مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الجمعة، 21 نوفمبر 2008

اخرت المتمه ياباشا !



دخلت علي تبكي ... سيده رقيقه الحال ... انهكتها الايام والزمن .. قذفت بجسدها المتعب علي المقعد كآني تعبت من حمله فوق نفسها المنهكه .. شرحت لي انها زوجه وام وان زوجها غادرها منذ عشره سنوات ولم يعود وانها " اتبهدلت واشتغلت ومسحت البلاط وشقيت " وشرحت لي انها استآجرت غرفه اغلقت بابها علي هي وبناتها واثثتها و" اشتريت تلفزيون بالقسط " وان الحياه كآنها ستضحك لها وانها انتظرت زوجها ولم يعود وبكت حتي جفت دموعها وتحملت الاهانه حتي تربي بناتها و" مابدهاش بقي اتطلق منه ولا اسمي متجوزه اونطه لا الراجل موجود ولا انا حره نفسي " و رفعت لها قضيه تطليق للهجر واثبتت بشهاده الشهود انها تركها مايزيد عن العشره سنوات بلا زوجيه وبلا نفقه وانها لا تعرف عنه شيئا وتحملت عصبيتها وغضبها لان الاجازه الصيفيه عطلت اكثر من مره الفصل في قضيتها وحين اقتربنا من النهايه واوشكنا علي الفوز بحريتها ولم يعد باقيا الاجلستها الاخيره التي ستحجز القضيه فيها للحكم ، وقتها دخلت عليه المكتب سوداء الوجه نافره العروق شعسه الشعر مرعوبه تصرخ " رجع رجع " وبصعوبه فهمت منها ان زوجها الغائب عاد وانه عرف مكانها و" خبط الباب برجله ودخل علينا الاوضه " وانه طالبها بحقوقه الزوجيه بعد طول غياب وضرب بناتها وهددها ببيع التلفزيون والعفش وسخر منها ومن القضيه " قالو لي ان الجميل عايز يتطلق ليه عايزه تدوري علي حل شعرك " وتوعدها بذهابه للمحكمه " وحاحلف للباشا علي المصحف اني بحبك وماستغناش عنك " وسآلتني " ايه العمل " وكنت عاجزه قليله الحيله فالغائب عاد والقانون لا يعاقبه علي غيابه ولا يطلق سراحها عقابا له علي هجره و..... دخلنا المحكمه انا وهي وابنتها الكبري ووقفنا امام القاضي اشرح له القانون وان التطليق للهجر نظمه القانون وانه هجرها و.... قاطعني الزوج يبكي ببراعه ممثلين الاوسكار واخذ يشرح للقاضي انه " اتبهدلت خالص ياباشا نمت علي البلاط اتسرقت ياباشا هانونا كآن مالناش كرامه عملت كل حاجه علشان ارجع بفلوس استر مراتي وبناتي ولافيش فايده " ولمحت في عيني القاضي تعاطفا اعرف اثره فحاولت مقاطعته فزجرني القاضي واتاح له ان يحكي ويحكي و" اخرت المتمه ياباشا ارجع الاقي بيتي بيتخرب والوليه عايز تدورعلي حل شعرها وبناتي ياباشا يتشردوا " و....قاطعته السيده وهي تصرخ " وهي اخرت المتمه ياباشا يرجع لي غصبن عني بعد كل السنين دي " و....... النتيجه معروفه طبعا حكمت المحكمه برفض تطليق السيده ونصحها القاضي " خلي بالك علي جوزك علشان خاطر بناتك وان كنت بتشتكتي انه سابك اهو رجع اهو " وابتسم له " حمد علي السلامه " وخرجت السيده مهزومه ساخطه علي الحياه وعلي القانون الذي اسرها في فلك زوج مستهتر لم يعنيه ماذا جري لها في السنوات الماضيه و..... نظرت لها ابنتها الكبري نظره ذات مغزي واضح وهمست لها " مش كنا قتلناه اول مارجع ولا من شاف ولا من دري " وارتعشت من الفزع وودعتهما ولم اعرف عنهما شيئا من لحظتها لكني اتابع صفحه الحوادث كل يوم ابحث عن صوره الزوج قتيلا فالابنه لم تكن تهزل ولم تكن تهدد بل كانت وكآنها تضع خطتها التي ستتحين الفرصه المناسبه لتنفيذها!!!!!!!!!

هناك تعليق واحد:

محمد حويحي يقول...

طب والتليفزيون
ايه اللي حصل للتليفزيون؟؟

اصلي بفكر اشتري تلفزيون مستعمل اهو يلهي الواحد ونلاقي حاجه نتفرج عليها اقل مأساويه من مأساويه حواديت الدنيا

ولا هي الدنيا ذنبها ايه نظلمها ونحملها ذنب مجتمع ذكوري

لا
مش ذكوري خالص ولا هو مجتمع من اصلا

لما تعيش امراه "وحيده" تصارع الدنيا برغم انها مش عايشه في صحرا ما
يبقي مش مجتمع

ولما يبقي الذكر من دول بلا نخوه او شهامه انه حتي يحمي اهل بيته بل يهجرهم
ولما يكون الحكم يتبع العواطف والتفضيل بين الاجناس - ويحكم الباشا الذكر للجاني الذكر يبقي دا وصفه فوق استيعاب عقل مهوي

اوصفوه انتوا بس هاتوا التليفزيون