مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الأربعاء، 17 مارس 2010

المجذوب وصاحبة القلبين !!!!



ولدت غريبه جدا ....... بقلبين !!!!!!!!!!!!!
تعجب الطبيب وقت اكتشف معجزتي ، لم يصدق ، وضع سماعته البارده علي صدري الدافء وانا استقبل الحياه في لحظاتي الاولي ، سمع دقات كثيره تعجب لها ، لايوجد في الطب معجزه القلبين ، لكني بميلادي اخترعت معجزه سجلت في الكتب باسمي ، انا الطفله الصغيره التي لم يكن لها اسم بعد ، حدق الطبيب في وجه امي وواساها ، ابنتك بقلبين ، سترهقك اكثر مما تتصوري ، لم تفهم امي ماقاله الطبيب لكنها تحب الوليده الصغيره تحبها علي حالها ، همست زياده الخير خيرين ، قطب الطبيب جبينه وادرك انها لم تفهمه ، ابنتك بقلبين ، سترهقك ، عواطفها ستفيض كانها الطوفان ، لن تقوي علي كبح جماح عواطفها ، سترهقك جدا ، تصورته امي يتحدث عن مرض ، لكنه طمأنها ، ليست مريضه لكن عواطفها ستقتلها ، ابتسمت امي وهمست ، الاعمار بيد الله ، واحتضنتي وارضعتني من ثديها اول قطرات الحنان التي عرفتها في حياتي ونسيت الامر ....

لم اشكو من علة ، طوال طفولتي لم اشكو من علة ، نعم في بعض الاحيان كنت احس مشاعر متناقضه ، لكني كنت اصغر من الفهم احب هذا الطفل حبا جما واكره الاخر ، كنت اتعجب من تناقض مشاعري ، لم اكن اعرف طبعا اني معجزه بقلبين ، لكن احاسيسي اوصلتني لفهم المعجزه دون شرح ، فسرعان ماعرفت ان في صدري وتحت ضلوعي منبعين للمشاعر ، اولهما يفيض حبا وحنان وثانيهما يفيض كرها وحنقا ، الاول يضخ فرحه في جسدي والثاني يضخ سم ، الاول يبعثر محبتي علي الجميع ويناديهم احبوني والثاني يمزق الاخرين بوحشه مشاعره وكراهيته السوداء وينفر الناس من الاقتراب مني ، سرعان ماعرفت معجزتي دون شرح ، لكن امي نهرتني بشده وقت صارحتها بمشاعري ، كانها خافت علي ، كانها تذكرت نبؤءه الطبيب بارهاقي لها ، نهرتني واكدت لي اني طبيعيه مائه بالمائه مثل كل الاطفال ، وعندما شرحت لها تناقض مشاعري ، كذبت علي وخدعتني وقالت لي ان قلبي مثل كل القلوب مقسوم لنصفين ، احدهما ابيض والاخر اسود ، احدهما يعرف الحب والاخر يعاني من الكراهيه ، ونصحتني الا اخضع للنصف الاسود واسلم نفسي وروحي للنصف الابيض ، لااعرف من اين اتت امي بتلك الكذبه البارعه التي انطلت علي طويلا ...

عجبا لقلبيي ، احدهما يضخ حبا والاخر ينفث كرها !!! كانهما وجهين لعمله معدنيه ، ملك وكتابه ، احدهما ملك ينفث كراهيه والاخر كتابه يضخ حبا !!! في الحلم جائني الطبيب اخبرني ، انت لاتملكي نصفين ، انت تملكي قلبين ، تبعثر الحياه نبضاتهما ، حتي ياتيك مجذوب يوحد دقات قلبيك ويوحدهما ، شرح لي الطبيب ان قلبيي سينفجرا من شده الحب وقتما يجدا الانسان الذي يستحق الحب بالقلبين معا ، كان الطبيب مشفقا علي من لحظه الانفجار العاطفي التي ستجتاحني ، مشفقا علي وعلي ذلك الرجل المجذوب الذي سيوقعه حظه العثر في حب انثي بقلبين!!! واستيقظت من النوم لا اصدق الطبيب واصدق امي !!!

في مراهقتي ، تعبت بشده من تناقض مشاعري ، احببت شابا غازلته بكل اندفاع المراهقه وهرموناتها ، اقبلت عليه كانه نظرته ستمنحني حياه طويله سعيده ، لم يكترث بغزلي لم يعبأ بمشاعري لم يبادلي الاعجاب والحب ، حتي هنا كنت اعامله من النصف الابيض ، حسب نظريه امي ، لكن لامبالاته وعدم اكتراثه اتعباني ، فنقلت مشاعري للنصف الاسود ، كرهته حنقت عليه تمنيت موته بلا غضاضه ولا تاثر ، كرهته واوصلت له مشاعر الكراهيه كالدبابيس توخزه ، النصف الاسود نجح اكثر من النصف الابيض ، النصف الابيض الفاشل الحنون لم يجلب لي السعاده ، لكن النصف الاسود الموحش الكئيب منحني الراحه وقت كره الشاب التافه التي تملا حبوب الشباب وجه ، منحني الراحه حين تلظي الشاب بكراهيتي ، شاهدها في عيني في رائحه انفاسي في انقباضات معدتي وقت سماع صوته ، تلظي الشاب بكراهيتي حتي اشفقت عليه من النصف الاسود وتصرفاته السخيفه ، اشفقت عليه بل وبكيت ايضا ، حين قابلني شاب طيب صدفه في النادي ، وقتها يبدو ان نصفي الاسود كان نائما او فاقد الوعي ، حين قابلته احسسته طيب وكدت احتضنه ، تعجب من نظرتي ، افصح لي عن عجزه عن التعامل معي ، اعترف لي باعجابه لكنه بسرعه شرح لي انه اعجاب لم يطل ، لاني اعجبته وقبل يصارحني باعجابه شاهد مني وجه اخر لم يفهمه ، وجه شرس عدواني ، اعترف لي انه خاف مني ، ان الكراهيه التي كانت تقفز من عيني اربكته ، سالني ، انت مين فيهم البنت الطيبه ام قلب حينين ، ام البنت الشريره ام قلب اسود ، هل اشتعل وجهي خجلا وارتباكا وقتها ، احسسه عرف سري ، احسسته عرف ان قلبي مقسوم لنصفين ، ابيض واسود ، حسبما قالت لي امي ، ابتسمت خفره ، كان طيب وكنت طيبه ، قلت له انا البنت الطيبه ام قلب حنين ، قبلني قبله خاطفه علي وجنتي واسرع بعيدا ، كانه صدقني للحظه لكنه خاف من اللحظه القادمه التي ستاتي لايثق في الوجه الذي سيراه مني !!!

النصف الاسود ياامي يفسد كل طيبات النصف الابيض ، النصف الاسود ياامي يكره الناس ويتصيد اخطائهم يتربص بهم ، النصف الابيض عاجز عن التعايش معه ، يقدم حبا وحنان يمحوه كراهيه وقسوه النصف الاسود ، كنت اشكو لها همي وانا ابكي ، مثقله بنصفي قلبي ، ذلك الاختراع الوهمي الذي اخترعته امي لي لتداري علي سر المعجزه التي اعيش فيها وبها ، حاولت امي تطيب خاطري لكن حالتي العصبيه المتوتره خوفتها مني ، شرحت لي ، قدرك تعيشي اسيره النصفين ، تجاهلي الاسود مااستطعت وتعايشي بالابيض قدر ماتقوي !!

زارني الطبيب ثانيه في الحلم ، نصحني لاابعثر مشاعري علي الشباب المراهق الذي يزركش وجهه حبوب الشباب ، نصحني البحث عن رجل ياسرني ، اقع في غرامه ، فيضخ الحب من قلبييي لقلبه ، يضخ الغرام مع الدم فياضا !!! كدت اساله وكيف اعثر عليه ، لكني استيقظت مشتاقه لحب ذلك الرجل الذي سيئلم نصفي علي بعضهما ويصالحهما علي بعضهما ويتوحد قلبي !!! كنت غبيه لااصدق الطبيب الذي يطاردني في احلامي يكشف سري الذي اخبئته امي ومازالت تخبئه ، كنت لااصدقه واصدق امي !!!

مازلت لااعرف ان تحت ضلوعي قلبين ، لكني اعرف بل اوقن اني لست طبيعيه !!!!
مرت طفولتي بسلام ومراهقتي باقل مشاكل ودخلت مرحله الشباب ، احلم بالحب والرقص والانطلاق ، وتحت اضلعي دقات كثيره اتصورها انفعالا وهي ضخات قلوبي في جسدي !!!هل ساعثر علي الرجل الذي يوحد النصفين !!!!

عاتبت امي ، كبرت علي الاوهام وانت تقولي لي خرافات لااصدقها ، اشرحي لي حقيقه الحال ، خافت علي من الصدمه ، لكي قلبين !!! هل صدمت لااتذكر لاني فقدت الوعي ، هههههههههههههههههه ، فقدت الوعي ، وبسرعه استرددته ، قلبين ؟؟؟ نعم قلبين !!!! قالتها امي بكل اسي ، ضحكت معها اسالها ، يعني اقدر احب اتنين ، كل واحد في قلب !!! لم تضحك امي علي دعاباتي السخيفه ، مازالت تذكر نبوءه الطبيب ، تخاف علي الارهاق ، تخاف علي نفسها من الارهاق ، حافظي علي مشاعرك !!! لم افهم ، ستفيض وترتبكي ، حافظي عليها ، لاتمنحيها الا لمن يستحقها ، لانه حين يستحقها ستفيضي عليك من نفسك بما لم يتصوره ابدا !! هززت راسي اوافقها لكني في الحقيقه لم اوافقها ، اتمني رجلا افيض عليه بمشاعري ، لن احافظ علي نفسي ، سارهقها معي ، نبحث انا وهي عن رجل يستحق حب القلبين !!!!

عندي قلبين ، كدت اهمس للرجال اغريهم بحبي ، عندي قلبين ، حين احب سيفيضا علي الحبيب بما لم يعرفه ولا يدركه اي حبيب اخر ، عندي قلبين ، اما اسطوره النصفين الابيض والاسود التي خدعتني بها امي فهي ليست صحيحه ، قلبي مجازا ساقول قلبي وانا اتحدث عن القلبيين ، قلبي لم ينقسم ابيض و اسود ، قلبي اثنين ، يملك كل مهما مشاعره وعواطفه واحاسيسه ، من هذا المحب الذي سيسرق القلبين وينهل من عواطفهما الكثير والكثير .... عندي قلبين !!!!
وقابلت رجال كثر ، لكن اي منهم لم يوحد نصفي قلبي فلم اصدق حبه ، فالحب الحقيقي الذي سيجتاحني سيوحد نصفي قلبي او يوحد قلبيي ويسعدني !! اين انت ياموحد القلبين !!!

حكيت الموضوع لصديقتي ، ففزعت ، انهارت في البكاء ، لم افهم سبب حزنها ، همست ، كانك ياصديقتي ابنه الوعد المعذب ، فقلب واحد يشقينا مابال قلبين ، كانك ياصديقتي ستواجهين الوجع مرتين والالم مرتين والعذاب مرتين !!!! لم افهم ابدا سر حزنها ، هل صار الحب لعنه والغرام هم والعشق وجع حتي نرغب في الفرار منهم ووأدهم ، هزت راسها بين الدموع ووافقتني ، صارحتني ، كم تمنيت انزع قلبي الموجوع باحزانه واقذفه بعيدا ، كم تمنيت احرره من حب عذبني ولم افلح ، فمبالك انت بقلبين ، حين يحتلهما الحب ستمرضين ستوهنين ، قلبين يحتلا بالحب في جسد واحد مهما قوي ضعيف وحزمه اعصاب واحده مهما تحملت لن تتحمل !!! وانهارت في البكاء اكثر واكثر !!!

زارني الطبيب في الحلم ، يقبض بصوابعه العشر علي جسد وليده لم تاخذ نفسها الاول ، جسدها شفاف ، تحت ضلوعها قلبين منيرين ، تراهم بعينك ، ينتفضا تحت ضلوعها الصغيره ، قلبين ورديين دافئين ، ابتسم وشرح لي ، روحك شفافه كجسدها وقلبيك دافئين ككقلبها ، سالته وكيف ستعيش ، سخر مني ، لست ساحرا ولا مشعوذا ولا كاذب ، لااعرف كيف ستعيش ، لكنها لو احبت نبض القلبين بالفرحه ولو لم تحب ماتا وهي معهما ، فالتي يرزقها ربها بقلبين ، يسخرها للحب ، كدت اساله وكيف ستحب ياطبيبي ، لكنه دثر جسد الوليده في غطاء وردي لون قلبيها واعطاني ظهره ورحل من الحلم وتركها لي في حضني ، فدوت الاربعه قلوب بنبضات قويه ايقظني صوتها من النوم !!!

الحب احتلال اتمناه !!! احتلال ابحث عنه واسعي له ، والا مالذي سافعله بالهديه الالهيه التي منحها لي الكريم ، قلبين يضخا حبا ينتظرا احتلال محبب وجيوش غازيه لن يطالبا ابدا بجلائها !!!! الحب احتلال اتمناه وابحث عنه !!! افحص الوجوه ، لا افحص القلوب ، الارواح ، النفوس ، الايماءات ، ابحث عن رساله تصلني من رجل يبحث عني ، تائه محتار ، رساله تصلني من اشتياقه من احتياجه من عذابه ، رجل سار في الطرقات كالمجذوب يهذي باسمي ، يناديني ، لايعرفني لكنه يناديني ، ابحث عنه ، بين الاوجه المتعبه ، الملامح المرهقه ، الارواح المعذبه ، النفوس التعبه ، ابحث عنه ، اين انت يامن ستحتلني بترحيبي ، اين انت يامن سافتح لك البوابات واهدم لك الاسوار ، اين انت يامن ساسلمه مفاتيح مدينتي وقلعتي وقلبي ، لا قلبيي ، اين انت يامن سامنحه رايات وفرحتي ونبضات قلبيي !!!!

مازلت اسير في طرقات الحياه ودروبها اتعارك معها ، تحاول تقهرني فاقهرها تحاول تكسرني فاداوي نفسي تحاول تميتني لكن حياتي لم تسقط اخر ورقاتها بعد ، مازلت اسير في طرقات الحياه ، اشاكس الحياه واتمرد عليها ، تكرهني فاحبها ، احبها فتخجل مني وتفر من يدي ، اعيش اياما متشابهه واحلام شاحبه بلا وهج بلا بريق ، احلام متشابهه ، كاني احلم نائمه فوق الصفحه البيضاء فلاتظهر لي الا جزئياتها البيضاء شاحبه عليله بلا رسومات بلا نقوشات بلا حيويه بلا حياه ، ايامي واحلامي متشابهه ودقات قلبيي توهن وتضعف ، المجذوب الذي ابحث عنه لم ياتي وقلبيي يقتلهما الجفاء الخواء الصمت الكريهه !!!!

انام استجدي الطبيب ينقذني في الحلم فلا ياتي ، اسير في الطرقات ابحث عن المجذوب ينقذني في الواقع فلا ياتي ، وقلبيي يوخزاني شوقا لعاطفه جارفه عجزت عن منحها لهما !!!
حتي ذلك اليوم ......

كنت اقود سيارتي ، نصف خدره ، ربما الحر ، ربما الارهاق ، ربما لاني كنت ابحث عن المجذوب في الشوارع ولم اجده ، اقود نصف خدره ، اسمع اغنيه ممله في راديو السياره ، وفجأ ، ارتطمت بسياره امامي ، لااعرف كيف حدث ماحدث ، كاني خطفت من الحياه ثانيه وعدت اليها ، ارتطمت بسياره امامي ، فرملت بقوه ، لكن صوت الزجاج المهشم من السياره الاماميه اربكني ، هل دست بنزين ثانيه لااعرف ، كاني مره اخري اختطفت وعدت ، لاهشم السياره التي ارسلها قدرها في طريقي ، فتحت باب السياره وقفزت منها ، صوب السياره المهشمه ، جريت لاعتذر ، فتح باب السياره ، نزل منها رجل متوتر ، صوت عالي يستعد لمشاجره عنيفه ، تواجهنا ، كلانا يصرخ لايسمع احدنا الاخر ، انا اسفه اسفه جدا ، .............. صمت طويل .... هل نسينا الحادثه ، لا لقد نسينا انفسنا ، نظرته اربكت القلبين ، تناقضت دقاتهما ، ايقاع روحي ارتبك ، هي مجرد نظره واحده ، لم نحتاج اكثر منها ليتغير كل شيء في الوجود !!!! نظره واحد ليتوحد القلبين المشتاقين للحب في قلب يبحث عنه !!! مجرد نظره واحده غيرت كل شيء في حياتنا !!!

ماذا حدث بعد هذا ، لااذكر ، فعلا لااذكر ، نحن نجلس امام بعضنا علي منضده في ركن هادي علي النيل ، اين سيارتي ، مالذي حدث لسيارته ، لااعرف ، ولااظنه يكترث !!!! مازال ايقاع روحي مضطرب ، دقات القلبين تتسارع تتباطيء تتنافر تتوحد ، الدم في جسدي يلف بسرعه ، اتوهج ، كاني اقف علي اسلاك الضغط العالي ، اختلس لعينيه نظره ، اطمئن له ، يحدق في ، احسه مطئمن لي ، اشرب رشفه ماء واعتذر له عن الحادث ، يبتسم سعيدا ، لايكترث بالحادث ، لا يكترث به ، ممتن انا لسيارتك التي حطمت سيارتي وقلبي ، اضحك لااصدقه ، لكني اصدقه ، لقد اسر قلبيي ، قدرا قادنا ساقنا في طريق الحادث لنتقابل ، نعم هو المجذوب ، الرجل الذي تلمع عيناه بحب الحياه وكادت تنطفيء لولا عثر علي ، هو المجذوب ، الذي حكم عليه بالغرام قدرا ابديا وكاد ييأس لم يجد قدره ، عاش معلقا من اطراف اعصابه في شجره جدباء ينتظر رواء يحيها ويحيه ، هو سعيد الحظ بطوفاني تعيس الحظ بفيضاني ، هو الرجل الوحيد في الحياه الذي كتب عليه يحب امرأه بقلبين ، ااممهما لصالحه وحدهما دقاتهما ضرباتهما دفقاتهما ، جميعا لصالحه ، له فقط !!! وتوحد القلبين ونسيت قصتهما وعشت قصتي كمثل كل البشر بقلب واحد ، يضخ مشاعره قويه فياضه لقلب اخر يضخ وبمنتهي القوه والحماس غرامه لي !!!!

مازلنا نجلس متقابلين ، القهوه تصب وتبرد وتتغير ونحن لانلمس فناجينها ، يذوب الثلج في اكواب العصير بوهج نظراتنا ، نحتوي بعضنا نسرق ارواحنا من عالم لم يفهمنا ، عرفني بنفسه ، كدت اقاطعه ، اعرفك ، انت المجذوب ، عرفته بنفسي قاطعني ، لاتحكي لي مااعرفه ، هل لاحظ نظره الدهشه علي وجهي ، نعم لاحظها ، تصورني متعجبه من ادعاءاته بمعرفتي ، لم يفهم سر اندهاشي ، انا ايضا اعرفك ، هذا ماادهشني ، انت تعرفني وانا اعرفك ، هل قبض علي اصابعي ، هل اضطربت دقات قلبيي بين اصابعه ، هل باح بحبه ، لااعرف ، لكني صدقت كل ماقاله ، قال لي انه لايفهم مايحدث ، وانا ايضا لاافهم ، سعيد بلقائي ، وانا ايضا ، ممتن للحادثه التي جمعته بنصفه التائهه ، ممتنه للثانيه التي اختطفني خارج الزمان والمكان والحقيقه والوجود والقت بي علي عتبه بوابته ، ففتحها برحابه وادخلني ، وبين جدرانه عثرت علي مقعد كبير ، عليه اسمي ، مقعد خصصه الزمان لي وكدت اياس الا اعثر عليه فعثرت عليه في حادثه سياره !!!!

عدت لامي تعبه ، لم انطق لكنها فهمتني ، عثرت علي قدرك ، مجذوب غرامك الذي هواك قبل يلقاكي ، هززت راسي فرحه ، اغتمت ، اشفقت علي من عواطفي واشفقت عليه من فياضاني ، سالتني ، تحبيه ، فكرت ولم اجاوبها ، لكن عيناي جاوبتها ، هو الحبيب الذي كنت تنتظريه ، هاانت قابلتيه ، هل سيحافظ عليك ؟؟؟؟ كدت اقسم لها اني التي ستحافظ عليه ، فهمتني وابتسمت وصمتت !!!!

مالذي جري بعدها ..... ابتلعتني الدوامه داهمه الطوفان ، عشنا حب بلا امل ، نعم بلا امل ، اوراقه الرسميه مسروقه باسم اخري ، لم اكترث من قال ان الحب بالامل يمنح طرفيه سعاده ، الحب بالامل يمنح طرفيه اعباء وقيود وواجبات تطرد الحب وتبقي الوحشه شوقا لما كان ولم يعد ، عشنا حب بلا امل ، جننا بالحب ، هل قلت لكم انه احبني بل كان يحبني كالمجانين ، هل قلت لك انه مجذوب بغرامي ، نعم كان هو ذلك الجنون المتوحش بالغرام ، هل قلت لكم انه كتب اسمي علي جدران مدينته ووشم صورتي علي صدره ، هل قلت لكم انه في ليله دافئه جلس تحت نافذتي يغني بين شموع صغيره حولت الارض لسماء بنجوم ساطعه ، هل قلت لكم انه اشتري لي يوما كل زهور المدينه ومزقها وريقه وريقه يسالها تحبني لاتحبني ، وحين تحولت الارض حوله لبحر من اوراق الورد جلس فوق اعلي موجاته يصرخ يناديني ، مجنونه انا ، اقول اشياء لاتحدث ؟؟؟ بل تحدث بين مجذوب وامرأه بقلبين يعيشا حب بلا امل .... كدت اساله يوما هل تحت ضلوعه عشرين قلب يفيضوا بتلك المشاعر الغريبه التي لم يعرفها بشر ، كدت اساله لكني خفت يظنني مجنونه ، لمح سؤالي في عيني وفهم صمتي ، طمئنني ، اعرفك مجنونه ولااخاف جنونك ، هو اجمل مافيك ، انت امرأه استثنائيه بلا رتابه بلا ملل ، اضطربت ، هل عرف سري ، نعم انا امرأه غير عاديه ، لان في جوفي قلبين يصرخا ويتوجعا بحبه ، نعم يتوجعا ، فالحب الصادق العنيف الحميم يوجع كدفقات الالم يسري في البدن يوهنه سما جميلا لايحتاج لترياق ، سما يحيي ولايميت ، لكنه كمثل الادمان يصرخ بالرغبه والاحتياج لجرعات الحب المنتظمه ، كل ثانيه جرعه ، الحنان الحقيقي يبكي ، الشوق الحقيقي يدغدغ العظام يفتتها ويدغدغ المشاعر يحييها ، الغرام الحقيقي لعنه !!! ومازلنا نحب بلا امل!!!

احبه ، بل اعشقه ، لااحبه ، بل هو الحياه التي بغيره لايكون لها وجود ، اراه في كل الوجوه ، المحه في كل العيون ، اشم رائحه عافيته في كل الروائح ، انصت لهمسه في هديل الحمام وتراطم الامواج وحفيف الاشجار ومواء القطط المحبه وصوت انهمار الامطار وهمهمات الزلازل وصراخ المواليد ، هل قلت انه احتلني وعالمي ، احتلني ولم اطالب برحيله ، احلتني ولم اقاومه ، احتلني ولم احاربه ،احتلني فرفعت كل الرايات البيضاء احتفاء باستيطانه لقلبي وروحي ووجداني ، يحبني ، لا بل يهواني ، لايحبني ، بل انا الوجود الذي بغيره لايكون لوجوده وجود ، يراني في عينه المفرطه في عشقها اجمل النساء اعذب الضحكات اشقي النظرات ، يحسني بقلبه الممسوس بالغرام دافئه كلبن الام حنونه كحضنها فياضه كحنانها ، يحتاج لي كامه التي يعشقها ، امه التي ليست من دمه لكنه تسري في دمه ، يشتاق لي بقلبه العليل بالهوي ، حبيبته انا ، المعشوقه التي اسرت رجولته بين اهدابها التي اعتقلت عنفوانه بين ذراعيها التي سرقت احلامه واممتها فلم يحلم الا بها ولها ، المعشوقه التي تقبل عليه فيتمني الموت في حضنها لتحتل روحه بدنها وياسرها بحياته موته ... انه عشق المجذوب بالهوي والانثي ذات القلبين ، مرض عضال ، لاشفاء منه او له ، انه الغرام الذي يسعد ويتعس ، يحيي ويميت ...

ومرت بيننا ايام كثيره ، سعداء متعبين ، عشاق مرهقين ، نقبل ونفر ، نقترب ونبعد ، نبكي ونضحك ونبكي ونبكي ، حبه امرضي ، كنت اشتاق له واشتاق له ، وحين اراه اشتاق له اكثر ، وحين يغيب يوخز بعاده قلبيي فاعتل واشحب ، اضطرب وانهك ، هو رواء روحي وقلبيي ، اتنفسه فتنتظم دقات قلبي ، افتقده فامرض ، تراقبني امي مهمومه ، تتذكر كلمات الطبيب ، عاجزه لاتملك ماتعالجني به ، تتمني لو شقت صدري وقذفت قلبيي بعيدا ، تتمناني حجرا اصم بلا اي ذره قلب فلااحب ولا اتألم ولااسعد ولااشقي ، لكنها لاتملك تحقيق امنياتها ، لقد منحني رحمها قلبا فوق قلبي ، كان كل الهم والوجع والحزن الذي يمنحه القلب الواحد لشقيه لايكفيها فمنحتني قلبا ثان يعذبني اكثر ويوجعني اكثر !!!!!! حبي امرضه ، يطاردني يبحث عني ، ينتظر كلمه تهدهده ، نظره حانيه تضمد جراح روحه ، لمسه تطيب اوجاع نفسه ، يطاردني وحين يلاقيني لايسعد ، فلقاءنا شقاءه ، سيسره ثم يشقيه ، وقت سيمضيه معي يحلق فوق السحاب باجنحه روحي ثم يتركني فيرتطم بالارض ممزق الوجدان مشتاق لايجد داءه ودواءه ، حبي امرضه ، حين يتسلل تحت جلده فرحه ثم وجع والم ، حين يجري في شراينه مع دمه بهجه ثم عذاب ، يتمني يبتلعني في جوفه فلا اعيش الا فيه وبه ، يتمنناي لم اولد للحياه التي لاتمكنه من الاقباض علي ، يتمنناي بقيت في رحم امي وهو معي ، نبقي هناك بلا ميلاد ، نعيش معا اول الحياه واخرها ، مجذوب هو مجنون ، يناديني ولايكف عن الصراخ وحين يعثر علي يصرخ اعلي لانه ساغادره وارحل !!!!

قلبه يعتل بحبي وقلبيي ينهكا بحبه !!!! اشحب فيمرض ، يمرض فاعتل ،اعتل فيتعب ، يتعب فارهق ، ارهق فيبكي ، يبكي فابكي ، نبكي ونبكي حتي نشق في صحراوات الوحشه التي تعتلقنا الف نهر بماء مالح لايروي الصحراء ولايروينا !!! الغرام الحقيقي لعنه !!! ومازلنا نحب بلا امل!!!

في الحلم ياتيني غاضبا هادرا كالبحر الموحش وسط الانواء العاصفه ، ياتيني غاضبا ، يبحث عن شفتاي عن حضني عن انوثتي الي فرت من رجولته ، ياتيني غاضبا متوحشا صارخا ، يتمني ونس الامل الذي قررنا نحب بغيره ، يبحث عن طمأنينه لم تمنحها لها الحياه ، غرباء عشاق تقابلا علي دروب الرحيل ، احبا بلا امل ، تعذبا وفرا ، ومازالا يتعذبا ، ياتيني في الحلم غاضبا يتشاجر معي ويصرخ يستجديني ويصرخ امنحيني كلك واسرقيني كلي ، امنحيني كلك ولاتبخلي علي بنفسك واسرقيني كلي ولاتتركي بعض لغيرك يمزقه ويعذبه ، في الحلم افر منه اختبيء خلف مقعد امي ، لن امنحك الا مامنحته لك ، لن اعطيك ما يفسد حياتك ولن تعطيني مالا تملكه ، لن ااعطيك ماسيقتلنا لو عشنا سعادته ، اختبيء منه خلف مقعد امي ، يصرخ في وجهها ، اتوق للحظه سعاده وسارحب بالموت بعدها ، تساله امي وهي ، هل ستعيش لحظه السعاده وتموت بعدها ، لايكترث وهو يصرخ ، رغباته وحنينه وشوقه للانثي الفاره يقتله كل ثانيه الف مره ، لايكترث بموتي ، يصرخ في وجه امي ، سنعيش لحظه غرام حقيقيه ونموت بعدها ، تلطمه امي علي وجهه ، تطرده من الحلم ، تخاف موتي اكثر من اي شيء في الدنيا ، لاتكترث بسعادته لاتعبا بهنائي لا تقدر عذاباته ، لاتتعاطف مع استجداءه ولا الحاحه ولا شوقه ، تطرده امي من الحلم وتحذره ، لاتعد هنا ثانيه ، لاتنهل كل رحيقها وتتركها تموت ، يتوسل اليها ، اتركيني اختبيء من الوحشه في احلامها ، لاتصغي اليه ، انت تاتي بالوحشه لاحلامها فتستيقظ تعبه مرهقه تحيط بروحها المجهده الهالات السوداء ، ارحل عنها ، ارحل عنها ، ارحل عنها ........................ واستيقظ علي صدي صوتها مدويا صارخا في صمت ليلي ، ارحل عنها !!!!!!!!!!

من الذي كتب السطر الاخير في العشق المجنون بين المجذوب وصاحبه القلبيين الذين توحدا في لقاءها وتبعثرا شظايا في وداعه !!! لم نعرف ، مثلما لم نختار البدايه لم نكتب احرف النهايه ، القدر تلاعب بنا حتي جننا ، تلاعب بنا وانتصر علينا ، القدر تلاعب بنا ، التقينا بلا مبرر وافترقنا بلا مبرر ، لم نختار وقت اللقاء ولم نرتب ميعاد الفراق ، لم يقصد يكون مجذوبا بحبي بعشقي ، لم اقصد اولد بقلبين يرهقاني وقت اعشق ويقتلاني وقت افارق ، السطر الاخير لعشقنا اجتاحنا امامه ، اجتاح اماننا احتياج ارواحنا شوق نفوسنا سعاده لقاءنا ، اجتاحنا امامه ، بعثر سعادتنا ، التقينا مثل كل يوم ، لقاء عادي مشوب باللهفه والشوق ، كنت مرهقه تعبه ، كوابيسه تطاردني وامي لاتكف عن طرده من احلامي ، جائني شاحب عليل ، لاينام الليل هكذا اوضح لي ، يقضي ليله كل يتمناني اسقط اسيره احضانه لكني فاره منه ومن الحلم ، جلسنا متقابلين صامتين ، كان كل الكلمات فرت من لقاءنا وتركت لنا الخرس نصلا بارد يقتل امل نفوسنا ، تلامست اصابعنا عفوا فارتجفنا من البروده ، لحظتها ادركنا ان السطر الاخير للغرام المجنون قد خط وانتهي الامر ، فقط عيوننا بقيت تتكلم وتبوح وتبكي وتشكي ، عيونه تودعني بغلالات رقيقه من القهر لاتسقط علي وجنتيه لكنها تكويني ، تحمل رسالته الاخيره ، احببتك لكنك مستعصيه علي الغرام ، لن يملكك الاجن او ساحر ، يأسر فيضان مشاعرك في مصباح مسحور لايعتقكك ابدا ، احببتك لكنك مستعصيه علي الشوق ، لايضعفك شوقك ولم ترضخي لشوقي ، احببتك بلا عقل فلم يفلح جنوني في الاستحواذ عليك ، قاومتيني ، ارهقتيني ، عذبتيني ، كنت ومازلت مستعدا للبقاء جوارك اتجرع حبك وسمك في ان واحد ، لكن ساعه النهايه دقت وبوابه الرحيل فتحت وامك طردتني من الحلم وانت اغلقت في وجهي باب الحياه !!! مازالت دموع القهر معلقه في عينيه !!! فهمت كل شكواه وعذاباته ، اضطربت شظايا قلبيي تحت اضلعي فارتبك كاني غزوته بحبي الغزوه الاخيره الفاشله ، نظرتي اوجعته ، اطفء الوجع بريقها ، انت الريح التي لايقبض عليها ، قاطعني ، لاانت الريح التي لايقبض عليها ، تجاهلت مقاطعته واكملت بوحي ، انت الاعاصير التي تبعثر وتمزق مهما اختبأت منك او قذفت روحي وسط دواماتك ، انت الغرام المنهك للقلبيين المتعبين ، لاتمنحي كل روحك وتتمني تاسرني في ماتملكه منها ، تمنحي غرامك وجعا لايرتوي ولاتملك نبعا ترويني منه ، جففت الحياه عيونك وتركت لي بقاياها قطرات لاتروي ، هل سترويني بدموعك لكنها مالحه ، هل ستسقي روحي كلماتك ونغماتك نعم هي تسعدني لكنها لاتكفيني ، قلبيي يحتاج للفيضانات وانت رغم كل الحب والغرام والعشق لاتملك الا قطرات من الرحمه تذبح وتوجع وتعذب !!!!

ابتعدت اصابعنا عن صقيع ارواحنا واختبأت بعيدا !!!! الحب بلا امل عذاب !!! والحب بالامل الكاذب عذاب !!! وافترقنا بلا ضجه بلا نحيب !!! جثتين باعدت بينهما سبل الحياه الموحشه !!!!! توقف قلباي عن النبض !!! وفرت الدماء من جسدي واحتلت روحي الوحشه والهم!!! عاد له عقله ولم يعد مجذوبا لاي شيء !!! رسم علي وجهه ابتسامه لاتخدع الا الاغبياء والبلهاء ومن لم يعرفوا الحب ابدا !!! لم اقابله ابدا بعد الفراق ، لم يقابلني ابدا بعد الفراق ، لم نبحث عن بعضنا ولم نتقابل صدفه !!! لكنه في بعض الاحيان القليله يتسلل من خلف ظهر امي لاحلامي ، يقبلني واخذه في حضني ونختلس لحظه سعاده ونفيق بعدها جثتين كما صرنا وكما سنظل!!!

نشرت في مدونه ياما دقت علي الراس طبول بتاريخ 17 مارس 2010
http://marmar18359.blogspot.com/2010/03/blog-post_17.html

ليست هناك تعليقات: