مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الجمعة، 16 أكتوبر 2009

ليله حلم ....!!!


كانت تجري .. تجري بسرعه ، ستفوتها الطائرة .. تاهت كثيرا في المطار حتي ادركت بوابه الاقلاع .. لغتها الاجنبيه لم تساعدها ابدا في فهم مايقوله الاخرين .. تجري .. تقبض علي كف طفلتها المذعوره وتجرها خلفها لاتعرف اين هي ولا مالذي يحدث فيها .. امها تسحبها من ذراعها وتجري بسرعه بسرعه .. تصرخ فيها بسرعه بسرعه ترتبك الصغيرره تتعثر في رباط حذائها المفكوك تقع ارضا فوق السير الكهربائي المسرع تصرخ الصغيره تصرخ الام يصرخ بعض الرجال المسرعين خلفهما يكادوا يقعوا فوقهم ، تنظر خلفها ابنتها ملقاه فوق السير تكاد تدهسها الاقدام الغليظه كانها قطه صغيره تكاد تدهسها مئات السيارات الماره بسرعه في الطريق السريع ...

خرج من المقهي غاضبا ، ففنجان القهوه الذي احتساه لم يسعده ، فالمقهي تمنع التدخين والنيكوتين في جسده مثلها مثل جميع الاماكن في المطار اللعين وهو يعاني طوال فتره الطيران الليلي التي حرم فيها من التدخين ، دخل القهوه يمني نفسه بجرعه كافيين ونيكوتيين تعوضه حرمان الليله الماضيه لايعرف القواعد المستحدثه التي اجبرت مطارات اوربا كل المترددين علينا باحترامها ، لاتدخين ، هكذا اكتشف قبل ان يسحب النفس الاول من السيجاره التي اشعلها ،انقض عليها رجال اقوياء كادوا يسحبوا السيجاره من فمه ، تمني لو اخذ منها نفس واحد واطفاها لكنهم لم يسمحوا له بهذا النفس وحاضروه طويلا عن القانون واحترام القانون ، ويتمني سيجاره وفنجان قهوه وليذهب العالم كله للجحيم ، مازال امامه وقتا علي اللحاق بالطائره ، وقتا لايدري ماذا يفعل فيه ، سيتحدث في التليفون ، سيخبرهم انه قادم ، لكنهم يعرفون انه قادم ومكالمته لن تضيف جديد ، سيطلب منهم مأكولات خاصه ، ضحك ، مؤكد امه ستعد له كل مايشتهيه واكثر ، الان ياامه اشتهي سيجاره واوربا تمنعني منها كاد يسمعها تصرخ وهي تخبط علي صدرها ياقلبي ياضانيا !!! وسار بخطوات بطئيه بغير هدي في واحد من اروقه المطار المزدحمه بركابه !!!

القت بجسدها فوق ابنتها الصغيره المكومه علي الارض ، قذفت الحقائب والاكياس من يديها وقوست جسدها فوق جسد ابنتها تحميها من الارتطام بالاجساد العفيه ، فقدت هي توازنها بالطبع وقبلها ابنتها ، كادا يسحقا ارضا فو
ق السير الكهربائي المتحرك ، حقائبها الملقاة خلفها كادت تتسبب في كارثه ، سادت الفوضي فوق السير ، سمعت كلمات اجنبيه فهمت منها ان بعض الرجال خلفها يشتموها ، هي تفهم ما يقولوه لكنها لاتعرف ترد عليهم ، حاولت الوقوف وهي تقبض علي كف ابنتها لكن السير اللعين لايقف ينزلق جسدها فوق حركته الكهربائيه الدائمه وتفقد توازنها اكثر واكثر ، هي فقط ترغب في الوقوف للنظر في عين الرجل الذي يشتمها ، فقط لتفهمه انها تفهم عباراته المنحطه وترد عليه بنظره عينها الملئيه بالاحتقار ، لكنها مازالت مقوسه فوق جسد ابنتها ، لااحد يعاونهما للوقوف من عثرتهما ، الجميع لايكترث بما يحدث فيهما ، والسير الكهربائي طويل كأنه بدأ فقط من نقطه بدايته ولاينتهي ، لمعت الدموع في عينها ، لكن نظره الارتباك والفزع المرسومه علي وجه ابنتها الصغيره باعوامها الاربع ، اعادت الدموع لجوفها ، لايليق بها تبكي امام ابنتها الصغيره وهي سندها في الحياه وحاميها ، لو بكت لفقدت البنت الاحساس بالامان والي الابد ، كادت تضحك ، لابد ان منظرها وابنتها غريب وربما مثير للضحك ، طفله صغيره تجثو علي ركبتها وامها كالقوس فوقها والحقائب مبعثره والسير الكهربائي ينقلهما لحيث لايرغبا عاجزتين عن الوقوف عن الخروج من السير عن تغيير طريقهما ، ضحكت بصوت اعلي فضحكت ابنتها وكاد بعض المارين فوق السير يضحكوا ايضا ، كل الغرباء انانيين لااحد يفكر في مد اطراف اصابعه لها يعاونها علي الوقوف وحل تلك الازمه ، جميعهم ينظروا لها يتأسوا لحالها ينطقوا بعض الكلمات الاجنبيه الرقيقه ثم يتركوها وابنتها ملقتين علي الارض !!!

سمع ضجيجا لايفهم سببه او مبرره صراخ فرحه فزع ضيق كارثه ارهاب لا يميز ، فنغمات الصراخ لاتدل الا علي الضجيج دون اي معاني اخري ، تلفت حوله يحاول يفهم سبب ذلك الضجيج ومبرراته ، انتبه لصخب ياتي صداه من بعيد ، شاهد بعض العابرين يأتون من جهه الصراخ ضاحكين ، بفضول وفراغ قاتل اقترب منهم وسالهم عما يحدث ، شرحوا له ان فتاه صغيره وامها سقطا فوق السير ولااحد يقوي علي انهاضهما والدنيا فوضي ، هز راسه كان يتمني قصه اكثر اثاره تضيع الوقت المتبقي علي طائرته وتنسيه النيكوتين الذي لايجري في دمه ، مجرد قصه تافهه ام وابنتها سقطتا فوق السير الكهربائي ، حدث عادي لن يكلف نفسه مشقه السير لمشاهدته ، ابتسم ساخرا ، ولماذا لايذهب ، فهو لايجد مايفعله حتي وقت اقلاع الطائره ويشعر بالملل والزهق ليذهب ويتفرج ويسلي نفسه !!

مازالت هي وابنتها فوق السير الكهربائي ، احست النوم يغزوا جفنيها يلصقهما ببعضهما البعض ، عادتها حين تواجه ازمه عاتيه ، تنام ولاتستيقظ حتي يقضي الله امرا كان مفعولا ، النوم سلاحها القوي في مواجهه النوائب والنكبات وغدر الزمن ، وقتها تبكي وتبكي وتتشاجر مع نفسها ثم يتسلل المخدر الذاتي من عقلها لشرايينها وتنام ، هزت راسها تطرد النوم ، ليس معقولا النوم فوق السير الكهربائي وابنتها تحتها
والحقائب مبعثره والطائره علي وشك الاقلاع ، يجب ان تفيق ان تحاول الوقوف مكانها ان تعاون ابنتها علي الوقوف ان تلملم الحقائب وتضبط ملابسها وعندما يصل السير الكهربائي لمحطته الاخيره تكون وابنتها مثل بقيه المارين العابرين اثنين يقفا علي السير ترتسم علي وجههما ابتسامه يستعدا لركوب الطائره وفقط دون اي شيء اخر ، لكن النوم اللعين يصر علي اختطاف لحظات وعيها الاخيره ، تقاوم ، تتذكر رحلتها الاولي لتلك البلده الثلجيه البعيده ، كانت عروس مسافره لزوجها الذي لا تعرفه ، فقط شاهدت صورته وعرفت مؤهلاته الدراسيه ودخله وشكل منزله ووافقت بلا تردد علي الزواج منه ، كانت سعيده وهي تركب الطائره للمره الاولي في حياتها ، سعيده لدرجه انها نسيت انها ذاهبه لاحضان رجل لاتعرفه ، لكنها لم تكترث ، فالرجل الذي احبته ومنحته قلبها وجسدها وعذريتها تعامل معها بمنتهي النذاله ورحل بلا كلمه وداع وحين سالت عنه عرفت انه سافر للعمل باحدي الدوله البعيده ليكون نفسه وحين سالت صديقه عن كلماته الاخيره لها ، قال صديقه قال لي اخبرك الاتنتظريه وتنسيه وتعيشي حياتك !! وهكذا عاشت حياتها وقبلت الزواج بصوره العريس الذي يقيم في البلاد الثلجيه البعيده وارتدت فستان زفافها الابيض وصورت بباقه زهورها البيضاء وحيدة كان صوره الزفاف كانت نبوءه الزواج الغريب لكنها لم تفهمها وقتها وركبت الطياره عروس لمده 18 ساعه منظرها مثير للشفقه عروس تجلس وحيده بفستان زفافها وطرحتها الطويله بمقعد ضيق في الدرجه الاقتصاديه بلا رجل و...........وصلت للثلج البلد والرجل والحياه وصدمت صدماتها المتتاليه ولم يطرف لها جفن !!!

سار صوب الضجه يلوم نفسه لماذا يعود لاهله لماذا سيقضي اجازته هناك ، سيرهقه الزائرون بالتحيات والدعوات وسي
متلا منزله بالضيوف وستنهار امه صحيا من كثره الطبيخ والترحاب والاستقبال ، سيشكو له كل الضيوف والجيران ضيق الاحوال وانهم مخنوقين ويتمنوا السفر مثله ، كل من سيزوره سيهمس في اذنه يرجوه ان يساعده للسفر ، وهو نذل جدا لن يساعد احد لانه لايتحمل مسئوليه اي شخص ياتي للبلده التي يعمل فيها ، لايتحمل ان يخطأ هذا القادم او يفشل او يرتكب اي حماقة مشينه فيلوموه هو لانه هو الذي احضره ، لا يتحمل لوم علي خطا لم يرتكبه ، هو ندل جدا لن يساعد احد لانه لن يجني اي فائده من مساعدته ، هو ندل ندل !!!!! ارتبك جدا وهو يسير صوب الضجيج ، لم يكن ندلا كان انسان عطوف جميل يساعد الجميع يحب كل البشر كان يكره النذاله ولايفهم ابدا مبرراتها ، فمجرد مساعده الاخرين يسعده ، لكنه قرر فجأ ونتيجه لالف مليون سبب ان يكون ندلا جدا ، سيتخلي عن البشر لن يعمل لهم حساب لن يساعدهم لن يهتم بشأنهم ، سيكون ندلا لن يفكر الا في نفسه الاساس مصلحته وغير هذا فليذهب للجحيم !! نعم قرران يكون نذلا وتخلي في بدايه طريق النذاله القاسي الموجع عن المرأه الوحيده التي احبها ، حين اجبر عن ذبحها والتخلي عنها ادرك ان قد صار نذلا فقرر وقتها ان يكون نذلا علي حق يمارس احقر التصرفات الخسيسه بقلب بارد ودم بارد لايكترث لحال الاخرين اذا كانت الظروف اجبرته علي ذبح حبيبته وذبح نفسه فمن له اي اهميه ؟؟ نظر في الساعه اقتربت ساعه اقلاع طائرته ، تمني سيجاره يدخنها وينام ، كاد يعدل عن مشاهده الضجيج ، فهو حقيقه لن يهتم مهما شاهد لن يكترث لمنظر محزن لن يتاثر بمنظر مثير للشفقه لن ينفعل لمنظر ضاحك لن يبتسم ، فكل مايحدث خارجه لايعنيه لكن شيئا دفعه للذهاب ، سار صوب السير الكهربائي بخطوات بطيئه بلا روح !!!

مازال السير الكهربائي يجري وهي جاثيه علي ركبتها جسدها قوس منحني ومازالت ابنتها تجلس تحتها كانها تلهو بالرمال علي شط البحر ومازالت حقائبها مبعثره في فوضي منظمه عرف بقيه الماره فوق السير التعامل معها ، مازالت ترغب في النوم ، لا بل رغبتها في النوم ازدادت وازدادت وتثائبت ودمعت عيناها ، فالرجل الذي سافرت للزواج به مريض لايغادر مقعده المتحرك ، صرخت فيه ، لم يقل لي احد انك مريض ، ابتسم ساخرا من سذاجتها ومن كان سيقول لك هكذا ياحبيبتي !!! كادت تساله وهل يمكنك معاشرتي وقبل ان تسال جذبها فوق ركبته وهمس في اذنها وهي مازالت بفستان زفافها الذي فقد رونقه مثلها قال لها لست مريض للدرجه التي تتصوريها فادركت انه فهم مخاوفها واطمئنت ، لكن التجربه العمليه الاولي كشفت لها عن مأساه حياتها مع ذلك الرجل الذي يتحول فوق الفراش لوحش بلا قلب ي
نتقم من مرضه وعجزه وغضبه من الحياه وكل اضطراباته النفسيه في جسدها ، فيمزقه باسنانه باظافره يلقي بدنه نصف المشلول فوق بدنها كانه سيخنقها ويحاول ويحاول ومائه مره يفشل ومره واحده ينجح لكن في جميع المرات تقوم من تحته تنزف من كل مكان امكنه الوصول اليه !!!

سار بخطوات بطيئه ، تذكر المرآه التي احبها ، كان يحبها فعلا ، منحته قلبها وعواطفها لكنه لم يكتفي ، وعدها بالزواج وبالامان وخطفها بارادتها لغرفه خاويه الامنهما ومنحها اجمل ليله حب ، استيقظت صباحا جميله مرتبكه ، احتضنها واكد وعوده ، كان يبحث عن عمل خالي الوفاض ليس معه مليم ، لكنه سيتزوجها وهي ستنتظره ، عاد لامه فهنآته بالعقد الذي حصل عليه والسفر بعد الغد ، بكي لايرغب في السفر لطمت امه وشقت جلبابها ، انها الفرصه الوحيده التي ستنتشله وتنتشلهما من قاع الحياة التي يعيشوا فيها ، اسر لها بحبه لطمت اكثر غاضبه منه انه كبل نفسه بهم لايقوي علي حمله ، اسر لها بفعلته وان البنت منحته نفسها ، ابتسمت الام واعتبرتها لاهيه عابثه تستحق الهجر واقسمت براس ابيها ان تذهب لابيها تخبره عن ابنته الصايعه التي دبست ابنها الساذج في مصيبه وارتدت جلبابها وطرحتها وكادت تخرج من الباب لم يمنعها الا بكاءه ورجاءه لا تفضحيها وعقدت امه الصفقه اللعينه معه ، سيسافر كما خططت له وهي ستصون سر الفتاه ولن تفضحها واستسلم حرصا عليها وعلي سمعتها عاجزا عن حمايتها باي طريقه الا طريق النذاله والرحيل وسافر للبلاد البعيده بلا قلب وعمل ونجح وادخر اموالا وترقي وعبث مع نساء كثيرات لكنه ابدا لم يحب غيرها و.... لعنه الله علي مطارات اوربا ومنع التدخين راسه يكاد ينقسم شظايا يحتاج لنفس واحد من السيجاره وبعدها يحدث مايحدث !!!


في ليلة زفافها اكتشف زوجها انها ليست عذراء وابتسم لها مصطنعا
حنان كاذب وقال لها انه لايكترث بماضيها مادامت ستحافظ علي حاضرها ومستقبله معها ، لكن طيله سنوات زواجهما لم يكف ابدا عن معايرتها بماضيها الاسود الذي ارسلها له امرأه مستهلكه اكل الرجال علي جسدها وشربوا ، في كل مشاجره يقول لها انه قبلها بعيبها وليس لها الحق تعايره بمرضه ، فمرضه ابتلاء اما عيبها فانحراف تجاوز هو عن معناه الحقيقي لانه رجل طيب !! في كل مره يصعد بصعوبه فوق جسدها لاينسي وهو يمزقها ان يذكرها بانها لم تكن عذراء وكانت صاحبه خبره تضنو عليه بها واولي بها تساعده حتي ياكل من جسدها ثماره المحرمه بسعاده ولاتدعي عليه شرفا وتنكر خبرتها وتحرمه هي ومرضه مما يحل له ، ويمزق جسدها وتبكي وتثيره رائحه الدماء اكثر فيحاول ويعجز ويبكي ويفرغ غضبه في جسدها ويفشل مثل مئات المره وتقوم من تحته ممزقه الجسد والكرامه تلوم الزمن الف مره وتلوم حبيبها السابق مليون مره علي مافعله بها حين فض عذريتها في لحظه غرام مليئه بالوعود انه لن يتخلي عنها لكنه تخلي ورحل واتاح لهذا المريض ان ينتقم منها اشر انتقام !!!

اقترب من الضجيج ، كان مشهدا كوميديا ، امرآه ملقاه علي السير المتحرك يجري بها تصرخ تحاول القيام لاتفلح !!! ضحك ضحكات ع
اليه ومر بجوار السير بسرعه فلم يشاهد وجهها الكسير وهي ملقاه علي السير الكهربائي لاتجد من يعاونها !!! سار بخطوات بطيئه يفكر في حاله بعد السفر يتذكر حبيبته كم سهر الليالي يناديها يدعوها لفراشه لحضنه يتمناها يشم رائحتها في انفه في مسام جسده ، كم سهر الليالي يستعيد تفاصيل ليلتهما الوحيده ، كان يحبها ومازال وكانت تحبه لكنها اكيد نسيته ، عرف انها تزوجت ، غضب لانها لم تنتظره ، ثم عاد والتمس لها العذر لم يطلب منها ان تنتظره واختفي من حياتها للابد ، يلومها كان يتعين عليها تبحث عنه ، يلوم نفسه كان يتعين عليه بعد سفره وفراره من سطوه امه ان يتصل بها يعتذر لها يصالحها يطالبها اللحاق به لكنه نذل هكذا صار نذل لا يكترث بالاخرين حتي بالسيده الوحيده التي احبها ، سار بخطوات بطيئه بجوار السير الكهربائي يقتله الملل ينتظر الطياره التي ستعيده لبلده وضجيجها!!!

لم تفكر في الرحيل والعوده لبلدها ، كانها اعتادت الثلج والضرب والجروح الداميه ، فقط يوما بعد يوم سلخت روحها من جسدها وتركته لزوجها يعذبه وهامت هي بروحها في كل الاماكن البعيده ، لم تسمح له بتمزيق روحها مثلما مزق جسدها ، وفي ليله غريبه ، كانت تحلم فيها بحبيبها ، تقول له انها سامحته وتشتاق اليه ، تقول له ان تشتهي قبلاته ولمساته ، تناديه ليآتيها تمنحه جسدها ثانيه عن طيب خاطر ورغبه عارمه ، كانت تشتاق اليه وتتمناه ، ستخبره انها صالحته ونسيت نذالته وانها كانت ومازالت تحبه ولاتتمني الا حبه ، وبدلا من حبيبها دخل زوجها حجرتها بمقعده ، اقترب من فراشها كانه يهمس في اذنها ، انتفضت فزعه لكنه شاهدته حبيبها فوق المقعد ، قفزت تحضتنه ، احتضنها ، بكت في حضنه بكي في
حضنها ، كانها حملته لفراشها وكأنه طار من مقعده وفك قيوده للابد ، كليهما لايذكر ماذا حدث في تلك الليله الغريبه ، مارسا الحب كانهما عاشقين منذ بدايه الدهر ، منحها ماء الحياه فخصب رحمها ولم يمزقها ولم يجرح جسدها ولم يسبها ولم تفر منه وناما حتي ظهيره اليوم الثاني واستيقظت لاتصدق نفسها وسرعان مااكتشفت ان تحمل طفله القادم ، ولم يصدق هو ايضا ماحدث ، حاول يستنطقها ، من حمله لفراشها ، كيف دخل غرفتها ، لكنها لاتذكر ماذا حدث ، كانت تنظر له بحب فالرجل الذي مارس الحب معها وستنجب منه هو حبيبها الغائب الذي استعار جسده ومقعده واحتل بروحه ذلك الجسد العليل ومنحها ماء الحياه وسياتي الطفل ابن حبها وليس ابن ذلك الرجل القاسي الذي لايصدق نفسه حين تخبره انها حامل وانها ستمنحه ماكان يتمناه وفقد الامل فيه !!!!!!!!!!

يلقي ببدنه علي اقرب مقعد ، يهمس لامه التي لاتسمعه ، يعاتبها ، صار غنيا وتبدلت حياتهم ، ازداد رصيده في البنك ، ملابسه لايجد لها مكان في الدولاب الكبير ، سيارته فارهه كبيره ، لكن حياته فارغه خاويه وجسده منزوع القلب ، يتمني لو احتفظ بحبيبته ، يتمني لو تزوجها ، يتمني لو عادت له ولو لليله واحدة ، يقضي معها ساعات السعاده التي عاشها في الحلم الغريب الذي حلمه ، كان نائما نصف عاري في ليله حاره ، يسمع موسيقا لاتمس قلبه لكنها تؤنسه ، يومها جاءته حبيبته ، حملته علي ذراعي
ها ، طار جسده بين كفيها ، يومها جاءت له وقضت معه اجمل ليله في عمره كلها ، حتي اجمل من تلك الليله التي عاشاها معا في الحقيقه ، في الحلم لم تعاتبه لم تهاجمه لم تلومه ، بل حملته بين ذراعيها كانه طفل صغير وغنت له وهدهدته ونامت في حضنه عاريه وهمست في اذنه باجمل كلمات حبها ، يومها مارس معها الحب الذي يكتمه بين ضلوعه ، الحب الذي يوجعه ، الحب الذي انكره علي نفسه ، ومنحها طفله الوحيد ، يبتسم وهو في المطار وحيدا ، نعم في ذلك الحلم مارس العشق مع حبيبته ومنحها طفله الوحيد ، فالمشاعر والحب والعشق والغرام والشوق والحنين المتفجر بينهما اثمر في لحظه طفل جميل رقد في رحمها ذكري منه تصاحبها طيله حياتها ، ابتسم ابتسامه بلهاء ، كان حلم كانه الحقيقه ، احسها بحق بين ذراعيه وفي احضانه وشم رائحتها ومنحها ماءه حياه مستمره لطفل العشق المشتعل المتوهج المكبوت بينهما !!! يلوم امه ، اتعسته ، حقق لها كل رغباتها لكنها لم تفلح في اسعاده ، فالمال والوظيفه والانتقال الاجتماعي لاعلي والترقيه والسياره الفارهه هذا كله لم يسعده والله يسامحك ياامه !!

قامت من عثرتها ، قبضت علي كف صغيرتها ، امسكت بحقائبها واكياسها ، ضبطت ملابسها السوداء ، احكمت الطرحه فوق شعرها ، ابتسمت لابنتها تطمئنها ، واقتربوا من نهايه السير الكهربائي ، مات زوجها منذ عده شهور ، في البدايه لم تحزن عليه وفكرت في حبيبها الغائب وقررت تبحث عنه ، لكنها تذكرت نذالته وطيبه زوجها الذي رغم كل شيء ستر عليها ولم يتخلي عنها وتبدلت طباعه معها بعد الولاده واحب ابنته حبا جما ودللها قدر ماامكنه ، حزنت لانه مات وترك الصغيره يتيمه ، وتركها في البلاد الثلجيه وحيده ، قررت تنسي حبيبها النذل رغم قناعتها الكامله ان الصغيره هي ابنته في ليله حلم ، قررت تنساه وتعيش مع ابنتها الصغيره وفقط !!!

سارت امامه وهو جالس علي المقهي ، نظر اليها ولم يعرفها ..... نظرت اليه ولم تعرفه ...... مشت خطوتين ثلاثه ثم صرخت ابنتها تناديه بابا ارتبكت ووقفت حدقت في وجه عرفته علي الفور ، قام من مكانه مرتبكا حدق فيها وتعرف عليها ، نظر للطفله الصغيره و
تعجب لماذا تناديه بابا ، نهرت الطفله الصغيره وسحبتها من يدها وهي تهمس في اذنها ده مش بابا ، ثم اعتذرت للرجل الغريب الذي قررت تنكر معرفته بها وافهمته ان طفلتها تتعلق باي رجل لان ابيها مات .... واكملت سيرها لكن قام خلفها ، كاد يناديها ، كاد يساله عن الطفله اليست ابنته ، ضحك من بلاهته هو لم يراها منذ رحيله منذ سنوات ، وهي تزوجت باخر ولم يعرف طريقها ، لو سالها عن الصغيره لنهرته واتهمته بالجنون وسيصدقها كل من يسمع قصته ، طفله اودعها في رحمها في ليله حلم رساله اعتذار وحب ، صمت وتركها ترحل ، سارت امامه قلبها يكاد يخرج من مكانه لاتصدق ان الطفله تعرفت علي ابيها الحقيقي ، فهذا الرجل النذل الذي غدر بها وتركها ورحل ، هو الاب الحقيقي لابنتها حين زارها بروحه في ليله حلم ومنحها حبه وعشقه وغرامه واجمل ما في حياتها طفله صغيره "حنين"
كان المطار مزدحما ... تاهت هي وابنتها وسط زحامه ....
كان المطار
مزدحما ... تاه هو وسط زحامه ....
سار كل منهما في طريقه لايفكر الا في ليله الحلم التي جمعتهما واثمرت تلك الطفله الجميله دليلا حيا علي حب كان ومازال وسيظل بينهما حتي لو فرقتهما الحياة وابعدتهما الايام !!!!!!!



ليست هناك تعليقات: