مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



السبت، 22 نوفمبر 2008

كل حاجه ليها سكه ..!!!



دخلت سيده جميله ذات شخصيه قويه حسب البادي علي ملامحها ترتدي جلابيه بلدي فاخره وتلون عينيها بالكحل الاسود الغامق وجلست امامي سعيده مبتهجه ، بدآت معها البدايه المآلوفه " تشربي ايه " طلبت قهوه واشعلت سيجاره وشرحت لي " جوزي محبوس " تآملت وجهها لا اري اثرا لحزن او ضيق او هم ، كانت الاسوار الذهبيه تلمع في ذراعيها وصليلهم يحدث زنا سخيفا يوترتني " اؤمريني " كررت كلامها " جوزي محبوس وعايزاه يطلع " اشعلت سيجارتي اتآملها " جوزي الاستاذ ....... امين سر في المحكمه عارفاه " وعدت بالذاكره سنوات بعيده ، كان زوجها رجلا حقيرا كاذبا لا يتورع عن اي شيء يبيع القضايا ويسرق الادله و...... " مسكوه في قضيه رشوه " نظرت للاساور الذهبيه في يدها وابتسمت ، اضافت " ال ايه خد رشوه ٥٠٠٠ جنيه " ثم لعبت حواجبها وضحكت ساخره " بذمتك حد يودي نفسه في داهيه علشان تلت تعريفه كده " اتسعت ابتسامتي " دي ضديات يااستاذه ضديات ولاد الحرام كارهينه علشان ناجح في شغله لفقوا المحضر ده كله كذب في كذب ، لم تعجبني طريقتها في الكلام احسها كاذبه فطلبت منها " العبره بالورق واللي مكتوب فيه معاكي رقم المحضر " شهقت وخبطت علي صدرها ساخره " ورق .. ورق ايه يااستاذه .. اياكش جايه ليكي علشان تقولي ورقم وارقام لا .... " اعتدلت في مقعدي لا افهم طلبها " انا عندي بدل المحامي الف حبايب وعايزين يخدموا وقروا الورق وقالوا موقف الراجل زفت " ابتسمت ويزداد غبائي " طيب " ضحكت وهي تشعل سيجاره ثانيه " قالوا عليك محاميه لهلوبه " وغمزت لي بعينيها " لهلوبه تخلصي اصعب موقف واصله وسالكه وطرقك خضرا ماهي كل حاجه ليها سكتها فاهماني طبعا " ومدت يدها في فتحه الجلابيه واخرجت اوراقا ماليه كثيره " دي اصطباحه لغايه ما تطلعي الراجل من السجن وتقفلي الورق ساعتها بقي .... " ورنت الضحكه " ساعتها بقي حانغنغك " واعتذرت لها عما تطلبه مني وافهمتها رفضي لما تقوله " انا ماليش في السكك دي ، عايزه تيجي المحضر واقراه اوكي مش عايزه " همست لي تطمئني " ماتخافيش مني سرك في بير " وقفت انهي المقابله وانا اؤكد عليها " انا مليش في السكه دي " لمت نقودها الكثيره ودستها في صدرها ثانيه وتحركت صوب الباب " امال قالوا عليك ذكيه ازاي ، ماتزعليش مني باينك مش فاهمه حاجه في الدنيا " ثم ضحكت وهي تلوح لي مودعه بصخب الاساور الذهبيه الكثيره " ال محضر ال . شالله يامحضر " وخرجت من الباب وتركتني سعيده بنفسي لاني لا افهم شيئا في هذه الدنيا التي تتكلم عنها ...... وفي يوما ما قابلتها في المحكمه تزغرط سعيده ببراءه زوجها من جريمته ، حين شاهدتني اقتربت واحتضنتي سعيده فرحه " جوزي خد براءه ياست الاستاذه " همست " مبروك " همست لي " مش قلت يااستاذه كل حاجه ليها سككها " وتركتني مكاني لا اصدق ما قالته !!!!! لكن الزغاريد التي حاصرني دويها والفرحه التي رآيتها علي وجهها وغناء قريباتها امام باب المحكمه " خدنا البراءه من الباب العالي خدنا البراءه من الباب العالي " افاقتني علي حقيقه مره لا احبها ولا افهمها ولا اقبلها ان " لكل حاجه سكه !!!!! " واحببت غبائي في الحياه وطريقتي في العمل ..... ونسيت السيده وزوجها حتي رآيت صورتهما يوما في احد الجرائد مقبوضا عليهم بتقديم رشوه لاحد الموظفين ... يومها ضحكت سعيده وهمست لنفسي " كل حاجه ليها سكه تودي في داهيه"!

هناك تعليقان (2):

مــها العباسى يقول...

وتركتني سعيده بنفسي لاني لا افهم شيئا في هذه الدنيا التي تتكلم عنها
=======================
انا مقتنعه جدا بالمقوله لو كان الغباء رجلا لقتلته
لكن فى المواقف دى ومع الناس دى فى الزمن الغبى دة
ارفع رايه الغباء
واتمنى كل الناس تكون اغبيه
ومتقدرش تفهم زينا
لانى بجد انا عجزت عن فهم قانون الدنيا

محمد حويحي يقول...

مش عارف مع بدايه كلام حضرتك مش عارف ايه اللي خلان استحضر صوره الفنانه اللولبييه بجلبابها الانيق وكحله العين وبريق الاسوار اللي بتشخلل

منذ ان اقتنعت السينما طريق شباك التذاكر وبس متناسيه باقي مصطلحات الصنعه وهذه الفنانه اللولبيه تؤدي كثيرا من ادوار
بنت البلد
اه والله .. ماهو في زمانا اللغبر ده ولاد البلد هما اللي فاهمين سككها وعارفين يمشوا في ازقتها وحواريها
راحع ولا البلد الي كانوا ولد عتره وصبيه حلال