مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الخميس، 1 يوليو 2010

وجلست مني علي الكورنيش !!!! الجزء الاول !!!


( 1 )
( الخروج من الفيلم )

قررت مني تخرج من الفيلم ..........
نادت علي احمد كثيرا لكن احمد سافر لبلاد بره علشان البعثه والتلغراف ماوصلوش في القطر ، لانه نزل يبعت تلغراف في الوقت اللي كان بتاع التلغراف بيدور عليه في القطر !!!!
بكت مني في حضن عم نجيب لان احمد لم يعرف انها لم تتزوج وانها فرت من بيت ابيها لحاقا بيه ، بكت مني ثم قررت الا تكمل الفيلم !!!
نعم ، قررت الا تكمل الفيلم ، فكل الاحداث التي جرت في الفيلم بعد بكاءها في حضن عم نجيب ، احداث ظالمه ، لاتعجبها حتي لو اعجبت المتفرجين ، قررت مني تخرج من الفيلم وتترك باقي شريطه خاويا منها ، فليعد احمد من البعثه متزوجا وعنده طفلين ويعيش حياته بدونها ، عليه يتذكرها ويحزن وعليها تعيش حياتها بعيدا عن فيلا المعادي التي قرر المؤلف والمخرج انها ستتزوج احمد سرا فيها وتعيش بها تنتظره كل يوم مساءا حتي يموت ولا تودعه !!!!

قررت مني انها حين ظهرت في الفيلم لم تكن صاحبه قرار ، فالممثله اللي اسمها شاديه ، هي التي ادت الدور ، وهي التي احبت احمد حمدي حتي الثماله وضحت في سبيله وسبيل حبها .... هذه اختيارات شاديه والمؤلف وليست اختيارات مني!!! لذا حين استطاعت مني تفر من الفيلم فرت منه وخرجت وتركت احداثه تسير بلا مني !!!!!!!

دخل الجمهور السينما يمني نفسه بجرعه بكاء كبيره ، كل يبكي علي حاله ، لكنه لايجد فرصه يبكي الا حين تصرخ مني احمد ويصرخ احمد مني وتباعد بينهما التلغرافات ، عاش الجمهور نص الفيلم منسجما ومني تصرخ واحمد يصرخ وعم نجيب في المحطه والموج في البحر وتبكي احد المتفرجات التي شاهدت الفيلم اكثر من مره تعرف ان هذا الحب مصيره القهر والفراق ويقبض رجل في السينما علي يد فتاته التي يحبها ولايجد مكانها يتحسس اصابعها فيه الا السينما المظلمه ، فيدعوها لمشاهده الفيلم الرومانسي بصحبته فتترك له كفها واصابعها بل ولا تتأفف حين يلمس كتفها ويسير باصبعه علي وجهها قرب شفتيها ، الجمهور منسجم ومني ، احمد ، والفيلم تمام ، وركب احمد القطر ومني هربت من البيت و...... ابعت تلغراف ياعم نجيب و........... بتاع التلغراف نازل من القطر واحمد طالع القطر زعلان وعم نجيب يستقبل تلغراف ومني تنهار وتعيط ...... الجمهور في السينما منفعل وستات بتعيط و......... وششششششش!!!

مني خرجت من الفيلم .......... كل الاحداث هي هي ، لكن لما يجي وقت ظهور مني ، الشاشه تووووووش ، الجمهور فاق وبطل عياط ، الاول افتكروا نسخه الفيلم اللي بتتعرض فيها حته بايظه ، الله ودي كمان بايظه ، ودي كمان بايظه ... احمد حمدي رجع من البعثه و....... صرخ حد من جمهور الترسو .... هي مني راحت فين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وانتبهت كل السينما لما يحدث ، مني مش موجوده!!!!!

وافاق الناس وفرت الرومانسيه وجفت الدموع ، وانتبهوا لشريط الفيلم ، احمد اهو ويضحكوا ، عم نجيب ويضحكوا ، وششششششششششششش ، يشرح احدهم ، دي بقي مني كانت بتقول ، ويقلدها بصوته ويضحك وتضج السينما من الضحك !!!!!!
بعد ربع ساعه انقلبت السينما لضحك وتصفير وتقليد لمني ، كل مالشريط يوش ، السينما تصقف وتضحك ، ماهي مني كانت هي ومشيت!!
العمال اللي واقفه فوق قدام اله العرض مش فاهمين ايه اللي بيحصل ، الشريط ليه بيوش ، والناس بتضحك وتصقيف وتصفير ، واحد منهم جري علي مديره وقاله ، الحقنا ياباشمهندس ، مني مشيت ، الباشمهندس كان قاعد نصف نايم زهقان نفسه يروح يستحمي ، مخه نايم ، مني مين ياابني ، ارتبك العامل ، مني ياباش مهندس ، مني بتاعت الفيلم ، مني واحمد ، نظر له الباشمهندس ضاحكا وشتمه بكلمه قبيحه قوي ، الله يخرب بيتك ماقلنا تبطلوا الهباب اللي بتشربوه ، امشي ياد من قدامي لافتح لك نافوخك بالترابيزه المكسوره دي ، امشي ، وجري العامل وبقي المهندس نفسه يستحمي ونفسه يروح ، كل مايفتكر كلام العامل يضحك ساخرا ، ال مني مشيت ال ، عيال مجنونه الحشيش كل مخها اللي مالوش لزمه اساسا !!!!! ولسه الناس بتضحك في السينما وتصقف وتصفر وبالذات لما الفيلا اتسرقت ، وووووش البوليس ، ووووش الشغاله ، ووووووووش البوليس ، هههههههههههههه ، الناس بتضحك ضحك رهيب!!!!

وخلص الفيلم وابن احمد دخل فيلا المعادي علشان يعيط بقي ويقول لمني ان ابوه مات ويحضنوا بعض ... لكنه دخل الفيلا ، هو بيعيط وشريط الفيلم يوووووووش والجمهور يضحك وهو يكلمها بتاثر وشريط الفيلم يوش والجمهور يضحك اكتر واكتر لغايه عينيهم ماتعيط و................ ذا انيد ( النهاية ) .........

الجمهور خرج من السينما يضحك ويصقف ، قابل الجمهور اللي واقف علي الباب مستني يخش مستعد للعياط ، ايه الحكايه ، بتضحكوا ليه ، اصل مني مش موجوده ، هههههههه ، ضحك وسخريه ، يؤكد اخر ، ايوه مني مش موجوده ، خرجت من الفيلم وسابت الشريط يوش ، صرخ واحد واقف علي الباب ، يعني ايه مافيش مني واحمد ، ضحك الجمهور لا فيه احمد وعم نجيب ، نظرت بعض الفتيات لبعض ، يعني امال احمد حيحب مين ، ضحك واحد خارج من السينما ضحك عالي ، بيحب الوووووووووش !!!

ووقف الجمهور محتاس علي باب السينما ، حيخش الفيلم يعمل ايه ، لا فيه حب ولاعياط ولا مني !!! وسينما اونطه هاتو فلوسنا ، سينما اونطه هاتو فلوسنا ، والا عايزين نرجع التذاكر وناخد فلوسنا ، وبس عينك ماتشوف الا النور ، خناقات بين الجمهور وموظفين السينما ، هاتو فلوسنا ، ماينفعش ، ازاي ، حندخل فيلم احمد فيه بيحب الوووووو ش ، ماهي مني مشيت ، انتم ماسمعتوش الناس بتقول اليه !!!!
وخناقه من خناقه ، ده يزعق وده يجعر وفجـأ ، بوكس من واحد منفعل كان جاي يعيط في وش الراجل بتاع التذاكر ، هات فلوسي مش كفايه قليتوا مزاجنا ومافيش عياط ولا حب كمان حتاكلوا فلوسنا !!!!
والبوليس جه قدام السينما وقبض علي العمال بتوع اله العرض والباشمهندس فاق وقام يجري ، البوليس جه السينما والجمهور بيتخانق والدنيا مقلوبه ، فيه ايه ، مني مشيت من الفيلم ، ههههههههه ، يضحك مش مصدق ، هي الناس كلها شربت حشيش ولا ايه ؟؟؟؟

الضابط في القسم يسال العمال ، ايه اللي حصل ، مني سعادتك مش موجوده ، واحد من الجمهور يؤكد كلامه ، ايوه مني مشيت من الفيلم والشريط بيوش ، واحد تاني من الجمهور بيتخانق ، مني مشيت مامشيتش احنا حضرتك عايزين فلوسنا!!! ينظر الضابط للعمال والجمهور ويضحك بصوت عالي ، اصله كان عازم خطيبته علي الفيلم فكده الخروجه باظت لا فيه فيلم ولا عشا ولا حيعرف يمسك ايديها في الضلمه ، ضحك الضابط بصوت عالي ونظر للجميع وسالهم بصوت مرتعش ...... طيب مني مشيت راحت فين ؟؟؟؟؟؟؟

( 2 ) ( حاروح فين )

خرجت مني من السينما من غير حد مايحس بيها ، الناس مركزه في الفيلم ومستعده للعياط ، سلمت علي عم نجيب وعيطت في حضنه واتسحبت من الفيلم والسينما وخرجت !!!
وقفت علي الرصيف ، تبص علي الافيش ، متغاظه قوي ، نفسها تروح تتخانق مع المؤلف ، اشمعني انا يعني اللي تكتب دوري عامل كده ، احب ومااطلوش ، ولما اطول اتعذب اعيش في السر واتسحب زي الحرامية والناس تظن في ظنون وحشه ، ليه كتب دوري عامل كده ، ليه ماخلاش احمد يستلم التلغراف ، ليه ماخلانيش انا اابقي مراته واسافر معاه البعثه واخلف له العيال ..........
لسه مني واقفه علي الرصيف تبص علي الافيش ، هي فعلا بتحب احمد لكن مش لدرجه ان المؤلف يحكم عليها بالقهر العمر كله ، تفضل تحبه وتتعذبه وبعدين تقابله صدفه وتقبل تعيش في ضل حياته .......... قررت مني تتمرد علي المؤلف وعلي الفيلم وعلي احمد !!!
خلعت وجه الرومانسيه اللي كانه مزنوقه فيه في الفيلم وقررت تبقي انسانه وبس ، لما حتحب لازم تتحب ، لو حتضحي الي بتحبه لازم يضحي زيها وعلشانها ، ده عدل ربنا ، لكن هي تضحي وهو يعيش حياته والناس تعيط والمنتج يكسب وكله يبقي مبسوط علي حسابها ، مش حيحصل تاني خالص !!!
ادت مني السينما ضهرها وعدت الرصيف ، مشيت في الشوارع تتفرج علي الفتارين ، تشوف الناس قاعده علي القهاوي ، تلاقي واد وبت قاعدين علي الكورنيش في الضلمه بيحبوا في بعض ، تبتسم وتكمل مشي !!!
طيب هي مني راحه علي فين .....
قعدت علي الكورنيش تبص علي النيل وتفكر ، لازم تخش فيلم تاني ، تبقي جزء منه!!
هي عارفه انه كانت فكره في راس المؤلف ، وبعدين شخصيه في السيناريو ، وبعدين مشاهد مثلتها شاديه الممثله في الفيلم ، هي عارفه انها في الحقيقه ولا حاجه .... لكن هذه الفكره ذاتها لا تعجبها ، من قال انها ولا حاجه ، هي بطله الحدوته ، هي اللي الناس بتخش السينما علشانها ، علشان تشوفها هي واحمد بيحبوا بعض .... ضحكت مني ، الحقيقه هي ولا حاجه وهي كل حاجه !!!!
طيب حاروح فين بقي !!!!!
مازالت مني تحدق في النيل تنتظر اجابه لسؤالها الغريب حتروح فين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

( 3 ) ( زوزو )

قررت مني تلعب دور مختلف ، ليس بالضروره تكون مني ، وليس بالضروره تحب احمد ، قررت مني تلعب دور مختلف ، دور لايظلمها فيه المؤلف ويفرض عليها تضحيات كثيره تضيع ايام العمر وهي تحب وتضحي وتقدم الكثير ....
مازلت مني تحدق في النيل ، والظلام دامس في ليله لاقمر فيها ، لكنها الليله الاهم في حياتها القصيره ، انها ليله الفرار من الدور المرسوم لها والمفروض عليها ، ستختار فيلم اخر ودور اخر .... حره هي تختار ما تشاء ، فيلم لا يبدء بدموع وينتهي بدموع ، لايفرض عليها تضحيات وحب معذب !!!
ضحكت .... ساكون زوزو ...... الطالبه الجامعيه بنت شارع محمد علي ، سيحبني حسين فهمي وساحبه ، تضحك مني ، لاتحب اغنيه ياواد ياتقيل ، ولن تغنيها في الفيلم ، لن ترتدي بدله رقص في الحلم مثلما فعلت زوزو وقت نامت امها وحلمت انها سترقص في الكباريه ، حدقت مني في النيل اكثر ، مياءهه تجري لامعه من الجنوب للشمال ، مسار جبري مهما فاض وتمرد واجتاح الكباري واغرق الضفاف ، عاد هادئا في مساره الازلي ، تحس نفسها اكبر من زوزو ، تلك الفتاه الجامعيه الصغيره ، نعم هي اكبر من زورز ، لن يليق عليها ترقص في خطوبه اخت حسين فهمي ولن يصدقها احد من المتفرجين حين تهمس لعزه الشريف ، حزميني ياباتعه ، هزت مني راسها ، لا لن تكون زوزو ، لايعجبها ذلك الدور ، الحقيقه لايعجبها الفيلم وشارع محمد علي والعوالم واكثر حاجه لاتعجبها ، اغنيه ياواد ياتقيل !!!! لن اكون زوزو .... فهذا المناخ لايناسبني ولااحبه و............... الحقيقه كمان مبحبش حسين فهمي ، احمد ضوفره برقبته !!!!

( 4 ) ( ضابط الشرطه )

مازال ضابط الشرطه يضحك وهو يكتب المحضر ، لايصدق الجمهور المنفعل بالوش الذي شاهدوه في السينما وقت فرت مني من الشريط وتركت مكانها خالي ، ينظر الضابط للشاكين ويضحك ، يسالهم وهو يجاهد يكبت ضحكه ، وفجأ مالقتوش مني ، يهز الجميع راسهم ، يسال عمال اله العرض بسخريه ، وديتم مني فين ؟؟؟؟؟ لايجدوا اجابه للرد عليه ، ينفجر ضاحكا ، صحيح اللي يعيش ياما يشوف ، ثم نظر لهم بمنتهي الجديه وسالهم ، يعني ايه اطلع نشره يدوروا عليها ولا نخلي النيابه تصدر امر بالقبض عليها ، يقول كلامه بمنتهي الجديه ويطيل النظر في وجه الشاكين ، ثم ينفجر في الضحك ويغلق اوراقه بسرعه ويضحك ويضحك ويضحك ..... لايصدق ان مني مشيت وسابت احمد وسابت الفيلم !!!!!

( 5 ) ( هنومة )

قررت تكون هنومه في فيلم باب الحديد ، التي تحب ابو سريع وستتزوجه في فاقوس وبيحبها قناوي الواد الاعرج المجنون !!! اه ، حاخش فيلم باب الحديد واكون هنومه ، البس الجلبيه البلدي واشيل جردل البيبسي واهرب من الراجل الرخم بتاع البوفيه ، ههههههه ، ضحكت مني ، فيلم عبقري بصراحه ، المحطه والقطارات والراجل العجوز بتاع الجرايد ، احست مني بالسعاده من فكره انها ستكون هنومه ، وباحب اوي مشهد لما هنومه كانت قاعده بتغسل رجليها في النافورة وقناوي بيعرض عليها الكردان بتاع امه وبيعرض عليها الجواز ، سمعت مني خطوات خلف ظهرها تسير علي الكورنيش ، اضطربت ، رجل شكله غريب يسير ببط ء بخطوات ثقيله يقترب منها ، اضطربت ، تخاف هي من الغرباء ، وقف الرجل خلف ظهرها ، اقترب منها ، انفاسه الساخنه تكوي رقبتها ، فكرت ، لو اقترب اكثر ستصوت ، ستلقي بنفسها في النيل ، فكرت في ابوسريع ، لو موجود كان ضرب الراجل الرخم اللي واقف وراها ، ابوسريع بيغير عليها وبيحبها ، احست ان من يقف خلفها هو قناوي ، لماذا سمعت صوته ، هل يناديها بصوت الرخيم المنخفض ، هنومه ، تقترب الانفاس الساخنه اكثر منها ، احسته كاد يلتصق بها ، تحركت خطوه صوب النيل ، سارمي نفسي ، لن اموت ، فالافكار لاتموت حتي لو القيت في النيل ، وانا مجرد فكره تطورت لدور في فيلم ، حتي لو قفزت في النيل ، لن اموت !!! هنومه ، صوته الذي تعرفه جيدا يدوي في اذنها ، انه قناوي ، صوت خطوته البطيئه وبحه صوته يؤكدا لها انه هو ، تصورت يحمل الصندوق الكبير الذي سيحاول يحبس جثتها فيه بعدما يكون قتلها ، خافت مني ، همست لست هنومه ، انا مني ، لكن قناوي لايصدقها ، هو يعرف هنومه التي يعشقها ، ويعرف انها تحاول تفر منه للزواج بابو سريع ، يقترب اكثر ، تري نصلا يلمع في يده ، سيذبحها ، سيلقي بها في الصندوق الكبير ، ربما يلقي جثتها في النيل ، هل همست مني " احمد " هل نادت احمد لينقذها من قناوي المجنون ؟؟؟؟ هكذا سمعت نفسها تنادي احمد ، اكدت لقناوي ، انا مش هنومه ، انا مني بتاعت فيلم (اغلي من حياتي ) اللي بحب احمد ، وانا كنت بافكر مجرد تفكير اني اكون هنومه ، لكن بصراحه رجعت في كلامي ، مش حاكون هنومه ، لاني لااحبك تحبني ولا احبك تحاول تدبحني ، تذكرت مني هنومه ، الفتاه التي احبها المهووس ، فكاد يقتلها فاما تكون له واما لن تكون لاحد ، اشتاقت لاحمد وعم نجيب ، تمنت ترجع للامان الذي كانت تعيش فيه ، هناك لم تكن تشعر بخطر بالعكس كانت آمنة في وجود احمد ، التفتت بظهرها لتواجه قناوي ، تصرخ في وجهه لست هنومه ، ابعد عني ابحث عن هنومتك بعيدا ، لست هنومه ، لست امرأتك ولا معشوقتك ولن اكون ، مااصعب ان تكون معشوق لرجل مجنون ، يقوده جنانه لنتيجه واحده اما الاستحواذ عليك واما قتلك !!! لكنها لم تجده خلفها ، الانفاس الساخنه اختفت وصوت حفيف الخطوات فوق الارض لم يعد مسموعا ، نعم قناوي لم يخترق عقلها لا وقتما فكرت تكون هنومه ، قناوي ارسل لها رساله ، ان صرت هنومه فانا معك خطرك الدائم اقرب لكي من حبل الوريد ، ابوسريع لن يمنحك امانا ، انا المحب العاشق الذي لن تهربي منه وستعيشي بحبه وفزعك منه !!! اشتاقت مني لاحمد وتمنت ترتمي في حضنه لتشعر بالامان ، فهنومه التي تحب ابو سريع ، هذا الرجل القوي ، عجز عن حمايتها ، حتي كاد يقتلها قناوي ، لن اكون هنومه ، هكذا حسمت مني امرها ، لن اكون هنومه ، فحياتها محفوفه بمخاطر لااتحملها ولا احبها !!! لن اكون هنومه !!!! هكذا قررت فابتعد قناوي عن خيالها بالزفت علي وشه والاضواء الكاشفه وابوسريع وكل الخوف !!!

( 6 ) ( المهندس )

ايوه انا صحيح المهندس بتاع السينما ، لكن انا ماليش دعوه بموضوع مني ده ، انا شغلتي اراجع الشريط واله العرض والاضاءه ، ولما يبقي كله تمام ، العمال تشغل الفيلم ودوري ينتهي لحد كده ، هكذا قال المهندس للضابط ، ساله الضابط ، يعني ماتعرفش ازاي مني مشيت وسابت الفيلم ، ضحك المهندس ، دي ظاهره غريبه جدا ، انا بقالي سنين مهندس في السينما عمر مافيه بطله فيلم سابته ومشيت ، ظاهره غريبه ، انا حتي ماصدقتش العمال في الاول لما قالوا ان مني مشيت ، هههههههههههههههه ، ضحك المهندس ، يعني ايه مني مشيت ، فيلم مني واحمد مابقاش فيه مني ، بقي احمد بس !!! ضحك الضابط ، لا احمد بس ازاي ، ماهو فيه عم نجيب برضه ، نظر المهندس للضابط والضابط للمهندس وانفجروا ضاحكين ، همس الضابط ، ليله سودا طويله ، اعمل محضر وتحقيق وسين وجيم ، علشان مني هانم سابت الفيلم واحمد ومشيت !!!!!!!!!!

( 7 ) ( وداد )

التقطت مني انفاسها بصعوبة ، اخيرا لن تكون هنومه ، اخيرا تخلصت من قناوي ، اخيرا لافيه صندوق ولا ابو سريع ولا مستشفي المجانين ...
مازالت مني تحدق في النيل ، وساعات الليل الطويله تمر عليها بطيئه ، النيل مازال يجري في مساره ، لكنها هي قررت تغير مسارات حياتها ، قررت تهرب من احمد والمؤلف والتضحيه ، قررت تتمرد وستكون دورا جديدا !!!
ستكون وداد في هستيريا ، تلك الفتاه الفقيره التي تعمل في محل العصافير ، الفتاه الفقيره التي تحلم بحب زين ، ذلك الرجل الذي اختارته بنفسها بطلا لقصص الحب ولاحلامها ، انتبهت مني ، لكنها لا تحب رائحه محلات العصافير ، تكره تلك الرائحه ، احست مني ان معدتها تقلصت وكادت تقذف كل مابداخلها ، تذكرت مني يوم تركت وداد البيت لشقيقتها وزوجها ذو السيقان الرفيعه ، احست مني بالضياع ، وداد تحب زين لكن زين لايحبها ، زين منشغل باثبات ذاته ووجوده ، يبحث عن مكان يغني فيه ولو كان محطه مترو الانفاق ، زين يزور خاله في المقابر ويذكره بحبه القديم واغنيه مريت علي بيت الحبايب ، زين عاجز عن حمايه اخته الصغيره من بطش اخيها البلطجي ، زين يعيش حياه اصعب من ان يشعر بحب وداد التي تتوق للحب ولا تجده وسط ظروف حياتها الصعبه ، احست مني اشفاقا علي وداد ، لكنها تمنت الا تعيش حياتها ابدا ، مازال مشهد وداد في محل العصافير اسيره تتمني الخروج لتلمس كف زين الذي يفرد كفه واصابعها فوق كفها واصابعها من خلف القضبان ، مازال ذلك المشهد يقتلها يوجعها ، يحسسها بالاسر ، نعم وداد اسيره مثل عصافير الزينه التي تعمل في محل لبيعها ، هي مثلهم ، اسيره ، واعتبرت هي ان زين فارسها سيفك اسرها ، لكن وداد لاتدري ان زين ايضا اسير مثلها بالضبط ، اسير احلامه اسير اسرته اسير حبه المريض مع نهي العمروسي !!!! ارتعشت مني ، احست جسدها ينتفض ، ربما هي لسعات البرد علي شاطيء النيل في تلك الساعه من الليل ، ربما خوفا من وداد ومصيرها الحتمي ، عاشت اسيره وحين حلمت تتحرر لم تتحرر وفقدت عقلها وضاعت !!!! ارتعشت مني ، ياحرام وداد دي صعبت علي قوي ، ليه المؤلف كان قاسي عليها ، تذكرت مؤلفها واحبته ، فرغم كل كان رحيم بها ، نعم فرض عليها تضحيات لكنه لم يفقدها عقلها ولم يحبسها مع العصافير في قفص واحد كبير ، ارتعدت مني واشتاقت لعم نجيب تحكي له حكايه وداد التي قهرتها الحياه ، احست مني احتياجا لعم نجيب ، همست ، لو كنت معي لحكيت لك عن كل ما حدث ومايحدث لكني وحيده في ليل القاهره استشعر الوحشه وانا وحيده من غير احمد ومن غيرك ياعم نجيب !! لن اكون وداد ولن ادخل هستيريا واعيش فيه اعتقل تاره مع العصافير واعتقل تاره في ظروفي الصعبه واعتقل تاره مع رمزي البلطجي !!!!!!!! لن اكون وداد !!!

( 8 ) ( العمال )

ياباشا ما تفتشنا ؟؟؟؟؟؟؟ هكذ قال احد العمال للضابط ، نظر له الضابط نظره مندهشه لاتصدق ما تسمعه ، ايوه باشا فتشنا ، انا وزميلي كنا قاعدين علي الماكينه والشريط ماشي وكله تمام ، لما الست مني تختفي ، وتسالني راحت فين وايه اللي حصل ، حنقول لحضرتك ايه ، حنقول مانعرفش هي راحت فين وعلي العموم الغايب حجته معاه !!!!! نظر له الضابط طويلا ثم انفجر في الضحك ، لايصدق مايحدث امامه ، العامل بيقولي فتشني ، ههههههههههههههههه ، مازال الضابط يضحك ، والعامل ينظر له باستغراب ، فجأ يساله الضابط ، انتم ايه بتمثلوا فيلم وبتشتغلوني ، هو احنا في السيما !!! ومازال يضحك ويضحك ، والمهندس والعمال والشاكين واطراف المشاجره ، كلهم بيبصوا ليه باستغراب ، يكرر سؤاله صارخا ، هو احنا في السيما ، اصل بصراحه يعني اللي بيحصل ده عمره ما حصل قبل كده ولا يحصل بعد كده !!!!!!!!! وتعالت ضحكاته عاليه ساخره من كل مايحدث !!!

( 9 ) ( فاطنة )

ابتسمت مني وهي تحدق في النيل ، لن تكون زوزو ، لن تكون هنومه ، لن تكون وداد ، ابتسمت ، نعم ساكون فاطنة ، فاطنه في الزوجه الثانيه ، مرات ابو العلا ، الست الحلوة الجميله اللي رقبتها زي كوز الجمار !! حدقت مني في النيل سمعت عبد الفتاح البارودي يهمس واطيعو الله واطيعو الرسول واولي الامر منكم ، تري ابو العلا مغلوبا علي امره لايصدق مايطلبه منه العمده ، اطلق مرتي ، اه ، والحكومه بتاعتنا والدفاتر دفاترنا .... تري مني حفيظه الزوجه الاولي للعمده ، تلمح نظرات الحقد والكراهيه في عينها ، تري نفسها تبكي امام الضريح تتوسل لاولياء الله الصالحين ينقذوها من العمده وجبروته ، حاولوا الفرار هي وابو العلا والاولاد والام الضريره لكن خفر العمده قبضوا عليهم ولفقوا لابو العلا تهمه ، والمأمور جه والبلد اتقلبت ، تبكي مني مقهوره ، تبكي مثل فاطنه التي لاحول لها ولا قوه في بلد يحكمه عمده مستبد ، ترتعش مني مكانها علي النيل ، لاتحب العمده ولا تحب خاله نظيره ، تحس ان حفيظه حتقتلها ، طيب جوازها من العمده حرام وطلاقها من ابو العلا مايجوزش ، لكن جوزوها من العمده وطلقوها من جوزها حرام وزور ، والدفاتر دفاترهم ، تحب سهير المرشدي وهي تضحك بصخب وحيويه ، بركاتك ياخاله نظيره ، مني اصبحت فاطنه ، اغلقت عليها الاوضه انتظار للعريس للعمده ، ابو العلا تحت السرير ماسك الشرشره وحيقتل العمده دفاعا عن عرضه وشرفه وزوجته التي اسرت بالحرام في منزل العمده ، حفيظه تصمم علي استدعاء العمده لغرفتها والليله ياعمده ، تضحك مني علي حفيظه واصراراها علي منع العمده عن عروسه الحسناء ، لايعجبها قميص النوم الشفتشي اللي لابسه فاطنه ، صدره مفتوح قوي ، انا مقدرش البس زيها كده ، العمده يمشي لحفيظه وابو العلا يطلع من تحت السرير والفراخ بتاعت الصباحيه تتاكل و....... اعيتها الحيل فرارا من العمده الطفس ، المتجبر ، لن يلمسني ، هكذا قررت ، لكن كل الحيل انتهت ، فجأ احست بالحمل ، وكشفت عليها نظيره ، مبروك ياعمده ، زغاريد ، نظر لها نظرات مخيفه ، ياريت عم نجيب كان هنا ووقف له ، اتصدي له ، قاله سيب فاطنه في حالها ترجع لجوزها ، لكن عم نجيب قاعد في المحطه هناك في مطروح ، ارتعدت مني ، لن اقوي علي مواجهه العمده المفتري ، سيقتلني ، لكن روح فاطنه تلبستها ، يقتل مين ، اجمدي ، هدديه بالفضيحه ، لو راجل يقول انه مالمسنيش واني حامل من ابو العلا ، ارتعدت مني ، ستواجهه والامر لله ، امسكت ذراع فاطنه ، كلميه انت ، انا مقدرش ، ضحكت فاطنه ضحكه المغلوب علي امره المستبيع ، وماله ، اكلمه انا ....... انت حامل يابت ، اه ، من مين ، من جوزي ، انا يابت لمستك ، والختمه من جوزي هو انت جوزي ، جوزي ابو العلا .......... الجبروت والقوه والانتقام ، التشفي في نظرات فاطمه تجاه العمده المتجبر ، لقد قهرتنا بالقوه وقهرناك بالحق ، تهز مني راسها ، لاتقوي علي ذلك الجبروت ، لاتقوي علي الانسحاق ثم التجبر ، لاتقوي علي القهر ثم الانتقام ، ياحرام يافاطنه ، اتظلمت لما طلقوك من جوزك وانتقمت لما هددت العمده بالفضيحه ، هزت مني راسها ، لااقوي علي ذلك ، لااقوي علي هذا الصراع ، لااتحمله ، لااصلح للعيش فيه ، حفيظه وخاله نظيره والعمده وابو العلا والدفاتر دفاترنا ، لااتحمل هذا ........... اشفقت مني علي فاطنه لكنها قررت بوضوح لن اكون فاطنه ، لن اقوي ، هي سيده اقوي مني ، اكثر قدره علي المواجهه ، قهرت حتي تعلمت الانتقام ، لكني لااتحمل القهر ولااتحمل الانتقام ......... اشتاقت مني لعم نجيب ، ولمطروح ، اشتاقت للقطارات والمحطه ، اشتاقت لحياتها التي تعرفها ، وكادت تنادي ( احمد ) بل وكادت تسمعه يناديها ( مني ) !! لن اكون فاطنه ، لااقوي عليها ولا علي حياتها !!!

( 10 ) ( الوزير )
تمر ساعات الليل طويله ، الفجر يكاد يشق السماء ، الضابط خلاص هيموت من التعب ، اوراق المحضر عماله تزيد ، عمال اله العرض ناموا قداموا علي الدكه ، المهندس قاعد حينفجر من الغيظ ، كان نفسي استحمي من خمس ساعات ، دلوقتي عايز اموت ، قسم الشرطه حر وكتمه ، الشاكين تنحوا ، واحد نام والتاني عايز يروح ، اتنازل عن المحضر وعن تمن تذكره السينما واروح ، يسال الضابط ، لكن الضابط يبتسم ساخرا ، ماخلاص ، معدش ينفع ، الوزير مهتم شخصيا يعرف مني راحت فين ، انتم ، يكلم العمال الناييمن ، اخر ناس شفتوتها ، انت ، يكلم المهندس ، انت قاعد ولادريان بحاجه ، نايم في شغلك ، يعني لو فيه واحده هربت من الحجز ينفع انام وماادراش ، ابتسم المهندس ساخرا ، قسم ايه ، ده فيلم ، ودي بطله الفيلم ، ازاي افكر او اتصور انها تسيب الفيلم وتمشي ، سخر منه الضابط اكثر ، اهي مشيت وسابت الفيلم وسابتنا كلنا ، دبرني بقي ، وانتم عايزين تتنازلوا ، الموضوع ماعدش يخصكم ، بقي يخص البلد كلها ، مني هربت وسابت الفيلم ، مش جايز اتخطفت ، مش جايز ارهابي متحتجزها ولسه حيقول لنا طلباته ، الموضوع كبير خالص والبلد مقلوبه ، ده لسه احمد بقي ، لسه لما يجيي احمد يسال عن حبيبه قلبه ، ابقوا شوفوا بقي حتقولوا له ايه ، الراجل حيقعد ينادي علي مين طول الفيلم ، ضحك المهندس ، علي عم نجيب ، نظر له الضابط وانفجر ضاحكا ، هههههههههههههههه ، هي ليله سودا والسلام !!!!!!!!!! ثم انتبه الضابط ، بقولكم ايه ، لازم المؤلف يجيي يقول لنا ايه حكايه البطله بتاعته دي ، مشيت وسابت الفيلم ليه ، نظر له المهندس لايصدق مايسمعه ، مؤلف مين يافندم ، ده فيلم قديم اوي والمؤلف مااااات من زمان ، ضحك الضابط ، قديم جديد مايخصنيش ، ولماهو فيلم قديم بتعرضوه في السينما ليه ، ابتسم المهندس يافندم ، دي سينما غلبانه للناس الغلابه ، نعرض فيها الافلام القديمه اهم يتسلوا ويفكوا عن قلبهم ، خبط الضابط منهار من التعب علي المكتب ، بقولك ايه ، الفجر خلاص حيطلع والوزير قاعد جنب التليفون بيسال مني راحت فين ، والمحضر لازم يتقفل علشان نروح نتخمد ، صرخ علي امين الشرطه النائم ، انت يابني انت ، قوم شوف المؤلف فين وهاته ، ضحك المهندس يافندم مات مات مات من زمااااااااان ، اسيتقظ امين الشرطه من نومه وصرخ ، تمام ياافندم ، اذا كان المؤلف مات ، نجيب الورثه بص يكون معاهم اعلام وراثه علشان نعرف مين اللي ليه الصفه ، نظر المهندس لامين الشرطه وللضابط وانفجر ضاحكا ، اعلام وراثه ، هي حصلت اعلام وراثه وورثه ، ههههههههههههه، ارتبك امين الشرطه وسال الضابط ولا ايه ياافندم ، انفجر الضابط ضاحكا وسال المهندس ، هو ايه اللي بيحصل فهمني ، هو احنا بنمثل فيلم ولا ايه ؟؟؟؟ وانفجروا جميعا ضاحكين ، لكن امين الشرطه اللي كان نايم سال الضابط بارتباك ، اه صحيح يافندم ، هو احنا بنمثل فيلم ، بس هو حد جاب تصريح من الداخليه يصوروا جوه القسم ، لان دي مسئوليه علينا لان الباشا المأمور يجيي الصبح حيسالنا عن الترخيص !!! نظر الضابط للمهندس وانفجروا في الضحك الصاخب حتي دمع عيونهم !!! لازم تجيبوا المؤلف من تحت طقاطيق الارض ، هكذا قال الضابط لايصدق مايعيش فيه !!!!

نهايه الجزء الاول ويكمل في الجزء الثاني !!!

ليست هناك تعليقات: