!
فرحت الام برجوله ابنها وحزنت علي السنوات العشر التي حكم عليه به ليقضيها في السجن !!!!

القلم الالف ومائه وعشرين " قصص تبدو واقعية "



عندما ضربها القلم الالف ومائه وعشرين ... حدقت في وجهه وصرخت ...
طلبت الطلاق ..... قدرتها علي التحمل انتهت ...
قبل هذا القلم الاخير .... كان مازال عندها امل يتغير ...
لكن القلم الالف ومائه وعشرين افقدها الامل تماما ..
المصيبه انها طلقها بسهوله !!!
وقتها بكت علي كل الاقلام السابقه التي تحملتها متصوره انه لايستغني عنها !!!
بكت لانها لم تطلب الطلاق من القلم الاول !!!!

الاثنين، 3 مايو 2010

سيده تتأرجح علي كرسي هزاز تنتظر فارس لم يات !!!!





اللي مكتوب فوق جبيني

شيء ضروري تشوفه عيني
فوق جبيني اني بحبك
...............................
..................................
اعذريني مستحيل حانسي الليالي
مستحيل حد ينسي عمر غالي
...............................
...........................


مازالت تتأرجح وتتأرجح !! تحكي وتقول ...
هل مازلت لاتتذكرني .. ساحكي لك ثانيه ، ربما نسيت ما قلته من قبل !!!!
كنت طفله صغيره بجديله سوداء وشريطه حمراء وشعيرات متناثره فوق جبهتي !!! كنت صغيره الهو تحت منزلنا في الشارع الخالي الا من عصافير الاشجار !!! اقفز اتمني احلق لاسكن عشا مثل الصغير المتواري بين الفروع الخضراء !!! كنت صغيره لاافهم شيئا في فنون الحب ولا عذاب الغرام ، لاافهم الا في اجنحه العصافير الخضراء وهديل الحمام الذي يسكن سقف منزل جدتي !!! كنت صغيره بعيون لامعه ذكية وحواجب سميكه تتناثر الشعيرات الصغيره فوق خطيها تفسد انسيابيتها !!! طفله صغيره اعيش طفولتي بكل براءتها ولااحلم وقت انام سعيده الا بالعروسه الورديه التي ستشتريها لي امي وبالفستان الذي ستخيطه لها خياطتنا العجوزه من قصاقيص فستان امي الجميل !!!
لماذا اسرد كل تلك الاوصاف ،ببساطه ووضوح لاذكرك بنفسي !!!
احاول اذكرك بنفسي !!!
كنت انت في الجامعه !!! بعيون طفله في الخامسه كنت شاب طويل رجل كبير ممشوق القوام مرح ترسم خطواتك في شارعنا الطويل علي اسفلته الناعم عناقيد فرحه وبهجه وضحكات ملونه !! كنت تراني تحت البيت الهو فتخرج لي من جيب بنطالك ملبسه حمراء تداعب كفاي بها وتحيرني طويلا ثم تتركها في كفي وتتركني نذوب معا !!!

كنت انت في الجامعه وكنت انا صغيره في الخامسه لااصل لركبتك ، لكني لم اكف يوما عن قياس طولي لطولك ، لم اكف عن رفع رقبتي علها تصلك لكتفك ، لم اكف عن السير فوق اطراف اصابعي اتمني تلتقي ظلالنا علي نفس الرصيف فاقاربك طولا ووجودا فتحس بي !!!! كنت اتمني تراني ، لكنك كنت تنظر امامك ولا تنظر بين اقدامك فلم تراني ابدا ، فقط انا الصغيره التي تعطيها الملبسه الحمراء بطعم الفراوله وتبتسم وترحل !!!

تراني طفله صغيره شبحا لاتتبين ملامحه ، كاني عصفوره اقف فوق كتفك ، كاني قطه صغيره تلهو فوق كف يدك ، كاني فرع عشب صغير ينمو بقوه بين ملايين الاعشاب التي تدهسها بقدمك كل يوم ، كنت بالنسبه لك لاشيء تنتبه لوجوده ، كنت تراني ولاتراني ، كمثل حجره صغيره تقطع طريق خطواتك فوق الارض ، كنت تقذف بالحجر بعيدا وتكمل سيرك !!!

لكني كنت اراك جيدا ، انتبه لوجودك ، احسك قادما واحسك راحلا واحسك موجود ، نعم كنت صغيره للغايه لايمكنك تراني وقت ترنو ببصرك للامام ، لكنك كنت كمثل الجدار الضخم لايمكنني تجاهل وجودك ابدا ، انت امام عيني دائما لكنك لاتراني ابدا !!! كنت اراك جيدا ، كنت صغيره لااعرف مالذي يحدث لي !!! لماذا اكاد ابكي وقت اسمع خطواتك الرنانه فوق اسفلت الشارع العتيق الذي يعيش فيه اهلي واهلك ، لماذا انفعل واقفز في الهواء كاني يمامه بيضاء تتمني التحليق لاعلي السحب الورديه التي تظلل شرفتنا ، لماذا ابتسم ابتسامه سعيده واسعه كاني عثرت علي فستاني الابيض الذي ضيعته امي ولم تجده ابدا ، لااعرف مالذي يحدث لي وقت اراك اسمع صوتك المح خيالك يحتل الرصيف ويظلل راسي وانا العب مع صديقاتي الصغيرات !!! وقت اراك افرح كاني طلعت الاولي علي فصلي ، كاني فزت في مسابقه الرسم التي فشلت مرارا افوز بها ، كاني عثرت علي فرده حلقي الذهب التي استيقظت يوما لم اجدها في اذني ، كنت اتوتر كان مدرسه الفرنساوي ستاتي وتسالني عن الدوفوار الذي حفظته عن ظهر قلبي ، كان عمتي التي تسكن في البلده البعيده ستاتي لزيارتنا وتسالني اعد لها من واحد لمائه ، كان الشيخ الذي يزور جدي سيسالني هل حفظت الفاتحه ، كنت اتوتر ، لكني اشعر سعاده ، كمثل اليوم الاول الذي شاهدت فيه البحر فداهمني الدوار ، كمثل اللحظه التي تكافئني فيها امي وتشتري لي قطعه ايس كريم مانجو لاني كنت ابنه مؤدبه ولم اضايقها وقت تركتني في المنزل وخرجت ، كمثل احساسي وقت استيقظ يوم الاجازه روحي حره طليقه لاافكر في طابور المدرسه ولا كراسه الواجب ، كنت صغيره لااتذكر كل سنوات عمري الذي مر عليه سنوات كثيره ، كل مااذكره ، انك انت الرجل الكبير الذي يعود من الجامعه ظهرا يرسم فوق اسفلت شارعنا عناقيد فرحه ، انت هذا الرجل الذي كنت احبه !!!!

بالطبع انت لاتتذكرني !!!انا طفله صغيره الهو علي بسطه السلم في الشارع الخالي مع فتيات كثيرات من بنات الجيران ، لكني كنت اجملهم ، وكنت وقت اراك ازداد جمالا ، هل تتذكرني ، كل ارتدي في العاده فساتين قصيره بكرانيش ، كانت امي تفصلها لي وتزيها بالشرائط الستان ، كنت بعيون لامعه تزداد سطوعا وقت تراك ، كنت اجري خلفك علي السلم ، اناديك واختبيء فلاتراني فتصعد درجتين فاناديك مره اخري واختبيء واضحك بصوت مسرسع ، كنت صغيره اخجل من احاسيسي التي لم اكن افهمها ، كل مااتذكره اني كنت اخجل منها ، كانت بقيه البنات ينادوك ياابيه الا انت ، صممت اناديك باسمك ، تحملت لسعات امي علي ذراعي العاري وقت سمعتني اناديك باسمك ، يومها نهرتني وقاوحتها ، لم اوافقها ، لن امنحك لقبا يباعدني عنك العمر كله ، بالطبع كنت صغيره لاافهم مااشرحه لك الان ، لكني الان افهم ماكنت عاجزه وانا صغيره عن فهمه ، ساناديك باسمك ، اليوم باسمك وغدا بعدما اكبر ويصل طولي لكتفك ساناديك باسماء اخري لم تعرفها طفولتي لكني الان اعرفها !!!!

بالطبع انت لاتتذكرني ، انا الصغيره التي منحتك اجمل ابتسامه يوم نجحت في سنه اولي جامعه ، كنت اقف بجوار امي تفاصل بائع جائل احتل باب منزلنا ورفض يغارده قبل اتمام الصفقه التافهه ، يومها صعدت انت السلم فرحا ، حييت امي فقبلتك ، كنت اتابع الحديث الدائر بينكما ، اقول لك سر ، تمنيت وقتها لو اني اقبلك مثلها ، لكني صغيره لايصح لي تقبيل الغرباء رغم انك كنت بالنسبه لي اقرب قريب ، قبلتك امي وهنأتك بنجاحك في سنتك الجامعيه الاولي ، يومها بصوت مرتعش رفيع لم تسمعه همست لك مبروك وكدت اسالك عن هديه النجاح التي وعدتك مامتك تشتريها لك ، ابتسمت لي تسالني ماذا اقول لم ارد عليك لكني منحتك ابتسامه جميله فحملتني بين ذراعيك وقبلت وجنتي ، يومها حلقت فوق السحاب ، لهوت مع العصافير الخضراء ، تحولت ورده حمرا فوق الشجره الوارفه امام شرفتنا ، تحولت لقطرات عسل مذاب مثل تلك التي تسيل في فمي وقت استحلب ملبستك الحمراء ، يومها بعدت عن الارض مثل بالونه ملونه افلت خيطها من يد صاحبها ، يومها تمنيت ابقي بين ذراعيك في الهواء ، استعيد ملمس قبلتك البريئه فوق خدي ، استعيد رائحتك في انفي ، احس خشونه اصابعك فوق وسطي ، يومها منحتك اجمل ابتسامه اهنئك بنجاحك وحين حملتني بين ذراعيك اتسعت ابتسامتي كوسع الدنيا كلها ، مازلت لاتتذكرني !!!!

اعذرك والله ، كنت صغيره جدا ، وانت شاب ناضج رجل يافع ، لا تري الصغيرات وتفكر في الفراشات المحلقات يحطن بك في الجامعه وفي الشارع ، تفكر في الجارات الجميلات اللاتي يفتحن شبابيكهن صباحا ليختلسن نظره لوجهك الجميل ، كنت تفكر في الزهرات اليانعات في حديقه الحياه ومن انا وقتها لتراني او تتذكرني ، طفله صغيره تعطيها ملبسه حمراء وظهرك بمنتهي البرود والقسوه !!!

انا جارتك الصغيره التي رقصت في فرحك !!!! يومها اعدت لي امي ثوب انيق طويل ، كنت اشبه سندريلا والاميره النائمه وكل حسناوات المكتبه الخضراء ، سلسله القصص التي كنت اتهجي احرفها بصعوبه ، اعدت لي امي ثوب انيق وفكت جديلتي واطلقت لشعري الناعم العنان فوق ظهري ، ولونت شفاتي بقلم روج فاتح من اقلامها ، كنت في التاسعه يوم تزوجت ، كنت فرحه لفرحك لكني احس شيئا يوجعني لااعرفه ، شيء يقبض علي جوفي لاافهم سببه ، لم اقل لامي اني تعبه والا حرمتني من حضور فرحك ، وكنت احب الافراح ففيها نرقص ونغني ونصقف ونجلس تحت اقدام العروسه ونتحرك بحريه لانشغال اهلنا الكبار بالفرح واصحابه ، يومها ذهبت فرحك مع امي ، تعثرت وكدت اسقط وقت جذبتني امي من ذراعي لاقف بجوارك في الصورة ، لو فتحت صور فرحك ستجدني مرتبكه ، وكنت مازالت قصيره بعيده عن كتفك لكني تجاوزت ركبتك طولا ، يومها رفعت حاجبيك دهشه وعلقت علي جمال شكلي ، الحقيقه انك كنت تقول نفس الكلام لكل الصغيرات في الفرح ، لكني انا الوحيده التي صدقتك !!!

مرت سنوات باعدت بيننا ، كنت تعود احيانا لزياره منزل اسرتك ، كنت توقفت عن اللعب في الشارع ، كنت ادخل مراهقتي بخطوات مرتعشه ، كبرت وسهرت يوم الخميس امام شاشه التلفزيون اتابع افلام عماد حمدي وابكي لرحيل قرص الشمس في الاطلال وابكي لان مني لم تفلح في العثور علي احمد قبل سفره للبعثه في فيلم اغلي من حياتي واتمني لو اعترفت سعاد حسني لرشدي اباظه بحبها في فيلم صغيره علي الحب ، كنت اشتري الاوتجرافات الملونه واجمع توقيعات صديقاتي نكتب لبعضنا البعض كلمات فارغه لانفهم معانيها ، الذكري ناقوس يدق في عالم النسيان ، اكتب لك علي الورق اللموني لاني بحبك ياعيوني ، وننتظر حفله الربيع التي سيغني فيها عبد الحليم حافظ اغنيته الجديده ، كنت اسير في النادي اتباهي بثوبي مثل كل الفتيات ، لكن شابا لم يخطف اهتمامي ، فكلهم بجوارك اطفالا صغار لايستحقوا مني مجرد نظره فضول ، كنت ابدو كمثل كل الفتيات ، لكني وحين سرت هرمونات المراهقه في دمائي انتبهت لحقيقه مشاعري تجاهك، انتبهت لمشاعري وصمت ، وكيف لااصمت وانت رجل كبير وانا فتاه مراهقه تعتبرني مثل ابنك الصغيرين وتسالني كلما شاهدتني علي السلم مصادفه ، وازي بابا سلمي عليه !!! وكنت لاانقل رسالتك لابي ، فهو لن يكترث بمضمونها ، لكني انا التي كنت اهتم بها ، اعتبرها كلمات غزل متواريه لاتقصدها لكني افهمها ، مع مراهقتي فهمت حقيقه مشاعري تجاهك ، لكني كنت مازلت صغيره وانت رجل كبير واب لطفلين وزوج لامرأه تهوي التعلق بذراعك كلما دخلت العماره كانها توقع علي ساعديك انك ملكها ، كنت اتغاظ منها لكني لااصدقها ، لست ملكها ، بل انت ملكي انا ، هذا سري الاعظم ، انت ملكي انا وحين ياتي الوقت المناسب ساكشف لك مشاعري واسرقك من كل عوالمك التي تعيشها وحيدا بدوني ، كنت اتغاظ من زوجتك لكني كنت ذكيه لدرجه تسمح لي بمضايقتها كلما شاهدتها فاصرخ بصوت عالي احييها ، ازيك ياطنط ، كانت تتضايق ولا تظهر ، كنت انت تضحك دائما واحيانا تخبط علي كتفي كانك تحييني وسعيد اني اضايقها !!!

كل هذا ومازلت لاتتذكرني !!!!
انا الشابه الجميله التي كانت تقطن في منزل اسرتك ، لم اعد الطفله الصغيره ذات الجديله الطويله ، انا الشابه الجميله التي خرجت من شقتها جري علي السلم خلفك وقت كنت تودع اهلك لانك ستسافر للبلاد البعيده للحصول علي شهاده الدكتوراه ، يومها عرفت من امي انك ستغادر الوطن وانك ستغيب سنوات وانك دققت جرس منزلنا لتودعها هي وابي ، لم تفكر تودعني ، كنت شابه جميله لكنك لا تراني الا طفله صغيره حملتها علي ذراعيك ، لم تفكر تودعني ، ودعت امي التي انهالت عليك بدعواتها الطيبه وامنياتها لك بالنجاح ونزلت علي السلم ، يومها لم اكترث بامي ، فتحت الباب مثل المجنونه ونزلت السلم جري ، صرخت باسمك ، وقفت مندهشا ، القيت نفسي في حضنك لا بل احطتك بذراعي ، وودعتك وعدت جري لشقتنا !!! لمحت وانا اجري نظرات الدهشه في عيني زوجتك لكني لم اكترث ، كنت اعرف ان عقابا رهيبا ينتظرني وقت اعود لامي ، لم اكترث لكن امي لم تخيب ظني وضربتي ضربا مربحا لانك فلتانه وقليله الادب وصرخت في بير السلم واحتضنت رجلا غريب ، لم اتوقف الا امام كلمه رجل غريب ، لست غريب ، انت انت ، الرجل الذي املكه منذ كنت في الخامسه ، لم اشعر بوقع ضرباتها علي جسدي ، فقط كنت حزينه لانك سافرت وستغيب وتبقي بعيد !!!
مرت سنوات كثيره كثيره ، لم اراك فيها ، لم اسمع عنك ، لم تعد سيرتك تاتي في منزلنا ، امك ماتت بعد سفرك وهي التي كانت تتحدث مع امي عنك وعن اخبارك وتبكي لفراقك ، امك ماتت وانت لم تحضر مأتمها !!! وانا دخلت الجامعه وتخرجت منها ، وصرت عروس شابه يتهافت العرسان علي خطبتها ، هل كنت احبك لدرجه الا اتزوج ، كنت ساصبح حمقاء ، اضيع حياتي في الوهم ، فانت لاتتذكرني وسعيد في زواجك وبعيد تذاكر وتعمل للحصول علي الدرجه العلميه الراقيه ، هل ساعطل حياتي لان مشاعر طفولتني مازالت تحتلني ولانك انت الوحيد الذي اراه فارس احلامي ، انت الذي تختلس مني القبلات الصغيره في الاحلام ، انت الذي تحملني علي ساعديك وتفر بي من الاخطار المحيطه في الكوابيس ، انت الذي يعتلي فرسه الابيض وانا في حضنه والذي يراقصني علي النغمات الرومانسيه ويسمعني اجمل الكلمات ، هل اعطل حياتي لانك فارس احلامي الذي رحل وغاب وتركني واحلامي يتامي بلا فارس ،بالطبع لا ، ساتزوج وانجب صغارا واعيش حياتي ، حتي تعود ، لااقصد تعود من السفر ، بل اقصد حتي تعود لي ، وقتها كل شيء سيتغير ، وقتها الكوره الارضيه ستدور حول نفسها في الاتجاه المعاكس وستشرق الشمس من الغرب وتغيب في الشرق ، وقتها سيتوقف الزمن ، ستعود لي ملكي وحدي ، وقتها ساعيش معك مشاعري التي ادخرتها طيله الزمن انتظارا لعودتك لطفلتك الصغيره التي ولدت وكبرت وشبت ونضجت من اجلك ومن اجلك فقط !!!

نعم تزوجت ، وانجبت ثلاث صغار ، احبهم جدا واحب ابيهم ، لكنك انت تحتل اعمق اعماق قلبي تحتل نفسي تسكن روحي ، انت تحولت لحلم تمنيت اعيشه ، تحولت لامنيه مستحيله لم اياس ابدا من تحقيقها ، تحولت لرغبه عشت وهجهها ولم اتصورني ساعيشها فعلا ، تزوجت وانجبت ثلاث صغار ، واحبني زوجي لاني كنت مطيعه لااشاكسه ولااغار عليه امنحه حريتي التي يفتقدها كل الرجال في زيجاتهم ، كنت احبه لانه زوجي وابو صغاري لكنه لم يفلح يقلع جذورك من روحي ويجتث وجودك ويخرجك من احلامي ، لم يفلح ابدا في احتلال مكانتك في كوابيس كمنقذ همام من الضياع والخوف ، هو بقي زوجي وابو صغاري وبقيت انت ملكي لااظهر لك صكوك ملكيتي التي اخبئها تحت جفوني انتظر يوما تعود لي فتتغير الحياه كلها !!!!

لااعرف كم عدد السنوات التي غبت فيها عني ، ربما عشرين ، ربما ثلاثين ، لااعرف بالضبط ، لكني الان علي مشارف الاربعينيات وانت غالبا تقترب من سن المعاش ، كل تلك السنوات انت بعيد ، في البلاد البعيده لم تعد ، لااعرف عدد السنوات ولااكترث بها ، فكل الوقت الذي قضيته بعيد عني لا احتسبه من عمري وكل السنوات التي قضيتها بعيده عنك لاتحتسب من عمرك ، عمرنا سيبدأ فعلا وقت تعود تسلمني قلبك وروحك وتستلم لحبي ولملكيتي ، حتي ذلك الوقت ، تلف الكوره الارضيه حول نفسها تسجل في دفاتر الزمن اعمارا وهميه لا معني لها بالطبع لااملك اوقف حركتها وانتظرك ، لكني املك الا احتسب عمري بطريقتها ، ساحتسب عمري وقت يبدأ اليوم الاول من تقويمي وقت تعود لي !!!

سنوات طويله مرت وانت بعيد ، غائب لاتعود ....
اتابع اخبارك وانتظرك ، لكنك لاتعرفني ولا تنتظرني ولا تتذكرني اساسا!!!
سنوات طويله ، تزوج اولادك وتخرج اولادي من الجامعه وحدثت في حياتي وحياتك احداث كثيره مثل كل البشر !!! لكن كل السنوات مرت بلا مذاق خاص ، هي ايام عاديه لا يحكي عنها ، ايام عاديه نعيشها وفقط !!!
وفجأ .... فجأ وبلا اي مقدمات مفهومه او مبررة ، كمثل الاعصار العاتي الذي يفاجئك بعاصفته ، كمثل الفيضان الذي يفيض من البحر يلتهتم اليابسه ويغير الجغرافيا والتاريخ ، كمثل البركان الذي كان نائما ثم انفجر بدنه
فجأ علمت انك صرت حرا !!! علمت ان زوجتك التي شاركتها كل ايامك قررت فجأ تعود للوطن ، اوضحك لك انها تكره الغربه وصحبتك ، اولادها كبروا ولايحتاجوها وهي لاتحتاجك ولا تتحمل الغربه ، قررت انها ستعود للوطن بدونك !!! فجأ منحتك تلك المرأه صك حريتك منها فاخرجت صكوك ملكيتي لك من مخبئها نظفتها من الاتربه العالقه في ثنايا ذراتها واستعددت لعودتك لحضني وحياتي ، استعددت لاستردادك فارسي انت واحلامي وايام عمري !!!
كان يوما عاديا مثل كل ايام الحياه ذلك اليوم الغريب الذي عرفت فيه انك حرا عائدا لارضي وحياتي ، ربما عرفت ذلك الخبر في المطبخ وانا اعد طعام العشاء لاسرتي فطار الطبق الصيني من يدي طار في الهواء ثم انزلق علي الارض متناثرا الف شظيه ، ربما عرفته نهارا وانا اجلس في شرفتي اقرأ الصحف واشرب فنجان القهوه الذي طالما انتظرتك تشاركني فيه ، زوجتك غادرتك اخيرا ، اخيرا افسحت لي مكان في حياتك ، اخيرا صرت حرا ، اخيرا ستعود لي ، اخيرا ساخذ فرصتي اقص عليك حكايتي اوضح لك مشاعري افسر لك احلامي ، اخيرا ستعود لي ، لطفلتك الصغيره التي وعيت الحياه وانت بطلها الجميل وبطل ايامها ولياليها وكل احاسيسها !!!!
في تلك اللحظه ، دارت كرتي الارضيه بايقاعها هي ، وبدأ زمني او اوشك علي الابتداء ، استعد تقويمي السري ليعلن عن نفسه وذاته ويبدأ في احتساب ايام عمري وسنواته !!!
مازلت اتابعك اتابع اخبارك ... والايام تتعاقب متشابهه وحياتي لم تبدأ بعد !!! عرفت انك عدت للوطن مهموما ، زوجتك خلعتك ، رفعت قضيه وكسبتها ، اولادك رفضوا العوده معك ، انتموا بحكم السنوات المتعاقبه لبلاد المهجر ورفضوا الوطن الذي لا يعرفوه الا من الاغاني الوطنيه ومباريات كوره القدم !!! عدت للوطن مهموما وحيدا تحمل درجه علميه راقيه وخبره متميزه وشعر ابيض ووحدة !!! عدت للوطن مهزوم ، فكل السنوات التي عشتها فشلت تمنحك السعاده التي كنت تستحقها !!!

عدت مهزوما لااحد يتذكرك سواي ، امك ماتت من سنوات بعيده ، اسرتك فرقها شتات السنين ، اولادك بقوا في المهجر وتركوك تعود وحيدا ، زوجتك التي كانت زوجتك اختفت من مسرح حياتك وحاولت تستعيد حياتها التي فرت منها ، فقط انا التي اتذكرك ، انا التي انتظرك ، انا التي انتظرت عودتك واحتفت بها !!! فقط انا التي انتظرتك .... هل مازلت لاتتذكرني!!!!
ساعدني ونشط ذاكرتك ، حاول تتذكرني ، حاول تتذكر الطفله التي لم تعد والسيده التي اصبحت ، حاول تتذكرني ، فانا من قدمت اعظم تضحيات في الحياه من اجلك ، نعم من اجلك انت ، انا التي كنت انتظرك وحين عدت ، لم الومك علي طول الغياب لكني قدمت لك براهين محبتي وعشقي وغرامي ، قدمتها لاانتظر منك امتنانا ولا شكرا ، فانا ياسيدي يافارسي التي اشكرك لانك منحتني ولو في اللحظه الاخيره املا اعيش لك وفيك ومعك !!!!
وقت عرفتك بعودتك ، تحممت وتجملت واستعديت لرحله عودتي لروحي ، حان وقت الحياة ، هكذا كانت عودتك بالنسبه لي ، اسمع في اذني دقات المسرح الثلاث ايذانا بفتح الستاره عن اهم فصل في حياتي وحياتك ، لقائنا الحتمي ، حان وقت الحياه ، ساخلع ااكفان التي تسربلت بها طيله العمر ، سافك الاسر واكسر القيد واتحرر ، ساترك الرجل الذي عشت معه كل سنوات العمر ، هو لا يحتاجني مثلك وانا لااحبه مثلك ، ساتركه بمنتهي الهدوء بلا منغصات بلا ضجيج بلا صخب بلا مشاجرات ، ساتركه بلا اعترافات ، لن اقول له لماذا اتركه لكني ساصمم وسافلح وساتركه !!!

لاتندهش ، لست قاسيه ، انا استعيد روحي ، اتملك نفسي ، افرج عن وجداني ، افك اسري ، استعد للحياه التي لم اعشها ولم احلم الا بها ، صارحت زوجي برغبتي في الرحيل ، لم يمانع ، فقط صارحني انه يعلم منذ اللحظه الاولي اني لست معه ولن اكون ، اوضح لي اني لم اكن ملكه ابدا وانه كانت ينتظر لحظه رحيلي التي اتت اخيرا !!!

كان يحبني ويتالم لرحيلي لكنه تسامي عن مشاعره واطلق سراحي !!! لاتحكم عليه ولاتصفه باوصاف قاسيه ، هو رجل احترم رغبتي في الرحيل ، لم ياسرني انتقاما ، لم يستبقيني ثأرا ، احترم رغبتي في الرحيل وتركني ، تالم نعم ، اشفقت عليه من المه ، كم هو نبيل ، لم يتعامل معي بانانيه التملك ، اطلق سراحي باحسان فشكرته وبكيت فمسح دموعي بحنان فدخلت في حضنه بمنتهي الحب ، هل احبه لهذه الدرجه ، سالت نفسي وانا ادفن راسي في حضنه حزينه لفراقه ، ساحرم من حضنه ، ساحرم من حنانه الذي طالما فاض علي به ، انهمرت دموعي اكثر ، احتواني اكثر ، تمنيت لو ابقي في حضنه ، احسست يتمني بقائي ،لكنك كنت تناديني انت والتقويم الجديد الذي سيبدأ !!! انسخلت من حضنه حزينه ، تركني اخرج من الباب ومسح دموعه ، وصرت حره !!!! يااااااااااه ، بعد كل تلك السنوات ، بعد كل هذا الانتظار ، بعد كل هذا الامل والالم ، بعد كل تلك السنوات ، صرت انا حره وكبيره بلا جدائل وصرت انت حر ووحيد بلا قيود .... بعد كل تلك السنوات ، اصبح لقائنا ممكن !!! فقط حاول تتذكرني حتي تدرك معني وقيمه واهميه ومذاق مااقصه عليك !!! هل مازلت لاتتذكرني !!!

خرجت بحقيبه ملابسي واحلامي وامنياتي للحياه ابحث عنك ، لن انتظرك تاتي فانت لاتعرفني لتاتي ، سابحث عنك ، ساعرفك بنفسي ، ساقص عليك حدوتي ، ساحدق في عينيك فتدرك معني وقيمه وقوه مااقوله ، حين تنظر في عيني ستفهم مااقوله ، ستدرك مااحسسته ، ستفهم ماعشته ومازلت اعيشه وانا انتظرك وانا ابحث عنك وانا اتمناك !!!

اين انت يافارس ايام العمر ، اين انت يافارسي ، عدت من الغربه وحيدا مهزوما ، سرعان مااختفيت ، اين انت ؟؟؟ بحثت عنك ، وقت طويل بحثت عنك ، لكنك اختفيت ، كانك تبخرت ، كدت اسير في الشوارع ابحث عنك ، اكاد اسال عنك الماره ، ا لم تروا رجلا وسيما هزمته الايام عاش في الغربه وعاد بغربته للوطن فلم يشعر بحنانه ، كنت ابحث عنك كالمجنونه ، سالت عنك في منزل اسرتك ، سالت عنك اشقائك شقيقاتك ، كدت اتصل باولادك واسالهم ، اين انت ، اين انت ايها العجوز الوسيم !!!!

ايام وايام ابحث عنك !!!
اردد كل الحوارات التي اعددتها لاتلوها علي مسامعك ، ساذكرك بنفسي ، ساقص عليك قصه حبي التي بدأت قبل الوعي والادراك ، ساحكي لك قصه حياتي ايام غيابك ، فقط ساحذف مشهد الوداع الاخير حين احتضنت زوجي وتمنيت ابقي في حضنه ، لن اقص عليك تلك المشاعر ، لااريدك تغير منه ، هو لا ينافسك ولم ينافسك ، انت الحب وهو اي شيء اخر !!!
اين انت ؟؟
مازلت ابحث عنك ، كانك ذره ملح اذابتها الامطار في البحر ، اختفيت ، لم اجد اثر واحد يدلني عليك علي وجودك ، في لحظه شككت في وجودك ، في لحظه تصورتني مجنونه اختلقت شخصيه غير موجوده واخذت ابحث عنها اهدر العمر وسنواته املا في العثور علي السراب المستحيل ، لكنك موجود ، كنت موجود ، وسافرت وعدت وحيدا !!! وهذه ايامي التي ساعيشها معك ، اذن لابد اعثر عليك!!!
تجاسرت واتصلت باولادك ، لم يردوا علي تليفوناتي الكثيره ، وحين وصلت اليهم انكروك ، كانك لست ابيهم ، ربما اولادي ايضا ينكروني ، لو اتصل بهم احد يسال عني ، سينكروني بالضروره ، هم ضحايا العمر وحبه ، هم الضحايا الذين تركتهم امهم بحثا عن سراب احتلها حين كانت في الخامسه ، لم اتصل بهم ، لن احنن قلبهم علي وتصرفاتي تجعلهم في منتهي القسوه ، نعم اجرمت في حقهم لكني امنح نفسي فرصتها الاخيره للحياه مثلما تريد !!!

اين انت يافارسي !!!!
اين اختفيت !!! مالذي حدث لك !!! ايام واسابيع وشهور وسنوات وانا ابحث عنك ولم اعثر عليك !!! ايام واسابيع وشهور وسنوات قضيتها وحيده ابحث عنك !!! للاسف لم اعثر عليك !!! تركت زوجي واولادي لاعش معك فحرمت من حياتي معهم ولم اعش معك ولم اعثر عليك اساسا !!! هل يهمك تعرف مالذي حدث !!! رحلت عن زوجي وحرمت من اطفالي وبحثت عن عمل اعيش منه حتي الان ، استأجرت شقه بشرفه كبيره ، تطل علي حقول خضراء ، اشتريت كرسي هزاز ، اجلس عليه كل يوم قبيل غروب الشمس ، اجلس عليه اناديك ، اقص عليك قصتي علك تسمعها في المكان الذي انت فيه ، اقصها عليك وحين تغرب الشمس اترك الشرفه ودموعي ترصع سورها وانام اناشدك في الاحلام تعود وتظهر ، اصرخ عليك في الكوابيس تعود وتظهر ، لكنك لاتستجيب لرجائي ولا دعائي ولا احلامي ولا كوابيسي!!!
انت لاتستجيب لندائي وانا لا اقبل حقيقه غيابك الدائم !!!
ستعود لي ، ووقت تعود سيبدأ توقيتي الخاص ، سنعيش اعمارنا التي لم نعشها ، ستعود لي لانك ملكي ، ووقت تعود ساعود طفله صغيره بجديله طويله بشريطه حمراء وستعود شاب يافع في الجامعه ، سنعود لسنوات العمر التي لم نعشها ونعيشها !!! وحتي تسمع ندائي وتعود ، هاانا اسلي نفسي بقصه حبي التي لاتعرفها ، كل يوم اقصها عليك علك تسمعها في مخبئك فتظهر فنعيش!!!!
اوشكت الشمس علي المغيب !!!! وهاهو يوم اخر سيمر وانا انتظرك !!!
ايام كثيره مرت ، لم اعدها ، لكني اعرفها ادركها احسها ، ايام كثيرة !!! اتأرجح علي الكرسي الهزاز وانتظرك !!! احدق في الشمس ، تشرق وتغيب !! ليل ونهار ، خلف ليل ونهار ... وانا انتظرك !!! مازلت احكي لك قصتي التي لاتعرفها !!! احكي واقول .... وكلامي لاينفذ ، كثير لاينفذ ، ينتظر مجيئك !!! تلك اشاره نهايه الكلام !!! حين ستاتي ، سينتهي كلامي وينفذ ، لن يكون له ضروره ، لن يكون له مبرر ، لن يكون له مقتضي !!!! حين تاتي وتتذكرني ، ساعيش وتعيش ، ويصبح الكلام لاقيمه له ولا لزوم!!!
ياحبيبي مازلت فوق الكرسي الهزاز في الشرفه اناديك !!!
اتمناك تسمعني !!! نعم اشتاق لاولادي .. افتقد زوجي واحس وجعا لفراقه لكني اشتاق لك اكثر ، افتقدك اكثر ، انتظرك انت فقط !!! لااصدق غيابك الدائم ، لااصدق رحيلك المستمر ، لااصدق موتك ، لا اصدق ولن اصدق !!! انتظرك واتمناك تسمعني وانتظر قدومك ليبدأ عمري وعمرك ونعيش !!!!!!!!!!!
هل هذه القصه حقيقيه حدثت فعلا في حياه بطلتها !!!
هل هذا وهم ومحض اختلاق لا وجود له في حياه البطله !!! لااحد يعرف ؟؟؟ فالمؤلفه كتبت ماكتبته وتركت القلم فجأ وغادرتنا !!! الطفله الصغيره ذات الجديله الحمراء كتبت ماكتبته وغادرتنا !!! مازالت تتأرجح علي الكرسي الهزاز تنتظر فارسها الذي لم يات بعد !!!! هل سياتي ؟؟؟؟؟؟ هي تقول انه سياتي واثقه انه سياتي فقط تتمني يتذكرها !!!! ومازالت تتأرجح علي الكرسي الهزاز !! مازالت تتأرجح وتتأرجح !!!!!