مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الجمعة، 13 يوليو 2012

كل هذا حدث في يوم واحد ( الجزء الاول ) ا


الجزء الاول
" رسالة حورس لاهل المحروسة " 



انا ابن كل اللي صانك
رمسيس و احمس و مينا
كل اللي زرعوا في وادينا
حكمة تضلل علينا



( 1 )
المعبد الكبير


في صحن المعبد الكبير ، كن يلهون معا ..فتيات صغيرات تسللن من ازمنة وسنوات مختلفة ، اجتمعن في لحظات طفولتهن التي تتباعد  عشرات السنوات بينهن ، لم يكن اطفالا في لحظه واحدة ولا سنة واحدة ، اعمارهن في الحقيقة متباينه لكن لحظة طفولتهن هي اللحظه التي اختارتها النداهة لتناديهن وقتها و الحلم جمع بينهن فيها ، فتيات صغيرات تسللن من البيوت البعيده ، من علي شاطيء البحر ومن قلب الجبل ومن فوق التل ومن داخل النجع ومن القرية الصغيرة ومن الصحراء الجدبة ومن الحي الراقي في المدينة العريقة ... تسللن ليلهون لهوا بريئا يتفق وسنوات اعمارهن القليله وقلوبهم الخضراء... 
دخلن المعبد الكبير بلا وجل من هيبته وهيبة تاريخه العظيم ، تحلقن في دائرة امام المسلة الكبيرة وعيونهم مغمضه واكفهن متشابكه واخذوا يصدحن باهازيجهن التي حفظوها من الامهات والجدات...
لايعرفن بعضهن ولن يتعارفن ؟؟!!!
النداء الذي ايقظ كل منهن من عز نومها واخرجها من دارها وقادها للمعبد الكبير لم يوضح لهن سبب النداء ولا مبرر اللقاء ، اذهبي حيث عليك تذهبي ، هذا ماسمعته كل منهن همسا في اذنها فقفزت من فراشها وهرعت صوب المعبد !!! لم تقف اي منهم امام مايحدث لم تندهش من سرعه تلبيتها للنداء ولا ادراكها للطريق الغريب الذي لم تسر فيه من قبل ولم تسمع عنه ولاتعرفه لكنها سلكته بصدي النداء الغريب ووصلت لهدفها مهدية بضوء النجوم وبوصله القلب .....
اجتمعن جميعا بغير ميعاد وبغير سابق معرفة ، جميعا في صحن المعبد الكبير ، ومعهن صبي وحيد .. يوسف !!

( 2 )
مجرد استراحة !!!ا

وقفت البارجة الحربية الامريكية حاملة الطائرات في قناة السويس لتستريح من رحلتها الطويلة !!!! 
ربما كانت قادمه من افغانستان بعدما هدت جبالها فوق رؤوس ابناءها ، وربما كانت قادمه من العراق بعدما انزلت قوات المارينز لاحتلالها ، ربما كانت قادمه من هيروشيما بعدما ضربتها بالقنبله النووية ، ربما كانت قادمه من اسرائيل بعدما منحتها كل الاسلحه اللازمه لتمحو كلمه فلسطين من فوق الخريطه وتقتل اهلها ، ربما كانت قادمه من معسكر جونتيناموا بعدما افرغت حمولتها من السجناء السياسين وتبحث عن حمولة اخري ، ربما كانت قادمه من فيتنام تحمل جرحي الهزيمه وجثث القتلي بسلاح الاراده الشعبيه الفيتنامية بعدما مزقت اجساد المقاتلين بقنابل تنشر الموت بليا صغيرا الف مليون في الجسد الرقيق فتبعثره شظايا عار لتمثال الحرية الامريكية ، ربما كانت قادمه من افريقيا لتقبض علي رجالها ونساءها عبيدا جدد بعدما اوصلت شحنتها الاولي للسواحل الشرقية الامريكية ، ربما كانت قادمه من اخر معاركها في الاحراش والغابات وقتما ابادت بقيه الهنود الحمر اصحاب الارض الاصلية التي احتلها المساجين المطرودين من اوربا لتعميرها !! كل ماابلغت به هيئة قناة  السويس ومرشديها انها كانت في رحلة طويلة وانها ستقف في القناة  حتي تستريح البارجة ويستريح طاقمها ومدافعها وشياطين الموت فيها من كثرة القتل !!!! 

( 3 )
في البحيرة المقدسة

مازالت الفتيات الصغيرات جالسات في صحن المعبد الكبير ، يلقي علي اسماعهم تاريخ الحكمة وحكمة التاريخ ، مازلن يتحلقن حول المسلة وارواحهن تشرئب صوب قرص الشمس الحاني اتون يتسلل وهجه لشراينهن يمنحهن الدفء والقوة ، مازلن قابضات علي اكف بعضهن تسري كهرباء المحبة في اعصابهن فيقتربن اكثر واكثر و............ اقتربن من حافة البحيرة المقدسة والقين باجسادهن فيها ، من تعرف العوم ومن لاتعرف ، جميعهن غطسن تحت الماء المعطر باللوتس واغتسلن من ضعفهن وارتعاشة قلوبهن ومخاوفهن الدفينة فسرت السعادة والقوة لارواحهن حتي ظنوها نزهه بريئة ولم ينتبهن لتسلل الحكمة والوعي والتاريخ لعقولهن الصغيرة ، لم ينتبهن لغرس الحب والوجد والعشق والقوة والكرامة في قلوبهن الصغيرة ، لم ينتبهن لما يحدث لهن وفي حياتهن ، لم ينتبهن وكيف ينتبهن وهن صغيرات بريئات لايعرفن اسرار الحياة التي سيعيشوها وقت يكبرن وينضجن ...
 في البحيرة المقدسة وماءها العطر قبلهن وبعدهن تعمد الكهنة وحراس الكنوز والشعراء والمدونين علي احجار المعابد والنحاتين والرسامين والناطقين بالحكمه والمكشوف عنهم الحجاب والبصيرين باسرار الحياة الاخري والعلم اللدني والنساء الامهات وفتياتنا الصغيرات والابطال الشهداء والمنتصرين ، هنا وفي هذا الماء المقدس تحمم حراس الحياة الدنيا وتعاهدوا الا ييأسوا والا يقهروا والا يكسروا والا يستسلموا للموت مهما قوي عليهم ومهما استبد وطغي ... هنا في البحيرة المقدسة ، تعمدت الصغيرات وقويت قلوبهن وشحذت عقولهن واعددن للدور العظيم الذي ستعيشه كل منهن وقتما تعود لحياتها الحقيقية وتستيقظ من الحلم الذي نعيشه معهن !!!! كل هذا حدث لهن ومعهن يوسف !!!
و........... استيقظت الصغيرات من نومهن وعلي اجسادهن قطرات من ماء لايعرفن مصدره وحلم يخايل عقولهن الصغيرة لم يفهمن طلاسمه فوقت الفهم لم يأتي بعد ومازال العمر طويل ..
واستيقظ ايضا يوسف من نومه لايصدق مارآه في الحلم وجسده معطر بالماء المقدس وعقله يسطع بالحكمة !!
والحدوته لم تبدأ بعد ..........

( 4 )
مدينة الشهداء

وقفت البارجة الحربية الامريكية في قناة السويس ..
انزلت الهلب في الماء ،اخترق الهلب صمت وسكينه مدينه الشهداء تحت سطح القناة  ، رفع المؤذن آذان الفجر ليوقظ النائمين ودقت اجراس الكنيسة تعلن بداية القداس ..استيقظ الشهداء في كل الازمنة ، استنجد بعضهم بالحسين ليقويه والبعض الاخر بالعذراء لتمنحه بركتها ، واستعدوا للاستشهاد مرة ثانيه وعاشرة والف ، استيقظ الشهداء في حرب اكتوبر وارتدوا ملابسهم العسكريه الملطخة بدماء الشرف واوسمتهم التي تقلدوها تقديرا وعرفانا للبطولة والنصر واستعدوا مجددا للقتال والشهاده ، استيقظ شهداء هزيمة النكسة وخلعوا عنهم اثواب التقهقر والانسحاب وارتدوا اجسادهم الممزقه في الصحراء واستعدوا للقتال ، استيقظ شهداء " الهوجة " الذين هزمهم " الولس " والغدر ، استيقظ شهداء ثورة القاهره الثانيه واقسموا ينتقموا من الفرنسيس ، استيقظ شهداء مذبحه دنشواي واقسموا ينتقموا من الانكليز الظالمين ، استيقظ مئات الالوف من الشهداء المصريين الذي حفروا القناة  بحياتهم وقدموا دمائهم رخيصه فداء مصر الوطن الذي احبوه وفتحوا معبرا مائيا فريدا ليقدم للوطن الرخاء والحياه الجميله التي حرموا منها استيقظوا واستعدوا للثأر ، استيقظ شهداء معركة قادش واقسموا يعودوا للحياة لطرد الحيثين مرة ثانية و........... دبت الحياة في مدينة الشهداء وسرجت خيول العربات الحربية وعمرت المدافع بالبارود وارسلوا جميعا برقية لعبد العاطي صائد الدبابات لينضم اليهم فوعدهم بسرعه اللحاق بهم و.......... استعدت مدينه الشهداء للقتال والاستشهاد مره جديده والحياة الخالدة مرة اخري و..... زينت المدينة بالفخر انتظارا للانتصارات الجديدة !!! 

( 5 )
الحلم

غادر الحلم فراشهن وتسلل ضوء النهار لغرفهن الموصدة ، استيقظن جميعا من النوم وهن لايصدقن ماشاهدنه في الحلم ، حلم هذا ام علم ، اجسادهن المبللة بالماء المقدس ورائحه الصدأ المنبعثه من مسام جلدهن المغسول باللوتس ، يؤكد لهن ان ماعاشوه علم لايعرفوا كيف عاشوه ، لكن اجسادهن الملقاة فوق الاسرة التي ناموا عليها في الليلة السابقه تؤكد عليهن ان ماعشنه مجرد حلم ...
همست نجية الحكيمة .... اللهم اجعله خير
وهمست ابلة لولو ... اللهم اجعله خير
وهمست انتي صفية ... اللهم اجعله خير
وهمست ام ميلاد ... اللهم اجعله خير
وهمست ام سعد ... اللهم اجعله خير
وهمست ام مجيب .... اللهم اجعله خير
تساءلت كل منهن ، من الاخريات ؟؟ ومن يوسف ؟؟؟
نجية الحكيمة لاتعرف ام ميلاد ، وام سعد لاتعرف ام مجيب ، وانتي صفيه لاتعرف ابلة لولو ، وجميعهن لايعرفن يوسف ، الصبي الصغير الذي تسلل داخل حلمهن وشاركهن تفاصيله ، نعم ، لم يتكلم معهن ولم يسمعن صوته ، لكن عيونه المتقده بالذكاء بقيت في ذاكرتهن طيفا وخيال ، مالذي جمعهن جميعا في الحلم ولماذا يوسف ؟؟؟
لن تفهم اي منهم ماحدث في تلك الليلة الا بعد وقت طويل !!!
لن تفهم اي منهم لماذا حدث ماحدث !!!
وطبعا لن تفهم اي منهن وقتما استيقظت من الحلم لماذا شاركها يوسف تفاصيله ووقته الغريب !!!
كل منهن وقتما استيقظت من نومها في ذلك النهار الذي لايشبه اي نهار اخر قررت تصمت تماما ولاتقص الحلم علي الاخرين ، لن تحكي اي منهن للاخرين انها دخلت المعبد وتحممت في البحيره المقدسه وتلقنت بالحكمه والوعي وفهمت المصيبة التي تنتظرهم وعرفت كيف تخرج منها وتهونها وقت تقع ، لن تحكي اي منهن عن تلك الليلة لاخر غريب ، نعم فالجميع عداهن المتشاركات في الحلم غرباء ، هذا الحلم سرنا الكبير الذي عشناه معا ، نحن و........ يوسف !!!
وعادت كل منهن لحياتها التي لانعرفها وسنعرفها ..............
وعاد معهن يوسف !!!
لماذا فقط يوسف الذي حلم مع النساء بحلم التطهر واليقين في البحيرة المقدسه ، هذا ماسنعرفه من يوسف ومنهن جميعا !!!
همس يوسف .... اللهم اجعله خير
وبدأت الحكاية الغريبة التي حدثت كل احداثها في يوم واحد !!!!

( 6 )
بث مباشر

وقفت البارجة الحربية الامريكية في قناة  السويس ....
فاستعدت كل الفضائيات لبث مباشر يحمل كل المفاجئات - حصريا - للمتفرجين والمشاهدين في البيوت وعلي المقاهي ، اسري الشاشات الجالسين ملتصقين علي المقاعد والاسرة ، تحاصرهم رائحه غازات منفرة تنبعث من اجسادهم ، تخنقهم من كثرة الاكل الذي يمزقوا به امعائهم الغليظه ويطلقوا منها حروبا كيماوية تقتل اصحابها التنابله البلداء الجالسين تحت قصف الاعلام الدامي طيله سته وعشرين ساعه يوميا...
 استعدت الفضائيات لتسليه جمهورها ورفعت سعر الساعه الاعلانيه وتفاوضت مع الوكالات علي رفع السعر مره جديده وقتما تبدأ الجثث في التمزق اشلاءا امام الكاميرات ، رضخت الوكالات الاعلانيه وتفاوضت مع المنتجين واصحاب الخدمات علي رفع اسعارها ، تحمس الكثيرين للاجواء الجديده التي سيعيشوها ووافقت كبري شركات المقاولات علي زياده عدد ساعات بث اعلانتها تهنيء الاحياء المتبقين بعد القصف العنيف علي استمرار حياتهم وتمنحهم فرصه لشراء مقابر فرعونيه جديده تسمح لهم بالموت بمنتهي السعاده في القصف القادم !!! وكل قصف وكل بارجه وكلنا طيبين !!! 

 ( 7 )
العرسة !!!

ابلة لولو تجلس علي الارض الحانية تحت اشعه الشمس في الساحة الصغيرة خلف منزلها الفقير في القرية المحاصرة بالاهمال والتجاهل ، تغني لكتاكيتها "يارب كبر وبارك يارب " ... تتلفت حولها كل فتره ، تخاف من " العرسة " ، " العرسة " اغتالت كتاكيتها مره واثنين والتهمتهم احياء صغار قليلي الحيلة، اختبئت لهم خلف الاشجار القريبه ، انتظرت فترة غفوتهم وانشغالهم باللعب ، وانقضت عليهم و........ " ياعرسة ماتتشطريش علي كتاكيت الدار ، ياعرسه لو قفشتك حارميك في النار ، ياعرسة اتشطري علي الديك لو انت صحيح قوية ، اتشطري علي الديك ماتتشطريش عليا " تغني ابله لولو لكتاكيتها الصفراء الصغيرة تلهو ببراءة في حوش البيت الطيني الصغير!!!
انه يوم عادي مثل كل الايام ... ابلة لولو ، ارملة الاستاذ المدرس الذي عاش في مدرسته الصغيره يعلم الاطفال " برجل حمار " كل مايملك يعلمه لهم ، حكي لهم عن التاريخ والجغرافيا والتربية القومية ، حكي لهم عن ايزيس واوزريس وست ، حكي لهم عن جمال عبد الناصر والسادات ومبارك ، حكي لهم عن النكسة والنصر ، حكي لهن عن احداث الامن المركزي وقتما فرض الجيش حظر التجول فصفق له المصريين وانطووا تحت جناحه مطمئنين ، حكي لهم عن عمر مكرم الشيخ الجليل وعن عبد الله النديم وسيد درويش ، عن عرابي وسعد زغول والحمار المالطي الذي تشاجر مع مصري فمنح الاسطول الانجليزي ذريعة احتلال مصر سبعين سنه ....... حكي الاستاذ المدرس لتلاميذه ابناء القرية الفقيرة كل مايعرفه من حكايات ومات ذات يوم وسط لجنة الامتحانات وهو يتشاجر مع الاهالي الذي صمموا يفسدوا التعليم ويفسدوا الطلاب ويغششوهم اجابات الامتحان ، تشاجر معهم بغضب يشرح لهم انهم يضروا اولادها ويضروا الوطن ، كرامته اهينت وقتما " ردحت " له ام ودفعته في صدره وكادت تضربه لانه مزق ورقه الاجابات وحرم ابنها الحيلة من النجاح في الامتحان ، يومها عاد  الاستاذ المدرس لابله لولو كسير النفس مهان ، حاولت تطيب خاطره وتشرح له انه كمثل " الرسول " صاحب الرساله والواجب واكم من رسل اهانهم الكفار خوفا من رسائلهم الربانية ، يفهم كلامها لكن كرامته اوجعته واجعت قلبه حتي كف عن الخفق و.........مات الاستاذ وبقيت ابله لولو ارملته في بيتها الريفي الفقير بمعاشها القليل ووحدتها تربي الكتاكيت ، لم تصرخ في خرجته ولم تلوم السيدة التي اوجعت كرامته ولم تبكي حتي لاتحرق جسده الطيب في قبره بنيران دموعها واستسلمت لقضاء الله وقدره وعاشت لكتاكيتها !!!
فقط العرسة التي تخاف منها ، العرسة تباغت الكتاكيت وتقصف اعمارهم وتلتهمهم " لحم وعضم وريش ومنقار " ، تكره ابلة لولو العرسة ، غادره خسيسه ، هي العدو الذي تعرفه وتكرهه !!!
و......... كثيرا مايعود لخيالها الحلم الذي شاهدته مرة واحده ولازمها العمر كله ، يعود لخيالها الحلم والوجوه التي لاتتذكر ملامحها ولاتعرف اسماءها ، يعود لخيالها فتتعجب ، هل ستحين اللحظة التي حذرهم منها الحلم واعدهم لها ، اماسيبقي الحلم حلم خيالي وتمضي الايام مثلما تمضي !!!
في الشمس جالسه تغني للكتاكيت وعينها علي " الفرن البلدي " الذي ستخبز فيه للمسافرين " الزاد والزواد " ليقيهم شر الجوع والخوف حتي تعود للايام طمأنينتها وينقشع الظلام المخيف !!! تنظر للفرن البلدي وتضحك لان الحلم الذي عاشته ذات ليله مازال في خيالها حقيقه تنتنظرها تتحقق و................ ربنا يكفينا شر العرس !!!
بيتك بيتك ، بيتك بيتك ............ بيتك بيتك ، بيتك بيتك !!!!

( 8 )
مش حتقدر تغمض عينيك

وقفت البارجة الحربية الامريكية في قناة السويس لتستريح من رحلتها الطويلة ...
استعدت النساء في البيوت باللب والبطاطا المشوية والحرنكش والبطيخ المثلج واشتري الرجال الحشيش والبانجو والمزاج العالي وسقعوا البيرة ، اتصلت الحبيبات بالاحباء يخبروهن ، مش حابقي فاضيه خالص النهارده وممكن نلغي الميعاد ؟؟ وتنفس الاحباء الصعداء فقد هونت عليهن الحبيبات عبء الاعتذار عن الميعاد الغرامي الذي لامعني له والفضائيات تزف لمتفرجيها الحدث الاكبر ، انتظرونا ، فانتظروهم ، وتلاحقت المشاهد علي الشاشات امام العيون البليدة المفتوحه الزجاجيه ، كل المذيعات والمذيعين يزفوا لمتفرجين الحدث الاكبر ، مالذي سيحدث بعدما رست البارجة الحربية الامريكية في مياه قناة  السويس ، مالذي سيحدث ، مفاجأت رهيبه فانتظرونا ، فانتظروهم ، الحاجات الساقعه في التلاجه والبيرة "مشبرة" والفحم مولع والجوزة جاهزه واللب والسوداني والبطاطا والترمس والشاي علي النار ياتيجي ياما تيجي اهو كب وفار والنبي النبي تيجي ، وبكت بعض الفتيات اللاتي افسدت البارجة الحربية "ليلة حنتهن" وقد استعددن للرقص والميوعه وعرض البضاعه " الالماظية " علي اهل العريس وبدل الرقص والصاجات ، بكين لكنهن سرعان ماتمالكهن انفسهم فالحنة مقدور عليها والفرح كمان لكن اللي حيحصل النهارده مش حيتكرر تاني طول العمر ، ان كان حيفضل ليهم عمر ، قرر عريس متهور انه لن يتابع اي شيء واياكش تولع وصمم يدخل علي عروسه التي تداعب خياله وتلهب رجولته شهورا طويلا ولم يكترث بغضب العروسه التي اخطرته ان المدعوون لن يحضروا فرحهم ولا الرقاصات فالكل مشغول بما سيحدث الليله بعدما رست البارجه الحربية الامريكية في قناة  السويس ، لم يكترث العريس وصمم يدخل عليها ويمارس شهوته المكبوته طويلا واللي يحصل يحصل و................ ارتفعت اصوات المذيعين والمذيعات والموسيقي الاوبرالية المهيبة التي جعلوها خلفيه لنداءاتهم الملحة للجمهور ان يبقي امام قنواتهم لايغيرها و.... مش حتقدر تغمض عينيك ، سحابه من الصخب المجنون ونداءات المتزايدين في اسواق بيع العبيد ، صراخ وانفعال واهتمام وترقب وتوتر ، سحابه من الصخب المجنون تصم اذان الوطن وتغلق قلوب مواطنيه قليلي الحيله اسري اللب والسوداني والحشيش والبيرة المشبرة والفضائيات الكثر ، انتظرونا ، فانتظروهم ومازالوا ينتظروهم!!!!
الجميع في انتظار الحدث الرهيب الذي سيشهده الوطن ويتابعه المتفرجون من كل دول العالم العربي والشرق الاوسط الكبير والعالم الحر والنظام العالمي الجديد ، مالذي سيحدث بعدما رست البارجة الحربية الامريكية في قناة  السويس !!

( 9 )
حورس

في القرية الصغيرة التي كانت تل العمارنة في الحقب البعيدة وبجوار اطلال المعبد القديم للاله اتون ، واشعه الشمس تنير المعبد واطلاله وبقايا كهنته وكهنوته ، كان حورس الصغير يختبأ وسط اليمام علي فرع مائل من شجرة التوت التي زرعتها نجية الحكيمة ، زرعت نجية الحكيمة الشجرة وبنت عش اليمام ودست حورس وسط الصغار واوصته الايتكلم حتي يتعامد قرص اتون فوق راسه يمده بالروح والقوة ، صمت حورس ونام وتحلقت حوله افرخ اليمام الصغيرة تلقمه من روحها لروحه زاد الصبر والانتظار وخبأته من الحديات الشريرة والثعابين ...
نجية الحكيمة ، تاجرة في السوق في المدينة الصغيرة التي تشبه المدن ولاتشبهها ، وكأنها قرية صغيره حرموها من الحقول الخضراء فتحولت لمدينه صغيره يكويها شوق الرجوع لاصلها كقرية تعيش في سلام وسط الحقول الخضراء ، نجية الحكيمة تاجرة في السوق تبيع وتشتري كل مايمكنها التجارة فيه ، مات زوجها التاجر الكبير في رحلة طويله ، خرج فيها ولم يعد لاهو ولا ماله ولابضاعته التي كان سيشتريها ، مات وترك لها سبع ابناء ، منهم من وقف معها في المتجر ومنهم من سافر وهام علي وجهه ولم يعد ، والبنات تزوجن وانشغلن باطفالهن والحياة سارت مثلما سارت ..
من اطلق عليها نجية الحكيمه لااحد يتذكر ... ربما اطلقوا عليها هذا الوصف وقتما تشاجر التجار في السوق وكادوا يخرجوا السيوف والسنج ويقتلوا بعضهم ، يومها تصدت نجية للحرب الدائرة في السوق واقنعت التجار بالتراضي والتسامح وقالت لهم كلام قاله قبلها الكثيرين ، لكن نجية نطقت بما اقنعهم اوضحت لهم عبث مايفعلوه وهم " الاهل والخلان " واخجلتهم من حمقهم واندفاعهم والغضب الاسود في قلوبهم ، احترموا كلماتها وتصالحوا و....... صارت نجية الحكيمة حكيمة ، يحتكم لها المتخاصمون ويشتكي لها اصحاب الحاجات وتسالها الزوجات النصيحه لمصالحه الازواج الذي يفجر السوق وصراعاته في قلوبهم الوحشة والغضب ، تسمع الجميع وتفكر كثيرا وسرعان ماتجيبهم بما يسكن اوجاع ارواحهم ويطمئنهم ويعيد لنفوسهم السكينه ، و صارت نجية الحكيمة حكيمة !!!
يقول البعض انها خابرت الحياه بعدما مات زوجها وترك لها اطفاله السبع يقصموا وسطها ويحملوها باعباء تعجز الرجال عن حملها ، يقول البعض انه لولا حكمتها لالقت الاطفال لاسره ابيهم وتزوجت وعاشت حياتها التي قضتها ارمله تربي رجال ونساء تنوء بحملهم الجبال ، يقول البعض ان حكمتها انقذت السوق من قتلي وارامل وان متجرها الصغير لايكسب ماتنفق منه علي اولادها لكن ستر ربنا يشملها ...
نجية الحكيمة ، تربي يمام فوق سطوح منزلها ، هو الخير هو الرزق هو رحمه ربنا ، تصف يماماتها البيضاء وهي تحوم فوق السطح ، تطير وتعود للعش ، تربي يمام فوق سطوح منزلها وتراعاه وكان جهدها لم ينفذ وهي تربي الاولاد والبنات ، نجية الحكيمة ، زرعت حديقه بيتها بالاشجار ، كافور وسنط وجميز وتوت ، زرعت امام سور البيت اشجار عاليه تنشر الحياه والظلال علي الارض القفره في المدينة الصغيرة ، الاشجار تأتي بالجنه علي الارض ، والجنه للمتقين مكافأة وثواب ، تزرع الاشجار وترويها وتقلم فروعها وتنشر الظلال علي الارض...
ولانها الحكيمة ، اوصتها الالهه وقتما اغرقتها في البحيرة المقدسة بحمايه حورس حتي يتعامد قرص اتون فوق رأسه بالحكمه في الميعاد المكتوب ، ولانها حكيمه قررت تخبئه وسط يماماتها البيضاء ، انتقت اعلي شجرة توت ، واخبئت فيها حورس وسط اليمام وتركتهم يقتاتون من عسلها حتي اللحظه الموعوده ، ولانها حكيمه اخفت سر وجوده عن كل من حولها حتي اولادها ، ولانها حكيمة لم تسأل حورس مالذي سيفعله وقتما تتعامد شمس اتون فوق راسه تمنحه الروح والقوة ، لم تساله ولماذا تسأل ، وياخبر النهارده بفلوس بكره يبقي ببلاش !!! هي فعلا نجية الحكيمة !!!

( 10 )
عقود الويكة

تتحرك ام سعد العجوز الضريرة بحذر فوق سطح منزلها تعلق عقود "البامية " الخضرا علي الاعمدة تجففهم علي دفء الشمس استعداد لموسم القحط وقتما يموت الزرع ويجف الضرع و" نشوف اللي مكتوب علي الجبين " ، ام سعد  العجوز عاشت "الهوجة" زمان ، عاشتها او هكذا تتصور ، ربما سمعت قصه " الهوجه " من جدتها التي كانت تحكي وتحكي وقتما هزم " الولس " عرابي ...
ام سعد  تقول انها فقدت بصرها في "الهوجة " لما الضرب اشتغل واتغدر بالجدعان ، صالح حفيدها المسافر للخليج يؤكد وقتما يعود في اجازاته القليلة منذ سافر وتركها من سنوات بعيده ، يقول ان جدته فقدت عقلها وتحكي حكايات جدتها وكأنها عاشتها ، وان امه نبهته قبلما تموت ان جدته خرفه وحذرتة لايستمع لها ولا لحواديتها المجنونة ، سمع نصيحه امه ولم يسمع لجدته ولم يطيعها و سافر للخليج للعمل هناك ، متجاهلا جدته التي رفضت سفره وصرخت في وجهه وقت عرفت قراره ، صرخت في وجه وحذرته من تعابين الصحرا اللي مايبانش عليهم انهم تعابين ، صالح ضحك من حديث جدته الخرفه وسافر وتركها  " تلضم " عقود الباميه الخضراء وتجففها في الشمس وتخزنها في " البورية " سعيده ببصيرتها الثاقبه التي اكدت لها ان "الهوجه" راجعه و" الولس " حيهزم الجدعان وساعتها مش حيلاقوا الا  "عقود الويكة " التي خزنتها لياكلوا منها لغايه مالارض تطرح تاني !!!  ..
ياواد ياصالح متسافرش في البلاد اللي بتسكنها العفاريت، ياجدتي ماعفريت اللي بني ادم ،ماهو ده اللي باقوله ياواد ياصالح ، حد ناصح ياواد يبيع المية الحلوة ويشتري مية " معية " مالحة ، حد ناصح ياواد يرفص النعمه اللي حداه وعينيه تزوغ علي النقمة ويشتريها بعمره ، ياصالح ، الولس هد عرابي وغدر بيه والغدر طول عمره هناك ، ماتروحش تبيع لهم عمرك ، ده مقصدهم ياواد ، يشتروا عمر الرجاله بتراب الفلوس ويسبوا الحريم بالاحمر والاخضر ويهدوا المعبد ويغدروا بعرابي باشا تاني!!!!
تصرخ ام سعد في حفيدها وهي تلضم البامية الخضراء اعواد ويكة للزمن الاغبر اللي اكيد جاي ، تصرخ فيه فلايسمع صوتها ويقرر انها خرفة ، يشوح لها بيديه ولايطيع مخاوفها ويقرر الرحيل !!!
تراه بقلبها وهو بليد الحس لايفهم ماتقوله ، وكيف يفهم وهو لم يتعمد معها في البحيرة المقدسه ولم يحصٌن بحكمة القدماء ولم يزرعوا في روحه القاحله خصوبة حكمتهم وبصيرتهم ، سافر ياصالح ، ولما ترجع مدلدل مكسور الخاطر والنفس والايام يشح خيرها مش حتلاقي غيري مستنياك وعقود الويكه تاكل منها لغايه ماتلم نفسك وتفرد ضهرك وترجع تعزق في الارض السمرا وتصالحها ، سافر ياصالح ولما تتوه وتصعب عليك الايام وتتعلم ان الولس ضحك عليك زي ماضحك علي اللي اجمد منك ، لما ربنا ينورك قلبك بالبصيرة وتشوف اللي انا شايفاه وانا كفيفه وانت مفتح عينيك ، لما ربنا يهديك ، ارجع حتلاقي باب داري وحضني مفتوحين ياصالح ليك ولكل الجدعان اللي زيك!!!
ويسافر صالح وتبقي هي تلضم في عقود الويكة وتنشفها في الشمس للايام الغبرا!!!

نهاية الجزء الاول ويتبع بالجزء الثاني

هناك 4 تعليقات:

أسامة جاد يقول...

وكيف يفهم وهو لم يتعمد معها في البحيرة المقدسه ولم يحصٌن بحكمة القدماء ولم يزرعوا في روحه القاحله خصوبة حكمتهم وبصيرتهم ، سافر ياصالح ، ولما ترجع مدلدل مكسور الخاطر والنفس والايام يشح خيرها مش حتلاقي غيري مستنياك وعقود الويكه تاكل منها لغايه ماتلم نفسك وتفرد ضهرك وترجع تعزق في الارض السمرا وتصالحها ، سافر ياصالح ولما تتوه وتصعب عليك الايام وتتعلم ان الولس ضحك عليك زي ماضحك علي اللي اجمد منك ، لما ربنا ينورك قلبك بالبصيرة وتشوف اللي انا شايفاه وانا كفيفه وانت مفتح عينيك ، لما ربنا يهديك ، ارجع حتلاقي باب داري وحضني مفتوحين ياصالح ليك ولكل الجدعان اللي زيك!!!

البداية الأسطورية من داخل معبد الكرنك "المعبد الكبير" ببحيرته المقدسة في مشهدية منحها الحلم بعدا أسطوريا ناسبت الأيقونة التي حرصت على تتويج حكايتك الجديدة بها: عين حورس .. أما الانتقالات من المشهد إلى الحدث المرتقب، ومن ثم للتعريف بالنساء/ الطفلات، اللائي اغتسلن في زهور اللوتس فقد صنعت نوعا من الدهشة: الترقب الممتعين في متابعة الحدث.
لا أدري ولكني شعرت أن شخصية أبلة لولو وزوجها الفقيد تنويعة على شخصية مشابهة قدمتها في عمل سابق .. فيما كانت الحكيمة نسيجا جديدا ناسب حالة التصحر التي أصابت القرية التي لم تصبح مدينة تماما، بينما كانت الجدة الكفيفة متبصرة حتى في لغتها المجازية المدججة باليقين المعرفي بما يناسب البعد الأسطوري للحالة .. ربما كان المونولوج المتعلق بالبارجة الحربية فيه من المباشرة النسبية التي قربته من الخطاب السياسي .. الأمر الذي حدد موقف السارد منذ البداية .. غير أنه قد يكون بناء سيجد تفسيره في الأقسام الثلاثة الباقية من النص .. استمتعت .. وسعدت باستدعاء مسألة "لضم" الويكة في خيوط وتعليقها للتجفيف .. مشهد من مشاهد الطفولة في الصعيد .. حتى ظننته من خصوصياتنا هناك .. ممتع

اميرة بهي الدين يقول...

اسامه ، كل مايتعلق بالبارجه الامريكيه فج فجاجه مقصوده !!! في اللحظه الموعوده لم يعد ممكنا تنميق الكلمات ولا تجميل الواقع كمثل ماتجملت البارجه ، الفجاجه هي الرساله منهم ومني ...
موقف السارد محدد فعلا ، يري الفجأجه كما هي ، ليست المشكله كيف يحكيها ، بل المشكله انه يراها مثل ماهي ، فجة دون مواراه ولا خداع لا للنفس ولا للاخرين ..
اما عن ان ابله لولو شخصيه مشابهه لاخري قدمتها في عمل سابق ، لااعرف بالضبط لكن روح الردح المصرية سبق لي استخدامها في اكثر من عمل علي لسان اكثر من بطله حسبما يحتاج العمل وقتها ..
اسعد بمرورك جدا وانتظر رايك في بقيه الاجزاء

غير معرف يقول...

من مجدي السباعي


وقفت البارجة الحربية الامريكية حاملة الطائرات في قناة السويس لتستريح من رحلتها الطويلة !!!!
ربما كانت قادمه من افغانستان بعدما هدت جبالها فوق رؤوس ابناءها ، وربما كانت قادمه من العراق بعدما انزلت قوات المارينز لاحتلالها ، ربما كانت قادمه من هيروشيما بعدما ضربتها بالقنبله النووية ، ربما كانت قادمه من اسرائيل بعدما منحتها كل الاسلحه اللازمه لتمحو كلمه فلسطين من فوق الخريطه وتقتل اهلها ، ربما كانت قادمه من معسكر جونتيناموا بعدما افرغت حمولتها من السجناء السياسين وتبحث عن حمولة اخري ، ربما كانت قادمه من فيتنام تحمل جرحي الهزيمه وجثث القتلي بسلاح الاراده الشعبيه الفيتنامية بعدما مزقت اجساد المقاتلين بقنابل تنشر الموت بليا صغيرا الف مليون في الجسد الرقيق فتبعثره شظايا عار لتمثال الحرية الامريكية ، ربما كانت قادمه من افريقيا لتقبض علي رجالها ونساءها عبيدا جدد بعدما اوصلت شحنتها الاولي للسواحل الشرقية الامريكية ، ربما كانت قادمه من اخر معاركها في الاحراش والغابات وقتما ابادت بقيه الهنود الحمر اصحاب الارض الاصلية التي احتلها المساجين المطرودين من اوربا لتعميرها !! كل ماابلغت به هيئة قناة السويس ومرشديها انها كانت في رحلة طويلة وانها ستقف في القناة حتي تستريح البارجة ويستريح طاقمها ومدافعها وشياطين الموت فيها من كثرة القتل

فقره مليئه بالشجن والتوقع
اراكي تقودينا الي احداث جليله
وكعادتك لا تنسي التفاصيل الدقيقه والصغيره
ورموزك

غير معرف يقول...

عماد خلاف ....
قراءة للحكاية الأولي فقط ـــ هانت علينا أوطاننا فهان علينا كل شيء ــ تحول الوطن الى مجرد مكان متجمد صامت لا يوحي بشيء ولا يعطي شيئا ــ لا أحد يتعلم ولا أحد يريد أن يتعلم ــ كل الأخطاء موجودة منذ عشرات السنين ومع ذلك غير قادرين على التعلم ـ ــ ما بين المقطع الأول " النداء الكبير " والمقطع الثاني " مجرد استراحة " ندخل مباشرة الى الحكاية الكل جاء وتم استحضاره ليكون شاهدا على ما حدث قديما وما سوف يحدث حديثا ـ الكل جاء ومعهم يوسف الصديق يوسف المنقذ الذي سوف يسترد المدينة المنهوبة والوطن المنهوب بالحب سوف يرسل السلام لكل ربوع الأرض ــ ما بين مقطع وأخر يسكن الحزن اليأس والإحباط بين ثنايا الكلمات ــ تقف البارجة الأمريكية فى قناة السويس والكل يستعد ليس بالمواجهة بل باللب والسوداني للتسلية ــ المستعدون ليسوا الأحياء بل الميتين قمة الترجيديا قمة هوان الوطن علينا جميعا ـ ما بين مقطع وأخر تنساب الكلمات والعبارات والحكايات الرائعة حاملة معها مليون إنذار ــ ما أروع حكايتك الأولي أستاذة أميرة وسوف استمر في قراءة الباقي خلال الساعات القليلة القادمة ــ دمت لنا كاتبة متميزة ورائعة تضيف إلينا الكثير من خلال أروع الحكايات وأجملها وأعذبها تحياتي لك
15 July at 14:23 · Like