
دخلت سيده جميله ذات شخصيه قويه حسب البادي علي ملامحها ترتدي جلابيه بلدي فاخره وتلون عينيها بالكحل الاسود الغامق وجلست امامي سعيده مبتهجه ، بدآت معها البدايه المآلوفه " تشربي ايه " طلبت قهوه واشعلت سيجاره وشرحت لي " جوزي محبوس " تآملت وجهها لا اري اثرا لحزن او ضيق او هم ، كانت الاسوار الذهبيه تلمع في ذراعيها وصليلهم يحدث زنا سخيفا يوترتني " اؤمريني " كررت كلامها " جوزي محبوس وعايزاه يطلع " اشعلت سيجارتي اتآملها " جوزي الاستاذ ....... امين سر في المحكمه عارفاه " وعدت بالذاكره سنوات بعيده ، كان زوجها رجلا حقيرا كاذبا لا يتورع عن اي شيء يبيع القضايا ويسرق الادله و...... " مسكوه في قضيه رشوه " نظرت للاساور الذهبيه في يدها وابتسمت ، اضافت " ال ايه خد رشوه ٥٠٠٠ جنيه " ثم لعبت حواجبها وضحكت ساخره " بذمتك حد يودي نفسه في داهيه علشان تلت تعريفه كده " اتسعت ابتسامتي " دي ضديات يااستاذه ضديات  ولاد الحرام كارهينه علشان ناجح في شغله لفقوا المحضر ده كله كذب في كذب ، لم تعجبني طريقتها في الكلام احسها كاذبه فطلبت منها " العبره بالورق واللي مكتوب فيه معاكي رقم المحضر " شهقت وخبطت علي صدرها ساخره " ورق .. ورق ايه يااستاذه .. اياكش جايه ليكي علشان تقولي ورقم وارقام لا .... " اعتدلت في مقعدي لا افهم طلبها " انا عندي بدل المحامي الف حبايب وعايزين يخدموا وقروا الورق وقالوا موقف الراجل زفت " ابتسمت ويزداد غبائي " طيب " ضحكت وهي تشعل سيجاره ثانيه " قالوا عليك محاميه لهلوبه " وغمزت لي بعينيها " لهلوبه تخلصي اصعب موقف واصله وسالكه وطرقك خضرا  ماهي كل حاجه ليها سكتها فاهماني طبعا " ومدت يدها في فتحه الجلابيه واخرجت اوراقا ماليه كثيره " دي اصطباحه لغايه ما تطلعي الراجل من السجن وتقفلي الورق ساعتها بقي .... " ورنت الضحكه " ساعتها بقي حانغنغك " واعتذرت لها عما تطلبه مني وافهمتها رفضي لما تقوله " انا ماليش في السكك دي ، عايزه تيجي المحضر واقراه اوكي مش عايزه " همست لي تطمئني " ماتخافيش مني سرك في بير " وقفت انهي المقابله وانا اؤكد عليها " انا مليش في السكه دي " لمت نقودها الكثيره ودستها في صدرها ثانيه وتحركت صوب الباب " امال قالوا عليك ذكيه ازاي ، ماتزعليش مني باينك مش فاهمه حاجه في الدنيا " ثم ضحكت وهي تلوح لي مودعه بصخب الاساور الذهبيه الكثيره " ال محضر ال . شالله يامحضر " وخرجت من الباب وتركتني سعيده بنفسي لاني لا افهم شيئا في هذه الدنيا التي تتكلم عنها ...... وفي يوما ما قابلتها في المحكمه تزغرط سعيده ببراءه زوجها من جريمته ، حين شاهدتني اقتربت واحتضنتي سعيده فرحه " جوزي خد براءه ياست الاستاذه " همست " مبروك " همست لي " مش قلت يااستاذه كل حاجه ليها سككها " وتركتني مكاني ل
ا اصدق ما قالته !!!!! لكن الزغاريد التي حاصرني دويها والفرحه التي رآيتها علي وجهها وغناء قريباتها امام باب المحكمه " خدنا البراءه من الباب العالي خدنا البراءه من الباب العالي " افاقتني علي حقيقه مره لا احبها ولا افهمها ولا اقبلها ان " لكل حاجه سكه !!!!! " واحببت غبائي في الحياه وطريقتي في العمل ..... ونسيت السيده وزوجها حتي رآيت صورتهما يوما في احد الجرائد مقبوضا عليهم بتقديم رشوه لاحد الموظفين ... يومها ضحكت سعيده وهمست لنفسي " كل حاجه ليها سكه تودي في داهيه"!
ا اصدق ما قالته !!!!! لكن الزغاريد التي حاصرني دويها والفرحه التي رآيتها علي وجهها وغناء قريباتها امام باب المحكمه " خدنا البراءه من الباب العالي خدنا البراءه من الباب العالي " افاقتني علي حقيقه مره لا احبها ولا افهمها ولا اقبلها ان " لكل حاجه سكه !!!!! " واحببت غبائي في الحياه وطريقتي في العمل ..... ونسيت السيده وزوجها حتي رآيت صورتهما يوما في احد الجرائد مقبوضا عليهم بتقديم رشوه لاحد الموظفين ... يومها ضحكت سعيده وهمست لنفسي " كل حاجه ليها سكه تودي في داهيه"!