كان يوما رهيبا في منتصف شهر اغسطس ، درجه الحراره تقترب من ٤٥ وتزيد تحت وطآه الشمس في الاماكن المفتوحه ، تنظر في وجوه الناس تحسها مخدره كآن شده الحراره غيبت عقلها وتركت لها كيان هلامي لا فائده منه ولا رجا فيه ، قررت اذهب لقسم الشرطه للبحث عن المتهمين الذين اوكلني اهلهم للدفاع عنه ، لم اكن اعرفهم وكانت جلسه المحاكمه اقترب ميعادها ويلزم مناقشتهم في بعض النقاط الفاصله في الدفاع ، كان قسم الشرطه في اطراف مدينتنا وكنت قادمه من الطرف الاخر في سياره ليست مكيفه فطهيت رغم عن انفي في السياره التي كنت اركبها والهواء السخن يدخل من شبابيكها المفتوحه يلفح وجهك كآنك في وسط الصحراء تسير ، وصلت القسم وانا فاقده الوعي تقريبا يلمع وجهي بقطرات زيتيه لا اعرف من اي بئر عميق بداخلي انفجرت ، احس وجهي محتقنا احمر . احسه ساخن ملتهب . احس ملابسي سياط تلهب جسدي الغارق في لزوجه ملحه الثقيل ، دخلت علي مآمور القسم وجدته فوق مقعده شبه غائب عن الوعي لم ينتبه لوجودي وحين انتبه كسل ان يتكلم واخذ يتثائب وتدمع عيناه وتحسه يغوص في دوامات من الهواء الثقيل ، شرحت له بصعوبه ماارغب فيه وقدمت له كارت التوصيه الذي حملته له من احد اقاربي يوصيه بي فانا ابنته التي يتعين علي المآمور رد كل الجمائل التي حصل عليها من قريبي في شكل اهتمام رهيب بي ، مزق عينيه باصابعه يبعد عنها النوم والوخم سآلني وهو عاجز عن الادعاء برغبته في خدمتي سآلني " وايه بقي اللي انت عايزاه مني " اوضحت له انها خدمه بسيط فعليه ان يمكني من مقابله المتهمين تمتم بكلمات لم افهمها يقصد بها غالبا انه امر بسيط ، القي بكارت التوصيه في احد ادراجه المفتوحه باهمال ملفت للنظر رغم اهميه قريبي ورغم كثره الخدمات التي قدمها له لكن الخدر والنعاس اوقعاه فيما لا يجرؤ عليه وهو يقظ منتبه ، نادي احد معاونيه وقال له كلام ممضوغ لا يفهم منه شيئا الا اسم قريبي ، اشار لي معاونه كي اتبعه ، تركت المآمور لا اعرف هل ودعته فعلا ام كنت انوي وداعه لكن شفتاي الملتصقتين قتلا نيتي في ذلك لا اتذكر ولا يهم ، سرت خلف المعاون في ممر طويل مظلم تحس رطوبه لزجه تخيم علي انفاسه كآنك تتنفس ماء ساخن عطن يدخل رئتيك يلوثها ويخدر عقلك المخدر بالحراره ويسكنك لا يغادرك ، اكتشفت بعض فتره ان معاون المآمور يقودني لغرفه الحجز او لقبوه ، ذلك المكان الذي يحتجزوا فيه متهميني وغيرهم من البشر الذي اوقعهم انحرافهم في شرك تلك الغرف الاسمنتيه الساخنه ، كان القسم زحمه ومليئ بالضجيج وزن الحشرات التي لم اري مثلها من قبل لااصدق انه الذباب الذي نعرفه او سبق ورآيناه ، كان الجدران قذره كآن شرير سكب عليها جالونات من القذاره السائله تحسها تجري فوق الجدران والارض تسيح بفعل الحراره فتترك مكامنها وتخرج تفح عفن في انوف الزائرين والرواد ... دب الخوف في قلبي فجآ فمعاون المآمور ياخذني لداخل اروقه القسم اكثر واكثر فنسيت من اين باب الخروج تملكني الفزع ماذا سافعل ان اغلق علي احد الابواب ونساني لان عقله نائم وهو لا يفكر فيما يفعل ، ذكرته بصعوبه بمآموريته وعملي ، تمتم كلمات يتردد فيها اسم قريبي المهم فهمت منه ان بقايا اليقظه التي لم يبددها الخدر تنبهه لما يتعين عليه فعله ، ثقلت قدماي احسني متهمه بجريمه لا اعرفها اقاد لمكان اكرهه خفت من معاون المآمور وكرهت القضيه التي اوقعتني في هذا الفخ وتمنيت لو عندي شجاعه التراجع والفرار لكن رابطه جآشي التي يتعين علي اظهارها حالت بيني وبين الهروب ، تسارعت دقات قلبي وقل الاكسوجين في رقتي وتمنيت لو غادرت القسم واشتهيت لفحه الشمس فوق الاسفلت المنصهر في الشارع لكن معاون المآمور شرح لي " اصل العيال في الحجز وبدل مااطلعهم وادخلهم حادخلك ليهم " وابتسمت بكل ثقه وهمست بنبرات واثقه " المهم ااقابلهم " ووقف معاون المآمور امام باب غرفه الحجز باب اسود قذر تتحرك ذراته الخارجيه ملايين الحشرات الطائره كآنها اكلت الباب وستطير به لكن راسخ ثابت يحول بين البشر المحتجزين خلف وبين الحريه والدنيا والشمس اللافحه والحياه النابضه ، صرخ معاون المآمور بصوت جهوري فكآن الحشرات طارت من فوق اعشاشها بين ذرات الباب وهرول عسكري يحمل حلقه سوداء كبيره بها مفاتيح طويله ودب احدهم في الباب .... صرير مزعج يقشعر بدنك ينبهك كآن يذكر الجميع انها لحظه خطر حين تفتح الباب الذي ينام تحت اعقابه عشرات لا يتمنون في الدنيا الا اختفاء ذلك الباب ، اشار لي معاون المآمور للدخول ونبه علي العسكري بتركي في الداخل كما اشاء ، سآلته ان ينادي علي المتهمين اللذين حضرت لمقابلتهم فانا لااعرفهم صرخ العسكري بصوت عالي رنان باسماءهم ثم فتح لي الباب وهو يقف خلفه وسمح لي بالدخول .......!!!!!!!!!!!! دخلت .......... لم افهم اين دخلت ؟؟؟؟؟ مكان اسود تحلق في سماءه السوداء اعاصير من الابخره الراكده والهواء الثقيل تحسه علي الفور يشد جفونك لاسفل كآنك ستنام كآنك ستفقد الوعي ، مكان اسود يحتاج لقوه عضلات عينيك حتي تنفتح مقلتيك وتري ، اكح احسني ساختنق اكح اكثر احس عشرات الاشباح السوداء تلف اذرعتها الهلاميه حول عنقي ، اكح اكثر واكثر لكن رئتني يعتادا علي الهواء الثقيل فتسكن كحتي ، لااعرف ماهذه الرائحه التي اشمها ، كيروسين عرق معتق اوراق محروقه قذاره روائح فضلات بشريه غازات قابله للانفجار لا اعرف ، لكني اشم خليط مقزز يخيم علي الحجره السوداء اعود للعسكري مسرعه اناشده " نادي تاني " فيصرخ ويدفعني للدخول " هتلاقيهم متلحقين جوه حيروحوا فين يعني " احتوتني العتمه السوداء واعاصير الابخره وقنابل الروائح العطنه افتح عيني اكثر واكثر واكتم انفاسي لا اريد اي شيء من تلك الحجره ان يتسلل لجسدي ولاموت بلا هواء خير من تنشق تلك القذراه الغازيه الرهيبه لكني لا اقوي فاشهق فاكح ثانيا وعاشرا ، افتح عيني اري كائنات ملقاه في كل مكان ، كانوا بشر ثم نسيوا كينونتهم داخل تلك البوقته السامه ، كائنات ملقاه بعضهم علي الارض وبعضهم علي مصطبه في صدر الحجره ، بعضهم يجلس القرفصاء بعضهم نائم علي الارض يشخر بصوت عالي يزيد رهبه الحجره السوداء ، حدقت اكثر كائتنات كانت بشر تشبههم ترتدي مثل ملابسهم لكنهم عرايا او شبه عرايا ، بعضهم عاري الصدر ويرتدي بنطلون وبعضهم خلع البنطلون ونام فوقه مخده غير مريحه بعضهم يرتدي قطعه واحده من ملابسه الداخليه التي كانت في يوم من الايام بيضاء وصارت لون الحجره التي تحتوي الجميع ، اقترب مني ثلاث اشباح ، اكبرهم يتلعثم في الحديث لا تفهم منه كلمه لكنه حياني بكفيه اللزجتين تحيه شديده يعبر عن فرحه بقدومي ولكن راسه ليست معنا في الحجره رآسه بعيده غائبه ولسانه ثقيل تصورته قد شرب مخدر اذهب بقايا وعيه - لكنه وبعد سنوات طويله اقسم لي انه لم يشرب شيئا لكن الحر والحجره السوداء اتوا عليهم وخدروه - سحبت يدي من بين كفيه ارتعبت ان يلتصقا بهما وابقي طيله حياتي لصيقه به او اقطع كفاي هربا منه ومن الحجره السوداء التي سكنته ، ثانيهما كان عاريا يرتدي قطعه صغيره من ملابسه الداخليه يتصبب من جسده ووجه العرق الساخن يقفز من شده السخونه بعيدا عن جسده ويلتصق بجبهتني فانتفض خوفا والثالث حياني وانسحب من اللقاء وسرعان ماالقي بجسده بجوار جرادل الفضلات ونام وارتفع شخيره مزعجا لا يكترث حتي بركلات الارجل التي كان بقيه نزلاء الحجره السوداء يقذفوه بها حين يجنوا من ضجيجه وازعاجه ، عرفتهم بنفسي وفهمت من حركات جسدهم انهم كان يتنظروني ، حاولت اخرج دفتر ملاحظاتي لمناقشتهم في القضيه لكن الاشرطه السوداء علي الارض التي كان تتحرك كآنها ثعابين ضخمه وترتني فطمآنني كبيرهم وشرح لي انها بضعه حشرات ارضيه تحاول الفرار من الحر فتلتصق باجسادهم الرطبه الاكثر بروده من سخونه الارض ، احسست ملايين الدبابيس تشكني في جسدي وكدت ابكي احلم بماء بارد شلال يزيل عن جسدي اوهام الافتراس التي تملكتني واغلقت دفتري وهممت بالرحيل فامسك بمعصمي الرجل العاري يسآلني عن " الاكل والسجاير " ولاني لم اعمل حسابي لذلك الطلب خجلت منه واعتقد ان وجنتي ازدادتا احمرار فذكرته بالقضيه التي احضرتني فلم يكترث بالقانون والوقائع وموقفه السيء والح علي " المره الجايه هاتي سجاير واكل وصابونه " وابتسمت رغم انفي " صابونه؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!" ماذا سيفعل بها وسط القذراه التي تحاصرنا من كل جهه ، نظرت للكبير فهز رآسه كآنه يودعني وطلب سيجاره ولم يفهم شيئا من ملحوظاتي القانونيه ولم يجب علي اي سؤال وصرخ العسكري يطالبني بالخروج وكدت ادهس علي راس رجل لم اراه كان نائما فوق الارض واشرطتها المتحركه السوداء وحين لمسته قفزت انا وبقي هو جثه هامده لا يشعر ولم يشعر بما حدث له ، وخرجت مسرعه واغلق العسكري الباب خلفي وسمعت الصرير ينبهني لانتهاء ذلك اليوم البغيض وهرولت في طريقي للشارع ونسيت اشكر المآمور ومعاونه وحين ثقبت اشعه الشمس الحارقه ام راسي ابتسمت كالبلهاء سعيده بفراري من الحجره السوداء وكائناتها التي كانت بشر ولم تعد ، والقيت بجسدي في سيارتي وانفجرت في البكاء لا اعرف سببا هل شفقه علي المحتجزين داخلها هل تفرغه طاقه رعب تملكتني هل فرحه بالفرار من المصير المخيف هل توتر استلزمه انفجارا قويا حتي يخرج من جسدي المرهق ....... وتحت مياه الدش البارده التي تركتها فوق بدني ساعات كنت ابكي واحس ان جسدي تلوث الي الابد ولن ينظف ابدا وابكي واحس شفقه علي المتهمين اللذين اكلت الحجره السوداء انسانيتهم فانستهم حتي طريقه الكلام ، ابكي لاني اكثر هشاشه مما اتصور فلست انا بالمرآه القويه التي استطاعت ترك الخوف والوجل والخجل خلف ظهرها حين ارتدت ثوب المحاماه واستمرت المياه البارده واللوفه الخشنه تآكل من جسدي ومن بين مسامه كل ما تسلل اليه من روائح الحجره السوداء و...... وحين ترافعت في القضيه حصلت للمتهمين علي البراءه وشددت علي اكفهم النظيفه بقوه وصلابه وهنآتهم علي البراءه والافراج لكن ظلال الحجره السوداء بقيت تحتل اعماقهم واعماقي سنوات وسنوات ...... وحين اتاحت لي الظروف مناقشتهم ذات يوم في زيارتي لهم انكروها هم الثلاث واقسموا ايمانات مغلظه انها لم تحدث ابدا وانهم لم يروني للمره الاولي الا في قاعه المحكمه وجلست اقسم لهم ويقسموا لي واذكرهم فلا يتذكروا واستدعي امارات وتفاصيل فينتفضوا الثلاث لا يصدقوا انني كشفت سترهم وشاهدت بالحاله اللانسانيه التي كانوا عليها محتجزين بالحجره السوداء و..... شككت في نفسي من شده اصرارهم وانكارهم وتصورتني لم اذهب ولم اراهم ، شككت في نفسي وسآلتها اكان كابوسا مروعا لم اعشه ام كان واقعا مروعا عشته ولم اصدقه ... شككت في نفسي ومازلت اشك!!!!!! .. وفي النهايه اعترفت لروحي وبصرف النظر عمااذا كان كابوسا مريرا او واقعا مروعا فقد كان ذلك اليوم من اكئب ايام حياتي ... لكني عجزت تمام عن نسيانه !!!!!!!!!
مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين
الأربعاء، 26 نوفمبر 2008
الحجره السوداء......
كان يوما رهيبا في منتصف شهر اغسطس ، درجه الحراره تقترب من ٤٥ وتزيد تحت وطآه الشمس في الاماكن المفتوحه ، تنظر في وجوه الناس تحسها مخدره كآن شده الحراره غيبت عقلها وتركت لها كيان هلامي لا فائده منه ولا رجا فيه ، قررت اذهب لقسم الشرطه للبحث عن المتهمين الذين اوكلني اهلهم للدفاع عنه ، لم اكن اعرفهم وكانت جلسه المحاكمه اقترب ميعادها ويلزم مناقشتهم في بعض النقاط الفاصله في الدفاع ، كان قسم الشرطه في اطراف مدينتنا وكنت قادمه من الطرف الاخر في سياره ليست مكيفه فطهيت رغم عن انفي في السياره التي كنت اركبها والهواء السخن يدخل من شبابيكها المفتوحه يلفح وجهك كآنك في وسط الصحراء تسير ، وصلت القسم وانا فاقده الوعي تقريبا يلمع وجهي بقطرات زيتيه لا اعرف من اي بئر عميق بداخلي انفجرت ، احس وجهي محتقنا احمر . احسه ساخن ملتهب . احس ملابسي سياط تلهب جسدي الغارق في لزوجه ملحه الثقيل ، دخلت علي مآمور القسم وجدته فوق مقعده شبه غائب عن الوعي لم ينتبه لوجودي وحين انتبه كسل ان يتكلم واخذ يتثائب وتدمع عيناه وتحسه يغوص في دوامات من الهواء الثقيل ، شرحت له بصعوبه ماارغب فيه وقدمت له كارت التوصيه الذي حملته له من احد اقاربي يوصيه بي فانا ابنته التي يتعين علي المآمور رد كل الجمائل التي حصل عليها من قريبي في شكل اهتمام رهيب بي ، مزق عينيه باصابعه يبعد عنها النوم والوخم سآلني وهو عاجز عن الادعاء برغبته في خدمتي سآلني " وايه بقي اللي انت عايزاه مني " اوضحت له انها خدمه بسيط فعليه ان يمكني من مقابله المتهمين تمتم بكلمات لم افهمها يقصد بها غالبا انه امر بسيط ، القي بكارت التوصيه في احد ادراجه المفتوحه باهمال ملفت للنظر رغم اهميه قريبي ورغم كثره الخدمات التي قدمها له لكن الخدر والنعاس اوقعاه فيما لا يجرؤ عليه وهو يقظ منتبه ، نادي احد معاونيه وقال له كلام ممضوغ لا يفهم منه شيئا الا اسم قريبي ، اشار لي معاونه كي اتبعه ، تركت المآمور لا اعرف هل ودعته فعلا ام كنت انوي وداعه لكن شفتاي الملتصقتين قتلا نيتي في ذلك لا اتذكر ولا يهم ، سرت خلف المعاون في ممر طويل مظلم تحس رطوبه لزجه تخيم علي انفاسه كآنك تتنفس ماء ساخن عطن يدخل رئتيك يلوثها ويخدر عقلك المخدر بالحراره ويسكنك لا يغادرك ، اكتشفت بعض فتره ان معاون المآمور يقودني لغرفه الحجز او لقبوه ، ذلك المكان الذي يحتجزوا فيه متهميني وغيرهم من البشر الذي اوقعهم انحرافهم في شرك تلك الغرف الاسمنتيه الساخنه ، كان القسم زحمه ومليئ بالضجيج وزن الحشرات التي لم اري مثلها من قبل لااصدق انه الذباب الذي نعرفه او سبق ورآيناه ، كان الجدران قذره كآن شرير سكب عليها جالونات من القذاره السائله تحسها تجري فوق الجدران والارض تسيح بفعل الحراره فتترك مكامنها وتخرج تفح عفن في انوف الزائرين والرواد ... دب الخوف في قلبي فجآ فمعاون المآمور ياخذني لداخل اروقه القسم اكثر واكثر فنسيت من اين باب الخروج تملكني الفزع ماذا سافعل ان اغلق علي احد الابواب ونساني لان عقله نائم وهو لا يفكر فيما يفعل ، ذكرته بصعوبه بمآموريته وعملي ، تمتم كلمات يتردد فيها اسم قريبي المهم فهمت منه ان بقايا اليقظه التي لم يبددها الخدر تنبهه لما يتعين عليه فعله ، ثقلت قدماي احسني متهمه بجريمه لا اعرفها اقاد لمكان اكرهه خفت من معاون المآمور وكرهت القضيه التي اوقعتني في هذا الفخ وتمنيت لو عندي شجاعه التراجع والفرار لكن رابطه جآشي التي يتعين علي اظهارها حالت بيني وبين الهروب ، تسارعت دقات قلبي وقل الاكسوجين في رقتي وتمنيت لو غادرت القسم واشتهيت لفحه الشمس فوق الاسفلت المنصهر في الشارع لكن معاون المآمور شرح لي " اصل العيال في الحجز وبدل مااطلعهم وادخلهم حادخلك ليهم " وابتسمت بكل ثقه وهمست بنبرات واثقه " المهم ااقابلهم " ووقف معاون المآمور امام باب غرفه الحجز باب اسود قذر تتحرك ذراته الخارجيه ملايين الحشرات الطائره كآنها اكلت الباب وستطير به لكن راسخ ثابت يحول بين البشر المحتجزين خلف وبين الحريه والدنيا والشمس اللافحه والحياه النابضه ، صرخ معاون المآمور بصوت جهوري فكآن الحشرات طارت من فوق اعشاشها بين ذرات الباب وهرول عسكري يحمل حلقه سوداء كبيره بها مفاتيح طويله ودب احدهم في الباب .... صرير مزعج يقشعر بدنك ينبهك كآن يذكر الجميع انها لحظه خطر حين تفتح الباب الذي ينام تحت اعقابه عشرات لا يتمنون في الدنيا الا اختفاء ذلك الباب ، اشار لي معاون المآمور للدخول ونبه علي العسكري بتركي في الداخل كما اشاء ، سآلته ان ينادي علي المتهمين اللذين حضرت لمقابلتهم فانا لااعرفهم صرخ العسكري بصوت عالي رنان باسماءهم ثم فتح لي الباب وهو يقف خلفه وسمح لي بالدخول .......!!!!!!!!!!!! دخلت .......... لم افهم اين دخلت ؟؟؟؟؟ مكان اسود تحلق في سماءه السوداء اعاصير من الابخره الراكده والهواء الثقيل تحسه علي الفور يشد جفونك لاسفل كآنك ستنام كآنك ستفقد الوعي ، مكان اسود يحتاج لقوه عضلات عينيك حتي تنفتح مقلتيك وتري ، اكح احسني ساختنق اكح اكثر احس عشرات الاشباح السوداء تلف اذرعتها الهلاميه حول عنقي ، اكح اكثر واكثر لكن رئتني يعتادا علي الهواء الثقيل فتسكن كحتي ، لااعرف ماهذه الرائحه التي اشمها ، كيروسين عرق معتق اوراق محروقه قذاره روائح فضلات بشريه غازات قابله للانفجار لا اعرف ، لكني اشم خليط مقزز يخيم علي الحجره السوداء اعود للعسكري مسرعه اناشده " نادي تاني " فيصرخ ويدفعني للدخول " هتلاقيهم متلحقين جوه حيروحوا فين يعني " احتوتني العتمه السوداء واعاصير الابخره وقنابل الروائح العطنه افتح عيني اكثر واكثر واكتم انفاسي لا اريد اي شيء من تلك الحجره ان يتسلل لجسدي ولاموت بلا هواء خير من تنشق تلك القذراه الغازيه الرهيبه لكني لا اقوي فاشهق فاكح ثانيا وعاشرا ، افتح عيني اري كائنات ملقاه في كل مكان ، كانوا بشر ثم نسيوا كينونتهم داخل تلك البوقته السامه ، كائنات ملقاه بعضهم علي الارض وبعضهم علي مصطبه في صدر الحجره ، بعضهم يجلس القرفصاء بعضهم نائم علي الارض يشخر بصوت عالي يزيد رهبه الحجره السوداء ، حدقت اكثر كائتنات كانت بشر تشبههم ترتدي مثل ملابسهم لكنهم عرايا او شبه عرايا ، بعضهم عاري الصدر ويرتدي بنطلون وبعضهم خلع البنطلون ونام فوقه مخده غير مريحه بعضهم يرتدي قطعه واحده من ملابسه الداخليه التي كانت في يوم من الايام بيضاء وصارت لون الحجره التي تحتوي الجميع ، اقترب مني ثلاث اشباح ، اكبرهم يتلعثم في الحديث لا تفهم منه كلمه لكنه حياني بكفيه اللزجتين تحيه شديده يعبر عن فرحه بقدومي ولكن راسه ليست معنا في الحجره رآسه بعيده غائبه ولسانه ثقيل تصورته قد شرب مخدر اذهب بقايا وعيه - لكنه وبعد سنوات طويله اقسم لي انه لم يشرب شيئا لكن الحر والحجره السوداء اتوا عليهم وخدروه - سحبت يدي من بين كفيه ارتعبت ان يلتصقا بهما وابقي طيله حياتي لصيقه به او اقطع كفاي هربا منه ومن الحجره السوداء التي سكنته ، ثانيهما كان عاريا يرتدي قطعه صغيره من ملابسه الداخليه يتصبب من جسده ووجه العرق الساخن يقفز من شده السخونه بعيدا عن جسده ويلتصق بجبهتني فانتفض خوفا والثالث حياني وانسحب من اللقاء وسرعان ماالقي بجسده بجوار جرادل الفضلات ونام وارتفع شخيره مزعجا لا يكترث حتي بركلات الارجل التي كان بقيه نزلاء الحجره السوداء يقذفوه بها حين يجنوا من ضجيجه وازعاجه ، عرفتهم بنفسي وفهمت من حركات جسدهم انهم كان يتنظروني ، حاولت اخرج دفتر ملاحظاتي لمناقشتهم في القضيه لكن الاشرطه السوداء علي الارض التي كان تتحرك كآنها ثعابين ضخمه وترتني فطمآنني كبيرهم وشرح لي انها بضعه حشرات ارضيه تحاول الفرار من الحر فتلتصق باجسادهم الرطبه الاكثر بروده من سخونه الارض ، احسست ملايين الدبابيس تشكني في جسدي وكدت ابكي احلم بماء بارد شلال يزيل عن جسدي اوهام الافتراس التي تملكتني واغلقت دفتري وهممت بالرحيل فامسك بمعصمي الرجل العاري يسآلني عن " الاكل والسجاير " ولاني لم اعمل حسابي لذلك الطلب خجلت منه واعتقد ان وجنتي ازدادتا احمرار فذكرته بالقضيه التي احضرتني فلم يكترث بالقانون والوقائع وموقفه السيء والح علي " المره الجايه هاتي سجاير واكل وصابونه " وابتسمت رغم انفي " صابونه؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!" ماذا سيفعل بها وسط القذراه التي تحاصرنا من كل جهه ، نظرت للكبير فهز رآسه كآنه يودعني وطلب سيجاره ولم يفهم شيئا من ملحوظاتي القانونيه ولم يجب علي اي سؤال وصرخ العسكري يطالبني بالخروج وكدت ادهس علي راس رجل لم اراه كان نائما فوق الارض واشرطتها المتحركه السوداء وحين لمسته قفزت انا وبقي هو جثه هامده لا يشعر ولم يشعر بما حدث له ، وخرجت مسرعه واغلق العسكري الباب خلفي وسمعت الصرير ينبهني لانتهاء ذلك اليوم البغيض وهرولت في طريقي للشارع ونسيت اشكر المآمور ومعاونه وحين ثقبت اشعه الشمس الحارقه ام راسي ابتسمت كالبلهاء سعيده بفراري من الحجره السوداء وكائناتها التي كانت بشر ولم تعد ، والقيت بجسدي في سيارتي وانفجرت في البكاء لا اعرف سببا هل شفقه علي المحتجزين داخلها هل تفرغه طاقه رعب تملكتني هل فرحه بالفرار من المصير المخيف هل توتر استلزمه انفجارا قويا حتي يخرج من جسدي المرهق ....... وتحت مياه الدش البارده التي تركتها فوق بدني ساعات كنت ابكي واحس ان جسدي تلوث الي الابد ولن ينظف ابدا وابكي واحس شفقه علي المتهمين اللذين اكلت الحجره السوداء انسانيتهم فانستهم حتي طريقه الكلام ، ابكي لاني اكثر هشاشه مما اتصور فلست انا بالمرآه القويه التي استطاعت ترك الخوف والوجل والخجل خلف ظهرها حين ارتدت ثوب المحاماه واستمرت المياه البارده واللوفه الخشنه تآكل من جسدي ومن بين مسامه كل ما تسلل اليه من روائح الحجره السوداء و...... وحين ترافعت في القضيه حصلت للمتهمين علي البراءه وشددت علي اكفهم النظيفه بقوه وصلابه وهنآتهم علي البراءه والافراج لكن ظلال الحجره السوداء بقيت تحتل اعماقهم واعماقي سنوات وسنوات ...... وحين اتاحت لي الظروف مناقشتهم ذات يوم في زيارتي لهم انكروها هم الثلاث واقسموا ايمانات مغلظه انها لم تحدث ابدا وانهم لم يروني للمره الاولي الا في قاعه المحكمه وجلست اقسم لهم ويقسموا لي واذكرهم فلا يتذكروا واستدعي امارات وتفاصيل فينتفضوا الثلاث لا يصدقوا انني كشفت سترهم وشاهدت بالحاله اللانسانيه التي كانوا عليها محتجزين بالحجره السوداء و..... شككت في نفسي من شده اصرارهم وانكارهم وتصورتني لم اذهب ولم اراهم ، شككت في نفسي وسآلتها اكان كابوسا مروعا لم اعشه ام كان واقعا مروعا عشته ولم اصدقه ... شككت في نفسي ومازلت اشك!!!!!! .. وفي النهايه اعترفت لروحي وبصرف النظر عمااذا كان كابوسا مريرا او واقعا مروعا فقد كان ذلك اليوم من اكئب ايام حياتي ... لكني عجزت تمام عن نسيانه !!!!!!!!!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
من اقسى المشاهد التى يصعب نسيانها او تجاهلها انتهاك ادميه الانسان
إرسال تعليق