كانت عجوز تنكر سنوات عمرها ، لاتقبل ماتقوله شهاده الميلاد ، ولاتعترف بدلالات التجاعيد التي ترسم علي وجهها ورقبتها سنوات متعاقبه لايمكن اخفاءها ، تنكر ان الثنيات المتداخله التي تلف اصابعها هي ايام كثيره مرت عليها ، عجوز تنكر عمرها ، ترتدي ملابس الفتيات الصغيرات وتزين شعرها المجعد الغجري المصبوغ بعنايه بورود ستان وتلون شفتيها بالوان ساطعه وتكحل عينيها بكحل ثقيل ، لاتآبه بنظرات السخريه التي تحيطها ولاتكترث بعبارات الاستنكار التي تسمعها تصفها بالعجوز الشمطاء المتصابيه ، كانت لاتصدق الا احساسها ، فهي شابه صغيره مازالت الحياه امامها طويله ، شابه لم تعش عمرها وتحلم تعيشه ، وهي تكره الالوان القاتمه والملابس الكلاسيكيه وتحب الكرانيش والفيونكات والالوان الزاهيه فمالذي سيدفعها الان لتغيير ذوقها وطريقه تصفيف شعرها الاهوج الذي يتبعثر خلف ظهرها متمردا علي قيوده وقيودها !!!
كانت عجوز تنكر سنوات عمرها ، فالسبعين عاما الذين يدعوهم عليها لاتصدقهم ، تلك السنوات مرت لكنها لم تمر عليها ، لم تعشها ، والحياه هي الايام التي نعيشها ، فكيف يحسبون عمرها بسنوات وايام لم تحياها ، مرت عليها وكانها فاقده للذاكره بل حقيقه الحال كانت فاقده للوجود .....
كانت تنكر سنوات عمرها وقررت وقت استطاعت وهي علي اعتاب عامها السبعين الالتحاق بالجامعه ، قدمت اوراقها مع اصغر حفيداتها ودخلت الكليه التي حلمت بها منذ كانت في الخامسه عشر ، حلمت بها ولم تدخلها ابدا فالعلقه الساخنه التي ضربها لها ابيها والعريس الذي رفض تعلم زوجه المستقبل والعنوسه التي كانت تخاف منها امها ، كل هذا حرمها من دخول الجامعه وحولها لسيده منزل بليده تكره الطبيخ وتربيه الاطفال وتفصيل الملابس ، لكنها عاشت سنوات عمرها اسيره المطبخ الذي لاتحبه وتربي اطفالها وفقا لقواعد التربيه التي لاتقتنع بها وتفصل لهم ولها الملابس وهي تكره ماكينه الخياطه التي تذكرها بنفيسه في روايه بدايه ونهايه فتري نفسها مثل نفيسه قبيحه اسيره مقهوره الاحلام ، وحين تحررت ، اصرت علي دخول الجامعه ، وطردت ابنها من منزلها حين رفع صوته وهو يتشاجر معها لايقبل دخولها الجامعه ، طردته وكادت تصفعه علي وجهه بالقلم ، طردته ورفضت تحكمها فيه ، وبقيت علي كنبه منزلها تتشاجر معه دون وجوده تسمعه غضبها الذي لم يسمعه احد ، فلست انت التي ستتحكم في وانا حملتك فوق قلبي وانجبتك وعلمتك وحميتك من ابيك يوم ضبطك تشرب سيجاره وخطبت لك الفتاه التي احببتها رغم قبحها ، لست انت التي ستتحكم في بعد حريتي التي دفعت ثمنها غاليا دموعا وقهرا وخنوعا وخضوعا ، وحين قبلتها ابنتها وكادت تبدآ الحديث المكرر الممل الذي تكره صرخت فيها توفر كلماتها اذا كانت الكليه هي الموضوع الذي دفعها لزيارتها وهي الجاحده التي لم تزورها وقت مرضها وتركتها تخدم نفسها وتحججت بانشغالها مع زوجها في مآتم عمه ، نهرتها واوضحت لها بحسم انها قبضت علي حريتها ولن تتركها ولو غضبوا جميعا فلم يعد متبقيا في عمرها سنوات تجامل فيها الاخرين علي حساب نفسها !!!!!!
عجوز تنكر عمرها وسنواته السبعين ، تخرج من منزلها فجرا تسير علي شط النيل ، تتذكر احلامها في حبيب يقبض علي اصابعها ويهديها ورده ويختلس قبله سريعه في الظلام ، تلك الاحلام التي اجهضها العريس المحترم الذي انتقاه لها ابيها وصمم عليه وكان رجلا محترما في جميع الاوقات فلم يمنح جسدها طيله حياته معها اي متعه وبقت عذراء لاتعرف عن فنون الحب والغرام اي شيء عذراء لم يفض بكارتها الجنس الزوجي البارد ولا انجابها لاولادها الاربع ... تسير علي شط النيل تفتح رئتيها لنسيمه العليل في الفجر تنصت لغزل العصافير وتراقب مناقيرها تتداخل بحب وتبتسم فزوجها المحترم افهمها في ليله زواجها الاولي ان القبلات التي تراها في السينما للعاهرات فقط فصمتت تنفي عن نفسه احتياجا لايليق الا بالعاهرات لكنها لم تصدقه وظلت طيله حياتها تلعق شفتيها تتمني شفاه قويه يغطيها شنب كثيف تلتهمهما ، لكن زوجها مات ولم ياتي الشنب الكثيف ابدا فاكتفت بمراقبه قبلات العصافير تسعدها فتسخر من درس الاحترام الزوجي الاول الذي اخذته ليله زفافها فادركت وقتها مصيرها الكئيب مع ذلك الرجل الذي يعتبر ممارسه الجنس معها واجبا زوجيا مفروضا عليه وعاش ومات معها في اطار الواجب يلقي بدنه عليها وتحمل اطفالا وترضعهم وتعاود الكره وحتي اكتفي من الاطفال اعطاها ظهره ثم نام في غرفه ثانيه وتركها مع صغارها تستيقظ معهم طيله الليل ونام وشخر بصوت عالي في حجرته الخاصه سعيدا بالاسره التي كونها تحمل اسمه وترث ثروته واطيانه !!!
عجوز سرقتها العادات والتقاليد من ساحات اللعب . فالفتاه مثلها يجب تتعلم فنون الطبخ والتفصيل ورعايه المنزل والا بارت ، وتمنت يتركوها في حالها تلعب مع اقرانها وتبور ، فالزواج الذي ينتظرها طبخ ومسح وكنس وطاعه وهي لاتحب الكنس والمسح ولاتصلح للطاعه ، لكن امها احكمت قبضتها عليها وايقظتها فجرا تقف معها في المطبخ لاعداد فطار العائله وابقتها ايام معها امام ماكينه الخياطه وقهرت طفولتها فلم تلعب الحجله وصيادين السمك ولم تصطاد عصافير بالنبله مثل اشقاءها ولم تنط معهم نطه الانجليز ولم تصفع بكل قوتها ابن عمها الذي يغيظها طيله الوقت وهم يلعبوا صلح ، قهرت امها طفولتها خوفا من عنوسه تهددها بالبقاء مثل البيت الوقف بلا رجل يحميها ويسترها ، لكنها تمنت العنوسه واللعب في الشارع وصيد العصافير ، وهي الامنيه التي لم تنجح في تحقيقها فالرجل المحترم الذي دخل بصحبه ابيها ذات يوم اخرجها من منزلها لمنزله وهناك اغلق عليها النوافذ يغير علي شبابها من الاوهام وخرج معظم الامسيات مع اصدقاءه يلعب النرد والكارت ويسمع النكات القبيحه وتركها في المنزل تؤدب الاطفال لاتزور الجارات لان زيارتهن فتنه ولا تذهب لاهلها لانهم يضيقوا باطفالها ولا تسمع الراديو لان الاغاني التي يذيعها لاتليق بسيدات البيوت المحترمه ، تركها تفكر في حالها وتحزن عليه الف مره ، حين ينام الاطفال والخادمه وتهدآ الاصوات في الشارع ويتآخر هو لايآتي ، تبقي مع نفسها تفكر في حالها ، في احلامها التي وآدتها التقاليد في الجامعه التي حرمت منها والقبله التي لاتشتهيها الا العاهرات ، تبقي مع نفسها تفكر في الحبيب الذي لم ياتي ولن ياتي ، في الرجل المحترم الذي استلم قياد حياتها بعد ابيها وامها وورث كل اقوالهم وقيودهم ومحاذيرهم وزاد عليها وقهرها اكثر مما هي مقهوره ...كانت تفكر حتي تنام وحين تستيقظ صباحا تجد الزوج فوق راسها يتشاجر لانها كسوله لاتقوم مثل امه من الفجر تبحث عن راحته ينعي حظه الذي اوقعها في شابه دميمه كسوله لاتهتم بحاله ، تستيقظ لاترد عليه لكنها تكرهه اكثر واكثر !!!!!
عجوز تنكر سنوات عمرها ، فمن قال ان تلك السنوات الكثيره التي قهرها فيها ذلك الرجل تحسب من حياتها ، هي لم تعشها ، لم تحس بها ، ايام لم تسعدها ، ايام مرت والسلام ، كيف يحسبوها عليها .... من قال ان السنوات الكثيره التي عاشتها في كنف ابيها قبل انتقالها لعصمه الرجل المحترم ايام تحسب من عمرها ، تلك الايام التي قضتها في المطبخ تطهي اطعمه لاتحب رائحتها وتقشر خضروات لا تحب طعمها وتقطع لحوم تقززها بدماءها الساخنه ، من قال ان تلك الايام تحسب من حياتها .. هذا كله ليس ايام من عمرها !!!
عجوز تنكر سنوات عمرها ، من قال ان الليالي الطويله التي نامت فيها وحيده بلا رجل يؤنس وحدتها يغمرها بحنانه تحسب من عمرها ، فراشها بارد وجسدها متيبس والكوابيس تفزعها فلاتجد كف يطمئنها ولا حضن يحتويها ، من قال ان النهاريات الطويله التي قضتها في المطبخ تشرف علي الخادمه البليده التي ارسلتها لها امها والامسيات التي تصرخ فيها في اولادها ليستذكروا دروسهم واوقات الزيارات العائليه الكئيبه التي لاتحبها وليالي المآتم التي اصرت امها علي اصطحابها معها فيها وساعات الصمت الطويل التي حدقت فيها في وجه زوجها المحترم لاينتبه لوجودها ، من قال ان كل هذه الساعات والايام والشهور والسنوات تحسب من عمرها ؟؟؟؟؟؟
كانت تحلم لكن احلامها سرقت ، كانها عصفور حر اصطادته طلقه حائره ، كانها غزال شارد وقع في كمين صياد ، كانها سمكه ملونه القتها الامواج العاتيه علي الشط ، كانها قمر حجبته السحب الكثيفه واطفآت نوره ، كانها عود مزقت اوتاره اصابع غبيه ، كانها فراشه مزق اجنحتها طفل ابله لم يفطن الا بعد وقت طويل انه قتلها وقت صبرها في كتابه ولم يكتب لها الخلود ، كانها قلب اسكنوه الثلوج واوقفوا نبضاته زاعمين انه يحافظوا علي وجوده !!! كانت تحلم لكن احلامها سرقت ، وحين امسكت حريتها ورحل زوجها المحترم عن الدنيا وخرج الابناء والبنات من منزلها ، امسكت ورقه وقلم وحسبت كم يوم ضاع من عمرها لم تعيشه واسقطته من السنوات الكثيره التي قالوا انها تثقل كتفيها وعادت لعمرها الحقيقي وقررت تعيشه ، عندما قبضت علي حريتها وقرارها ، اعطت ظهرها للعالم وقررت تعيش حياتها التي حرمت منها ، لم تكترث بالاخرين بسخريتهم بتندرهم عليها بتعجبهم من تصرفاتها من استغرابهم من سلوكها ، لم تكترث بكل هذا ، فقد فقدت ايام كثيره اسيره الاخرين ورؤيتهم وقراراتهم وحان وقت تسترد نفسها وسنوات عمرها .......
ارتدت الملابس التي رغبت في ارتداءها ومنعت ، اطلقت لشعرها العنان وفكت جدائله المحكمه ، ابتسمت فتعجب الناس وتصوروها بلهاء تضحك دون سبب فاتسعت ابتسامتها تسخر من غباءهم ، دخلت الجامعه وصادقت كل الشباب من مثل سنها ، لم تشعرهم انها اكبر ولم يهابوا تجاعيد وجهها ، اطلقت روحها مع روحهم فعاشت معهم اجمل ايام شبابها وتمنت لو تعمل لكن القدر لم يمهلها ..
....................... وماتت شابه في ريعان الشباب !!!!!!!!
ويوم جنازتها سار شباب وشابات الكليه كلهم خلف نعشها يبكوا صديقتهم الشابه التي اختطفها الموت من وسطهم!!!!!! فابتسمت روحها في السماء وكادت بحركه طفوليه لم تحسب حسابها تخرج لسانها غيظا لكل من لم يصدقوا شبابها وكذبوها !!!!!!!
كانت عجوز تنكر سنوات عمرها ، فالسبعين عاما الذين يدعوهم عليها لاتصدقهم ، تلك السنوات مرت لكنها لم تمر عليها ، لم تعشها ، والحياه هي الايام التي نعيشها ، فكيف يحسبون عمرها بسنوات وايام لم تحياها ، مرت عليها وكانها فاقده للذاكره بل حقيقه الحال كانت فاقده للوجود .....
كانت تنكر سنوات عمرها وقررت وقت استطاعت وهي علي اعتاب عامها السبعين الالتحاق بالجامعه ، قدمت اوراقها مع اصغر حفيداتها ودخلت الكليه التي حلمت بها منذ كانت في الخامسه عشر ، حلمت بها ولم تدخلها ابدا فالعلقه الساخنه التي ضربها لها ابيها والعريس الذي رفض تعلم زوجه المستقبل والعنوسه التي كانت تخاف منها امها ، كل هذا حرمها من دخول الجامعه وحولها لسيده منزل بليده تكره الطبيخ وتربيه الاطفال وتفصيل الملابس ، لكنها عاشت سنوات عمرها اسيره المطبخ الذي لاتحبه وتربي اطفالها وفقا لقواعد التربيه التي لاتقتنع بها وتفصل لهم ولها الملابس وهي تكره ماكينه الخياطه التي تذكرها بنفيسه في روايه بدايه ونهايه فتري نفسها مثل نفيسه قبيحه اسيره مقهوره الاحلام ، وحين تحررت ، اصرت علي دخول الجامعه ، وطردت ابنها من منزلها حين رفع صوته وهو يتشاجر معها لايقبل دخولها الجامعه ، طردته وكادت تصفعه علي وجهه بالقلم ، طردته ورفضت تحكمها فيه ، وبقيت علي كنبه منزلها تتشاجر معه دون وجوده تسمعه غضبها الذي لم يسمعه احد ، فلست انت التي ستتحكم في وانا حملتك فوق قلبي وانجبتك وعلمتك وحميتك من ابيك يوم ضبطك تشرب سيجاره وخطبت لك الفتاه التي احببتها رغم قبحها ، لست انت التي ستتحكم في بعد حريتي التي دفعت ثمنها غاليا دموعا وقهرا وخنوعا وخضوعا ، وحين قبلتها ابنتها وكادت تبدآ الحديث المكرر الممل الذي تكره صرخت فيها توفر كلماتها اذا كانت الكليه هي الموضوع الذي دفعها لزيارتها وهي الجاحده التي لم تزورها وقت مرضها وتركتها تخدم نفسها وتحججت بانشغالها مع زوجها في مآتم عمه ، نهرتها واوضحت لها بحسم انها قبضت علي حريتها ولن تتركها ولو غضبوا جميعا فلم يعد متبقيا في عمرها سنوات تجامل فيها الاخرين علي حساب نفسها !!!!!!
عجوز تنكر عمرها وسنواته السبعين ، تخرج من منزلها فجرا تسير علي شط النيل ، تتذكر احلامها في حبيب يقبض علي اصابعها ويهديها ورده ويختلس قبله سريعه في الظلام ، تلك الاحلام التي اجهضها العريس المحترم الذي انتقاه لها ابيها وصمم عليه وكان رجلا محترما في جميع الاوقات فلم يمنح جسدها طيله حياته معها اي متعه وبقت عذراء لاتعرف عن فنون الحب والغرام اي شيء عذراء لم يفض بكارتها الجنس الزوجي البارد ولا انجابها لاولادها الاربع ... تسير علي شط النيل تفتح رئتيها لنسيمه العليل في الفجر تنصت لغزل العصافير وتراقب مناقيرها تتداخل بحب وتبتسم فزوجها المحترم افهمها في ليله زواجها الاولي ان القبلات التي تراها في السينما للعاهرات فقط فصمتت تنفي عن نفسه احتياجا لايليق الا بالعاهرات لكنها لم تصدقه وظلت طيله حياتها تلعق شفتيها تتمني شفاه قويه يغطيها شنب كثيف تلتهمهما ، لكن زوجها مات ولم ياتي الشنب الكثيف ابدا فاكتفت بمراقبه قبلات العصافير تسعدها فتسخر من درس الاحترام الزوجي الاول الذي اخذته ليله زفافها فادركت وقتها مصيرها الكئيب مع ذلك الرجل الذي يعتبر ممارسه الجنس معها واجبا زوجيا مفروضا عليه وعاش ومات معها في اطار الواجب يلقي بدنه عليها وتحمل اطفالا وترضعهم وتعاود الكره وحتي اكتفي من الاطفال اعطاها ظهره ثم نام في غرفه ثانيه وتركها مع صغارها تستيقظ معهم طيله الليل ونام وشخر بصوت عالي في حجرته الخاصه سعيدا بالاسره التي كونها تحمل اسمه وترث ثروته واطيانه !!!
عجوز سرقتها العادات والتقاليد من ساحات اللعب . فالفتاه مثلها يجب تتعلم فنون الطبخ والتفصيل ورعايه المنزل والا بارت ، وتمنت يتركوها في حالها تلعب مع اقرانها وتبور ، فالزواج الذي ينتظرها طبخ ومسح وكنس وطاعه وهي لاتحب الكنس والمسح ولاتصلح للطاعه ، لكن امها احكمت قبضتها عليها وايقظتها فجرا تقف معها في المطبخ لاعداد فطار العائله وابقتها ايام معها امام ماكينه الخياطه وقهرت طفولتها فلم تلعب الحجله وصيادين السمك ولم تصطاد عصافير بالنبله مثل اشقاءها ولم تنط معهم نطه الانجليز ولم تصفع بكل قوتها ابن عمها الذي يغيظها طيله الوقت وهم يلعبوا صلح ، قهرت امها طفولتها خوفا من عنوسه تهددها بالبقاء مثل البيت الوقف بلا رجل يحميها ويسترها ، لكنها تمنت العنوسه واللعب في الشارع وصيد العصافير ، وهي الامنيه التي لم تنجح في تحقيقها فالرجل المحترم الذي دخل بصحبه ابيها ذات يوم اخرجها من منزلها لمنزله وهناك اغلق عليها النوافذ يغير علي شبابها من الاوهام وخرج معظم الامسيات مع اصدقاءه يلعب النرد والكارت ويسمع النكات القبيحه وتركها في المنزل تؤدب الاطفال لاتزور الجارات لان زيارتهن فتنه ولا تذهب لاهلها لانهم يضيقوا باطفالها ولا تسمع الراديو لان الاغاني التي يذيعها لاتليق بسيدات البيوت المحترمه ، تركها تفكر في حالها وتحزن عليه الف مره ، حين ينام الاطفال والخادمه وتهدآ الاصوات في الشارع ويتآخر هو لايآتي ، تبقي مع نفسها تفكر في حالها ، في احلامها التي وآدتها التقاليد في الجامعه التي حرمت منها والقبله التي لاتشتهيها الا العاهرات ، تبقي مع نفسها تفكر في الحبيب الذي لم ياتي ولن ياتي ، في الرجل المحترم الذي استلم قياد حياتها بعد ابيها وامها وورث كل اقوالهم وقيودهم ومحاذيرهم وزاد عليها وقهرها اكثر مما هي مقهوره ...كانت تفكر حتي تنام وحين تستيقظ صباحا تجد الزوج فوق راسها يتشاجر لانها كسوله لاتقوم مثل امه من الفجر تبحث عن راحته ينعي حظه الذي اوقعها في شابه دميمه كسوله لاتهتم بحاله ، تستيقظ لاترد عليه لكنها تكرهه اكثر واكثر !!!!!
عجوز تنكر سنوات عمرها ، فمن قال ان تلك السنوات الكثيره التي قهرها فيها ذلك الرجل تحسب من حياتها ، هي لم تعشها ، لم تحس بها ، ايام لم تسعدها ، ايام مرت والسلام ، كيف يحسبوها عليها .... من قال ان السنوات الكثيره التي عاشتها في كنف ابيها قبل انتقالها لعصمه الرجل المحترم ايام تحسب من عمرها ، تلك الايام التي قضتها في المطبخ تطهي اطعمه لاتحب رائحتها وتقشر خضروات لا تحب طعمها وتقطع لحوم تقززها بدماءها الساخنه ، من قال ان تلك الايام تحسب من حياتها .. هذا كله ليس ايام من عمرها !!!
عجوز تنكر سنوات عمرها ، من قال ان الليالي الطويله التي نامت فيها وحيده بلا رجل يؤنس وحدتها يغمرها بحنانه تحسب من عمرها ، فراشها بارد وجسدها متيبس والكوابيس تفزعها فلاتجد كف يطمئنها ولا حضن يحتويها ، من قال ان النهاريات الطويله التي قضتها في المطبخ تشرف علي الخادمه البليده التي ارسلتها لها امها والامسيات التي تصرخ فيها في اولادها ليستذكروا دروسهم واوقات الزيارات العائليه الكئيبه التي لاتحبها وليالي المآتم التي اصرت امها علي اصطحابها معها فيها وساعات الصمت الطويل التي حدقت فيها في وجه زوجها المحترم لاينتبه لوجودها ، من قال ان كل هذه الساعات والايام والشهور والسنوات تحسب من عمرها ؟؟؟؟؟؟
كانت تحلم لكن احلامها سرقت ، كانها عصفور حر اصطادته طلقه حائره ، كانها غزال شارد وقع في كمين صياد ، كانها سمكه ملونه القتها الامواج العاتيه علي الشط ، كانها قمر حجبته السحب الكثيفه واطفآت نوره ، كانها عود مزقت اوتاره اصابع غبيه ، كانها فراشه مزق اجنحتها طفل ابله لم يفطن الا بعد وقت طويل انه قتلها وقت صبرها في كتابه ولم يكتب لها الخلود ، كانها قلب اسكنوه الثلوج واوقفوا نبضاته زاعمين انه يحافظوا علي وجوده !!! كانت تحلم لكن احلامها سرقت ، وحين امسكت حريتها ورحل زوجها المحترم عن الدنيا وخرج الابناء والبنات من منزلها ، امسكت ورقه وقلم وحسبت كم يوم ضاع من عمرها لم تعيشه واسقطته من السنوات الكثيره التي قالوا انها تثقل كتفيها وعادت لعمرها الحقيقي وقررت تعيشه ، عندما قبضت علي حريتها وقرارها ، اعطت ظهرها للعالم وقررت تعيش حياتها التي حرمت منها ، لم تكترث بالاخرين بسخريتهم بتندرهم عليها بتعجبهم من تصرفاتها من استغرابهم من سلوكها ، لم تكترث بكل هذا ، فقد فقدت ايام كثيره اسيره الاخرين ورؤيتهم وقراراتهم وحان وقت تسترد نفسها وسنوات عمرها .......
ارتدت الملابس التي رغبت في ارتداءها ومنعت ، اطلقت لشعرها العنان وفكت جدائله المحكمه ، ابتسمت فتعجب الناس وتصوروها بلهاء تضحك دون سبب فاتسعت ابتسامتها تسخر من غباءهم ، دخلت الجامعه وصادقت كل الشباب من مثل سنها ، لم تشعرهم انها اكبر ولم يهابوا تجاعيد وجهها ، اطلقت روحها مع روحهم فعاشت معهم اجمل ايام شبابها وتمنت لو تعمل لكن القدر لم يمهلها ..
....................... وماتت شابه في ريعان الشباب !!!!!!!!
ويوم جنازتها سار شباب وشابات الكليه كلهم خلف نعشها يبكوا صديقتهم الشابه التي اختطفها الموت من وسطهم!!!!!! فابتسمت روحها في السماء وكادت بحركه طفوليه لم تحسب حسابها تخرج لسانها غيظا لكل من لم يصدقوا شبابها وكذبوها !!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق