مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



السبت، 26 ديسمبر 2009

ليلة سعيدة غريبة اوشكت علي الانتهاء !!!!ا



انا .....
السهرة ........
التاريخ الذي ساعيد صياغته

الرجل الانيق الذي لايعرفني ولااعرفه

روحي بلا تجاعيد

ليله غريبه سعيده اوشكت علي الانتهاء

( انا )

وقفت في المرأه اتأمل ملامحي ... مازلت جميله ... هكذا اقول لنفسي ... نعم هنا وهناك بعض التجاعيد ، لكن من قال ان التجاعيد تفسد الجمال ، هل تغير شكله ، التجاعيد لا تغير شكل الجمال ، بل تقول التجاعيد في الوجه الجميل ، انه كان فائق الجمال قبل التجاعيد ثم صار جميلا لامرأه نضجت وكبرت لكن جمالها مازال ينطق بوجوده رغم السنوات والعمر !!!!!!!!

وقفت في المرأه اتامل ملامحي .... استعد لسهره صاخبه .... سارتدي ثوب يليق بالسهره الصاخبه التي ساقضيها ، اخترته تركوازي اللون ، حذائي فضي ستان بكعب عالي ، الشال الذي سالقيه علي كتفي فضي مزين ببعض الاحجار التركوازيه ، ساطلق شعري مجنونا عبثيا وارشق بين خصلاته وردات تركوازيه ، ساضع الطقم الانيق الذي احبه ، عقد وحلق واسوره وخاتم ، انه الطقم الذي تركته لي امي ميراث محبه !! استعد لسهره صاخبه ، تجملت برقه ، اضافت للجمال والتجاعيد غموضا رقيقا ، تعطرت بعطر هاديء ، لن اضع عطر نافذ يجذب الانتباه ويلفت الانظار ، ساضع عطر هاديء نسيم رقيق ، عطره صنعته بنفسي خليط من رائحه البرتقال والريحان ورائحه الجاردينيا ، لن اضع عطور الفل او الياسمين ، ساكتفي بباقه الزهور الهادئه التي مزجتها بمزاج رقيق .. قطرات قليله هنا وهناك ، ...

(السهرة )

اتأمل نفسي في المرأه ، جاهزه الان للسهره الصاخبه التي ساقضيها ، ساقضي تلك السهره الصاخبه وحدي ، حجزت منضده كبيره في مطعم خالي ، نعم خالي ، لااحب المتطفلين ، لااحب الاعين الغريبه التي ستختلس بعض النظرات الفضوليه ، التي ستتاملني وتؤجل تعليقاتها السخيفه لوقت لااسمعها فيه ، لااحب الانفاس الغريبه ، تضايقني ، فانفاس البشر ليست رائحه جوفهم بل هي رائحه نفسياتهم ، اذا نفرت من شخص لرائحة انفاسه احترس منه ، لكني في تلك السهره الصاخبه التي اعد لها منذ زمن طويل ، لااريد غرباء ، لااريد انفاسا كريهه ، لااريد نظرات متلصصه ، لااريد روائح تضايقني ، لذا حجزت مطعم خالي ، وحجرت فيه منضده كبيره ، اتفقت معهم ، اريد مفرشا احمر لامع ، تزينه الورود البيضاء ، اريد شموعا حمراء ، اريد موسيقي خافته هادئه طيله الوقت ، لااريد صخبا ، يكفيني الصخب الذي تضج منه راسي ، اريد شموعا كثيره ، تنير المكان ، ترسم شعلاتها علي الجدران اشباحا وخيالات ، تدفي المكان وتؤنسني ، اريدها شموعا عطريه ، بعضها برائحه الفراوله وبعضها برائحه الكريز وبعضها برائحه التوت البري ، شموعا تطلق نسيم رقيق وعبير حاني ، يدفيء المكان اكثر واكثر ....

حان وقت بدء الاحتفال ، حان وقت السهره الصاخبه التي ساقضيها ...

جلست علي المنضده المزركشه بمفرشها الاحمر الساطع ، تتراقص عليه خيالات الشموع ، تفوح منها عطور النسائم الحنونه !!! جلست علي مقعدي المريح باسترخاء لطيف ، صوت الموسيقي الهادئه يلفني ، ابتسم ابتسامه واسعه فتغير الشموع من وهج ابتسامتي فتتوهج اكثر واكثر ، يحتل الدفء المكان ، سيده انيقه وحيده جميله رغم التجاعيد تجلس علي منضده كبيره في مطعم واسع خالي ، ليس به الا هي وذكرياتها ....... ابتسمت ...


( التاريخ الذي ساعيد صياغته (

السهره الصاخبه ستبدأ حالا ........... هذا ليس احتفالا براس السنه ، هكذا شرحت للرجل الانيق المبتسم الذي سالني مالذي ساشربه في صحه راس السنه الجديده .. لم يفهم اجابتي ، فالليله ليله راس السنه ، وانا في المطعم المزين بالاجواء الاحتفاليه ، اوضحت له ببساطه ، اني في هذه الليله ساحتفل بكل رؤوس السنه التي مضت !!! لم يفهم لكنه ابتسم ابدا ، صب لي ماء بارد في الكاس الكريستالي ، اكملت حديثي ببساطه ، مرت سنوات كثيره لم احتفل براسها ، وسنوات اكثر لااذكر احتفالاتها ، وسنوات اكثر قضيت ليله راس السنه وسط صخب احتفالي لكنه شخصيا لم اشعر وقتها باي بهجه ، وانا ... هكذا اوضحت له ... قررت احتفل بكل السنوات السابقه ، سارسم تاريخا جديدا للسنوات ورؤوسها ، ضحك الرجل الانيق سعيدا وهنأني علي فكرتي الصائبه ، لماذا لحظت غيمه حزن في عينيه ، ربما هو ايضا يريد تاريخا جديدا لكنه لم يقرر رسمه بعد !!!

ساحتفل برؤوس السنوات التي مرت ....

سابدأ برأس السنه الاولي لي في حياتي ، حين كنت طفله رضيعه لم اتجاوز سبعه شهور ، هذه راس السنه الاولي لي في حياتي ، الارجح ان امي وابي خرجا ليتحتفلا وتركاني ، ربما تركاني مع جدتي التي اتت من بلدتنا الريفيه لترعاني ، خرجت امي بصحبه ابي لقضاء سهره راس السنه وبقيت رضيعه في فراشي ، دثرتني جدتي ببطانيه صوفيه جديده شغلتها لي خصيصا ، هكذا احتفلت براس تلك السنه مغطاه ببطانيه وثيره جديده ، جدتي شغلتها من صوف وردي وزينتها بارانب بيضاء وبط يكاكي ، نعم هكذا اراه الان بذاكرتي الجديده ، بط صغير يسير في طابور علي طرف البطانيه ، ربما بكيت قبل منتصف الليل بدقائق ، وقتها اخذتني جدتي في حضنها وقبلتني ، ودقت الثانيه عشر دقاتها تعلن عن بدايه العام الجديد .... فكانت قبله جدتي هي القبله الاولي التي حصلت عليها في الثانيه عشر مساءا ، ربما الاصدق ربما الادفء ربما الاكثر حبا ، هذه هي الراس الاولي للسنه الاولي في حياتي !!! هكذا قررت ، ساكتب في دفتر ذكرياتي ان جدتي منحتني قبلتي الاولي ، ساقرر ان هذه هي الحقيقه ، جدتي ماتت لن تكذبني ، والحقيقه لو كانت علي قيد الحياه وحكيت لها تلك القصه لاكدتها لي ، ليست لانها قصه حقيقيه ، بل لان جدتي الحانيه كانت تحبني وترغب دائما في اسعادي ، لذا ياجدتي يسعدني وانا في هذا العمر واوشكت اكون جده ، يسعدني ان تكون قبلتي الاولي في ليله راس السنه هي قبلتك الحانيه !!! شكرا لك ياجدتي !!!

اقترب الرجل الانيق من منضدتي ، لاحظ ابتسامتي الواسعه ، سالني لو ارغب في اي خدمه ، كدت اساله يجلس معي لكني احرجت منه ، ماذا سيقول علي ، سيده وحيده تدعوه لمنضدتها ، سيفهمني بشكل خاطيء يفسد احتفالي .. لن ادعوه .. كرر سؤاله بادب شديد ، شكرته ، ارتبك ، نحن هنا في خدمتك ياسيدتي ، كدت اؤكد عليه اني لاارغب في اي خدمه ، لكني اشفقت عليه ، فبدون خدمتي لن يحس بقيمه لعمله في تلك الليله ، بغير خدمتي لن يقبل البقشيش السخي الذي سامنحه له ، ابتسمت وطلبت منه قدح شاي ، ابتسم وعرض علي نبيذ احمر ، احضر الزجاجه والكاس الطويل اللامع ، ابتسمت ، فتح الزجاجه برشاقه وصب لي كميه صغيره في كاسي ورحل

تنعكس خيالات الشموع الحمراء فوق سطح النبيذ ، ترسم قلوبا وفراشات وطيارات ورق ملونه وبالونات كبيره ، ترسم زهورا تتمايل فوق اغصانها ، اراقب سطح النبيذ ولااقترب منه ، لن احتسيه في بدايه الليله والا ستنتهي الليله وبسرعه ، تركت الشموع تحتسي رحيق النبيذ وتتوهج وترقص وبقيت انا مع تاريخي الذي ساعيد كتابته !!!

كنت في العاشره ، اقيمت حفل راس السنه في منزلنا ، استعدت امي مبكرا للحفل ، زركشت الزينه كل الجدران وبقي الطباخ في منزلنا ليلتين قبل الحفله ، يطهو الديوك الروميه ويتشاجر مع الخادمات الصغيرات ، امي اشترت فستان دانتيل ازرق وحذاء جديد ، كنت صغيره ، اعلم ان ليلتي ستنتهي سريعا وقت ينهرني احدهم ويطالبني بدخول غرفتي واطفاء النور ، مازلت اذكر اصوات الحفل تدوي في اذني وانا نائمه ابكي تحت الغطاء وحيده في الظلام ، لكن كل ماحدث في تلك الليله لم يعجبني ، ساعيد صياغه الاحداث ، امي ستشتري لي فستان جديد لاحضر به الحفل ، نعم ابي وافق علي حضوري الحفل ، مع تشديدات كثيره بضروره الادب ، ساحضر الحفله ، ساجلس بعيدا مرتبكه بين اقدام الكبار يرقصون ويصرخون ويضحكون ، ساسمع صوت الطاهي يسب الخادمات الصغيرات ، لكن الطعام اللذيذ التي طهاه واكلت منه مع بقيه المدعويين سيغفر له صراخه ، ههههههههههه ، لقد اعدت شريط الاحداث وادخلت نفسي جزءا من نسيجه ، ساقص علي البنات في المدرسه في اليوم التالي احداث الحفل ، ساصف لهم فساتين المدعوات ، ساقول لهم ان الضيوف لم يكفوا عن الرقص ، ساتباهي عليهم بان ابي دعاني للرقص ، وانه نبهني في البدايه ، اننا سنرقص تانجو ، واحد اتنين واحد اتنين ، واحد اتنين واحد ، هذه هي ايقاعات خطواتنا علي الموسيقي ، وارقص مع ابي وانا سعيده ، يتطاير فستاني الجديد في الهواء وانا ادور بين ذراعي ابي ، هذا هو التاريخ الجديد ، لم انم باكيه ، لم انصت للاصوات الصاخبه تاتيني من خلف الباب والجدران تختلط مع الظلمه ترعبني كانها اشباح ، انا ارقص في الحفله مع ابي ، يتطاير فستاني الجديد ، دقت دقات الثانيه عشر ، اطفئت الانوار ، اسمع صوت القبلات والفرحه ، يقبلني ابي ويرفعني بين ذراعيه ، اكاد اطير من السعاده، هذا هو تاريخي الجديد ، اكلت من الديك وشاهدت الضيوف يرقصون وقبلني ابي في الثانيه عشر و......... كانت من اسعد الليالي التي قضيتها .... لكني لااتذكر امي !!!!

ربما كانت منشغله بشيء ما ، لااتصور هذا !!! ربما المح علي وجهها لمحه حزن اخفتها بابتسامه مرسومه ، هل فعلا كانت حزينه ، ماتت قبل ان اسالها ، لااتمناها كانت حزينه ، اتمناها كانت سعيده ، سارسم لها هي الاخري في تلك الحفله تاريخا جديدا ، ربما كانت تكلم امها في الثانيه عشر تهنئها بالعام الجديد ، نعم ربما عادت بعد هذا لابي فقبلها وشكرها لانها زوجته التي تسعده في الحفله وعموما ، نعم هذا هو التارخ الذي ساتذكره لامي ، ولن اسالها عن صحته ، فهي ماتت منذ سنوات بعيده ، والاموات لا يتذكرون الاوجاع والهم ، لذا هي نسيت ما اوجعها ، وتاريخها الجديد الذي رسمته اسعدها ، اكاد المح ابتسامتها وهي تجلس فوق راسي في سحابه منخفضه تراقب حفلتي بسعادة !!!!

مازالت الشموع تتوهج وضيائها ينتشر ، خيالاتها ترسم ابتسامه امي كبيره سعيده علي الحائط ، ترسمها تقبض علي باقه زهور كبيره ، اتت من جنتها تشاركني احتفالي الجديد ، رائحه الكرز والفراولة تعبق المكان ، كانها رائحه حضن امي ، الارانب البيضاء المشغوله فوق بطانيه جدتي فرت من فراشها وتراقصت امامي علي الحائط ، تمد اكفها الصغيره تكاد تعانقني ....

اقترب الرجل الانيق مبتسما ، لم تمسسي كاسك ياسيدتي ، ابتسمت ، مازالت الليله طويله ، ترسم خيالات الشموع قلوبا حمراء فوق سطح النبيذ القاني ، تتلاقي تتفرق ، كالاحباء في مطارات الاغتراب ، كان اعاصير الهم ستجتاح حفلتي ، ساهرب منها ، امسك كاس النبيذ برشاقه وادس انفي في هواءه ، رائحته تنفذ لجوفي ، كان دوارا خفيفا يتسلل لراسي ، لا لن اشرب النبيذ ، احتاج اليوم لعقلي يقظا ، ارسم تاريخا جديدا لرؤوس السنه ، كيف ساتخدر وانام واترك تاريخي كالباب المفتوح يتسلل اليه ومنه من يريد !!!! المشكله ان هناك سنوات كثيره كثيره ساسقطها من تاريخي هي ورؤوسها وارجلها وكل اجزاءها !!!! ساسقط تلك السنوات ، مالذي اذن سيبقي لي !!! كل تلك السنوات ساسقطها ، لن يبقي لي سنوات اذكرها !!! ضحكت ، مازالت رائحه النبيذ في انفي تخدرني ، لن اسقط اي سنه ، ساعيد صياغه الاحداث فيها ، ساصنعها من اول وجديد ....

كانت ابنتي في شهورها الاولي ، وكان ديسمبر شديد البروده ، رفضت الخادمه المبيت عندي لرعايه الصغيره ، قررت اقضيها سهره منزليه ، اعددت ديك وشموع وموسيقي وفستان جميل ، نميت ابنتي التي قررت تعاندني ولاتنام ، كلما اطفئت عليها النور صرخت ووقت اشعل الاضواء ، تكاد تبتسم كانها فرحه بصحبتي ، مره في الثانيه في الثالثه ، رضخت لبكاءها ، واصطحبتها معي للصاله ، امام الديك والشموع ، صمتت كانها تتامل مايحدث حولها ، اشعلت الشموع لكن رائحتها ازعجت الصغيره ، اشعلت انوار الصاله واطفئت الشموع ، الحفله لم تعد حفله ، الاضواء زاعقه تطرد الرومانسيه ، الصغيره علي ذراعي تذكرني بالامومه التي يتعين علي مراعاتها ، غيرت ملابسي وخلعت الفستان الانيق ، نظرنا للديك نظرات موحيه ولم نقترب منه ، اخذتها في فراشها انيمها علي انجح فنستأنف حفلتها ، اخذتها في حضني واخذت اغني لها ، اغني لها ، اغني لها ، ودخلت شمس اليوم الجديد من الشباك ، وجدتني وحيده وصغيرتي في الفراش ، ابيها ذهب للعمل ، الديك مازال سليما فوق المنضده ، كل شيء يشير لحفل لم يبدأ ، انها مقتضيات الامومه ، فالاطفال يفسدون الحفلات والسهرات والخروجات لكنهم يجعلوا الحياه افضل .... مالذي سامحوه من تلك الليله ، ماهو تاريخها الجديد الذي ساكتبه ، سالغي الحفله ذاتها ، فابنتي الرضيعه لن تكف عن البكاء وقلبي لايتحمل بكاءها ، لن نحتفل هذا العام ، لن نشتري ديكا فسعره غالي ونحن فردين ورضيعه ، سننام مبكرا حتي نستيقظ مبكرا نذهب لاعمالنا ، نعم التاريخ الجديد سيلغي الحفل وكل استعداتها ، سيبقي فقط ابنتي في حضني ليس فقط في تلك الليله بل في كل الليالي !!!!

اقترب الرجل الانيق ينبهني ، سيدتي دقائق قليله وتدق الثانيه عشر ،ستبدأ السنه الجديده ، نظرت في وجهه ، محايدا مبتسما ، المطعم خال وانا الزبونه الوحيده ، الموسيقي الهادئه تخدر الجسد ، رائحه الشموع وخيالاتها ، يجهزوك لعام جديد ، تتمناه سعيد !!!

يصب لي نبيذ ويهمس ، عام سعيد سيدتي ، الدقات تتلاحق ، ستبدأ السنه الجديده بعد دقيقه واحده ، احدق في الظلام الذي لفني فجأ ، اتذكر تلك السنه التي بدأت عقب وفاه امي ، في ذلك العام لم احتفل ولم ارقص ، لم انتظر قبله حميمه في الثانيه عشر ، بقيت في فراشي ابكي ، افتقد امي التي رحلت وتركتني ، في ذلك العام اختبأت من السنه الجديده تحت البطانيه ، دفنت راسي في حضن امي ونمت ، لاانتظر عام جديدا ولا احس بقدومه ، كنت اكلم امي والثانيه عشر تدق ، لن احصل علي القبلات التي اتمناها ، اذن فلاكلم امي ، وكل سنه وانت طيبه ياحبيبتي ، ياتيني صوتها مزغردا فرحا ، وانت طيبه يااموره ، هذه السنه ، امي ماتت ولن اسمع صوتها في التليفون ، ستبدأ هذه السنه مختلفه عن كل سنوات عمري السابقه ، انها السنه الاولي بعد غياب امي ، لها تقويم خاص ، تقويم الاحزان ، لن تهمس لي بحب وانت طيبه يااموره ، هذه السنه توجعني ، هل سالغيها في التاريخ الجديد ، لا سابقي عليها ، فقد امي ليس مناسبه مريره الغيها ، فقد امي ووجع رحيلها هي مشاعر نبيله قاتمه نعم موجعه نعم لكنها لاتستحق ابدا الالغاء ، هذا العام الذي لم احتفل براسه وقضيت في فراشي دقائقه الاولي اختبيء تحت البطانيه ، لا يحتاج اعاده صياغه ولاالغاء ، يحتاجني اتأمله ، استعيد لحظات المه النبيل ، اتذكر امي وحبها ووجع بعادها !!!

تدق الثانيه عشر دقه اثنين سبعه تسعه اثني عشر دقه ......................... بدأت السنه الجديده ، بدأت وانا وحيده وحده اختياريه ، انا وذكرياتي وارانب جدتي وقبلات امي وخيالات الشموع والموسيقي الهادئه !!!

) الرجل الانيق الذي لااعرفه (

اقترب الرجل الانيق مبتسما ، دعوته للجلوس معي ، ارتبك ، اعتذر ، كررت الدعوه ، نحن وحيدين في لحظه خاصه ، ستدخل علينا سنه جديده ، اعتذر ثانيه ، ان كنت تبحثين عن صحبه فانا لااصلح ، لان من سيجلس معك هو الرجل الذي يؤدي عمله ،ستجدي صحبتي سخيفه تفسد عليك الجو الجميل الذي تعيشيه ، ان كنت تشفقين علي من وقفتي احوم حولك طيله الوقت ، فهذا عملي الذي احبه لايحتاج شفقه منك او من غيرك !!! اعطاني ظهره ثانيه وعندما لف صوبي ثانيه ، كانت ابتسامه الموظف ترتسم علي وجهه بادب شديد ، احترمته وتركته وشأنه ، كنت ساصغي اليك ، احسك تحتاج للبوح وانا احتاج للانصات ، احتاج للاحساس بقيمه وجودي ولو في هذه الثانيه ، انصت لرجل لم يجد غيري يتحدث معها !!!

رشفت رشفه كبيره من كاس النبيذ ، حاد المذاق ، اعرف هذا الطعم ، لكني لااعرف طعم النبيذ ، انه خدر رائق ينتشر في فمي ، احس رغبه في الضحك ، يالها من ايام بعيده كنت اضحك بلا هم ، لااتذكر المره الاخيره التي ضحكت فيها لااحمل للدنيا هما ، كل ضحكاتي مريره ، في اخرها مذاق لذع حاد كمثل مذاق النبيذ ، اريد ضحكه رائقه من القلب بلا هم ، ساقوم وارقص ، ساخلع حذائي واقذف الوردات التركوازيه من شعري ، وسارقص ، ساقف علي حلبه الرقص الفارغه الا مني وارقص ، الموسيقي هادئه تخدر الروح كمثل يخدر النبيذ الجسد ، لن اقبل ذلك التاريخ الذي رسمت فيه الابتسامات علي وجهي بانصال الوجع ، ابتسامه مرسومه لاتكشف عن هم متكلس علي القلب ، لن اقبل ذلك التاريخ ، سأمحو ايامه من ذاكرتي ، ساصنع تاريخا جديدا من الابتسامات الحقيقيه التي اشرقت علي وجههي بلا عناء بلا زيف بلا رياء !!!

كانت ليله راس سنه وانا مع اقاربي واصدقاءي وابنتاي خارج الوطن ، كانت راس السنه الاولي التي احتفل بها بعد العتق من النار ، لماذا يوجعني قلبي ، حزينه انا علي حريتي التي طالما تمنيتها ؟؟؟ حزينه علي وحدتي وسط عالم صاخب ، لماذا لا تنهمر شلالات الفرحه داخل نفسي ، لكن السنه الجديده ستبدأ ومعها حياتي الجديده التي اعرف شكلها ، وانا اخاف المجهول ، سنه جديده مجهوله ستبدأ ، لااعرف اين ستاخذني واين ستتركني ، لكن اصدقائي واقاربي وابنتاي يلتفون حولي ، لماذا لايسعدني وجودهم حولي ، هل احسهم يشفقون علي ، هل التفافهم حولي شفقه ، لكني لااحتاج لشفقتهم ، فالضعف احساس لااحبه ، لااحتاج لشفقه احد ، انا اقوي من شفقتكم ، واحاسيسكم لاتسعدني ، هل بكيت في تلك الليله ، لاااذكر ، لكني لو عشتها ثانيه سابكي اكيد ، لماذا يخاف الناس من الدموع ، لماذا يهرعون مرتبكين لمن يبكي يطالبوه بالكف عن البكاء ، ربما دموعهم معلقه ستسقط ، ربما دموعهم جفت يستجدوها ولا تاتيهم تبخل عليهم بالراحه ، ربما توجعهم الدموع تذكرهم بنذالتهم وسخافتهم ، لكن تلك الليله لو عادت سابكي ، وحيده انا اعيش تجربه وحياه جديده في بلاد غريبه ، بعيده عن اهلي وناس وونسي ودفئي ، اجواء تحرض علي البكاء ، نعم ساعيد صياغه تلك الليله ، ساترك كل الاحداث مثلما كانت واغير من النظره الجامده البارده المرتسمه تعاليا علي وجهي ، كانها تقول لست ضعيفه ولااحتاج شفقتكم ، بالعكس انا سعيده حتي لو كنت لاتصدقون ، ساغير تلك النظره ، واترك بعض دموعي تناسب بين حين واخر ، ربما ايضا ساختبيء في مكان بعيد عن الاصدقاء والاقارب وابكي بصوت عالي انتحب ، ربما !!!في راس تلك السنه ، كنت متكبره انكر وجعا يحتلني ، ارسم علي وجهي ابتسامه احتفاليه تليق بالحفل الصاخب الذي احضره ، لكني ساعيد صياغه التاريخ ، ساترك لنفسي عنانها ، ترقص ان ارادت تبكي ان ارادت ، وحين تدق الثانيه عشر في تلك الليله ، ساحتضن ابنتاي وامزق وجناتهما قبلا ، ساستمع بقبلاتهما الحانيه فوق وجنتاي ، ساكلم ابي في التليفون ، ساكلم احدي صديقاتي ، تصرخ عندما تقرا رقم تليفوني علي هاتفها المحمول ، تصرخ وتبكي وتشرح لي افتقادها لي ، وقتها سابتسم سعيده بلا رياء بلا زيف ، من قال ان عالمي سيخلوا علي الا من وحدتي ، هاهما ابنتاي ، هاهو ابي ، هاهي اختي ، هاهم اهلي واسرتي ، هاهم اصدقائي وصديقاتي ، هم شركائي في هذا العالم ، شركائي ، يغيبوا يبتعدوا ، لكنهم في النهايه شركائي الوحيدين في هذا العالم ...

احدق في خيالات الشموع علي الحائط ، اتأمل الورود البيضاء تتراقص علي وريقاتها الصغيره خيالات اللهب ، مازالت نسائم الشموع العطريه تهب نفحات متتاليه ، سحابه من رائحه الكرز والفراوله والتوت ، الان انا في الثوان الاولي من العام الجديد ، في اي عام انا ، ماهي السنه التي بدأت ، لااعرف وليس مهما ، هي سنه جديده ستكون مختلفه عن السنوات السابقه ، هذه بدايه تقويم الفرحه ، سنه اعدت فيها ترتيب احداث السنوات السابقه ، اعدت كتابه التاريخ ، اقصيت الاحداث الموجعه بعيدا لخلفيه الشاشه ، صدرت الاحداث والمشاعر الحقيقيه في المقدمه ..

) روحي بلا تجاعيد (

انها سنه سعيده !!! لابد من الاحتفال بها ، ساحتسي رشفه نبيذ كبيره ، ساسمح للخدر يتسلل لراسي واطرافي ، ملايين النمل الصغير يزحف فوق جسدي ، لااضيق به ، استمتع بذلك الاحساس ، كان جسدك القي علي جانب من الطريق تاركا لروحك الطليقه حريتها ، هذا النبيذ لايسكر ، انه يسعد ، يستدعي الاحاسيس الفاره ويذكرك بيها ، ساقوم وارقص ، ساسبح في الفضاء ، ساحلق في العوالم الحره ، كمثل فراشه طليقه تتنقل بين الزهور الطيبه ، عصفور مغرد يقفز بين افرع الشجره الوارفه ، بطه صغيره تضرب باجنحتها الضعيفه في الماء البارد ، زهره بريه ترتوي من ندي الصباح وتمايلها الريح الحانيه علي غصنها الاخضر ، سارقص بروحي ، جسدي ليس مهم ، ثقيل خدل متيبس ، سارقص بروحي ، ساصعد لسماوات لم تصعد لها الارواح الحيه ، ساحلق فوق العالم اتأمله ، ساطير بعيدا لعوالم الفرحه الموصده باقفال الهم وادخلها ، سالف علي احبابي اعانقهم نائمين ، اترك لهم ورودي وقبلاتي فوق مخداتهم البارده ، ساجلس فوق سطح القمر اتدثر باشعته الفضيه واختبيء فيها من وحشه الليل ، سارقص بروحي ، ساضحك بسعاده ، هذا عام جديد ، بدأته بترتيب الاوراق والاحداث والتاريخ ، قصقصت الموجع ودفنته مع اصحابه في قاع الذاكره وردمت عليه بالورود والرياحين تغطي نسائمها العطره علي رائحته النتنه ، ساضحك بسعاده ، ساعود للزمن البعيد ، استعير روحي الحره واصادرها لصالح زمني الحالي ، ساسترد ملامحي بلا تجاعيد واترك التجاعيد وسنوات وشمها الكئيبه خارج تقويمي ، ساعود صبيه ، بل عدت صبيه ، صبيه انضجتها نيران التاريخ الموحش ، لكن التاريخ الموحش رحل ومعه تجاعيده ، قلبي بلاتجاعيد ، روحي بلا تجاعيد ، ضحكاتي بلا تجاعيد !!!!

اقترب الرجل الانيق سالني ايه المأكولات اشتهي ، ضحكت بادب ، ربما تمايصت عليه ، ولما لا ، اليس رجل وحيد في ليله جميله ، سالته مالذي سيختاره لي ، اعتذر بادب ، ياست منه ، تركته لحاله ورفضت الطعام ، لااشعر جوعا للطعام بل اشعر نهما للحياه ، الطعام لن يسعدني بل حريتي تسعدني ، لن اكل ، لااشتاق لمذاق او طعم ، اشتاق لاحساس وشعور ، ابتسم الرجل الانيق وياس مني هو الاخر ورحل بعيدا عن منضدتي ، لست الزبونه التي انتظرها لمثل هذه الليله ، لا اشرب لااكل لا اتعبه بالطلبات الكثيره لم اترك له مجالا للشكوي من وجودي ، ياس ورحل !!!

ساعود لراس تلك السنه ، التي كنت اقضيها مع جزء من عائلتي خارج الوطن ، كان ابي وعمي وابناء عمومتي جميعا يعملون في واحده من الدول التي اشترت الرجال وعرقهم بالدنانير ، جزء من عائلتها رحل خلف رزقه ، وهناك في الغربه التصقنا ببعضنا البعض ، داوينا هم الغربه بدفء الونس والصحبه ، كنا صغارا ، نسمع بغير قصد شكاوي الرجال التي سافرت من اجل جهاز البنات وشقق الاولاد ، نسمع شكاوهم وهم اسري الغربه ، يبكون كلما مات صديق لم يواروه التراب ، يبكون كلما اخبرهم احد بمرض عزيز لايملكون زيارته بباقه ورد ، يبكون كلما سمعوا السلام الجمهوري يعزف لعلمهم العالي ، هم اسري البنوك وارصدتها واصفارها الكثيره ، لكن قلوبهم متعبه بالهم ، يتمنون العتق ولايقوون عليه ، فالنساء لاترحمهم ، وشراء الذهب والصيني والاقمشه المستورده يضيع سنوات عمرهم ، التصقوا ببعضهم يعالجوا الغربه بالوطن الصغير ، انهم جزء من العائله ، جزء من الوطن حملوه في قلوبهم ، عاشوا طقوسهم كان الوطن سافر معهم ، بحثوا عن غيرهم من المصريين المغتربين واقتربوا منهم ، صفوه رجال البلد واكاديميه ومهنيه ، يعيشون سجن الغربه باختيارهم اللعين ، كنا صغارا لكنا نفهم طعم القهر الذي يحول احلي المأكولات في افواههم لملح كريه ، فاللقمه المغمسه بالغربه لاتشبع ولاتسعد ، كنا صغار نتمني العوده لمنازلنا ومدراسنا واصدقائنا وشوارع العابنا ، الغربه تعذبنا ايضا ، نستيقظ مكتئبين وننام محروقي الدم لانفهم سببا ، لم نفهم وقتها معني الشوق للوطن وافتقاد اهله ومراره الغربه ، لم نفهم لكنا احسسنا بالوجع والهم !!! في وسط تلك الاجواء الغريبه قررت العائله الاحتفال براس السنه ، تواعد اهلنا علي اللقاء في منزل اكبرنا سنا ومقاما ، ارتدت النساء اشيك ماعندهم وترصعن بالماس ، لااحد غريب بيننا ، لكن النساء لايسعدن الا بالتفوق علي غيرهن من النساء ، دخلت بيت عمي ، صاله منزله كبيره ، مليئه بالمصريين ، العائله والاصدقاء وابنائهم ، ترتدي الفتيات اثوابا انيقه وتزين رؤوسها بالفيونكات والشرائط ، يومها منحني ابي اذنا بوضع " روج " علي شفتاي ، دخلت صاله منزل عمي فرحه ، ابدو مثل الكبار تلمع شفتاي بالروج ، يومها قررت العائله نسيان الغربه وهمها ، رقصنا وضحكنا وقص الكبار بغير قصص ذكريات الوطن والبلده والاحباب ، هم يتكلموا ونحن ننصت لهم باهتمام كبير ، يذكروا بعضهم بالنكات والمواقف الساخره ويضحكوا فنشاركهم الضحك بل نضحك اكثر منهم ، في تلك السهره ، شاركتنا جدتي احتفالنا ، فعمي وابي وبقيه العائله ، نادو عليه بقصصهم فحضرت ولم تغادر حتي نهايه الحفله ، شاركتنا عماتي الاحتفال ، فالنوادر التي قاموا بها وغضب جدتي منهم والتعليقات التي احتفظت بها الاسره في راسها ، كل هذا تراثنا العائلي الخاص شاركنا احتفالنا ، وانتهت الليله ونحن سعداء !!!! عجبا ، كانت ليله راس سنه سعيده ، لماذا اذن اتذكرها ، مالذي ساغيره من احداثها ، ماهو التاريخ الذي ساعيد كتابته فيها ، نعم !!! تذكرت ، في تلك الليله لم تشاركنا امي الاحتفال ، مازلت اذكر احساس اليتم الموجع ، وانا اشتري فستانا للسهره لاتختاره لي امي بل زوجه ابي ، كنت اتمني تختار لي امي فستاني وتصفف شعري وتقرضني قلم الروج خاصتها لازين به شفتاي ، لكن امي كانت في مصر وحيده ، وابي وزوجته الجديده وسط العائله ، نعم مازلت اذكر كيف غابت امي عن الحفله ولم يفتقدها احد حتي الان ، كنت انانيه في مشاعري ، لم اكترث الا بالبهجه التي منحتها لي العائله ، لم افكر ثانيه في امي واحزن حتي لغيابها ، نسيتها كانها لم تكن موجوده ، في تلك الليله تقبلت بمنتهي البساطه غيابها ووجود زوجه ابي في مكانها عند ابي ووسط العائله ، كنت نذله كبيره ، كان يتعين علي وقتها اتذكر امي وافتقدها ، وعندما اكتب لها خطابا لاحق اقص عليها احداث الليله ، كان يتعين علي اذكر لها اني افتقدتها وكنت اتمناها معي ، لكني لم اشعر مثل تلك المشاعر فلم اقولها لها ، نعم وصفت لها الحفله والسعاده والاناقه ونسيتها ، لم اكترث بمشاعرها وهي وحيده في القاهره وبناتها يستمتعن بوقتهن في حفله ، لم اكترث بمشاعرها وهي وحيده في القاهره وزوجها السابق يراقص زوجته الجديده ، كنت نذله ، لكني الان ادركت نذالتي ، وشعرت بسخافتي واتمني اعاقب نفسي عليها ، اتمني لوالغيت الحفل وخلعت الحذاء الجميل ولملمت الورود التركوازيه من شعري وقذفتها ارضا ، اتمني لو تتواجد امي معي الان وتضربني علي قله احساسي ، تعاقبني بطريقتها عن ذنبي فابرء من الذنب بقيه العمر ، لكن امي ماتت ولم تنطق حرفا في هذا الموضوع طيله عمرها ، كانت عزيزه النفس لم تشحذ ابدا انتباهنا لاوجاعها ، لم تشكو ابدا من جحودنا في بعض اللحظات ، التمست لها الاعذار دائما ، كنا صغارا طائشين غير مدركين عمق جرحها ، لكن تعاليها علي لومي اوجعني اكثر ، ليتها تاتي الان وتضربني قلما موجعا ، ليتها تخاصمني عقابا فالح عليها تصالحني فتصالحنا غفرانا وحبا ، لكني ساعيد كتابه التاريخ ، ساعود للحفله منتبه لغياب امي ، ساقص حواديتها الجميله مثلما يحكي الجميع ، ساذكر العائله بامي التي كانت واحده منهم ثم لم تعد ، لن اتركهم ينسوها ببساطه وسهوله ، ساذكرهم بانها كانت ابنتهم وحرمت من صحبتهم قهرا وقسرا فلا اقل من تذكرها والاشتياق اليها ، ساعيد كتابه التاريخ ، لن اقترض من زوجه ابي قلم الروج الخاص بها ، ساسال امي في التليفون عن رايها في الفستان الذي ساشتريه ، ساحسسها انها موجوده في حياتي ومهمه جدا رغم السفر والغربه والبعد ، وعندما اعود من الحفل ساهر اكتب لها خطاب طويل ، ساقص عليها مالذي حدث في الحفل وكيف ذكرت الجميع بها وكيف افصحوا جميعهم عن اشتياقهم لها ، حتي ابي ، ساقول لها اني كنت افتقدها بشده وكنت اتمناها تكون موجوده ، سارسل لها قبله في الخطاب تؤكد شوقي ومشاعري ، وعندما سانام بعد كتابه الجواب ساحلم بها تزورني في الحلم وساقول لها ثانيه وثالثه وللمره العاشره اني احبها وانها وحشتني واني افتقدها !!!! نعم هذا هو التاريخ القديم الذي غيرته ، محوت الموجع من احداثه ورسمت ابتسامه كبيره فوق صفحته القديمه ، اعترفت بغلطتي ومشاعري الانانيه ونذالتي ، اعتذرت لامي وقبلت اعتذاري ، هذا هو التاريخ الجديد الذي صنعته !!!!

هل لمحت ابتسامه امي فوق السحابه الورديه التي تجلس عليها فوق راسي تتابعني في الحفل ، نعم لمحت ابتسامتها ، فالتاريخ الجديد الذي كتبته هذه الليله اعجبها ، لمحت ابتسامتها وتصورت يمامه بيضاء تهبط من السحابه الورديه وتقف علي المنضده بجوار الشموع ، يبدو ان النبيذ ادخلني بخدره في دوائر الاوهام والهلاوس ، احدق في اليمامه البيضاء علي المنضده فالمح خيالات الشموع علي اجنحتها ، هي موجوده وليست وهما ، اضحك ، من اين ستاتي اليمامه البيضاء ، راسي يدور كاني اخرف ، لكني لااخرف ، اليمامه البيضاء علي المنضده تحدق في راضيه مبتسمه ...

يقترب مني الرجل الانيق ،يسالني ، كاس ثانيا سيدتي ، ارفض بقوه ، فالكاس الاول لم تنفذ قطراته ووعي يغيب وياتي والهلاوس تحيطني ، لم يقبل رفضي ، وملا لي الكاس حتي حافته ورحل ... كاني لم اقل شيئا ، اذن لن احتسيه ، ساتركه علي المنضده شاهدا علي التاريخ الجديد الذي اكتبه ، كدت اساله عن اليمامه البيضا ، لكني سمعتها تهمس لي لن يراني غيرك ، فانا قلب امك وحبها ، لكي خصيصا ، ابتسمت ، نعم اليمامه البيضاء علي المنضده امامي لكن احدا لن يراها غيري

مرت ساعات كثيره وانا علي مقعدي اعيد صياغه التاريخ ، لكن الفجر مازال بعيدا ، لن ارحل قبل قدومه ، سانتظره ، سانزل الشارع وقت الفجر احتفل بالعام الجديد مع فجره الاول ، كم مرت علي حفلات لراس السنه تمنيت فيها انتظار الفجر ، لكن الليل الذي كنت اعيشه لم ينتظر الفجر ، ونمت الف فجر جديد لسنه جديده لم اراه ولم اشهده ، لكني هذا العام سابقي حتي الفجر ، وحين تتلون السماء بومضات حمراء وسط السواد المنحسر احتفاءا بالنهار الاول ساسير في الشارع ، افتحي رئتاي للهواء البارد المنعش ، ساوزع ابتساماتي علي السهاري في الشارع ، هؤلاء اللذين لايقووا علي تذاكر الحفلات الخاصه ولا ثمن قوائم الطعام الخاصه ، سابتسم لشابه صغيره تجلس علي كورنيش النيل يقبض علي كفها شاب محب ، سابتسم لعائله مصريه جميله خرجت تحتفل براس السنه فوق الكوبري ، تتدثر بالبطاطين وتحتسي الشاي السخن ، سابتسم لكناس عجوز يجلس علي الرصيف يرتدي طرطور ملون تركه السكاري علي الارض فلم يهن عليه وزين به شعره الابيض ، سابتسم لعسكري المرور الواقف في برد الفجر مبتسما يفكر في اللحاق بصلاه الفجر وثوابها ، لن اعود لمنزلي قبل احتفالي بالفجر !!!!

اقترب مني الرجل الانيق ، محتارا ، لااطلب منه شيئا ولايجد مني مايبدد وقت عمله الطويل ، اقترب مني ، سالني هل سعيده سيدتي ، نعم سعيده ، ابتسم بحق فرحا بسعادتي ، هذا مايهمني ، نعم صدقته ، جملته الاخيره ليست من مقتضيات عمله ، خرجت من قلبه لقلبي ، ابتسم وتركني مع سعادتي ونفسي !!!

كنا مجموعه اصدقاء ، اتفق معنا شخص كنا نظنه صديق تبين بعد وقت طويل انه حقير ، اتفق معنا علي الاحتفال معا ، اختار لنا مكان بعيد ، لانعرفه ، وطالبنا بمبلغ مالي كبير مقابل حضورنا للحفل الفاخر الذي سنحضره ، وفي يوم الحفله ، ذهب قبلنا ، تهنا وتهنا في الشوارع ، كل الصحراء تشبه بعضها ، نطلبه في التليفونات لايرد ، الساعه تجري صوب الثانيه عشر ، كدت ابكي يومها ، سابدء العام الجديد في الشارع ، تائه في الصحراء ، رد علي احد اصدقائنا في الاخير ، وصف لنا المكان فوصلنا والناس تعد للثانيه عشر ، دخلنا في الظلام ، حرمنا من قبلات الثانيه عشر ، المكان مزدحم بشكل رهيب ، لانعرف مكان الاكل ، لم يهتم بنا احد ، تركت معاطفنا ملقاه باهمال علي الكنب ، داست علي بعضها الاقدام ، الكل يرقص في هستيريا غريبه ، دخلنا حلبه الرقص نضحك بهستريا ، بل ونبكي احيانا ، لااحد يعرف احد ولايكترث احد بالتواصل بين البشر ، كانت ليله بارده ، ضحك علينا فيها ، دفعنا نقودا كثيره ولم ناكل ولم نشرب ولم نعامل باهتمام ، داست الاقدام الغليطه علي احذيتنا الانيقه وسط هستيريا الرقص ، بعد عده ساعات غادرنا الحفل غير ماسوف علينا ، شعرنا جميعا اننا ضحيه رجل نصاب ، سرق نقودنا ودس بنا في الزحام واختفي !!! كانت ليله كئيبه كشفت لنا عن السنه التي ستلحقها ، الاحساس بخسه ذلك الشخص الذي كان صديق اوجعنا ، النقود التي سرقها منا تافهه القيمه امام اكتشافنا لحقيقته ، سالنا نفسنا الف مره عن السبب الحقيقي الذي باعنا وباع صداقتنا بسببه ، عده جنيهات كثرت او قلت لاقيمه لها وتافهه ، يبيعنا جميعا من اجلها ، يلقي بنا في الصحراء الموحشه ثم في الزحام الهستيري ويختفي !!! لاتعجبني تلك الحفله ولا تلك الليله !!! ساغير احداثها ، سابدء من بعيد ، ساخرج هذا الشخص من حياتي تماما ، لن اسمح له بدخولها ، ليس صديقي ولن يكون ، سافوت عليه امكانيه النصب علي ، كيف سينصب علي وانا لست صديقته ، لن اذهب مع اصدقائي لذلك الحفل الهستيري ، ساصطحبهم لمكان هاديء ، نتناول فيه العشاء ونتمازح ونتبادل الحكايات ، وحين تدق الثانيه عشر ، سنتبادل القبلات والاحضان والامنيات الطيبه ، سنشعر بالونس والدفء والحميميه ، سناكل بشهيه ونضحك بثقه ونتبادل قلوبنا انخابا في صحه صداقتنا وحبنا !!! نعم هذه هي الليله الجميله التي قضيناها في التاريخ الجديد ، لااعرف ذلك النذل ، نعم لااعرفه ، لن نضيع معه ليله غاليه من حياتنا ، لن نتوه في الصحراء الموحشه ، لن ندخل المكان الهستيتري الذي يتحرش فيه الجميع بالجميع كانه سكاري لايقصدون ، لن نؤذي مشاعرنا واعيننا بزار الرقص والصراخ والزيف الذي اراد ذلك الغريب احتجازنا فيه ، الليله التي رسمت احداثها اجمل ادفء اكثر صدقا ، هذا هو التاريخ الجديد الذي صنعته!!!


( ليلة غريبه سعيدة اوشكت علي الانتهاء )

مازالت الشموع تحترق كاحداث التاريخ القديم الذي الغيته ، مازالت الورود ناصعه البياض امامي مثل ايامي الجديده التي اكتبها ، مازالت النسائم العطريه تلفني كسعادتي التي تحتويني ، مااجمل اسقاط الاحداث الموجعه من التاريخ الخاص ، لااكثرث بالاخرين بارائهم ، لااكترث بذكرياتهم ، انا اطهر ذكرياتي انا ، اغير ترتيب احداثها ، اكمل سنوات عمري بعمر سابق اجمل اعدت صياغته ....

هذه اسعد راس سنه قضيتها مع نفسي ... ساقوم الان وارقص ...

سادعو الرجل الانيق للرقص معي .. انه رفيق وحدتي وانا رفيقه وقته ..

لايملك خيارا ...


اقترب مني مبتسما ، سالته الحساب ، ابتسم ، لسه بدري ، شرحت له قصتي ورغبتي في السير في الشارع احتفل مع السهرانين ، ابتسم سعيدا ، سالته متي سينتهي من عمله ، اخبرني ، انت عملي ، وقت ترحلي سارحل ، احضر لي الفاتوره دفعتها ، سالني اي خدمه اخري ، سالته امنيه ، رجوته ، وعدني يحققها ، ادعوني للرقص ، اتسعت ابتسامته ، ساغير ملابس العمل وارتدي ملابسي واستعد للرحيل وساراقصك ، فككت الزهور التركوازيه من شعري ، ابتسمت لامي التي كانت تراقبني من فوق سحابتها الورديه ، عاد رجل مختلف ، قسماته حره ، تحرر من اسر العمل والخدمه ، دعاني للرقص ، رقصت معه ، لم اساله عن اسمه ، لااكترث باسمه ، لم يكلمني ، ترك الموسيقي تتخللني ، احسست الخدر يزيد ، سالته عن نوع النبيذ الذي صبه لي ، ضحك وهمس ، هذا ليس نبيذ ، انه عصير عنب احمر ، نقدمه للسكاري باعتباره نبيذا لاينتبهوا ، ابتسم ابتسامه كبيره ، وثقت فيك واخبرتك بسر من اسرار العمل ، لم اصدقه ، لكني سكرت ، ضحك وهو يدور بي ، سكرت لانك كنت تبحثين عن السكر ، كنت تتمنيه ، صدقته ، كنت اعرف ذلك المذاق لكني لم اتبين حقيقته ، صمتت الموسيقي ونحن مازلنا نلف ، اخذت حقيبتي وكدت اودعه ، قبض علي ذراعي ونصحني ، الوقت متأخري والشارع مليء بالسكاري لاتسيري وحدك ، تركت له ذراعي ونزلنا الشارع معا ....


سرنا في الشوارع الهادئه ، نبتسم للماره ، يحكي لي عن تاريخه الذي يرغب في اعاده صياغته ، احكي له عن التاريخ الجديد الذي رسمت احداثه ، كان الفجر يبزغ والسماء تومض بالسحب الحمراء والعصافير تغرد معلنه بدايه اول نهار في السنه الجديده ، ظلننا نسير علي قدمينا سعداء نتقاسم الاحاديث والمشاعر ، لااعرفه ولن اعرفه ثانيه ، لايعرفني ولن يعرفني ثانيه ، كنت مبتسمه وكان مبتسما ، نتواصل بلا عبء ولا هم ولا ضيق بمنتهي السعاده والرحابه والانطلاق ، فنحن ليس الا غريبين جمعتهما ليله غريبه سعيده اوشكت علي الانتهاء
!!!!!!!!!!!!

نشرت من قبل في مدونه ياما دقت علي الراس طبول

http://marmar18359.blogspot.com/2009/12/blog-post_26.html

وقررت نشرها هنا من ضمن الحواديت

الخميس، 24 ديسمبر 2009

مازالت تبحث عن ظله في الشارع !!!!!!!!!!!!!!




ثرثرات جانبية ....
دقت الساعه دقات متلاحقه .. نظر المدير في ساعته ... ستدخل حالا .. هكذا همس لنفسه ..


البطلة ..
دفعت باب القهوه برفق ... اصدر صريره المعتاد .. ابتسمت ... لايفتح ابدا الا وهو يصرخ ، كانه يقول انتبهوا احدهم يدخل!!!
سارت في طريقها المعتاد ، تعرفه جيدا ، خطوه اثنين ثلاثه خمسه شمال ، ستجد المنضده التي لاتغيرها ابدا ، ستجد فازه الورد في منتصفها بالضبط ، ورده حمراء يانعه ، طفايه سجائر معدنيه تسطع من كثره التنظيف ، ستجد مقعدها فارغا ينتظرها ، دقت ساعه الحائط دقتين اثنين ثلاث ، في ميعادها بالضبط!!!!

ثرثرات جانبية ...
ضحكت النادله للشاب خلف الكونتر ، ابتسم لها اقتربت منه ، همس لها " واخد بالك " ضحكت بصوت اعلي همست " حتندهني ، حاروح ....." ابتسم الشاب واكمل كلامها " شاي اخضر ، بسكوت قرفه ، ميه مش ساقعه " هزت النادله راسها توافقه ووقفت مكانها كانها تنتظر اسمها يدوي فتبدأ الحفله !!!!

البطلة ..
" ياانسه " نادت النادله ، اخرجت علبه سجائرها ، الولاعه اللامعه ، فتحت شنطتها ، اخرجت اوراقها ، اخرجت اقلامها الملونه ، رتبت الاشياء امامها ، علي المنضده مكان فارغ ، ستضع فيه كوب الشاي وزجاجه المياه الصغيره ، وقفت النادله امامها مبتسمه ، شرحت لها "شاي " قاطعتها " اخضر وبسكوت قرفه "ضحكت البطله وهمست " ميه مش ساقعه من فضلك " تركتها النادله تكرر كلماتها " من فضلي من فضلي من فضلي من فضلي " تتابعها البطله ، اشعلت سيجاره ، تنهدت ، حدقت في تليفونها المحمول ، لم يتصل بعد ، دقت ساعه الحائط دقه صغيره ، نظرت في ساعتها ، يجب ان يتصل الان ، لكنه كالعاده لاينفذ وعوده ولايحترم مواعيده !!!!

ثرثرات جانبية ...
ووقفت النادله امام الشاب هزت راسها ففهم حديثها الذي لم تقله ، دفع الصينيه عليها الشاي والبسكويت ، لكنها اعادته لها ساخره منه " لسه الميعاد ماجاش " ضحك ، اقترب منه مديره ، قطب جبينه ، نهرهما ، عادت النادله للمقهي تبحث طلبات بقية الزبائن ، بقي الشاب يحدق في الساعه ، وقت ترن رنتها اللاحقه ، ستاتي النادله تحمل الصينيه للبطله التي لا تشرب الشاي الا في ميعاده بالضبط !!!

البطلة ....
فتحت الاوراق ودست راسها فيه ، تقرا الكلمات بصوت ممضوغ لكنه عالي ، لاتقرا بعينيها ابدا ، تنطق الحروف بشفتيها وتسمع رنينها ، هذا يمتعها اكثر ، اشعلت سيجاره ، مازالت تمضغ في الكلمات ، صدي صوت القراءه يدوي في اذنها يعجبها ، ابتسمت ، حدقت في التليفون ، لم يتصل بعد ، كادت تلقي الاوراق غضبا ، ماباله لايكترث بها ، لايحترم مواعيده ، المره القادمه لن تاتي في ميعادها ، ستسير في الشارع تتفرج علي المحلات ، ستتاخر عليه ربع ساعه ، بل نصف .....

دقت ساعه الحائط رنه صغيره ، رفعت راسها وحدقت في اللاشيء ، سياتي الشاي حالا ، بسرعه وضعت النادله الصينيه علي المنضده عليها براد الشاي وفنجانه الازرق ، ابتسمت ، تحب الفنجان الازرق ، تكره الفنجان الابيض ، يوم احضرت لها الشاي فيه تشاءمت وكانت احاسيسها في محلها ، ضاع قلمها الاحمر ونسيت المحفظه وكادت تسقط علي الارض وقت تعثرت في بالوعه مفتوحه ، هي لاتحب الفنجان الابيض ، لكن الانسه احضرت لها الفنجان الازرق ، تحبه ، تحس الشاي فيه اطعم ، شكرت النادله ، همهمت بابتسامه صغيره ترد لها الشكر ، تركتها ولم تسالها عن طلباتها الاخري ، تعرف انه لم يحن وقت القهوه بعد !!!

ثرثرات جانبية ....
دخلت النادله خلف الكاونتر ، خلعت حذاءها والحلق الكبير الذي يزين اذنها ، وقت عملها انتهي ، زميلتها ستخرج حالا من غرفه تبديل الملابس ، تحرك اصابعها المتعبه تيبسا في الحذاء الضيق ، ساقيها يؤلماها ، عروقهما متضخمه من كثره الوقوف ، تفكر في تغيير الوظيفه ، امنيتها القديمه التي لاتحققها ، دقت الساعه دقه صغيره ، ابتسمت ، ستمسك البطله التليفون ، تضعه علي اذنها ، لن تتكلم ، وفجأ ستلقي التليفون علي المنضده وتحك كحات متتاليه ، خرجت زميلتها من غرفه تبديل الملابس ، ودعتها " خلي بالك من الزبونه " ضحكت وهي تلعب حواجبها " عيني " !!!


البطلة ....
كانت تكح كحات متتاليه ، اقتربت منها النادله ، ابتسمت لها وناولتها كوب الماء ، شربت قطرتين وتركت الكوب ، ابتسمت لها النادله تشجعها " الغايب حجته معاه " وافقتها البطله " اكيد " اشعلت سيجاره وعادت لاوراقها ، مازالت تقرا في اوراقها ...
يرتفع صوتها اعلي قليلا ... تفكر في العبارات امامها .........


الاوراق البيضاء ..
" شرحت لك الف مره اني رحلت ولن اعود كفي عن انتظاري "
" اوضحت لكي موقفي ، كنت احبك ولم اعد ، الا يكفي هذا للرحيل "
" اشفق عليك من الانتظار ، كفي عن انتظاري "


ثرثرات جانبية ....
اقتربت النادله من زميلتها خلف الكاونتر " دلوقتي ترمي الورق وتبتدي تكتب " ضحكت زميلتها " والله شكلها النهارده حتخيب ظنك " ضحكت النادله بصوت عالي فنهرها المدير علي قله ادبها ، همست لزميلتها " هي مين دي ، تراهني " ونظرا سويا صوب البطله ، كانت تخرج اوراق ورديه من حقيبتها ، تنظم الاقلام الملونه امامها ، ضحكت النادله بصوت اعلي لاتكترث بالمدير وهمست لزميلتها " خسرت الرهان ايديك بقي " خبطت زميلتها علي كفها وضحكا ...


الاوراق الوردية ..
" اكره اوراقك البيضا ، اكرها وانت تعرف هذا ، لاتكتب لي عليها مره اخري "
" انت تكذب وانا لااصدقك ، انت لم ترحل ومازلت تحبني ، هكذا الامر ببساطه "
" لاتكذب ثانيه ، الكذب عيب جدا "
" انت تحبني وتعلم اني احبك .... اخبرتك الف مره ان ابي وافق علي زواجنا ... ماذا افعل لك كي تصدق ؟؟ "
" عد لنتزوج !!! "

البطلة ...
امسكت الاوراق الورديه وقرأت العبارات فيها وابتسمت ، تتمناه يفهم رسالتها التي سترسلها له !!!
امسكت الاوراق البيضاء علي وجهها تعبيرات قرف ، قرات كلماتها بصوت ممضوغ ، ثم كادت تلقيها علي الارض ، دقت ساعه الحائط دقات متتابعه ، ابتسمت ، حان وقت البسكويت ، امسكت واحده برشاقه ، اكلت قطعه صغيره ثم عادت لاوراقها الورديه !!!


الاوراق الوردية ....
" انت تعرف المقهي ، وتعرف المنضده التي نجلس عليها ، نعم لن اقول كنا لاننا مازلنا نجلس عليها "
" تعرف اين ستجدني ، اطلبني في التليفون قبل الميعاد بساعه ، ساعد نفسي علي عجل واذهب للقاءك"
" لن اغفر لك هذه المره اكاذيبك ، ولن اصفها بالصغيره ، فهي اكاذيب كبيره ، وقتما تقول لي انك لم تعد تحبني وانا وانت نعلم انك تكذب ، لايكون هذا الكذب صغير ، بل يكون كبيرا لايغتفر .......... لكني........... "


ثرثرات جانبية ....
حدق فيها الرجل العجوز الذي يجلس وحيدا علي منضده بعيده
حدق فيها يتابعها ، تمسك هذه الاوراق لحظه ثم تتركها ، تتامل القلم الملون ، تكتب به كلمتين وسرعان ماتتركه !!!
يتمني يعرف ما بها ..
وضعت النادله القهوه امامه ، سالها " تعرفي الانسه " ردت النادله بجفاء " زبونه " سالها " تعرفي اسمها " كشرت عن انيابها ورفعت صوتها " بقول لحضرتك ايه احنا في مكان محترم " انتفض الرجل يقاطعها ، لكنها لاتصمت " ادي اللي ناقص علي اخر الزمن " اقترب المدير منها تتشاجر مع الرجل ، همست في اذنه بكلمات لم يسمعها الرجل ، ابتسم المدير ببرود وطالبه " حاسب حضرتك وامشي " صرخ الرجل " الموضوع فيه سوء تفاهم " وانشغلوا ثلاثهم في حديث عصبي صاخب طويل ...


البطلة ...
اشعلت سيجاره واكلت قطعه صغيره من البسكويت ، شربت الشاي البارد بسرعه القت بالفنجان علي المنضده كاد يتحطم !!كان صراخهم ياتيها من بعيدا مزعجا يوترها ، تلفت حولها تبحث عن احد تنهره ليصمتوا ، لم تجد احد ... مازالوا يصرخون لايصمتوا توترت ، احمرت وجنتاها ، الصوت يدوي في اذنها ...

كانهم يتشاجروا فوق راسها ، هذه الاصوات تذكرها بالمشاجره المحتدمه التي قامت بينهما ، يومها اخبرها برحيله ، بكت ، لم يتراجع عن قراره ، شرحت له ان ابيها وافق علي زواجهما ، اعتذر له عن قبول تراجعه ، كرامته فوق كل شيء ، بكت اكثر واكدت له انها تحبه ، حطم قلبها واخبرها انه لم يعد يحبها ، صرخت فيه انه كاذب صرخ فيها صرخت فيه تداخلت الاصوات محتده عاليه مثل تلك التي تدوي في اذنيها ...

اطفئت السيجاره بعصبيه ، صرخت " لوسمحتم " ، " لو سمحتم " اقتربت منها نادله جديده بالمحل "اؤمريني " صرخت فيها بعصبيه " ايه الدوشه دي عيب كده " لم تفهم النادله " ايه الدوشه دي عيب" امتعضت النادله وسالتها " خير حضرتك " ، " امشي يعني ولا ايه " اقتربت منها النادله اكتر ، كادت تضع كفها علي كتفها ، لكنها انتفضت من مكانها تصرخ " امشي ولا حتسكتوا" كان صوت المشاجره مازال عاليا !!!

بقيت النادله الجديده مرتبكه امامها حتي صرخت فيها " غوري " قفزت الدموع لمقلتي النادله الجديده وكادت ترد عليها لكنها لم تجد كلمات مناسبه ، اختنقت من الدموع المكبوته في عيناها ، تركتها مسرعه تلاحقها بصراخاتها " امشي يعني ولا ايه امشي يعني؟؟"......

مشاجره عبثية ....
انتبه المدير لصوتها العالي ، ترك النادله مع الرجل يتشاجرا وعاد مسرعا لمنضدتها ، كانت مرتبكه عصبيه ، تلمع جبتها بحبات العرق ، تردد " ايه القرف ده ، ايه القرف ده " اقترب منها مبتسما ، لكن التشاؤم يملاء نفسه ، اليوم من اوله كئيب ومليء بالغم " خير ياهانم " تردد كاسطوانه مشروخه "ايه الدوشه دي ، عيب كده ، امشي يعني ولا ايه " ...

كاد يلمسها لكنه يعرف الكارثه التي ستحدث لو اقترب منها اكثر من هذا ، سيعتذر لها " متأسفين ، متأسفين لحضرتك " تنظر في وجهه ، تبحث عن شيء لا نعرفه ، يبتسم لها المدير تهدأ لكنها تهمس وهي جالسه مكانها " ايه القرف ده " يناولها المدير كوب الماء ، تتابعه اعين بقيه النزلاء ، علي وجوههم استغراب ودهشه ، تشرب رشفه ماء صغيره وتتجاهل المدير وتعود لاوراقها ، يظل امامها برهه ثم يتركها ويعود للكاونتر ...

النادله الجديده تبكي بحرقه " والله ماعملت لها حاجه " يبتسم متعبا " روحي شوفي شغلك ، ومالكيش دعوه بيها " يعلم طباعها العصبيه وغضبها المتفجر ، لايجيد غيره التعامل معها ، كانها بركان يرغي بحممه علي وشك الانفجار ......


الاوراق البيضاء ...
" مالذي سيقنعك بان علاقتنا انتهت ؟؟"


البطلة ....
تقذف الاوراق بعصبيه ، تمزق الورقه قطعتين اربعه عشره مليون ، تمزقها بغل موحش ، تلقيها في الطفايه ، تشعل سيجاره وتنفس دخانها في الاوراق ، كانها ستحرقها ، تلملم الاوراق ، ترصها بجوار بعضها ، يعود للورقه الممزقه كيانها معبثرا " مالذي ... " ، " انتهت " تبحث في بقيه الاوراق الصغيره عن كلمه " علاقتنا " لاتجدها ، تضحك ، كاذب هو ، اوراقه تكذبه ، يكتب عبارات لايقصدها!!! اين كلمه " علاقتنا " تضحك " علاقتنا مستمره " تضحك وحدها بصوت عالي ، كاذب كاذب ... يحدق فيها شاب علي منضده مجاوره ، تساله وهي تضحك " فيه حاجه " لا يرد ، تعرض عليه علبه سجائرها " تتفضل سيجاره " يرتبك وينظر في جهه بعيده !!!


الاوراق الوردية ....
" انا زهقت زهقت ...... الناس بيقولوا علي مجنونه ... انا طبعا مش مجنونه .... تعالي مره في ميعادك !!!! القلم البنفسجي يجري فوق الاوراق يعاتب الغائب " يااخي احترم الوقت ، ده حتي عيب ، المره الجايه حازعل منك !!!"


ثرثرات جانبية ....
يشرح الرجل للمدير بصوت هامس " الانسه فهمتني غلط "
يشرح باستفاضه اكثر " هي صعبانه علي ليس الا "
يتنهد المدير زهقا .... يعتذر الرجل " حقك علي ياانسه "
يغير وضع المقعد ويعطيها ظهره ويحدق في الفراغ ......


البطلة ....
تدق الساعه دقات متتاليه ، حان وقت القهوه
تحدق في الباب ،تدخل فتاه صغيره تتأبط ذراع شاب يانع..
تبتسم لهما ، كل بضعه دقائق ويدخل حبيبها من ذلك الباب ، ستتأبط ذراعه هي الاخري..
بل ستقبله ولن تكترث بنظرات الاخرين ، هو حبيبها وخطيبها وستتزوجه خلال ايام ، تنتظره ليتناقشوا في التفاصيل النهائيه لزواجهما ، لكنه تاخر عليها ، وقت يجيء ستتشاجر معه بسرعه ثم يصالحها ويتناقشا في امور الزواج ...
تبتسم ، الساعه مازالت تدق ، نادت النادله "ياانسه " هرع اليها المدير ، ابتسمت له ببرود " القهوة بتاعتي لو سمحت " هز راسه وابتعد عنها متشاءم لم يحب اليوم ولايعرف كيف سينتهي !!!


ثرثرات جانبية ....
يقبض الشاب علي اصابع الفتاه ، تحمر وجنتاها ، يرتبك اعجابا ، طازجه كثمره الخوج فوق الشجره ، يهمس لها " احبك " تحس عيني البطله تراقبهما ، تشير لها بطرف عيناها ، ينظر للبطله ، مبتسمه سعيده تتابع حوارهما يرتبك الشاب اكثر ، يكاد يسالها عن سبب نظراتها الطويله ، لكنه يخجل منها ، يصمت ويترك اصابع الفتاه التي تحس غيظا من البطله !!!


البطلة ....
دقت الساعه دقات متتاليه ، مرت ساعتين ولم يحضر ، امسكت تليفونها المحمول غاضبه ، داست علي كل ازراره تبحث عن مكالمه لم ترد عليها ، تبحث عن رساله اعتذار ، تفكر تطلبه ، ستتشاجر معه هذه المره ، لن تغفر له غيابه ، لن تغفر له كذبه ، وضعت النادله القهوه ، لم تشكرها ولم تنظر للفنجان ، قبضت عليه من ذراعه واحتست القهوه ساخنه لسعت شفتيها وطرف لسانها ، مازالت تحدق في التليفون المحمول ، تتمناه يخرج منه يواسيها ، يعتذر لها عن غيابه عن كذبه ، لكنه مصر علي الغياب والتاخير والكذب !!!!!!!!


الاوراق الوردية ...
" مالك لاتكترث بمشاعري لهذا الحد ، اناني انت بشكل رهيب ، كيف هنت عليك ، احببتك ولم تقدر وتكذب ولاتتراجع ، مالك لاتكترث باحاسيسي لهذه الدرجه ، هذه اخر رساله اكتبها اليك ، المره القادمه لن اكتب لن ولن ارد علي تليفونات اعتذارك ، المره القادمه لن اكترث انا ايضا بمشاعرك "


الاوراق البيضاء ....
" القاهره 20 مارس 1980 "
" اكتب لكي وانا في المطار ، هذه كلماتي الاخيره ، لن اكتب لك ثانيه ، سارحل اليوم ولن اعود ، علاقتنا انتهت وانت لاتصدقي ، كرامتي فوق حبي ، ابيك اهانني ، سابحث عن مستقبلي بعيدا عنك ، علاقتنا انتهت منذ طردني ابيك من بيتكم ، ماذا افعل لكي كي تصدقي ... الوداع"


البطلة ....
تتجمع الدموع في عينيها ، تحس وخزه في القلب ، تشرب بقيه فنجان القهوه مره واحده ، ساخن يلسعها ، يوجعها مثل الايام التي مرت ولم ياتي فيها ، تكره الاوراق البيضاء ، ستمزقها كلها ، الا هذا الجواب الكاذب ، الذي يدعي فيه انه راحل ويكذب ويودعها ، هو يعرف انه لم يرحل وانه مازال يسير في الشوارع التي تسير فيها ، هو يعرف وهي تعرف ، تسير في الشارع تراه ، تجري عليه ، ينكر نفسه منها ، يدعي انه لايعرفها ، تراه ، تعرف شكله ظله في الشارع ، مئات المرات قابلته وانكر نفسه منها ، تتشاجر معه ، مره مزقت له قميصه وصرخ فيها " مجنونه مجنونه " وسامحته لانها تحبه ، مره كادت تلقي بنفسها تحت سيارته ، تتذكر ذلك اليوم نزل من السياره مجنون عصبي يصرخ فيها " حرام عليك حرام عليك " كادت تقول له " حرام عليك انت " تكاد تشرح له انها تفهم لعبته المخادعه ، انه ينكر نفسه لكنه لاتصدقه ، هو يرغب في اذهاب عقلها ، لكنها عقلها لن يذهب ، هي عاقله جدا اعقل من كل الناس ، جميعهم متواطئين ضدها ، لكنها لاتكترث بهم جميعا .... هو لم يرحل ، هي تعلم كذبه ، سيفاجئها وياتي في ميعاده ، يحمل باقه الزهور التي تحبها ، لن تقبلها منه ، ستلقيها في وجهه ، ستنتظر تفسيرا مقبولا ، لماذا اوجعها ، لماذا غاب عن ميعادها !!! ستخبره وقت يحضر ان ابيها مات وانها حره وانها تحبه وانهما سيتزوجا !!!! الكاذب لن تتزوجه ، الكاذب الذي يسير في الشارع امام منزلها ، يدعي انه لايعرفها وانه ليس حبيبها ، الكاذب ، لن تسامحه ابدا !!!


الاوراق الوردية ....
" لااقوي علي انتظارك في المقهي اكثر من هذا ، سارحل ، لكني ساعود غدا ، وغدا يوم جديد ، سانتظرك فيه ، لاتتاخر عن ميعادنا ارجوك" !!!


البطلة ...
لملمت الاوراق البيضاء ، طوتها بعنايه في حقيبه اوراقها ، نادت علي النادله طالبتها بالفاتوره .. طوت الاوراق الورديه بعنايه ، ادخلتها المظروف الوردي ، بللت طرفها بلسانها واغلقتها بعنايه ، دفعت الحساب وقامت ...
بجوار الباب صندوق ، القت فيه خطابها ، نادت المدير اوصته " لو جه قوله اني استنيته لكن هو اتأخر وانا لازم اروح"
هز المدير راسه لاينطق ، ودعته ، وحملت حقائبها وخرجت من القهوه !!!


ثرثرات جانبية ....
صرخت النادله الجديده " الحاجه رمت الجواب في صندوق الشكاوي "
نهرها المدير " روحي شوفي شغلك وبلاش مياصه " نظرت للنادله خلف الكونتر فغمزت لها بعينها لتمشي !!!

الاوراق الوردية ...
فتح المدير صندوق الشكاوي ، اخرج مظروفها الوردي ، دسه في جيبه وارتسم الحزن علي وجهه

البطلة ...
خرج خلفها الرجل العجوز الذي كان يجلس بعيدا في اخر القهوه ، وجدها تقف علي الحائط بجوار الباب في الشارع ، سيده عجوز يلمع الشعر الفضي فوق وجهها الهرم ، تحمل حقيبتيها متعبه ، اقترب منها ، نظرت له نظره جامده ، هي لاتعرفه سالها " اساعدك في حاجه " هزت راسها نفيا " اصله اتاخر علي الميعاد ، زهقت ومشيت ، قلت استناه دقيقتين بره قبل ماامشي ، اصله بيجي من بعيد " ابتسم الرجل "اشيل الشنط لحضرتك " هزت راسها نفيا " ما تتعبش نفسك حضرتك ، هو زمانه جاي يشيل الشنط ونروح سوا " تركها الرجل حزينا وبقيت تنتظر !!!!

ثرثرات جانبية ...
فتح المدير الظرف باصابع مرتجفه ، اخرج الورقه المطويه بعنايه ، قفز بين كلماتها بعينيه بسرعه ، طواها بسرعه وادخلها المظروف ثانيه ، فتح درج الشانون الكبير ، اخرج صندوق كبير ، كله مظاريف ورديه ، خطاباتها للغائب الذي لايأتي ... ارتسم حزنا اكبر علي وجهه !!!

البطلة ....
مازالت تقف بجوار الباب تنتظره !!!

ثرثرات جانبية ....
شرحت النادله خلف الكونتر للنادله الجديده " مدام ليلي زبونه المحل ، ليها نظام كلنا عارفينه ، لما حتعرفيه حتستريحي وتتعودي عليها "
اوضحت لها النادله ان السيده العجوز القت بخطابها في صندوق الشكاوي ، ضحكت النادله " فاكراه صندوق بوسطه ، حاولنا نفهمها قبل كده الف مره مش راضيه تفهم ، خدناها علي قد عقلها "!!! همست النادله الجديده بوجل وارتباك " هي المدام مجنونه ؟؟ " اجابها المدير خلفها " لا هي تعبانه شويه ، عادي كل الناس تعبانين " ثم صرخ فيها " سايبه شغلك وواقفه تتساهري ، شكلك كده مش حتنفعي معانا" !!!

البطلة ....
مازالت تقف امام باب القهوه تنتظر الغائب ، تقص علي الصول الواقف بجوارها قصتها " كنا بنحب بعض موت ، جه يخطبني بابا رفض عاديي ، عيطت وصوتت ، بابا رجع في كلامه ، قلت له بابا خلاص واقف ، قالي كرامتي ومش عارفه ايه ، فجأ قالي انه مسافر وانه مابيبحنيش ، كذاب طبعا ماصدقتوش ، اداني ميعاد واتاخر ،واديني مستنياه " يسمع الصول العجوز كلامها ويهز راسه " الغايب حجته معاه " توافقه " انا بقول كده برضه " ثم تكلم نفسها " بس مش كل مره حاسامحه ، ده عيب يسيبني ملطوعه كده " يوافقها الصول ويصفر للسيارات كي تمشي !!!

ثرثرات جانبية ....
سالت النادله خلف الكونتر المدير " انت بتخلي الجوابات ليه ، مابترميهاش ليه " اجابها بسرعه ودون تفكير " مش جايز يجيي ، ساعتها يلاقي كل الجوابات اللي الست بقالها سنين بتكتبها " ضحكت ساخره النادله " مين ياعم اللي يجيي ، انت حتصدقها !!"

البطلة ....
مازالت مكانها تنتظر الغائب ، تحدق في الساعه غاضبه ، تحدق في تليفونها المحمول غاضبه ، تخرج الاوراق البيضاء من حقيبتها وتنتظر لها بكراهيه وغضب !!! وتسير بخطوات بطيئه تبحث عن ظله في الشارع !!!!!

البطلة ...
التليفون رن ، فاقت من اغفائتها القصيره ، كان هو ، ضحكت " كنت بحلم حلم وحش " ضحك " خير " ، " انك جيت تخطبني وبابا رفض " صمت طويلا ثم شرح لها " انا جيت وباباكي رفضني ، وانت عارفه ان ده حصل " ضحكت ساخره " انت عايز تجنني بقي زي الحلم ، كلامك كله محصلش " صمت ، تسمع صوت انفاسه المتلاحقه تخرق اذنها تؤكد عليه " الكلام ده كله محصلش " تضحك ساخرا "حصل فعلا ، وايه بقي حضرتك بتكلمني علشان تقولي انك مسافر " صمت " ايه فعلا انت مسافر " لم يرد علي سؤالها وودعها " اشوف وشك بخير " واغلق الخط ، صرخت " انا كنت بحلم وصحيت من الحلم " لايرد عليها ..... تنتفض من مكانها تكاد تنفجر من الغضب ، تخرج اوراقها الورديه وتكتب له خطابها الاول !!!

الاوراق الوردية ...

" انا كنت بحلم وخلاص صحيت ، انت كذاب وانا لن اغفر لك كذبك !!!
تطوي الورقه الورديه بعنايه داخل المظروف الوردي وتلقيه باهمال فوق مكتبها .....

البطلة ..
تنام دامعه كسيره القلب ، في الحلم تبحث عن ظله في الشارع !!...
وعندما تستيقظ تبحث عن ظله في الشارع !! في الحلم والحقيقه هو كاذب وهي غاضبه منه !!!!
في الحلم والحقيقه مازالت تبحث عن ظله في الشارع !!!!!!!!!!


الجمعة، 11 ديسمبر 2009

تصورت وهما انها نسيت كل شيء


اقتربت من الستين ، ومازالت كل الذكريات السوداء تطاردها ، اقتربت من الستين ومرت سنوات كثيره علي الاحداث المؤلمه التي اوجعتها ، لكنها مازالت تستيقظ من النوم هرعه ، كانها ايقظوها عنوة مثلما اعتادوا ، اطالت شعرها حتي كاد يصل لوسطها لكن منظرها حليقه بشعيرات متناثره فوق راسها توجعها تضايقها " تقلب عليها المواجع " صارت جدة لكن طفولتها وسنوات عمرها الاولي تنغص عليها حياتها ولاتذهب عنها ولاترحل وتتركها..........

وقتها ، حين كانت طفله صغيره ، كانت تسال نفسها دائما هل كان لها اب وام مثل كل الاطفال؟؟؟سؤال تعرف اجابته ورغم هذا ظلت تساله لنفسها طيله العمر ؟؟؟؟

هل ولدت في الشارع ، هل وجدوها بجوار الجامع ، هل استلموها من ملجأ ، هل هي ابنه حرام ؟؟؟اسئله كثيره سالتها لنفسها بحثا عن تفسير لتلك الحياه التي عاشتها !!! حين ادركت وتسللت بدايات الوعي لعقلها الصغير ، لم تعرف من هي واين هي حتي اكتشفت انها مجرد (خدامه ) في بيت الست الهانم وسيدي البيه !!!


وقتها كانت هذه هي الحقيقه التي تعرفها عن نفسها ، فتاه صغيره يقصوا لها ضفائرها بقسوه وبلاده مع قصيده من الشتائم المنتقاه حول قذارتها ووساختها هي واهلها التي لاتذكر ملامحهم ، رجل غليظ القلب امسك راسها وكاد يكسر عنقها وبالمقص الذي يقلم به اشجار الحديقه كاد يثقب راسها ، طبعا هي صعبت عليه مهمته وقت رفعت عقيرتها بالصراخ خائفه منه ومن الست الهانم وخائفه من المقص الذي يقترب من طول جسدها النحيل ، لكن المعركه كالعاده مثل الاف بل ملايين المعارك التي ستفرض عليها في ذلك المنزل ، المعركه انتهت لغير صالحها ، كفين علي وجهها وزغده في ذراعها كادت تكسر عظامه النحيله وشعرها يتناثر علي الارض امامها ودموع لاتنتهي و........ بس خلاص!!!!!

هي خدامه صغيره في بيت الست الهانم وسيدي البيه ، بلا شعر ، جميعهم بشعور طويله حريريه ، الست الصغيره التي تقاربها في العمر بشعر طويل وجدائل لامعه وشرائط ستانيه لامعه ، وهي بشعر حليق مثل الخروف قبل الذبح ومنديل شاش ابيض يلف راسها يخفي الخصلات المتناثره المنكوشه التي بقيت لها ، خدامه !!! خدامه !!!!!بقيت تلك الكلمه تدوي في اذنها طيله العمر !!!

خدامه لم تتجاوز الخامسه سنوات ، ليس لها الحق في اللعب مثل الست الصغيره ، ليس لها الحق في النوم براحتها مثل سادتها ، منذ تضربها الخادمه الكبيره بقدمها توقظها وحتي تسقط صريعه تحت اقدامهم وهم يتفرجوا علي التلفزيون ، منذ تلك الساعه وحتي تلك الساعه ، هي تجري في المنزل ، لاتعرف ماهو المطلوب منها بالضبط لكنه تعرف ماهو الممنوع عليها ، ليس لها الجلوس او الراحه او فتح التلاجه او اخد ارواحة من العلبه الفخمه التي تقدم منها للضيوف ، ليس عليها النوم اذا ماتعبت ، ليس لها ان تتعب ، هي خدامه والخدامه ليس من حقها ان تتعب ، تاكل بقايا الاكل التي يتركوها في اطباقهم بدلا من قذفها في الزباله ، تلبس الملابس الباليه التي ترفض الست الصغيره ارتداءها ، تخدم الست الهانم وكل اولادها وبناتها الصغار والكبار ، تطيع الاوامر اي اوامر !!!!! خدامه !!!!

سالت نفسها الف مره وقت النوم حين تغلق عينيها بقوه تخشي يقرؤا تساءلاتها من حدقتيها ، سالت نفسها من الذي احضرها هنا وكيف هانت علي امها وكيف هانت علي ابيها الذي يحضر لزيارتها كل شهرين او ثلاث ياخذ راتبها ويوصيها بالطاعه ويرحل لايقبلها مثلما يقبل سيدي البيه ابنته الصغيره بل لايمد لها كفه يودعها ، يقبض الراتب ويرحل مسرعا !!!

لكن قصه الخدامه هذه لاتعجبها ، هي تحب اللعب مثل الست الصغيره ، التي اكتشفت مع الوقت ان اهم اعمالها في البيت هو تسليتها تلعب معها ، لكن اللعب بشروط ، ان تكسب دائما الست الصغيره تنتصر عليها تهزمها ثم تضحك عليها وتسخر منها ، ان لعبوا عسكر وحراميه هي الخدامه طبعا الحراميه وسرعان ماتمسكها الست العسكر وتنتصر عليها ، ان لعبوا نطه الانجليز هي التي تنحي والست تقفز من فوق ظهرها وكثيرا ومن اجل الضحك فقط تضربها علي ضهرها قلم محترم فتصرخ متأوه فتضحك الست الصغيره فرحه تقلد صوتها وتشتمها الست الهانم علي ميوعتها تصرخ من اجل قلم ضرب علي ضهرها ، ان لعبوا الحجله هي الخاسره وان لعبوا القطه العميا هي التي تمسكها الست الصغيره او اي من صديقاتها اللاتي كن يحضرن للمنزل للعبه معها ، هي التي تخسر كل الالعاب ويسخروا منها لانها هي الخدامه وهن الهوانم وبنات الهوانم وايش جاب لجاب والطينه غير العجينه !!!

قصه الخدامه هذه لاتعجبها ، لاتحبها ، لماذا لم يخلقها الله هانم مثلهن ، اخطأت مره وسالت الخدامه الكبيره ، الا والنبي ياخالتي نوريني ليه ربنا ماخلقناش هوانم ، لم تسمع اجابه لكنها سمعت صوت القلم الذي انهالت به الخدامه الكبيره علي وجهها ، ضربتها وانهالت علي راسها وراس ابيها واسرتها كلها باللعن ، وعايزه تعملي راسك يابنت الغياط الحافي براسك الهوانم ، ايش جاب لجاب يابت ، اصحي ياموكوسه ، ابوكي حافي عويل عايش من عرقك وعرق اخواتك وجايه تقولي لي ليه مااحناش هوانم ، حكمه ربنا يابت ، كافره انت ولا ايه بتعترض علي خلقه ربنا ونظامه ؟؟؟ لكنها لاتصدق الخامه الكبيره ، لاتصدق ان ربها هو الذي خلقها خادمه تضربها الست الكبيره وتسخر منها الست الصغيره ، لاتصدق فربها الذي تشكو له همومها طيله الليل رحيم عادل لايفعل بطفله صغيره مثلها كل هذا!!!

لم تقنتع باجابه الخادمه الكبيره لكنها لم تكرر عليها السؤال ابدا !!!

" اصحي يابت " وزغده في جنبها وممكن شلوت بالراحه في رجلها ، هذه تحيه الصباح التي عاشت طفولتها كلها تعرفها ، الست الكبيره تدخل لحجره الست الصغيره وهاتك يادلع " اصحي ياقمرايه ، صباحك جميل ، بوسه لماما ، اصحي يابطه ياوزه ياقطه " وياعيني علي الغلبان اللي لا محصل بطه ولاوزه ولا اي حاجه ، تسال نفسها لماذا لم تبقيها امها في حضنها وتوقظها كل يوم بذلك الحنان ، لماذا القت بها فوق البلاط البارد للمطبخ ، تحت الترابيزه ، تنام علي بطانيه قديمه ومرتبه " ريحتها وحشه " !!!

تسال نفسها هل عندها ام فعلا ؟؟ تسال نفسها هل عندنها فعلا ام ؟؟؟

لاتصدق ان لها ام تحبها ، فلو كانت تحبها ، لماذا تركتها في ذلك المنزل الذي لايكف اهله عن ضربها طيله الوقت ، عاشت قدر ماعاشت لاتفهم ابدا لماذا يضربوها ؟؟؟ ان كلت موزايه يضربوها علشان لازم تستاذن !!! ان خدت ارواحه من اللي الست الصغيره طول النهار تاكل منها ، وقعتها سوخه ، وليه وليه يابت نفسك هفت علي اللي محدش اداهولك !!! ان نامت وهي بتتفرج علي التلفزيون وبتدعك رجلين الست الكبيره ، يضربوها ، طب ليه بيضربوها ، هي امها جابتها هنا علشان يضربوها !!! وانا عايزه اروح لامي ، ماليش دعوه ، برضه يضربوها ، ولما يجي ابوها يشتكوها له ، وحشه خالص مابتسمعش الكلام ، بتسرق !!! وابوها كفه تخين وعلي وشها سكع وتلطيش ، بتسرقي يابت ، ياحراميه ، حاقطع لك ايديك ، وريني يابت ايدك اللي بتسرقي بيها كده ، وبالشوكه السخنه !!! ماسرقتش يابا ، وكمان بتكذبي ، كان نفسي فيها ، ونفسك ليه ، بتبصي في حاجه الناس ليه ، معنتيش اعمل كده تاني ، هاتي ايديك يايبت ، وبالشوكه السخنه ، واه اه اه اه ، اه يااما اه ، ياسوداي يااما اه ، ويارب ليه خلقتني خدامه اتضرب طول الوقت !!! وتنام باكيه مثل كل يوم تتمني تموت لكن الموت لايرحمها !!!

وتمر سنوات .... وهي خدامه في البيت ، الست الصغيره دخلت المدرسه وهي لا ، الست الصغيره بتاكل شوكولاته وهي لا ، الست الصغيره بتنام الضهر وتستريح وهي لا ، الست الصغيره تشتري هدوم جديده في العيد وهي لا !!! ويارب ليه ماخلقتنيش ست صغيره ، ويبقي عندي خدامه ، لا ساعتها حاعاملها كويس ، وحاديها لعبي وعرايسي وشرزاتي ، ساعتها مش حاشتمها عمال علي بطال ، ساعتها حاديها ارواح ، تضحك وتعجبها اللعبه ، لا لو كنت خلقتني ست صغيره وعندي خدامه كنت حاشتمها طول الوقت اشمعني انا ، ولا عمري اعبرها ولااديها ارواحه اشمعني انا ، وكنت حاتريق علي شعرها المحلوق وجلابيتها الهبله وكعبها المقشف اشمعني انا ، كنت حانيمها تحت الترابيزه في المطبخ اشمعني انا ، لو كنت خلقتني ست صغيره وعندي خدامه ، كنت حافش غلي فيها واوريها اشمعني انا ..... وتبكي لان الله لم يخلقها ست صغيره ولانها هي الخدامه التي ينتقم منها الجميع علي ذنوب لم ترتكبها !!! وهل صحيح لي ام مثل كل الامهات ، بتحبني ؟؟؟؟

وتمر سنوات ، كبرت وتعلمت كيف تكون خادمه ، تعلمت الاتضرب ، تعلمت تاكل الموزه وترمي القشر بعيدا عن صفيحه القمامه التي تفتشها السيده الكبيره ، تعلمت تاخد ارواحه من العلبه وتبعثر بقيه الارواح فلا يلحظ احد ان واحده قد نقصت ، تعلمت ان تدخل الحمام وتنام وحين يخبطوا عليها تتوجع وتخرج تقبض علي بطنها وتوحي لهم بمغص حاد ، يرحمها من العمل ويمنحها راحه نسبيه مع كوبايه نعناع ، تعلمت تنافق الست الصغيره وفي نفس الوقت تضايقها ، تخفي مجلتها ، تفتن عليها لانها بتحط روج وبتتكلم كتير في التليفون ، تعلمت تنافق الست الكبيره وتتقي شرها ، وايه الحلاوه دي ياستي وقمر والله وشيك اوكي الفستان ده ، كانت بارعه في النفاق وتعلمت البراعه في الكذب لكنها مازالت ناقمه علي امها التي القت بها في ذلك الطريق الشاق ولم تبقيها بجوارها ، مازالت حانقه علي ابيها الذي يعاملها معامله الجاموسه يحلبها ويسيبها ، هي اقل من الجاموسه لانه يحب الجاموسه ويخاف عليها ، اما هي فلااحد يحبها ولااحد يخاف عليها ومازالت تسال هل صحيح لي ام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ..

وبعد سنوات طويله قضتها في بيت الخدمه ، تخدم وتتضرب وتتشتم وتكذب وتنافق احضر ابيها شقيقتها الصغري للمنزل واخذها معه وعاد للبلد لانها كبرت وفارت ولازم تتجوز لاتجيب العار !!!

ليس مهما ماحدث لها بعد ذلك في حياتها ، ليس مهما انها تزوجت ، ليس مهما انها انجبت اربعه بنات ، ليس مهما انها صممت تعلم بناتها ، ليس مهم ان كل ذكريات طفولتها القاسيه لم تغيب من راسها ومن احلامها ومن كوابيسها مازالت تبكيها وتوجعها ، ليس مهم ان زوجها اعتاد معايرتها حتي امام بناتها بانها " حيالله حتت خدامه " كل هذا ليس مهما !!
المهم عندنا ان امها اسرت لها ذات ليله وقت عاتبتها علي حياتها الشقيه و" ظلمتيني يااما ولاكاني بتك " اسرت لها انها لم توافق ابدا علي ارسالها للخدمه في البيوت وان ابيها الذي صمم علي ذلك " اصله كان صاحب كيف وعمره مامسك في شغلانه " وانه ضربها وقت اعترضت علي ارساله بناته للخدمه في البيوت ، ضربها ولعن ابيها وهددها " بناتي وانا حر فيهم ان شالله ازئلقهم في المصرف " وانها لم تملك شيئا امام جبروته وانه شرح لها " هناك بتك حتاكل وتلبس وتعيش عيشه محدش من اهلك يحلم بيها " ورغم هذا اكدت لها انها لم توافقه ولم تقتنع بحديثه لكنها صمتت " ماكنش في ايدي حاجه خايبه وقليله الحيله " وانها قضت كل لياليها تبكي غيابها و " يابت كتي بتصعبي علي ، ااقول ياتري ياضنايا عامله ايه " وقتها بكت طويلا وصالحت امها وشرحت لها " انت كنت بتعيطي هنا ياامه وانا كنت بعيط هناك " وياحبيبتي يااما كنت ظالماكي و" حقك علي يااما " وتصورت وقتها وهما انها نسيت كل شيء!!!!!!!!!!!

وهاهي السنوات مرت واقتربت من الستين ومازالت الذكريات السوداء تطاردها لانها لم تنسي اي شيء!!!!!!!!!!


الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

القارب والدخان !!!!!!!!


لاتعرف وقت استيقظت من نومها كيف وجدت نفسها معه علي نفس القارب الصغير يتبختر فوق سطح ماء لاتعرف شكل ضفته ولا بدايته ولانهايته ...
لاتعرف كيف وجدت نفسها مع ذلك الرجل الغريب الذي لاتتذكر انها التقت به من قبل تلك اللحظه الغريبه الغامضه ..
كان جالسا علي حافه القارب يحدق فيها ، فتحت عينها بصعوبه فالصداع يكسر راسها ، تصورت نفسها تحلم ، اغلقت عيناها وفتحتهما ثانيه كلنه كان مازال يحدق فيها ، انتفضت من مكانها ، تارجح القارب ، كادت تسقط ، اتسعت ابتسامته ، همس لها انتبهي ، سمعت صوته تعجبت ، فهذا الوجه لاتعرفه وهذا الصوت لاتعرفه ، تمايلت ثم توازنت وعادت لمكانها ،كانت الشمس تضرب اسياخ اشعتها في حدقتيها ، تلفت حولها وكادت تساله كيف اتت لهذا القارب ومن هو ولاين ذاهبن ، لكنه بادرها باجابه واحده لكل اسئلتها التي لم تقلها ، قال لها مبتسما لااعرف كيف حدث كل ماحدث ، لااعرفك ، لااعرف مالذي جمعنا هنا ، لااعرف لاين نسير ، لااعرف اي شيء الا اني استيقظت من نومي ابكر منك ساعه فوجدتك نائمه ووجدت القارب يتهادي ، فاشعلت سيجارتي واخذت احدق فيها انتظر يقظتك !!!

كانت قارب صغير ، ابيض بساري عالي مزركش ، كانت الاعلام الملونه في اعلي الساري تتطاير في الهواء ، والقارب يتهادي ببطء ، مد لها يده بسيجاره فاخذتها ،هي تتذكر انها ابدا لم تدخن في حياتها ، لكنها امسكت منه السيجاره واشعلتها وسحبت الدخان علي صدرها واحست استمتاعا غريبا ، كانها مدمنه للسجائر ووجدتها بعد طول عناء !!!
تلفتت حولها ،لاتجد الا ماء ازرق يحيط بهما وبضعه نوارس تحلق في السماء ، سالته الارض قريبه ، هز كتفه لايعلم ، شرحت له النوارس لاتحلق الا قرب اليابسه ، هز كتفه بلامبالاه وقال لها ، اذن نحن قرب اليابسه!!! تعجبت من بروده ، ظنت نفسها تحلم وستفيق من الحلم ، فغرابه الاحلام هي المبرر المنطقي الوحيد لكل مايحدث حولها ، لكنها لاتحلم ، فالهواء يضرب وجنتاها وخصلات شعرها تتطاير وجسدها يقشعر من النسمات البارده ، مد يد اسفل المقعد واخرج لها غطاء صوفي اخذته منه ولم تشكره ،فهي لاتعرفه كي تشكره ،ودفنت جسدها المرتعش وسط الدفء وصمتت ، كان القارب يتهادي والشمس ساخنه والهواء بارد وهي مع رجل لاتعرفه في قارب لاتعرف جهتهه ، صمتت طويلا فاخذ يخرج من فمه وانفه حلقات الدخان مستمتعا لايكترث بكل مايحدث ....
اعطاها سيجاره ثانيه اخذتها ، سالته عن اسمه فقال لها امنحيني الاسم الذي يعجبك ، سالته الا يرغب في معرفه اسمها ، هز كتفه ساخرا وضحك وشرح لها ، اي اسم ستقوليه ساحفظه ، ليس مهما اسمك ،فانا لااعرفك واسمك لن يغير من الاغتراب الذي نحتجز فيه شيئا ، تضايقت من بلادته ، تمنت لو كانت بتحلم لتوقظ نفسها عنوه وتبتعد عن ذلك الرجل الغريب ، نادته يوسف ضحك وقال لها احب ذلك الاسم لكن لماذا اخترتيه ، قالت له انا ايضا احبه ، قهقه عاليا وشرح لها ، ربما ماجمعنا علي هذا القارب الغريب اننا نحب يوسف !!!
ضحكت رغم انها متضايقه ، نعم هذا تفسير منطقي لوجودنا الغريب!!
قال لها ساختار لكي اسم نجمة ، ضحكت لايعجبها الاسم ، شرحت له ، انها تحب اسمها الحقيقي ، قال لها نحن نلهو ونلعب في البحر ، تخففي من احمالي ، اخلعي ملابسك لو اردت ، لن انظر لكي نظره جارحه او خادشه للحياء ، اقذفي حذائك في البحر ودعي كعبيك عاريين ، فانت لن تحتاجي الحذاء لانك لن تمشي وستبقي مكانك ، سالته وماذا افعل وقتما نصل للشاطيء ، ضحك ساخرا ، وقتما نصل للشاطيء اشتري حذاء جديد ، ضحكت مره ثانيه ، افكاره منطقيه جدا ، القت الحذاء من القارب ، اطلقت خصلات شعرها من عقالهم الحديدي ، ابتسمت لاتعرف سببا لابتسامتها ، احست نفسها حره ، اعجبها الاحساس ، سالته عن احساسه ، ضحك عاليا فررد صدي الفراغ المحيط بهم صوته اعلي واعلي ، شرح لها انه لايعرف احاسيسه ، لكنه مرتاح ، واكمل ضحكه ، سالته ، شبح انت ؟؟؟ ضحك اكثر وسخر منها فالاشباح لايحتجزون في قارب صغير مع سيده غريبه ، الاشباح لايحاصرون لاي سبب او في اي مكان ، وهو معها محتجز اسير القارب واسيرها ، اعطته ظهرها وحدقت في البحر ، اكتشفت انها غضبت من كلماته ، انه لايقدر معني وجودها معه ، انها يعاملها باهمال جارح ، قال عن صحبتها اسر بغيض ، اقترب منها ، لمس اكتافها ، شرح لها ، لاتغضبي من كلماتي ، هزت كتفها بعصبيه وشرحت لها انها لاتعرفه كي تغضب منه وهي بالاساس ليست غاضبه ، سخر منها ، لاتعرفيني لكنك ستبقي معي وقتا لانعرفه ، نحن معا حتي تنتهي رحلتنا التي بدأناها جبرا وسنبقي فيها معا جبرا وحتي نعود لليابسه التي لانعرف مكانها ، سالها تحبي البحر يانجمه ، احتجت علي الاسم الذي انتقاه لها شرح لها في البحر ونحن تائهين لانعرف مصيرنا نحتاج لنجمه ساطعه تقودنا بنورها البعيد لشاطيء الامان ، قالت له لكني رجاء ، هذا اسمي الذي اختاره لي ابواي ،ضحك ، قال لها ، هنا انا ابوكي واخوكي وصديقك وانا الذي ساختار لك الاسم ، بل اخترته فعلا ، عاد لمكانه وبقي يحدق فيها طويلا ...
عندما خيم الليل فوق قاربهما الصغير كادت تبكي ، فهي مع رجل غريب في قارب صغير في عرض البحر الذي لاتعرفه ، والليل يدخل عليهما وهي مرتاعه ، اضاء فانوس صغير وضعه في النصف بينهما ، كانه يقرا افكارها ، طمئنها ، مادمت معكي وحيدا في عرض البحر فانت اختي وامي وابنتي وامانك مسئوليتي ، فلاتخافي علي نفسك مني ، سالته ومالذي يضمن لي صدق كلماتك ، ضحك وضحك فارتج القارب ، سخر من مخاوفها ، احسي كما تريدي ، استمري بالخوف وملكيه من قلبك ، لكن ذلك الخوف لن ينقذك مني ان كنت شرير سافل وسيطير النوم من عينك وانت مرهقه ، قطعت لك وعد شرف دون داع الا طمأنتك ، لن اقترب منك وانت نائمه الا ان انحسر الغطاء عن جسدك وارتعشت، وقتها ساغطيك وابتعد !!! نامت وهي متعجبه من الطمأنينه التي سكنت قلبها ، وفجأ وقفت مكانها وسالتها ، وبعدين ، اين نهايه ذلك الموقف الغريب ، امسك كاسا من النبيذ وضحك وقال لها ليس مهما متي سينتهي وليس مهما كيف سينتهي المهم ان رحلتها هذه تمر بسلام ويصل كل منا بر امانه ، وحتي يرسو القارب علي اي شاطيء ، نامي واستريحي ولاتقلقي منك ، نامت وتمنت تحلم بانها في منزلها فوق فراشها ، تمنت تحلم بالواقع الذي كانت تعيشه باعتباره حلمها الجميل ، اغمضت عيناها تستجلب ذكرياتها من قاع راسها لكن راسها ابيض مثل الصفحه العاريه من اي كتابه ، استيقظت وجله وسالته ، هل نحن نحلم ، ضحك ومايل جسده فتمايل القارب فصرخت فضحك واكد لها نحن نعيش هذا الواقع الغريب الذي اجبرنا علي التعايش معه ، نعيشه فعلا ، سالته الا يحن لحياته قبل ذلك اليوم ، فكر طويلا ثم سالها ، هل تعرف حياته ، كيف كانت ، لانه لايتذكر اي شيء عنها للدرجه التي لم يعد يفرق معه العوده اليها او قضاء بقيه العمر فوق ذلك القارب !!!!
نامت ولم تحلم بعودتها لحياتها واستيقظت فوق القارب الصغير ، وجدته مازال يحدق فيها ، اكدت له انهما يعيشا حلم غريب ، لانهما لاياكلا لايشربا لا يعيشا مثل بقيه البشر ، اكدت له انهما يعيشا حلم غريب احتجزهما معا في العقل الباطن لايهما واجبرهما علي التعايش معا ، ضحك ساخرا من كلماتها واكد لها انه يعرف بعقله الباطن والظاهر انهما لايعيشا حلم بل يعيشا واقع !!!
احست توتر ، فنظراته مطمئنه لحد يثير الريبه ، وهدوءه مخيف ، لايكترث بكل مايحدث حوله ، انتفضت واقتربت منه كادت تقبض علي رقبته ، تتهمه بانه يعرف كل مايحدث وانه الذي اوقع بها في اسر ذلك القارب وانه شرير لاسباب لاتعرفها لكنها لاتطمئن اليه، ضحك وذكرها بانها ليست زوجته وليس لها حق الشجار معه وان القارب الصغير لايتحمل صراخ والا انقلب بهما في الماء ثم ضحك اكتر وشرح لها ، ان مابينهما لايتحمل الشجار ، نحن نعيش اوقات غريبه ، دعينا نعيشها بهدوء وبلا توتر ...
عادت لمكانها ، كادت تبكي ، انها تكره كل مايحدث ، وتتمني تعود لحياتها ، سالها اكنت تحبين حياتك ، هزت راسها نفيا واوضحت له انها كانت تكرها وكانت تتمني تفر منها ، ضحك وقهقه بصوت عالي واتهمها انها السبب في ذلك الاحتجاز لانها التي ارادت القرار من حياتها فاستجاب لها القدير وابعدها عن حياتها وتسببت في اسره معها !!! ضحكت وقالت له ابحث عن من اراد التخلص منك فدعي عليك لتبعد فبعدت واخذتني في طريقك ضحيه!!!
ضحكا معا وناولها سيجاره واختلط دخان سيجارتهما معا في الفضاء يرسم فراشات ملونه وزهور ومدفأه مشتعله في الليالي البارده ، نامت وتقلبت وانحسر الغطاء عن جسدها فاحكمه ، ابتسمت وهي نائمه لانه محترم ولن تخاف منه بعد اليوم ، دوت الكلمه في اذنها ، بعد اليوم ، كم يوم مازال متبقي في احتجازهما معا بعد ذلك اليوم ، هل اختطفتهما الجنيات واسرتهم في البحار المسحوره ، ولن يخرجا الا ان وجدا تعويذه السحر ، سالته ، اتؤمن بالجنيات ، هز راسه ، اؤمن بكل شيء لكني لااخاف شيئا ، شرحت لها نظريتها ، ضحك ولم يكترث بمناقشتها ، اشار لها علي الماء المحيط بالقارب وناشدها ، استمتعي بكل ثانيه نعيشها الان فنحن لانعرف وقت نعود لعوالمنا الحقيقيه كيف سيكون حالنا ، استمتعي باللحظه فغدا لانعرف مالذي يخبئه لنا ، نادته يوسف ، افندم ، ابتسمت ، واوضحك له انها تجرب صوت الاسم من فمهما في ذلك الليل الموحش والاسر الغريب ، عاتبها ، لاليل موحش سنعيشه ومعنا نجمه تطمئنا تتشاجر مع الظلمه لاجلنا وستقودنا وقت الخلاص للخلاص ، سترشدنا للحقيقه ، عاتبها وهمس بصوت دافء صادق ، لاتخافي ، عادت للنوم وتمنت لو تحلم بحياتها الحقيقيه ، لكنا نامت ولم تحلم ...
مرت ايام واسابيع وشهور ، واشرقت الشمس وغابت وسطع القمر واختبيء وهي لاتعرف الوقت ولاعدد الايام التي مرت عليهما ، ايام اسابيع شهور سنين لاتعرف ، ربما اكثر ربما اقل ، ربما كل ماعاشته علي ظهر ذلك القارب مع يوسف ليس الا يوما واحد ، استيقظت من نومها ذات مره غاضبه ، افصحت له عن مللها من ذلك الاحتجاز ، ضحك واقترح عليها تسليه لطيفه ، اقفزي في الماء وبردي جسدك ، خافت ، قفز في الماء امامها ومد لها ذراعيه لتسند عليها ، شرح لها ، نحن محتجزين وان عدنا للحياه سننسي كل ماعشناه هنا فلاتخافي شيئا ، اقفزي ولاتفكري في ملابسك ولا شكل شعرك ولا نظراتي ، اقفزي وتحرري من خوفك وعيشي لحظه صادقه تتمني عيشها بلا وجل بلا خوف بلا ندم ، قفزت بملابسها في البحر ، تلقفها ، امسك كفها ، خافت علي القارب يبعد عنهما ، شرح لها مصيرنا ومصيره مجدولين معا ، لن يرحل ويتركنا ، ونحن لن نعوم بعيدا ونتركه ، هو قدرنا ونحن قدره ، استمتعي بالماء البارد والجو الصح والهواء النظيف واصمتي ، اقتلي مخاوفك بداخلك ، لست وحشا يتربص بيك ولم تخطفنا جنيه شريره ولن يتركنا القارب وعلي الارجح لن نعود لحياتها السابقه لذا عومي في الماء براحه واستمتاع !!!
لم تعرف سبب سعادتها ، كانت تسبح في الماء البارد وتضحك ، الماء يتسلل اسفل ملابسها ينعش بدنها المحاصر في القارب بلا امل في الفرار ، الماء يتخلل خصلات شعرها تحسه اصابع حانيه تدلك راسها المتعب بهموم الحصار ، نسيت انها محاصره ، نسيت انها محتجزه في ذلك القارب ولن تخرج منه ، فجأ احست ارتياحا انها محاصره في القارب ولن تخرج منه ، احست سعاده انها اختطفت من حياتها السابقه التي لم تعد تذكر تفاصيلها ، بحثت عن يوسف ، كان يغطس تحت الماء ، لم تراه ، نادته لم يسمع ، صرخت ، خرج مسرعا كحوت قفز في الهواء ، علي وجهه تعبيرات خوف ، ابتسمت وقت شاهدته ، ابتسم لها ، همست قلقت عليك ، همس وانا ، ضحكت اقترب منها مد لها كفيه في الماء ، دفنت اصابعها بين اصابعها ، احست بدفء يجتاح بدنها الطليق ، شاهدت نفسها تجلس مع يوسف امام المدفأه في ليله شتويه ، شاهدته يحكم علي كتفيها الغطاء الصوفي ويجلس علي الارض تحت اقدامها ، شاهدت نفسها تسحبه من ذراعه وتكاد تجلسه علي قدميها ، ثم شاهدت نفسها في حضنه وهما معا تحت الغطاء الصوفي مبتسمين ... احست بارتياح اكثر ، اقترب منه ، سالته عيناها هل تدخل في حضنه اجابتها عيناه بالموافقه والترحيب ، دخلت في حضنه ، تجري المياء البارده بين جسديهما ، يزدادا سعاده وانفعال ، سالته هامسه اسمك الحقيقي ايه ، ضحك وقال لها يوسف ، ضحكت بصوت اعلي ، شرح لها انه نسي اسمه الا التي اختارته له ، وافقته واخبرته انها تحب الاسم الذي اختاره لها ، عانقها بقوه ونسيا الزمن والوقت والحصار والقارب وانفجرت السعاده في قلبيهما واشرقت الشمس في منتصف الليل !!!
جلست في القارب تحت الغطاء الصوفي تحلم بالمدفأه وبحضنه ، اخذ يحدق فيها ينفخ دخان سجائره ، سالته مندهشه ، من اين تاتي بالسجائر ضحك وقال لها لااعلم كلما فرغت العلبه ليلا وجدتها مليئه صباحا ، خافت ، انهما اسيرا السحر ، فكل مايحدث غير طبيعي وغير منطقي ، لا ياكلا لايشربا لايجوعا لا يعطشا لكنه يدخن ، انها اسيرا السحر !!! بحثت عن الجنيه التي اسرتهما في القارب ، سالها مغتاظا لماذا تبحثي عنها ، هل مللت صحبتي ، هزت راسها نفيا ، لكنها تريده معها في الحياه الواقعيه ، شرح لها لقاءنا مستحيل الا في غياهب السحر التي نعيش فيها ، ان فككتي السحر فقدتيني وان بقيت بقيت معي ، تلفتت حولها ، هل تطالبني بالعيش طيله الحياه في هذا القارب ، سالها ولاي عالم نعود ، شقا وعذاب وشجار وضجيج وتلوث وبشر مؤذيين ، حاولت تتذكر عالمها السابق فلم تفلح ، سالته ، كيف يتذكر حياته السابقه وهي بلا ذاكره ، نفي تصوراتها ، انا لااتذكر شيئا لكني اتخيل ، كذبته ، غضب منها ، صالحته ، ابتسم لها ، بقيا في القارب يحدقا في بعضهما البعض ، نسيت الجنيه وفك السحر ، اشعل سيجاره ونفث في وجهها دخانه ، اقترب منها اكثر ، فتحت له احضانها تحت الغطاء الصوفي ، دخل في حضنها والقي سيجارته في الماء ، عانقها احتضنته ، اقترب منها اكثر ، تخللت رائحتها انفه فسكر ، لثمته فمادت الارض البعيده تحت اقدامها ، اقترب اكثر ، اخترقها بروحه ، احتلت روحها جسده ، توحدا ، شاهدت صورتهما بجوار المدفأه متعانقين تحت الغطاء الصوفي ، لمحت ابتسامه علي وجهيهما ، فابتسمت وابتسم وناما !!!!!
استيقظت من نومها ، في فراشها البارد ، غطاءها الصوفي مرمي علي الارض باهمال ، بحثت عن يوسف عن القارب انفك السحر وزال الدفء وتلاشي الحلم وبقي الواقع البارد ، تذكرت كل التفاصيل التي عاشتها في حلمها الجميل ، غضبت من ساعات النوم التي انتهت بسرعه وانهت حلمها الجميل ، تمنت لو عادت للنوم في حضن يوسف ، لكن النوم والدفء فارقاها وتركا لها الفراش الواسع البارد ، ابتسمت ، تمنت لو بقيت في الحلم اسيره السحر الجميل ، اشتاقت ليوسف رفيق ايامها الغريبه رفيق الدفء والسحر !!!
من كان هذا اليوسف الذي رافقها حلمها ، لماذا هو ؟؟؟ اشتاقت له وتمنته ، افتقدت حضنه واشتهته ، وفجأ سمعت صوته خلفها ، كان زوجها يجلس علي مقعده امام النافذه ، زوج قعيد مشلول ، نادها ، كادت تصرخ يوسف ، التفت وجدته فوق مقعده حبيس عجزه ، ابتسمت له بحب رهيب ، لم يفهم ابتسامتها ، فامس طلبت منه الطلاق وافصحت له عن عجزها عن تحمل عجزه ، تشاجرا ونامت باكيه وبقي هو فوق مقعده طيله الليل يدخن ، واليوم تبتسم له ، لايفهم تلك السيده وطلاسمها ، قفزت من فراشها واقتربت منه ، عانقته واعتذرت ، احتضنها واعتذر لها ، وصمتا متعانقين ، سحبت من ذراعه للمقعد الوثير امام المدفأه ، ناولها الغطاء الصوفي بكل حب ، تدثرت به وفتحت احضانها فدخلها مبتسما لايفهم سر تغيرها الغريب ، ابدا لم تكن جميله معطاءه حنونه مثلما هي في ذلك الوقت ، تسارعت دقات قلبها فتسارعت دقات قلبه ، ابتسمت فابتسم ، قصت عليه الحلم الذي اسعدها ، كان غريبا فاحبته وهو حبيبها الان وتحبه اكثر ،
همست تساله ، الا ترغب في اجازه عاطفيه فوق قارب في المياه البعيده وافقها سعيدا ، نامت في حضنه مبتسمه تحسه يهدهدها بنفس الحنان الذي كان يهدهدها به فوق القارب فاتسعت ابتسامته اكثر واكثر !!!!!!