مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الجمعة، 15 أكتوبر 2010

ليلة ... ثلاثينية الهوي !!!!





( 1 )
كان الهواء البارد يزأر داخل المكان ، الاضواء الشاحبه تلفه ورواده ، الموسيقي الحالمه تتسلل للروح كمثل ترياق السم تشفيه من الوجع ، رذاذ البحر يتناثر علي الاوجه وعلي خصلات الشعر المبعثرة .... ليل بارد وبحر غاضب وموج هائج وقاعه ثلاثينه الهوي والتاريخ و.... فتاه تسطع بالدفء و.... رجل يجلس بعيد ينتظر الجنية التي ستأتيه من البحر فتختطفه ........ وسط كل هذا قامت مبتسمه ، واثقه من نفسها ، خطواتها تتأرجح علي نغمات الكمان ، اقتربت منه مبتسمه ، واثقه انه سيلبي دعوتها ، مدت له ذراعها ، ترك الشوكه التي في يده ، اسقطها في الطبق ، ابتلع بسرعه مافي فمه ، مسح شفتاه بفوطه بيضاء كانت مطويه بعنايه و.... قبض علي اناملها وقام من خلف المنضده لساحه الرقص!!!!
( 2 )
تلاحقه بنظراتها ، يعجبها ، النظره الذكيه الجادة التي يتأمل بها المكان ، تدخل في راسه وتسكن حدقتيه وتنظر مثلما ينظر وتحس مثلما يحس ، تعجبه الستائر وتعجبها ، لايحب لون الفيونكه الذهبيه التي تزين ظهر المقاعد ولا تحبها ، يحدق في كأس النبيذ القاني تتمني تذوقه من شفتيه ، مازالت في راسه تفكر بعقله وتري بعينيه ، تتأمل وجوه الفتيات حوله ، بستان زهور من كل لون وصنف وشكل ، لكنه يعافهم جميعا ، لا تجذب انتباهه واحده منهم ، لاتعجبه ، يمنح كل واحده نظره عابره قصيرة وينسي كل ملامحها بسرعه ، مازالت تقبع داخل راسه ، تفكر بعقله وتحس بمشاعره ، وحيد ربما ، يجلس وسط مجموعه كبيرة من الناس لكنه وحيد ، الموسيقي النزقه التي يسمعها تداعبه خيالاته ، يتمني يرقص ، لكنه وحيد لاشريكه معه تقاسمه خطواته ، مازالت حدقتيه تدور في مآقيها تبحث عن جنية تخرج له من البحر الذي يطل عليه ذلك المكان الثلاثيني الهوي ، ينتظر جنيه تقفز من البحر وتدخل من النافذه البحريه التي يلاطم الريح الشتوي البارد ضلفتها ، ينتظر جنيه تسحبه من انامله لساحه الرقص ، تقاسمه الحضن والبعثرة والخطوه المرحه ، تقاسمه عرق الانامل ووهج الانفاس وسخونه البدن ، مازالت تقبع في راسه ، تري مايراه ، كان لحظاته شريط يمر امام عينها في صندوق الدنيا وراسها مدفون تحت الملاءة السوداء ....
تلاحقه بنظراتها وتحس الجوع الذي يمزق دواخله ، شره للحياه لكن تلك اللعينه لا تحقق ابسط احلامه ، فتاه جميله ذكيه يراقصها وقطعه لحم رقيقه مغطاه بالجبن الساخن وطبق سلطه !!!
ضحكت .... ستنظره حتي ياكل ، فيهدء جوعه ثم تحقق له بسهوله امنيته ولاحاجه للجنيات التي لم تخرج من البحر!!!!
سالتها ابنة خالتها .... رحت فين !!! 
ابتسمت ولم ترد .......... كيف ستقول لها انها رحلت للفنار المهجور تجلس فوق صخوره البارده ، ترتجف مثله تنتظر الجنية !!! 
كيف ستقول لها ........ انها رحلت اليه وفيه ولن تعود !!!! 
لم تقل شيئا ......... لكنها قررت ستنتظره حتي يأكل ثم تباغته وليكن مايكون !!!! 
ستقتنص معه لحظات السعاده التي تتمناها .... مجرد ليلة واحده من السعاده !!!
( 3 )
قبل دعوة اصدقاءه علي مضض ، لايحب تلك الاماكن المظلمه ، لايحب الموسيقي التي يعزفها الرجال المقهورين في الاماكن المغمورة ، كل منهم يتمني لو صار موسيقيا يشار له بالبنان في فرقه اوكسترا كبيرة ، لكن حظه العثر ابعده عن مقاعدها فلم يبقي له الا تلك الاماكن التي يرتادها المحبطين والسكاري يعزف فيها نغماته التي لاتجد آاذن ولا قلوب تسمعها ، اعتذر لاصدقائه لكنهم لم يقبلوا اعتذاره والحوا عليه وحاصروه ، الشتا بارد والريح عاصف والمنازل ملله والوحده مؤرقه والنوم موت مبكر فلتصاحبنا لقليل من اللهو ، احرج من الحاحهم فقبل الدعوة ساخرا باعتبارها مجرد ليله واحده لن تغير في حياته الملله شيئا !!! لو كان يعرف الذي يعرفه الكاتب لسارع لقبول الدعوة لكنه لايعرف والكاتب لن يخبره قبلما يعيش الحدث مالذي سيمر فيه !!!! وهذه ميزة ان تكون كاتب لقصه لايعرفها اصحابها !!!! 
قبل دعوة اصدقاءه علي مضض .... يتمني قوي علي الاعتذار ليجلس علي البحر في الظلام امام الفنار القديم ينتظر الجنية التي وعدته بها قارئه الودع والوعد علي شاطيء ابي قير !!! لكنه جلس علي البحر كثيرا ولم تشق الجنيه الموج وتخطفه !!! ساذهب الليله مع اصدقائي وغدا سانتظر الجنية !!!! وقبل ما يدخل القاعه ، لمح الفنار البعيد كانه يناديه ، فاعتذر له وكاد يلومه ، ادمنت صخورك ولم ترأف بي !!!
لكنه قرر الصمت واختاره ، غدا ساتي ... وحتي ياتي الغد انساني وسانساك !!!! ودخل المكان مجذوبا للتاريخ الذي يرسم ملامح المكان وملامح رواده ... ونسي اصدقاءه لايفكر الا في الجنية !!!!
( 4 ) 
في مكان ثلاثيني الهوي والملائح والرائحة ، جلس علي منضدة طويله في مواجهه البحر ، انتقي ابعد مقاعدها وجلس ، يسمع الصخب ولا يشارك فيه ، يخطف بين كل لحظه والاخري نظرة للبحر من النافذه البحرية المفتوحه ، كان الجنيه ستختار تلك الليله بالذات وتشق البحر وتخرج ، كانها ستقفز بذيل رسمت عليه الرمال نصيبه في الحياه وتلقي ببدنها الممشوق علي ساقيه ، كانها اختارت اليوم الذي انصرف عنها ولم ينتظرها !!! 
الموسيقي تصدح في المكان ، النوافذ الطويله العالية ، الضلف المتلخلخه ترطم الجدران وتعود لترتطم ببعضها ، كان الموج هجر البحر بتتابعه وسكن القاعه التي تحتلها سنوات بدايه القرن البعيده ، الالوان شحبت رويدا رويدا من المكان ، وحل محلها الابيض والاسود ، كانه دعي لفيلم قديم جلس وسط احداثه ، الموسيقي تصدح في المكان وعازف الكمان البارع يعزف مبتسما ، لايرتسم علي وجهه قهر المظلومين بالتجاهل ، لا تزين التجاعيد اصابعه القافزه برشاقه بين الاوتار ، انه سعيد بما يفعله ، عازف الكمان البارع ينثر البهجه في قلوب الرواد ، يحب المكان ويحبهم فيسعدهم ، نعم الحب هو السحر الذي يلون الحياه ويجعلها اجمل ، مازالت الضلف ترتطم بالجدران وتعود لترتطم ببعضها ، مازال الريح البارد يهجم من النوافذ المفتوحه علي ابدان رواد المكان يفيقهم ، الخمر لا يقوي علي الذهاب بوعيهم لان الهواء البارد يفسد اثر الخمر ويعيد الانتباه ... ومازالت الحياه ابيض واسود !!! 
الفراشات الجالسات بعيدا عنه ، يرتدين اجسادا ووجوه تتأرجح درجاتها مابين الاسود والابيض ، تلك البقعه السوداء الداكنه فتاه تبكي علي مائده بعيده ، تلك الفراشه المحلقه تشع ضوءا امامه هي فتاه محبة يحتضن حبيبها اصابعها تحت المنضدة ، ومازالت الجنيه لم تخرج من البحر ومازالت الالوان مطفأه وهو كانه جالس وسط الشريط السينمائي القديم !!!!
يسطع النور الشاحب للفنار في عينيه وينطفء ، يبتسم وسط الظلمه قمرا شاحب ، مالك تناديني وكأن جنيتك ستشق البحر الليلة !!! هل قدري اختلاف المواعيد ، انتظرها وقت لن تاتي وتاتي وقت لم انتظرها ، هل قدري البعثرة والحسرة !!! ومازالت الاجواء الثلاثينيه الشاحبه تلفه وتلف براسه !!!
( 5 ) 
نور ......... اسمها الجميل !!! احبت ابويها اكثر حين منحاها كل هذا الضياء المشع من اسمها ، اسم رسم ملامح شخصيتها ، تشع وسط الجميع وتسطع ، نور ، فتاه ثلاثينه السنوات ، اصابعها بلا دبل بما يفصح عن عدم ارتباطها لكن القلب مثقل بجراح التجارب الفاشلة ، دعيت لعيد ميلاد ابنه خالتها ، الليله بارده والبحر هائج والموج عالي وتتمني لو بقيت تحت بطانيتها تسمع موسيقي هادئه وتقرأ في كتاب شعر ، كلمات القصائد وبحورها تدفئها ، تصالح القلب علي القدر وتمنحه فرصه اخري ليحب !!! تتمني تكون بيتا في قصيدة شعر يكتبها محب يصف غرامها ، لكن كل مادخلت تجاربهم اميين لايجيدون قراءه النفس ولا كتابه الشعر !!! يعلم كل منهم علي قلبها بمطواته ويرحل ، تحب ابنة خالتها وتحب الرقص ، ستذهب حفله الميلاد وترقص وتنهك البدن المتيبس من شده الوحدة وحين تعود لفراشها وبطانيتها الدافئه ستقرأ المحب الغائب سلامها وبيتين شعر من قصيده تحبها وتنام في ساحه الاحلام تنتظره!!!!
( 6 ) 
المكان ........... لو مرت ابرة جهاز جرامافون قديم علي جدرانه لنطقت ... سنوات كثيرة وليل طويلة وقصص وحواديت ، كل هذا واكثر التصقت ذبذباته الصوتيه فوق الجدران ..... في اوائل القرن قرر مغامر خواجه وصل متسللا علي مركب قديمه من بلده التي لانعرفها لبلدنا التي لايعرفها ، قرر ذلك المغامر يشيد مكان يطل علي البحر للعشاق ، مكان يستضيف العشاق ومحبي الحياه للاكل والشرب والرقص ، تشاجر مع المهندس الذي صمم المكان لانه كاد يمنع البحر يدخل قاعات المكان ، تشاجر لان المكان ابن البحر وابيه ومنه واليه ، والبحر ضيف كل الضيوف ومضيفهم ، البحر بقيه الديكور الذي صممه المهندس ، اريد نوافذ كبيرة عاليه تدخل الموج تحت الارجل وتحت الموائد ، اريد نوافذ واسعه تضم كل الموج وقت يرغي ويزبد وينتفض يترك شاطئه لحضننا ، اريد قاعات واسعه تدخلها الشمس ولا تخرج وحين تضل النوارس طريقها وتدخل من النوافذ لاتخاف ، بل ترابض فوق المناضد التي تشبه البحر وموجه ، اريد اضاءه شاحبه مثل اضواء الفنار القديم ، اريد انارته تكمل ديكور المكان فحين يسطع تنطفيء الانوار الا اضاءته وحين ينطفيء ننير نحن البحر ونهدي الحيارة ، تشاجر المغامر مع المهندس وتصارعا حتي اكتمل التصميم وشيدت القوقعه وسط الرمال مكانا يحتضن العشاق والاسرار وكل الدموع ...
اه لو نطقت الجدران .......... سنسمع موسيقي متداخله متنافرة ، سنسمع صوت اطباق ترتطم بالارض من كثره الفرحه ، سنسمع نهنهات القلوب التي اضناها الشوق واوجعها الامل الكاذب والالم المستمر ، سنسمع اصوات غناء ، بعض كلماتها عربيه خليعه تحاصرها تأوهات السكاري وبعضها اجنبي ممضوغ لن نفهم كلماته يحيطه التصفيق والخطوات القافزه علي الارض ، اه لو نطقت الجدران ، سنسمع قصص عشق وخيانه ، قهقهات ضحك وصخب وانين دموع ......... وسيطغي صوت البحر علي كل الاصوات ومعه صوت الريح نسائم واعاصير ........... وصارت القوقعه اجمل الاماكن علي البحر ....... اجمل الاماكن لكن اجمل مافيه انه بقي مثلما انشأ اربعين خمسين سبعين عاما واكثر والمكان بقي علي حاله ، لم يتغير ، شكله رائحته لونه الاحساس الذي يمنحه للرواد ، بقي علي حاله وكان الخواجه المغامر ارضع كل ملاكه المتعاقبين الا يغيروا فيه شيء ، فالمقاعد مثل التي كانت يوم انشأ والمناضده هي ذاتها التي جلس عليها الضيوف يوم الافتتاح وخشب الارضيه يئن وياكل السوس قواعده لكن كعوب الاحذيه وثقل الاجسام تركوا عليه بصمات الزمن ، النوافذ العاليه بالضلف الخشبيه والستائر الحريرية الشاحبه والمفارش الزرقاء وطفايات السجائر النحاسيه الثقيله وكاسات النبيذ التي احضرها المغامر من بلده .... اجمل ما في القوقعه انها تسرقك من زمنك لزمنها وتعود بك للثلاثينيات وقت كانت الحياه مختلفه ، تسرقك من زمنك لزمنها وتعود بك خطوات للخلف سنوات خلف سنوات وتلقي بك في حضن الخواجه المغامر ليمنحك بعض السعاده خارج الزمن!!!!
( 7 ) 
القوقعه ............ هذا هو المكان الذي قررت ابنه خاله نور تحتفل فيه بعيد ميلادها ... اختارت المنضده الكبيرة المطله علي البحر لم تقبل احتجاجات ضيوفها ان الريح البارد سيكسر عظامهم ، تحب المنضده الكبيرة المطله علي البحر تحت النوافذ الواسعه العالية والبحر ضيفها الاجمل ........ القوقعه .............. المكان الذي قرر اصدقاء باهي قضاء ليلتهم فيه ..... اختار الاصدقاء المنضدة الكبيرة بجوار ساحه الرقص ، انها منضدة تري البحر وتري الراقصين وانت جالس عليها ، تري البحر والفنارة البعيده التي تسطع بالهدايه للتائهين والحياري ، تري ساحه الرقص الخشبية وتلمح اثار كعوب الاحذيه وشكل الخطوات ترسم التاريخ وتخلده فوق وجهها ....
بيانو عتيق اسود وعازف كمان وشمعه لا تذوب فوق البيانو و........... تنطلق النغمات !!! 
في هذا المكان ..... في هذا الزمن البعيد الذي فر من الزمن الحالي ..... التقت نور بباهي !!!! 
شاهدته يجلس مغتربا عن الاصدقاء يتعلق بصره بالفنارة القديمه التي تحبها !!!
لم يشاهدها ، توارت وسط الزحام بعيدا عن بصره ، تراقبه ولا يراها ، تحس بيه ولا ينتبه لوجودها ، دخلت راسه في غفله منه وقبعت فيها تري مايراه وتحس مايحسه وتفهم مايتمناه ............ واصبح المكان ابيض واسود مثلما يراه !!!
كادت تضحك ، تتوقع شارلي شابلن يطل عليها من بين المناضد ، هذا الخيال الاهوج الذي يموج في راسه وهو مغترب ينتظر هديه البحر التي لم تأتي ، ابتسمت فسالتها ابنه خالتها عن مااضحكها فكذبت كذبه بيضا وقالت ان احد الراقصين كاد يتعثر ، تتوقع شارلي شابلن يخرج بقبعته وعصاه ومشيته الخاصه جدا تتوقعه يرقص فوق الساحه الخشبية ، تنتظر سيد شاريس وجين كيلي يقفزا في الهواء ، تسمع نقرات الشارلستون وصدي الساكسفون وموسيقي الجاز من داخل راسه ، ماله بعيدا هكذا ، ماله مختطف لذلك الزمن الثلاثيني والحياه كلها ابيض واسود !!!!!! هي في داخل راسه تعيشه وتعيش احاسيسه !!! يتمني يرقص ، يقفز فوق المناضد ، يرفع الكراسي ويخفضها ، يتمني يحلق للفنار يرقص علي سلمه الحلزوني ، يتمني يقبض علي انامل سيد شاريس الجميلة الناعمه ويرفعها في الهواء ويلف بها فيدور فستانها الواسع وجيبوناته المزركشه ....... تكاد تضحك ثانيه لان ذلك الرجل كان يتمني من تدخل راسه عنوه فاقتحمته وتوحدت معه وفيه !!!
تتابعه ..... نادي علي النادل وطلب العشاء !!!
يحكم الكوفيه الصوفيه حول رقبته ، وقت ارقص معه سيخلع الجاكته والكوفيه ويتحرر !!!!
يسمع مايدور حوله لكنه لايصغي لاي كلمه ولا يتفاعل !!!!
هي مثله ، تسمع صخب الفتيات حولها لكنها لاتصغي الا لبوحه الداخلي !!!!
ومازال هائما مع نفسه منعزلا ينتظر الجنية !!!!
(8) 
الريح البارد يلف المكان كالاعصار ، ترتعش ، انه وقت الاحضان الدافئة وقت البوح بالعواطف لتسري في البدن المشتاق دفء وحنان ، تصطك اسنانها ببعضها ، ستقوم وتأتي بمعطفها تتدثر به حتي يراقصها ذلك الرجل الفار من الزمن الحالي ، نادت علي النادل وطلب كاس نبيذ ، احمر من فضلك ، يسري الدفء لقلبها ، هل الاسطورة التي قالت ان النبيذ هو دماء البكاري في احضان العاشقين وقت الوصل هي اسطورة صحيحة !!!! هل الاسطورة التي قالت ان النبيذ هو الدموع المقهورة للرجال العشاق وقت طعنتهم النساء بنصال الهجر هي اسطورة صحيحة !!! لماذا يؤنسها النبيذ ، حين تراه في الكاس يرتطم بالجدران الكريستاليه لماذا تشعر دفئا وحبا للحياة الباردة !!! 
مازالت تري المكان بعينه ابيض واسود !!! 
هو لايري الجدران الزرقاء لانه لايري الا درجات الرمادي ، لكن عينها تري!!! 
هو لايري المفارش الزرقاء وافرع الفل البيضاء تزين الفازات فكل شيء شاحب في عقله ، لكنها تري!!!
هو لايري لون النبيذ في كأسه الا وكان ماء عطن من ترعه راكده لكنها تراه احمر قان بلون العشق!!!
هو لن يري فستانها الفضي حين سيراقصها لكنها ستري كرافتته الزرقاء علي قميصه اللبني!!!
هي ستراه جيدا اما هو لن يراها لانه مسروق لزمن مضي محت الايام البعيده الوانه!!!!
تراهنت مع نفسها .... حين تراقصه وينتقل الدفء من جسدها لجسده ويختلط عرقها وسط الصقيع بعرقه ، ويتبادلا الابتسامات الحنونه ، حين تكون له سيد شاريس ويكون معها جين كيلي ، حين يقفزا فوق المناضد والمقاعد وضلف النوافذ ، حين يضحكا ويدورا كالفراشات يحلقا ويطيرا ويعودا ، حين يقوي علي اعتصار خصرها بين ذراعيه وتتسلل اصابعه لمنابت شعرها ، حين ترتعش شفتيه وقت يلمح شفتيها الباسمتين ، في هذا الوقت ......... ستعود الالوان لرأسه وخياله ووعيه وينسي الجنيه والفنار ويكون من نصيبها !!!! 
مازالت تراقبه ولا يراها !!! 
انزل النادل الطبق امامه وغير له كاس الماء وصب له كأس نبيذ وابتسم ابتسامه تعني بالهنا والشفا !!!
همست ، نعم بالهنا والشفا !!!
ماله بطيء هكذا وهو يأكل !!!
لايمزق اللحم بشراهه بل يقسمه برتابه ويلقي القطعه في فمه ويلوكها طويلا !!!
يشرب جرعه صغيره من كأس النبيذ ويبقي طرف الكاس علي شفتيه طويلا !!!
تعود لراسه ربما تفهم مالا تفهمه !!!
مذاق اللحم لايعجبه !!!!
النبيذ يتسلل لاعصابه مخدرا فينادي علي الجنيه لتخرج له وتشق الليل !!! في هذه الليله بالذات انتظرك !!! في هذه الليله بالذات اشتاق لك !!! في هذه الليله بالذات اتمني قضاء الليل في حضنك وبعدها فليذهب العالم كله للجحيم !!! ومازال كأس النبيذ علي شفتيه !!!!
تراقبه بلا صبر !!!
تتمناه يلتهم طعامه بسرعه !!!
الرجل الذي ياكل بلا شهيه لايصلح عاشقا !!! وهو ياكل بشهيه تفصح عن خبرة في العشق والشعر والرقص وحب الحياه !!!
ضحكت بصوت عالي ، سالتها ابنه خالتها ، بتضحكي علي ايه جننتيني ، ضحكت وهمست لها ، ماتركزي مع خطيبك ومالكيش دعوة بي ، كل المدعويين علي المنضده ياكلون بشهيه ويضحكون بصوت عالي وبعض الشباب يغازل الفتيات الغريبه التي لا يعرفها ، هي حفله صاخبه يحتفلوا فيها جميعا بعيد ميلاد ابنه خالتها ، مالها هي خارج الحفله والزمن !!!!
وضع النادل التورتايه فوق المنضده ، تتمايل خيالات شموعها الثلاثين فوق المنضده ، احتضن خطيب ابن خالتها عروسته بنهم والصق جسده بها وصرخوا جميعا باغنيه عيد الميلاد واغلقت الانوار الشاحبه واعيدت وزفروا جميعا الانفاس الساخنه اطفئوا الشموع وعادت الموسيقي تتسلل لجسدها وخيالات الشموع تراقصها ورذاذ البحر يرش وجهها والريح البارد عاتي وهو ..... مازال ياكل قطعه اللحمه امامه ومازال كاس النبيذ معلق علي شفتيه !!!!!
( 9 ) 
دقات البيانو تتصاعد دفئا وسط اعاصير الريح الباردة ، لاتعرف اسماء الاغاني لكن جسدها يجيد التمايل علي نغماتها ، اكم من مرات حلمت تراقص عاشق ، يفهم معني اقترابها من صدره وهج انفاسها علي جيده تلامس اناملها وانامله ، الرقص لغه العشق ، الرقص ليس مجرد فن ، انه نوع من الصلاة بين العشاق ، ايماءات مفهومه واقتراب له معني وبعد له معني اعمق ، الرقص عباده في محراب الحبيب حين يقبض علي الجسد الملتاع بحبه فتتطهرالنفوس وتمتزج الانفاس وتذوب الارواح .... مازالت دقات البيانو تتصاعد دفئا والريح يدق علي ضلف النوافذ دقات موسيقيه تغلف صوت البيانو ونغماته بفخامه وصفير الريح يتسلل بين نغمات الكمان ليؤازرها والساحه الخشبيه تأن من الهجر فلا خطوات ترقص ولاكعوب تقفز ولا نغمات تتبعثر فوق الاجساد المتحررة من اغلال الجمود ، الساحه الخشبيه تناديها ، اتركي بصمه كعب حذائك فوق سطوري رساله عشق وانطلاق ، ارسمي بخطواتك خريطه جديده للبهجه وافتحي بانطلاقك دروبا جديده واطلقي الارواح الاسيرة من مكامنها وتحرري !!!
مازالت كاس النبيذ علي شفتيه ، ومازال البحر يناديه وجنيته التي لم تظهر ، والاضواء الشاحبه تتلاعب والريح يرسم بفرشاته فوق المناضد خيالات تذهب بالعقل المنتبه فمبال العقل المخدر بدماء البكاري !!!! تدخل راسه تحرضه علي ترك الطبق ودعوتها للرقص ، لو تقدم صوبها خطوه واحده ستتقدم ناحيته عشر خطوات ، لو مد لها ذراعه ستلقي روحها في روحه ، لو دار بها دوره واحده فوق الساحه الخشبيه ستحلق به فوق البحر وفوق الفنار وتسكره اكثر ، لكن الحياه في عيناه ابيض واسود ونبيذه داكن وروحه مخطوفه وينتظر الخطوه الاولي التي ستحرك كل الرواكد داخله و........ملت من الانتظار وقررت تتحرك صوبه !!!!
حين انزل الكاس من فوق شفتيه ادركت انه صار جاهزا لمراقصتها ، يتمني جسد يلاصقه وروح يختبيء فيها وينتظر و.......... لن يطول انتظاره !!!!
( 10 ) 
و اعد المسرح لاستقبالهما وخفتت الريح وصمتت ضلف النوافذ وترقق صوت الموج فتحول عصافير مغرده واضاء الفنار بقعه ضوء فوق الساحه الخشبيه و......... ارتدت فستان ضيق بذيل طويل ورشقت ريشه بيضاء في قبعتها الفضيه وحذاء عالي بكعب مدبب ، ستكتبت به سطر بهجتها فوق الساحه الخشبية ..... ارتدي بذله سوداء بياقات ستان لامعه وربطه عنق ستان وقميص ابيض بياقه منشاه وقبعه سوداء !!
احكمت قفازها الفضي علي ذراعيها ، واخرج من جيبه مثل كل السحره عصا ابنوس و............ انطفأت مصابيح الالوان وساد الاسود والابيض خيالات تتراقص فوق الساحه الخشبيه ...
والسيدات والساده ............. الان .. سنعود بكم لافتتاح القوقعه ... كازينو علي البحر يسطع كالؤلؤة الفضيه تزين جيد عروس البحر .......... الزمن عاد للوراء وهرولت العقارب للسنوات البعيده وفي ليله شتويه مثل تلك التي نعيشها ، سطعت الاضواء علي شاطيء البحر وفتحت القوقعه احضانها للعشاق والمحبين واصحاب الذوق الرفيع والمثقفين وصناع الحضارة وكتبه التاريخ وانهمر النبيذ امطارا فوق شفاه الضيوف تذهب بالحيطه والحذر وتبقي الروح طليقه و............... سيبدأ العرض حالا !!!!
( 11 )
اقتربت منه مبتسمه ، واثقه انه سيلبي دعوتها ، مدت له ذراعها ، ترك الشوكه التي في يده ، اسقطها في الطبق ، ابتلع بسرعه مافي فمه ، مسح شفتاه بفوطه بيضاء كانت مطويه بعنايه و.... قبض علي اناملها وقام من خلف المنضده لساحه الرقص !!!!
وسط بقعه الضوء علي الساحه الخشبيه وقفت نور امام باهي يستعدا للرقص !!!
و..... تحدق في عينه فتراها ، تري كيف يراها ، مازال الابيض والاسود يكسو بصره بغلالات رماديه !!!
بدأ عازف الكمان يداعب اوتاره فانطلقت نغمات شقيه ، اقتربت ، فاقترب !!!! مدت ذراعها صوبه فقبض علي وسطها بين ذراعيه .... علي صوت البيانو مع صوت الكمان ، اقتربت اكثر فاعتصر خصرها وبسرعه القاها بعيدا وقبلما تفلت من بين اصابعه جذبها فسكنت راسها علي كتفه ..... ابتسم عازف الكمان وادرك ان الدفء سيسري سريعا في المكان ، اشتعلت اوتاره بالشوق فقالت وباحت وغارت منها اصابع البيانو فصدحت وغنت وتراقصت بقعه الضوء وخيالاتهما تتراقص كخيالات الشعله الخافته علي الجدران ...
بفستانها الطويل وقبعتها والريشه ، ببذلته الانيقه السوداء وقبعته وعصاه ...
وقفا وسط الساحه الخشبيه ، سيبدءا التدوين علي اسطرها بكعوب اقدامهما ...
موسيقي فالس تعزفها الاوركسترا الصغيرة التي احضرها الخواجه المغامر من بلاده لتعزف الحان البهجه في افتتاح قوقعته العزيزة !!!
ترك الراقص عصاه علي المنضده القريبه وامسكت الراقصه بذيل ثوبها و............ صنعا بجسديهما دوامه حانية علي نغمات الفالس !!!
وبسرعه ..... انقلت الايقاع للتانجو ............ قبض علي اناملها في كفه وانام كفه علي صدره فوق القلب وغرزت اصابعها في ظهره و... واحد اتنين واحد ... واحد اتنين واحد .... يتعرجا علي اسطر الساحه الخشبيه ، للخلف وللامام ، لهذا الطرف وذاك الطرف ، يرسمها لوحه بخطواتهما ، يرسما خريطه الكنز ، كنز البهجه الذي لن تفتح بوابته الا للعشاق ......... كانت تحكي له باصابعها علي ظهره قصتها ووحدتها واحتياجها للدف ، وكان يكتب لها الشعر وينظم الاغاني بخطواته ويتغزل فيها ويغني لها ويتوحد معها اكثر واكثر !!!
وفجأ دوت الاصابع السوداء للبيانو ، نغمات فخمه ، وقفز الراقص فوق المنضده والقي قبعته بعيدا ورفعت الراقصه قبعتها ولوحت بالريشه البيضاء في وجهه و.............. انها موسيقي الشارلستون وصوت ساكسفون يصرخ من اعماق العازف البارع ويقفز الراقص امامها ويمسك ذراعيها ويتركهما ويرسم بخيالات عصاه علي وجه الساحه الخشبيه ابتسامه وتقفز الراقصه فوق خياله تسبقه ويشتبكا ويبتعدا ويحمل مقعد يلوح به في الهواء ويلقيه امامه فتتلقفه وتجلس عليه فينحني علي يديها يقبلها وتضحك الموسيقي والنغمات !!!!!!!
( 12 )
ومازال الخواجه المغامر يستقبل ضيوفه وزائريه في الليله الاولي لقوقعته المضيئه علي شاطيء البحر !!!
وراقصة بديعه القد تتمايل علي الساحه الخشبيه وحولها ومعها راقص بارع يلف حولها ويقفز بعيدا عنه ، يلقيها ويقبض عليها ، جسدها وجسده يشتبكا ، اذرعهما تتلاف حول اجسادهما وتبتعد ، ابتساماتيهما تتسع وتتسع والبهجه تنتشر علي وجوه الحاضرين والكل يحسدهما يتمني ينطلق بروحه مثلهما ، كزوج العصافير يتنقلا بين الرقصات المختلفه وموسيقاها وكانهما يحلقا في الغابه فوق كل الاشجار ....
مازالت ندي بين ذراعي باهي .... تكسر باقدامها ارتباكه وتحرر بروحها روحه وتعبث باناملها الرقيقه في منابت شعره و.... يقفز من بين ذراعيها ويعود ، تضحك بصوت عالي فيضحك ، تفر منه علي نغمات الموسيقي فيطاردها ، خطوه اثتنان للخلف ، خطوه اثنتان للامام ، تعطيه ظهرها فيضحك ويبعد ، خطوه اثنان ثلاثه وبسرعه يباغتها ويلف ووجهها في وجهه وانفاسها تختلط بانفاسه ودقات قلبه تتسارع خلف دقات قلبها و............... عازف الكمان يعزف متباهيا ، فموسيقاه تدخل السعاده علي هذه الشابه وذلك الرجل ، لموسيقاه قيمه ومعني ، انها تسعد العشاق !!!!!
فجأ ..... صمتت الموسيقي وهي في حضنه فبقيت .... يحكم علي وسطها قبضته ، تتسلل لرأسه كيف يراها ، الان هو لا يراها ، فقط يشعر بها ، والرمادي الكئيب الذي كان يغلف بصره بالحسرة يتبدد والالوان تعود لاحساسه ببطء لكن بقوة و............ الارواح الطليقه الحرة تلتقي وتمتزج وتتواصل وتتفاعل و......... تصدح الموسيقي من جديد .... لكن عازف البيانو قرر يلعب نغمات شرقيه ، فتلك الانثي تستحق تتمايل بجذعها في حضنه و............... وتداخلت اصوات الريح والموج ودقات الضلف فوق الجدران واصوات كعب حذائها علي الساحه الخشبيه مع صوت البيانو ونغماته الشرقيه ، طبله ودف ورق وصاجات و............. تتمايل بجسدها بين ذراعيه فلا يفلتها ، ويقترب بجذعه من صدرها ويبتعد و...... تنثر شعرها علي كتفه فيمسكها من خصلاته ويجذبها صوبه ويلتصقا وجسديهما يتلاعبا وكان سمكه خرجت من الماء تتراقص وكانه طير مذبوح من الالم ........ وتئن النغمات الشرقيه بحنينها ويبتعدا ........ تراقص ذراعيها في الهواء وتكتب بخيالاتها علي الجدران كلمات يفهم معناها ويلوح بعصاه في وجهها ويكاد يضربها فتفلت منه فيطاردها ويرشق العصا في وسطه فتاخذ طرفها في يدها وتراقصه وتلف حوله وتخطف منه العصا وتحتجزه فيخطفها منه ويعتقلها والعصا خلف وسطها الرشيق و............ تصمت الموسيقي فجأ !! فتقف نور ثابته بين ذراعي باهي وكانها تساله هل سنكمل الرقص فيجيبها نعم سنكمل البهجه !!!
هل نست عيد ميلاد ابنه خالها وضيوفها .... هل نسي اصدقاءه والجنيه التي كانت ينتظرها .... لقد نسيا انفسهما والدنيا وقررا معا في تلك اللحظه ان يمتزجا وينصهرا ويتوحدا ............. ولتكن ليله الرقص والسعاده !!!
ومازال الخواجه المغامر يتابع الاوركسترا وراقصيه المحتفلين بافتتاح القوقعه !!!!
هل تسللت نور وباهي لحفل الافتتاح !!!
هل ارتديا ثوب الراقصه ذات القد البديع وثوب الراقص البارع !!!
هل تركا كل التاريخ والجروح والامنيات علي عتبه القوقعه وقت دخلوها برجليهما وعادا بمنتهي الوعي للماضي ينقبوا فيه عن لحظات سعاده فرت من واقعهما الحاضر !!!!
ومازالت نور ترقص ومازال باهي يرقص و........ وانتقل الدفء من جسدها لجسده واختلط عرقها وسط الصقيع بعرقه ، وتبادلا الابتسامات الحنونه ، وكانت معه سيد شاريس فكان معها جين كيلي ، وقفزا بمنتهي الرشاقه والجنون فوق المناضد والمقاعد وضلف النوافذ ، وضحكا ودارا كالفراشات يحلقا ويطيرا ويعودا ، وقوي بمنتهي الجراءة والاقدام علي اعتصار خصرها بين ذراعيه وتتسللت اصابعه لمنابت شعرها ، وارتعشت شفتيه وقت لمح شفتيها الباسمتين وفي لحظه جنون قرر يلثم شفتيها لكن الموسيقي دارت بها بعيدا عنه وجهه ، في هذا الوقت ......... عادت الالوان لرأسه وخياله ووعيه ونسي الجنية والفنار !!!!
( 13 )
غادرت ابن خالتها وخطيبها والاصدقاء المكان وتشاجرت معها قبلما ترحل لانها مستهتره تراقص غريبا بتلك الميوعه وتلك الحميميه !!!
غادر اصدقاءه المكان وتندروا عليه باعتباره عريس الليله التي افلح فيها في اصطياد فتاه لاهيه ستمنحه اكثر من الرقص كثيرا !!!
وبقيا مكانهما .......... تراقصه ويراقصه ويقتسما البهجه يشاركهما عازف الكمان الاحساس بجمال الحياة !!!
و.......... حين صمتت الموسيقي وصوت البحر وصراخ الريح واعلن الفجر عن قدومه ...
في تلك اللحظه ، احضر لها معطفها فتدثرت به واحكم الكوفيه الصوفيه حول رقبته وخرجا من القوقعه !!!
وقفا امام البحر وامواجه يفتحا رئتيهما للهواء النقي النظيف !!!
ودعته سعيده ، وودعها سعيد !!!
و................... لم يلتقيا ابدا بعد ذلك اليوم !!!
وكثيرا ما تسال نفسها ، هل كانت تحلم !!!
كثيرا ما يسال نفسه ، هل كان يحلم !!!
لكن بصمات اقدامهما علي الساحه الخشبيه تؤكد ان ليله السعاده التي عاشها بكل تفاصيلها كانت ليله حقيقيه انتزعا فيها هم الاثنين من براثن الوحشه لحظات سعادة غامرة ....
ومازال المكان الجميل ثلاثيني الهوي ومازالت جدرانه تخبيء اسرار كثيرة لو نطقت لباحت بها ومن ضمن تلك الاسرار ، سر تلك الليله البارده التي ادفئها نور وباهي بومضات السعاده التي عاشوها !!!!
..........................................

لن ننهي الحدوته نهايه تقليديه ..

لن نرسم قصه حب بينهما ..
لن نلوي عنق الاحداث ونقول وعاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات ..
فاي كلمه اخري ستفسد جمال تلك الليله البارده التي ادفئتها روحيهما الحرتين !!!!!
انها مجرد ليلة واحدة من السعادة !!!!
لكنها ليله خاصه جدا ، انها ليله ثلاثينيه الهوي !!!!
ملحوظة من الكاتب ....


الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

الحيوان ... والمجنونة !!!! " قصص تبدو واقعية "





وقت انجبها كان كهل صاع وعاش الفساد قدر ماقوي ثم قرر يكمل نصف دينه بعدما مل الخروج عن الدين وخاف الوحدة والايام البارده !!! هو رجل ثري سليل الحسب والنسب من عائله يشغل ابناءها مواقع مختلفه في فرعي النهر ، الثروة والسلطه !!!

بعضهم رجل مال وبعضهم يعمل في منصب قيادي وبعضهم يجمع بين الاثنين !!!
انه رجل ثري ابن عائلة قويه يهابها الناس لاسباب مختلفه !!!
وهي ابنته فتاه وحيدة مدللة بعد شقيقين !!!
وقتما تزوج ، انتقي ابنه عائلة عريقه لاتقل عن حسب عائلته وتزوجها ..

وسرعان ماانجبت الهانم ابنين عاملهما الاب الشيخ بكل صرامه يعدهما للحياه الصعبه بعد رحيله وكيفيه اداره الثروة الطائلة التي ورثها عن ابيه !!! وبعدهما انجبت ابنه العائله فتاه جميله تشبه جدودها ، فدللها الاب الشيخ تدليلا مفسد غير مبالي !!! هي ابنته الجميله اخر عنقوده سليله الحسب والنسب وريثه الثروة الطائلة ، تستحق التدليل وربما الافساد ، فلا شيء يهم !!!!


في سن المراهقة ، وبين كل البنات ، كانت الاجمل والاشيك لكنها منفرة !!!
لايقترب منها الشباب في مثل عمرها ، شقيقيها مجانين ينهالا ضرب علي من تطلب منهما ضربه !!! لايكترثا بالاسباب لكنها رغبه الجميله التي لابد من تحقيقها !!!
تذكر ان ابيها صمم علي رفد مدرسه في مدرستها الابتدائي لانها نهرتها امام زميلاتها في الطابور وقت ذهبت للمدرسه بغير الزي المدرسي ، يومها الاب اعتبر ماحدث لابنته اهانه لايمحوها الا اعتذار من المدرسه امام الطابور ،لكن المدرسه رفضت تعتذر وكتبت استقالتها ، لكن الاداره التعليميه رفضت قبول الاستقاله ورفدتها مراعاه للشيخ الاب والابنه الجميله !!!!
تذكر يوم عادت باكيه للمنزل لانهم لم يختاروها في فريق الرقصات في حفله المدرسه ، تذكر ان ابيها وعدها انها ستكون نجمه الحفل وفعلا في اليوم التالي نادتها مدرسه الموسيقي ومعهما مصممه الرقصات وابلغوها ان الحفل سيبدأ برقصه ترقصها وحدها !!! فرحت واحبت ابيها ولم تكترث وقت سخرت منها الفتيات في المدرسه لان ابيها ايده طايله ، بالعكس ، سخرت منهم لانهم اولاد اباء مقطوعي اليد وانها هي تحصل علي كل ماتتمناه وماستتمناه لان ابيها هو ابيها !!!!

جميله لكن منفرة !!!
مدلله لكن وحيده !!!
فالاب يقوي يشتري لها سياره تكسرها في اول حادثه ، يقوي يرفد المدرسه ، يقوي يجعلها نجمه الحفل ، يقوي علي اشياء كثيرة لكنه لايقوي يلقي في طريقها شابا وسيما ابن عائلة يتوه في حبها ويتمناها !!!!
كانت تلاحظ مايحدث حولها وتدعي عدم اكتراث !!!
اشاعت ان الشباب يخاف منها لان ابيها رجل واصل وشقيقاها ابطال في رياضه الملاكمه !!!
عايرت حتي صديقاتها وقت دخلن في اي علاقه عاطفيه ولو عابرة ، عايرتهن لان الشباب لايعمل لهن حساب عكسها التي ترتعد اوصال الشباب وقت يسمعوا اسمها واسم ابيها ....
عايرتهن ، لكنها كانت تتمني قصه حب تدخلها مثلهن جميعا وتعيش في الوانها المبهجه !!! لكن هذا لم يحدث !!!!
لماذا كتبت كل ما كتبت !!!
كتبته لاوضح ان سائق التاكسي لم يكن يعرف كل تلك الخلفيات وقت وقع حادث التصادم بين سيارته القديمه وسيارتها الفارهه !!!
السائق يقسم انه كان يسير بسرعه معقوله منتبها للزحام والسيارات المجاورة لكنها هي ، وقفت فجأ امامه وقتما فتحت الاشارة ، كان يتحرك بعزم وقوة لان الاشاره خنقته ، تحرك بعزم وقوه وحين وقفت امام سيارته فجأ لم يملك اي حل الا يخبط سيارتها الفارهه ببوزر سيارته القديمه !!!
سائق التاكسي ، لم يكن يعرف عنها اي شيء حين فتح باب سيارته بعنف وجري عليها يفتح باب سيارتها يتشاجر معها لانها غلطانه لانها وقفت قدامه فجأ ، كان اكصدام سيارته قد تحطم تماما وغالبا الردياتير لان الماء الذي سال تحت سيارته كالدماء تتدفق من شريان مقطوع والبخار الذي تصاعد من الموتور ، كل هذا افصح له ان سيارته قد تحطمت وان اصلاحها سياخذ يومين ثلاثه لن يعمل فيهم ولن يدفع درس الواد ولا دوا امه ولا قسط الغساله المؤجل من الشهر الماضي ... كان السائق يعرف انها غلطانه لانها وقفت فجأ ، ويعرف انه سيتعطل عن العمل ثلاثه اربعه ايام ويعرف ان بوز سيارته تحطم ، هذا فقط ماكان يعرفه السائق !!!


نزل من سيارته كالمجنون ، هجم علي باب سيارتها وفتحه !!!
كانت ترتدي ملابس قصيرة وكانها علي البحر وتتحدث في الموبيل مع اخر لايعرفه السائق ، كانت تضحك ولم تكترث بما حدث في سيارتها !!! مالذي قاله له السائق وقت فتح الباب ، لايذكر ، نعم فذاكرته قررت تمحو ذلك اليوم من عقله تماما ، كل مايذكره نظره الجنون التي سطعت في عينيها وقت فتح باب السياره ، كل مايذكره ، صراخها العصبي فيه وسبب فتح باب سيارتها ، القت الموبيل في الشارع لم تكترث بما سيجري له ، تصرخ فيه بتعالي ، ايه ياحيوان فيه ايه !!! كل مايذكره ، انه كان يزعق فيها وهي لاتردد الا كلمه واحده ، ياحيوان عايز ايه ياحيوان !!!
هل كرامه السائق اوجعته وقت وصمته فتاه من دور بناته بانه حيوان ، هي غلطانه ووقفت فجأ وهو كمان اللي حيوان !!!
مازال واقف بجوار السيارة يشرح لها بغضب ان سيارته تحطمت وانها السبب !!!
لم يفهم لماذا سحبت الباب ولم تكترث بكلماته ولم ترد عليه !!!!
حين ادارت موتور سيارتها وضغت بكل قوتها علي دواسه البنزين ، تصورها ستفر وتتركه مكانه ، كاد يتشبث بالباب !!!
وفجأ ............ عادت بكل قوتها وبسرعه شديده للخلف
لم يصدق عينيه ، عادت بكل قوتها للخلف وخبطت سيارته بمنتهي العنف !!!
يصرخ فيها ، بتعملي ايه يامجنونه !!!
تعود للامام بجواره وتحدق في عينها بنظره جنون ثم تضغط بمنتهي القوه علي دواسه البنزين وتعود للخلف وتخبط سيارته بمنتهي العنف والشراسه ....
مره اثنين عشره .......... سيارته سحقت تحت خبطاتها المتتاليه !!!
هذا صوت زجاج السياره يتناثر ، هذا صوت الموتور ترتطم اجزاءه ببعضها البعض وتتفكك ، هذا صوت ارتطام سيارتها بالاكصدام بالرفارف .... ينظر لسيارته لايصدق .... ماء يسيل منها ، زيت يسيل منها ، تتصاعد الابخره ، يتناثر الزجاج !!!!
الناس في الشارع كله لاتصدق ماتراه !!!
السائقين بجوارها ابتعدوا بسرعه عن مكان وجودها !!!
مجنونه هي لكنها تقود سياره فارهه قررت تحطمها بلا اي اكتراث وتسحق تحتها السياره المتهالكه لسائق التاكس الذي وقت مذهولا لايصدق عينيه !!!!
مره اثنين عشرة ............. واطلقت كلاسك سيارتها وفتحت الشباك وبصقت عليه ، علشان تبقي تزعق ياحيوان !!!
وانطلقت مسرعه ................. واختفت لولا التقط عسكري المرور رقم سيارتها !!!!
هل احدهم يعرف مالذي جري للسائق !!!
ابلغ عنها وطلب معاينه السيارة ، لكنه وجد محضر ينتظره في القسم لانه سب ابنه الحسب والنسب وكاد يتحرش بها وقت فتح باب سيارتها بلا مبرر ، وحين حاولت الفرار منه طاردها واصطدم بها مره واثنين و............ اصبح متهم !!!!
واستمع لنصيحه اولاد الحلال وتنازل عن المحضر وتنازلت هي لطيبه قلبها وقلب والدها عن المحضر و...... يادار مادخلك شر !!!!
ومازال السائق مذهولا لايصدق ماحدث له ،وكثيرا ما يستيقظ في الصباح فزعا لان الفتاه المدلله زارته في الحلم وحطمت سيارته مره وحطمت منزله مره ودهست ابنته التي يحبها تحت عجلات سيارتها مرة!!!
ومازالت هي تجلس وسط صديقاتها وتضحك ، كسرت عربيته الحيوان ، فيضحكوا ، يستاهل !!!!
ومازالت وحيدة ومازالت مدللة ومازلت منفرة لااحد يقترب منها
فجاه ابيها وثروته نجح يقهر سائق التاكسي ويحطم سيارته ويسرق كوابيسه ويحتلها !!!
لكنه لم ينجح يقهر رجل يعجب ابنته ولا يعيرها ليتقدم طواعيه للزواج منها !!!!
ومازالت تضحك ومازالت وحيدة منفرة !!!!!!!!!!

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

ابو الزواج وايامه السودا !!!! " قصه تبدو واقعية " !!!!



ماتت زوجته !!!
لم يكن يحبها لكن كانت زوجه صالحه !!!
من قال ان الزواج بأمرأه صالحه يحتاج للحب !!!
تزوجها لانها ابنه عيله ومتوسطه الجمال ، هو يخاف النساء الجميلات لانهن يجلبن للازواج في اغلب الاوقات وجع الدماغ !!! ابنة عيلة ومتوسطة الجمال وطابخه ماهره حسبما اثبتت وقت الخطوبه القصيرة !!!

فور الزواج ... انجبت طفله فالثانيه ثم ولد وقررت تستكفي لكنه يتمني عائله كبيرة فرضخت لضغوطه وانجبت طفلا رابع وبعد سبعه سنين من الزواج كان صخب الاطفال الاربع يهدم جدران الشقه والعماره كلها !!!
لايذكر المرة الاخيرة التي رأي السيدة التي تزوجها وام اطفاله مبتسمه !!!

هناك اخري في المنزل ، سيدة مجنونه كثيرة الصراخ والضرب في الاطفال الاربع ، تخينه منكوشة الشعر ، انشغلت بتربيه الاطفال ونسيته ، لايراها الا ببوز ممتد امامها شبرين ، تشكو له من الاطفال وشقاوتهم ومن المصاريف التي تلتهتم مصروف الشهر في خمسه ايام ، يسمعها بنصف اذن ويخرج مسرعا او ينام امام التلفزيون وهي تنيم اصغر الاطفال ... وعاش معها غاضبا يلعن ابو الزواج وايامه السودا !!!

وفجأ ، ماتت الزوجه !!!
اسرتها اللعينه لم تخبره وقت تقدم لخطبتها انها مريضه بالقلب ، لم تخبره الاسرة بمرضها ، وهاهو يدفع ثمن خديعتهم اطفال يتامي اربع بلا ام وارتباك عاصف يضرب بحياته .... اخته رفضت تاخذ الاطفال الاربع منزلها فزوجها رجل نكدي لا يتحمل اطفاله فكيف سيتحمل اطفال اخيه ، امه مريضه ضغط وسكر وزيارتها لمنزله ساعتين تمرضها اسبوع ، كثره الصراخ والشجار والحزن علي المصير الاسود لابنها تمرضها ، تزوره تنوي الاقامه معه يومين ثلاثه وبعد ساعتين تودعه وترحل وهو يسندها حتي تنزل السلم !!!

ابنته الكبري سته سنوات والصغري لم تتم السنه بعد ، والولدين بينهما عفاريت يكسرا المنزل وهو يتشاجرا ويكسراه اكثر واعنف بعدما يتصالحا ويلعبا معا عسكر وحرامية !!!
اخذ اجازه اسبوع من عمله ومر الاسبوع سريعا ومازال الاطفال صغار ، تصور ان اسبوعه سيقضيه معهم سيحل كل مشاكله ، لكن المشاكل لاتحل ، الصغير يحتاج من يساعده في عمل الواجب والصغيره تحتاج من يغير حفاضاتها والاطفال الاربع يحتاجون من يطهي طعامهم ومن يجمع ملابسهم من فوق الحبال ويكويها ، في نهايه اليوم الاخير من اسبوع الاجازه ، لمح ملامحه في المرايه بالصدفه لم يعرف نفسه ، لم يحلق ذقنه منذ ماتت زوجته ، شعره متناثر كاغصان الشوك ، تحت عينيه هالات سوداء ، لماذا تصور انه يشبه زوجته قبل تموت ، كان ملامحها قريبه من ملامحه الغريبه التي فوجيئ بها مرتسمه علي وجهه !!!

مد الاجازه اسبوعين اخرين ، ثانيهما علي حسابه بعد نفاذ اجازته السنويه !!!
يشعر ارتباك في منزله وسط اطفاله ، خدمتهم استهلكت كل الاجازه ولاشيء انتظم !!!
لن يمد الاجازه مرة اخري والا رفد من الشغل !!!!
قبل اربعين زوجته احترق ذهنه ويفكر في كل الحلول الممكنه لحل تلك المشكله العويصة ...
اقترحت عليه اخته تاتي له بشغاله من البلد ترعي الاطفال ، سالها عن راتب الشغاله وحين عرفه تسارعت ضربات قلبه ، ان دفع راتب الشغاله لن ياكل ولن يشرب وسيجوع الاطفال !!! رفض الاقتراح !!!
اقترحت امه يضع الاطفال في حضانه ويعود بهم لمنزله بعد الشغل وله ولهم ربنا !!! اجر الحضانه واستئذانه من العمل مبكرا فاقدا لمقابل العمل الاضافي سيحيل حياته لجحيم !!! كل راتبه سيدفع في الحضانه والمدرسه وبقيه الالتزامات الشهريه !!!
قبل ما يعود العمل بيومين انفجر في البكاء الصاخب !!!!
تصور البعض انه حزنه علي زوجته فاض وضغطي !!!
اوصوه بالدعاء لها ليرحمها الله ، شرح لهم ان ربنا رحمها فعلا من الحياه وشقي خدمه الاطفال ، ربنا رحمها لكن عذبه هو بهؤلاء الشياطين !! وبسرعه تفتق ذهنه عن فكره جميله !!! سيتزوج وبسرعه !!! هذا ارخص الحلول واكثرها عملية وفائده !!! سيده تخدم الاطفال وترعاه و..........الباقي مفهوم !!!

لطمت ام زوجته علي وجهها وكشفت شعرها ومزقته ودعت عليه ربنا يخرب بيته اكثر مماهو مخروب !!!
تفهمت امه موقفه فهو معذور يحتاج لمن يخدمه هو واطفاله !!!!
تشاجرت اخته مع اخو زوجته وقتما قال عليه انه ندل لم يحترم زوجته ولا ذكراها !!!
تشاجرت اخته مع الرجل وصرخت بان الحي ابقي من الميت وان اخيها غلبان ومحتاس وهمه كبيرة وان اختك ماتت واستريحت وسابت لنا المصيبة من وراها محتاسين كلنا فيها !!!!
وقررت اسرة الزوج تساعد ابنها لحل مشكلته وبسرعه وسرعان ماوجدوا ضالتهم ، عثروا علي فتاه عانسه قليله الجمال من اسرة متواضعه ، ضغط الاب علي الابنه لتقبل الزواج بدلا من بقاءها في رقبته كالحيل !!! ولان وجع البطن ولا دلق الطبيخ ، قبلت العانس الاربيعينه تتزوج بارمل له اربعه اطفال وتدخل دنيا !!!

وقبل ما ينتهي شهر العسل الذي شاركهم لياليه الاطفال الاربعه ....تحولت زوجته الجديدة لامرأه تخينه منكوشه تشبه المرحومة ام الاطفال!!! قبلما تمر سنه علي زواجه بالعانس التي تعد كذلك ، انصرف عنها لحياته وترك لها الاطفال وشقاوتهم والمنزل وهمه و..............ونسيته الزوجه الجديده في غمرة انشغالها بالدوامه التي عاشت فيها وهي تخدم الاطفال الاربعه وتنهال عليهم بالضرب والشتم لانهم عفاريت حولوا ايام حياتها لايام سوداء !!
وازدادت قبحا وغضبا و................
مازال الاطفال يصرخوا ويتشاجروا ويكسروا جدران الشقه والعماره كلها !!!
ومازلت زوجه ابيهم تضربهم وتلعن ايامهم السودا التي افسدت زواجها !!!
ومازال هو يعلن ابو الزواج وايامه السودا !!!

الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

ومازالت جثث اكثر لم تطفو بعد !!!!





( 1 )

الوداع


ابتسمت في وجهه ابتسامه غريبه ولوحت له بالوداع واعطته ظهرها ورحلت !!!!!!!!!!
رحلت للابد ... هذا مايعرفه جيدا ، انها رحلت للابد !!
حذرته كثيرا ، لاتدفعني بعيدا ، سياتي وقت وسارهق من كل المحاولات معك ، وقتها سارحل ، حذرته لكنه لم يكترث ، لا يملك حلا لكل مشاكلها العويصه ولا لمشاكله ، فلترحل اذن ، لكنها لم ترحل بسرعه فبقي ينتظر اللحظه الاكيدة التي سيجتاحها الارهاق منه ، وتقرر انقاذ نفسها وتتركه غريقا تحت كل الامواج!!!
ولم يطل انتظاره ............. وابتسمت ولوحت له رحلت !!
هل حزن لرحيلها ، طبعا حزن ، لكنه حزن لايصلح وقودا لمراجله يحمسه لحد يخلع معه القناع عن وجه ويكاشفها بحقيقته !!!!
ورحلت .......وبقي هو يبكي خلف القناع تتساقط دموع القلب حزنا لكنه حتي لا يناديها ولن يستوقفها ، ربما انه سعيد لرحيلها !!!!
لوحت له بالوداع واعطته ظهرها ورحلت !!!!
هذا المشهد هو اخر مشهد يذكره عن تلك نعمة ، تلك السيده التي اقتحمت حياته دون يسمح لها وغادرته دون اذن!!!


( 2 )
الندم

لقد احبتني تلك السيدة ، احبتني بحق ، احبتني انا ، ناجي ، الرجل الحقيقي !!
لم تحب ناجي الصعلوك الاراجوز بالملامح المرسومه والابتسامات المزيفه والنظرات الزائغه ، ذلك الرجل الذي رسمته بفرشاتي واخترت له هيئه وشكل ونفسيه خاصه ، لم تحب ناجي الذي لااحبه !!!
احبت ناجي الحقيقي .......... لكنها ابكرت في القدوم ، لم يكن ناجي قد استيقظ من سباته واستعد للقاءها !!!
حين ظهرت في حياتي ، لم تجد ينتظرها الا ناجي الذي لااحبه ، عرفت تلك الخبيثه السر ، فهمت كل ماكنت اتصوره دفين ، فهمته دون جهد وبمنتهي البراعة ، كانت تحدق في وجهي كأنها تبحث عن ماتعرفه ، اراوغها ، اكذب عليها ، اهاجمها ، اشرح لها مرات تلو المرات اني انا الذي لايوجد غيره ، لكنها لم تصدقني ابدا ، كنت في بقعه بعيده جدا من روحي اشفق عليها من كذبي واعجب ببراعتها لكني دائما كنت الومها لانها ابكرت عن ميعادها الذي ينتظرها فيه ناجي الحقيقي ، ليتها تاخرت ، ليتها لم تظهر في حياتي وانا ارتدي القناع المزركش مبتسما دون سبب وبلا مبالاة ، ليتها لم تظهر في حياتي !!!!!
هل اشعر ندما لاني لم احافظ عليها وبعثرتها كمثل شظايا قنبله انشطارية تبعثرت في فراغ الانفجار !!!
هل اشعر ندما لاني لم احافظ عليها ولم امنحها ماكانت تستحقه !!
هل اشعر ندما لان ناجي الحقيقي خضع لضغوطي واستجاب لالحاحي واختبأ منها !!!!!!
........................... اسمع صدي صاخب لضحكات هستيريه تلاحقني ، ناجي يضحك وانا والقناع نضحك معه !!!
من هي لتظن نفسها قادره علي ايقاظ اهل الكهف من سباتهم !!!
من هي لتظن نفسها قادره علي اماطه اللثام عن مالايجوز اماطه اللثام عنه !!!!!!!!
طبعا لااشعر بالندم !!!!!!
اسمع همسا ياتي من بعيد .......... انت نادم ايها الرجل ولا تكذب ، لكن الندم لايفيد !!!
اسمع الهمس وانكره وادعي ان اذني متعبه بالصخب ولم تعد تسمع جيدا ... ويتعين علي الذهاب للطبيب لمعالجتها!!!
ساعالج اذني المتبعة ، لكن كيف ساعالج روحي !!!!!!!!!



( 3 )
الطوفان


عندما يداهمك الطوفان وانت نائم ، ستستيقظ لتموت ، ستعيش لحظاتك الاخيره وانت تموت ..تغرق تشرب ماء يحيطك يحتويك يحتلك يقفل حويصلاتك الهوائية بقطراته اللزجة ، يقطع الطريق علي الهواء فينهي الايام ويمزق الورقه الاخيره في نتيجه عمرك ونتيجتك انت !!!

كنت نائم وداهمني الطوفان ، لكني لم استيقظ لاموت ، بل استيقظت لافر واهرب ، هذا الزمن ليس زمني ، هذا الوقت ليس وقتي ، لست دون كيشوت لاحارب طواحين الامواج العاتيه التي تلف بمراوحها بسرعه رهيبه تطير الرقاب معها وفيها ، لست فارسا بحصان فحصاني انهكته الايام ورمحي انكسر منذ زمن بعيد ، لم استيقظ لاستسلم للموت ويشيع جثماني في جنازه عسكريه مهيبه ، وترص الاوسمه فوق الجثمان تصاحبني الدموع والنهنهات لمثواي الاخير ، استيقظت لافر من الطوفان ، وقد فررت فعلا ....

كان الطوفان بعد القهر والسرقة وكسرة النفس ، اجراءات عاتيه تلاحقني بيها البنوك لاسدد ديون والدي الذي هجر امي وقت ولدت ، فماتت بالنفاس كمدا ، وتركتني لخالتي تربيني وتصورت خالتي وقت مات ابي وقرأت نعيه في الجرنان اني سارث منه مايعوضني عن حرماني طيلة العمر من الاب والام والثروة ، لكن ابي كان نذلا بعد موته مثلما كان نذلا طيله حياته ، لم اعرف اني ابنه بحق الا حين قررت البنوك تطاردني لسداد ديونه عملا بالقاعده الشرعيه لاتركه الا بعد سداد الديون فاستولت البنوك علي التركه واشهرت افلاس الشركه التي تمنيت اجلس علي مقعد رئيس مجلس ادارتها وباعت الشقق وفيلا المنصورية ومزرعه النعام والسيارات التي كنت احلم بقيادتها ، باعت البنوك كل شيء واقتسمت الحصيله هي والضرائب وتركتني عاريا مقهورا فقبل ما ترث البنوك والضرائب ابي الذي لم اعرفه ، حاولت ادافع عن بعض الثروه بمدخراتي القليله وذهب خالتي ، وقضيت وقتا طويلا بين مكاتب المحامين وقاعات المحاكم وابنيه الخبراء ، ادافع بكل شراسه عن الثروة التي تركها الرجل الذي احمل اسمه ، كاني كنت اتمناه يصالحني بعد موته عن كل الجرائم التي ارتكبها في حقي طيله حياتي ، حاولت ادافع عن الثروة ، لكنها ثروة ملعونه ، ذهبت للبنوك والضرائب ، حتي السيارة الفارهه التي كنت اركبها قبل الفصل النهائي في القضايا ، انزلني منها المحضر وباعها مع بقيه الاشياء في مزاد علني ......

واحاطني المحيط بمياه المالحه وضربت الامواج العاتيه بي ايقظتني من نومي ومن احلامي وامرضت خالتي الطيبه بالسكر الذي كان يرتفع عليها كل قضيه اخسرها ومع كل حلية تبيعها وفي النهايه احاطني الملح وسمم السكر دم خالتي وهزمت وهي معي في كل المعارك وخسرت كل القضايا وضاعت التركه والاحلام !!!

هذه هي لحظه الموت التي استيقظت لاجد نفسي مجبرا عليها ، استيقظت لاموت لكني عنيد لم اقبل غرق الطوفان ، وقررت الا انكسر بحق والا اهزم بحق ......... في تلك اللحظه ، لحظه الموت ، اخبأت ناجي الحقيقي تحت جلدي ونهرته لان الوقت ليس وقته ، ليس وقت الادب والطيبه والرهافه والثقافه ، ليس وقت الجدعنه والشهامه واخلاق الفرسان ، ليس وقت الحياه والحب ، نهرته وقررت اعيش انا بدلا منه ، اراجوز عابث لاهي بابتسامه مرسومه وعيون حائرة وظرافه الصعاليك ، لقد اخبأت ناجي الحقيقي تحت جلدي ، لانه لو واجه تلك الازمه لغرق ومات مقهورا ، فهو كان انسان محترم لدرجه محزنه ، خدع وسرق وترنح ، لكن الضربه القاضيه كانت ستأتيه من قهر ابيه الذي قهره ومن البنوك التي استولت علي الثروة ومن الاعيب المحامين وبطء التقاضي وقسوه الضرائب وصرامه الايام ....

كان سيقهر حتي الموت ، فحافظت علي حياته واخبأته بعيدا ، وقررت اعيش بدلا منه صعلوك اراجوز لايملك شيئا يخاف عليه حتي الهيبه ، لو كنت تركت ناجي ينهزم بحق وينكسر بحق لمات كمدا ، فهو لم يعتاد الحياه بقلب كسير ولا نظره مقهورة والايام لم تكن لتمنحه الا كسره القلب وقهر النفس ، قررت اعيش بدلا منه ، لااكترث بما ساعيشه ، القلب الكسير سامزقه وارميه بعيدا والنفس المقهورة ساعالجها بالبلاده والجلد السميك والصعلكه ، قررت اعيش انا بدلا منه تلك الايام الصعبه التي انقلب فيها الزمن عليه وحاصره الطوفان ....

في البدايه قاومني ورفض وتملص من قبضتي يتمني اتركه فيموت ، لكني احبه واحب الحياه فقهرته اكثر مماهو مقهور ، وخبأته تحت جلدي عنوة واخرسته ، لكنه في الحقيقه سرعان مااستكان ودخل الكهف مثل اصحابه ينتظر مرور السنوات العجاف ربما سبعه ربما سبعين ليخرج بعدها من سباته ويعيش!!!

وارتديت القناع اللاهي ونظفت المنزل من روائحه العطره بل تركت المنزل والحي والشارع والذكريات وانتقلت لاخر لايعرفني ولا يعرفه لاصنع هناك تاريخ جديد و......قد كان .... سنوات خلف سنوات وانا اعيش بدل ناجي بالقناع علي وجهي يخبيء ملامحه ووجع قلبه ، احيانا يقفز براسه يلومني لاني عاجز عن استدعاء الايام الجميله واطلاق سراحه ، واحيانا يشفق عليه من البهدله التي اعيشها لكنه كثيرا ماكان يضحك علي خفه ظلي وهو الذي يعرف عن نفسه وعني الرزانه لحد ثقل الدم والسماجه ، كان يضحك لاني بارع في الخداع حتي نفسي حتي هو ، يضحك ويذكرني الا انساه فاسرق حياته واعيشها واتركه مقهورا واموت انا وهو بلا عوده لحياته التي يحبها ...

كني كنت اطمئنه ، لن تموت في الكهف ولن اموت بالقناع ، سنتوحد في لحظه واخلع القناع وتخرج من الكهف ونعيش حياتنا التي نستحقها وقتها ، ساغادر المنزل ثانيه واعود لتاريخك الذي اوقفت زمنه ، ويصدقني ناجي ويعود تحت جلدي وينام!!!!!!!!

انا ياناجي ساعيش تلك الايام القبيحه وحين ينحسر الطوفان ويرفعوا الجثث من فوق الارض ، ساطلق سراحك ، ستكون تلك ايامك ، وقتها عليك تتحمم وتتعطر وترتدي بذلاتك الانيقه واحذيتك اللامعه وتنتقي جميله القلب والروح لتصاحبها للاوبرا ، تجلسا في الصف الاول تبكيا معا بدموع القلب لان بطله العرض تبكي وتصرخ بصوتكما الاخرس ....

وقتها ياناجي ساطلق سراحك وانتحر فيك واعيش معك الحياه اللائقة بك ، سنقرأ الشعر ونشاهد الافلام ونحضر عروض الاوبرا ونتحمم في حمام رخامي الجدران ونتعطر بارقي العطور الباريسية و تعود قويا صارما حاسما محبا للحياه كما انت ....اما الان ، وقت الطوفان والجثث تعوم فوق سطح الماء ، لو كنت تركتك تعيش لمت وانتهي الفيلم!!!!
ومازالت امواج الطوفان تحاصرني وكثيرا ما ترتفع وتتوحش فاتصورني ساموت انا وناجي مقهورين!!!!
و.... يارب .... انقذنا !!!!

( 4 )
الترتيب

عجبا للنساء ، هكذا يقول لنفسه طيله الوقت ، النساء يحيروه ، يحبهن لكن يحيروه !!
الا تلك السيده لم تحيره ولم يحبها .......... !!!!
لم تحيره لانه كان ينتظرها واثقا من حضورها !!!
لم يحبها لانه خلق ليحبها ويعشقها قبل يراها !!!
لوحت له وغادرته فبقي ثابتا في مكانه تلاحقها نظراته ..
حركه اصابعها في الهواء وهي تودعه كانها ادارت ماكينه العرض فتتابعت المشاهد امام عينيه يعيشها مره ثانيه وكآنه كان يحلم وعندما استيقظ من نومه عاش نفس الحلم ثانية .... تتابعت المشاهد امام عينيه يعيشها مرة اخري ، منذ لحظه اللقاء الاولي وحتي هذه اللحظه ، نفس المشاهد نفس الصور نفس اللقطات والرائحه والاحساس ، لكن الترتيب تغير ، نعم حين لوحت له باصابعها تودعه غيرت ترتيب الاحداث وتسلسل المشاهد ، فاذ به يعيش النهايه قبل البدايه ويعيش الوجع قبل الفرحه ويبحث عن المشاهد السعيده فاذا به يكتشف ان اصابعها المعلقه في الهواء محت تلك المشاهد ولم تترك له في ذاكرته وتحت بصره الا كل الموجع ليجتره ، واحزانه عقابا له علي كل الاثام التي اقترفها في حياته !!!
هل كنت تملك ياناجي تمنحها ما تطلبه !!
يهز ناجي راسه نفيا ويشعل سيجاره ويبتسم ببلاهه ويغرق داخل نفسه ويصمت تماما !!!

مازالت المشاهد تتلاحق وتتابع ، مبعثرة غريبه مثل روحه مثل نفسه مثل الرجل المختبيء تحت جلده حتي ينتهي الطوفان !!!
وامواج الطوفان مازالت تهدر بصوتها المخيف تفصح عن رعب لايتصور !!!!

( 5 )
الغياب

اخبرني الرجل العجوز رجب ذو الاسنان الصفراء في الحانه المظلمه ان خالتي تسال عني ، اخبرها اني لم ااتي ، شكرته ، نعم ياخالتي لم اذهب للحانه .... تبحث عني لتتشاجر معي كمثل عادتها كل يوم ... لو امك عايشه كانت ماتت مقهورة ، اعرف ياخالتي لكني لااملك شيئا ، انا مش مصدقه ان ناجي المحترم بقي صايع وقاعد في غرزة زي سواقين الميكروباص ، تتلعثم الكلمات بين شفتاي فتخرج ممضوغه ، اتمني اقول لها هذه ليست غرزه ياخالتي هي هذه حانه والفارق كبير بين انفاس الحشيش وكئوس الخمر ، لكني لااقول شيئا ، انا مش مصدقه ، هل تبكي ، الارجح انها تبكي ، صوت بكائها يوخز قلبي ، نعم لااسمعه لاني ثمل ولان الخمر المغشوش اقوي تاثيرا واسرع غيابا بالادراك ، لكنها تبكي ، خالتي واعرفها جيدا ، ايه اللي حصل لك ، اتقلب بيك الحال كده ازاي ، ده انت كنت قدوة وماكنش فيه زيك ، بعد ماكنت باشا ومصدر فخر تقعد في غرزه مع الولاد الصايعه !!!

ساضحك ياخالتي ولا تغضبي مني ، ساضحك لانك تقولي كلام بلا اي معني ، كنت باشا ولن اقوي علي البقاء مثلما كنت ، تغيرت الاحوال ، اما اعيش حسب المتاح واما اموت اختاري ياخالتي ، ساضحك لاني تعلمت اضحك علي مايوجعني ، لن اريحك وافيق وابكي واعدك اني ساعود مثلما كنت ، لن افيق وانتبه لخساراتي واوجاعي ، احب الخمر المغشوش لانه سريع النفاذ للدم والوعي ، ينسيني بسرعه ماقررت الا اتذكره ابدا ، لن اتذكر الماضي المشرف الذي كنته ، حين كنت استاذ في الجامعه واحضر للدكتوراه واحلم بالبعثه واقضي نصف وقتي في المكتبه التهم المراجع ، كنت كل هذا واكثر ، لكن المشرف علي رسالتي سرقها ونسب افكارها لنفسه والمحكمه لم تتيقن من ملكيتي للافكار فحكمت ضدي مثلما حكمت ضدي في كل القضايا الاخري .....

هل سعيده ياخالتي انت وانا ممزق النفس مثلما انا الان ، حين ضاعت الرساله الجامعيه قررت اسافر للخارج اعوض السرقه بانتصارات مدويه ، ابي سيمنحني بعض ماله لاسافر ، نعم هو لايعرفني لكني حين اعرفه بنفسي سيتذكرني وسيكفر عن ذنوبه معي ويمنحني بعض المال ، لكنه ياخالتي نذل كما تعرفين ، مات قبل يعرفني واورثني مشاكله وهمومه وديونه ، وسرق حلمي الاخير ، المشرف علي الرساله سرق تعبي وابحاثي وابي حملني ديونه واورثني مشاكله وسرق بقيه الحلم ، لاتقولي لي قف علي قدميك ثانيه ، لاتقولي لي فلتبدأ من جديد ، هل تضمني الا اسرق ثانيه ، هل تضمني الا تحكم المحكمه ضدي ثانيه ، توقفي عن البكاء ارجوكي لان قلبي يوجعني ، نعم افقد الوعي عامدا لان وعيي لايجلب لي الا الوجع ، القضايا في النقض والتركه استولي عليها البنك والرساله نشرها المشرف باسمه وامي ماتت وتركتني صغيرا كانها تعاقبني لاني ابن ابي النذل الذي تركها وهجرها وهجرني وانشغل بتكوين ثروته الملعونه التي لم استفد باي قرش منها بل اكلت في طريق زوالها مدخراتي ومدخرات خالتي دفاعا عنه ، لكن ابي كان يتاجر في الحرام ، لم اكن اعلم ولو كنت اعلم مادافعت عن ثروته ، علمت الان والخمر المغشوش يلهو بوعيي وبقايا راسي ، ابي كان يتاجر في الحرام الذي اكل اموالي الحلال مع حصيله ذنوبه وضيعني معه !!!

مازلت احتسي الكؤوس الواحد تلو الاخر ، والخمر اللاذع ينتشر في عروقي نسيانا ، سانسي كل شيء حتي خالتي وبكاءها ، لكن الرجل العجوز يقف امامي يتمتم بكلمات لااسمعها لكني اعرف معناها ، خالتي تتصل ثانيه وتسال عنه ، مالها تلك العجوز لحوحه لهذه الدرجه ، عشر مكالمات ولاتيأس ، تعرف اني اجلس في الركن المظلم احتسي الخمر وهذه المعرفه تطيش بصوابها ، لن ارد عليها يارجب ، ااقفل السكه في وشها ، يبتسم رجب ويصب لي كاس هديه من عنده ويعتذر لخالتي بان حالتي صعبه ولااقوي علي الكلام ويعدها مثل كل ليله انه سيعيدني بنفسه للمنزل !!!

وقتما خلعت بسمه دبله الخطوبه من اصبعها واعطتها وهي تبكي لابيها ليمحو بقسوته كل الحب بيننا ، ادركت ان مسار حياتي تغير ، استقلت من الجامعه فلن اكون معلما تحت اشراف حرامي كبير لتلاميذ اغلقت عقولهم منذ زمن بعيد عن التفكير ، ابيها فسخ الخطبه بعدما حكمت المحكمه ضدي ، اوقفني امامه منحازا لصديق عمره المشرف علي رسالتي ، اخبرني انه لايثق في ولن يطمئن علي ابنته معي ، وكيف يفعل وانا عضتت اليد التي امتدت وساعدتني وشكوت المشرف علي الرساله واتهمته بسرقه افكاري اتهاما باطلا ، نظرت لابيها نظره فاحصه ، هل اعتاد هو ايضا يسرق افكار تلاميذه مثل صديق عمره ، اعطاني الدبله ومعها درس في الاخلاص والامتنان واعطاني ظهره ونادي الخادم يرفع فنجان القهوه الذي لم امسسه ، عرفت ان الخطوبه والمقابله انتهوا ، عرفت ان مسار حياتي تغير ، خرجت من عنده علي حانه رجب ، تلك الحانه الرخيصه في الحي الشعبي البعيد ، لها رائحه النسيان ، نعم فالنسيان له رائحه لايميزها الا من يرغب فيه !!!!

مازالت الكؤوس امامي مليئه بالخمر ، كلما تجرعت واحد افاض رجب علي باخر ، ومازالت خالتي تبكي في المنزل تنتظر عودتي ومازال قلبي يوخزني !!!
كنت ياخالتي كنت ، هكذا صرخت فيها وقت ايقظتني من النوم ساخره مني لان العصر يؤذن وانا مازالت فاقد الوعي فوق فراشي ، يومها ايقظتني وقالت ، قوم يادكتور ، لماذا ياخالتي تغرزي المثقاب في وجعي ، كنت مشروع دكتور وفشلت وكنت احب بسمه وتركتها وكنت وريثا لرجل ثري لكنه افلس وافلسني معه وكنت محترم ولاابغي الاحترام وارفض كل الماضي وكل ماكنته فيه ، الان انا صعلوك كبير ، اجلس في الحانه عند رجب مع رفاق دروب النسيان ، الرجال الذي يفقدوا وعيهم كل ليله مع سبق الاصرار والترصد ، انا وهم ضحايا مايحدث خارج الحانه ، لكنا في الحانه قرناء نضحك ونغني ، احيانا نرقص ، احدهم خلع بنطاله ذات ليله وقال شعرا بذيئا وهو يتراقص ونحن نضحك حتي سال الدمع من القلب ، ذات يوم ارتمي احدهم علي الارض وتصورناه مات ، كنا سكاري نتأرجح ، لكنا حملنا علي اعناقنا نبكي ونضحك والاكثر وجعا انه استيقظ يسبنا ويخرج مافي جوفه فوق اكتافنا فالقيناه ارضا وانهرنا بجواره نضحك ورجب يتابعنا ويضحك !!!

لعنه الله عليك يارجب ، ياصاحب الحانه والواعي الوحيد فيها ، تحاسبنا بمنتهي الضمير وبما يرضي الله كما تقول بمنتهي الصدق ، لاتستغل غيبتنا فتسرقنا ، انت الامين يارجب وسط المغيبين والحثاله واللصوص !!!

الكؤوس فارغه امامي ورجب خلع جاكتته البيضاء ووقف امامي مبتسما ، حان وقت الرحيل ، احدق فيه فاراه الف رجب ، اضحك بصوت عالي فيقبض علي ذراعي مبتسما ، لماذا اتيت لك يارجب ، تذكر واخبرني ، لايتكلم ويسحبني من ذراعي ، حين يلطشني الهواء البارد في وجهي اصمت ، لن اصرخ في الشارع فانام الليله في تخشيبه القسم مثل السنه الماضيه ، لن اسمح لخالتي تدخل في غيبوبه سكر بسببي حزنا علي مااصاب ابنها الوحيد من انهيار !!!

في الشارع اصمت ويغني رجب وحين اقف امام باب البيت ابحث عن المفتاح لااجده لكن خالتي تفتح الباب ودموعها اخاديد نار علي الوجنات المحتقنه ، تسحبني لفراشي وتطفيء النور وتغطيني وتهمس ، كان مستخبي لينا فين ده ياابني ، اسمعها ولا ارد عليها واغرق في كوابيس النوم !!!!
وانام غائبا عن الوعي واستيقظ غائبا عن الوجود ........ غاب ناجي الذي اعرفه ولم يعد !!!
هل سيعود !!! لااحد يعرف !!!
ربنا يعمل اللي فيه الخير !!! تدعو لي خالتي دائما فانتظر الخير الذي اعرف كيف سياتي ومتي !!!


( 6 )
اللقاء


كان في دربه القاسي يسير ، شارع من تلك التي اعتاد يتصعلك فيها ، ابتعد عن كل الشوارع التي كان ناجي يسير فيها ، اختار شوارع اخري لايعرفه فيها اخروين ، هو ناجي لكنه ليس ناجي الذي كان يعرفه الناس والذي دخل الكهف ونام ، ناجي اخر يسير في الشوراع ، الصعلوك الاراجوز ، يتقافز علي الارض كالاطفال ، يشوط الاحجار بقدمه ، يوزع ابتساماته المرسومه علي الغرباء ، لايمنحهم دفئا لكنه يوزع عليهم اقواس افقيه وصفين اسنان بلا اي معاني ، يسير في دربه ، علي وجهه نظره محتاره ، نعم ، لقد انتقي تلك النظرة ليرسمها علي وجهه ، نظره حيرة ، حين يراها الاخرين سيبتعدوا عنه ، لايملك يقينا ليمنحه لهم ، هذا ماتقوله النظره المرسومه التي اختارها من بين مائه الف نظرة ، يسير في دربه يلبس ملابس مريحه لايحبها ، نعم هو يحب الملابس الصارمه مثل روحه وارادته ، لكنه قرر يتخفي عن نفسه فارا من نفسه ، فانتقي ملابس لايحبها ، ولانه لايحبها لايكترث بشكلها ولا الوانها ، هو سيبدو مثل اخر لا يعجبه ولايعرفه ، هذا الاخر عليه يرتدي ما يرغب فيه ، ملابس مريحه فضفاضه ، بنطال جينز كالح ، قميص كاروهات واسع ، حذاء بلا شراب ، هذا الذي يسير في الدرب القاسي ليس هو ، هو في المخبأ بعيدا حتي ينتهي الطوفان وتجف الارض ويرفعوا من فوقها الجثث!!!

في تلك اللحظه ، قابلته ، زهره فارة من الحديقه ، طازجه شهية ، لا تبتسم ابدا ، انما تضحك كمثل اعاصير الفرحه ، دوامات تحتوي الحياه بداخلها وسط صخب الفرحه وضجيج السعاده وبراءه الاطفال ، كان تسير علي الرصيف المقابل ، اعاصيرها وصلته ، اخترقت اذنه وروحه ، نظر لها نظره واحده وقرر يعطيها ظهره حتي تمر ، فلا تراه ولا تلمح تعبيراته ، لو رأته لاقبلت ولو اقبلت سيفر منها ويوجعها ، يعرف هذه المعادله جيدا ، هي ظهرت في حياته ابكر مما كان يتوقع ، نعم كان يعرف ان نهايه ايامه ستكون في حضن زهره فاره من الحديقه اعاصيرية الضحكات ، لكن كان ينتظرها في وقت مختلف ، وقت ينتهي الطوفان ويخرج من المخبأ ، اما الان فهو مازال في المخبأ والاخر الذي يعيش فيه وتحت جلده احمق لايستحقها ، قرر ، سيعطيها ظهره ولتذهب باعاصيرها ، والحزن يفيض من ينابيع روحه اعطاها ظهره متصورا انها مازالت علي الرصيف الاخر ، نسيها وقت قرر يتجاهلها فلم يلحظ انها غادرت رصيفها وسارت خلفه كظله ، وحين وقف ليعيطها ظهره حسبما تصور كانت تسير بجواره لايدري ، وحين اعطاها ظهره كما تصور ، اعطاها وجهه في الحقيقه وتقابلت العيون الاربع وكانت المصيبه التي لم يتمني ابدا تحدث له !!!




( 7 )
الهزيمة


مالذي يحدث لو هزمت ياناجي واعلنت هزيمتك !!!
رجل مصري كانت عنده احلام وسعي لتحقيقها لكن الحياه المنحطه هزمته !!!
عادي ... اكم من هزائم حاصرت الرجال وقتلتهم ..
كنت ستكون استاذ في الجامعه لكنك لم تصبح !!!
سرقت بفحش من رجل كنت تتصوره معلمك فكشف عن وجهه القبيح حرامي بلا ضمير يعلم الاجيال التفاهه ، بلا علم لكن يحمل لقب علمي مرموق ، اشتراه من البلاد التي كانت تبيع شهاداتها بالولاء المزيف للافكار التي لاارض لها الا ارض الزيف !!!!
سرق افكارك ونتيجه بحثك ولم يفهمها ، وهاهو يرددها مثل البغباء في التلفزيون والجرائد وحصل بسببها علي جائزه الدولة التقديرية ومازالت صورته فرحا بالجائزة تخرق عينك ...

هزمت وقت حكمت المحكمه ضدك !!!
المحاكم لاتحكم بالحق ، المحاكم تحكم بالمستندات ، من يملك اقناع القاضي باوراق وشهود كاذبه وقرائن انه صاحب الحق يصبح صاحب الحق ، ومن انت امام القاضي ، من انت ، شاب اهوج متحمس يصرخ غاضبا امام القاضي في مواجهه رجل رزين صاحب درجات علمية اشيب الشعر ، كلمتك التافهه امام كلمته وكلمة الاساتذه الجامعيين من زملائه وتلاميذه ، جميعهم كاذبون ، حتي لو كانوا كاذبون ، كفتهم ارجح ، ومستنداته اقنعت وجدان القاضي بكذبك ، لتمت بغيظك !!!
هزيمه جديده في سجل الهزائم !!!
دخلت مدرج الجامعه بعد الحكم ضدك فضحك الطلاب وسخروا منك !!!
بعضهم يصدقك لكنهم يروك احمق تحديت السلاطين !!
بعضهم يصدقك لكنهم يروك ابله سرقت ولم تحتاط ولم تقوي تحافظ علي نفسك وافكارك !!!
معظمهم لايفكر وصدق الاستاذ الكبير وكذبك ... ومن انت ليسرق الاستاذ افكارك !!!
حكم المحكمه اغلق باب المدرج وبوابات الجامعه في وجهك !!
لن تكون مربي اجيال ومعلم ، صرت مسخ ، يسخر منك الاطفال فكيف سيتعلموا منك اي شيء !!!
واستقلت من الجامعه وكانت هزيمه جديدة !!!!

اه ياناجي .......... سجل هزائمك طويل !!!
كأن الهزيمه لاتبحث الا عنك لترقد في فراشك وتحتلك !!!
ساسافر للخارج واعود بدرجه علميه حقيقية اخرق بها عين الحرامي !!
لكن ابيك ، الذي لم تكن تعرف انه يتاجر في الحرام وكون ثروته منه ، ابيك خذلك للمرة الاخيرة !!!!
ابيك خذلك وقت مات وترك لك ديون بلا ثروة !!!
وحرمك السفر للخارج وابقاك اسير الهزيمه !!!!

لماذا لاتعترف يارجل انك هزمت !!!
وتعيش هزيمتك مثل الالاف حولك !!!!

لن يحدث !!! صرخ الاراجوز الصعلوك !!! لن يحدث ابدا !!!
ناجي الانسان المحترم لم يهزم ، حتي لو سطرت هزائمه في كل الكتب ، انه الزمن الرديء القبيح ، الزمن الذي لايصلح له الا انا ، الصعلوك الاراجوز بالقناع علي وجهه والكذب علي لسانه والفحش في تصرفاته ، انا اصلح للزمن الرديء ، ابنه وابيه ، انا من تعلمت العوم بين امواج الطوفان ، اعتليها وتعتليني ، وسط القاذورات والوساخه والانحطاط احيا واعيش ، لااكترث بما حولي ولا يكترث بي ...

اما ناجي ، فهو ابن زمن قادم ، ساخبئه تحت جلدي حتي يأتي زمنه ، زمن يكرم فيه العلم والعلماء ، زمن لاتتكون فيه الثروات من الحرام تقهر الشرفاء وتحرقهم بالكمد ، زمن لاتخلع فيه المحبة دبلة خطيبها لان ابيها يقهر ارادتها ولان الماس عند محل الجواهرجي يزغلل عيونها ، زمن لايعاير فيه الناس بشرفهم ولا باخلاقهم ، هذا الزمن سيأتي بعد الطوفان ، بعدما تجف الارض ويرفعوا الجثث النتنة من عليها ، وحتي يأتي ذلك الزمن ، سيدخل ناجي الكهف ولن يخرج منه ، سيدخل ناجي الكهف وينام ، وسط الثلوج التي ستحفظ جسده وضميره من التحلل ، لن يخرج من الكهف ولن يستسلم للهزيمه ، لن يكون اراجوز مثلي ولا صعلوك مثلي ، لن يسير في الشارع ممزقا رمزا لهزيمه الحق والجمال ، لن يكون عبرة بين الناس يذكرهم بقهرهم وعجزهم وقله حيلتهم فتنتشر الهزيمه ويغضب الزمن الاتي من زمننا فلا يأتي !!!!

تشاجر ناجي والصعلوك يرفض الاختباء ، لكن الصعلوك صمم وسانده الاراجوز ، انا بانقذك وانقذ نفسي ، بانقذك من زمن الانحطاط ، تتحكم فيه العاهرات ويسود فيه القوادين ويحمل اللصوص النياشين وجوائز الدولة وهالات الفخر ، بانقذك وانقذ نفسي مش علشانك ، لا علشان زمن لازم يجي ، ولما يجيي لازم يلاقي رجالته وشرفاءه ، لو جه ومالقاش رجالته وشرفاءه وابطاله مش حيجي ، فنبقي ضعنا للابد !!!!

استسلم ناجي واقتنع بالمنطق الذي كان يرفضه واختبأ تحت جلد الصعلوك الذي ارتدي قناع البلاهه واحتسي الخمر مع الاراجوز لينسي وارتدي الملابس المتنافره ليشبه زمنه ويعيشه بلا اهداف!!!!!!!!!!

حتي ظهرت نعمة !!!!
نعمة ، يبكي ناجي في كهفه لانها حضرت قبل الميعاد !!!
نعمة هي واحدة من بطلات الزمن القادم ، لاتشبه هذا الزمن المنحطط ولا اايامه الكاذبه ، من اخرجها من مخبئها وسط الطوفان ، من اخرجها من مخبئها لتسوقها الاقدار في طريقك ، تطرق باب كهفك بمنتهي القوة لتخرجك تقاوم معها الانحطاط والكذب !!!!
يقسم الصعلوك بشرف ناجي الذي حاول اللصوص والقوادين تلويثه ، لن تخرج لها ولن تصاحبها في رحله المقاومه ولن تترك الزمن القادم بلا فرسان ...
هل نعمة هي الهزيمه الاخيره ياناجي قبل زمن الانتصارات !!!
سال ناجي نفسه ولم يرد !!!!!!
واضيف سطر جديد لسجل الهزائم !!!!

ومازال الطوفان هادرا وامواجه عاتيه والجثث تطفوا فوق السطح فيصفق البلهاء سعاده بالعرض المسرحي الجميل!!!!



( 8 )
الهروب


رنين التليفون لاينقطع ، لن يرد ، لن ارد عليكي وارحميني وازهقي ، جالسا علي الكنبه بملابسه الداخليه ، يتصبب عرقا في عز الشتاء ، مالها تلك المرأه تخرج السخونه من جسده وتشعل اعصابه ، حتي تليفونها الذي لن يرد عليه ، يشعل جسده ورغباته ويوقظ احلامه من سباتها ويذكره بالرجل الذي كان ، ذلك الرجل الذي قتله وتصوره مات ، لكنها تلك اللعينه اللعوب احيت ذلك الرجل واخرجته من المقبرة واجلسته فوق قلبه وتحت جلده يذكره بانه لم يمت ......

رنين التليفون لا ينقطع ، هل تلك المرة العاشرة التي طلبته ولم يرد عليها ، ستتشاجر معه وقت تقابله ، لن يقابلها ، سيتحجج بانه كان نائم ولم يسمع التليفون ، سيعتذر عن مقابلتها ، سيقول لها اي كلام لن تصدقه ، لكن هذا ايضا ليس مهم ، ليس مهم تصدقه ، المهم انها تبعد عنه وينقذ نفسه من وجودها الطاغي !!!

سالها ذات مره ، من انت ، ضحكت ،وسالته من تظنني ؟؟
تمني يقول لها انت كل الملكات وكل الالهة العظيمات وانت حواء قبل ماتخرج من الجنه وتغويها الشجرة ..
تمني يقول هذا لكنه صمت !!!
لو تكلم ستعرفه ... ستدرك ان نظره الحيرة مرسومه والابتسامه البلهاء الواسعه مرسومه !!!
لو تكلم ستفهم من هو ، ستدرك انه الرجل الذي يختبيء منها ويرواغها وتحسه ولاتراه وينكره هو طيله الوقت ، ستدرك انه موجود ومازال حيا ، لذا لن يتكلم !!! لن يقول لها شيئا ....

مازال رنين التليفون يلاحقه ، وقفت خالته تنظر له بلوم وغيظ !! حرام عليك ياناجي ، التليفون مابطلش رن ، رد عليها ياحبيبي شوفها عايزه ايه ، يبتسم لخالته فتفهم انه لن يسمع كلامها وسيترك نعمة ترن علي تليفونه بلا طائل ، انت اتغيرت ياناجي ماكنتش كده خالص ، انفجر في الضحك ، يتمني يقبل يديها وقدميها لتحل عنه وتتركه في حاله الذي تغير اليه ، ياحبيبي لاانت اول واحد خسر قضيه ولا اخر واحد ، وشد حيلك انت بس وترجع زي الاول واحسن ، صوتها ورنين التليفونات والدوائر التي تدور في راسه من خمر رجب المغشوش هذا كله يدفعه للضحك ، لن يرد عليها ، اغمض عينيه ليقطع علاقته بالعالم ، فهمت خالته الرساله ، رفعت السماعه واقسمت ان ناجي نائم ، صارحته بعد ذلك ان ان ايماناتها كانت صحيحه ، هو كان نائم فعلا !!!!

نعمة ...... ملكه الملوك وربة الارباب والمتربعه علي قلب ناجي في مخبأه السري ، هي تحبه هو وتبحث عنه بين الاحراش التي اغلقت الطرق بينه وبينها ، زرع لها احراش وكمائن واعشاب سفانا بريه وحرم سماءها من القمر وادام الليل ليضللها ، لكن بصيرتها انتصرت علي كل الظلمه وشاهدته في مخبأه البعيد ، نادته وسمع ندائها وتجاهل النداء وعاد للنوم واحكم الغطاء علي راسه وتركها لناجي الصعلوك لينفرها منهما معا ....

لكنها ارهقت ناجي واسقطت القناع من فوق وجه مرات عديده ، كلما تسقط القناع عن ملامحه المزيفه ، تركب جزء من الصورة المبعثره وتقترب اكثر من الحقيقه ، حين فطن ناجي لبصيرتها وذكائها ،احكم القناع فوق وجه وقرر يبعدها عن طريقهما للابد ، الطوفان ياسيدتي لم ينتهي بعد ولم تنحسر مياءه والجثث مازالت تطفو علي السطح ، ومازال ناجي فارا في حانه رجب ومازال الامل ضائع ولم تتغير الدنيا فكيف تحبيه وتخرجيه مقهورا من مخبئه لينكسر علي عتباتك مهزوما ، الصعلوك الاراجوز لن يسمح لكي تدمري سره وكنزه ، سيهرب منك و........... يرن التليفون من جديد ، يفتح عينيه ويراها تعاتبه لانه لايرد عليها فيغمض عينيه ثانيه ويهرب بعيدا .......... انه الهروب الاخير يانعمة ودون وداع !!!!

( 9 )
التعارف

تحدق في عينيه وتهمس بصوت فخم كانها علي خشبه المسرح ، انا ربة الارباب وملكه الملكات ، انا ايزيس وهيرا وكليوباترا وماعت وافروديت ونفرتيتي وسبأ وحتحور وزانوبيا وشجرة الدر ، قاطعها ، الا شجره الدر فرأسك الجميل لا يستحق القباقيب التي كسرت راسها ، ضحكت واكملت كانها لم تسمعه ، انا حتشبسوت وعشتار وجي و كل الملكات في كل كتب التاريخ والالهة الام التي خلقت العالم من رحم محبتها ، انا آلهه الجمال والحب ، الشر والحرب ، العشق والموت ، انا ربه الارباب التي احكم العالم ، انا الهه الحق والعدل ، ام الطبيعه واصل الزمن ، ربه القمر والامومه ، الهه الجمال والموسيقي والحب ، انا الانوثة التي تشتاق لها ، انت تعرفني وانا اعرفك ، انت تعرف اني كل هذا واكثر وانت ......... من انت ياسيدي !!!

استيقظ ناجي من النوم فزعا ...........لعنه الله علي رجب ، صاحب الحانه ، صار خمره المغشوش لايسكر ، سمح لنعمة تباغته في الحلم ، هل كنت احلم ، سال ناجي نفسه متعجبا ، احس نعمة معه في الفراش ، في حضنه ، اشتم انفاسها وذاق خمرها المسكر ، تسلل دفئها لروحه فارتعشت ، كانه خرج من الكهف تنفس هواء نقي فكره العزله والمقبره التي دفن فيها حي وتمني لو عاد للحياه ،كاد يتشاجر مع الصعلوك الارجوز ليفرجا عنه ، ليس مهما ينحسر الطوفان ، كاد وكاد ، لكن الحلم كان حلم ، حمد ربه انه لم يجيبها في الحلم من انا ، لو اجابها في الحلم لعرفت حقيقته ، نعم هي تتسلل لاحلامه تقرأها وتدرك تفاصيلها ، اكم من مره باغتته باسئلتها الغريبه ، يرواغها الصعلوك فتقبض علي ناجي في الكهف وتساله بطريقه توحي وتقطع انها تعرف مخبأه وتعرف الحكايه كلها اصلها وفصلها ، الغريب انها كانت تعرف احلامه ، كانت تعرف تقصها عليه كانها عاشتها معه ، سالها انت مخاويه ، ضحكت وسخرت منه ، طيب مكشوف عنك الحجاب ، ضحكت اكثر وصمتت ، غرزت عينيها في عينيه وقالت ، انا مش مخاويه ومش مكشوف عني الحجاب لكن اعرفك كويس وانت مش انت !!!
هنا كتبت نعمة سطر النهايه واغلقت القصه قبل بدايتها !!!


( 10 )
الصدفة


مازالا يقفا متقابلين ، تحدق فيه ويحدق فيها ........ يسال نفسه كيف قفزت من الرصيف الاخر لتكاد تصطدم به ، يسال نفسه لكن يتوه ولا يستمر في البحث عن الاجابه ، ماهذه العيون العسليه التي سكبت لهيبهما فوق جروحه تكويها وتوجعه ، ماهذه الروح المتمرده الطازجه كالخوخ فوق الاشجار التي تقفز من حدقتيها لروحه ، كيف تسللت وواجهته ، سيمنحها ابتسامه مصطنعه كعادته مع الغرباء ، يعجز ، هذه المرة لكنه لايجدها ، سيرسم علي وجهه تعبيرات المرتكب لكنه لايجد الفرشاه التي طالما اجاد رسم وجهه بشعيراتها ، سيلون عينيه بنظره حائرة فتتركه في حاله ، لكن النظره الحائرة قفزت من علي وجهه وتركت اخري نافذه قويه مخترقه بحدقتين سوداويتين يرسلا لها من مخبأه البعيد رساله لوم لانها ابكرت عن ميعادها واوجعته بقدر ماسيوجعها !!!

لعنه الله علي الصدف !!!
يكره الصدف طيله عمره !!!
لم تمنحه الصدف ابدا مايرغب فيه !!!
الصدفه قادته في طريق بسمه لكن بسمه خضعت لابيها وتركته !!! الصدفه قادته لذلك المشرف الحرامي علي الرساله التي اهدر اياما وسنين من عمره ليكتبها فاذا به يستولي عليها ويصمه بالعار !!! الصدفه اماتت ابيه قبلما يساعده ويكفر عن ذنوبه ويمنحه تكاليف الرساله التي كان سياتي بها من بلاد الغربه عوضا عن سنوات عمره التي سرقت من استاذه !!!

يكره الصدف .... ايامه متشابهه ، ينام حتي العصر ويستيقظ عاطلا لايفعل شيئا الا الاصغاء لعويل خالته وشكواها ومريثات غضبها منه لانه دمر حياته اكثر مما كانت ، ايامه متشابهه ، يخرج اشعث الشعر لا يحلق ذقنه ملابسه فضفاضه متناقضه الالوان والاشكال ، يطالع الصحف ولا يقرأها ، يسمع الاخبار ولا يهتم بمضمونها وحين يخيم الليل بوحشته يهرول لحانه رجب ، هناك يشرب وينسي ويضحك ويرقص ويبكي ويترك للصعلوك الاراجوز كل مساحاته ويختبيء منه في ابعد مكان من كهف الاختفاء ، في حانه رجب يحتسي الخمر المغشوش حتي يفقد بقايا وعيه الذي يكرهه !!!
وهاهي الصدفه ساقت نعمة في طريقه ، القتها امامه ، فتحت حدقتيها فادرك المصيبة التي وقع فيها !!!

يجلس مكانه في حانة رجب ، يحتسي الخمر المغشوشة ويلعن ابو الصدفة التي قادت نعمه لطريقه !! هل حلم بها !!! كيف يعرفها !! كيف واثق هو ان تلك السيده ذات العينين العسلتين هي قدره الذي كان ينتظر الراحه في حضنها بعدما ينحسر الطوفان ، لكنها ابكرت المجيء فهزمته للمره المليون ، يحتسي الخمر ويجري السم في بدنه فيكرهها ، يبكي علي نفسه ، يكره نعمة .... لااليق بك وانت ماانت وانت تناسبيني عندما اعود مثلما كنت انا ، لكنك لن تنتظري وانا لااتوقع عودتي بسرعه !!!! ليتك لم تقابليني ياجميله وبقيت صعلوك اراجوز لااكترث لشيء حتي ينحسر الطوفان !!! مازال يبكي !!!!
ومازال رجب يصب له الكؤوس الواحد تلو الاخر ومازال يغيب ويبكي ويتذكرها ويبكي ويلعن ابو الصدف اللعينه التي لم تسعده ابدا!!!

( 11 )
الاستحاله

ناجي ... يجلس امامها علي مقعد مريح ..
دعته للغذاء علي النيل ... تعمد يتأخر عن الميعاد علها تغضب ، لكنها لم تغضب !!!
يحدق في النيل ويتذكر ايام الثانويه العامه واحلامه التي طالما وعده النيل بتحقيقها ، يحدق فيه لائما ، لم تتحقق احلامي وهاانا فاشل بكل المقاييس ، كان يخرج بين اوقات المذاكره الطويله يرتاح علي النيل ، يحبه ويجلس علي شاطئه ، يتابع المراكب والموجات الصغيرة ، كأنه يسمع مواويل شجيه ، يحلم بالتفوق ، لايليق بي الا التفوق ، في الدراسه اولا ثم في الحياه اخيرا !!!

يحلم بزوجه وبيت دافء بجدران سكرية اللون وموسيقي هادئه تنبعث من السماعات التي دفنها في الحائط ، يري نفسه في الصف الاول يصفق له الجميع ، ليس مهم سبب التصفيق لكنه واثق انه سيقابل بالتصفيق في اي مكان يذهب اليه !!! ترتسم علي وجهه ابتسامه مريره تلمحها نعمة ، الصعلوك الذي يدعي انه هو لايشعر بتلك المراره التي هربت من المخبأ وارتسمت علي وجهه !!!

ناجي .......... انا بحبك جدا !!
ابتسم ابتسامه بارده يعرف انها ستثير اعصابها ..
انا واثقه انك بتحبني ، بس كفايه عذاب بقي وقولي انت مين !!!
ارتشف فنجان القهوه البارد دفعه واحده !!!
انا بحبك يانعمه ، يرتعش صوته من الصدق والحسرة لكن انا ماضي وخلص ، وماليش مستقبل !!!
لاتصدقه ...... محدش مالوش مستقبل غير ابطال الحكايات ، احباطاتك عرفتها وممكن مع بعض نعدي منها ونغير الدنيا !!
كم كان يحتاج تلك الكلمات وقت حكمت المحاكم ضده ، كان يحتاج هذه الكلمات من بسمه التي عجزت عن صيانه مشاعره واسلمت دبلته وروحه لابيها ليقتله بالتعالي والسخرية ، يصدق نعمه لكن لايقوي علي بدايه اي طريق من اوله !!!
انا متأكده انك كويس جدا ، وواثقه ان استاذك سرق شغلك لكن كل ده ماضي !!
قاطعها .... انا الماضي يانعمة وبس ، انا الماضي وبس ، شاغله روحك بي ليه ، عايزه تعالجيني !!! دكتورة انت !!! عايزه تاخدي في ثواب لما تخليني ابطل اسكر !!! عايزه ايه يانعمه مني ، قلت لك انا الماضي واني ماليش مستقبل ، بتضيعي وقتك معايا ليه ؟؟؟
يكاد يصرخ ، ابعدي ، ستعذبيني لاني احبك !!!
لن ابدأ الطريق من الاول ولااصلح لك الان لاني صعلوك لن اشرفك وانتي لاتستحقي مني الا الشرف!!!
لااصلح لكي ، انا صديق الساقطات ينتظرني علي باب الحانه ، افرغ جوفي علي اجسادهن الرخيصه ولا يتأففن !!!
لايقول لها كل هذا لكن عيناه تأن بالقهر ، تلمس اصابعه ، شاغله روحي بيك لاني بحبك ومستخسراك في اللي بتعمله في نفسك !!! بطل تحاول تطفشني لاني مش حاطفش ، بمنتهي البرود والسخافه يهمس ، خلاص اطفش انا !!!!
يخرج بضعه جنيهات من جيبه ويلقيها علي المنضده ويودعها .......... انا تعبان ولازم امشي !!
لا تستبقيه ، تودعه بعبارات موجعه ، شكلك حتنجح تطفشني بسخافتك !!!

تهين رجولته وهي تعرف ان رجولة الرجل القابع بعيدا ، لن تقبل الاهانه سيثور ويدافع عن نفسه فيدافع عن وجودها في حياته ، يعرف لعبتها ويفهمها ، لكنه لن يثور ، وهل تثور البراكين بالامنيات!!!! لايرد عليها ويرحل لا يكترث بشيء!!!

تبقي مكانها تحدق في النيل ، تبكي ، هذا مااحسه وهو في الركن المظلم عند رجب ، نعم هي تبكي ، لان قلبه يوخزه ، يرتعش جسده من شده الالم كان تيارا كهربائيا مؤلما سري في شبكه اعصابه ، يتمني يمسح دموعها ويصالحها ، لكن الخمره الرديئه التي يحتسيها لاتترك لامنياته اي مساحه للتحقق ، سيتمني ويتمني ثم يفقد الوعي مثلما فقد نفسه وقت سمح للاراجوز الصعلوك ان يعتقله في الكهف حتي ينحسر الطوفان!!!
يسير هائما علي وجهه تلاطمه الرياح مثلما نازله القهر وكسره ، تلاطمه الرياح فتمني يفر من الرياح ومنها لحانه رجب ، يشرب الخمر ويغني ويرقص مع السكاري المعذبين وحين تنتهي الليله يصاحب العاهره العرجاء لمنزلها ، سيقذف سمومه بداخلها ويبكي لانه لايحبها لكن جسدها المقدد هو راحته الوحيده بعدما سقط علي يد الاراجوز الصعلوك للدرك الاسفل الذي لن يسمح لنعمه تشاركه قسوته !!!!
اسمح لي ااقرب منك !!! كلمتها التي رددتها الوف بل ملايين المرات !!!
كيف تقربي مني ، كيف اسمح لكي ، لماذا لم تنتظريني حتي اداوي جروحي واستعيد يقيني واخرج من الكهف ..
في لحظه ما ساستعيد يقيني ونفسي ... ساعود ناجي الذي احترمه !!
وقتها استحقك وتستحقيني ....
هل تقولي انك تقبليني كما انا ، ومن قال لكي اني اقبل ماتقبليه ..
قبل مااكون انا مثلما احترم وافخر لامكان لك في حياتي لا انت ولاغيرك !!!
قال لها في الحلم وهو يتشاجر معها ، وجودك في حياتي مستحيل !!!
وفي اليوم التالي عاتبته علي طردها من حياته ، انت مصمم تطفشني !!!
تعجب وكانها تقطن في عقله وتحتله كله !!!!!!!!!

( 12 )
الذكريات


مازال يذكر فستانها الاصفر الذي كانت ترتديه وقت ودعته !!!
فستان اصفر ، لون الشمس ، لا ، لون الكتكوت الصغير الذي خاف منه وقت وضعته جدته له بين يديه ، لا ، لون الوجه الشاحب لجده حين اجبرته خالته يدخل عليها في المستشفي لوداعه ، لا ، لون ورده عباد الشمس ، نعم ، فستانها كان لون ورده عباد الشمس ، كانت ترتدي علي راسها طرحه ورديه لون الورده الصغيره التي تزركش فستانها بالدفء ...
طلبت فنجان شاي بلا سكر كعادتها ، تركته يبرد كعادتها ، احتست منه شفطتين وتركته كعادتها !!!
اذابت نصف قالب السكر في فمها قبلما تحتستي رشفتها الاولي كعادتها !!!

من تحت طرحتها سقطت خصلتين ثلاث خمسه من شعرها البني الناعم ، الخصلات الفاره من تحت الطرحه تثيره ، يتمني لو كشفت راسها كلها واطلقت لشعرها العنان ومنحته الحريه ، وقتها ستفقد ثلاث ارباع سحرها وجاذبيتها ، الطرحه تزيدها غموضا وتزيده اثاره!!!

لعنه الله علي الرجل المنفلت الذي يعيش في بذلته !!!
تلمح في عينيه نظرات الاشتهاء فتكرهه ، هي لاتتجمل لتثيره ، هي تتجمل لانها تستحق تكون جميله!! تتمناه يحبها ، لكنه ينكر الحب ويظهر لها الاشتهاء عقابا ليوجعها ، وهي تعرف مايفعله فيها !!!
ببساطه هكذا الامر !!!
هو مثل كل الرجال يتصورها تتجمل لتستولي علي لبه ، فيدعي كاذبا انها احتلته وهي تعرف ان مكانها عنده لايتجاوز الطبقه الاولي من جلده ، كل ماتحت الجلد من اعاصب ومشاعر واحاسيس هي بعيده عنهم تماما ، لانهم تعمد طيله الوقت يخفي نفسه عنها ويظهر اخر منفر لم تحبه ابدا .....

كانت تتمناه يكشف عن روحه بين يديها وحاولت تفك اسر الروح الاسيرة لكنه بارع في الاختفاء والمراوغه والفرار ولم يترك لها اي فرصه لتكسر ارادته في الفرار ، وعندما ملت من المحاولات ويأست قررت تودعه وتذهب ، حتي هذا الوداع لم يجبره علي تحرير نفسه للحفاظ عليها ............

يومها بكت قبل تودعه .... انا حبيتك وانت حبيتني
انا كنت مستعده اسلمك روحي لكن انت هربان
يضحك الاراجوز ويدعي غباء لاتصدقه ...
انا مش بكلمك انت ، انا باكلم الراجل اللي مستخبي جواك ، ورا قناعك !!!
الراجل اللي فاهمني وحاسسني ومصدقني !!
يسخر منها الصعلوك فتتجاوز عن سخريته وتكمل حديثها !!!
ياناجي ........ صوتها يتسلل للكهف ويوقظ الرجل الذي يحبها من سباته
سلمني روحك وخلينا نعيش سوا
اكشف ضهرك وجروحك ، عيط في حضني وصالح الدنيا معايا ..
انت مش اول واحد الدنيا تحاول تكسره ، لو سبت نفسك ليها واستسلمت تبقي كسرتك فعلا !!!

يسمعها ناجي في الكهف يكاد يصدقها ، يتمني فرصه ينتصر علي كل هزائمه ، يتمني فرصه يخرج من الكهف ويخلع قناع الاراجوز ويقذف بروح الصعلوك بعيدا ويرتدي نفسه ويعود لحياته ، يتمني فرصه ينتصر علي هزائمه ويفتح سجل جديد للانتصارات ، يتمني ياتي بالزمن القادم ولاينتظر مجيئه الذي تأخر !!!
لكنه خائف ......... خائف من كل ماعاش فيه ومايعيشه !!!
لايري اي بوادر تقول ان الطوفان سينحسر وان الزمن الاتي اقتربت خطواته !!!
خائف من هزائم جديده تضيعه للابد ، خائف من استاذه الجامعي واحكام المحاكم وثروات الحرام وبسمه التي خلعت دبلته وقذفتها في وجهه ، خائف يسير مع نعمه فلا يقوي يحميها من كل الشرور التي تحيط به ، خائف عليها من النحس والسرقه واحكام المحاكم ، خائف علي البراءه في عينيها والامل في قلبها ينكسرا علي عتبات هزائمه !!!

تسمع حواره الداخلي ، ماتخافش .... طول ماانا معاك ماتخافش !!!
يسخر منها الاراجوز والصعلوك ويكتما انفاسه ويخرساه !!!
تحدق في عينه تبحث عن ناجي الذي تحبه لكنها لاتجد الا رايات سوداء تقول ان البحر مازال هائج والغرقي ياكلهم الموج !!!!
غشي الحزن حدقتيها وتسلل اليأس لروحها ، ياخساره ياناجي !!
وابتسمت في وجهه ابتسامه غريبه ولوحت له بالوداع واعطته ظهرها ورحلت !!!!!!!!!!

رحلت للابد ... هذا مايعرفه جيدا ، انها رحلت للابد !!




( 13 )
الوعد


حين ياتي الزمن القادم بفرسانه براياته الملونه
حين يندحر الكذب ويهزم المنافقين وتحكم المحاكم بالعدل
حين يحترم الطلاب استاذهم الجامعي لانه يحترمهم
حين لايتاجر الاباء في الحرام فيرث الابناء العار
حين تتلون الزهور في الحقول الشاحبه وتشرق الشمس بحق
حين ينحسر الطوفان وتعود الامواج العاتيه لشواطئها تسكنها ولا تطغي !!
حين يرفعوا الجثث وتجفف الشمس الحانيه الارض وتطهرها ..
وقتها ساخرج من الكهف سليما متعافيا بلا اوجاع بلا امراض
سابحث عنك وحين اجدك ساستسمحك واقبل قدميك وراسك
واعترف لكي بحبي واخذك في حضني
واصالحك واصالح الدنيا ........ ونعيش !!!

يقبع ناجي في ظلمه الكهف مختبئا يكتب علي جدرانه وعده لنعمة !!!
يكتب الحروف والكلمات وهو يصدقها !!!
يعدها بمنتهي الاخلاص و...... وعد الحر دين عليه !!!




( 14 )
الرد


وكيف سياتي الزمن القادم اذا لم نمهد له الطريق !!!
الكاذبون والارجوزات والصعاليك واللصوص واليائسين لا يصنعوا طريقا للمستقبل !!!
طالما ستبقي في كهفك انت وكل الشرفاء ، لاتتوقع ابدا ينحسر الطوفان !!!!

تهمس نعمة له وهي ترسم لوحه كبيرة تزينها بالشمس الدافئة ...
ترسم وتبكي لان حلمها هزم مع رجل كانت تتصور انه سيحول الحلم معها لحقيقه !!!!
ترسم وتبكي وتحاول بكل الاخلاص استقبال الزمن القادم بما يليق به من حب وجهد !!!


( 15 )
الطوفان


ومازال ناجي قابعا في الركن المظلم في حانه رجب يحتسي الخمر المغشوش غائبا عن الوعي والاراجوز والصعلوك يضحكان !!
ومازالت نعمة ترسم لوحات مبهجه شمس وقمر ونجوم وعصافير وفرحه !!!
ومازال الطوفان عاتيا !!!
ومازالت امواجه تزمجر وتعلو وتصرخ وتدب الرعب في القلوب !!!
ومازالت جثث كثيرة طافيه فوق الماء الملوث باليأس !!!
وهناك جثث اكثر لم تطفوا بعد !!!!!!!!!!!