مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الجمعة، 18 سبتمبر 2009

عيب .. و .. حرام !!!


كانت شابه عجوز .. هرمه الوجه .. حزينه ... فلاحه تسافر للخدمه في منازل الاثرياء ....
زوجها بلا عمل ولايكترث بالبنات الثلاث اللاتي انجبهن ...
يشرب حشيش وينام في البيت طول النهار ويتركها تعمل كافه الاعمال التي تعرفها لسد احتياجات البنات وشراء سجايره وكيفه !!
كان شابا ضخم الجثه لكن الحشيش قضي عليه وعلي قدراته واعجزه بجميع المعاني ...

كانت مرهقه من كثره العمل والاسفار وعندما تعود لمنزلها تجد فتياتها الثلاث ينتظروها وتجده نائما يتشاجر معها لانها تاخرت ومافيش فلوس في البيت ... كانت تبكي وتضرب البنات وتنام حزينه وكل الايام متشابهه ....
قالت لي دون سؤال ان المشكله ليست فقط انها تعمل طيله النهار وانها بتسافر وتيجي وانها مرهقه وانها بتصرف عليه ولكن المشكله ..
وصمتت وظهر الخجل علي وجهها .. المشكله انه لايقترب منها وانا صارت مثل الارض البور لااحد يروي عطشها فجدبت !!! ..
كانت غاضبه منه تصرخ " يلعن ابو الايام السودا اللي وقفته في طريقي ، اللي يشوف طوله وعرضه يقول ياما هنا ياما هناك ، الاكاده منظر ، بالعافيه جبت التلت بنات متعرفيش ازاي وبس ، ومن ساعتها نام وماصحيش تاني ، البت الصغيره عندها ١٠ سنين من ساعتها وانا خلاص نسيت الدنيا واتربطت في الساقيه ولا التور المتغمي ، لا كلمه عدله تبل ريقي ولا حد يعبرني " وتبكي بحرقه علي حياتها !!!
فهمت مشكلتها وصمتت ليس لها حل عندي ... اضافت ... المره من دول - باقصد نسوان الجيران - لما تصحي الصبح كحيله وخدودها مورده وتدلق طشت الميه علي باب الدار تبقي تمام ، المره دي لا تتخانق ولا تغضب دار ابوها ولا يفرق معاها حاجه كلت ماكلتش شربت ماشربتش ، ماهي عايشه مع راجل !! "
وازداد صمتي ...... ورحلت ونسيتها !!!!
وبعد شهور طويله زارتني .... لم اعرفها ... مشرقه الوجه ، كحيله العينين ، جميله ، متورده الخدود ..... دخلت سعيده ومبتسمه جلست وتكلمت في اي شيء وكل شيء انصت اليها وفي نهايه الزياره سالتها عن احوالها ... شرحت لي ببرود " المخفي زي ماهو ، عويل ونايم في البيت والبنات مطلعين عيني " ...
ابتسمت فوجهها ونضارتها لا تقول ابدا ان " المخفي زي ماهو " وقبل ان اسآلها فطنت للامر فضحكت بعين فاجره وقالت " لا قصدك يعني علشان شويه الكحل وشويه الزواق "
وضحكت اكثر واكثر " ماهو لما حطيت ايدي في الشق من المخفي ورميت طوبته وبعد ما مرضني ، قابلت جدع ابن حلال ، باشوفه علي المحطه وانا رايحه وانا جايه ، بنتساهر ونتكلم وكده يعني كلك نظر " !!!!
لم يعجبني حديثها " كده مايصحش ، اتطلقي لو عايزه وبعد كده براحتك "
خبطت علي صدرها " العدو .. اتطلق والبنات تضيع والناس في البلد تاكل وشي ، انت عايزه تفضحيني " ..
ضحكت رغما عن انفي " ماهو كده مايصحش خالص ، عيب وحرام " ..
ضحكت ساخره من كلماتي وقامت ارتدت شبشبها واستعدت للرحيل ولعبت لي حواجبها وغمزت لي بعينها " عيب وحرام .. شالله ياعيب وياحرام .. وهو اللي عامله معايا مش عيب ولا حرام ، لا بيصرف ولا بيشتغل ولا بيشوف طلباتي ولا طلبات بناته ولا مكفيني وطول النهار نايم في البيت ااكله واشربه وانضف مطرحه وهو يشرب حشيش ويتخمد ، كل ده مش عيب ولا حرام ، ولا هي جت علي انا بس " ...
ورحلت راضيه عن نفسها تماما !!!
وبقيت صامته ومازلت !!!!!!

هناك تعليق واحد:

Youmna Sheta يقول...

يمكن غريب ان يبقى رد فعلى كدا بس أنا عيطت لما قريت الكلام ده ... حسيت باحساس وحش ما علينا من وصفه .... بس بجد لا احنا فاهمين الرجالة و لا هما فهمينا و أدينا بنلعن سلسفيل جدود بجد و عندنا احنا الاتنين الحق !!!!!!

و الست دى من حقها تغضب و تتعب ... فاكرين انه حق محتكر للرجالة بس (و انتىأكيد فاهمة قصدى ايه) و ان الستات لما يشتكوا من حاجة زى دى يبقوا بيشتكوا من عدم وجود كماليات !!!!