مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

مات مليون مره !!!




لو كان يدرك ان تلك الليله الطويله التي جافاه فيها النوم -
فقرر يسلي نفسه بلعبه لم يعتادها كسرا لملل الوحده - ستجر عليه الكابوس الدائم الذي يعيشه لاجبر نفسه علي النوم ودفن راسه تحت المخده او فر من غرفته والقي بنفسه وسط صخب و ضجيج شارعه الذي لا ينام ، ربما حدق في فيلم ملل حتي يسقط صريعا ، لكنه لم يعلم ولم يدرك ولم ينتبه للهوة التي القي بنفسه فيها قدرا اجباريا لم يختره ولم يملك الفرار منه لو كان يعلم ان تلك الارقام اللعينه ستجر عليه كل تلك الويلات لقذفها من يده وفر من لعنتها !!!
كانت ليله طويله ، امسك كتاب والقاه ، جهز طعاما وعافته نفسه ، فتح المذياع فلم يسمع ماكان ينتظره ، بحث عن اقبل الليل فلم يجدها ولم يقبل الليل ، بحث عن صوت فيروز يؤانسه في وحدته و" قديش كان فيه ناس علي المفرق تنطر ناس " لكن فيروز لم تنتظره ومازال وحيدا ، جلس فوق فراشه يقظا كآنه نام دهر ، افرغ حقيبه اوراقه يرتبها ، يحتله الملل ، سقطت احدي الاوراق علي الارض وتكاسل عن احضارها ، اطفيء النور وكاد ينام ، عاد للورقه يبحث عنها ، لا يهتم بها حقا ، لكنه القدر ، ا
مسكها ، مجموعه ارقام ليس لها اي معني ، متراصه بجوار بعضها ، حدق فيها ، وكاد يلقي الورقه ثانيه ، ثم امسك تليفونه وعزم علي اللهو في تلك الساعه المتآخره من الليل الطويل ...... " الو " ارتبك خجل ماذا سيقول في تلك الساعه من الليل ، كيف سيفسر لهوه العابث " الو " صوت جميل رخيم ناعم اعجبه ، صمت يسمع صوت انفاسها الهادئه " الو " لن يرد وسينهي المكالمه ، لكن اصابعه لا تضغط علي زر الانهاء ، انتعش ، اعجبته لعبه الصمت ، سيصمت اكثر ولتغلق هي الخط " الو " لكنها لا تغلقه ، لايعرف بالضبط ولا يتذكر لماذا تكلم " ايوه " ...
و.............. استيقظ من نومه صباحا يقبض علي تليفونه المحمول في يده كانه يخاف يتركه، لايعرف هل حلم جميل الذي عاشه ، ام صدفه غريبه ، يتذكر ببطء ، لم يكن حلما ، لقد تحدث معها ، هي الاخري يجافيها النوم كآنها تنتظره ، هي الاخري قبضت علي المكالمه ورفضت انهاءها تمني نفسها بصحبه ليل عابره تؤنس وحدتها البارده و
تنتهي حين تشرق الشمس، يحتسي قهوه ويحدق في الارقام كانه يحفظها يخاف ينساها ، فمعادله الارقام التي امامه هي معبره للسعاده او هكذا كان يظن ، هي رقم تليفونها ، هي بالذات ، تلك الانسه ذات الصوت الرخيم الجميل ، الانسه الوحيده التي كانت تتوق لصحبة وهو منحها الصحبة فمنحته هي السعاده !!!
السعاده !!! لا يصدق ، هل منحته تلك الانسه في تلك اللعبه السعاده التي كان يبحث عنها ويتمناها ؟؟؟ الانسه ؟؟؟ لايعرف اسمها ، لم يكترث باسمها فكل ماهمه صوتها احاسيسها التي فاضت من نبرات صوتها الرخيم ، يبحث عن سيجاره تذكره بتفاصيل الحديث الذي دار بينهما ، لقد قص عليها همومه وضحكت !!! نعم لقد ضحكت وهي تقص عليه احد مغامراتها الصغيره في اليوم الشاق السخيف الذي قضته قبل مكالمته ، وهو ايضا ضحك !! لايصدق انه ضحك !!! لقد كان غاض
ب ثقيل الظل لم يضحك منذ فتره طويله حتي ظنه الناس لا يعرف كيف يضحك !!! كيف اضحكته تلك الانسه التي لايعرف اسمها ، كيف سرقت من ليله الموحش ساعات طويله مرت في حديثها كالثواني كالطيف لايعرفه حلما ام حقيقه !!! وقرر ينسي اللعبه ويعود لحياته و.......... لكن حياته جافه بارده ، وضحكه الانسه التي لايعرف اسمها اسعدته !!! ولماذا لايتحدث معها ، يسر اليها بهمومه ، لماذا لايسمعها ويهون عليها وحدتها ، وفي النهايه بينهما مكالمه تليفون ، من يمل من يغضب من يزهق من يرفض ينهي الوصل بينهما بضغطه واحده و.....خلاص !!
كيف مرت ساعات اليوم لايعرف ، كان يجري بالساعات كانه يحرقها لتنتهي بسرعه ويقبل الليل " ياحبيبي " ويجلس فوق فراشه ويطلبها ، اعد حوارا سيديره معها ، سيسالها عن سنها اسمها وظيفتها سيخبرها عن اسمه عن سنه عن عمله و...... سيقول لها انه قبطي ، لا لن يقول لها هذا ، سيسآلها عن دينها ، لم تعجبه الفكره ، لماذا سيزج بدينهما في تلك اللعبه ، هي مكالمه تليفون عابره وستنتهي ، قبطي هو مسيحيه هي مسلمه ليس مهما ، فهي مجرد مكالمه تليفون لاتحتاج اكثر من اثنين يشعرا بالوحده لتتم !!! وابعد الامر عن راسه ، انه يلعب ويدرك جيدا انها هي الاخري تلعب !!! وليلهما طويل ووحدتهما قاسيه وحياتهما بارده ويحتاج كل منهما لكلمه عطف واهتمام و" الو " !!!

لم يسال نفسه وقتها لماذا احس حماسا ، لم يفهم سر انتعاشه ، لم يدرك سبب حيويته ، قرر يتحمم قبل المكالمه ، وتعطر ، وارتدي قميصا جديدا كان يدخره لمناسبه سعيده ، جلس فوق المقعد المريح ومد ساقيه امامه ، اشعل سيجاره وابتسم و....... " الو " ومات من السعاده !!
ويوم بعد يوم واسبوع بعد اسبوع ، وحوار فحدوته فنكته فدموع فغضب فانتظار فلهفه ، قرر يسالها عن ديانتها ، فالامر لم يعد لعبه ، ومكالمتهما الليله طالت وحفظ الارقام الغريبه التي قادته لصوتها و..... ضحكت كآنها لاتدرك اهميه سؤاله ، فكرره عليها ، فسالته " ليه ؟؟" فشرح لها مخاوفه هواجسه فشاغبته " ويفرق في ايه " فاطال في الشرح وكاد يعترف لها بانه ادمنها وانها احتلته وان حديثها معه يقوي احتماله علي الحياه التي يعيش
ها لا تعجبه ، كاد يعترف لها لكنه صمت لايعرف المفاجآه التي ستلقيها عليه ، ربما هي مسلمه وهو قبطي ، وقتها سيرحل وبسرعه ، فقلبه لايتحمل جراحا ، لن ينتظر حتي تبعده عنها ، لن ينتظر حتي تلقي علي مسامعه قوانين الاستحاله وصعوبه الواقع وتعقيدات الحياه تبرر اغلاقها مكالمتها في وجه للابد ، كاد يعترف لها بمشاعره الغريبه التي لم يكن مستعدا لها ، لكنه كرر سؤاله عليها واصر علي سماع اجابته ..
و.............تنفس الصعداء وكاد يقفز يلمس سقف الغرفه كاد يصرخ فرحا كاد يطير يحتضنها بين ذراعيه كاد يقول لها انه يحبها ، بل قال لها فعلا انه يحبها ، وان مكالماتها الليليه تسعده و...... لم يكترث بتحفظاتها علي حبه الفياض ، لم يسمع بقيه حديثها " انت ماتعرفنيش ، جايز شكلي مايعجبكش ، اصل الحب " لم يسمع ماقالته بل اصر علي استنطاقها " انت كمان بتحبيني !!" وصمتت وللمره الاولي كره صمتها كره صوت انفاسها المتلاحقه كره التليفون ، تمناها امامه ينظر في عينيها يتآمل ملامح وجهها وقتها كان سيعرف اجابة سؤاله دون كلمات والح والح و....... اعترفت له بحبها للرجل الذي عرفته من صوته وكلماته ، اعترفت له بحبها الغريب الذي تسلل لحياتها دون حسابات او مبرر منطقي ، الاغرب انها صرحت له وللمره الاولي انها كانت واثقه انه سيكلمها وانها انتظرت مكالمته سته شهور قبلها وانه حين طلبها لم تغلق الخط وكررت " الو " مدركه انه في
النهايه سيرد عليها وستحبه وسيحبها ، صرحت لها انها كانت تعرف كل ماسيحدث وكآنها عاشته قبل ذلك وعاشت كل تفاصيله !!!!!!! وصدقها ولم يصدقها ، صدقها لان كل مايحدث غير منطقي ، ولم يصدقها لان ماتقوله غريب ، هل كانت تنتظره ، هل كانت تعرف ان معادله الارقام ستقوده لقلبها ، صدقها لانه قرر يصدقها ولانه سعيد ولانه يحبها وهذا يكفيه !!!!
وطالت مكالمتهما اكثر وفرت من ليلهما الطويل لنهارهما المزدحم ولم تعد مكالمه بل صارت اثنين خمس عشر مائه ، كل دقيقتين مكالمه ، هي تطلبه تتطمن عليه ، هو يطلبها يبثها حبه ، هي تشكو قسوه امها له ، هو يتشاجر معها بدل رئيسه في العمل ، وفي الليل لايتكلما " الو " ويصمتا ، فلصمتهما وقع جميل ادمناه " الو " احدهما يقول فيجيبه الثاني " الو " ويصمتا ، كانهما يحلقها فوق السحاب ، كانهما يلقيا ببدنهما المشتعل في امواج عاتيه تبرده ، كآنهما يرقصا فوق عشب مرصع بندي الفجر ، كآنهما يدخلا في حضن بعضيهما وينتشيا ....... ولم يعد ممكنا ابتعادهما ، صار ضروريا الاقتراب الانصهار التوحد ، صار ضروريا اللقاء الامتزاج معايشه الحب بالصوت والصوره والمذاق والرائحه والوجود كله .........

الان يتذكر ...... لماذا لم تسعي لمقابلته
؟؟؟؟ لماذا لم تلح عليه وهي التي ماكانت تستغني عن صوته ؟؟؟ وقتها لم يسال نفسه تلك الاسئله ولو سآلها لنفسه لانقذ روحه !!! يسخر من كلماته من اسئلته ، انقاذ روحه مستحيلا فقد احتلها واسرتها وانتهي الامر !!!! لذا لم يسال نفسه تلك الاسئله وقتها ، لانها اسئله غير مجديه وغير مفيده ولم تكن لتغير من الامر شيئا !!!! الح عليها يقابلها ورفضت !!! وتعجب من رفضها واصرت عليه !!! وتشاجر معها وفخاصمته ولم تقابله !! حرمته من صوتها فجن يتمني يقابلها يقبض علي كفيها يشم انفاسها ، يشك في حبها يتصورها كانت تلهو وافاقت يطاردها بمكالماته يصرخ فيها تبكي بحرقه يصدق حزنها لكنه لايفهمه ، لايفهم سر حزنها ، يلح عليها يتقابلا ، سيهديها ورود حمراء ، سيمنحها قلوب شوكولاته ذهبيه مثل قلبه يتوهج بحبها و سياخذها في حضنه ، سيطلبها للزواج ، لايفهم لماذا لا تقابله ، لما تفر من المقابله ....
الان يتذكر ..... انه كلمها يوم العيد فجاءه صوتها متثائبا نائما بلا بهجه وادعت صداعا براسها ، كلمها يوم الجمعه الحزينه فوجدها مع صديقاتها تاكل في احد المطاعم كان اليوم ليس حزينا ، كلمها في رمضان وقت الافطار فلم ترد عليه وبعدها اقسمت له انها كانت نائمه وصدقها !!! يلوم نفسه ، كان كل شيء واضح لكنه فقآ عينيه لا يرغب في الرؤيه ولا الادراك ولا الانتباه !!! يستعيد روايتها ، امها مسيحيه ، لم يفهم لماذا قالت له ما قالته ، فهي مسيحيه وابيها مسيحي وامها ايضا !!! لماذا خصت امها بالحديث ، لماذا لم ينتبه !!!
كلمها في الليل ، صوته وهن ، يائس ، لايفهم سبب فرارها العمدي منه ، لم يضحك لنكاتها ، لم يدق قلبه لكلمات حبها الرقيقه ، مرض بحبها وافصح لها عن علته ، بكت خوفا عليه وانصاعت لالحاحه وقابلته !!!
جلس علي المنضده امام النيل وقت الغروب يحمل باقه الزهور الحمراء ، سعيدا ، ينتظرها ، يتخيل شكلها ، لم يسآلها عن ملامحها موقنا انه سيتعرف عليها بقلبه ، يراها خمريه بشعر اسود مجعد متداخل الحلقات ، عيونها سوداء لامعه ، يري ابتسامتها تكاد تشرق الشمس ثانيه بدل غروبها ، اقتربت منه فتاه تكاد تسحب المقعد وتجلس ، ارتبك ، سينهرها ، هذا مقعد حبيبته ، ستاتي حالا ، لايعرف لماذا ارتبك ، يعرف هذا الصوت ، يعرف تلك الانفاس ، حدقت فيه الفتاه طويلا فذهل !!! ا
انها هي ، كاد يقوم من مقعده لكنه لم يتحرك ، كآنه شل مكانه ، اطال النظر في وجهها ، نعم انها هي ، خمريه ، بعيون سوداء لامعه ابتسامتها ساطعه لكنه لم يعرف لون شعرها ولا شكله ، فالحجاب الذي كانت ترتديه منعه من ذلك !!!!!! وساد الصمت بينهما طويلا .... لايفهم !!!!
انها هي التي احبها ، نعم هي ، لماذا اذن ترتدي ما ترتديه ، تصورها تخبيء نفسها تتنكر ربما تخاف يراها احد معه في مكان عام ، ربما عائلتها محافظه لاتقبل لابنتها ذلك اللقاء ، لكن الدلايه الذهبيه المنقوشه بايه الكرسي تتدلي من صدرها تحت الطرحه بددت اوهامه وكشفت له السر الذي خبآته عنه شهورا وشهور !!!!!!
نهرها وهي تجلس امامه وكاد يلقي الزهور ارضا ، بكت فاحترق بدموعها وكاد يحتضنها ، افهمته انها هوته منذ اللحظه الاولي ولم تقوي علي مصارحته ، افهمته ان امها مسيحيه وابيها مسلم وانهما يعيشوا في منزل يحب الله بطريقته ، فهم وقتها كل عباراتها الغامضه اكمل كل كلماتها الناقصه كشف السر الذي اثقل قلبها وارهقها !!! احبها اكثر لكنه ادرك مصيرهما المحتوم !!! احبها لانها تحمل كل ذلك العبء وحدها لكنه اشفق عليها من فراقهما المؤكد !!!
و...............مرت سنوات خمس ، يحبا بعضهما وتبكي ، يفترقا ويبكي ، يلتقيا ويتواعدا علي الفراق ويبكوا .....
هو لن يبدل دينه لان الدين بداخله ايمان عميق لايقوي علي اقتلاعه من نفسه حتي لو كان من اجل الاستحواذ عليها ، هي لا تجد حلولا منطقيه تبيح ارتباطهما ، فكرا في الفرار لبلدان المهجر والارتباط المدني و" لينسوا الوطن " لكن الوطن يحتلهما وعائلتهما لا تستحق منهما ذلك الجفاء والبعد الابدي ، تفارقا الف مره ، وفي كل مره عادا يبكيان ، يحمل لها الورود الحمراء يصالحها ، تحمل له قلبها في يديها تقدمه له و...... الحياه تتعقد اكثر واكثر .....
يتقدم لها الرجال لخطبتها وهي الشابه الجميله التي لايوجد مبرر لعنوستها العمديه ، ترفضهم وتبكي لاتحلم بنفسها الا في حضنه !!!يتشاجر معها يغير عليها يصرخ يلومها علي اي شيء لايعرفه و...... الحياه تتعقد اكثر واكثر .....
ينهارا برجي التجاره العالمي ، يحتدم الصراع العالمي بين الاديان والجيوش ، ينسي الجميع رساله المحبه التي ارسلها الله لهم ، تنفجر احداث طائفيه هنا او هناك ، يزداد الصراع والحده والانقسام ، تضع امه صليب كبير علي صدرها هوية وتحدي ، تقاطعها اعز صديقاتها احتجاجا علي العلاقه الاثمه بينها وبين القبطي ، يزداد العالم طائفيه وكراهيه وغضب !!!
يلاحقها ابيها لمقابله العريس ، تفر كعادتها وتبكي ، يطلبها في الليل فلا ترد عليه ، يلاحقها بمكالماته وحين ترد عليه يتشاجر معها ويغلق الخط في وجهها !!! يلتقيا للمره الاخيره وتبثه حبها ويحاصرها بعواطفه ، تخفي السلسله الذهبيه داخل ملابسها ، يخفي يديه عليهما الصليب الموشوم داخل جيبه ، يخافا الناس حولهما كانهما يتربصا بهما ، يتمني ياخذها في حضنه وينام ، تتمني تدخل حضنه وتموت !!!
تودعه بنظره غريبه لا يفهمها ، يودعها بنظره غريبه لا تفهمها ، ينتشر في الجو رائحه قاسيه ، كآنها جرح متقيح مفتوح !!!
غدا عيد ميلاده ، لا ينتظر منها هديه ، يتمني كلمه شوق .تطلبه في الليل كعادتها ، تهنئه بعيد ميلاده قبل ميعاده ، تعده " عمرك ماحتنسي عيد ميلادك ده !!!" يحلم بسعاده !!!!!!
يفيق علي تليفون من شقيقتها تخبره " انتحرت !!!" لايسمع بقيه ا
لحديث .... يموت الف مره ويعود للحياه متآلما ليموت ثانيه !!! يبكي بلا دموع كآنه تحجر ، عجزت عن الفرار منه كعادتها ففرت من الدنيا !!!
يصرخ داخل نفسه ويتعذب !!! هي لا تستحق الموت ، فالحياه خلقت من اجلها !!!! لكنها فشلت في تحمل الحياه وقسوتها !!! فرت من كل شيء واقبلت علي الموت بشجاعه المنتحرين تهزم الحياه وتهزم قسوتها !!!!
يتذكر الان .... لماذا صمتت حين فاتحها بحبه !! لماذا فرت الكلمات من شفتيها وراوغته !!! يتذكر الان .. كيف احس غصه في قلبه من صمتها وانكرها !!! تذكر الارقام اللعينه التي قادتها للانتحار وحاصرته في بحار الحزن غريقا لايموت ولن ينقذ!!!! لايقوي علي زيارتها في المستشفي !!! سيحتضنها لو شاهدها واهنه مهزومه ، وقتها سيرتطم الصليب الموشوم فوق ذراعه بايه الكرسي الذهبيه فوق صدرها و..... ليذهب العالم كله للجحيم !!! لن يذهب لزيارتها رغم الحاح شقيقتها !!!
هو لايقل عنها شجاعه !!!!
سينتحر هو الاخر ..... سيقتل نفسه ...... سيغادر الحياه للابد ولن يعود اليها ثانيه !!!!
يعرف اسلحه موته اسلحه قتله وسيلته الوحيده لانقاذها !!!
يقبض علي تليفونه ... ينتظر مكالمتها ... واثق انها ستكلمه ... ستلومه انه لم يزورها ... ستعاتبه وتتدلل عليه .... كانها عادت للحياه لتتعذب ثانيه بحبه ... انتظر المكالمه .....
وحين رن جرس تليفونه في نصف الليل ، استعد للموت " الو " رد عليها ببرود ، هاجمها لطفولتها الغبيه ، صرخ في وجهها لانها هشه ساذجه ، لانه كان يلعب وهي صدقت اللعبه ، لانها اخذت علاقتهما العابثه بجديه لا ت
تناسب والظروف المعلومه لهما معا ، لم يترك لها فرصه الرد لم يترك لنفسه فرصه سماع صوتها وهنها انفاسها دوي دموعها ، خاف يضعف يتراجع عن الانتحار ، خاف عليها تنتحر ثانيه حين تدرك اغلاق الدائره حولها بلا بصيص امل بلا مخرج ، هاجمها بصوت اعلي ، افصح لها عن عبثه لهوه بمشاعرها ، سخر من انتحارها ، سخر من حمقها سذاجتها جنونها لانها انتحرت ولانها صدقت كذبه ولانها لم تخطب لاخر وتتزوجه وشرح لها بصوت فاحش - لايعرف كيف اصطنعه - ان زواجها لا يمنع علاقتهما ولا حبهما ولا .... والباقي مفهوم !!! وصمت !!!
سلمها سلاح قتله في يديها وانتظر موعد اعدامه ، صمتت طويلا ، يسمع نحيبها يخاف يضعف ينهال علي كرامتها بمعاول الخسه يفح في اذنيها باكاذيبه التي انطلت عليها ، ان غرامهما تآخر لانها مازالت عذراء وان زواجها باخر سيحل مشكلتهما !!!
وتطلق علي راسه رصاصه الرحمه وتصرخ بصوت مذبوح " ندل حقير وسخ مش عايزه اشوف وشك تاني " وانهت المكالمه وعلاقتها به وافترقا للابد .

وبكي وبكي وبكي ومازال يبكي .
يتابعها من بعيد يترقب اخبارها .
يحبها ويتعذب ويبكي
يوجعه ظنها فيه تصديقها لاكاذيبه ويبكي .

يحبها ويغير عليها ويبكي
يعيش ميت في
جسد حي لايشعر لايحس لايعيش .
ويبكي ومازال يبكي !!!
ويشتاق اليها ويفتقدها ويحبها !!! ويكاد في لحظات الانهيار ان يطلبها يصارحها بحاله لكنه يراها صفراء
ملقاه علي ارض حجرتها والاقراص السامه التي ابتلعتها تسري في عروقها فينتفض ويخاف عليها ويصمت ويبكي
وماتت الف مره بدونه وشفيت
ومات مليون مره بدونها ولم يشف
وشدت فيروز " اذا كان ذنبي ان حبك سيدي فكل ليالي العاشقين ذنوبا "

" هذه قصه حقيقيه !!!!!!!"

هناك تعليق واحد:

عماد يقول...

قتلتينى