
هي هي .... و ... هي هي ...
كل منهما تختلف عن الثانيه اختلافا كبيرا في كل شيء.
هي ...... هي فتاه مدللة ثريه تلميذه الابنه الوحيده واصغر الابناء في اسره ميسوره .....
هي ........ فتاه فقيره شقيانه تعاون ابيها في بيع الفول الابنه الاصغر لاسره فقيره ...
الفتاتان في نفس العمر تقريبا ، ابنه العائله الميسوره تلميذه في الصف الثالث الابتدائي وابنه بائع الفول ليست تلميذه في اي صف !!!
يلتقيا كل يوم في السادسه صباحا ، كلاهما تعيسه باكيه ، كلاهما لاتحلم الا بفراشها وتتمني تنام ، كلاهما غاضبه من امها وابيها ومن حياتها التعيسه كلاهما تنظر للاخري ولا تحدثها ولا ترفع عينها من عليها !!!!
ابنه العائله الميسوره ذاهبه للمدرسه تقف في برد الصباج علي الناصيه امام الفيلا تنتظر اتوبيس المدرسه تحمل حقيبتها الثقيله تقف ترتعد في البرد تمسح دموعها باصابعها المتيبسه بردا ، تلوم امها لانها توقظها من احلي نوم تجري خلفها من السرير للحمام وتضع عليها ملابسها بالعافيه وتشد شعرها وتقريبا تطردها من المنزل وهي تصرخ تتعجلها خوفا من فوات الاتوبيس ... ابنه العائله الميسوره تكره المدرسه والمذاكره وتكره الشراب الابيض والحذاء الاسود القبيح الذي ترتديه بلا فيونكات بلا ورود وتكره سندوتشات البيض التي تدسها امها في حقيبتها رغم عن انفها .... ابنه العائله الميسوره تعيسه تكره حياتها ..... !!!
ابنه بائع الفول ذاهبه للعمل علي الرصيف مع ابيها امام عربه الفول ، تخرج من منزلها فجرا ترتعد من البرد التي تعجز جلابيتها الخفيفه والبنطلون الكستور من وقايتها منه ، تحملها امها الاكياس الثقيله فتسير خلف ابيها تجر قدميها والاكياس وجسدها النحيل تكاد تنكفيء علي وجهها ، تكره امها التي تغسل راسها ووجها بالماء البارد لتفيق ، تقف بجوار ابيها منكوشه الشعر يصم اذنيها نداءات الزبائن والحاحهم السخيف ، ترد عليهم بكراهيه لايرحموها بطلباتهم المستمره وهي ترغب في النوم لكن صراخ ابيها لا يتوقف ويالا يابت همي يابت شهلي يابت ... ابنة بائع الفول تعيسه تكره حياتها .....!!!!
صبيتان صغيرتان تلتقيتان كل يوم ، لايقتربا ، لا يتحدثا ، كل منهما تحدق في الاخري ، تحقد عليها وتتمني لو كانت مكانها !!!
ابنه العائله الميسوره تحقد علي تلك الفتاه الحره قذره الملابس منكوشه الشعر تقف في الشارع تلهو وتتكلم مع الناس ، لها اهميه وقيمه ، تاخذ بقشيش كبير تدبه في جيب جلابيتها الملونه ، حره لاتنتظر اتوبيس المدرسه ولا تحمل حقيبتها الثقيله ولا تحل الواجب ولا تحفظ المحفوظات ولا ترتدي الحذاء الاسود القبيح ، فتاه حره واقفه في الشارع بالشبشب منكوشه الشعر تدب يديها في جردل المياه وتلعب بماءه ، فتاه حره تلهو في الشارع طيله النهار ، فتاه حره سعيده تعيش حياه جميله اما هي فتعيسه جدا !!!
ابنه بائع الفول تحقد علي تلك الفتاه المدلله ، ترتدي ملابسها الانيقه ، مصففه الشعر تربط جدائلها بالشرائط الحريريه ، تذهب للمدرسه ولاتعاني مثلها من الوقوف في الشارع طيله النهار ، تجلس في الفصل علي تخته اماهي فتجلس علي الرصيف علي حجر مشحوذ تدخل سنونه في بدنها ، فتاه مدلله سعيده يحيطها الجميع بالحنان والاهتمام والدلال ، ترتدي حذاءا اسود انيق وشراب له كورتان ملونتان من الجنب ولاتقف مثلها بالشبشب في الشارع فيدخل في قدميها الاشواك والمسامير الصغيره والتراب الاسود ، فتاه مدلله تاخذ مصروف كبير تنفقه في المدرسه علي شراء الشوكولاته التي نسيت طعمها ، فتاه مدلله تعيش حياه جميله اما هي فتعيسه جدا !!!
ودارت عليهما الايام ، والفتاه المدلله تذهب للمدرسه والفتاه الفقيره تقف تبيع الفول ... وكل منهما تحقد علي الاخري ...
وفي يوم تآخر الاتوبيس وتاخر فوقفت الفتاه المدلله علي الرصيف طويلا ولم تعود لامها تخطرها عدم وصول الاتوبيس تتامل الشارع ومايحدث فيه ، وفي نفس اليوم وقفت ابنه بائع الفول علي الرصيف طويلا بعد ان تركها ابيها امام عربه الفول وذهب ليحضر قدره الفول التي تآخر وصولها فبقيت هي بلا عمل واقفه في الشارع تتامله وتتآمل مايحدث فيه ....
تلاقت نظراتهما ..... كل منهما تاملت الاخري واطالت النظر ، ابتسمت ابنه بائع الفول مرتبكه فبادلتها الفتاه ابنه الاسره الميسوره الابتسامه ، لوحت لها فازدادت الابتسامه وبادلتها التحيه ... بقيت كل منهما مكانها تلوح للاخري مبتسمه ... كل واحده منهما تقف علي رصيف .. رصيفين متقابلين بعدين بينهما شارع واسع تجري فيه السيارات مسرعه ، كل منهما تنظر للاخري تبتسم ، لانعرف من اوحي لعقليهما الصغيرين بتلك الفكره المجنونه ، جرت ابنه بائع الفول صوب الابنه المدلله ، جرت الابنه المدلله صوب ابنه بائع الفول ، التقيا في وسط الطريق بين السيارات السريعه ، اقتربا من بعضهما البعض ، ازدادت ابتسامتهما ، كادت كل واحده منهما تحضن الاخري ، لكن صراخ السيارات وقائديها يسبهما لانهما في منتصف الطريق اربكهما ، قررا يجريا معا لرصيف واحد ، جريا معا صوب عربه الفول ثم وقفا وضحكا وجريا مسرعتين صوب الفيلا ...
يضحكا ويضحكا و

وسط الضحك والصراخ والخوف والفرحه تعارفا " رباب " ابنه بائع الفول " ريهام " ابنه الاسره الميسوره " عندي ٨ سنين " و " انا كمان " اتسعت ابتسامتهما احتضنت ريهام رباب ، احتضنتها رباب بقوه اكثر ، كان حبا جارفا انفجر في الكون واحتل قلبيهما و" نزلوا في بعض بوس " كل واحده منهما تحس الاخري حلمها الجميل الذي دخل حضنها !!!!!!
ومرت سنوات وسنوات ورباب وريهام صديقتان لايفترقا ..... تشاركا في كل شيء ، ، عاشا معا كل بطريقتها ، رباب تحكي لها عن " الراجل ابو شنب كبير اللي زلط ست شقف مره واحده " تضحك ريهام ولاتفهم معني " شقف " تضحك رباب وتشرح لها " شقفه ، شقفه ، نصف رغيف ياعمتي !!" ريهام تقص عليها " المس دخلت الكلاس بنشضد مي ايوه اصلي ماحليتش الهوم ورك بتاعي واتصلت بمامي وقالت لها الريبورت بتاعي حيجي وحش جدا " تضحك ريهام " بس ماهمنيش عادي يعني " لاتفهم رباب نص الكلمات لكنها تضحك لان ريهام تضحك !!!!! وتتداخل كلماتهم مابين سوقيه معجونه بتراب الشارع وفجاجه الرصيف ومابين لغه معووجه مزيج من العربي والانجليزي والفرنساوي معطره بالبرفانات المعطره !!!
وتمر سنوات ...... وتدخل ريهام المرحله الثانويه وتنفرد رباب ببيع الفول بعد اصابه والدها بداء الكبد الذي نفخ بطنه وصفر لونه وحوله ل"خرقه ياعين امه مالوش لزمه " وبدآ بائع الجرائد يعاكس رباب التي كانت تراه وتتجاهله لكنها في منتهي السعاده لانه يسمعها اجمل الكلمات التي تطرب روحها و" مقلوز ياجميل " و" عبرنا ياعم " لكنها تصر علي تجاهله وتشرح لريهام " لو اديت الواد ريق يعمل لي فضيحه في الشارع مااسدش مكاني ولا ناكل عيش " ولاتفهم ريهام سبب تزمت رباب وتحاول اقناعها ب " كلميه عادي فريند يعني " لكن رباب واهلها والناس في الشارع لايفهمون في ال " فريند " ولايقبلوا ان ترد رباب علي غزل الواد " بياع الجرايد " ولا اعتبرت " سايبه وضايعه وكلاب السكك تتجرآ علي " !! في نفس الوقت اعجبت ريهام باحد الشباب في النادي وكان اكبر منها قليلا لكنه محط انظار كل الفتيات لقوامه الممشوق ولا " رشدي اباظه " اعجبت ريهام به وحاولت لفت نظره بكل الطرق والوسائل تشرح لرباب " ولاكاني هنا ، اتمشي قدامه بالفستان الجديد ، البس نضاره سينيه ، صندال جديد ، اروح مع الب

و....... تمر سنوات اخري وهما صديقتين ، يتعجب الجميع من صداقتهما ، والده ريهام نهرتها الف مره علي " ايه البنت القذره دي اللي مصاحباها وعايزاها كمان تطلع عندنا الفيلا " ووالده رباب نهرتها الف مره علي " يابت هي زيك ، ايش جاب لجاب ،

تمر سنوات اخري وتخطب ريهام ويسطع سور الفيلا بالاضواء الباهره الملونه وتدخل رباب الفيلا مرتبكه مدعوه لحفل الخطوبه ترتدي فستان انيق شاركتها ريهام في اختياره وشراءه ، دخلت بخطوات متعثره تحس كل الناس تنظر اليها فهي ليست جميله و" الا فرنكه " مثل بقيه البنات ، وبقيت منزويه في ركن الحديقه وحيده


ومرت سنوات وانجبت رباب طفله صغيره اسمتها ريهام وهو مااسعد ريهام واتعس امها " شوفتي اخره انفلاتك البت البلدي سمت بنتها علي اسمك " وبعد عده سنوات انجبت ريهام طفله اختارت لها رباب اسم " مليكه " بعد ان شرحت لرباب انها سمعت ذلك الاسم في مسلسل البرنامج العام الذي يذاع الساعه ٦ مساءا والاسم عجبها لكن " شلته ليكي وقلت شكله اسم ذواتي يليق عليكم اكتر منا " ولم تتردد ريهام ووافقتها وصارت مليكه ابنتها الجميله !!! واختارت رباب مدرسه ابنتها بناء علي نصيحه ريهام بعد ان افصحت لها " عايزاها تبقي كويسه مش زيي " واعتادت ريهام تاخذ ريهام الصغيره مع ابنتها للنادي لاتكترث بتعليقات امها العجوز عن " البنت شكلها زي مامتها بلدي قوي " لكن ريهام تحب الصغيره وتحب امها ولاتشعر بذلك الحديث الفارغ الذي تقوله امها ...........
ومرت سنوات وسنوات .. وطلقت ريهام من زوجها بعد اكتشافها خيانته مع اعز صديقاتها ، ومات زوج رباب بداء الكبد مثل ابيها ، وباعت عربه الفول و" نصبه الجرايد " وعادت في اواخر الخمسينات لمنزلها كربه اسره ترعي ابناءها وتخدمهم وسرعان تخرج الابناء من الجامعه والتحقوا بوظائف مختلفه وظلت رباب وريهام صديقتان " الروح بالروح" ، رباب تاخذ " عده القهوه " وتذهب للفيلا تجلس مع ريهام في الحديقه يتذكرا شقاوتهما الصبيانيه في طفولتهما البعيده ، رباب تعمل القهوه وريهام تشربها ويضحكا ويعترفا لبعض برغباتهما الدفينه ، تقول ريهام " كان نفسي قوي البس الجلابيه والشبشب وازعق نهاره ابيض وابيع الفول واقف في الشارع اللي رايح والي جاي يعاكسني ، كنت متغاظه منك قوي اقول اشمعني هي واقفه براحتها ولامسرحه شعرها ولا شايله كتب وانا متعذبه !!! " تضحك رباب وتسخر منها " تقفي في الشارع ياريهام وتعملي ايه ، تقولي للزباين ايه ؟؟ من فضلك يااوووونكل لوسمحت ياطنطييييي ، والنبي انك فقريه ومالكيش في العز " ويضحكا وتوضح لها رباب " كنت متغاظه منك اوي وانفسي اجيبك من شعرك واقول ايه البت الملزقه دي بتاعت بابي ومامي وفي نفس الوقت اقول يابختها لابسه ستاشر شرز علي بعض ومعاها شوكولاته وملبس ولابسه جزمه وشراب والست مامتها هانم زي بتوع السيما " تسخر منها ريهام " ياشيخه بلا خنقه ، وهي دي عيشه ، ماتعمليش ماتقوليش ، عيشه مش لذيذه خالص ، انت بس علشان ماجربتيش اوامر مامي " ترفع رباب حواجبها " يادي مامي ، يابت اسمها ماما امه الحاجه ، مامي ايه ياخويا ، برضه بنت ناس " ويضحكا ويضحكا ويشربا القهوه ويضحكا ....
و............. لانعرف من منهما ماتت قبل الاخري ، لكنهما عاشا وماتا صديقتين !!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق