مقدمة كتاب
ابو الجواز وايامه السودا
بقلم الكاتب والمدون ايهاب سمرة
مدونة فارس قديم
رغم المسمى الذى يبدو ساخرا للكتاب ألا أنه فى تفاصيل أفكاره ورسالته , أراه بعيدا تماما عن أى سخريه , العصب الرئيسى للنصوص التى يحويها الكتاب هو الأرتباط بين الرجل و المرأه هذا صحيح , لكنه يتعامل مع هذا الأرتباط كنقطة ارتكاز لا كمحور حركه , فتاره يكون الزواج بوضوح شديد هو لب المعضله الدراميه ( و أحيانا الكوميديه ) و تارات أخرى يكون الزواج هو الخلفيه التى تنبنى أمامها الشخصيات و تتداعى بعدها الأحداث , و بحقيقة أن الأسره هى المكون الرئيسى للمجتمع البشرى و سبب تكوينه , و أعالة الأسره هى الكون الرئيسى ايضا لكل المعضلات الاقتصاديه و الأجتماعيه , فطبيعى أن تنسب مشكلات المجتمع البشرى كلها ألى مشروع الزواج أو ينسب أليها , فكما طرحت الكاتبه معضلات كالوحده و الأرتباط و الخيانه و غيرهم من الموضوعات المرتبطه مباشرة بالزواج .. طرحت أيضا مشكلات كالفقر و القهر و الخلل الطبقى و رتبتهم أيضا بحيث ربطت طرحها .. بالزواج .
و باستخدام مفرداتها الفريده , تصحبنا الكاتبه فى رحله مع الكتاب بذات منهج تقسيمه ألى اسفار مقصودة الأسم و التنوع , ففى قسمه الأول حواديت تبدو واقعيه كما قلت تمارس الكاتبه سردا لمشاهداتها و ملاحظات حدثت بالفعل فى أغلبها ولا تستخدم من طاقاتها الأبداعيه سوى مفردات الحكى الخاصه بها المتمثله فى اللغه و الأيقاع , و طبعا رؤيتها المصبوغه بقيمها الأنسانيه التى تخلص لها بعمق بدءا من التمرد و العناد , مرورا بالألم النبيل و طاقة الحلم و انتهاء بطاقة الحياه الخلاقه , ففى القصه المستمد منها العنوان نرى مجرد سرد لحدث واقعى يتكرر بالتعداد الطبيعى للأحتمالات , الزوج الأرمل بعد زيجه تقليديه حتى الملل يقابل العانس المستغرقه فى رتابة حياتها حتى الملل أيضا و يمثلا معا طوقى نجاه لبعضهما دون أدنى محاوله للخروج عن المتوقع المألوف , فتستمر حياتهما الجديده على ذات النهج القديم بتقليديه حتى الملل ليكتشفا فى النهايه انغماسهما فى لعبة أبو الجواز و سنينه ...
النص التالى أما ليله يا سلام , رصد اجتماعى للصدمه الحضاريه بطريقه معكوسه , فصدمة الحضاره غالبا تنتاب المنتمى لطبقه دنيا حين يتصادف وجوده بين أهل الطبقه العليا و و فى النص تثبت الكاتبه أيضا انها تنتاب أهل الطبقه العليا حين ينخرطون ( قدريا ) بالطبقات المطحونه , فى مناظره شيقه بين أدبيات الطبقتين و اخلاقياتهما .. مناظره تصل ألى مستوى المبارزه الأجتماعيه بين القيم , بدئا من المعتاد الموقر و حتى المروث المقدس , فمجرد وجهة نظر البطله الراقيه الطبقه للقبور و قدسيتها مقابل تعامل الخادمه مع المقابر باعتبارها مساكن ينسحب عليها كل ما ينسحب على المسكن من مواصفات و صفات , حتى نظرة الطبقتين للمتعه و التسليه و الفرح , ففى حين تعتنق البطله الراقية الطبقه فكرة تجريم تعاطى الحشيش , تراه الخادمه واجب لا بد من تقديمه كالعشاء , و أيضا نرى حدث الزواج هو الخلفيه المبنى عليها الأحداث , و طقوسه هى ميدان تلك المبارزه الفاضحه لتباين الطبقات .
و فى أثبات لعدم تحيزها لنسوية الموضوعات , تسرد الكاتبه فى نصها ينتظر انتصارا مدويا بدقه مشاعر روح ظمأى .. لرجل .. سرد جدلى بعمق , يفند مبررات العبث منطقيا حتى يكاد القارىء يستجيب لحتمية السلوك المشين للبطل , و فى ذات السرد .. نرى الرموز التى تشين ذات السلوك و ايضا بمنطقيه معقوله , يحار القارىء أيتعاطف مع تلك الروح المعذبه بالظمأ ؟ أم يغضب لسلوك هذا العابث ؟
مشاكل الميراث و لاسيما الثروات العقاريه فى مصر و دور أعادة توزيعها ( عدلا أو ظلما ) و بحتمية الزواج كحدث رئيسى ينشأ عنه التوالد و من ثم التوارث , و برؤيه شديدة الاقتراب لهذا النوع من المشاكل ( بحكم عمل الكاتبه و مهنتها ) تمزج الكاتبه بين مشاعر أنسانيه راقيه و بين العوار الأقتصادى المصرى برشاقه يحسدها عليها المراقبين الأقتصاديين فى كلا من "روح غاضبه و حزينه "و أيضا فى "الأخ الأكبر و أخواته البنات " , تستعرض الكاتبه فى النصين التداخل العجيب لا بين مشاعر البشر و عواطفهم و حالات العجز و الندره الأقتصاديه فقط , لكن أيضا بالموروث الأجتماعى التقليدى و صراعه من جرأة الأجيال القادمه .. أو لعلها ليست فقط جرأه .. بل هى استجابه للضغوط الأقتصاديه !! .. جدليات تبدو كل أطرافها منطقيه و عادلة المطالب من جهه و من جهه أخرى لا يمكن تجاهل الظلم الواقع على الشخصيات .. أظن فى النصين تطرح الكاتبه تساؤل من العيار الثقيل , كألقاء صخره بعنف فى بركة القوانين و الأعراف الجائره التى تسود المجتمع حاليا و تنبه لرد فعل البشر للضغوط الأقتصاديه كأنها تستصرخنا أنه لا مجال الآن لرفاهية التعامل مع الحقوق بتابوهات الأعراف.
فى نصين آخرين هما " ياسلام لو يلغو يوم الجمعه " و" فى وقت الراحه " , بجلاء و بعنف تناقش الكاتبه قضية عمالة الأطفال , ترصد البؤس بحساسيه و أدراك فائقين , تتابع مشاعر البطلين فى القصتين بعمق بالغ , تطارد أحلامهما و مخاوفهما و ترسم مسار لسلوكهما أيضا , و لا تنسى أن ترسم سلوكيات الطبقه المستغله لبؤس البطلين , و تقارع بمكر بين أدبيات الطبقتين لو قرأنا النصين على التوالى , و فى النصين تترك النهايات مفتوحه لكنها نهايات محمله بطاقة العناد و التمرد و الأحلام .. و الحياه ذاتها .
فى السفر الثانى من الكتاب حواديت العشق و الألم , تطلق الكاتبه بعضا من قدراتها الأبداعيه و تسكبها على النصوص , تمزج وقائع و مشاهدات مرصوده ببصيره قبل البصر برؤيه و حس اجتماعى بعيد التأثير , تلقى بالشكوى على لسان حال الشاكى , و ترد بالمنطق على لسان حال المشكو منه .. مازالت الكاتبه فى جدليتها الأجتماعيه كأنها تنقل دهشتها و فضولها الطفوليين للقارىء بعد مزج المفردات بألوانها الخاصه و تركيباتها المتفرده لتكون القضيه المطروحه للجدل تكوين ثلاثى الأبعاد يستدر أدراك كل أحاسيس القارىء و يستفزها فعلا , من الواضح أن النصوص فى أغلبها تعود لحوادث و صراعات واقعيه جدا , لكن الكاتبه تدخلت لتصبغها بروحها و رؤيتها فى تفسير و شرح يباغت القارىء بمنطقيته و عمقه .
فى " ضحكات ساخره " تحكى الكاتبه عن صراع مشاعر الزوجه الثانيه , وقد تختصر الوضع الذى تراه مختلا بجمله تنطقها بطلة القصه الزوجه الثانيه حين تصف نفسها بأنها (تمنح الرجل بعض التوابل و البهارات على طبقه الذى تفننت زوجته الأولى فى أعداده ) و تستمر البطله فى سرد مشاعرها التى تحيرها و تحير القارىء أيضا فلا يدرى أيتعاطف معها أم يجرم فعلها .. حيره و دهشه تتخلص منها الكاتبه و تلقيها على عقل القارىء .. سؤال تجيبه باسئله .. استفزاز مندهش لكل وسائل التقييم و التحكيم لدينا .. و لا أظن هناك أجابه ملقه أبدا لتلك المعضله .. فى النهايه تصبغ كلمات البطله برومانسيه حين تبحث عن كروان يغنى لها فلا تجد سوى غربان و خفافيش فى سماء حياتها .
تتكرر تيمة الزوجه الثانيه و صراع بيتين فى " طلاق بالتلاته ", و هنا تجرؤ الكاتبه على تحميل مسؤلية الظلم و البؤس بوضوح لنموذج الذكر الأنانى الطامع فى جمع كافة المتع فى كيانه وحده , غير عابىء بمبدأ العدل أوالأخلاص أو الوفاء أو حتى الرحمه , متلاعبا بنصوص شرعيه لصالح نفسه مهملا نصوص أخرى , طبعا لا يخلو النص من رموز لألقاء اللوم على كل الأطراف المشتركه كل حسب تقصيره فى مسار حياته و لكن ايضا بطرح جدلى يثير من الأسئله أكثر ما يثير من اجابات , هو طبع الكاتبه المندهشه بطفوله .. أرهاق القارىء و استفزاز أدراكه ألأى أقصى حد .
فى نصين آخرين و بجرأه بالغه هما "ربنا يكفينا الشر" و " مجرد تفاحه فاسده " تفضح الكاتبه بغضب مصبوب الممارسات الشيزوفرينيه للمجتمع , تعرى عوار اجتماعى تمثل فى التمسك بالمظاهر و خيانة المبدأ فى الخفاء ..جريمة استحلال القيم و انكار المشاعر الأنسانيه تحت مسميات مزيفه تخفى خسة أرواح ووضاعة نفوس شخصيات النصين .. كشف غاضب هو , فاضح .. يلمس قاع النفوس الخسيسه التى تتشدق بالفضيله و الرحمه ولا تتورع عن سحق الأنسانيه مادام أحدا لا يراها , الرموز و الأشارات حاضره كالعاده , لكن مصبوغه بالغضب الشديد .
فى قصتى" الأسر فى الأزرق " و "الجواز حاجه و الحب حاجه ", و بطفوله مندهشه جدا تكشف الكاتبه قضيه أظنها مسكوت عنها منذ زمن سحيق , قضيه تنسف مجرد محاولات التواصل الأنسانى فى مجتمعنا المقيد بالأساطير و المغطى بالأزدواجيه , قضية مدخل العلاقات بين الرجال و النساء و وجهة نظر الطرفين فى طبيعة العلاقه , فترصد الحمقى الذين يعتبرون العلاقه ( قبل بدايتها ) صراعا لا بد أن ينتهى بمنتصر و مهزوم , بفضول ترصد الكاتبه أرواح مصابه بالسعار العاطفى , أرواح تبحث عن خصم لا عن وليف .. و تكابد الصراع بدلا من الأستمتاع بالمشاركه .. أرواح ضلت طريقها فى التواصل لأنها ببساطه أرواح لم تحمل رسالة سلام أو سعاده للطرف الآخر .. ارواح أنانيه ذاتية التفكير لا ترى فى الوجود غير احتياجاتها فقط , ترصد الكاتبه بأبطال القصتين حالة عناد غبى يبدأ به طرفى القصه ارتباطهم و يستمرو فيه ولا يتوقف أي الأطراف ألا عند خطأ الأخر متصيدا لائما و غاضبا .. حتى يتحول الهدف من العلاقه ألى رغبه فى الأنتقام لا فى التعايش , طبعا ينتهو بما يليق بمن دخل علاقه بمبدأ الغالب و المغلوب , و طبعا لا تنسى الكاتبه أن ترسل رسالتها الباطنيه للقارىء لتحذر من حماقة الأمتناع عن المخاطره .. و الركون لأمان ممل بدلا من أطلاق طاقة الحياه و التمرد على الموروث المعهود .
فى "القلم الألف" و "أهلا يا وحش" ومضات قصيره تفضح هشاشة بعض العلاقات التى تندرج اجتماعيا تحت مسمى الزواج و أنشاء الأسره , سطحية فهم البعض لقيمة الأرتباط و رهانهم الخاسر فى كثير من الأوقات على التمسك بشكل ظاهر العلاقه دون التمعن فى عمق وجود العلاقه من أساسها .
أظن نجم القسم الثانى من الكتاب هو قصة " ثلاث تفاحات ", صراع طويل مبنى فى كل أطرافه على .. أوهام .. فمن عدو وهمى صارعته بطلة القصه ألى عشق و همى مارسه البطل , حالة سعار عاطفى أيضا مصاب بها البطلين الرئيسيين للقصه , مجرد بحث عن عداوات و منافسات و حالة تناحر دائم .. تذكرنى القصه بمقولة أحد السياسيين العرب فى السبعينيات حين قال نحن مجتمعات تتناحر ولا تتحاور .. بالفعل .. لم يدر حوار واحد فعال و صادق فى مسار القصه كلها .. التواصل كله كان تناحرا .. و حتى المحاوله الوحيده للحوارقام بها من لم يفكر سوى فى نفسه فقط , و افترض واهما أن الطرف الآخر سيحب ما يحبه بدون نقاش .. الرمز فى تلك القصه ابعد بكثير من مجرد حكاية زوجين فاشلين فى تحقيق السعاده .. هى حكاية مجتمع يتناحر ولا يتحاور .. و كأن الكاتبه تنبه المجتمع لخطورة سكوت الناس عن التعبير عن مشاعرهم بوضوح و صراحه .
السفر الثالث من الكتاب حواديت زادها الخيال , و كما هو ديدنها و منهجها , تطلق العنان لكامل قدراتها الأبداعيه فى خلق الشخصيات و العناصر المكونه للنص , تمارس العبثيه كأجرأ ما يكون و بأمعان فى الرموز المدفونه بذكاء يجبر القارىء على التدبر فى النص كثيرا ..
فى "النظره الكسيره" تطارد الكاتبه سلسلة القهر المتراكم , و البؤس الموروث , و تتمرد على الأختيارات التى بدت منطقيه فى وقتها لتنتصر للبصيره و الحلم الخارج عن كل منطق , تنتصر طاقة الحياه فى نهاية رحله مليئه بالرموز , فبين فانوس و ثريا (لغويا الثريا أكثر أضائه من الفانوس ) ينتصر الحلم للفانوس حين انتصر المنطق للثريا , و بين مسمى سعاده و مسمى سميحة (شخصيتين أنثويتين فى القصه ) نكتشف فى النهايه أن السعاده لم يمكن تحقيقها فى وقت ما لكن بالأنصاف و قبول التوبه بالسماح تحققت السعاده بالفعل لا أدرى أهى رؤيتى وحدى أم ستكون رؤية القراء .. لكنى ألمح تطبيقا واقعيا جدا لمقولة المسيح عليه السلام : من كان منكم بلا خطيئه فليرجمها بحجر .. و نرى أن من نظر لنفسه و تسامح بخطيئته عن خطيئة غيره .. نال السماح و السعاده و التوبه , طبعا لا تنسى الكاتبه لأن ترمز بأسم يوسف للرؤيا و المستقبل و الأمل .
فى حوار ممتع بين راويه التى تروى القصص و رجب الذى يرسم الوجوه المتعبه , تدور قصة "غرباء فى محطات الرتابه ", لتنتصر الكاتبه مره أخرى للتمرد و طاقة الحياه , بعد مطارده طويله مرهقه للحياه فى صورتها المعهوده , فمجرد الخروج عن المعهود كان هو الشفاء و الطريق .. العجيب أن العلاقه التى حققت الحل لأبطال القصه هى ذاتها .. غير معهوده أطلاقا .. تمرد و عناد و مطاردة الحلم بطاقة الحياه .
الخيال العبثى يتجلى فى " سأظل أحبك للأبد"و "وقفت منى على الكورنيش ".. بين رساله وصلت بعد ثلاثة عقود من رحيل كاتبها، ألىى شخصيه فى قصه قررت ببساطه الهروب من دورها المرسوم و البحث عن دور آخر .. عبثيه تثرى الفكر حقا فى القصتين , و طبعا الرموز تنهمر على القارىء طوال الرحله ..
طاقة الحلم و أرادته المستقله تتحول ألى عنصر فاعل فى حياة شخصيات قصة ثلاثة أحلام فى ليله واحده , الكاتبه تجعل للأحلام القدره الكامله على توجيه مصائر البشر و الأحداث , تجعل من الأحلام ساحة صراع حقيقيه , بل يكون الحسم الحقيقى و التقرير المصيرى هو حدث يقع .. فى الأحلام, و على الواقع أن يستجيب صاغرا لما قررته .. الأحلام , ألم نقل عبثيه و ابداع فى المقدمه؟
وصف شديد العمق و العبثيه لحالة الموت من زاويه غير معهوده أطلاقا .. زاوية المحتضر نفسه , و رد بصوره تجعل الموت هو مجرد رحيل الى ..الحياه فى النص المسمى بالرحيل للحياه , تمرد الكاتبه على زوايا الرؤيه ذاتها جزء من استكشافاتها الطفوليه التى ذكرناها من قبل.
الرموز لم تنقطع فى السفر ألأخير من الكتاب , الرسائل المدفونه لا تنتهى مع كل أعادة قراءه للنصوص , اظن فى هذا الكتاب و رغم سخرية العنوان , وصلت الكاتبه لنضوج متفوق فى رصد المجتمع .. برؤيه خاصه جدا و تركيب قيمى راقى .. و طبعا صوفيه عبثيه يلهث معها القارىء مطاردا المضمون العميق للكتاب كله , طفله مدهوشه تأخذ بيد القارىء فى مسارات غير مطروقه .. الكاتبه تسأل .. و حين تكاد الأجابه تبدو فى الأفق .. تلاحق القارىء بمزيد من الأسئله .. طفله مندهشه فضوليه .. لكنها فى الحقيقه .. مدهشه و مبدعه ... الرحله مع الكتاب ستترك جدليات يتداولها القارىء طويلا .. و أسئله سترهق ذهن من يتدبرها .. لكنها مؤكد .. ستأخذه ألى أفق أبعد بكثير من مجرد واقع اجتماعى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق