قابلته وسط زحمه ، اناس كثيرين وضجه ، تراقب العالم من خلف عدستها ، احسته يقول لها انا هنا ، وصلتها رسالته فتعجبت ، هي لاتعرفه من قبل حتي يناديها ، تعجبت اكثر ان صوته ونداءاته وصلتها وسط الضجيج والزحمه والصخب ، انتبهت لوجوده ، روح حنونه ، نعم هكذا تقول عينيه المتعبتين ، نعم عينيه متعبتين ، هكذا تقول عدستها ، عينيه متعبتين وقلبه متعب بالهم والوجد والشوق القديم الحائر ، لاتعرفه من قبل لكنها الان عرفته !!!!
كانا في محفل كبير ، مليء بالبشر ، يناقش قضايا جديه كثيره ، قاعه مليئه بالاحتدام والصراع والاختلاف والجنون ، كانت تتابع مايحدث لاتنفعل بحق في المناقشات الدائرة ، لماذا ستنفعل ، انه مجرد لقاء وحديث وضجيج وسرعان ماسينتهي ، هي وسط هذا الضجيج خلف كاميرتها ، تسجل مايحدث ، صورا كثيره ستلتقطها لوجوه الغرباء وحين ينتهي اليوم ، ستدخل لقطات اليوم مع بقيه مجموعات صورها ، دلائل علي اجاده عمليه لسيده احتجبت خلف عدسات الكاميرات سبيلا للتواصل مع الغرباء ....
مازالت تلف وسط الزحام بعدستها ، لاتصور من يبتسم استعداد للتصوير ، ابتسامته مزيفه وعدستها تكره الزيف ، تحب اللقطات الحقيقيه الحيه ، التي لاينتبه اصحابها لوجودها ، تصور حديث جانبي حقيقي ، تنهيده تخرج يأسا من صدر مؤمن بقضيته يحاصره الكاذبون ، تلتقط ضحكه تكتمتها احداهن سخريه من راي عجيب يقوله احد المهرجين بمنتهي الجديه ، هذا هو سر جمال صورها ، لاتصور الا المشاعر الحقيقيه وسط الصخب ، عينها وقلبها مدربين علي التقاط الحقيقه ، المفرحه احيانا الموجعه احيانا ، وسط الصخب والزيف والاقنعه والكذب!!!
تري العالم كله من خلف عدستها ، لكنها تراه جيدا ، عدستها ذكيه بارعه ، تنتبه لادق التفاصيل ، اختلاجه وجنه انفعالا ، ارتعاشه عين غضبا ، قطرات عرق صغيره يمسحها صاحبها بسرعه يواري انسانيته في عالم موحش ، دمعه تفر فتقبض هي عليها في صوره تظل تحبها طيله العمر ، دمعه تفر من رجل شامخ تقهره الايام ، فيختبيء خلف عمود يتمالك نفسه يقبض علي رابطه جأشه ليعود للعالم الغريب اكثر شموخا وقوه ، لكن عدستها تقبض علي لحظه الانسانيه التي يخفيها ، تري دمعته مرتعشه مرتبكه ، تكاد تترك الكاميرا وتاخذه في حضنها ، لكنها لاتفعل ، لو احتضنت كل المقهورين المتوجعين المعذب ببرود وبلاده وقسوه الاخرين ، ماقويت علي احتمال ذلك العالم ، هي تحتضنهم بعيونها بقلبها بعدستها وتحتفظ رغما عن انوفهم بلحظات الانسانيه الحقه التي تغلبهم في لحظه ..
استيقظت من نوم ذلك اليوم ، كالارض العطشي لسيول جارفه ، تشم رائحه زهيرات البرتقال واعواد الريحان ووريقات النعناع الطازجه ، تسمع صدي ضحكات صهلله سعاده من زمن بعيد ، تلفها نغمات موسيقيه ، ربما رجل عجوز يعزف كمانه ببراعه تحت شباكها ، تشعر حماسا واندفاعا طفوليه وفرحه ، نعم هي فرحه لكن مرتبكه ، ماسيحدث اليوم سيغير حياتها للابد ، هكذا احست ، سيول ستجرف امامها وفي طريقها كل الشوك الذي ادمنت وخزه وكأنه الحقيقه التي لامهرب منها ....
استيقظت من نوم ذلك اليوم مبتسمه ،وهي تخاف من ابتسامات احلامها ، تحسها بشائر لواقع ستعيشه لم تختاره ، تبتسم ابتسامه بلا فرحه ، هكذا هي وقت ترتبك ، تبتسم ، لايفهم الناس سر ابتسامتها ، لكنها تعرف سرها ، كانها تغطي ملامحها الحقيقيه بغلاله رقيقه لاتحجبها لكنها تزيف ملامحها فلا يفهم الاخرون بحق دلاله قسماتها وتظل بعيده عنهم وعن العالم ، تختبيء خلف ابتسامتها من عالم موحش !!!
عاشت طقوسها النهاريه شارده ، تعرف نفسها ، تؤمن بقدراتها في التقاط الرسائل البعيده ، نعم هناك رساله تدق علي بابها ، لاتعرف الراسل ولاتعرف مضمونها ، لكنها تنتظرها ، ربما رساله تحملها صدفه سعيده ، تلقيها في طريقها ، ربما رساله في ابتسامه ، في نحيب وجع ، ربما في مظروف بارد لايدرك مايعتمل داخله من مشاعر ، ربما في نظره عين تقول ماتتمني سماعه ، مازالت شارده ، تشرب قهوتها و تنفث دخانها وتستمع لموسيقاها وتطالع الصحف وترد علي التليفونات وهي شارده ترتسم علي وجهها ابتسامه الارتباك ، تنتظر مالذي سيحدث ، من اين واين ستاتي المفاجأه .........
دخلت القاعه الكبيره ، مليئه بالبشر ، طاولات مزدحمه ، همهمه احاديث محتدمه ، قرقعه كئوس واكواب وفناجين ، بشر كثيرين ، غرباء عنها لاتعرفهم ، لاتكترث ، هذا هو عملها ، تصوير الغرباء ، مجرد بشر للتصوير ليس الا ، دارت في القاعه تفحص الاضاءه وزوايا التصوير ، تلف بعدستها وجوه الحاضرين ، ربما يصادفها احساس يرتسم علي وجه يستحق الاحتفاظ به ، ربما تقبض علي اندهاشه او مشاجره مكتومه او نظره حيره وارتباك ، هذا مايهمها في اي محفل تحضره ، لايهمها اللقطات الرسميه ، ابتسامات ، مصافحات ، تسليم جوائز ، القاء كلمات ، كل هذا تصوره لانه عملها ،لكن كل هذا لايهمها ، مايهمها ومضات الانسانيه التي تبرق وسط الرسميات والصخب!!
دارت بعدستها وفي جوفها اشتياق للسيول تنتظر الرساله التي ستصلها ، فجأ ، تقف عدستها اختيارا علي تلك العيون المتعبه ، رجل انيق وسيم يجلس علي منضده بعيده ، يخلع نظاره الشمس التي يخبيء بها عيونه ، يخلعها ينظفها ، في تلك اللحظه تقبض علي عينيه ، متعبه تلمع فيها غلالات دموع معلقه ، ينظف النظاره ويعيدها لوجه ويبتسم يستعد للتصوير والمراقبه ، لكنها في هذا الوقت تبعد عنه ، لا تحب اللقطات المهندمه المرتبه ، حين يصعد فوق المنصه ستصوره وسط الاخرين صوره للصحف والارشيف ، لكنها الان صورت عينيه المتعبتين !!
ارتبكت فابتسمت ، كان هاتين العينين تكلمها ، تناديها ، اتسعت ابتسامتها وازداد يقينها ، نعم تلك العينين تناديها ، تحمل لها رساله من روحه المتعبه ، عادت تنظر له ، رجل وسيم انيق يختبيء خلف نظارته الشمسيه !!! ضحكت ، يفر من اوجاعه بالاختباء خلف فلاتر سوداء تمنع المتلصصين من اجتياح اغواره !!!!
كيف مر اليوم ، لاتعرف ، قضت ساعاته تجري في القاعه ، تلتقط صورا كثيره ، معظمها ستلقيه في سلال القمامه ، صور رسميه بارده ، ستعطيها لاصحابها ، يتاملون ملامحهم الكاذبه ويسعدون ، قليل من تلك الصور ستبقيها لنفسها ، ومضات انسانيه ، تضمها لمجموعاتها الناطقه بهم اصحابها وفرحتهم الحقيقيه !!!
مر اليوم وكاد ينتهي ، لملمت كاميرتها وعدساتها واستعدت للرحيل ، لكن اعين تراقبها ترصد خطواتها تعد انفاسها ، اعين متعبه ، واثقه انه سيقترب منها ، سيفتح معها اي حديث ، سيقول لها اي كلمات ، لاتهم الكلمات ، فرسالته ونداءه لاتحمله الكلمات ، رسالته تحملها عينيه المتعبتين ، تمر ثوان الانتظار بطيئه ، سياتي حتما ، لم يكف عن نداءها طيله اليوم ، لن يضيع الفرصه ويتركها ترحل ، سياتي ، ستنتظره بابتسامه مرتبكه خلف عدستها ، نعم ستصور اقدامه الحاحه اقترابه ، تضع العدسه علي عينها ، تجوب القاعه تبحث عنه ،لكن اصابعه الحانيه تلمس كتفها برقه ، نعم هي اصابعه ، تلف والعدسه تخبيء عينها ، تقبض علي وميض عينيه واصابعه فوق كتفها ، مبتسما بلا ارتباك ، عيونه مازالت تلمع بغلالات الدموع ، لكنه فرح ، يسالها عن عنوانها ، عن رقم تليفونها ، ليعرف كيف سيحصل علي صوره ، تجيبه باقتضاب رغم احساسها بصدقه ، هو يقترب منها ببطء بوجل كانها زهره يخاف عليها يدهسها ، هو يخاف من نفسه عليها ، يخبرها بسرعه انه سيسافر خارج الوطن قريبا ، لن يتصل بمن دعوه لهذا المؤتمر قبل سفره ، لكنه يرغب في صوره ، سيتصل بها قبل سفره ، من اجل الصور ، نعم عينيه المتعبتين يحملا لها رساله واضحه ، احتاجك لاتتخلي عني ، لاتعرفه لكن رسالته وصلتها ، اعطته التليفون والعنوان وكارتها المهني وودعته ، مد كفه مصمما علي توديعها ، هزت راسها لكن كفه الممدود يحمل بقيه الرساله ، مدت كفها مرتبكه كانه سيصعقها ، لمست كفه فسمعت نبضات قلبه المتعب بالهم والوجد والشوق القديم الحائر ، كادت تساله مالك ؟؟ لكنها صمتت فبادرها كانه سمع صوتها الداخلي ، لما حنتقابل حابقي احكي لك !!! اتسعت ابتسامتها المرتبكه اكثر واكثر ، هو يعرفها بحق لكنها لاتعرفه !!! وغادرت القاعه وانتهي اليوم !!!!!!!!!!
في معملها ووسط الاحماض والظلام الدامس والاضاءه الحمراء وقفت تحمض اللقطات التي التقطتها ، تضحك الملامح الغبيه البليده ، تشفق علي الاغبياء من غبائهم الذي يفضحهم من نظرات عيونهم في الصور ، تعجبت ، هي التقطت له صورا كثيره ، لم تنتبه لذلك وقت التصوير ، كانها ذهبت القاعه والمؤتمر لتصوره هو ، عشرات الصور ، كانها قررت تحاصره وتعرفه ماله ، لقطات جانبيه لقطات مباشره ، هذه صوره يتشاجر فيها دفاعا عن وجه نظره ، هذه صوره يائسا من فهم الاخرين لكلامه ، مااجمل ضحكته ، يقهقه بصوت عالي تكاد تسمعه يرن في جنبات معملها ، نعم تتذكر تلك الضحكه ،كان احدهم ابدي اعجابا برايه وسرعان ماخالفه بقوه وحمق ، وقتها ضحك بصوت علي ملفت للنظر ، يدافع عن صحه رايه بضحكات ساخره كانها ليست ساخره !!!
جلست فوق فراشها ، بعثرت صورها حولها ، تتامل ملامحه ، هي لاتعرفه بالتاكيد ، هي لاتنسي العيون التي تراها ، لاتعرفه ، لكنها الان تعرفه جيدا ، احكي ماذا بك ، تخاطب الصور ، تنتظرها ترد عليه ، ماذا بك ، مالذي اوجع قلبك واتعبك ، مالذي مزق سكينتك ، اخبرني وسرك في بير ...!!!!!!!!!!
تتامل الصور ، تنتظر ردها ، لكن الصور صامته لاتنطق ، تنتظر كثيرا كانها تجلس امامه ، مالك ياصديقي ، تعجبت من سؤالها ، منحته صداقتها قبل تعرفه ، لاهي تعرفه !!!! مر يوم والثاني واسبوع وهي تنتظر اتصاله ، تتشاجر مع نفسها ، لماذا لم تأخذ تليفونه !!! الارجح انه سافر ولم ياخذ صوره ولن يتصل بها !!! انتظرته انتظرته ولم يتصل ، بقيت الصور بجوارها ، تحدق فيها كل ليله قبل تنام وتتنظر اتصاله لا يتكلم وتنتظر زيارته في الحلم لايأتيها لكنه لايبارح خيالها !!!!!
مازالت تخرج بعدستها تصور البشر والاحاسيس ، تصور لحظات القوه والضعف ، الفرح والحزن ، تصور العيون والشفاه والاكف والاصابع ، مازالت ترتبك فتبتسم ، تخرج نهارا وتعود ليلا ، تدخل معملها تحمض الصور ، تبحث عن لحظات الانسانيه الفاره رغما عن اصحابها ، عيون كثيره شاهدتها احبتها اعجبت بها ، الا عينيه المتعبتين ، لم تجد مثلهما ، نعم هي تبحث عنه ، هكذا اكتشفت عنه ، تبحث عنه في كل الوجوه التي تشاهدها ، تبحث عنه ، تشحذ ذاكرتها ، اين شاهدت تلك العينين المتعبتين ، لاتتذكر ، لكن للعينين المتعبتين في حياتها قصه ، لا تتذكرها لكنها موجوده ، ساعرف نعم ساعرف ، هكذا تقول لنفسها كل ليله وتنام تنتظره في الحلم لاياتي!!!
ربما مرت سنوات او شهور لانعرف ، حال بطلتنا علي حاله ، في امسيه حميمه دافئه ، كانت تستيقظ من غفوه المساء ، تستيقظ مابين الوعي واضغاث الاحلام ، سمعت رنينا ، افاقت بسرعه وقررت هو الذي يطلبني ، ابتسمت ،ارتبكت ، ابتسمت اكثر ، كادت تغير ملابس نومها لايصح يراها هكذا ، كادت تسرح شعرها المتناثر ، تلون شفتاها بالروج ، سخرت من ارتباكها ، ابتسمت ابتسامه واسعه والتقطت انفاسها وردت ، كان هو ، يعتذر عن غيابه ، يدعوها لمقابلته ، في الميعاد المكان الطريقه التي تختارها ، حاولت تسيطر علي انفعالاتها ، تظهر له كانها لم تكن تنتظره ، لكن نبرات صوتها فضحتها مرتعشه فرحه لحد لايمكن انكاره ، قبلت دعوته واختارت مطعم هاديء لم تدخله منذ سنوات بعيده ، وافقها بسرعه دون تردد ، اغلق الخط ولم يسالها عن العنوان !!!
في يوم المقابله ، حملت صوره وذهبت ، نعم هي لاتقابله الا من اجل صوره ، لايوجد سبب اخر للمقابله ، هكذا اكدت لنفسها ،ستعطيه الصور وترحل ، لن تاخذ منه ثمن الصور ، دخلت المطعم وجدته علي المنضده التي كانت تتمني يجلسا عليها ، في اخر المطعم ، امامها لوحه كبيره لسيده هرمه وبيانو وشجره ياسمين ، تحب تلك الصوره ، ربما صدفه عمياء قادته للمنضده التي تحبها ، ابتسمت مرتبكه بالطبع ابتسم بثقه ، عينيه مازالت متعبتين ، غلاله الدموع الرقراقه مازالت تلمع فوق حدقتيه ، وقف يرحب بها ، اهلا ياليله ، صعقت ، كيف عرف اسم تدليلها ، هل قالت له اسمها ليالي فدللها كاسرا كل الحواجزباسمها الذي لايعرفه الا قله من اصدقائها المقربين ، جلست مرتبكه بلا ابتسامه ، ارتباكها اقوي من اي ابتسامه ، جلست تحدق فيه ، نعم مازالت العينين المتعبتين يخاطباها ، تعرفهما لكنها بلا ذاكره ، مدت يدها بالصور ، شاكسها ، لم تعرفيني ، ازداد ارتباكها ، اصل حضرتك ، ضحك بثقه وقوه ، مش بقولك معرفتنيش ، مابال ذاكرتها بيضاء بلا اي تفاصيل ، كان ذاكرتها محيت تماما ، تحرشج صوتها فلم ترد عليه ، كان المطعم هادئا لحد تدوي فيه نبضات قلبها ، ستتمالك نفسها ، ستتجاوز الارتباك حتي تفهم ما الذي يحدث ....
اشعل سيجاره ، رائحتها الخاصه جدا نبهت احاسيسها ، تعرف هذه الرائحه ، الذاكره تعود لها ببطء ، كانها تخرج من غيبوبه ، يبتسم ابتسامه تحبها ، شاهدتها الف مره في صوره التي احضرتها له ، ناولته الصور مره ثانيه ، القاهم علي المنضده امامه ولم يتفرج عليهم ، اغتاظت منه ، ضحك ، مازلت عصبيه ، بعض المواقف تفقدك صبرك فتتعصبي ، يعرفها ، هو يعرفها ، لكنها لاتعرف منه الا عينيه المتعبتين ورائحه دخانه ، سالته مباشره ، احنا نعرف بعض ، ضحك وصمت ، ازداد توترها ، سالته ثانيه وبنرفزه ، احنا نعرف بعض ، تلاحقت ضحكاته ، اخرج لها صوره قديمه من محفظته ، حدقت فيها ، تعرف هذه الصوره ، تعرف العينين في الصوره ، صرخت لاتصدق مايحدث لها !!!!!!!!!
مد اصابعه برويه ولمس اصابعها ، صمتت ، لاتصدق الصدفه التي القته في طريقها ، كان معيد في الكليه ، سنه واحده وسافر للدراسات العليا ، كانت تحبه ، بمعني ادق كانت معجبه به ، لا كانت تحبه لكنها لم تعبر عن حبها ولم تصارحه ، كان يحبها لكنه لم يصارحها ، ودعها واخبرها قبل سفره بيومين انه سيسافر للخارج وسيغيب اربعه سنوات ، يومها التقطت صورته بكاميرتها ، وعدته سترسلها له ، ودعته وكأن خبر سفره لم يوجعها ، وحين طبعت الصوره ارسلتها له في خطاب لم يرد عليه فنسيت العنوان ونسيته ومرت سنوات كثيره في العمر !!
مالك ؟؟؟ سالته كأن كل الغياب الذي طال لم يحدث ، شرح لها حبه المكتوم ، ظروف سفره وظروف دراستها ، متابعته لحياتها تخرجها زواجها طلاقها اشتغالها بالتصوير اعتزال المحاسبه والارقام ، شرح له حبه القديم الذي لم يفصح عنه مكانش ينفع ااقولك وانا خلاص ماشي ، ارتبكت واتسعت ابتسامتها اكثر ، بادلها الابتسامه ، احب ابتسامتك منذ اليوم الاول للقائك ، ابتسامه بريئه مرتبكه ، تفضحك ابتسامتك ، قاطعته ، انت لاتعرف من انا ، هز كتفه بعدم اكتراث ، وانت لاتعرفيني ، لكن هل فات وقت التعارف ؟؟ دون تشعر هزت راسها نفيا ، مالها تلمح غلاله الدموع ترحل ،كسحابه صيف وانقشعت ، سالته بجراءه غير معتاده ، اتحبني ، رد عليها بجراءه اكثر ، كنت احبك ولم احافظ عليك واتمني تمنحيني فرصه ثانيه .....
فتحت مظروف الصور وحدقت في الصور الكثيره التي التقطتها له ، نعم كانت تعرفه دون تدري ، كانت تصوره هو ، تلاحقه بغير اراده وتتابعه بغير انتباه ، مازال ينتظر اجابتها ، اعطته الصور مبتسمه ، هذا هو الحاضر اما الصوره القديمه فماضي ولي ، كاد يمزقها فانقذتها من اصابعه عنوه ، لاابحث عن ماضي بل اتمني حاضر واحلم بمستقبل ، الماضي قادنا للحاضر ليس الا ، هل تمنحيني فرصه ثانيه اعدك احافظ عليها ، مجنون هذا الرجل الوسيم الانيق لكن جنونه يعجبها ، ليس لديها ماتخسره ، الماضي ولي والحاضر فسد والمستقبل مجهول ،سمعته يهمس " عندما تهف من الماضي نسائم حنونة وارتها الريح العاصفه طويلا وقتها نتفائل بالمستقبل الجميل ونستشعر ان الايام القادمه اجمل واحن " ابتسمت وسالته ، عباره من هذه تبدو مألوفه ؟؟ كرر عبارته وشرح لها ، انها مجرد عباره قراتها في احدي الروايات فاعجبتني وحفظتها عن ظهر قلب ، انتظر يوما اقابلك فيه اعرض عليك حبي تخافي منه ومن الماضي اقولها لك لاطمئنك !!! احست دفئا يحتويها وشعرت بطمأنيه وونس ...
فكرت قليلا وقررت ، ستمنحه فرصه ثانيه وتمنح نفسها فرصه اخيره ، ربما تجد ماكانت تحلم به ، لم ينتظر اجابتها ، سمع حوارها الداخلي ، قبض علي كفها وابتسمت عينيه ، ابتسمت بلا ارتباك ، عاتبته رحيلك اوجعني ، اعتذر لها غيابك اوجعني واتعب روحي وانهكني ، اسرت اليه كنت نسيتك تماما ، ابتسم ، كنت واثق انك لم تنسيني لكنك لن تتذكريني بسهوله ، سالته من قال لك اسم تدليلي ، ضحك واوضح لها ، اعرف عنك كل شيء هذا المطعم وهذه المنضده والعجوز والياسمين ، سخرت منه ، تعرف عني كل شيء حتي سنه اولي جامعه ، لم يغضب من سخريتها وداعب اصابعها الدافئه بين اصابعه ، مش صحيح ، لكن حتي لو ،ماهو عندنا وقت طويل تعرفيني اللي معرفتوش لسه !!!!....
نعم كانت تعرف تلك العينين المتعبتين ، انهما عيناه لحظه وداعها ، لاتنسي نظرتهما ، عينين متعبتين يكشفا روحا منهكه ، اسرت لنفسها كانت تحبه ، لكن رحيله المفاجيء بعثر احلامها فتوقفت عن الاحلام ، سالته لماذا لم ترد علي خطابي الاول ، مازال يداعب اصابعها ، ماقيمه الخطابات والفراق حتمي لايمنحنا الا حسره واسر وانتظار مقيت ، كنت اعجز من ان اعدك بشيء ، كنت اكتب لكي يوميا لكني لاارسل الخطابات ، كان حواري الدائم معك ، لكني لم ارسل لكي حرفا ، لانه كان سيقيدك لصالحي بلا طائل وبمنتهي الانانيه!!! سالته لماذا لم تتصل بي منذ صورتك في المؤتمر ، هل سافرت ؟؟؟ ضحك بخبث ، تركت لك الصور لتعتادي علي شكل الرجل الذي سيقاسمك بقيه ايامك ، تركتك تنتظريني حتي تشتاقي لي ، سخرت منه ، لكني لم اكن انتظرك !!! حدق في عيناها الجميلتين وسالها " بذمتك؟؟؟ " !!!
مر الوقت سريعا وحان وقت الرحيل ، اعطاها الصوره القديمه واخذ صوره الحديثه واوصلها لمنزلها ، اكد لها وهو يودعها ، كنت لي ورحلت وستكوني لي ولن افارقك ابدا ، حذرته بدلال ، لست التي كنت تحبها في الماضي تغيرت كثيرا ، لااحبك في الماضي بل احبك الان علي حالك ، كل مااحسه تجاه الماضي مجرد امتنان لانك كنت اهم شخوصه ، ضحكت بصوت عالي وودعته ، قبض علي كفها واكد عليها ميعادنا بكره ، ضحكت بصوت اعلي وودعته ونزلت من السياره تتمني لو تاخذ العالم كله في حضنها !!!.......
نشرت بمدونه ياما دقت علي الراس طبول في 12 يناير 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق