مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الأحد، 21 أغسطس 2011

زهرة الصبار الحمراء .. الجزء الاول

رضوان .... نوجة
اهداها صبارة بورده حمراء وشرح لها ، تتحمل قسوة الظروف وقله الماء وتقاوم الموت وتعيش ، وردتها الحمراء تبهج وسط الشوك والحزن واقل الماء يبقيها علي قيد الحياة ، ازرعيها في شرفتك وتذكريني !!!!
( 1 )
اي اي ... اي اي
اللي مكتوب علي الجبين لازم تشوفه العين !!!
كانت نوجة طفله جميله ..كانت طفله جميله بريئه فلم تفهم ابدا لماذا تعصف بها الايام وتلقيها من بحار القسوه لتلال الهم !! لم تفهم ابدا لماذا تتحرك الارض تحت قدميها خطوات عابثه فتقع وتتعثر وحين تتمالك نفسها وتقف ، تدفعها الرياح العاتيه علي وجهها لتسقط مرة ثانية ... كانت طفله جميله ، لكن من قال ان الاطفال دائما يعيشوا مايستحقوه !!! من قال ان الكبار يرحموا الاطفال من غلظه قلوبهم وقسوتها !!! لو كان هذا عالمنا لحلقنا كاسراب النوارس فوق البحار الدافئه سعداء !!! لكن الغيم والهم والوجع لايتركوا للاطفال براءة عالمهم فيشيخوا قبل الاوان !!! هذا حال بطلتنا نوجة ... منحتها الدنيا اجمل المشاعر وقهرتها !!! لم تمنحها بلاده لتتحمل كل مايحيط بها ولم تمنحها اناس طيبين يفهموا معني مشاعرها وقيمتها !!! ولولا هذا التناقض .......... ماكانت حدوته بطلتنا !!! لعاشت وماتت مثل الملايين التي لايمكن نقرأ عنهم حدوته !!! لانهم حياتهم مثل الحواديت لايصدق الاخرون قدر جمالها فيكذبوها ويعطوها وابطالها ظهورهم وكل لامبالاتهم !! لكن الاقدار منحت نوجه نسيجا يسمح لمائه مؤلف بالف حدوته !!! وهذه ببساطه حدوته نوجة كما يراها المؤلف !!!
( 2 )
نوجة ...
العيب فيكم يافي حبايبكم ..
مالك يانوجة .... سالها بصوت قلق يأتيها من بعيد عبر التليفون ..تماسكت وكأن الحياه لاتوجعها ... مافيش يارضوان !!!شاهدت ابتسامته الساخره عبر الهاتف وقال لها طيب انا موجود لو عايزاني انا موجود ، اغلقت الهاتف وصمتت لاتفهم كيف احس بها رضوان وبينه وبينها الاف الاميال ...
تشاجر معها زوجها كالعاده ، صوت عالي وصراخ ، طلبات تافهه تلبيها جميعها لكنه لايكف عن الشجار، هل اعتادت علي شجاره وكلماته العصبيه ،لم تعتاد ، مازال الشجار يوجعها وتتمني الفرار لكن الصغيرين يقيدا قلبها في عتبه باب الزوج المحب ، الذي يتشاجر معها ويهينها وحين يأتيه مزاجه يتلطف معها بلزوجه وحين تمنحه جسدها ، يلتهمه وينام ويعطيها ظهره ، لايكترث وقتما تخرج من الحجره تبكي ، لايكترث فهي مثل كل النساء نكديه وبتحب العياط ، زي عينيها ...الليله تشاجر معها وشتمها لان قمصانه مازالت علي الحبل ، والتهم جسدها لانه زوج بحق يفي معها بكل واجباته الزوجيه، وحين انفرط العقد وهمد جسده ، اعطاها ظهره ، خرجت من الحجره كالعاده ولم يكترث ، جلست في الظلام وحيده مع نوجه الصغيره تواسيها ، رن التليفون ، انه رضوان !!!
وسالها ، مالك يانوجه وكالعاده انكرت ما بها وكالعاده لم يصدقها وانتهت المكالمه سريعا !!! ومازالت في الظلام تحدق في خيالاتها وتنتظرمعجزه من الزوج الذي احبها ولاتحبه ، تتمناه يشعر بخطأه فيصالحها لكنه لايصالحها ولم يصالحها ، نادها زوجها لتغلق عليه باب الحجرة ، اغلقت الباب وهي تكاد تساله ، هتنام عادي كده ولا كأنك عملت حاجه !!!ضحكت نوجة الاصغر وقالت لها ، وماينامش ليه ، زعلك ؟؟ عادي مش مراته !!!جلست في الظلام في الصاله تفكر ، ولاحس انه عمل حاجه لكن رضوان حس !!!ضحكت نوجة الاصغر ، رضوان قريب قوي رغم انه بعيد وجوزك بعيد قوي رغم انه قريب ، وجريت تنام في مخبأ الحنان الذي تختبيء فيه من قسوه الدنيا وقسوة نوجة !!!!
( 3 )
ب أ ب أ .... بابا
انا والعذاب وهواك عايشين لبعضينا
لماذا يتزوج الرجال قساه القلوب ؟؟ وان تزوجوا لان رغباتهم الجنسيه تؤرقهم ، لماذا ينجبوا اطفالا ؟؟ سؤال سالته نوجة كثيرا لنفسها وهي تراقب الرجل الذي قالوا عنه انه ابيها !!! امها تؤكد لها ان نطقت في طفولتها كل الاحرف والكلمات الممضوغه الا " بابا " تعثرت في فمها وبين اسنانها الصغيره فلم تنطقها وكأنها كانت تعرف ان الرجل زوج امها الذي شارك امها في انجابها في ليله بارده مظلمه موحشه لان " البروستاتا " تؤلمه ، هذا الرجل لن يكون ابيها كمان يعرف الاطفال الاباء !!!
تنظر نوجة للرجل وهي تحمل اسمه ويشير اليه الاخرون باعتباره ابيها ، تنظر له فلاتجد ابوة ولا تجد حنان وكادت تصدقه وقتما اخبرها انه عثر عليها علي باب الجامع ، نعم قصته الكاذبه منطقيه مع قسوته والقصه الحقيقه لايمكن تصديقها مع تلك الغلظه التي تشعر بها من نظراته البارده !!!! سؤال سألته نوجه الصغيره لنفسها كثيرا !!! لماذا يتزوج الرجال قساه القلوب ولماذا ينجبوا اطفالا !!! كادت تناديه (عمو ) فضربتها امها علي اطراف اصابعها ، بابا يابنت !!!!
لكنه ليس ( بابا ) مثل الاباء التي تعرفها !!! نوجة دائما ما تقارنه بالاباء الاخرين !!! تدخله في امتحانات كثيره متلاحقه ، والحق مره واحدة لم يخذلها ولم يخيب ظنها ولم ينجح في امتحان الابوة !! لست ابا ياسيدي !!!! انت زوج امي التي انجبتني من رحمها وحنانها !!!! تتذكر نوجه ان ذلك الرجل لم يمنحها مثلما يمنح الاباء الاطفال الاخرين الامان والطمأنينه والحنان !!! لم ياخذها يوما في حضنه لانه يحبها !!! لم يكترث بمشاعرها !!! لم يساندها !!! عراها ... عراها بقسوته وتركها لكلاب السكك تنهش قلبها !!!! لم تسال ابيها من اين اشتري كل تلك البلاده وهو يحملها بين ذراعيه فتتمزق من اشواك قلبه التي تنبت من بين انفاسه تبعثر امانها !!! لم تسال ابيها لماذا يكذب وقتما يخبرها بصوت ميت انه يحبها وهو الذي لايحب الا نفسه التي تجدها لا تستحق الا منتهي الكراهية !!! ماذا تفعل عندما تكتشف صغيرا ان ابيك الامان والطمأنينة بليد قاس لايجيد الا ايلامك !!! ماذا تفعل ؟؟ تفر من قسوته وتحمي مشاعرك الجميله وطيبتك في مكان بعيد لا تطاله ايديه الطويله !!! تختبيء بعيدا وانت معه وبجواره ، تتعلم فنون الدفاع عن النفس والمشاعر هذا الدرس الاول الذي تعلمته نوجة من الرجل القاسي البليد المفترض انه ابيها ...تعلمت الاختفاء من ضرواه انيابه ومخالبه وقسوته !! تعلمت الاختفاء والمراوغة ، فالطرق المستقيمه لاتقود الا للمقاصل وغرفات الاعدام !! وهي اذكي من ان تقع كالفأر في المصيدة !!! لم تاكل قطعه الجبن ونفسها عافت قطعه الطماطم المعفنه التي يتركها الاب دائما في طريقها عربون محبته !!!
واختبئت نوجة الصغيرة من الايام وعندما كبرت تلك التي كبرت ، بقيت نوجة صغيره مختبأه تحمي نفسها والكبيرة التي صارت !!! عندما كبرت نوجة خبأت الصغيرة التي كانت بعيدا عن قسوه الحياه !!! هي نصفها البريء نصفها النقي ، هي التي تساعدها علي تحمل الحياة بكل اوجاعها !!!! و.......... مازال الرجل البليد ابا ومازلت نوجة تختبأ من قسوه الايام !!!
( 4 )
رضوان
خليك هنا خليك وبلاش تسافر
سافر الاب القاسي عديم المشاعر ولحقت به الام الضعيفه وتركوا الثلاث فتيات يعشن حياتهن وحيدات ، نوجة ترعي الصغيرات والصغيرات يرتكن علي نوجة التي لاتجد من ترتكن عليه ، تفتقد امها وتتمناها تعود قويه ولاتتذكر ابيها حتي تلعنه ، ذلك البليد الذي حين تتذكره يقشعر بدنها ، كم تفتقد الاب والسند والقوة ، وتكره البليد الاناني وتتمني لو الدنيا اعطتها اب اخر مثل كل الصغيرات ، لكن الحياه حرمتها من الاب الذي كانت تتمناه وشوهت مشاعرها وخوفتها من الحب وحين طرق رضوان باب جنتها ، اغلقت الابواب في وجهه واختارت جحيما اراديا تعيش فيه وحدها ...
علي وشك التخرج من الجامعه ، تذاكر في صيف قائظ دورس الامتحانات التي اقتربت ، شقيقاتها في الدرس وتاخرن كالعاده ، انغمست في كتبها حتي لم تسمع جرس الباب الذي دق مره واثنتين ، فتحت والارهاق يتملك روحها وكادت تعطي الباب ظهرها ، تصورت الصغيرات عدن من الدرسه ، لكنه كان رضوان ... بنظرات تملأها الدهشة حدقت فيه يقف في ظلمه السلم مبتسما ، انتظر رضوان حتي خرجت الصغيرات وبقيت نوجة في البيت وحيده ، حقيبته خلف باب شقته ودموع امه واخوته البنات انبتن الشوك في قلبه ومشاعره، سيسافر ويتركهن لان الحياه صعبه وابواب العمل موصده والحمل ثقيل ، سيسافر بعد ساعات قليله ، تسلل من وسط عواصف الدموع و..... سيودع نوجة !!!!
فهمت نوجه مالذي سيخبرها به رضوان ، تمنت لو لم يأتي ، ادخلت صاله المنزل والدموع تملأ عيونها ...انا جاي اودعك يانوجه لاني مسافر ، لن تبكي امامه هكذا قررت ، لكن دموعها الغادره تتساقط لاتقوي علي كبحها ..استني يانوجة ؟؟؟بكلمات مجدوله بلعاب مر همست ، تسافر بالسلامه يارضوان ، تتجاهل الحاح نوجة الصغيرة ، قولي له انك بتحبيه ياحماره ، لكن الحماره لاتنطق ، انا موجود دايما يانوجة ، اي وقت عايزاني حتلاقيني ...كادت تدفعه خارج الباب ، يحطم ارادتها ومقاومتها وقراراتها المستبده ، لن احبك يارضوان ولن اضعف ولن اكرر مأساه امي ومأساتي ...
سمع صوت افكارها ، فهمس ، انا حامشي بس ارجوكي انا دايما معاكي وموجود واخر الدنيا قريب ، بس قولي تعالي يارضوان حاجي وبسرعه !!!ودعته واغلقت الباب وانفجرت بالبكاء، ضحكت نوجة الصغيره ساخره منها ... للاسف حمارة جدا !!!!
( 5 )
م ا م ا .... ماما
م ا م ا ... ماما
ياخوخ لامونا الحبايب واحنا مالمنا
تسال نوجه نفسها الف مره كل يوم ، انت مين ؟؟ تسال الصغيرة التي اختبئت وتسال الكبيرة التي تحملت وتسال الاب الذي قسمها لنصفين الاصغر يختبيء من الحياه والاكبر يعيش الحياه كمثل الموتي !!! تسألهم ولا تعثر علي اجابه !!!! تسأل الام الحنون ، انا مين؟؟ تبتسم الام الابتسامه الرقيقه انت بنتي الجميله ، تسالها وهو مين ، ترتبك ، هو ابوك ، تسالها بغضب ، تفتكري ؟؟!!!تصمت الام صمتا يوجع نوجة ، مالها سلبيه في مواجه ذلك الرجل البليد !!!!
هو زوج كويس ، تسالها عندما كبرت ، تكذب الام ، اه ، الكذب يقفز من عينيها ، تراه نوجه ولاتحرجها ، بتحبيه ، لا ، للمره الثانيه تكذب الام ... كيف تحبي رجلا لاتعتبريه زوج كويس !! سؤال لاتساله نوجه لامها ، لكنه التناقض الصعب الذي تعيشه الام ، احبت رجل لايصلح زوج ولايصلح اب ، لكنها منحته ثلاث بنات اكبرهن نوجة ليكون ابيهن لكنه عجز عن الابوة وعن العطاء ..
تري الام كل عيوبه لكنها تحبه ....لعنة الله علي الحب الذي يضعف الذي يحطم الذي يحاصر الذي يجعل النساء تقبلن مالايمكن عقلا قبوله!!!!تكره نوجه الحب ، لن تحب احد ، فالحب ضعف وهوان لن تقبله علي نفسها !!!!هكذا قررت .. لن تحب احد !!!لكن نوجه الصغيرة التي اختبئت من عسف الاب وبلادته لم تقبل قرارات نوجة التعسفيه !!! وكأن قدرنا ياشقيقه روحي التعسف ، العسف من ابيك اجبرنا عليه لكني لن اقبل عسفك مع نفسك ولا معي !!! واختبأت نوجة الصغيره تنتظر الحب الذي سيصالحها علي نصفها الاخر والدنيا !!!ورمت نوجة الكبيرة قلبها من النافذه والقمت صدرها حجرا مشحوذا وانتظرت الرجال يتقدموا لخطبتها ، لن احب اي منكم ، لن اعيش كامي ، تحت اقدام رجل تحبه ولايستحق الحب !!!! من يحبني يتحمل شطحاتي ، لن امنحه الا الجنون ، ساستبد معه مثلما استبد الرجل البليد بمشاعر امي !!!
تصرخ نوجة الصغيره من مخبأها ستعاقبي نفسك وتعاقبيني بحياه مع رجل لانحبه !!!! تصم النصف الاكبر اذنها وتشهر سكاكينها وتنتظر الزوج المرتقب !!!
( 6 )
نوجة
قولي حاجه اي حاجه ، قول باحبك قول كرهتك ، قول ومايهمكش حاجه
انتظرها امام باب الجامعه ، عايزه اتكلم معاكي ..يعلم انها ستذهب معه .. ستتمرد عليه سترفض ستتشاجر معه لانه انتظرها امام الجامعه ، لكنها في النهايه ستذهب معه ..يعرفها جيدا ، يعرف افكارها ومشاعرها ، يعرف كيف تفكر وكيف تحس، يعرف صراعها الرهيب الذي تعيشه ، انتظرها كثيرا حتي تنتصر علي نفسها لكن الوجع اقوي من كل الاحلام، جلسا علي مقعدين مريحين امام منضده صغيرة امام النهر، اشعل سيجارته ونظر في عينيها ، اطلت نوجه نصفها الاصغر تطمئنه ، كلمها يارضوان وحتفهم ...عايزة ايه يانوجة ... مش عايزه حاجه خالص ..انت عارفه اني بحبك ومستنيكي من سنين، انا ماطلبتش منك تحبني وعمري ماوعدتك بحاجه .. انت اخ وصديق و........همست نوجة الاصغر ، بطلي كدب بقي ، تجاهلت لومها واكملت ، انت عارف مكانتك عني ، عارف ، وعارف اني بحبك ، لا مش عارف ،ارتبكت ، لا قصدي يعني اني باحبك زي اخويا ، انت اقرب صديق لي ، سالها بصوت مرتعش ، ليه صديق يانوجه ، ليه صديق ، انا واثق انك بتحبيني زي مابحبك ، مين قالك الكلام الفاضي ده ، همست نوجه الاصغر ، ياكدابه ، انا بحبك فعلا زي الصديق ، الاقرب لروحي ، لكن .......... اه من هذه اللكن اللعينه التي تصمم عليها نوجة الكاذبه !!!
انت صديقي يارضوان .... وبس
غشي الحزن عينيه .... وبس
هزت راسها .... وبس
همست نوجة الصغيرة في اذنه ، خلاص حتقبل عبطها وتوافقها عليه ؟؟
همس بصوت اوطي ... للاسف اه
بس انت الاقرب يارضوان وفاهمها ... يمكن يكون ده السبب واستطرد ، هي مش عايزه حد فاهمها ، خايفه حد يفهمها ويحس بيها ، يكشف ضعفها ويداويها ، يطبطب عليها ويحتويها ، خايفه من مشاعرها تقهرها لما تحب بجد ..
وبعدين يارضوان ، سالته نوجه الصغيره ، قبض علي كفها وابتسم ، ولا قبلين يا نوجه ، انا موجود وحافضل موجود ، حبيب وصديق و........الايام بيننا ، دفع الحساب وقاما صامتين ، وهو يتركها امام باب منزلها تمني لو يسالها ثانيه عن موقفها الاخير ، فهمته وهمست ، باي باي ياصديقي ، اعطته ظهرها ولم تسمع رده التي كانت تعرفه جيدا ، باي باي ياحبيبتي !!!
مااشق ان يفهما بعضهما لهذا الحد !!! مااشق ان يحبا بعضهما كل هذا الحب ويبقيا بعيدا !!! لكن الحكم القاسي الذي فرضته نوجه علي رقبته وقتما البسته انشوطه الحب واحكمت قيدها وتركته !!! همست نوجة الصغيرة لكن انت مش عايز تفك رقبتك، ضحك ، لا مش عايز ويمكن عايز اشدها ليها وفي ايدها اكتر واكتر !!! وعادت نوجة الصغيرة لمخبأها وعادت نوجة الكبيره لمنزلها تلعن في ابيها الذي وشم قلبها بالحزن ففقدت ايمانها بالحب الذي يضعف النساء مثل امها و............ باحبك يارضوان ............ كصديق !!! ضحك رضوان في فراشه لانه يعرف كذبها ، استعاد المقطع الاول من جملتها مره واثنين وعشره ونام سعيدا !!! ا
( 7 )
الصفقة ...
انت مين ياللي انا مش عارفك انت مين ؟؟؟
انت مين ............. سالت نوجة العريس الذي يجلس في الصالون يتأمل جمالها ببلاهة !!!
عريس يصلح لتكوين اسرة ، قوي الروح ليتحمل شطحاتها وبرودها وسخافتها المتوقعه !!!
لاتحمل له مايدفعها او يجبرها علي التحمل في رحله الحياه التي ستسيرها معه ، ان وافقت عليه ووافق علي شروطها !!!
مابينهما سيكون صفقه ، هو يحب وهي تعيش ..
هو يعطي وهي تاخذ ، هو يراس الاسرة التي ستكونها له ..
لاتطمح ايها الرجل المحب في اكثر من الصفقه التي ساعقد معك اتفاقا علي عيشها !!!
هذه شروطي ، هل ستقبل ؟؟؟ اجبني بسرعة ...
ستمنحني كل الحب ولن امنحك الا الشوك !!! موافق
ستمنحني كل التحمل ولن امنحك الا الجنون !!! موافق
ستمنحني كل العطاء ولن اقابلك الا بالجحود !!!! موافق
ستمنحني اطفالا احبهم وتلتزم انت بكل اعبائهم !!!! موافق
لاتطالبني يوما بالتحمل ، المعادله بينا خاليه من التحمل !!!
الصفقه المربحه من طرف واحد لن اتحمل ايامك ولن احبك !!
لكني سامنحك جسدي لتحبه ويسعدك ويمنحك اطفالا واسرة !!!
انت تعطي وانا اعيش !!! وان توقفت عن العطاء رحلت !!! لن اتوقف ابدا !!! موافقة !!!
وتزوجته نوجة !!!!
نفذت قرارها ووقعت علي عقد الزواج ورقصت مع العريس يوم الفرح ، وكأنها تحلم برومانسيه تعرف انه لن يمنحها لها ابدا وهو يحلم بجسد ينتظر انتهاء الفرح للفتك به والتهامه !!!!! ليست هي التي تحلم بالرومانسيه ، فهي عمليه جدااااااا ، لكنها نوجة الصغيرة التي تحلم بالرومانسيه وغاضبه من نصفها الاكبر الذي منح حياتهما لرجل لايحباه ولن يحباه !!! وهي ترقص مع عريسها رقصه الفرح والكاميرات ترصد كل تعبيرات وجه العروسة ، تسمع صوت انين يؤرقها ، وكأن نوجة الصغيره المختبأه في جب الحنان البعيد تبكي حزنا !!! تخرسها نوجه الكبيرة وتبتسم اكبر ابتسامه يلتقطها المصور صوره كبيره تزين حائط منزلها داخل اطار مذهب تكرهه !!!! وحين اغلق عليهما باب حجرة النوم واطفأ الزوج النور وخلع ملابسه وابتسم فرحا بعروسه التي سيلتهم جسدها الناعم البض في ليله فحولته ، في تلك اللحظه احست نوجة غثيانا ، وتمنت لو تفر من كل مايحدث ، احست فستان الزفاف يوجعها والطرحه البيضاء توجعها وغرفه النوم تقبض علي روحها والجدران تسقط فوق رأسها و...... مازال انين نوجة الصغيرة يوخز قلبها .. مال اصابعه حين تختلس من اصابعها مجرد لمسه صغيرة يتقشعر بدنها قرفا وتوترا !!! ماله لايسمع ماتقوله بكل الحماس وحين يسمع لايفهم ، حتي في تلك اللحظه الخاصه جدا ، وهي تحاول تكون زوجه محبه وعاشقه ، تحاول ، تهمس له بمعان لايسمعها وحين يسمعها لا يفهمها ، يبحث باصابعه الشرهه عن جسدها ليمزقه ، هذا هدفه وحلمه وحقه و....... هذه هي الصفقه التي قبلتها فلا يحق لها تغضب او ترفض او تحزن !!! فهمت نوجه انين الصغيرة وكأنه احتجاجا وغضبا ، الغريب انها احست وكأنها تئن معها ، احست وكأنها تتوق لمن يفهمها ويحتويها ويحبها و............... تحبه ؟؟ وافاقت بسرعه ... الحب ضعف لن تقع في رماله المتحركه فتفقد حياتها مثل امها تحت اقدام الزوج البليد قاسي المشاعر !!! وانت مين ............ انت مين ياايها الرجل البليد المسمي ابي وحقيقتك رجل غريب زوج امي ؟؟ انت مين .... ايها الرجل المحب زوجي ؟؟ انت مين ............ تسالها نوجه الصغيرة ، انت اللي مين يانوجة ، ليه تعملي في نفسك كده !!! ولا ترد عليها وتخلع فستان زفافها وتسلم جسدها للرجل الذي لاتحبه ، وحين يسيل لعابه فوق شفتيها تتقلص معدتها وتكره ابيها الذي لم يمنحها الا قسوه افسدت حياتها حتي بعدما فارقت بيته !!!! وتكره رضوان !!!!!!!! شهقت نوجة الصغيره في مخبأها لاتصدق ابدا ان نصفها الاكبر يكره رضوان !!!شهقت ثم توارت خجلا من تفاصيل تلك الليله التي عاشتها نصفها الاكبر تتعذب بالزوج الذي يحبها!!!
( 8 )
رضوان
عطشان يااسمراني محبة ، عطشان يااسمراني
لماذا تكره نوجة بنصفها الاكبر رضوان حتي تلومه يوم زفافها من الرجل الذي يحبها ولا تحبه وتتزوجه وتعيش معه ومازالت!!! ... تكره لانها تحبه ، لانه يذكرها بضعفها الذي تكرهه ، لانه يذكرها باحتياجها للانسانيه التي تنكرها ، تكره رضوان لانه يحبها كانسانه وتحبه كعاشقه وكل هذا ضعف لن تقبله !!! وتحب رضوان وتكرهه اكثر واكثر !!!!
رضوان ....
كانت نوجه تراه يراقبها من خلف نافذته وهي في طريقها للمدرسه يوميا ، يراقبها ولا يقترب منها!!!!
لم يستوقفها متابعته الدؤوبه لها ولم يثر فضولها حتي بابسط الاسئله التي ترواد عقول المراهقات !!!
رضوان واسرته يعيشوا في العقار القديم علي ناصيه شارعهم في الحي الذي كان مستورا حتي دخلت اموال الخليج المدينه فهبط الحي وسكانه لقاع السلم الاجتماعي وظهر "النفو ريش " بملابسهم المزركشه وعقاراتهم العاليه والبذخ المحرج !!! رضوان ابن طنط سيدة صاحبة ماما ، كثيرا ماشاهدته مع طنط في الشارع فتبتسم لطنط وتتجاهل نظراته !!! رضوان اخو بطه وسونه ورقية ، وكلهم ولاد طنط سيدة اللي جوزها مات في الحرب !!! رضوان رجل الاسرة التي اطلق عليها الواد ماشة القهوجي عيلة الحريم وهو الاسم الذي طارد رضوان حتي ضرب ماشه علقه موت امام باب القهوه فعاد لرضوان والاسرة احترامها ... كانت نوجة في ثانيه ثانوي ، وكان رضوان علي وشك التخرج من الجامعه !!! ورغم هذا الفارق الكبيييييييير اعجب بها رضوان !!!لماذا لم يعجب باي من زميلاته في الجامعه !!!لماذا لم ينتبه للفتيات الكثيرات اللاتي زرن منزل اسرته مع امهاتهن وكأنها زيارات عفوية لايقصدن منها شيء ، كانت امه تبتسم ابتسامه صغيره وتساله وكأنها لاتقصد عن رايه في هذه الفتاه او تلك فيبتسم بادب ويصمت وبنات ممتازة زي اختي بالضبط!!! فتزورهم بعد اسبوع فتاه اخري وام اخري وسؤال عفوي اخر ونفس الاجابة !!! هل تحول رضوان لعريس مرتقب تتمناه معظم فتيات الاسر المتوسطه في الطرف البعيد للمدينه الكبيرة ، نعم ، لكنه لايري نفسه عريسا ولا يري الفتيات الاخريات ولا يملأ قلبه وعينيه الا نوجة التي لا تراه!!!! نوجة !!!لماذا رضوان الذي اختصها بنظراته وفتيات المدرسه الثانويه التي تسير معهن كثيرات ومعظمهم يلاحقن رضوان بنظرات الاعجاب واحيانا بعض كلامات الغزل !!!قالت لها اكثر من صديقه ان رضوان معجب بها ، هزت كتفيها بعدم الاكتراث واعتبرت اعجابه شأنا يخصه !! ومازال لايعني لها اي شيء!!! رضوان مثل الكثيرين معجب بها او حتي يحبها !!! هذا شأنه هو ، اما هي فلن تحبه ولن تحب احد!!!! تستمتع بنظراته لكنها تبخل عليه حتي باقل اهتمام !!!تصورت نوجة انها لاتفكر في رضوان ولن تفكر فيه !!! لكن حين صرخت امها وجعا من تقلصات مؤلمه هزت بدنها النحيل وكهربته ، وكان الرجل الذي لاتعتبره نوجة اب موجود في البيت ، فكرت نوجه بسرعه في من سينقذ امها وحبيبتها من كل ماينهش جسدها ، وقتها لم تتذكر الا رضوان ولم تفكر الا فيه لتستنجد به ينقذ امها وينقذها !!! ابيها غائب حتي وهو حاضر لافائده منه ، او هكذا تراه ، وشقيقاتها الاصغر نائمات كالملائكه لن تفزعهن بصرخات امها و... هو رضوان الذي سينقذها وينقذ امها !!!!
طرقت علي الباب طرقات ملتاعة ، فتحت طنط سيدة ، كانت دموع نوجه الرساله التي استقبلها رضوان ، خرج مسرعا من غرفته وجري في الشارع صوب بيتها وهو يقبض علي اصابعها ولهاثها يدوي في قلبه ، لم يسالها مالذي تريديه ، ولماذا يسالها ، هو يعرف كل مايدور في راسها ، القليل الذي تقوله والاكثر الذي لا تقوله ابدا حتي لنفسها !!!!تركها مع امها المريضه وعاد بالطبيب وهديء روعها واشتري الدواء وبقي علي باب البيت ليطمئن علي والدتها ورفض دعوتها ليبقي في الصاله لان رجل البيت خارجه وهو مازال غريبا لايحق له البقاء مع النساء !!! تعجبت نوجة من تصرفه ، ليس غريبا ، فحين ينجد والدتها وينقذها من مغص موجع ويبقي ليطمئن عليها يصبح من اهل البيت ، هكذا رأته نوجه !!!!
في اليوم الثاني تجرأ وسالها عن صحه امها وفي اليوم الثالث بحثت بعينيها عنه خلف النافذه وفي اليوم العاشر افتقدته وبعد شهر نبهتها امها للهفتها علي رضوان وكانها تحبه !!! نفت نوجه اتهام امها وذكرت قلبها المشحوذ بالهم انه لاتحب لارضوان ولاغيره ولن تحب ابدا!!!! وانتهت قصه رضوان قبلما تبدأ !!!
و حين سالها ابيها عن الشاب الذي احضر الطبيب لامها ، ارتبكت واحمرت وجنتاها لكن الاب البليد لم يلاحظ حالة ابنته ، شرحت له انه جارهم فهز رأسه وحتي لم يفكر يشكره ، ومالذي تنتظره نوجه من الرجل البليد !!!!
لماذا انتهت القصه قبلما تبدأ !!! من قال هذا ؟؟؟ من قال ان قصه نوجه ورضوان انتهت قبلما تبدأ ؟؟؟ الحقيقه ان القصه التي لايمكن تنتهي قد بدأت اول فصولها ومازلنا جميعا ننتظر نهايه القصه وربما لن تنتهي ابدا !!!! لماذا رضوان ؟؟؟
( 9 )
رضوان
اهواك واتمني لو انساك وانسي روحي وياك وان ضاعت تبقي فداك
اطمئنت نوجة الصغيره لرضوان وامتنت لحبه وبادلته حبه بحبا جارف !!! اطمئنت نوجة الصغيرة لرضوان و همست لنصفها الاكبر ، رضوان بيحبك يانوجه وانت بتحبيه .. كان رضوان ينتظر من نوجه مجرد اشاره تقول انها تحبه او ستحبه ليتقدم صوبها ويعلن عن حبه!!! لكن نوجه بخلت عليه بالاشاره وانكرت حبه ، تشاجرت مع نصفها الاصغر ، لا باحبه لا هو ولا غيره !!! شرحت لها نوجه الصغيره ، رضوان مش حيستني كتير بطلي سخافه ، سخرت منها ، مش عايزاه يستني اساسا وبطلي هبل ، الحب ذل وهوان واحنا اتعلمنا الدرس الموجع !!! لم توافقها نوجة الاصغر وصمتت ، ساسايرك في كل ماتقوليه حتي تدمرينا لو شئت ، لكن كل الدنيا كوم ورضوان كوم، استبدي علي نفسك وعلي ، الا رضوان ، سيبقي معي في المخبأ يؤنسني ويساعدني اتحملك سخفك وسخف ايامك !!! عقدت نوجة الاصغر اتفاقا مع نوجة ، الا رضوان ، لن تحبيه ولن تتزوجيه حقك ، لن تبادليه الاعجاب حقك ، لكن ليس من حقك تمنعيني احبه وتمنعيه يفهمني !!!
ورضخت نوجه لنصفها الاصغر وقبل رضوان الاتفاق الذي فهمه دون افصاح و...... صار حبيبا لنوجة الصغيرة وابتعد عن نوجه الكبيرة التي تزوجت وانجبت وعاشت !!!!ابتعد ولم يبتعد ، عاش مع نوجه الاصغر وابتعد عن نوجه الاكبر حتي تحتاجه ، وقتها يمد لها يد عونه وكل حبه ويساندها وحين تخرج من عثرتها ووجعها ، يختبيء ثانيه مع نوجه الاصغر !!!! رافق رضوان نوجة الصغيرة وصار الاهم في حياتها ، تراقبهما نوجه الاكبر وتبتسم لان في هذه الدنيا مازال سذج يؤمنا بأن الحياه جميله والحب اجمل !!!يالها من معادله غريبه بين رضوان ونوجه ، تحتاجه ولا تفصح له ويحبها ولا تحبه ولايتركها ولا تستغني عنه !!!!
انه الاقرب !!! انه رضوان !!!!
نهاية الجزء الاول ويتبع بالجزء الثاني