مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



السبت، 23 يناير 2010

اؤمرني يامحمد باشا !!!!!!!!!!!!!!1





كان رجل متزوج واب لثلاث بنات اشيب الشعر ارعن القلب !!! كانت ارمله وام لطفله واحده وتشتاق للحنان !!! طاردها بحبه واغرقها بمعسول كلامه ، فرت منه في البدايه ثم سلمته اذنها وكانت تسلمه قلبها !!! لم يعدها بشيء ولم تطلب منه شيئا !!! لم يتناقشا في تفاصيل الغرام ، وهل للغرام تفاصيل وخطط !!!!


انتبهت انه يكلمها في التليفون وهو في طريقه للعمل صباحا ووقت عودته مساءا ولا يكلمها ابدا في الاجازات الرسميه والاعياد فقط تستلم منه رساله بارده مثلها مثل كل معارفه !!! انتبهت ولم تكترث ، هي ايضا حياتها مزدحمه وليس لديها وقت طيله النهار للرد علي تليفوناته ، انتبهت انه لم يدعوها ابدا للعشاء وانه كان يزوغ من عمله ساعتين يقابلها فيهما في احد المطاعم الصغيره البعيده عن جغرافيا حياته ، انتبهت انه لايقلها ابدا بسيارته ويتركها تركب تاكسي وتقابله في المطعم الذي يدخله قبلها ويجلس في احد اركانه المظلمه ينتظرها ، انتبهت انه وقت يقابلها يقبض علي اكفها ويردد بسرعه بسرعه كل كلمات غرامه وحين يمر الوقت يطالبها بالخروج اولا ، انتبهت انه رفض بشده طلبها " نفسي نخش السينما حفله ميد نايت ونطلع نتمشي في وسط البلد " انتبهت انه رفض بل تكاد تجزم انه سمعته يقول بصوت ممضوغ " اصل مراتي " لكن خرسه المفاجيء شككها في سلامه اذنها !!!

مازال يكلمها صباحا في طريقه للعمل ومساء وقت عودته للبيت ويقابلها في المطعم البعيد علي المنضده المنزويه في الركن المظلم ، لكنه يغرقها بكلامات غرامه وانها حبيبته وحبيبه قلبه !!!
في نهار دافء اتصلها بها مبكرا يغازلها ويحكي لها احلامه السعيده التي كانت هي بطلتها وانهمر بقبلاته علي اذنها في التليفون حتي دخل بوابه المصنع ، في نفس اليوم ، وقعت ابنتها علي سلم المدرسه وكسرت ساقها ، طلبوها من المدرسه ، كانت مازالت خدره بكلمات غرامه ، افاقت بسرعه واحست ارتباكا رهيبا ، طلبته وهي تجري علي السلم لم يرد عليها ، وصلت المدرسه حملت ابنتها تصرخ وتبكي للسياره وطارت للمستشفي ، في اشاره المرور طلبته تبكي كانت تحتاجه معها ، لا بل كانت تحتاج اذنه تسمعها تشكو له وحدتها وقله حيرتها والم ابنتها لكنه لم يرد عليها ، وقفت امام حجره العمليات وحيده تبكي بحرقه وابنتها الصغيره بين ايدي الجراحين يثبتوا لها العظام المفتته بالمسامير ، تذكرت كلمات غرامه ، مسحت دموعها وطلبته ، مره اثنين عشره خمسه وتلاتين ، لايرد عليها وابنتها لاتخرج من غرفه العمليات ، طلبته ثاني وعاشر ومليون ، الجرس يرن حتي يقطع وهو لايرد عليها ، خرجت ابنتها مخدره فوق السرير النقال ، احتضنتها تتمناه تفيق لتري الهلع والدموع واللهفه في عينيها لكن الصغيره مازالت خدره !!!

جلست علي الكرسي المعدن امام سرير ابنتها ، تتوجع باهات الصغيره التي تفيق من المخدر تنتبه لكهرباء الاعصاب التي تسري في عظامها المثبته بالمسامير الموخزه ، طلبته ، مره اثنين خمسه ، تتمناه يرد عليها ، لن تزعجه ، ستقص عليه فقط يومها الموحش ، وكنت وحيده والبنت بتصرخ ورجلها مكسوره ، ستبكي له في التليفون وتتركه لعمله وحاله وزوجته واولاده ، فقط دقيقتين كل ماتطمح فيه ، دقيقتين تقص عليه يومها الموجع وستنهي المكالمه بسرعه ، لكنه لم يرد عليها ، طلبته اخيرا مره خمسه عشره ، سمعت صوته ، ارتجف قلبها ، الو ، ايوه يامحمد باشا اؤمرني ، لم تفهم ، محمد مين ، ده انا ، ياتيها صوته ملولا ، عارف عارف ايوه يامحمد باشا خير ، هههههههههه ، ضحكت وسط دموعها ، اغلقت الخط مسرعه ، هههههههههههههه ، انا محمد باشا ، لايقوي علي النطق باسمها في حياته العاديه ، لم يقوي يقول لها اسف مشغول ، هي محمد باشا ، هو رجل محترم صارم في عمله لايقوي يرد عليها باسمها ، يمنحها ثانيه صدق وسط حياته الكاذبه !!! نظرت لابنتها الصغيره المخدره فوق فراش المستشفي ، تمنت لو تنام بجوارها ، تاخذها في حضنها ، تحتاج للدفء والصدق لن يمنحه لها الا تلك الصغيره !!!

بقيت تضحك وتبكي امام ابنتها طيله الليل ، عندما طلبها وقت خروجه من العمل ، لم ترد عليه ، تذكرت مئات المرات التي لم يرد عليها ، تذكرت اعذاره ، البطاريه فضيت ، النت فصل ، كنت نايم ماسمعتش الموبيل ، تذكرت كلمات غرامه اللاهبه ، احست بالم في معدتها وكادت تفرغ مافي جوفها ، انا محمد باشا ، ضحكت ساخره ، شاهدته بلا زيف ، رجل يتسلي بمشاعرها ، يمنحها فتات وقته الذي لاتحتاجه زوجته وبناته وعمله ، هي صحبه اوقات الفراغ ، هي لاتستحق تلك المعامله ، هي لن تقبل تلك المعامله ابدا ، غضبت من نفسها وقت تغاضت عن كل ماكنت منتبه اليه ، هرعت للحمام افرغت مافي جوفها وافاقت ومحت رقم تليفونه من جهازها المحمول !!!

ليست هناك تعليقات: