مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الأربعاء، 20 يناير 2010

مجرد تفاحه فاسدة " قصص تبدو واقعية " !!!



كانت تحبه وكان يحبها ..كانت تنام في حضنه فيمطرها بقبلاته ..تغلق عليه ذراعيها فيقبض علي كفها ..كانت تشعر في حضنه بالامان وكان ينام علي صدرها سعيدا ..كانت تشكر ربنا علي نعمه حبه ..كانت تقدر ظروفه وتنتظر تحسنها وتتمناه زوجا وحضنا وامانا ..كانت ظروفه قاهره وطريقه طويل وصعب ومزاجه عصبي قليل الصبر ينتظر معجزه من السماء ليعيش افضل ويحقق طموحاته !! لكن السماء لم تلقي عليه بمعجزاتها فازداد ياسا ...


في يوم ارتسمت علي جبهته علامه الصلاة فهنأته بقبلاتها المتلاحقه لكنه ازاحها بعيدا فلم تفهم ، كانت تتمايص عليه وهي تنام في حضنه فنهرها واغمض عينيه يستغفر ربه ، بعد اسبوع تحجج بعمل هام والغي ميعادهما الاسبوعي ، بعد اسبوع نصحها تتحجب لان شعرها فتنه يغوي المؤمنين ، بعد اسبوع اعلنها انه لن يقابلها منفردا لان الشيطان لا يتركهما يفسد صلاته وايمانه ويكفيهما الحب في القلب فطلبت منه يتزوجها ويبعد عنها الشيطان فلم يرد عليها ...

بعد اسبوع لم يرد علي تليفونها لانه كان منشغل بمتابعه برنامج تلفزيوني عن مفسدات الوضوء ، طلبته وطلبته وطلبته وطلبته لكنه لم يرد علي تليفونها ، طلبته في الاول لتقول لها انه وحشها لكنه لم يرد ..طلبته في الثاني لتقول له لماذا لايسال عنها لكنه لم يرد ..طلبته في الثالث لتعلنه غضبها من كل مايحدث لكنه لم يرد ..طلبته في الرابع لتخطره برغبتها في انهاء العلاقه بينهما لكنه لم يرد ..طلبته في المره الاخيره لتساله عشرات الاسئله التي اوجعتها لكنه لم يرد ..

مات الحب وماتت العلاقه واختفي من حياتها لاتعلم عنه شيئا وبقي في قلبها وخزه وفي نفسها اسئله كثيره..
مرت سنوات طويله عاشت فيها حياتها ، تزوجت وانجبت وترملت وصارت جده قابلته في الشارع صدفه ، هي عرفته وهو لم يتعرف عليها ، ذقنه البيضاء طويله وشعره الابيض اشعث وعلامه الصلاه تزين جبهته ، عرفته لكنه لم يتعرف عليها ، اقتربت منه حانقه عليه عرفته بنفسها وانتظرت اجابات الاسئله التي فر منها منذ ثلاثين عاما ويزيد ، لم يبتسم وقت شاهدها ،لم ينظر في عينها وهو يكلمها ، شرح لها معصيه الحب وخطيئه الغرام ، شرح لها نظريه طبق التفاح الذي يفسده تفاحه فاسده ، وعلاقتهما ولم يقل حبهما ، كان التفاحه الفاسده وسط حياته ، كان يتعين عليه يرميها ويتطهر !!

سمعته حتي انتهي واكملت سيرها لم تودعه ، فرت دمعه من عينها ، سالت نفسها هل مازالت تحبه ، لا لم تعد تحبه ، لكنها حزينه ان الحب الجميل الذي كان يربط بين قلبيهما في لحظه تحول في حياته لتفاحه فاسده قذفها بعيدا وتطهر !!!!
اكملت سيرها تارجح ذراعيها ، تشكر ربها الذي ابعده عنها وفرق بينهما ، فهي ابدا لم تكن ولن تكون مجرد تفاحه فاسده!!!


نشرت في 20 يناير 2010 علي مدونه ياما دقت علي الراس طبول
http://marmar18359.blogspot.com/2010/01/blog-post_459.html

ليست هناك تعليقات: