مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الثلاثاء، 30 مارس 2010

امومة كاذبة " قصص تبدو واقعية "


كانت تبكي وكنت لااصدقها ... تبكي بحرقه بدموع تمساحيه بارده وانا اراقب خلجات وجهها اكاد اصرخ فيها اصمتي تمثيلك رديء لايقنع باعوضه ..
لكني لم اصرخ فيها وتركتها تبكي وتتوجع كاني اصدقها ...
ابنتها مريضه ، ابنتها الصغيره التي تنام في حضنها مريضه ، وهي مرهفه الحس ، امومتها رقيقه لاتتحمل مرض بناتها ، حين تمرض احداهن تمرض بجوارها ، وكثيرا ما تبكي ، خائفه علي صغيرتها !!!
لكني لااصدقها ، ولااصدق دموعها ولاخوفها ، كيف اصدقها وقد طلقت من زوجها الاول وتركت رضيعها الذي لم يتجاوز خمسه شهور معه ورحلت ، وقتها زارتني وسالتني عن سلطات مطلقها علي الرضيع ، تعجبت وقتها من سؤالها ، هو ابيه مثلما انت امه ، يومها قررت تترك الرضيع وترحل ، لن اجعله مصدر شقائي ، لن اسمح لمطلقي بالتدخل في حياتي بحجه رعايه الصغير ، فليربيه بمعرفته !!!
اخذت ملابسها ومصاغها ومنقولاتها وتركت الرضيع في فراش ابيه ورحلت ، تركته رضيعا لم تكترث بحاله ، سيكبر مثلما تكبر كل الاطفال ، يومها كرهتها ، لم تفكر ثانيه في الصغير ، تركته رضيعا بلا ام وفرت تبحث عن حياتها ومتعها الشخصيه ، نعم كبر الصغير مثلما تكبر كل الاطفال لكنه عاش يتما رهيبا بعدما تزوج ابيه ايضا وتركه مع جدته وجده ، صغير تربيه جدته المسنه ، لاتذهب امه لحفله المدرسه ولا توقظه يوم العيد ولا تمنحه مخفض الحراره وقت يمرض ، كبر نعم مثلما كبر كل الصغار ، لكنه توجع كثيرا وبكي كثيرا في الليل خائفا لايجد حضن امه يبدد وحشته ولا يجد كفها يقبض عليه فينام مطمئنا !!!
تزوجت هي بعد انتهاء عدتها وسافرت خارج الوطن مع زوجها الجديد وانجبت منه في خمس سنوات ثلاث بنات ، كانت تري ابنها في الصيف وقت تاتي للاجازه ، كان يمسك في كفها ويبكي لايرغب تركها ، كانت تسحب كفها من يده وتفر من دموعه ، كانت تتاثر طبعا كاي ام ببكاء الصغير ، لكنها كانت تتركه وتسافر ، تراه كل عام تقبله وتمنحه هداياها وترحل !!!
تتركه يبكي لايفهم سبب هجرها له ، لايفهم لماذا لاينام في حضنها مثل شقيقاته ، لماذا لاتاخذه معها ليعيش في منزلها ، كان في البدايه لايفهم ويبكي ، وبعدما فهم بكي اكثر ، هو طفل غير مرغوب فيه ، هجرته امه وتركه ابيه ويعيش مع جده وجدته يخدمهما وهما بلغا من الشيخوخه اشدها !!!
كبر الصغير مثلما يكبر كل الاطفال ، لكن اليتم تملكه والاحساس بالوحشه تملكه واحب امه جدا وكرهها جدا !!! واحب ابيه جدا وكرهه جدا !!! وكره كل اخوته ، شقيقاته من امه ، واشقاءه من ابيه ، فكل اشقاءه يعيشوا مع امهم وابيهم ، هو فقط اليتيم في حياه امه وابيه يعيش مع جدته وجده !!!!
مازالت تبكي ومازلت لااصدقها ، كدت اسالها ، تبكي علي مرض ابنتك وهي في حضنك ، الم تفكري طيله كل تلك السنوات في ابنك ، الذي مرض وطاب واستيقظ ونام وذاكر ونجح وكبر وطول واكل وشرب وحيدا بعيدا عن حضنك ، كدت اسالها كيف تحس بابنها الذي هجرته الا تحبه مثلما تحب بناتها التي تبكي بسبب مرض احداهن ، كدت اسالها اسئله كثيره ، ثم قررت الا اسالها اي سؤال ، فمهما قالت لن اصدقها !!!
فدموع الصغير وهو يجري من جدته صارخا يخبط باب الشقه يحاول يفتحه يتمني اللحاق بامه التي ودعته للحاق بطائرتها وخرجت مسرعه وتركته مع جدته يبكي ، دموعه وصراخه ونداءاته عليها وهي لم تسمعه ، كل هذا اوجعني ومازال يوجعني ، كل هذا اوجعني وشككني في مشاعرها وفي امومتها !!!
الم تحمل ذلك الصغير في رحمها وترضعه من ثدييها ، الاتجري دماءها في عروقه !!! الا يجري حبه في عروقها !!! قررت الا اسالها شيئا وبقيت ملوله انتظرها تكف عن البكاء لانها صدعتني !!!!

صفحات من دفتر يوميات حب مقهور




الصفحة الاولي ..... نظرة حالمة ونداء

احبك .... اعترف اني احبك ، منذ تلك النظره الحالمه التي رمقتني بها وانا كدرة في يوم سخيف ، كنت احتسي قهوه مره مثل مذاق ايامي في مقهي فاضي وسط المدينه المزدحمه كان الناس عافته فتركته خاليا لي ولك ، مقهي لايجلس علي مناضده الكثيره الا انا وانت ، كنت تدور بعيناك تبحث عن مخرج ينتشلك من ازماتك المتلاحقه الكثيره ، وكنت زهقانه مخنوقه احس العالم كله اصغر من ثقب الابرة ، كان المقهي الفاضي زنزانه كبيره يجلس كل منا في طرف من اطرافها البعيده ، زنزانه بلا باب ولا ميعاد افراج ولا شباك ولاحلم بالعتق ، كانت زنزانه كل منا تحتله ويعيش فيها ، مساجين بلا امل في النجاة ، هذا حالنا وقت التقينا ....
كنت احتسي قهوه مره مثل مذاق ايامي بارده كقلبي خشنه كاحاسيسي لم تمنحني اي شعور بالسعاده مثل كل الاشياء كنت اشربها رشفه رشفه ببطء شديد وملل ورتابه ، الوكها في فمي مثلما لاكتني الدنيا بين ارهاقها ومتاعبها ، شربتها بارده مثل مئات اللحظات التي سَرقت من عمري ايامه بلا مزاج ، وكنت تحدق في فنجان القهوه امامك كانك تكرهه ولاتطيقه لكنك ستشربه ، كنت تحدق فيه بنظرات مهمومه ، كانت دنياك مره كفنجان قهوتك بارده مثله ، كنت تحدق فيه وتتمني تلقيه بعيدا لكنك لاتلقيه !!! كنا متقابلين ... انت تحدق في فنجان القهوه وفي السقف وانا احدق في فنجان القهوه ، وتلاقت اعيننا مصادفه ، لم اقصد اراك ولم تنتبه قبل تلك النظره لوجودي ، تلاقت اعيننا مصادفه ، لااعرف كيف قرأت نظرتي او احسست بها، لكني استقبلت علي الفور نظرتك، رسائل كثيره من حدقه عسليه متعبه بالهم ، كانت نظرتك تقول ، وكنت ابحث عن من سيقول !! كانت نظرتك تناديني ، وكنت انتظر نداء ملحا لاذهب !! اذهب لمدينه جديده لم تطاردني الاشباح في حارتها الضيقه ،اذهب لحضن جديد لم تمزق اشواقه قلبي المرتعش بين ضلوعه ، اذهب لفكره تغير حياتي التي مللت شكلها وطابعها وكل طقوسها !! منحتني نظرتك كل المفاتيح ، نظره حالمه تفصح عن قلب دافء يبحث عن نبضاته ، وكنت النبضه التائهه الناقصه التي تبحث عنها وتبحث عنك ، نظره عميقة خطفتني لعوالمها الخاصه ، وحين خطوت خطوتي الاولي احتلني السحر وادمنته ، نظره حنونه في وقت ذبحتني فيه انصال القسوه الف مره ، نظره متمرده مشاكسه شقيه كشفت لي كل الاسرار واعقدها ، لست برجل تقليدي ، انت رجل متعب مرهق مشاكلك كثيره ، وانا لااتحمل اي مشاكل جدبدة ، نظرتك دعتني لعالمك وكشفت لي كل خرائطه ودروبه وعلاماته الارشاديه ،خلف نظرتك الحالمه كمائن اسرت روحك المتمرده علي اسرها ، سجين انت تبحث عن ونس في الاسر يهون عليك صعوبه الايام ، لكني مرهقه وتعبه ولااتحمل اسرا جديدا ، لن اتحمل رجل تعب يبحث عن ترياق يخرج من روحه سم الايام ،يكفيني السم يجري في عروقي لااعرف له ترياق ، نظرتك الحالمه نادتني خطفتني لكني عرفت مصيري واول قصتنا واخرها .. هل تذكر لقاءنا الاول ... يوم رمقتني بنظره حالمه فخطفتني وانتهي الامر !!!

الصفحة الثانية ..... لقاء واجتياح
..

احبك ... اعترف لك اني احبك ، اعترف لك ان مشاعرك اجتاحتني ، واحتياجي للدفء احتل كيانك ، فبعد عبث عانيت انت منه كثيرا قبل مصادفه لقاءنا القدريه ، وجدت لحياتك في وجودي قيمه ومعني ، انا تلك السيده المحتاجه للدفء، تلك التي لن تحاصرك بشكواها ،لن تمنحك ظهرها استغناءا ، لن تبكي وقت حضورك ووقت رحيلك ، لن تقتلك باهمالها وتبقيك اسيرا لاتعتقك ولاتمنحك ،انا تلك السيده التي تنتظرك ، تتمني قدومك وتحلم به ، لن افرط فيك ولن تهون علي ولن اغدر بك ، لن ابقيك في حياتي فخرا اجتماعيه وكرها عميقا ، لن ازين بك الاطارات المعلقه فوق الجدران البيضاء البارده في الاماكن الساكنه الخرساء ، عرفتني ، لست كمثل من عذبتك بجفاءها ، اوجعتك ببرودها ، لست كمثل من اوهمتك بحنانها وحين افقت من خديعه وهمها كان الوقت قد عدي ومر وقطار العمر سار علي قضبانه وكاد يصل لمحطته الاخيره !!! انا تلك السيده التي ساقتها الاقدار لقدرك ، تصالحك علي بقيه الايام ، تلونها معك بالفرحه والامنيات ، تشاركك الثوان القليله التي تتمناها سعيده ولو ضاع بقيه العمر هباء ، انا تلك السيده التي ستمنحك فرصا لتعطي ،وانت تبحث عن ارض جدبه تشتاق لامطارك ، تبحث عن ارض خصبه تثمر ورودا وتفاح وياسمين حين ترويها بفيضان مشاعرك ، تبحث عن روح طيبه تسعدها كلماتك ومشاعرك واقل عطاءك ، تبحث عن عقل لا ينفر من افكارك ولا يمل من مناقشاتك ولا ينام وانت تتكلم بمنتهي الحماس ، كنت انا تلك التي تحتاجها ، عرفتني من نظرتك الفاحصه الاولي وفهمت ازمتي ومأساتي ، ابحث عن من يعطيني وانت تبحث عن من تعطيها ، فتلاقينا ...
هل تذكر كلمات لقاءنا الاول ، حين تعارفنا وتبادلنا الاسماء والابتسامات وارقام التليفون ، هل تذكر ماذا قلنا ، لم نقل شيئا ، كلانا عاجز عن القول ، لانعرف حدود الامر ولا مساحته ، لانعرف بعضنا البعض ولانملك حريه لنتبادل الوعود ، تبادلنا التليفونات ورحلنا ، اظنك فكرت مثلي انك لن تراني ثانيه ، وان اللعبه التي بدأت في المقهي الفاضي انتهت وبسرعه !!! كنت وجلة وكنت مدرك سر شقائي ، انا التي بعثرت مشاعرها في الصحراء فلم تثمر الا الحنظل ، انا التي منحت روحها لمن لاروح له فبقي ميت واماتها بجواره ، انا التي سرقت مني السنوات بخطئي حين صممت علي احياء الموتي وتشجير الصحراء فنبتت شوكا ادمي روحي ومقلتي وقلبي ، فهمتني بسرعه ، لااملك الا الشوك امنحه للعابرين ، فالشوق في قلبي دفين لن ابعثره ابدا بعد اليوم علي الموتي والغرباء ، فهمتني وادركت قدر احتياجي ووجعي ، كنت تملك الفرار لو اردت لكنك بالعكست صممت تبقي ، احسستنا مريضين في عنبر العنايه المركزه نحتاج دعم بعضنا البعض لنقاوم ونطيب ونحيا!! وقبلت الاقتراب بلا حذر ، اندفعت كالطوفان صوبي وكنت انتظر الاعاصير وامطارها ، فامطرت فوق روحي زخاتك طوفان جرف كل الاشواك امامه ، ومهد الطريق لخطواتك ، وابتسمت انتظر الشمس بعد العاصفه ، واحضرت الشمس في ابتسامتك واقبلت علي !!!

الصفحة الثالثة .... اللغز والمأساة
..


هل تذكر مالذي جري بيننا بعد ذلك ، تحادثنا في التليفون ، تبادلنا في البدايه بعض الكلمات الوجله ، اخاف انا الغرباء ،وانت تخاف النساء ، اخاف الغرباء لااعرف مالذي يظهروه ومالذي يخفوه ولم يعد في العمر وقت للمفاجأت الحزينه ، تخاف النساء ولاتفصح ابدا عن اسباب خوفك ، تبادلنا الكلمات الوجله التي فكرنا في معناها الف مره ، كلمات سطحيه تافهه لاتتحمل تأويلا ولا معنيين ، كلمات خائفه مرتابه ، لكني فهمتك من كلماتك وانت فهمتني من نبرات صوتي ، وتلاقينا ثانيا وثالثا وعاشرا ، تلاقينا في المره الاولي وجلين ، وفي الثانيه اكثر راحه وحريه ، وفي الثالثه بلا شكوك او هموم ، وفي العاشره تقابلنا مشتاقين ، وفي المره المئه كنا عاشقين لم يتصارحا بالحب الجارف الذي يحتلهما ، كنت تعرف اني اعرف وكنت اعرف انك تعرف ، وكنا صامتين لانتبادل كلمات الحب ولا لمسات الشوق ولا احاسيس الغرام ، كنت احدق في عينك اراني متربعه علي عرش قلبك ، اعرف ان غرامي سحرك واوجعك وزاد همك ، كنت تفهم من قسماتي اني مولعه بك واعاني في وجودك وفي غيابك وفي كل الاحوال ، كنت حنون ومعطاء وجميل ، لكنك محتل بالهم ، كنت جميله ورقيقه ، لكني اخاف من خيالي ومنك ، وحين تكلمنا ادركنا المأساه ، وحين تصارحنا باحتياجاتنا صارت المأساه حقيقه وواقع ، انت لاتملك من نفسك شيئا ، تعطيني كل ماتقوي عليه لكنك لاتقوي علي شيء ، ستحبني وتحبني ولن تمنحني نفسك او قلبك او روحك ، فانت لاتملكهم ولاتملك نفسك ، تتمني تعطيني كل شيء لكنك لاتملك شيء ، مازالت نظرتك حالمه وحنونه ومازلت متعب ، وجودي زاد همك وتعبك ورغبتك في الفرار، لكنك لن تفر وتدعوني بحماس لمشاركتك اسرك ، سلميني روحك وقلبك وابكي في حضني وسابكي في حضنك ، انا حبيبك الذي سيمنحك عذاب الشوق ولن يمنحك الشوق ذاته ، انا عاشقك المتيم احبك وساحبك لكن حبك سيبقي سرا في قلبي ، لست نبي ولست صاحب رساله ولست مقاتل ، انا محب عاجز عن الحب وعن فك الاسر وتحرير نفسي ، سامنحك نفسي الاسيره بقضبانها ، ساعطيك حياتي بسجنها ، شاركيني كل الهم يااجمل من يشاركني الهم !!!!

الصفحة الرابعة .... وعد ومكتوب


هل تتذكر اني كذبت عليك واخبرتك اني لااحبك ولن احبك ولن احب اساسا ، هل تذكر نظره اللوم التي تركتها لي وثمن القهوه وغادرتني هل تعرف اني لمحتك تراقبني وقت كنت ابكي من خلف زجاج المقهي ، لمحتك تراقبني بمنتهي الحب المعذب ، كنت تعرف اني كاذبه لكن لاتقوي علي اجباري علي قول الحقيقه ، تعرف ان حبي لك عقاب سيمزقك ويمزقني ، كنت عادلا منصفا لاتتمني وجعي ولا تتحمل وجعا اكثر، يومها غادرتني وظننت اني لن اراك ابدا ، لكنك اتصلت بي وحين سمعت صوتي ظللت صامتا لم تنطق ، فقط صوت انفاسك المرتاعه بالفقد حطمتني ، كان صمتك ابلغ من كل الكلمات ، صمت معذب يرجوني انتشليني من وجعي ، صمت محب يبثني مشاعر قلبه الراكد المهمل
وصمت انا ، وفهمنا انا وانت كل شيء ، وعد ومكتوب ، قدر وجبر ، مابيننا لم يكن اختيارا ولن يكون ، انه الجبر اللعين حين يداهمك ويسرقكك ويعذبك ويراقبك تبكي ، فهمنا انا وانت كل شيء ، لكني ابدا لم اقول لك احبك ، وكيف اقولها وانا لااملكك وانت لاتملك نفسك ، لن احبك الا وانت ملكي ، ووقتها ساكون ملكك ، ستشتري روحي بالغرام واشتري روحك بالهوي ، لكنك لاتملك نفسك ولن تمنحني الا عذاباتك فكيف احبك !!! وفررت منك وصمت صمتا لم يشفي غليلك ، تعرفني احبك لكنك تتمني تسمعها ، تتمني نبرات صوتي المرتعشه توقع علي قلبك بالحب ، لكني لم اوقع بالحضور وصمت صمت الغائبين !! وقبلت صمتي وسامحتني مع نفسك ولم تخبرني ، سامحتني تعرف اني احبك لكني عاجزه عن البوح ، واستغنيت عن البوح واحببتني واحببتك ، ومرت الايام بيننا بلا اعترافات !!!

الصفحة الخامسة ... الكوابيس والرحيل


وسرعان ما ضربت الايام باماننا ومشاعرنا والوهم المحكم الذي كنا نعيش فيه ، تحققت الكوابيس التي خفنا منها وفكرنا فيها وتجاهلناها ، عشناها نتوجع في النوم وفي اليقظه ، خرجت علينا الاشباح والعفاريت والساحرات الشريرات ، خرجوا علينا من الكوابيس الليليه واحتلوا ايامنا ، ازدادت الاوقات وحشه ، وازاد الصمت اغترابا ، وابتعدنا واقتربنا وبكينا ولم نفرح ابدا ، عذبنا الشوق والوجد والاشتياق ، اكتوينا بالحقيقه تطاردنا في كل لحظه ، لست ملكي وانا لن اهبك حريتي ، حريتي مقابل حريتك هذا هو القانون الذي اعرفه ولن اعرف غيره ، انت لاتملكني ولن تملكني مادمت لم توقع بشوقك علي قلبي بالاستسلام ، وانت لست ملكي ولن تكون لان صك حريتك في الخزانه التي ضاع مفتاحها ، اكتوينا بالحقيقه نحن عشاق غرباء قدرنا اللوعه نعيشها نجترع مرارتها قطره قطره ، نحن عشاق لم نعيش الهوي ولن نعيشه نحن احباء كتب علينا الشوق لن يرتوي ، كتب علينا الفرح لن نعيشه ، كتب علي قلوبنا العذاب قدرنا المشترك ، عشنا الكوابيس الليليه ظلما نهاريا مستمرا ، ودقت ساعه الفرار ، اعطيتك ظهري ولم ابكي امامك ، انت بكيت واخفيت دموعك وافترقنا ، كدت ترجوني اعترف بحبك وارحل ، لكني انكرته وانكرتك ورحلت ، مادام الرحيل اخر اختياراتنا لماذا نزركشه بالوجع ، لماذا اعترف لك وانا اودعك اني كنت احبك وتعذبت بحبك ، لماذا اقول لك اني كنت اتمناك لكني كنت اعرف انك لن تكون لي ابدا ، لماذا اعترف !!! ورحلنا صامتين !!! ومرت الايام وتعذب كلانا بصمته لكن الصمت قدر المحبين اليائسين ،الصمت صوان اليأس ولسانه الوحيد !!!

الصفحة السادسة ... اعتراف وفرار ..


واليوم فقط قررت اعترف لك بكل مالم اقله !!! انه اعتراف مابعد اللحظات الاخيره ، بعدما غادرت كل القطارات المحطه ، وقفت علي رصيفها الفارغ احكي قصتي للقضبان النائمه ، اعترف اني احبك ، واني ارهقت من الفرار منك ، اعترف لك حاولت ، حاولت الفرار حاولت الهروب ، لكن خطواتي في طرق الفرار قادتني اليك ، هربت منك اليك ، فررت صوبك ، اختبأت منك في حضنك ، لم افلح انزعك من تحت جلدي ، لم افلح اخرجك من طيات قلبي ، لم افلح ابعدك عن خيالي ، لقد احتللت قلبي وانتهي الامر ، احتللتني وفرضت سلطانك وبسطت هيمنتك واخضعتني ، كسرت ارادتي واحتوتني فعجزت عن التمرد وعن الفرار، فررت صوبك ، سرت الطريق الطويل الموحش هربا من وجودك فاحتجت وجودك ولجأت اليك ، فطرق الفرار موحشه مخيفه فلم اتذكر الا انت اتمناك رفيق دربي ، طرق الفرار مظلمه تسكنها الاشباح فلم احتاج الا طمأنينه نفسك تسكني ، طرق الفرار مرهقه طويله فاين ساعدك ارتكن عليه يقويني ، طرق الفرار صامته فاين صخبك وغناءك وصدي ضحكاتك تؤنسني ، طرق الفرار بارده فاين دفء احضانك تحتويني وتبدد البروده والوحشه ، فررت منك وانا لااتمني الا حضنك اسكن فيه كشرنقه حنان لن اخرج منها ، لااتمني الا صوتك يوقظني علي اجمل النهاريات ، لااتمني الا رائحتك تتسلل لمشاعري وتوقظها وتوقظني ، فررت منك لاني لم املكك ولن املكك ، ولااتحمل وجودك في حياتي غريبا ، ولااتحمل وجودي في حياتي غريبه لامكان لي في كل الاماكن .... اعترف لك بحبي الذي لم ابوح ابدا لك بالغازه .. مثل الصباح الندي اشرقت في حياتي ، بشمسك الضحوك بنسيم زهورك العطر بابتسامتك قمرا في الصباح ، مثل الدفء تسللت لقلبي ، ارتعدت من الصقيع والبروده فازحتهما بعيدا وتسللت لقلبي ، جريت في عروقي مع دمي حنان وطمأنينه ، مثل الاحلام الجميله تسللت لنومي ، شاركتني غفوتي وراحتي ولونت الليل ببهجة وجودك ، فغيرت لون ظلمته فسطع مثل عينيك وقت تضحك ، مثل الهواء المنعش بعبير الفواكه ونسيم البحر وعبق الذكريات الجميله ، لفحتني لففتني احتوتني هدهدتني دللتني ، بصوتك الفرح ناديتني فاحببت اسمي واحببتك اكثر ، لم ادرك ان اسمي جميلا الا وقت ناديتني ، لم اعرف اني انثي بحق الا وقت احببتني ، لم اعشق القمر والليل الا حين بددت بحضورك وحشتهما ، لم افهم مواويل الغناء الا حين جلست معي في الخيال نتأرجح علي النغمات ، تغني لي بصوتك الخشن وتشرح لي الكلمات والنغمات فاحببتك الغناء واحببتك ، لكني رغم كل الحب الذي احبتته لك ايقنت منذ لحظه اللقاء بحتميه الفراق ، ففررت منك وانا احبك وساظل احبك ، لكني ابدا لن امنحك روحي ولانفسي ولا حريتي ، فلم تكن ابدا ملكي فكيف ابوح لك بالحب الذي لاتملك حتي تصونه !!!

الصفحة السابعة .. الفراق ...


احبك .... اعترف اني احبك ، هل استرحت ؟؟ اعترف اني احبك ... اعتراف حر جدا بلا اكراه وبارادتي الحره ، هل ستنام هذه الليله سعيدا تحلم بالمرأه التي تحبها وتحبك وفشلت في الهروب منك ونجحت انت في الهروب منها ، هل ستحلم بها وتراها في الحلم مستكينه في حضنك وانت لاتقوي في الواقع علي منحها تحية الصباح !!! هل محوت الحلم الذي جائتك فيه ورحلت واكدت عليك ان فراقكما حتمي ؟؟ هل نسيت في الحلم كل الحقيقه وكل المستحيلات وكل ماتعيشوه ويفرق بينكما فراق حتمي اكيد !!! اعترف اني احبك لكني رحلت عنك في الحقيقه وفي الحلم ، بعد اليوم لن ازورك في الاحلام وارجوك ارحل من كوابيسي ، فالفراق بيننا حتمي في اليقظه وفي النوم وانت تعلم هذا من اللحظه الاولي بينا وانا اعلمه !!! هل انت سعيد باعترافي وباحلامك ؟؟ هنيئا لك الاحلام الكاذبة !!! واهلا بكوابيسي الواقعيه !!!


الصفحة الاخيرة
.. بلا عنوان

انسي كل اعترافاتي وانساني ، فلست ملكي ولن اكون ملكك وياليتني لم اقابلك ولم تقابلني ، وبقينا في كل علي حاله في الزنزانه التي ازدادت ضيقا وقسوه بعد لقاءنا الموجع وحبنا المقهور ....

نشرت في مدونه ياما دقت علي الراس طبول 30 مارس 2010
http://marmar18359.blogspot.com/2010/03/blog-post_30.html

الثلاثاء، 23 مارس 2010

القمر حدانا ياناس !!!!!!!!!!!




هل تحلم ؟؟؟ لاتعرف .... كفا حانيه تهدهدها ، جسدها مسترخي ، تفتح عيناها بصعوبه ، اين انا ، فخري يحدق فيها مبتسما ، صباحيه مباركه ياعروسه ، ترتبك لاتصدق ، نعم هي علي فراش عرسها في منزل فخري ، يقترب منها ، سعيد ، ياصباح القشطه ، تضحك خجله ، لاتنظر في عينه ، لكنه لايتركها تهرب من نظراته ..... باحبك بارضوي ، طول عمري بحبك بابت ، تتسارع دقات قلبها ، هي ايضا تحبه ولاتقول له ، يقبض علي اصابعها الدافئه ، تكاد تنزل من السرير ، لايسمح لها ، يدخل معها تحت اللحاف الستان ، ويضحكا ويضحكا ...................... وقولوا لابوها ان كان جاع يتعشي ، قولوا لابوها ان كان جعان يتعشي !!!!!

رضوي رضوي ، قومي يابنتي ، بقينا الضهر ، تتداخل الاصوات في اذنها ، كانها تحلم ، فتحت عيناها بصعوبه ، اين هي ، علي الكنبه ، فين ، في بيت عمة العريس ، تتسلل اليقظه لرأسها ، انا فين ، مين دول ، تنتبه ، هي في بيت عمة العريس ، نايمه علي الكنبه ، افاقت اكثر ، هل هذا كابوس .... تسال نفسها متوتره وهي تفيق بصعوبه ، هل ماعاشته كابوس ...كابوس انها تزوجت بلا حفل زفاف ، ولم تذهب وعريسها للكوافير ، لم تزفهما الزفه الدمياطي ، لم تقضي ليلتها الاولي معه في بيته ، انها لم تقضي ليله زواجهما الاولي معه اساسا ، نعم مؤكد انه كابوس ، انا العروس ، هكذا تقول لنفسها ، وكنت ساخرج من بيتي للكوافير ، صديقاتي وصلن فعلا ، وصوت غنائهن عالي ، طبل وزمر وزغاريد ، مالذي حدث بعد هذا ، لم يحدث شيئا ، هكذا تقول لنفسها .... هو ايه اللي جري ، سؤال يتكرر في راسها ، حصل ايه ، ابدا ، عمة العريس ماتت ، والفرح باظ ، والدخله اتأجلت ، هذه حقائق وليس اضغاث احلام ، ياحزني يامه ، ياحزنك يارضوي عن دون الصبايا ، تفتح عيناها بصعوبه ، تكره ماتعيشه ، ولاتقبل ماعاشته ولايعجبها ، لم تذهب للكوافير لان عمة العريس ماتت ، احضروا مأذون ببنطلون وقميص وكتب كتابهم ، تركها العريس ليدفن عمته ، بقيت في بيت ابيها ، خلعت ثوب الفرح وارتدت عباءه سوداء ، ذهبت لمنزل المتوفاه ، لطمت مع النساء وصرخت مع بناتها ، جاملت قدر ماقويت كسيره النفس حزينه علي فرحها الذي باظ ، ومنك لله ياعمة ....

فخري يحب رضوي ، البلده كلها تعرف الحكايه ، حكايه غرام فخري برضوي ، هو بدأ القصه ، اعجب بها لايعرف من امتي ، لكنه انتبه لنفسه معجب برضوي بجمالها بروحها بصوت ضحكتها ، بل هو يحبها ، طاردها طيله الوقت بكلماته المعسوله وغزله الجميل ، كلما شاهدها في اي وقت في لحظه صرخ " القمر حادنا ياناس " تذهب للمدرسه وتعود ، ينتظرها في الشارع صباحا وينتظرها وقت تعود ، هي اجمل فتيات بلدتها الصغيرات ، هو ابن عائله كبيره لاتهتم بالتعليم ، خرج من المدرسه بعد سنه سادسه ، يدير اموال ابيه وتجارته الكبيرة ، محلاته علي الطريق للمدرسه ، ينتظرها كلما ذهبت وكلما عادت يصرخ بوله " القمر حادنا ياناس " ، سنوات مرت وفخري ينتظر رضوي قمره الساطع يبتسم وقت يراها تتسارع نبضات قلبه تحتله السعاده ويارب هون البعيد !!!

دفنت العمة وصوتت النساء ، ورضوي في منزل العزا كسيره النفس ، وقتما حل الليل ، تمنت لو تركوها مع عريسها ، تمنت لو تركوها مع فخري وحدهما ، ماخلاص بقي الكتاب انكتب ،هكذا همست لامها ، لكن الام لطمتها علي وجهها ، تتجوزيه "سوكيتي" ليه ، عامله عامله وعايزين نستر عليكي بسرعه ولاايه ، الناس ياكلوا وشنا يابت وفضيحه ابوكي تبقي بجلاجل ، بكريته تتجوز سوكيتي ليه عازبه ؟؟؟ اصرت امها علي موقفها ، والختمه الشريفه مايحصل ابدا ، كتب الكتاب حاجه والفرح حاجه ، مافيش دخله الا بعد الاربعين وساعتها يبقي عدانا العيب وقزح ونعمل الفرح والحي ابقي من الميت ، امها صممت علي تاجيل الدخله حتي تنتهي مراسم الحداد !!!!! لاتصدق رضوي ماحدث يوم فرحها ، عمه العريس ماتت ، كتبوا الكتاب بسرعه ، امها اصرت علي تاجيل الدخله ، هههههههههه ، لاشك انه كابوس ، كل ماحدث كابوس ، هل صحيح ان ابيها ضرب امها ، وصمم علي ذهابها لبيت زوجها ، وحين اعترضت الام ضربها الاب بالشلوت وشد شعرها فصرخت وكانت فضيحه بجلاجل ، ابو العروسه بيضرب ام العروسه ، لانها قليله الاصل وبتخيب بنتها ، البنت تزوجت وانتهي الامر ونصيبها مافيهوش طبل وزمر ، يمين بالتلاته لو فتحتيي حنكك لاطلقك ، خلاص البت تروح بيتها مع جوزها ، وقدر الله وماشاء فعلا ، لا فيها تأجيل ولا فيها هيصه ، نصيبها وحتشوفه ، يضرب ابيها امها بالشلوت ، اكتميي ياوليه وخلي عندك اصل ، ربك مابيتعاندش ، عايزه تفرحي ببنك ، افرحي اهي اتجوزت وحتعيش نصيبها ، ازيد من كده كلمه حاطلقك وبراحتك بقي ، شلوت تاني للام صمتت بعده للابد ، وانت يارضوي علي بيت عمه جوزك يالا ، صمم ابيها تذهب لبيت المتوفاه تخدم مع امه وشقيقاته المعزين واصحاب الواجب ، هذا هو الواجب وهذه هي الاصول ، وياحزنك يارضوي ، فرحك باظ !!!! ...


كبرت رضوي وصارت عروسه جميله يتردد علي منزلها الخطاب ، لكن فخري شاغلها ، احتل تفكيرها ، احست من صراخه طريقه احتفاءه بها انها القمر الساطع ، شاغلها فخري وجهر باعجابه بها ، لم يكترث بالبلده الصغيره واصولها ، لم يكترث بسمعتها حين يتناقل الناس في السوق ان فخري بيشاغل رضوي وهي بتضحك علي كلامه ، كل هذا لم يهمه ، فقط رضوي التي تهمه ، القمر الساطع في سماءه ، كبرت رضوي مشغوله بفخري ، انتظرته يتحرك لكنه لايتحرك ، فقط يصرخ كلما شاهدها " القمر حادنا ياناس " هي لاتحبه ، لكنها ترفض العرسان ، لايعجبوها ، هكذا بصراحه تقول لامها ، الجدع ده مش عاجبني ، مش عاجبني وخلاص هو مش انا اللي حاتجوز !!! لاتكترث بلوم امها ، يابت الجدع مايتعيبش وزينه الرجال ، افرضي حتي لكن مش عاجبني !! ومازال فخري يصرخ " القمر حادنا ياناس " ولا يتقدم لخطبتها !!!

نامت رضوي مع بنات العمه المتوفاه تواسيهين ، لا تفكر طيله الليل الا في حظها المهبب ، كانت ستكون في حضن زوجها ، سيقبلها ، سيتحتضها و............. تحس خجلا رهيبا ، الحزن يخيم علي الاسره وهي تهيم بعيدا عن الحداد والحزن مع فخري في خيالاتها العاطفيه ، تلوم نفسها ، يابت عيب ، لكنها لاتكف عن التحليق بعيدا عن دار الحزن ، ومازالت في المأتم تحيطها الملابس السوداء والحزن والدموع و... تشتاق لفخري فتهمس ، اه ياحزنك يارضوي !!! ... اه ياحظي المهبب ، حقه ياعمة مالكيش حق ، كنت استنتي لبكره ولا بعده ، يرضيكي كده الغلب اللي انا فيه ، ياقليله الحظ ياني ، قلعت الفسان الابيض بنفسي لا العريس شافه ولا قلعه لي ، تبكي ، هي لاتبكي علي العمه بل تبكي حظها المهبب ، اتجوز سكيتي زي العازبه ، لاطبل ولا زمر ولا نقطه ولا غازيه ، تبكي اكثر ، والاكاده الراجل ضرب امي وفشل غله فيها ، ليه وليه بتقوله ، نأجل دخله البت، انا ماكنتش موافقاها ، بس كان عندها حق ، مااني هو ، لادخلت ولااتنيلت ، بس روحت بيته من نفسي زي الغضبانه في بيت ابوها من غير حق ، هي المحقوقه ترجع بنفسها ، دخلت البيت لا ملح اترش ولا ورد اترص ولا شربات اتبل ، حظي مهبب ، والعريس عمال يعيط علي عمته والعروسة اتنست والفرح اتنسي ، منك لله يابعيده ، يقعد لك في بناتك ، يوم فرح اي واحده منهم تتقرص في قلبها واحده زيك كده وتفلسع وتبوظ فرح البنت ، منك لله ، اه ياحزنك يارضوي !!!!


ذات يوم اقترب فخري من رضوي واعطاها خطاب ، قطع عليها الطريق وهي عائده من المدرسه ، لم يكترث بمئات العيون التي لامته وقت وقف امامها مبتسما وناولها خطابه ، كانت حتموت من الكسوف ، وايضا حتموت من السعاده ، اخفت الخطاب في صدرها فوق قلبها ، كلما اختلت بنفسها قرات كلمتيه ، احبك ولن احب غيرك ، تدوخ ، تميد الارض تحت قدمها ، لكنها لاتحبه ، ستقول لها انها لاتحبه والحب قله ادب ، تسخر من نفسها ، من قال ان الحب قله ادب ، امها قالت وابيها قال وجدتها قالت ، لكن عبد الحليم وصباح وشاديه وورده وام كلثوم لايقولوا هذا ، يقولوا الحب جميل ، يقولوا بحبك فوق ماتتصور ، يقولوا حبك نار مش عايزه اطفيها ، يقولوا ب فتحه با بحبك ، لكنها تخاف حبه ، لانه كما قالت امها سيضحك عليها ، نعم الشباب يضحكوا علي البنات ، يتسلوا بيهم ويرموهم ، وهي لن تسمح له يتسلي بها ، لن ترد علي خطابه .... لكنه مازال لايتقدم لخطبتها والعرسان كتير ، وهي ترفض ترفض وتنتظره ولايأتي !!!!


نامت باكيه في الحلم شاهدت نفسها تدخل بيت العريس سكيتي بلا هيصه ولا زغروده ، نفسها صعبت عليها في الحلم وهاتك ياعياط ، كرهت الحلم وكرهت الواقع ، حتي ياربي مش راضي تحن علي علي بحلم عدل ، حلم فيه رقص وطبل وزمر وهيصه وفرحه ، لا الحلم منيل زي الحقيقه ، عازبه بتتجوز من غير فرح !!! نامت مره ثانيه ، تتمني صناعه الحلم ، لكن عقلها الباطن لايوافقها ، للمره الثانيه العاشره ، تدخل بيت زوجها بعباءه سوداء ، لا فرح ولاهيصه ولا كوافير ، ده فال وحش ، هكذا استيقظت من الحلم ، ده فال وحش ، كل اللي بيحصل ده فال وحش ، ياحزنك يارضوي عن دون البنات !!!


ايام كثيره مرت وهي تقرأ كلمات خطابه مره واثنين وعشره ، احبك ولن احب غيرك ، تقرأها مرتبكه وجله ، الحب عيب جدا ، في اليوم التالي والعاشر والمائه انتظر ردها ، لكنها لم ترد وتجاهلته ، خرجت من شارع بيتها وجدته يقف علي الناصيه متوتر مهموم بالحب ، ماردتيش علي يارضوي يعني ؟؟؟ يومها احمرت وجنتاها ، كاد يغمي عليها ، ولم ترد عليه ، في اليوم التالي حلمت به ، حلمت انه يقبلها ، استيقظت من الحلم مشتاقه له ، لامت نفسها ، لاااحبه لكني اشتاق اليه ، ستتشاجر معه ، ستقول له يبعد عن طريقها ، ستقول له انها مش من البنات دول ، اللي بيقابلوا الشباب علي الجسر في الضلمه ، هي ابنه ناس محترمه ، فقراء نعم لكن محترمين ، بناتهم لاتقابل الشباب علي الجسر ، ولاتعرف الحب ، ومؤدبه وبتعرف تطبخ ، هكذا ستقول له ، حل عني يااخي ، ستقول له هذا ، بصوت عالي في الشارع لعلها تحرجه ، هكذا قررت ، لكنها في نفس اليوم حلمت به ثانيه وفي الحلم كانت مبسوطه وسعيده !!!! ي

بدو اني احبه هكذا همست لنفسها ، لكن الحب عيب وحرام ونهار ابوه اسود !!!
قضت في المأتم ثلاث ايام بلياليهم ، لم تري زوجها ، تبحث عنه لكنه لايبحث عنها ، ابيها في عزا الرجال وامها معها تطبخ مع الحريم وتجامل وتصوت ، وحين تلتقي عيونهما تبكي الام علي حظ بنتها المهبب وتبكي العروس علي حظها المهبب ، تسالها هامسه ، فين جوزك يابت ، تهمس بصوت منخفض اكثر ، ولا شفته ولا سال علي ، تصمت الام حزينه علي حظ بنتها المنيل !!!

مازال يصرخ " القمر حادنا ياناس " ينتظر ردها ، وهي مازالت تتجاهله ، ومازالت ترفض العرسان ، تخرجت من المدرسه وبقيت في البيت تساعد امها ، لاتخرج كثيرا من المنزل ، لاتراه كثيرا ، لكن وقت يراها لاي سبب في اي وقت يصرخ بحبها معجبا ، ولايتقدم ، وحتي الان لم ترد عليه ، اقترب فخري منها وفي طريقها للسوق ، وقفت في الشارع متنمره ، تنظر له بغضب ، كادت تتشاجر معه ، يااخي عيب بقي مالكش اخوات ، نظر في عينيها نظره عميقه ، ارتبكت ، نسيت كل الكلمات التي اعدتها للمشاجره معه ، اقترب منها ، عيني عينك في الشارع ، اقترب منها كاد يلمسها ، قفزت خطوه للخلف ، فيه ايه ، اقترب اكثر ، كل العيون في الشارع تراقبهم ، لو بتحبيني قولي علشان اتقدم لابوك ، صمتت ، هزت راسها وجرت مسرعه من امامه !! في اليوم التالي ذهب لابيها مع رجال عائلته ، وعايزين المحروسه للشاب ، مش حنلاقي احسن منكم ، يازين مااخترتم ، شربات ياام رضوي ، زغاريد ، والشبكه مع كتب الكتاب بعد العيد اللي جاي ، ويادبله الخطوبه عقبالنا كلنا ، ونبني طوبه طوبه في عش حبنا !!!!!!!!! واحبته بقوه ، وحلمت به كل يوم ، والايام عدت ، والفرح بكره ، لكن عمة العريس ماتت وافسدت الفرح والزفه والهيصه !!!!

ومنك لله ياعمة ، يقعد لك في بناتك واه ياحزنك يارضوي !!!!
انتهي العزا واتلمت الكراسي واتقفل الصوان ، وبنات العمه بطلوا عياط وابتدوا يدروا علي تقسيم الغوايش وعفش البيت ، وهي جالسه علي كنبه تتشاجر عليها الابنه الكبري مع شقيقتها الاصغر ، كل منهما ترغب في الحصول علي الكنبه ، اصلها كنبه ماما الله يرحمها وريحتها فيها ، واشمعني انت يعني اللي تاخديها ، يابت انا الكبيره ، وانا مالي ، انا لسه قاعده في البيت ومحدش ياخد حاجه منه الا لما اخرج منه علي بيت عدلي ، ساعتها تقسموا العفش ، انما النهارده ورحمه الغاليه محد مادد ايده علي حاجه ، تتابع المشاجره بين الشقيقات ، الكبري لايعجبها الكلام لكن شقيقتها الصغري سافله ومتسلطه ولسانها حنش بيقرص ، صمتت الكبيره واثرت عدم الخناق ، والايام جايه كتير، وسلاموا عليكم ، ههههههههههههه بنات العمة المتوفاه ، مشيوا وسابو البيت ، كل واحده رجعت بيت جوزها ، والصغيره لسه بتعيط ، وهي قاعده علي الكنبه ، لاجوزها قال لها انت فين ولا هي عارفه تروح فين ، هو مش حقه برضه يجيي ياخدها ، يقولها يالا نروح ، ولا حاعمل ايه ، ارجع بيت ابويا ، اروح بيت العريس من نفسي ، اخش كده زي اللي راجعه من السوق محدش دريان بيها !!! حائره العروس ، تتلفت حولها ، تري صوره العمة علي الحائط ، تهمس ، منك لله ياعمة ، ياكاسره فرحتي ونفسي ، منك لله !!!!


اشتري فخري لها اجمل ثوب زفاف ، وطرحه طويله وجوانتي ، اشتري لها سته غوايش ومحبس وسلكه طويله وماشاءالله مدملكه ، اشتري لها حذاء ستان ، وحتبقي يارضوي قمر مقمر ، لا انت يابت قمر مقمر فعلا ، دخل عليها في الموسم شايل ومحمل ، بط ووز وفراخ وقفص سفندي وحتتين قماش ، في العيد قبل الفرح بيومين تلاته ، اداها عيديه كبيره وهمس من خلف ظهر ابيها ، ربنا يقرب البعيد يارضوي ، ارتبكت واحبته اكثر ، اتفق مع اكبر استديو يتصوروا فيه ، واجر عربيه كبيره وزينها بالورد ، ويابت حتتزفي من اول الناحيه لاخرها ، خلي كل البلد تشوف ان فخري خد رضوي زينه الصبايا وقمر البر كله ، تضحك وترتبك وتحبه اكثر ............. وليله الحنه خلصت بسرعه ، دي جي ورقص وطبل وزمر ، البلانه فرمتها وشباكنا ستايره حرير ، وتضحك البنات ، ورسمت حنه علي صدرها وكتفها وسرتها و...... وهنيالك يافخري ياابن ام فخري ، وقرصتها كل البنات في ركبتها وامها وزرعت شربات ، وعدي يا ليله ، وخارجه من بيت ابوها رايحه بيت الجيران ، لابسه الاحمر والاخضر ومغلبه الجدعان !!!!!!!

كان فخري مع بقيه الرجال في الساحه الواسعه خارج البيت ، اقترب منه ابو العروس وساله ، حتروحوا امتي ياابني ، مراتك من بدري مستنياك ، نظر له فخري مذهولا ، كان نسي رضوي والفرحه ونسي نفسه ، نعم عروسه تنتظره في بيت عمته المتوفاه ، سياخذها ويذهب منزله ، انتبه فخري لما فعلته فيه عمته ، افسدت فرحه ، الليله التي عاش العمر كله يحلم بها ، باب يتقفل عليه هو ورضوي ، القمر اللي نور حياته العمر كله ، ياااااااه ، ياما استني اليوم ده ، من لحظه شافها وهي عيله صغيره بضفيرتين وحافيه بتلعب قدام البيت ، عيلة صغيره بس قمر ، احبها منذ اللحظه الاولي ، انتظرها العمر كله ، لم يري انثي غيرها ، هي حلمه ، والقمر حادنا ياناس ، كل ماتهل في الشارع القمر يطلع وكل ماتغيب عن عينه قلبه يوجعه ، يااااااه ، بقالي كام سنه بحبك يارضوي ، سنين ، قمر اربعتاشر ، احلي بنت في الجيهه ، في الزمام كله ، قمر ياربي ، كده برضه ياعمه ، تموتي قبل مااخدها في حضني ، قبل مانقفل علينا باب ، قبل مااشم ريحتها ، قبل ماقلبي يستريح ، كده برضه ياعمة ، ينتبه فخري لما حدث ، عمته ماتت ليله الفرحه ، اصدقائه مشيوا في الجنازه بدلا ما يمشوا في الزفه ، وعروسه خلعت ثوب زفافها الابيض وارتدت عباءه الحزن والحداد ، تذكر كله هذا وكان نسيه ، لم توحشه زوجته التي كان يحلم طيله حياته بحضنها ، نسي كل شيء وهو يسير خلف عمته يبكي ، نسي كل شيء وهو يرفع بدنها من النعش وينزل به درجات المقبره ، يتركها علي الارض الرطبه ، حشرات كثيره تحتل قاع المقبره ، سال نفسه سيترك عمته مع الحشرات ، واسي نفسه ، لكن روحها في السماء وهذا الجسد فان ، تركها وخرج حزينا يبكي ويبكي ، وسط هذا كله نسي زوجته رضوي ، انتبه لسؤال ابيها ، مش حتاخد مراتك وتروح ، صحيح لازم ياخدها ويروح ، الحزن انساه نفسه وانساه رضوي ، الفتاه الجميله ، تذكر عينها الشقيتين ، شفتاها المكتنزتين ، جسدها الملفوف ، احس شوقا ورغبه ، طيب ياجماعه سلاموا عليكوا ، دخل البيت ونادها ، يارضوي ، يارضوي ، خرجت العروس في عباءتها السوداء ، نظر لها ، جميله جميله ، وهي في العباءه السوداء جميله ، يالا يابنتي نروح ، سارت خلفه خفره ، اخيرا تذكرها ، اخيرا ستدخل بيته ، اخيرا سيغلق عليهما باب ، ارتبكت تعثرت ، كادت تسقط ، امسك بذراعها ، اخذ اصابعها في يده ، احس سخونه رهيبه ورغبه عارمه ، قبض علي اصابعها كانه يقبض علي جسدها كله بين ذراعيه ، تسارعت خطواته علي الطريق الطويل ، بيته بعيدا ، لكن الشوق والرغبه والعروسه البضه في كفه هونوا الطريق الطويل ....


قبل خروج رضوي للكوافير بنصف ساعه فقط ، ضربت امها علي صدرها وصرخت ، الصويت ملا البلد ، الست ام البنات ماتت ، لطمت ام العروسه ، ياعيني يارضوي ، خرجت رضوي من وسط البنات علي صويت امها ، خير ياامه ، امها تبكي وتلطم ، رضوي مش فاهمه حاجه ، عمه فخري ماتت ياعين امك ، ماتت امتي ، دلوقتي ياعين امك ، انتبهت رضوي ، عمه العريس ماتت قبل الفرح بتلت اربع ساعات ، رقعت بالصوت ، ياحظك المهبب يارضوي عن دون الصبايا ، حقه ياام البنات مالكيش حق ، تبوظي فرح بنتي كده ، منك لله يابعيده ، رضوي تبكي وامها تبكي ، يدخل الاب يتشاجر معهن ، فيه ايه ياوليه ، مالك يابت ، هو بايديه يابت ، عمته وماتت ، ايه يقول لملاك الموت استني شويه لما نعمل الفرح ، نسوان قللات عقل ودين صحيح ، يالا ياوليه خدي بنت وعلي بيت ام البنات تقوموا بالواجب ، تصرخ ام العروسه ، بدل مانطبخ الصباحيه نطبخ للعزا والهم ، يدخل فخري مرتبكا ، يقابله ابو العروسه ، شد حيلك ياابني ، بقولك ايه ،اللي كاتبه ربنا حنشوفه ، هات المأذون يكتب ونخلص ، بعد كده هي مراتك واللي هواك اعمله ، نظر فخري لرضوي بعيون دامعه ، عمته في مقام امه ويحبها زي عينيه ، اللي تشوفه ياحاج ، نكتب واخدها البيت وامر الله غالب ، وبسرعه وقبل الدفن والجنازه كتب فخري كتابه علي رضوي التي صارت زوجته وحلاله ، وتركها مسرعا ليحضر الجنازه ومعه ابيها ورجال العائله ، وخرجت رضوي بالعباءه السوداء وامها وبقيه البنات علي بيت المتوفاه ، واه ياني ياامه ، ياحزنك يارضوي عن دون كل الصبايا !!!!!


وقف فخري امام بيته يقبض علي كف رضوي همس في اذنها " القمر حادنا ياناس " ابتسمت مرتبكه بعباءتها السوداء ، يبحث عن مفتاح الباب ، يجده ، يفتح الباب ويبتسم ، نورت بيتك ياقمر ، وقفت علي الباب مرتبكه ، دفعها برفق خطوتين للامام مبتسما ، جسدها الدافيء يثيره ويسعده ، ودخل البيت و اغلق الباب خلفه ، حملها في الظلام بين ذراعيه لحجره نومهما ، همس في اذنها طول عمري بحبك وماحبتش غيرك ، ابتسمت وخجلت فاحتضنها بين ذراعيه بقوه وهمس " القمر حادنا ياناس ، لا القمر في حضني ياناس "ولمعت عيناه بدموع فرحه لم تنهمر وبقيت معلقه تعكس صوره عروسه الجميله وهي متشبثه برقبته نائمه في حضنه !!!!
خرجت من منزل ابيها بملابس سوداء ، كمثل الارمله يوم فرحها ، خلعت الثوب الابيض وتركته ملقي علي الارض مثل حظها " اغبر ومهبب " ، وذهبت بيت العريس لم تجده ،تركت حقيبتها وذهبت له عن عمته ، اقصد في منزل عمته ، صويت ولطيم وعياط وصراخ ، وياحلوه ياصغيره يالي زي السكره ، فارقتينا بدري ليه ، تضحك ، كنت ساسمع مكسوفه مكسوفه منك مكسوفه اني اقولك اني بحبك ، وبدلا من الفرحه حداد ، وبدلا من اغاني الافراح تعديد ونواح وقليله البخث تموت عمة جوزها يوم الفرح ، ياحزنك يارضوي !!!

وضعها علي السرير برقه ، سالها ، ااقيد النور ، رفضت ، وافقها ، احسن نورك كفايه ، مازالت بعباءتها السوداء ، سحب الطرحه السوداء من فوق راسها ، انهمر شعرها الاسود الناعم شلالا حريريا فوق ظهرها ، مد اصابعه برقه وسط خصلاته ، ارتعشت ، ابتسم ، مكسوفه ؟؟ ، لم ترد عليه لكنها مكسوفه للغايه ، تفتح عينها في الظلام تراه امامها مبتسما ، كان نفسي نعمل فرح ، جلس بجوارها واحتض وسطها بذراعه ، ولايهمك ، انا مش فارق معايا ، كفايه انك معايا هنا وفي بيتي ، اقترب منها وقبلها علي خدها ، تارجحت ، مازال يحتضن وسطها بذراعه ، ترتعش كالعصفور الصغير بين يديه ، ارتعاشاتها تثيره ، انت حلوه قوي ، قمر مقمر ، ده انا عفشه ولابسه جلبيه سمرا وحالتي بالبلا ، ده انت قمر والجلبيه السمرا مزوده فوق جمالك حته زياده ، يابت انت قمر في اي حاجه ، احتضنها وصمت ، ارتعشت وارتعتشت ، القاها علي ظهرها و..................... قول لابوها ان كان جعان يتعشي ، قولوا لابوها ان كان جعان يتعشي !!!!!

الاثنين، 22 مارس 2010

الرحيل للحياة !!!



اخيرا اتخذت قراراها الذي حيرها طويلا وتأخر طويلا ... سترحل !!!
لاتعرف مالذي وضعته في حقيبه ملابسها ، جمعت الاشياء بسرعه ، ملابس اوراق صور قديمه كتب تحبها عرائسها القديمه اطار مكسور فرشه شعرها زجاجات عطر فارغه شريط كاسيت ، هكذا تصورت ، جمعت كل اشياءها التي تحبها والتي لاتعيش بدونها ، القتها في الحقيبه وصرخت بصوت عالي حاد حاسم ،اخيرا سارحل ، انا لااهددكم ، سارحل فعلا ، صدقوني لااهددكم ، ساهرب من اسركم و ساتحرر !!! صمت يحيطها ، لاتنتظر ردا ولا ياتيها مالا تنتظره ، لا مفاجئات تدهشها هذه هي عادتهم يحاصروها بالصمت !!!

تراجع اشياءها ، تلك الدميه احضرتها امي ، ذلك الفستان خرجت به يوم نجاحي ، زجاجه العطر الفارغه كانت لجدتي واحتفظت بها تحمل رائحه جدتي علي فوهتها وبدنها ، اغنيه عبد الحليم مداح القمر التي اهداها لي شاب لم احبه يغازلني بكلماتها فاحتفظت بالشريط ونسيت الشاب ، احب قصه الحب الرومانسيه التي قراتها خلسه من خلف ظهر امي واحتفظت بالكتاب حتي بليت اوراقه ، فرشه شعري المرسوم عليها ارنب كنت اصفف بها شعري وانا في السنه الاولي من عمري ، هكذا قالت امي ، الاطار المكسور لصوره ابي رحمه الله ، مات وتركني يتيمه ثم ضاعت صورته ولم يبقي من اثره الا ذلك الاطار المكسور ، هذا بالطو التدبير المنزلي وهذا الفستان المرزكش رقصت به امام الناظره وتلك الجونله البيضاء كان لها قميص قطني ابيض كنت العب بهم التنس ، هذه الدبه احضرتها لي صديقتي التي سافرت للخارج ولم تعد ، هي رحلت والدبه الحمراء بقيت تؤكد وجود صديقتي القديمه كانسانه عاشت معي ورحلت وليس مجرد وهم مثل كل الاوهام التي اعيشها ، هذا الفستان العاري كنت ارتديه علي البحر يوم قبلني الشاب الاسمر وقت الغروب ، هذه القبعه ارتديتها في اسوان حين سطعت شمسها حاميه فوق راسي ، هذا المعطف لجدتي اخذته من امي واحتفظت به ذكري دافئه لسيده حنونه كنت احبها ، هذا قرط امي وعقدها العقيق منحتهما لي ليبعدا عن قلبي وروحي الضيق ، هذه دميتي اشتريتها بنفسي حين اصطحبني ابي وانا صغيره لمحل اللعب في عيد الاضحي ، هذا بلوفر صوفي اشتغلته لي خالتي وزينته بالشموس الذهبيه فوق كتفه ولم ارتديه ابدا لكني احتفظت بشموس خالتي تسطع في دولابي ، هذا الدفتر كتبت منه خطابات الغرام التي لم ارسلها ، لم انسي شيئا ، كل اشيائي المحببه جمعتها وساخذها معي حين اهرب ، كل شيء صار معدا للهروب !!!!


ساهرب ، اخيرا ساهرب ، اعلنها بوضوح ، ساهرب ، مهما قلتم لن تثنوني عن قراري الاخير ، لاشيء يجمعني بكم ، هي حياه جبريه مللت منها ، ساهرب و اذا حاولتم منعي ساقتل نفسي ، نعم بوضوح ساقتل نفسي ، لن تفلحوا في ابقائي ثانيه اسيره هذه الحياه مره اخري ، ساهرب ساهرب !!!! صمت يحيطها وصدي صوتها يتردد في في المكان ، ولااحد يرد عليها وهي هادئه مصممه علي قرارها ولاتكترث بالصمت ، فالصمت ذاته احد اسباب قراراها الاخير !!!!


تحدق في حقيبتها ، هل هي حقيبه ملابس ، بؤجه ، شنطه بلاستيك ، شوال خيش ، لاتعرف بالضبط ، هي شيء القت فيه باشياءها ، لاتكترث ، بشكل ذلك الشيء ، المهم انه يحتوي اشياءها ، لو منعوها من الفرار باشياءها ، لن تبقي بجوار تلك الاشياء التافهه ، لن تضيع عمرها للحفاظ عليهم ، لو منعوها من الفرار باشياءها ستتركها لهم ، وتفر !!!!
ساترك لكم كل الذكريات وارحل ، ساحمل اشيائي في قلبي وعقلي ، صورها الاحساس بيها رائحتها ملمسمها كل السعاده التي منحتها لي واتركها لكم تقتلوها بالصمت ، لن اكترث ، ساختطف من الاشياء عبيرها الجميل واتركها لكم ابدان بلا ذكري بلا معني وافر هاربه !!!

هل سيجبروني علي ترك اشيائي المحببه والرحيل خاويه الوفاض ، تبتسم ساخره من تعنتهم معها ، لكنها وضعت خطه محكمه لفرارها لن يعطلها شيء ، ستفر باشياءها او بدونها ، حتي لو اخذوا ملابسها ، ستفر بلا شيء ، ستخلع ملابسها وتتركها لهم وتفر عاريه مثلما ولدتها امها ، ستترك كل شيء خلفها ، لاتحتاج الا روحها التي تملكها وجسدها الذي يحتويها وارادتها ، هذا فقط ماتحتاجه لتفر !!!! اعجبتها الفكره!!! ستفر عاريه ، خفيفه حره منطلقه بلا اثقال علي جسدها !!!
اعجبتها الفكره اكثر ، ستترك اشياءها خلفها ، تذكار لهم علي وجودها الذي كان ولم يعد ، ستخلع ملابسها وتفر عارية ، ستفك جدائلها الطويله ، ستجري في الشوارع المزدحمه بشعرها الطويل حر منطلق ، بجسدها العاري ، سيرتج ثدياها وهي تجري ، لن تكترث ، سيلسع الاسفلت الساخن بطن قدميها ، لن تهتم ، سيطير شعرها الاشعث علي وجهها ، لا تعبأ ، ستفر عاريه ، ستجري حره الروح حره الجسد حره القرار !!!!

احست ان ملابسها كفن يقبض علي روحها ، ملابسها كفن ترتديه ميتة وهي لن تكون ميته مره اخري ، ستعود للحياه بارادتها ، لن تبقي ميته في مقبرتهم ، ستخلع الكفن وتتحمم من رائحه العطور النفاذه التي خنقوها بها ، ستفك شعرها الطويل المحروم من الشمس والهواء مثلها وتطلقه حرا طليقا كروحها التي كفرت بالقيود وبالحياة ، تصرخ وهي تضحك ... سافر منكم واهرب ، لن اراكم ثانيه ، لن تروني مره اخري ، انسوني ولاتبحثوا عني ، اعتبروني مت وانتهي الامر ، ماذا ستفعلون وقت اموت ، هل ستنجحوا مهما بلغت قوتكم وسطوتكم باعادتي للحياه ، لا لن تنجحوا ، اذن وقت افر ساكون مت ، تستطيعوا ارتداء ملابس الحداد وقتها ولن اغضب منكم ، ابكوا لو شئتم ، نعم ماتت عزيزه عليكم ، ابكوها وارتدوا ملابس الحداد ، يمكنكم ايضا اقامه سرادق كبير لاستقبال العزاء ، يمكنكم استقبال المعزين والبكاء في احضانهم ، ابكوا بحرقه الم تمت عزيزه عليكم ، هذا هو معني هروبي بالنسبه لكم ، كان معنا عزيزه وماتت !!!!

صمت يحيطها ، تضحك بصوت عالي ، تعجبها الفكره ، صدقوني ، وقت تبكوا علي ساحزن عليكم ، ساحزن انكم حزاني لهذا الحد ، ساحزن عليكم وعلي حزنكم لكني ساكون سعيده ، في منتهي السعاده لاني تحررت منكم ، ساحزن عليكم وافرح لنفسي ..
تهيم مع خيالها ، تلمح علي وجهها المرهق ابتسامه سعاده وهي فاره بعيدا عنهم ، تسعدها ابتسامتها ، تلمح دموع وهم علي وجوههم ، تسعدها دموعهم ، تلوح لهم وتستعد للرحيل ، سافتح الباب ، ساتسلل منه ، ساخرج بسرعه ، لن اغلقه ، سابقيه مفتوحا حتي لايسمعوا صوت فراري ، تعجبها فكره تسللها ، تلمح الدهشه والغضب علي وجوههم وقت يكتشفوا فرارها ، تسعدها ملامحهم المرتبكه ، تقرر ، لن اخذ شيئا معي ، ساترك الاشياء خلف ظهري ، سافر حره خفيفه ، ساتخفف من اثقالي التي قصمت وسطي سنوات طويله ، نعم ساترك الاشياء التي احبها ، وقتما افر ساصنع حاضر جديد باشياءه الجديده ، ساترك التاريخ القديم مع الاشياء القديمه اسير سطوتهم ، سافر حره بلا اشياء بلا تاريخ وساصنع حاضر جديد واقتني اشياء جديده تسعدني !!!!

ستخلع ملابسها وتتركها لهم ، ملابسها تحمل رائحتهم رائحه غضبها منهم رائحه قهرها بوجودهم رائحه صمتهم ، ستترك ملابسها وتتحمم بماء الورد تغسل جسدها وروحها وتجري ، تفكر هل تكرههم لهذا الحد ، ترتبك من سؤالها ، لا لا تكرههم لهذا الحد ولا اي حد ، لاتكرههم اساسا ، هي تحبهم ، لكن حبهم يوجعها ، حبهم يخنقها ، يقيدها اسيره عالمهم الكريه ، نعم هي تكره عالمهم مثلما يكرهها ، غريبه هي وسط ذلك العالم ، غريبه وحيده لااحد يفهمها ، هي لاتكرههم لكن حبهم يخنقها وقد تعايشت طويلا مع الاختناق والاغتراب والوحده ، لكنها ارهقت جدا ، ارهقت من حصار الصمت الذي يحيطها ، سالت نفسها مرات هل هي خرساء ، هل تلاشت احبالها الصوتية ، هل ابتلعت لسانها ، لماذا هي دائما صامته ، هل نسيت الكلام ، هل تعرف لغه لايعرفوها وهم يتحدثوا لغه لاتفهمها ، لماذا يحاصروها بالصمت الموجع ، تتمني تحكي لهم احاسيسها لكنهم لايسمعون ، انتبهت ، هل يحيطها الاصماء ممن يعجزون عن سماعها ، هل هذه هي المشكله ، انهم اصماء ، ام هي خرساء ، ام هي خرساء وهم اصماء ، ومشكلتهم معا ستظل ابديه ، لاتعرف المشكله بالضبط ولم تعد تكترث بها ، ستحل المشكله بطريقتها ، هذا العالم يخنقها واصحابه يخنقوها اكثر ، حاصروها بالصمت ، ستفر منهم ومن الصمت وتحرر !!!


ساسير عاريه في الشوارع المزدحمه ، ساحكي للبشر حواديتي ، ساخبرهم عن قصصي ، عن مشاعري عن احاسيسي ، ربما اغني معهم ، سنضحك معا ، ساسير عاريه في الشوارع حره انا وشعري وروحي !!!! تصرخ ، اخيرا ساتحرر من عالمكم ، من الصمت الذي تقتلوني به ، ساتحرر من وجودكم ، هل سالتوني مره عن مشاعري عن رغباتي ، لو كنت سالتوني عن مشاعري كنت ساغير وجهه نظري فيكم ، كنت ساراجع نفسي ، ربما كنت ساقرر ابقي معكم ، ربما كنت ساتخلي عن فكره الفرار والحريه ، لكنكم ابدا لم تسالوني ، امر واقع حياتي معكم ووجودكم معي امر واقع ، هكذا تعتبروها وتعتبروني ، وانا كرهت الامر الواقع وكرهتكم ، لا لم اكرهكم بحق ، لكني الان اكرهكم ، ربما بعدما افر سافتقدكم ، ساتذكر حياتي معكم ، ربما سافتقد حياتي وسطكم ، ربما ، وربما سانساكم تماما ، ربما وقت افر من حياتكم ، سانساكم تماما ، اعتقد هذا ، اعتقد اني سانساكم تماما ، حتي لايوجعني افتقادكم ، تصوروا ، رغم كل ماحدث ، سافتقدكم ، ستوحشوني ، لكن الصمت الذي تحاصروني به سينسيني وجودكم ، احياء انتم ام اموات ، احيان صامتين ام اموات عاجزين عن الكلام ، لا لن اشغل نفسي بكم ، لن ابحث عن حالتكم ، سافكر فقط في حالتي ، انا الاسيرة التي ضاقت بالاسر ، انا المحتجزه التي ضجرت من الاحتجاز ، كرهت الصمت ، سافر ابحث عن اخرين اعيش معهم ووسطهم لايحاصروني بالصمت مثلما تفعلوا مثلما فعلتم !!!!

الصمت يحيطها ولااحد يرد عليها .... تركت اشياءها المحببه ، خلعت ملابسها ، فكت جدائها ، فتحت الباب برفق وتسللت هاربه ، نظرت خلفها ، لم ينتبهوا لفرارها ، حين ينتبهوا ستكون بعيده جدا ، لن يلحقوا بها ، لن يفلحوا في اعادتها للاسر ، اختارت منتصف الليل وقتا للفرار ، جميعهم نائمين ، معظمهم نائمين ، وبقيتهم خدر الاعصاب لا ينتبه لوجودها في تلك اللحظه ولم ينتبه لفرارها فيها !!!

سارت في الشوارع عاريه البدن طليقه الروح سعيده الوجدان ، اخيرا تحررت من قبضتهم من اسرهم من عالمهم الصامت !!!! ابتسمت وفرت بعيدا بعيدا بعيدا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

بيب .... بيب ..... بيب ..... بيب ......
هذا الصوت سمعته الابنه حين دخلت صباحا علي امها في حجرتها في المستشفي ...
صوت رتيب يخرج من الشاشه التي محيت كل الارقام من عليها ولم يبقي الا اصفارا متراصه لاتعني اي شيء ..


بيب .... بيب ..... بيب ..... بيب ......

صرخت الابنه ... امسكت ذراع امها البارد والقته فتهاوي ..
صرخت اكثر ، دخل الطبيب مسرعا للحجره ، طنت الشاشه في اذنه ففهم كل ماحدث ....
رحلت الام عن هذا العالم ...

بيب .... بيب ..... بيب ..... بيب ......
بعد غيبوبه طويله وموت اكلينيكي طويل ... رحلت الام ...
لم يحتاج يمسك ذراعها ولا يبحث عن نبضات قلبها ، يفهم جيدا لون بشرتها وشحوب ملامحها ويعرف جيدا رائحه الموت التي خيمت علي الغرفه واحتلها ...
كاد الطبيب يبكي ، كان يحب مريضته التي اسرت في غيبوبتها طويلا ، كان يحبها رغم عجزه عن علاجها ، مرات كثيره كادت ترحل لكنه انقذها من الموت ، اكثر من مره توقف قلبها فضربه بكهرباه الطبيه فعادت اليه الدقات والحياه ، كاد يلوم نفسه لانه لم يسهر معها ليلتها الاخيره في الحياه ، كاد يلوم نفسه انه غادرها في تلك الليله ، ربما لو كان معها مارحلت !!!

تراقبه الروح الحره الطليقه التي هربت من اسرها عاريه بلا ملابس وتبتسم ، تكاد تهمس في اذنه لا تلوم نفسك ، لقد اسديت لي بغيابك خدمه جليله ، منحتي فرصه الفرار من الاسر الطويل الذي خنقني وخنق روحي !!!

بيب .... بيب ..... بيب ..... بيب ......
مازالت الابنه تبكي ..... رحلت الام عن الحياه .... اخذها زوجها في حضنه يطبطب عليها ، تبكي بقوه وبصوت عالي ، همس في اذنها ، ارتاحت ، لايعجبها حديثه ، كادت تفر من حضنه ، قبض عليها بحنان وحسم بين ذراعيه ، طنط في غيبوبه بقالها شهور ، حالتها ميئوس منها وانت عارفه ، كده اكرم لها ، تبكي الابنه بصوت اعلي ، تعرف ان امها في غيبوبه منذ شهور طويله ، تعرف انها لم تستجب لكل العلاجات التي منحت لها ، تعرف انها لن تشفي ولن تتحسن ، لكنها كانت تتمناها تبقي معها ولاترحل !!! همست لزوجها ، كنت محتاجاها معايا حتي وهي كده !!! همس الزوج بصوت خفيض في اذنها ودموعه تسيل علي وجنته ، انت كنت عايزاها تفضل كده ، طب وهي كانت عايزه ايه !!!! ابتسمت الروح الحره الطليقه التي هربت من اسرها عاريه بلا ملابس ، ابتسمت سعيده ، طوال عمرها تحب زوج ابنتها تحسه ذكي حساس يعرف مشاعرها طيله الوقت دون احتياج لشرح منها !!!

مازالت الابنه تبكي ومازالت الروح الحره الطليقه التي هربت من الاسر مبتسمه سعيده !!!
اخيرا بعد غيبوبه طويله واسر طويل في الصمت ، اخيرا تحررت وتلاشي الصمت ، فاهي تسمع نحيب ابنتها وقرأن المأتم وصوت العصافير ، اخيرا تلاشي الصمت التي كرهته طويلا وكرهت حياتها ورفضت الاستمرار فيها بسببه ، اخيرا فرت وتحررت وستعيش حياتها مثل كل الارواح بلا صمت ، اخيرا رحلت للحياه بعد موتها الاجباري الطويل !!!!


الأربعاء، 17 مارس 2010

المجذوب وصاحبة القلبين !!!!



ولدت غريبه جدا ....... بقلبين !!!!!!!!!!!!!
تعجب الطبيب وقت اكتشف معجزتي ، لم يصدق ، وضع سماعته البارده علي صدري الدافء وانا استقبل الحياه في لحظاتي الاولي ، سمع دقات كثيره تعجب لها ، لايوجد في الطب معجزه القلبين ، لكني بميلادي اخترعت معجزه سجلت في الكتب باسمي ، انا الطفله الصغيره التي لم يكن لها اسم بعد ، حدق الطبيب في وجه امي وواساها ، ابنتك بقلبين ، سترهقك اكثر مما تتصوري ، لم تفهم امي ماقاله الطبيب لكنها تحب الوليده الصغيره تحبها علي حالها ، همست زياده الخير خيرين ، قطب الطبيب جبينه وادرك انها لم تفهمه ، ابنتك بقلبين ، سترهقك ، عواطفها ستفيض كانها الطوفان ، لن تقوي علي كبح جماح عواطفها ، سترهقك جدا ، تصورته امي يتحدث عن مرض ، لكنه طمأنها ، ليست مريضه لكن عواطفها ستقتلها ، ابتسمت امي وهمست ، الاعمار بيد الله ، واحتضنتي وارضعتني من ثديها اول قطرات الحنان التي عرفتها في حياتي ونسيت الامر ....

لم اشكو من علة ، طوال طفولتي لم اشكو من علة ، نعم في بعض الاحيان كنت احس مشاعر متناقضه ، لكني كنت اصغر من الفهم احب هذا الطفل حبا جما واكره الاخر ، كنت اتعجب من تناقض مشاعري ، لم اكن اعرف طبعا اني معجزه بقلبين ، لكن احاسيسي اوصلتني لفهم المعجزه دون شرح ، فسرعان ماعرفت ان في صدري وتحت ضلوعي منبعين للمشاعر ، اولهما يفيض حبا وحنان وثانيهما يفيض كرها وحنقا ، الاول يضخ فرحه في جسدي والثاني يضخ سم ، الاول يبعثر محبتي علي الجميع ويناديهم احبوني والثاني يمزق الاخرين بوحشه مشاعره وكراهيته السوداء وينفر الناس من الاقتراب مني ، سرعان ماعرفت معجزتي دون شرح ، لكن امي نهرتني بشده وقت صارحتها بمشاعري ، كانها خافت علي ، كانها تذكرت نبؤءه الطبيب بارهاقي لها ، نهرتني واكدت لي اني طبيعيه مائه بالمائه مثل كل الاطفال ، وعندما شرحت لها تناقض مشاعري ، كذبت علي وخدعتني وقالت لي ان قلبي مثل كل القلوب مقسوم لنصفين ، احدهما ابيض والاخر اسود ، احدهما يعرف الحب والاخر يعاني من الكراهيه ، ونصحتني الا اخضع للنصف الاسود واسلم نفسي وروحي للنصف الابيض ، لااعرف من اين اتت امي بتلك الكذبه البارعه التي انطلت علي طويلا ...

عجبا لقلبيي ، احدهما يضخ حبا والاخر ينفث كرها !!! كانهما وجهين لعمله معدنيه ، ملك وكتابه ، احدهما ملك ينفث كراهيه والاخر كتابه يضخ حبا !!! في الحلم جائني الطبيب اخبرني ، انت لاتملكي نصفين ، انت تملكي قلبين ، تبعثر الحياه نبضاتهما ، حتي ياتيك مجذوب يوحد دقات قلبيك ويوحدهما ، شرح لي الطبيب ان قلبيي سينفجرا من شده الحب وقتما يجدا الانسان الذي يستحق الحب بالقلبين معا ، كان الطبيب مشفقا علي من لحظه الانفجار العاطفي التي ستجتاحني ، مشفقا علي وعلي ذلك الرجل المجذوب الذي سيوقعه حظه العثر في حب انثي بقلبين!!! واستيقظت من النوم لا اصدق الطبيب واصدق امي !!!

في مراهقتي ، تعبت بشده من تناقض مشاعري ، احببت شابا غازلته بكل اندفاع المراهقه وهرموناتها ، اقبلت عليه كانه نظرته ستمنحني حياه طويله سعيده ، لم يكترث بغزلي لم يعبأ بمشاعري لم يبادلي الاعجاب والحب ، حتي هنا كنت اعامله من النصف الابيض ، حسب نظريه امي ، لكن لامبالاته وعدم اكتراثه اتعباني ، فنقلت مشاعري للنصف الاسود ، كرهته حنقت عليه تمنيت موته بلا غضاضه ولا تاثر ، كرهته واوصلت له مشاعر الكراهيه كالدبابيس توخزه ، النصف الاسود نجح اكثر من النصف الابيض ، النصف الابيض الفاشل الحنون لم يجلب لي السعاده ، لكن النصف الاسود الموحش الكئيب منحني الراحه وقت كره الشاب التافه التي تملا حبوب الشباب وجه ، منحني الراحه حين تلظي الشاب بكراهيتي ، شاهدها في عيني في رائحه انفاسي في انقباضات معدتي وقت سماع صوته ، تلظي الشاب بكراهيتي حتي اشفقت عليه من النصف الاسود وتصرفاته السخيفه ، اشفقت عليه بل وبكيت ايضا ، حين قابلني شاب طيب صدفه في النادي ، وقتها يبدو ان نصفي الاسود كان نائما او فاقد الوعي ، حين قابلته احسسته طيب وكدت احتضنه ، تعجب من نظرتي ، افصح لي عن عجزه عن التعامل معي ، اعترف لي باعجابه لكنه بسرعه شرح لي انه اعجاب لم يطل ، لاني اعجبته وقبل يصارحني باعجابه شاهد مني وجه اخر لم يفهمه ، وجه شرس عدواني ، اعترف لي انه خاف مني ، ان الكراهيه التي كانت تقفز من عيني اربكته ، سالني ، انت مين فيهم البنت الطيبه ام قلب حينين ، ام البنت الشريره ام قلب اسود ، هل اشتعل وجهي خجلا وارتباكا وقتها ، احسسه عرف سري ، احسسته عرف ان قلبي مقسوم لنصفين ، ابيض واسود ، حسبما قالت لي امي ، ابتسمت خفره ، كان طيب وكنت طيبه ، قلت له انا البنت الطيبه ام قلب حنين ، قبلني قبله خاطفه علي وجنتي واسرع بعيدا ، كانه صدقني للحظه لكنه خاف من اللحظه القادمه التي ستاتي لايثق في الوجه الذي سيراه مني !!!

النصف الاسود ياامي يفسد كل طيبات النصف الابيض ، النصف الاسود ياامي يكره الناس ويتصيد اخطائهم يتربص بهم ، النصف الابيض عاجز عن التعايش معه ، يقدم حبا وحنان يمحوه كراهيه وقسوه النصف الاسود ، كنت اشكو لها همي وانا ابكي ، مثقله بنصفي قلبي ، ذلك الاختراع الوهمي الذي اخترعته امي لي لتداري علي سر المعجزه التي اعيش فيها وبها ، حاولت امي تطيب خاطري لكن حالتي العصبيه المتوتره خوفتها مني ، شرحت لي ، قدرك تعيشي اسيره النصفين ، تجاهلي الاسود مااستطعت وتعايشي بالابيض قدر ماتقوي !!

زارني الطبيب ثانيه في الحلم ، نصحني لاابعثر مشاعري علي الشباب المراهق الذي يزركش وجهه حبوب الشباب ، نصحني البحث عن رجل ياسرني ، اقع في غرامه ، فيضخ الحب من قلبييي لقلبه ، يضخ الغرام مع الدم فياضا !!! كدت اساله وكيف اعثر عليه ، لكني استيقظت مشتاقه لحب ذلك الرجل الذي سيئلم نصفي علي بعضهما ويصالحهما علي بعضهما ويتوحد قلبي !!! كنت غبيه لااصدق الطبيب الذي يطاردني في احلامي يكشف سري الذي اخبئته امي ومازالت تخبئه ، كنت لااصدقه واصدق امي !!!

مازلت لااعرف ان تحت ضلوعي قلبين ، لكني اعرف بل اوقن اني لست طبيعيه !!!!
مرت طفولتي بسلام ومراهقتي باقل مشاكل ودخلت مرحله الشباب ، احلم بالحب والرقص والانطلاق ، وتحت اضلعي دقات كثيره اتصورها انفعالا وهي ضخات قلوبي في جسدي !!!هل ساعثر علي الرجل الذي يوحد النصفين !!!!

عاتبت امي ، كبرت علي الاوهام وانت تقولي لي خرافات لااصدقها ، اشرحي لي حقيقه الحال ، خافت علي من الصدمه ، لكي قلبين !!! هل صدمت لااتذكر لاني فقدت الوعي ، هههههههههههههههههه ، فقدت الوعي ، وبسرعه استرددته ، قلبين ؟؟؟ نعم قلبين !!!! قالتها امي بكل اسي ، ضحكت معها اسالها ، يعني اقدر احب اتنين ، كل واحد في قلب !!! لم تضحك امي علي دعاباتي السخيفه ، مازالت تذكر نبوءه الطبيب ، تخاف علي الارهاق ، تخاف علي نفسها من الارهاق ، حافظي علي مشاعرك !!! لم افهم ، ستفيض وترتبكي ، حافظي عليها ، لاتمنحيها الا لمن يستحقها ، لانه حين يستحقها ستفيضي عليك من نفسك بما لم يتصوره ابدا !! هززت راسي اوافقها لكني في الحقيقه لم اوافقها ، اتمني رجلا افيض عليه بمشاعري ، لن احافظ علي نفسي ، سارهقها معي ، نبحث انا وهي عن رجل يستحق حب القلبين !!!!

عندي قلبين ، كدت اهمس للرجال اغريهم بحبي ، عندي قلبين ، حين احب سيفيضا علي الحبيب بما لم يعرفه ولا يدركه اي حبيب اخر ، عندي قلبين ، اما اسطوره النصفين الابيض والاسود التي خدعتني بها امي فهي ليست صحيحه ، قلبي مجازا ساقول قلبي وانا اتحدث عن القلبيين ، قلبي لم ينقسم ابيض و اسود ، قلبي اثنين ، يملك كل مهما مشاعره وعواطفه واحاسيسه ، من هذا المحب الذي سيسرق القلبين وينهل من عواطفهما الكثير والكثير .... عندي قلبين !!!!
وقابلت رجال كثر ، لكن اي منهم لم يوحد نصفي قلبي فلم اصدق حبه ، فالحب الحقيقي الذي سيجتاحني سيوحد نصفي قلبي او يوحد قلبيي ويسعدني !! اين انت ياموحد القلبين !!!

حكيت الموضوع لصديقتي ، ففزعت ، انهارت في البكاء ، لم افهم سبب حزنها ، همست ، كانك ياصديقتي ابنه الوعد المعذب ، فقلب واحد يشقينا مابال قلبين ، كانك ياصديقتي ستواجهين الوجع مرتين والالم مرتين والعذاب مرتين !!!! لم افهم ابدا سر حزنها ، هل صار الحب لعنه والغرام هم والعشق وجع حتي نرغب في الفرار منهم ووأدهم ، هزت راسها بين الدموع ووافقتني ، صارحتني ، كم تمنيت انزع قلبي الموجوع باحزانه واقذفه بعيدا ، كم تمنيت احرره من حب عذبني ولم افلح ، فمبالك انت بقلبين ، حين يحتلهما الحب ستمرضين ستوهنين ، قلبين يحتلا بالحب في جسد واحد مهما قوي ضعيف وحزمه اعصاب واحده مهما تحملت لن تتحمل !!! وانهارت في البكاء اكثر واكثر !!!

زارني الطبيب في الحلم ، يقبض بصوابعه العشر علي جسد وليده لم تاخذ نفسها الاول ، جسدها شفاف ، تحت ضلوعها قلبين منيرين ، تراهم بعينك ، ينتفضا تحت ضلوعها الصغيره ، قلبين ورديين دافئين ، ابتسم وشرح لي ، روحك شفافه كجسدها وقلبيك دافئين ككقلبها ، سالته وكيف ستعيش ، سخر مني ، لست ساحرا ولا مشعوذا ولا كاذب ، لااعرف كيف ستعيش ، لكنها لو احبت نبض القلبين بالفرحه ولو لم تحب ماتا وهي معهما ، فالتي يرزقها ربها بقلبين ، يسخرها للحب ، كدت اساله وكيف ستحب ياطبيبي ، لكنه دثر جسد الوليده في غطاء وردي لون قلبيها واعطاني ظهره ورحل من الحلم وتركها لي في حضني ، فدوت الاربعه قلوب بنبضات قويه ايقظني صوتها من النوم !!!

الحب احتلال اتمناه !!! احتلال ابحث عنه واسعي له ، والا مالذي سافعله بالهديه الالهيه التي منحها لي الكريم ، قلبين يضخا حبا ينتظرا احتلال محبب وجيوش غازيه لن يطالبا ابدا بجلائها !!!! الحب احتلال اتمناه وابحث عنه !!! افحص الوجوه ، لا افحص القلوب ، الارواح ، النفوس ، الايماءات ، ابحث عن رساله تصلني من رجل يبحث عني ، تائه محتار ، رساله تصلني من اشتياقه من احتياجه من عذابه ، رجل سار في الطرقات كالمجذوب يهذي باسمي ، يناديني ، لايعرفني لكنه يناديني ، ابحث عنه ، بين الاوجه المتعبه ، الملامح المرهقه ، الارواح المعذبه ، النفوس التعبه ، ابحث عنه ، اين انت يامن ستحتلني بترحيبي ، اين انت يامن سافتح لك البوابات واهدم لك الاسوار ، اين انت يامن ساسلمه مفاتيح مدينتي وقلعتي وقلبي ، لا قلبيي ، اين انت يامن سامنحه رايات وفرحتي ونبضات قلبيي !!!!

مازلت اسير في طرقات الحياه ودروبها اتعارك معها ، تحاول تقهرني فاقهرها تحاول تكسرني فاداوي نفسي تحاول تميتني لكن حياتي لم تسقط اخر ورقاتها بعد ، مازلت اسير في طرقات الحياه ، اشاكس الحياه واتمرد عليها ، تكرهني فاحبها ، احبها فتخجل مني وتفر من يدي ، اعيش اياما متشابهه واحلام شاحبه بلا وهج بلا بريق ، احلام متشابهه ، كاني احلم نائمه فوق الصفحه البيضاء فلاتظهر لي الا جزئياتها البيضاء شاحبه عليله بلا رسومات بلا نقوشات بلا حيويه بلا حياه ، ايامي واحلامي متشابهه ودقات قلبيي توهن وتضعف ، المجذوب الذي ابحث عنه لم ياتي وقلبيي يقتلهما الجفاء الخواء الصمت الكريهه !!!!

انام استجدي الطبيب ينقذني في الحلم فلا ياتي ، اسير في الطرقات ابحث عن المجذوب ينقذني في الواقع فلا ياتي ، وقلبيي يوخزاني شوقا لعاطفه جارفه عجزت عن منحها لهما !!!
حتي ذلك اليوم ......

كنت اقود سيارتي ، نصف خدره ، ربما الحر ، ربما الارهاق ، ربما لاني كنت ابحث عن المجذوب في الشوارع ولم اجده ، اقود نصف خدره ، اسمع اغنيه ممله في راديو السياره ، وفجأ ، ارتطمت بسياره امامي ، لااعرف كيف حدث ماحدث ، كاني خطفت من الحياه ثانيه وعدت اليها ، ارتطمت بسياره امامي ، فرملت بقوه ، لكن صوت الزجاج المهشم من السياره الاماميه اربكني ، هل دست بنزين ثانيه لااعرف ، كاني مره اخري اختطفت وعدت ، لاهشم السياره التي ارسلها قدرها في طريقي ، فتحت باب السياره وقفزت منها ، صوب السياره المهشمه ، جريت لاعتذر ، فتح باب السياره ، نزل منها رجل متوتر ، صوت عالي يستعد لمشاجره عنيفه ، تواجهنا ، كلانا يصرخ لايسمع احدنا الاخر ، انا اسفه اسفه جدا ، .............. صمت طويل .... هل نسينا الحادثه ، لا لقد نسينا انفسنا ، نظرته اربكت القلبين ، تناقضت دقاتهما ، ايقاع روحي ارتبك ، هي مجرد نظره واحده ، لم نحتاج اكثر منها ليتغير كل شيء في الوجود !!!! نظره واحد ليتوحد القلبين المشتاقين للحب في قلب يبحث عنه !!! مجرد نظره واحده غيرت كل شيء في حياتنا !!!

ماذا حدث بعد هذا ، لااذكر ، فعلا لااذكر ، نحن نجلس امام بعضنا علي منضده في ركن هادي علي النيل ، اين سيارتي ، مالذي حدث لسيارته ، لااعرف ، ولااظنه يكترث !!!! مازال ايقاع روحي مضطرب ، دقات القلبين تتسارع تتباطيء تتنافر تتوحد ، الدم في جسدي يلف بسرعه ، اتوهج ، كاني اقف علي اسلاك الضغط العالي ، اختلس لعينيه نظره ، اطمئن له ، يحدق في ، احسه مطئمن لي ، اشرب رشفه ماء واعتذر له عن الحادث ، يبتسم سعيدا ، لايكترث بالحادث ، لا يكترث به ، ممتن انا لسيارتك التي حطمت سيارتي وقلبي ، اضحك لااصدقه ، لكني اصدقه ، لقد اسر قلبيي ، قدرا قادنا ساقنا في طريق الحادث لنتقابل ، نعم هو المجذوب ، الرجل الذي تلمع عيناه بحب الحياه وكادت تنطفيء لولا عثر علي ، هو المجذوب ، الذي حكم عليه بالغرام قدرا ابديا وكاد ييأس لم يجد قدره ، عاش معلقا من اطراف اعصابه في شجره جدباء ينتظر رواء يحيها ويحيه ، هو سعيد الحظ بطوفاني تعيس الحظ بفيضاني ، هو الرجل الوحيد في الحياه الذي كتب عليه يحب امرأه بقلبين ، ااممهما لصالحه وحدهما دقاتهما ضرباتهما دفقاتهما ، جميعا لصالحه ، له فقط !!! وتوحد القلبين ونسيت قصتهما وعشت قصتي كمثل كل البشر بقلب واحد ، يضخ مشاعره قويه فياضه لقلب اخر يضخ وبمنتهي القوه والحماس غرامه لي !!!!

مازلنا نجلس متقابلين ، القهوه تصب وتبرد وتتغير ونحن لانلمس فناجينها ، يذوب الثلج في اكواب العصير بوهج نظراتنا ، نحتوي بعضنا نسرق ارواحنا من عالم لم يفهمنا ، عرفني بنفسه ، كدت اقاطعه ، اعرفك ، انت المجذوب ، عرفته بنفسي قاطعني ، لاتحكي لي مااعرفه ، هل لاحظ نظره الدهشه علي وجهي ، نعم لاحظها ، تصورني متعجبه من ادعاءاته بمعرفتي ، لم يفهم سر اندهاشي ، انا ايضا اعرفك ، هذا ماادهشني ، انت تعرفني وانا اعرفك ، هل قبض علي اصابعي ، هل اضطربت دقات قلبيي بين اصابعه ، هل باح بحبه ، لااعرف ، لكني صدقت كل ماقاله ، قال لي انه لايفهم مايحدث ، وانا ايضا لاافهم ، سعيد بلقائي ، وانا ايضا ، ممتن للحادثه التي جمعته بنصفه التائهه ، ممتنه للثانيه التي اختطفني خارج الزمان والمكان والحقيقه والوجود والقت بي علي عتبه بوابته ، ففتحها برحابه وادخلني ، وبين جدرانه عثرت علي مقعد كبير ، عليه اسمي ، مقعد خصصه الزمان لي وكدت اياس الا اعثر عليه فعثرت عليه في حادثه سياره !!!!

عدت لامي تعبه ، لم انطق لكنها فهمتني ، عثرت علي قدرك ، مجذوب غرامك الذي هواك قبل يلقاكي ، هززت راسي فرحه ، اغتمت ، اشفقت علي من عواطفي واشفقت عليه من فياضاني ، سالتني ، تحبيه ، فكرت ولم اجاوبها ، لكن عيناي جاوبتها ، هو الحبيب الذي كنت تنتظريه ، هاانت قابلتيه ، هل سيحافظ عليك ؟؟؟؟ كدت اقسم لها اني التي ستحافظ عليه ، فهمتني وابتسمت وصمتت !!!!

مالذي جري بعدها ..... ابتلعتني الدوامه داهمه الطوفان ، عشنا حب بلا امل ، نعم بلا امل ، اوراقه الرسميه مسروقه باسم اخري ، لم اكترث من قال ان الحب بالامل يمنح طرفيه سعاده ، الحب بالامل يمنح طرفيه اعباء وقيود وواجبات تطرد الحب وتبقي الوحشه شوقا لما كان ولم يعد ، عشنا حب بلا امل ، جننا بالحب ، هل قلت لكم انه احبني بل كان يحبني كالمجانين ، هل قلت لك انه مجذوب بغرامي ، نعم كان هو ذلك الجنون المتوحش بالغرام ، هل قلت لكم انه كتب اسمي علي جدران مدينته ووشم صورتي علي صدره ، هل قلت لكم انه في ليله دافئه جلس تحت نافذتي يغني بين شموع صغيره حولت الارض لسماء بنجوم ساطعه ، هل قلت لكم انه اشتري لي يوما كل زهور المدينه ومزقها وريقه وريقه يسالها تحبني لاتحبني ، وحين تحولت الارض حوله لبحر من اوراق الورد جلس فوق اعلي موجاته يصرخ يناديني ، مجنونه انا ، اقول اشياء لاتحدث ؟؟؟ بل تحدث بين مجذوب وامرأه بقلبين يعيشا حب بلا امل .... كدت اساله يوما هل تحت ضلوعه عشرين قلب يفيضوا بتلك المشاعر الغريبه التي لم يعرفها بشر ، كدت اساله لكني خفت يظنني مجنونه ، لمح سؤالي في عيني وفهم صمتي ، طمئنني ، اعرفك مجنونه ولااخاف جنونك ، هو اجمل مافيك ، انت امرأه استثنائيه بلا رتابه بلا ملل ، اضطربت ، هل عرف سري ، نعم انا امرأه غير عاديه ، لان في جوفي قلبين يصرخا ويتوجعا بحبه ، نعم يتوجعا ، فالحب الصادق العنيف الحميم يوجع كدفقات الالم يسري في البدن يوهنه سما جميلا لايحتاج لترياق ، سما يحيي ولايميت ، لكنه كمثل الادمان يصرخ بالرغبه والاحتياج لجرعات الحب المنتظمه ، كل ثانيه جرعه ، الحنان الحقيقي يبكي ، الشوق الحقيقي يدغدغ العظام يفتتها ويدغدغ المشاعر يحييها ، الغرام الحقيقي لعنه !!! ومازلنا نحب بلا امل!!!

احبه ، بل اعشقه ، لااحبه ، بل هو الحياه التي بغيره لايكون لها وجود ، اراه في كل الوجوه ، المحه في كل العيون ، اشم رائحه عافيته في كل الروائح ، انصت لهمسه في هديل الحمام وتراطم الامواج وحفيف الاشجار ومواء القطط المحبه وصوت انهمار الامطار وهمهمات الزلازل وصراخ المواليد ، هل قلت انه احتلني وعالمي ، احتلني ولم اطالب برحيله ، احلتني ولم اقاومه ، احتلني ولم احاربه ،احتلني فرفعت كل الرايات البيضاء احتفاء باستيطانه لقلبي وروحي ووجداني ، يحبني ، لا بل يهواني ، لايحبني ، بل انا الوجود الذي بغيره لايكون لوجوده وجود ، يراني في عينه المفرطه في عشقها اجمل النساء اعذب الضحكات اشقي النظرات ، يحسني بقلبه الممسوس بالغرام دافئه كلبن الام حنونه كحضنها فياضه كحنانها ، يحتاج لي كامه التي يعشقها ، امه التي ليست من دمه لكنه تسري في دمه ، يشتاق لي بقلبه العليل بالهوي ، حبيبته انا ، المعشوقه التي اسرت رجولته بين اهدابها التي اعتقلت عنفوانه بين ذراعيها التي سرقت احلامه واممتها فلم يحلم الا بها ولها ، المعشوقه التي تقبل عليه فيتمني الموت في حضنها لتحتل روحه بدنها وياسرها بحياته موته ... انه عشق المجذوب بالهوي والانثي ذات القلبين ، مرض عضال ، لاشفاء منه او له ، انه الغرام الذي يسعد ويتعس ، يحيي ويميت ...

ومرت بيننا ايام كثيره ، سعداء متعبين ، عشاق مرهقين ، نقبل ونفر ، نقترب ونبعد ، نبكي ونضحك ونبكي ونبكي ، حبه امرضي ، كنت اشتاق له واشتاق له ، وحين اراه اشتاق له اكثر ، وحين يغيب يوخز بعاده قلبيي فاعتل واشحب ، اضطرب وانهك ، هو رواء روحي وقلبيي ، اتنفسه فتنتظم دقات قلبي ، افتقده فامرض ، تراقبني امي مهمومه ، تتذكر كلمات الطبيب ، عاجزه لاتملك ماتعالجني به ، تتمني لو شقت صدري وقذفت قلبيي بعيدا ، تتمناني حجرا اصم بلا اي ذره قلب فلااحب ولا اتألم ولااسعد ولااشقي ، لكنها لاتملك تحقيق امنياتها ، لقد منحني رحمها قلبا فوق قلبي ، كان كل الهم والوجع والحزن الذي يمنحه القلب الواحد لشقيه لايكفيها فمنحتني قلبا ثان يعذبني اكثر ويوجعني اكثر !!!!!! حبي امرضه ، يطاردني يبحث عني ، ينتظر كلمه تهدهده ، نظره حانيه تضمد جراح روحه ، لمسه تطيب اوجاع نفسه ، يطاردني وحين يلاقيني لايسعد ، فلقاءنا شقاءه ، سيسره ثم يشقيه ، وقت سيمضيه معي يحلق فوق السحاب باجنحه روحي ثم يتركني فيرتطم بالارض ممزق الوجدان مشتاق لايجد داءه ودواءه ، حبي امرضه ، حين يتسلل تحت جلده فرحه ثم وجع والم ، حين يجري في شراينه مع دمه بهجه ثم عذاب ، يتمني يبتلعني في جوفه فلا اعيش الا فيه وبه ، يتمنناي لم اولد للحياه التي لاتمكنه من الاقباض علي ، يتمنناي بقيت في رحم امي وهو معي ، نبقي هناك بلا ميلاد ، نعيش معا اول الحياه واخرها ، مجذوب هو مجنون ، يناديني ولايكف عن الصراخ وحين يعثر علي يصرخ اعلي لانه ساغادره وارحل !!!!

قلبه يعتل بحبي وقلبيي ينهكا بحبه !!!! اشحب فيمرض ، يمرض فاعتل ،اعتل فيتعب ، يتعب فارهق ، ارهق فيبكي ، يبكي فابكي ، نبكي ونبكي حتي نشق في صحراوات الوحشه التي تعتلقنا الف نهر بماء مالح لايروي الصحراء ولايروينا !!! الغرام الحقيقي لعنه !!! ومازلنا نحب بلا امل!!!

في الحلم ياتيني غاضبا هادرا كالبحر الموحش وسط الانواء العاصفه ، ياتيني غاضبا ، يبحث عن شفتاي عن حضني عن انوثتي الي فرت من رجولته ، ياتيني غاضبا متوحشا صارخا ، يتمني ونس الامل الذي قررنا نحب بغيره ، يبحث عن طمأنينه لم تمنحها لها الحياه ، غرباء عشاق تقابلا علي دروب الرحيل ، احبا بلا امل ، تعذبا وفرا ، ومازالا يتعذبا ، ياتيني في الحلم غاضبا يتشاجر معي ويصرخ يستجديني ويصرخ امنحيني كلك واسرقيني كلي ، امنحيني كلك ولاتبخلي علي بنفسك واسرقيني كلي ولاتتركي بعض لغيرك يمزقه ويعذبه ، في الحلم افر منه اختبيء خلف مقعد امي ، لن امنحك الا مامنحته لك ، لن اعطيك ما يفسد حياتك ولن تعطيني مالا تملكه ، لن ااعطيك ماسيقتلنا لو عشنا سعادته ، اختبيء منه خلف مقعد امي ، يصرخ في وجهها ، اتوق للحظه سعاده وسارحب بالموت بعدها ، تساله امي وهي ، هل ستعيش لحظه السعاده وتموت بعدها ، لايكترث وهو يصرخ ، رغباته وحنينه وشوقه للانثي الفاره يقتله كل ثانيه الف مره ، لايكترث بموتي ، يصرخ في وجه امي ، سنعيش لحظه غرام حقيقيه ونموت بعدها ، تلطمه امي علي وجهه ، تطرده من الحلم ، تخاف موتي اكثر من اي شيء في الدنيا ، لاتكترث بسعادته لاتعبا بهنائي لا تقدر عذاباته ، لاتتعاطف مع استجداءه ولا الحاحه ولا شوقه ، تطرده امي من الحلم وتحذره ، لاتعد هنا ثانيه ، لاتنهل كل رحيقها وتتركها تموت ، يتوسل اليها ، اتركيني اختبيء من الوحشه في احلامها ، لاتصغي اليه ، انت تاتي بالوحشه لاحلامها فتستيقظ تعبه مرهقه تحيط بروحها المجهده الهالات السوداء ، ارحل عنها ، ارحل عنها ، ارحل عنها ........................ واستيقظ علي صدي صوتها مدويا صارخا في صمت ليلي ، ارحل عنها !!!!!!!!!!

من الذي كتب السطر الاخير في العشق المجنون بين المجذوب وصاحبه القلبيين الذين توحدا في لقاءها وتبعثرا شظايا في وداعه !!! لم نعرف ، مثلما لم نختار البدايه لم نكتب احرف النهايه ، القدر تلاعب بنا حتي جننا ، تلاعب بنا وانتصر علينا ، القدر تلاعب بنا ، التقينا بلا مبرر وافترقنا بلا مبرر ، لم نختار وقت اللقاء ولم نرتب ميعاد الفراق ، لم يقصد يكون مجذوبا بحبي بعشقي ، لم اقصد اولد بقلبين يرهقاني وقت اعشق ويقتلاني وقت افارق ، السطر الاخير لعشقنا اجتاحنا امامه ، اجتاح اماننا احتياج ارواحنا شوق نفوسنا سعاده لقاءنا ، اجتاحنا امامه ، بعثر سعادتنا ، التقينا مثل كل يوم ، لقاء عادي مشوب باللهفه والشوق ، كنت مرهقه تعبه ، كوابيسه تطاردني وامي لاتكف عن طرده من احلامي ، جائني شاحب عليل ، لاينام الليل هكذا اوضح لي ، يقضي ليله كل يتمناني اسقط اسيره احضانه لكني فاره منه ومن الحلم ، جلسنا متقابلين صامتين ، كان كل الكلمات فرت من لقاءنا وتركت لنا الخرس نصلا بارد يقتل امل نفوسنا ، تلامست اصابعنا عفوا فارتجفنا من البروده ، لحظتها ادركنا ان السطر الاخير للغرام المجنون قد خط وانتهي الامر ، فقط عيوننا بقيت تتكلم وتبوح وتبكي وتشكي ، عيونه تودعني بغلالات رقيقه من القهر لاتسقط علي وجنتيه لكنها تكويني ، تحمل رسالته الاخيره ، احببتك لكنك مستعصيه علي الغرام ، لن يملكك الاجن او ساحر ، يأسر فيضان مشاعرك في مصباح مسحور لايعتقكك ابدا ، احببتك لكنك مستعصيه علي الشوق ، لايضعفك شوقك ولم ترضخي لشوقي ، احببتك بلا عقل فلم يفلح جنوني في الاستحواذ عليك ، قاومتيني ، ارهقتيني ، عذبتيني ، كنت ومازلت مستعدا للبقاء جوارك اتجرع حبك وسمك في ان واحد ، لكن ساعه النهايه دقت وبوابه الرحيل فتحت وامك طردتني من الحلم وانت اغلقت في وجهي باب الحياه !!! مازالت دموع القهر معلقه في عينيه !!! فهمت كل شكواه وعذاباته ، اضطربت شظايا قلبيي تحت اضلعي فارتبك كاني غزوته بحبي الغزوه الاخيره الفاشله ، نظرتي اوجعته ، اطفء الوجع بريقها ، انت الريح التي لايقبض عليها ، قاطعني ، لاانت الريح التي لايقبض عليها ، تجاهلت مقاطعته واكملت بوحي ، انت الاعاصير التي تبعثر وتمزق مهما اختبأت منك او قذفت روحي وسط دواماتك ، انت الغرام المنهك للقلبيين المتعبين ، لاتمنحي كل روحك وتتمني تاسرني في ماتملكه منها ، تمنحي غرامك وجعا لايرتوي ولاتملك نبعا ترويني منه ، جففت الحياه عيونك وتركت لي بقاياها قطرات لاتروي ، هل سترويني بدموعك لكنها مالحه ، هل ستسقي روحي كلماتك ونغماتك نعم هي تسعدني لكنها لاتكفيني ، قلبيي يحتاج للفيضانات وانت رغم كل الحب والغرام والعشق لاتملك الا قطرات من الرحمه تذبح وتوجع وتعذب !!!!

ابتعدت اصابعنا عن صقيع ارواحنا واختبأت بعيدا !!!! الحب بلا امل عذاب !!! والحب بالامل الكاذب عذاب !!! وافترقنا بلا ضجه بلا نحيب !!! جثتين باعدت بينهما سبل الحياه الموحشه !!!!! توقف قلباي عن النبض !!! وفرت الدماء من جسدي واحتلت روحي الوحشه والهم!!! عاد له عقله ولم يعد مجذوبا لاي شيء !!! رسم علي وجهه ابتسامه لاتخدع الا الاغبياء والبلهاء ومن لم يعرفوا الحب ابدا !!! لم اقابله ابدا بعد الفراق ، لم يقابلني ابدا بعد الفراق ، لم نبحث عن بعضنا ولم نتقابل صدفه !!! لكنه في بعض الاحيان القليله يتسلل من خلف ظهر امي لاحلامي ، يقبلني واخذه في حضني ونختلس لحظه سعاده ونفيق بعدها جثتين كما صرنا وكما سنظل!!!

نشرت في مدونه ياما دقت علي الراس طبول بتاريخ 17 مارس 2010
http://marmar18359.blogspot.com/2010/03/blog-post_17.html

الجمعة، 12 مارس 2010

الموال الاغبر " قصص تبدو واقعية " !!!!


مذكرات خادمه صغيره !!!!!!

هو الاسم مش كفايه ....
انا عارفه اسمي ، كده كفايه جدا ، محدش عمره سالني سؤال تاني ، اسمك ايه يابت ، نوره ، عاشت الاسامي يااختي ، تعيش يابيه ، بس خلاص ، يفرق ايه بقي اي حاجه تانيه ، مولوده امتي ، معرفش ولاحد يعرف ، اتولدت لماامي ولدتني ، بس خلاص ، امتي ، يفرق في ايه ، لا حاخش المدرسه ولا حاطلع بازابورت ، اسمي نوره بنت ام نوره !!!!

مش فاكره جيبت من البلد امتي ولا جيت ليه ، امي سحبتني زي البهيمه ويالا علي مصر ، شالله يااهنل البيت زرنا وملسنا علي المقام ومارجعناش البلد ، لا امي رجعت وانا فضلت ، سابتني واتنقوزت عليا لما عيطت ، يابت حتاكلي لقمه نضيفه وتلبسي هدمه نضيفه والسلام عليكم ، بس خلاص ، انا هنا لوحدي ، مع ناس اغراب ، بقوا اهلي وناسي وكل الدنيا ، ساعات بانسي شكل امي ، بحاول افتكر شكلها بانساه ، طبعا اخواتي خلاص ،نسيتهم خالص ،حتي لما رحت البلد نوبه عام نول ، رحت مالقيتهمش ، كلهم نزلوا يزوروا اهل البيت ومارجعوش تاني ، امي قاعده تربي في بط ووز وتبيع وابويا يشرب كيفه ويضربها واحنا كلنا ، كل قورطه البنات دي زارت اهل البيت ومارجعتش ، نسينا شكل بعض ويمكن كمان الاسامي ، فيه سنيين بقي عدت علي مااتقابلنا تاني !!!!

المهم الاغراب اللي بقوا كل الدنيا ، كل شويه يعملوا هيصه ودربوكا ولا مولد سيدي الهربان ، زغاريط ورقص وشمع وباسطه وعيد ميلاد مين الليله ، النهارده الست الكبيره وبكره ست الحاجه وبعده عيد ميلاد البت الصغيره اللي من دوري ، وهدايا وهيصه ، وارقصي يانوره ارقص ونضحك وناكل البسطه وخلاص !!!

في يوم اسود ، كنت باودي الفطار للست الحاجه ، لقيت البنات قاعدين جارها وحواليها ، تعالي يابت يانوره ، انت عيد ميلادك امتي ، ضحكوا واتنقوزوا علي ، طبعا انا مش عارفه ، ولو سالوا امي كمان حتطلع مش عارفه ، معرفش ، لغايه كده وعادي ، شويه نقوزه وضحك وبس ، لكن البت الصغيره اللي من دوري اتلدعت في قلبها وصرخت ، انا حاخلي عيد ميلادها في شهر عيد ميلادي ، ضحكوا قوي وانا معاهم ، انا الصراحه يعني ماكنتش فاهمه بيضحكوا ليه ولا يعني ايه اللي بيقولوه ، لكن انا اتعودت كده لما يضحكوا اضحك ، اصل مره ضحكوا ومضحكتش ، شتموني وقالوا نوره البجمه ، وانا مااحبش اكونه بجمه ، الا بحق بجمه يعني ايه ، مش مهم ، المهم من يوميتها ، يضحكوا اضحك وخلاص ، البت قالت اللي قالته ونزلوا كلهم ضحك ، لكن البت اللي فوق راسها علي طول ، ودايما تكيدها ، قالت لا ، نورا حتبقي معايا في نفس الشهر ، ضحكت لوحدي ، هما ماضحكوش ، ضحكت وبرضه ماكنتش فاهمه ، الست الحاجه شتمتهم وقالت لا نورا انا اللي اختار عيد ميلادها دي خدامتي وانا حره فيها ، كله كوم والحاجه كوم ، محدش يقدر يكسر لها كلمه ، قلت وماله ياست الحاجه عيني ، لكن البت المزغوده لوت بوزها ، وقالت لا ، نورا معايا انا ، اتخانقت هي والبت اللي فوق راسها ، والحاجه زعلت واتقمصت اصل هي مخها صغير قوي ، فسفس يعني ، لما تحط راسها براس البنات تبقي اعيل منهم !!!!

دخلت الست الهانم الاوضه ، لقت بنتينها شابطين في بعض وامها لاويه بوزها ، بصت لي وهاتك ياشيتمه ، ماهو اكيد انا السبب ، الحاجه قالت لها نوره مالهاش دعوه ، دول بناتك قللات الادب ، بيقاوحوني ، الست اندارت علي بناتها وهاتك ياشتيمه الا فرنكه ، شتيمه عمري مافهمت معناها ، البنات بصوا لستهم واتصالحوا مع بعض وهاتك ياخناق ، ال ليه وليه ستهم تحشر امهم بينهم ، والخناقه ولعت في البيت ، الست تتخانق مع بناتها والبنات يتخانقوا مع ستهم وانا واقفه بحقيقي بقي زي البجم النوبه دي مش فاهمه حاجه خالص !!!


دخل الواد الصايع ابن الست ، الواد الصايع اللي طول النهار يبص لي بصات قله ادب ، دخل لقي امه واخواته وجدته هاتك يازعيق ، فيه ايه ايه اللي حصل ، قالوا له وهما بيتخانقوا وانا نازل علي سهم الله ، الواد بص لي بصه قليله ادب وقال لا نوره معايا ، عيد ميلادها معايا انا ، ياحزني ياامه ، الواد قارح وعينه تندب فيها ميت رصاصه وعودين قصب ، الواد بيقول كلامه وبيبص لي وانا عامله هبله ومش فاهمه حاجه ، ماهو حتي لو فهمت وقلت اني فهمت واشتكيته لامه ، عمرها ماتصف معايا ضده ، يبقي خلاص قله الكلام احسن ، الواد يبص لي بصات قليله ادب ويقول نوره معايا ، سته قفشته ، ماهي ولية عقر برضه ، ايه قله الادب دي واقف تتمايص علي البت واحنا موجودين ، الواد لاانفزع ولا اضطرب ولا كانها قالت حاجه ، ضحك كانها بتزغزه ، امه خدت بالها من الكلام ، سابته واندارت علي ، واقفه هنا ليه يابجمه ، بتشاغلي الواد واحنا واقفين ، كله نسي الحكايه وانداروا علي ، بت قليله الادب ، انا ؟؟ ليه ، هو انا اللي بصيت له ، الحاجه تصرخ لا ابنك قليل الادب ، الست تصرخ ، كله من جلابه المصايب دي ، الواد يضحك ولا فارق معاه ، المزغوده تبص لي وتطلع لي لسانها ، شمتانه في ان امها بتشتمني ، طيب والله لاقول لامك انك ابن الجيران بيعاكس وانت مستحيله المعاكسه ، ولا انا مالي لا قايله ولا عايده ، الخناقه شدت اكتر ، وكله هاتك يافحت وردم في بعضه ، وانا واقفه زي البجمه !!!!

زعقوا زعقوا وبعدين نزلوا كلهم علي فاشوش ، ورجعنا لحكايه الدبانه ، عيد ميلاد نوره ، خصيمكم النبي مالازمني عيد ميلاد ، لا نوره في شهري ، لا شهري انا ، ياحشريه يابايخه ، عيب يابنت ، دي خدامتي وعيد ميلادها معايا ، الواد قليل الادب يسبل ويقولي لا عيد ميلادها معايا ، وزعيق زعيق زعيق وفجأ لقيت روحي باصرخ ، مش عايزه ، مش عايزه عيد ميلاد كتر خيركم !!!

سكتوا حبه وانفجروا في الضحك ، ال ليه وليه بازعق فيهم ، الحاجه قالت البت اتهبلت امشي انجري من هنا يابت ، الست قالت ادي اخره معاملتكم الحلوه للبجمه البت نسيت روحها وبتزعق فينا ، المزغوده طلعت لسانها وسرسرعت لامها وقالت ، هي كده دايما بتقاوح ، الواد الصايع بص وقال حرام عليكم نوره ماعملتش حاجه وغمز لي !!!!


اليوم خلص وبعده الف يوم ، وكل مايجي حفله عيد ميلاد حد منهم ، يتفكروا اليوم الاغبر ده وينزلوا خناقه ، وعيد ميلاد نوره امتي ؟؟؟؟؟!!!
سايق عليك النبي ياامه تفتكري عيد ميلادي امتي علشان نخلص من الموال الاسود ده !!!!!!!!!!!



ياسلام لو يلغوا يوم الجمعه " قصص تبدو واقعية " !!!!!!


مذكرات خادمه صغيره !!!!


تكره يوم الجمعه !!!!!!!!!!!!!!!!!!
يوم العذاب الاسبوعي ، كل عذاب الاسبوع شكل وعذاب يوم الجمعه شكل اخر !!!!

نعم اعتادت علي العذاب الاسبوعي ، كنس مسح فتح الباب شويه شتيمه علي الماشي تجيب الحاجات من السوق ، تتلكع تتضرب ، عادي ، تصحي بدري وتزوغ وتنام تاني ، تتشتم هي وامها وابوها عادي برضه ، لكن يوم الجمعه الزفت القرف ده حاجه تانيه ، يوم الجمعه تودي البيه الصغير النادي ، ال بيه صغير ال ، ده عفريت شيطان جن مصور ، ال بيه صغير ال ، حته زبله مش باين من الارض ، مين بقي اللي خلاه بيه ، امه وابوه البيه الكبير ، ياعيني علي حظي الزفت ، هو بيه لان ابوه بيه وانا زفته لان ابويا زفت البرك زي مالست هانم بتقول ، انت يازفته يابنت زفت البرك ، مش عايزه فكاكه ان زفت البركه ده يبقي الحاج ابو شنب زي مابيقولوا عليه في البلد ، اللي هو ابويا ، البيه الصغير بيه زي ابوه البيه الكبير ، وانازفته زي الزفت الكبير اللي هو ابويا ....

حاعمل له ايه ، ابنك جن مصور شقي شقاوه موت ، عيله زبله 5سنين ويروح النادي يخرب الدنيا ، يضرب العيال ويعض البنات يوم الجمعه يوم العذاب ، ال اودي البيه الصغير النادي ، تمسكني الست هانم من ايدي لغايه مااعيط وتصرخ وتقولي ، اوعي يفلت من ايديك اوعي يغيب عن عينك اوعي يتشاقي ، وانا حاضر حاضر حاضر ، سيبي ايدي بقي جتك نصيبه تاخدك انت والبيه الصغير ابنك ، واناويشلحهم اه والله بيشحلهم ، والبنات تصوت والعيال تضربه ، مره واحد كان حيحطير عينه ، زئله بطوبه كانت حتخزق عينه لولاش العين عليها حارس ، اعمل ايه انا ، باقوله والله باقوله ، تعالي جاري ، اقعد جاري ، ولاني كانك باكلم نفسي ، يجري منه زي الجحش الصغير في الغيط ، يجري ويصوت وانا فريره وراه ، يضرب العيال احايل واقول معلش ياحبيبي ، يشلح البنات ، اقول معلش ياحبيبتي ولا انهم يعني قللات ادب ، البت من دول فخادها قشطه ومشلحه ، البس شورط طيب ولا منطلون طويل ، الواد البيه الصغير معذور برضه ، الواد يزئل رمل في عيني العيال ، الواحد يضرب العيل من دول وينزله من علي المرجيحه ويقعد مطرحه ، ولما يخرب الدنيا خالص ، يدورا علي ، مامهات العيال الصغيره تنزل في شتيمه ، مش تخلي بالك منه ، انا اخلي بالي منه ، اسم الله ، ده الواد عضاض واولت امبارح مسك دراعي قرمه كله ، كنت حاموت ولما اشتكيته للست بصت لي من فوق لتحت وقالت عيل وبيلعب !!!


يوم الجمعه يوم اسود ومنيل ، ال ايه ينزلوني علي باب النادي وانا رابطه راسي بالمنديل الابيض ولابسه البالطو الابيض وماسكه البيه الصغيره في ايدي وشايله شنطته ، يخرب بيه شنطته ، فيها مسدس وسيف ونبله بتخزق العنين وفيها كوره تقيله زي الهم ، ال ايه علشان البيه يلعب ، طب مالبيه يشيل الشنطه اللي حييلعب بيها ، لا انا اشيل الشنطه وهو يلعب ، يلعن ابو دي لعب ، ينزلونا علي باب النادي واوعي تسيبك سيدي يابت ، اوعي تسهي عنه يابت ، اوعي يتعور يابت ، سيدي ، ههههههههه ، الزبله ده سيدي ، ياسوادي ياامه ، مرت قلت للست هو ده ينفع سيدي ، يومها رقعتني قلم علي عيني كان حيطيرها ، قالت يابت ده سيدك وسيد اهلك كلهم ، والصغير بكره يكبر ، خلاص ان شالله تولعوا كلكم ، سيدي سيدي ، ينزلونا علي الباب ، والست تديني فلوس ، تقولي هاتي له اللي هو عايزه ، وطبعا لازمن في الاخر تقولي ، اوعي تضيعي الفلوس ، حاضر ، اوعي حد يضحك عليكي ومايديكيش الباقي ، حاضر ، الي نفسه فيه هاتيه له ، حاضر ، وقبل ماتمشي تزغر لي وتقولي ، حاساله كل ايه وشرب ايه ، اوعي تضحكي عليه ، اضحك علي مين ياامه ، هو البيه الصغير بتاعكم ده ينضحك عليه ، ده عفريت شيطان ، مره شربت بق كاكولا من القزازه اللي راماها فضحني ، حاقول لماما حاقول لبابا ، وقعد الواد يزعق وبق الكاكولا في بقي لاعارفه ابلعه ولا عارفه اتفه ولاعارفه احايله ، وفعلا قال لامه ، شربت الكاكولا بتاعتي ، والست طبعا ماتتوصاش ، يادنيه ياطفسه تبصي للعيل في حاجته ، جربوعه حقيره وهاتك هاتك ، شتايم افهمها وشتايم ماافهماش لكن هي اكيد شتيمه ، ماهي وشها المزرق وعروقها النافره وهي عماله تزعق تقول كده ، تقول انها بتشتمني ، يعني كنت ارمي الكاكولا في الارض ولا اشربها ، لاترميها علشان ماتشربيش مطرحه ، دي حاجه تقرف تجيب الامراض ، في بالي اقول لها ياستي حرام عليكم ، نص اللي بيشتريه بيترمي علي الارض ، كاكولا ياخد بقيت ويقول مش عايز ، ارمي ، جيلاتي ياخد لحسه ويلزق هدومه ووشه وايديه وبعدين مش عايز ، بلاش ، شاكالاته ياخد حته وتسيح وتلم الدبان ، يرميها ، براحتكم ، هي فلوسي ولا فلوسكم ، الواد يزن ويجعر ويعمل فضيحه ، اجري اشتري اللي هواه فيه ، اشتريه من هنا ويرميه من هنا !!!


يوم الجمعه مقرف ، حر برد انا واقفه زي الددابان ....
في الحر الواد لابس برنيطه وبيلعب في الميه يطربش ويهيص وانا واقفه اصر عرق ، الواد يرشني بالميه ورش الميه عداوه ولافارق معاه ، يرشني بالميه ويضحك ، تقولش شاف اراجوز ، يجري يجري وينط في الميه زي البومبه يطربش علي وش امي ولا يفرق معاه ، مره سبته وقعدت بعيد في الضل ، كان يوم اسود ، الست امه جت علي سهوه وهاتك ياشتيمه وقله قيمه قدام الناس ، ست طيبه قالت لها حرام عليكي دي بت صغيره ماتعرفش تاخد بالها منه ، ستي قامت عليها زي امنا الغوله ، مالك انت ياحشريه خليكي في نفسك وكان يوم اسود طين ، طب ذنبي انا ايه ، تشتمني ليه ، وتعيط للبيه الكبيره وتقوله البت جابت لي الشتيمه ، انا ، طب وانا مالي ، انتم هوانم مع بعض ، نسيت زعيق الهانم فيها ولفت علي ، ياناقصه ياواطيه سايبه الواد وراحه تقعدي في الضل ، نادي ابوكي ده ، لا مش نادي ابويا ، لكن راسي فوخرت من الشمس ، لا نادي ابويا ولا نادي امي ، لكن الشمس نقرت راسي ، والبيه في الميه مهيص ، ولايلزمها الكلام ده ، شتيمه شتيمه شتيمه فيا وفي ابويا وفي امي ويالا ، اهي جمعه تفوت ولاحد يموت !!!

في البرد الواد لابس زعبوط زي فروه الخروف وميت شرز وميت جاكته وفانلات من تحت وايشي برقبه وايش لا ، وانا واقفه ارجف زي الحمار لما نحميه في الترعه ، السقعه تاكل من جتتي وتقطع ، الهوا يسفخ في وشي ، يصفر في وداني ، والبيه مزقطط يلعب ويضحك ومهيص وشويه مراجيح وشويه زحاليق ، وانا نفسي اتداي في حته من السقعه ، لكن ولا استجري ، اسيبه وابعد ، ليه مستغنيه علي عمري ، طيب انا بردانه ياست ، ترمي لي بتاع كده ، هو ده ايه شرز ولا فانله ولا ايه ، لاانا عارفه ولا هي عارفه ، بتاع كده تقولي البسيه ، البسه الاقي روحي اراجوز زي بتاع المولد حدانا في البلد ، العيال حتضحك علي وتتنقوز ، انا نفسي باضحك علي شكلي ، لا مالبسوش ، البس جلابيتي الصيفي والاشارب وبس خلاص ، والبيه خلاص منفوخ زي البالونه من كتر الشرزات ، الواد زي الكوره مش قادر يتحرك ، زعبوط وجاونتي وجاكته بزعبوط والواد سخن ودافي وخدوده بتبك دمويه وانا زي العرسه مبرومه علي روحي ومفأفأه من البرد ، ماتيجي نروح جوه في الدفا ، الواد يعيط ، يعيط ويفضحني ، عايز العب هنا ، حاقول لماما ، يااخي قطعت انت وماما في يوم واحد ، وسنان تصكصك في بعضها ورجليا تلف ، مش قادره اقف زي مااكون حاسورق والواد ولا فارق معاه ، العب ياخويا في الهوا واتهني وخليني انا في الخلا يزرق في جتتي ... ولما اروح برضه امه تشتمني ، ليه يابت تزعليه ، ليه يابت تضايقيه ، ليه تقولي له نخش جوه ، ولاارد ، ان كانت الحيطه ترد ارد ، ماهو مامنوش فايده ، ارد مااردش ، حيتلعن ابويا وابوي اللي جاب ابويا ، خلاص مامنوش فايده !!!


يلعن ابو يوم الجمعه وام الجمعه ، يلعن ابو البيه الصغير والبيه الكبير ، يلعن ابو ام النادي والمراجيح والعيال الصغار!!!
ياسلام لو اصحي من النوم مالاقيش يوم الجمعه ، يقولوا اتلغي وغار في داهيه ، الاسبوع كله مدرسه للبيه الصغير وبس خلاص ، ياسلام ، افتح الباب واكنس واشتري الحاجه من السوق وخلاص ، تبقي الدنيا ميت فل وعشره ، ياسلام لو يلغوا يوم الجمعه ده !!!

تحركت الخادمه الصغيره ذات السبعه سنوات فوق السجاده القديمه التي تنام عليها تحت ترابيزه المطبخ ، تحركت تفتح عيناها تتمني يتحقق حلمها ، تفيق ببط ، تتسلل اليقظه لعقلها ، اين انا ، تحت الترابيزه في المطبخ ، والنهارده ايه ، النهارده الجمعه !!! تقوم بسرعه ، تعد نفسها للذهاب مع البيه الصغير للنادي !!!


تنزل امام باب النادي وهي تقبض علي اصابع البيه الصغير ، تسمع تعليمات الست التي حفظتها صم ، تهز راسها توافقها ، حاضر حاضر حاضر حاضر ، تدخل النادي تترك اصابع البيه الصغير تفلت من بين اصابعها ، وقفت مكانها تنظر علي الاطفال الصغار من سنها في النادي يضحكوا يلعبوا يرتدوا ملابس انيقه جميله ، همست ، يلعن ابو يوم الجمعه وسنين يوم الجمعه ، وصرخت فيه ، استني يابيه استني بس رايح فين !!!!!!!!!!!!!


الفستان الابيض " قصص تبدو واقعية "



من مذكرات خادمه صغيره !!!!


لصقت انفها الصغير بالزجاج السميك !!!
لصقت انفها بالزجاج وتتابعت انفاسها فرسم علي الزجاج النظيف دوائر صغيره هواء ساخن يخرج من فتحات انفها للزجاج يكتب قصه حياتها البائسه بلا كلمات او سطور !!!

الزجاج يعرض من خلفه اثواب انيق ، زاهيه الالوان ، مزركشه بالشرائط الستان والفيونكات والفرحه ، لاتجروء تدخل المحل ، تحمل بيديها شبكه ثقيله مليئه بالخبز والخضراوت ، تعبر علي تلك الفاترينه كل يوم ، في طريقها للسوق وحين تعود منه ، تراقب الاثواب تتغير ، كل الاثواب تعجبها لكنها لاتملك الاحق المشاهده والاعجاب ، كل يوم تعبر بسرعه ولاتجرء تقف تتأمل كل الروائع التي تعجبها ، كثيرا ماتقول لنفسها لاتقفي ولا تنظري ولاتعجبي ....


هذا العالم لامكان لكي فيه ، بالعكس تزيد سرعتها امام باب المحل ، كانها تخاف يخرج عفريتا يجذبها للداخل ، فتزداد قهرا ، سيسخروا منها ، فتاه صغيره بجدائل رفيعه كجسدها النحيل ، ترتدي جلابيه قديمه قذره ، نعم تغسلها كثيرا ، لكن الاوساخ احتلت نسيجها فلا تنظف ابدا ، ترتدي جلابيه قديمه قذره وبنطلون قصير وشبشب بلاستيك ، لو دخلت المحل لطردوها ، لكن الرصيف بتاع الحكومه ، تقف عليه بعيدا عن الباب فلاتحرج المترددين علي المحل بفقرها ، تقف تتفرج علي البائعات يغيرن الفاترينه كل يوم ، اثواب اجمل من بعضها ، بلاطي ، قبعات ، ملابس بحر ، شبشب ملون ، ملابس داخليه زاهيه ، تتفرج وتمتع بصرها وكثيرا ماتشتري في مخيلتها كل الاثواب وتري نفسها فيهم اجمل الجميلات ، تري عيناها تلمع وشعرها مرتب واظافرها نظيفه ورائحه جسدها بديعه كمثل الصابون الذي تستعمله صاحبه المنزل الذي تخدم فيه ، تشتري كل الاثواب في خيالها وتلبسهم وتخلعهم بمنتهي السعاده ، وتعود لمنزل مخدومتها تسب وتلعن هي وابيها واسرتها الحافيين الفقراء ، لكنها لاتكترث ، فالشتيمه لاتلتصق ببدنها النحيل وحلمها لن تصادره مخدومتها ولاتملك تصادره !!!!


مازالت تلصق انفها في الزجاج ، لاتعرف مالذي حدث اليوم ، كانت عائده من السوق كعادتها ، تحمل شبكه ثقيله بيديها الاثنتين ، خبز وخضروات ، تسير بخطوات سريعه لانها تعرف ماينتظرها اذا عادت متأخره ، ستشتم هي وابيها وامها ، وربما تنال قلمين وقرصه من مخدومتها ، تلك السيده العصبيه المجنونه التي لاتكف ولا تتوقف عن سبابها ، تسير بخطوات سريعه ، لكن الفاترينه الزجاج جذبتها ، مرت بجانبها وعدت ، لكن شيئا ما نادها ، عادت مسرعه ، الفاترينه الزجاجيه تلمع تسطع ، كان شمسا بداخلها تسطع ، اقتربت ، لاتري مالذي جذبها ، اثواب جميله جديده في الفاترينه ، لكنها لاتري جيدا ، تقترب وتقترب ، لكنها مازالت لاتري ، تقترب اكثر ، تلصق انفها في الفاترينه ، نعم شاهدته فستان ابيض ستان كمثل فستان مخدومتها التي ذهبت به فرح قريبتها ، فستان طويل ستان ابيض يلمع مزين بالورود والماسات الزائفه ، فستان ابيض ستان ومعه تاج ماسي ، جذبا نظرها بشده ....

يعجبها الفستان ، تري شعرها مصففا جميلا يزينه التاج الماسي ، ستترك الخدمه في منزل السيده العصبيه ، وتاخذ من ابيها جزء من راتبها الذي ادخره كما قال لها ، وستشتري الفستان الابيض والتاج الماسي ، ترتديه يوم العيد في البلده الصغيره ، ستتباهي به علي كل فتيات بلدتها ، ستري في عيونهن نظرات الاعجاب والحسد ، سترفعه من فوق الارض قليلا كي لا يتوسخ بقاذروات الطرق الترابيه التي تلعب فيها مع صديقاتها ، لن تشتري بومب في ذلك العيد خوفا علي الفستان ، لن تركب عجله ، لن تركب المرجيحه التي تعلو لفوق وتهبط لتحت ، ستخاف علي الفستان الابيض والتاج الماسي ، ستلعب مع الفتيات ولن تسمح لواحده منهم تلمسه ، اصابعهن قذره واظافرهن تنام فوق طبقات من الطين المتكلس ، لن تسمح لهن بلمس الفستان ، ستسير به متباهيه في طرقات البلده ، ستجلس به تحت الجميزه ، لا لن تفعل ، سيتسخ ، ستبقي واقفه لاتجلس تراقب صديقاتها الجالسات علي الارض بجلاليبهن الكستور الخشنه ، لن تجري معهن ، لن تتقاذف معهن بحبات الطماطم الفاسده ، لن تحدفهن بقشر اليوسفي ولن تسمح لهن يرموا عليها بذره ، لن تمص قصب يوم العيد مثلما اعتادت ، فعصيره سينهال فوق صدر فستانها الاغلي عليها من القصب وسكره !!!

تدفن انفها في الزجاج اكثر واكثر ، تكاد تخترقه بانفها ، مازالت فتحات انفها والهواء الساخن يرسما علي الزجاج شكل احلامها شكل اوهامها ، مازالت تتنفس رغبتها المستحيله ، ستمد يدها عبر الزجاج وتخطف التاج الماسي والفستان، ستتصل بابيها تبكي يحضر جزء ضيئل من راتبها تشتري الفستان والتاج وستعده لن تطالبه ابدا بعد اليوم باي نقود ولينفق راتبها كما يشاء علي اكل امها وسجائره وشاي القهوه ، ستتصل به فور عودتها لمنزل مخدومتها ، ستبكي وتصرخ امي وحشتني ، وحين تطلب لها ابيها في التليفون ، ستنسي امها وتطالبه بجزء من راتبها ، هذا الفستان لها ، لن يشتريه احد غيرها ، ستستشريه وترتديه يوم العيد وتستمتع ببريقه ونعومه ملمسه وسطوع ماسات تاجه وبعد ذلك فليحدث في الدنيا مايحدث !!!!

ضربه ، فزع ، ارتباك ، بائع خرج من المحل وضربها بقبضته بقوه علي كتفها ، امشي يابت من هنا ، تمايلت كادت تسقط ، تشفق عليه ، لايعرفها ، لايعرف انها التي ستتشري ذلك الفستان الجميل ، يضربها ثانيه ، هل سقطت علي الارض ، نعم سقطت ، هل فقدت الوعي ، نعم فقدته قليلا ، سقطت الشبكه من يديها ، تناثرت الخضروات علي الارض ، ستضربها مخدومتها حين تعود للمنزل ، تاخرت عن ميعاد عودتها ، بعثرت الخضروات علي الارض ، لن تقول لها ان الشبكه افتلتت من يديها وقت ضربها البائع ، لن تخبرها بشيء ، امشي يابت من هناك غوري يالا ، هي الارض مبعثره هي وكرامتها والخضروات ، ستقف علي قدميها ، ستقترب من الفاترينه الزجاج ، لن تكترث بلكماته ، ستودع ثوب احلامها وتتصل بابيها وتشتريه فورا !!!

مازالت علي الارض ، كانها مستمتعه بسقوطها ، علي عتبه ثوب الاحلام ، الثوب الابيض الستان والتاج الماسي ، ستقوم ، ستلم الخضروات المبعثره وتقوم ، تلصق انفها بالزجاج تودع الثوب وستعود له مسرعه ، مرت بجوارها سيده وابنتها خارجتان من المحل ، تحمل السيده حقيبه كبيره باسم المحل ، ابتسمت ، غدا او بعد الغد علي الاكثر ، ستشتري الثوب والتاج وتخرج من المحل تحمل مثل تلك الحقيبه الورقيه الكبيره ، البائع الذي لكمها الان هو الذي سيفتح لها باب الخروج ويودعها مبتسما ، وقتها لن تعاتبه لانه لكمها ، لكنها ستذكره بنفسها وتترك ضميره يؤنبه ، لانه لكم زبونه مهمه اشترت اانق اثوابه ، مازالت علي الارض تتابع السيده وابنتها ، سعيده الابنه ، تظهر سعادتها جليا من طريقه مشيتها وارجحه ذراعيها ، غدا او بعد الغد ستكون اسعد منها ، ستصرخ وقت تشتري الفستان ستضحك ستصرخ فرحه ستضحك سعيده ، ستطير وتحلق بعيدا عن الارض ، كانها ستنضم للملائكه ، ملاك صغير بثوب ابيض ستان وتاج ماسي تحلق وسط الملائكه ، ستشتري الثوب وتصرخ من السعاده ، سيفرح لها البائع ويمنحها اجمل ابتساماته ، من كان يقول ان تلك الخادمه الصغيره بثوبها القديم القذر ستشتري ذلك الثوب الملائكي الملوكي !!!

جمعت الخضروات المبعثره علي الارض وقامت تستعد للعوده لمنزل مخدومتها ، نعم ستشتمها ، نعم ستسبها ، ربما تلكمها في صدرها ، ربما تضربها قلم ساخن علي عينها مثلما تفعل كثيرا ، اليوم بالذات لن يهمني ، لن اكترث ، اعرف اني تاخرت ، كل مره كانت تظلمني لكنها هذه المره محقه ، نعم تاخرت ولن اغضب من عقابها ، تاخرت لاني كنت احدق في الثوب الانيق الذي ساشتريه للعيد ، قامت سعيده خدره ، احلامها تلون احاسيسها بلون الفرحه ، اقتربت من زجاج الفاترينه ، اقتربت اكثر واكثر ، لاتري شيئا ، لصقت انفها الصغير بالزجاج ، لم تري شيئا ، دفنته في الزجاج كانها ستخترقه ، لم تري الثوب في الفاترينه ، دعكت في عينيها ونظرت ثانيه ، لاتري الثوب ، ربما حركوه في مكان اخر بالفاترينه ، تتجول ببصرها فزعه ، لاتراه ، تسارعت دقات قلبها ، اين ذهب الثوب الجميل الملائكي الملوكي ، كان دموعها فيضانا هدم السدود العاتيه وانفجر عاتيا ، تنهال دموعها ساخنه سريعه فوق وجنتها فوق الزجاج !!!

تدخل المحل مسرعه ، خادمه صغيره ترتدي جلباب قديم قذر وبنطلون قصير ، شعرها اشعث ، تحمل شبكه ثقيله بها خبر وخضروات ، تقتحم باب المحل وتدخل مسرعه ، تبكي لاتعثر علي كلمات مناسبه تصيغ بها سؤالها الملح ، فين ال .... فين اللي كان .... الفستان .... تتلعثم ، يجري عليه البائعين ، بره يابت بره ، لاتتحرك ، دموعها تنهمر فياضه وكلماتها متلعثمه ، فين ال ... امشي يابت من هنا لانجيب لك العسكري ، لكنها لاتخاف ولاتخرج ، والنبي والنبي سؤال بس ، فين ال .... ولاتجد كلمات .... الفستان الابيض اللي كان هنا من شويه ، ينظر لها البائع مغتاظا ، اه ، قصدك الفستان الستان اللي كان في الفاترينه ،وانت مالك انت يابت بيه ، مالك انتي ، يالا امش انجري من هنا ، ترتعش بجسدها النحيل ، تسقط شبكه الخضروات من اصابعها الرفيعه ، مازالت تبكي ، ايوه يعني راح فين ، يضحك البائع ، الفستان اتباع ، ليك فيه ، بعناه للانسه الصغيره اللي لسه خارجه من المحل حالا ، امشي يابت بقي من هنا لاجيب لك العسكري ، يالا غوري ، تشفق عليها البائعه الهرمه ، تقترت منها ، مالك ياماما فيه حاجه ، يصرخ البائع فيهما ، احنا فينا من مالك ، يالا يابت من هنا ، سيبها تغور ، دي شكلها يطفش الزباين من المحل ، لاتسمعهما ، لاتفهم كلماتهما ، فقط يدوي في اذنها ، الفستان اتباع ، الفستان اتباع !!!!

مازالت تبكي ، خرجت من المحل كسيره محطمه الفؤاد ، لافيه فستان ولا حلم ولايوم العيد ولا حسد الفتيات ولا التاج الماسي ، مازالت تبكي ، خادمه فقيره بجلباب قديم ، تحمل شبكه الخضروات والخبر ، تتمني تلقيهم علي الارض ، تتمني تفر ، ستعود لحضن امها وتبكي ، تكره الخدمه في البيوت ، تحقد علي سيدتها واولادها ، يملكون كل شيء وهي لا تملك الا جلبابها الفقير القديم ، تحقد علي ابيها ، ياخذ راتبها يشرب به شيشه علي القهوه ولا يعطيها قرش صاغ احمر ، تكرههم كلهم ، كانت ستحبهم لو اشترت الفستان ، لكن الانسه الصغيره الانيقه مع امها المحترمه اشترته قبلها ، حظها قليل لا حظها منعدم ، من الذي حكم عليها تخدم في البيوت وتلبس الجلاليب القذره القديمه والبنطلونات القصيره ، من الذي حكم عليها تنزل السوق تشتري خضروات اثقل من وزنها وتقف في طابور الخبر يقرصها الشباب قليل الادب ، من الذي حكم عليها بهذا المصير الاسود ، مازالت تسير بخطوات بطيئه بطيئه !!!

وقفت امام باب الشقه تعرف ماينتظرها ، فتحت لها مخدومتها العصبيه ، لطمتها بالقلم علي وجهها ، ترنحت كادت تسقط ، دخلت الشقه تلاحقها الشتائم والالفاظ القاسيه ، تفكر في الفستان الذي ضاع وابيها الذي ياخذ راتبها وامها قليله الحيله ، وانفجرت في البكاء اكثر واكثر تتمني لو تدخل حضن امها وتموت !!!!!!!!!!!!