امنيات مستحيلة علي الجدار
المتهاوي
الجزء الثاني
( 8 )
اللي خلف مامتش
ياضنايا ،
الصبايا كتير ، اختار ونقي وشاور وريح قلبي ربنا يريح قلبك !!! تهمس لروحه وهي
تجلس وحيدة علي مقعدها المفضل في الشرفه الواسعه وقت العصاري !!
تحب الشرفه
ووقت العصاري ، في البلدة اعتادت تشرب الشاي في ذلك الوقت ، تراقب الشمس وهي تغرب
والطيور وهي تعود والظلام وهو يتقدم ، تشرب شايها وتتجلي في افكارها مع نفسها
لايشاركها احد تلك اللحظه حتي هو !!
لكن البلدة
بعيدة واللحظه التي تحبها تغير الكثير من ملامحها في تلك المدينه الصاخبة التي
انتقلوا اليها منذ سنوات وفي لحظه موجعه لم تنساها ابدا ، تركوا البلدة خلفهم وانتقلوا للعاصمة ، الاستاذ
مسافر بينشر العلم في الصحاري غابات خضراء ، والولاد كبروا والبلد بوحشة ليلها
وسكونها والهواء الثقيل المخيم فوق الرؤوس والدور ، لم تعد تستوعب احلام الاستاذ
للاسرة ولاتستوعب احلام الاولاد للمستقبل ... ياضنايا ، الصبايا كتير ، اختار ونقي
وشاور وريح قلبي ربنا يريح قلبك !!! ومازالت تهمس ومازالت تتمناه يسمعها ويطمن
قلبها !!!
تخاف عليه من
العاصمة التي انتقلوا اليها ، هناك اختار الاستاذ شقه قبليه دافئه بشرفات كبيرة ،
ام باسل لن تقوي علي الاحتباس خلف الجدران والعمارات العاليه ، نفسها تتوق للحقول
والمعديه والمعبد وصوت الكروان ، تتوق لفرنها البلدي خلف الدار وعقود البامية
الناشفه وباقات التوم البيضاء علي السطح ، اختار لها الاستاذ شقه بشرفات كبيرة ،
اقنعها انها هنا ستربي كتاكيتها وتنشر الباميه لتجف وارغفه الخبز لتسويها الشمس،
لم تصدقه لكنها رضخت لاوامره ، وكيف لها تكسر كلامه وتصغره ولو كان لايعجبها !!!
تركت الجيران
وصوت الكروان والهواء البارد المحمل بعبق القصب السامق في غيطانه وساعه العصاري ،
ورضيت بالاعتقال الجبري في العاصمه الصاخبه المزدحمه وبقيت الشرفه وصله شوق بين تلك
الشقه التي فرضتها العاصمة علي اسرتها وبين الدار البرح النور وحديقته الواسعه
الظليلة ، بقيت الشرفه وصله وجد تذكرها بالذي كان والذي صار ..
سنوات مرت
هادئه والحياة تبدو مثالية ، ابناءها تخرجوا من الجامعه وتزوجت البنات وسعي
الاولاد في مناكبها بحثا عن الرزق ، قلبها اطئمن عليهم جميعا الا هو ..
بعدما تخرج من
الجامعه انتظرته يسعدها بالوظيفه التي ستفتح لها الطريق ليعيش ، تفتح له الطريق
ليكون اسرة ويجيب صغار يفرحوا قلبها ، لكن باسل رفض كل الوظائف ورفض يكون اسرة
ورفض السياج الحديدي الذي ارادت تعتقله فيه ، اعلنها انه كاتب وشاعر ومبدع ولن
يسمح لاي وظيفه ودفتر الحضور والانصراف ليقيدا روحه ويقتلا ابداعه ولن يسمح لامرأة
تمسك بتلابيبه وتعوقه عن الحلم الذي طالما راوده وتمناه وسيسعي له ، انا كاتب
ياامه مش موظف ، الموظفين كتير والكتاب قليلن وكل واحد ينام ياامه علي الجنب اللي
يريحه ..
سايرته وقبلت
اختياراته وهي تدعو له ، ربنا يريح قلبك ياحبيبي وينولك اللي في بالك متصورة الامر
نزوه شباب وستمر ويعود لما كان ينبغي عليه يبدأ منه ، لكن الشباب وسنواته تمر امام
عينها وبعض الشعيرات البيضاء تطل وسط فحم شعره وهو يزداد جموحا وتمردا ، يخرج
ويغيب ، يتأخر ولايطئمن قلبها ، يكتب طويلا ويمزق الاوراق ، تراقبه قلقه وحينما
يتوحش خوفها عليه تسأله وهي تجحده بنظراتها الفاحصه ، انت كويس ، يهز رأسه بطيبه ،
اه ، تصمت وتتمناه كويس فعلا !!
( 9 )
ساعات اقوم الصبح قلبي حزين
مازلنا في اليوم الثاني والاربعين بعد الخمسمائه ومازال باسل يحدث نفسه
والوقت بطيء بطيء ...
يغمض عينيه الما ومازال يذكر المشهد جيدا ، كان صغيرا يلعب امام الدوار
الكبير وفجأ انغرس المسمار في بطن قدمه ، كيف ثقب المسمار الصدأ لحمه لايتذكر ،
يتذكر وينكر الحكايه كلها ويكذب عامدا ، ترك حذاءه خلف سور الدوار وقرر يلعب مع
اقرانه علي التراب حافيا ، تجاهل امر ابيه الذي علقه في اذنه كالحلق الصدأ ، ابيه
قبلما يسافر في رحله الغربة التي طالت ، علق في اذنه كومه من الاوامر والنواهي ،
تسمع كلام ماما وماتصغرنيش قدام الناس وتذاكر دروسك علشان افتخر بيك وعمرك ماتدوس
حافي زي الدواب لانك انسان كرمه ربه بالعقل ، وبالجزمه كمان ؟ كاد يسأل ابيه ويضحك
، لكن ابيه لا يضحك ويتكلم بمنتهي الجديه ، فلم يسأله وسافر الاب للعمل في الصحراء
البعيده عن الوادي الاخضر العريق ، سافر وتركه واخوته الصغار لامه تقود سفينتهم في
غياب ربانها تحت اشرافه ، لكن باسل لم يسمع كلامها ولم يطع اوامرها وتمرد عليها
لانه رجل عليه يحل مكان ابيه وقت غيابه ، وعليها هي تسمع كلامه ورأيه ، ضحكت امه
لانه عايز يعمل راجل وشنبه لسه ماخطش ولان ابوك حسه في الدنيا ومحدش يحل محله ولان
لساه بدري ، الرجوله حمل ياضنايا ولساك صغير ، الرجوله هم وانت فرعك اخضر وماقويش
يشيل ، لكنه يتمرد عليها فتضحك وتتركه يكسر كلامها وهي تراقبه بعيون مفتوحه منتبه
انه يذاكر دروسه ويحافظ علي اسم ابيه في القريه الصغيرة التي تجل الاب الخوجه
الاستاذ المدرس ، نعم هو المدرس وهم العبيد الذي علمهم احرف كثيرة فخضعوا له
واحترموه وعملوا حسابه حاضر وغائب الا هو ، تمرد علي نواهي ابيه واوامره وخلع
حذائه وسار حافيا علي التراب فدخل المسمار الصدأ بطن قدمه عقابا لم ينساه ابدا ،
فاللي يخرج عن طوع ابوه يضيع ولو ظن انه وصل لشط الامان ، دخل المسمار بطن قدمه
فمزق لحمه واعصابه وطير النوم من عينيه ، تحمل الالم والقيح وألسنه النار تضرب في
اعصابه وعينيه حتي يأتي يوم الجمعه الذي اختارته الشجره دون بقيه ايام الاسبوع
لتبكي بترياق يشفيه وكل من مثله ممن تمزق الالام سكينه ارواحهم حتي تعيد الشجره
ودماء حزنها الحمراء التي تبكيها علي الشيخ الجليل الذي اعاشها في الحياه ومات وقت
زرعها في الارض ولم يعش يرعاها ، و......................... مازلنا في اليوم
الثاني والاربعين بعد الخمسمائه ومازال باسل وحيدا مقهورا بين الجدران الرمادية ..
( 10 )
ولكنني هنا
تحت الصخرة
تسللت ام باسل
لغرفته علي اطراف اصابعها ، تراقب حالته ولاتصدق ماتراه ، حدقت فيه قليلا ثم خرجت
من الغرفه وجلست علي الكنبه تقرأ في المصحف وتدعو له من قلبها ربنا ينجيه ، يارب
انت عالم بحاله وانا مش عالمه وانت قادر تهون عليه وانا عاجزه وانت اللي تملك تاخد
بايده وانا مملكش وتساقطت دموعها فوق الاسطر والصفحات وتدعو وتدعو !!
امس عاد من السفر ، استقبله اشقاءه في المطار وزغردت
فاطمة ، دخل عليها المنزل يترنح ، اخذته في حضنها فسكن لكن عظامه الهشه تكاد تتحطم
تحت لمسات اصابعها الحانيه واشواق حضنها ، حمد الله علي السلامه ياضنايا ، القي
ببدنه علي المقعد وكأنه يتمني يتخلص من ثقله واحماله ، شاحب وعصبي ومرهق ، جلس مع
اشقاءه الفرحين بعودته بعض الوقت شارد تائه وكأنه مازال بعيدا ، يضحك بعدما ينهو
ضحكهم ويغيب فلايرد علي من يكلمه ، هي تراقبه وعينها الشمال بترف ، هو في ضيقه هون
عليه يارب ، تكلم نفسها ، رسم بعض السعاده علي وجهه لانه عاد لهم ولها ، حدثهم
بكلمات ناقصه مبتوره عن ايامه هناك ، وترنح وهو يخرج لهم الهدايا الكثيرة من
حقائبه وسرعان ماتسارعت انفاسه وكأنه يجري مشوارا طويلا ....
صرفت اشقاءه
لانه راجع تعبان وعايز يستريح وادخلته فراشه لانه تعب وقلبها ملتاع وبداخلها الف
سؤال لم تسألهم ولن ، تلاقيك ماكنتش بتاكل ، كنت ياامه ، وهو اكل السوق ده اكل ،
يبتسم بصعوبه ، اديني رجعت ، نورت بيتك ياضنايا ، يتمني يرد عليها بمرح ولو كاذب ،
لكنه لايقوي ، يتمني يقوي لكنه لايقوي ، تتابعه ورأسه تترنح علي المخده ، تلاحظ ان
جفنيه يرتعشا وكأن النوم يشدهما ويغيب به بعيدا ، تلاحظ ارتعاشه جفنيه مقاوما
وكأنه يحارب النوم ويفتحهما بصعوبة ، اسيبك ترتاح ، غمغم وكأنه يشكرها ،
و........... غرق في الظلام ، جسده يرتعش ، كريات الدم الحمراء تشتعل لهيب وكريات
الدم البيضا تنفجر صقيع والعروق والشرايين تضيق وتتسع وتتسع وتضيق وتنتفض وتعارك
نفسها وتتمزق ، اسنانه ترتطم ببعضها فتدوي في اذنه وكأن انفجارات تخلع جدران
الغرفه وتحل عظامه عن بعضها وتتركه مبعثرا بعضه فوق الفراش وبعضه بعيد ، جسده
يرتعش ينتفض يتمدد يتقلص ، عضلاته تحت الجلد وخلف العظام الهشة تنتفض ، الم كهرباء
يسري في كل خليه من خلايا جسده ، مليارات النبضات المؤلمة تنتفض في جسده..
يعرف مالذي فيه
ويعرف كيف يقاومه لكنه يحتاج معاونتها ، يحتاج تحتويه في حضنها ، تستر عليه وتستره
، تقاومه وتقومه ، يحتاجها وخجلا سيطلب منها تساعده ، سيقول لها عن سره الموجع ،
الابواب كلها موصده امامه والشق الرفيع الذي مازال يأتي له بعض النور من الحياة
التي كانت امامه فاهدرها لن يعاونه يعبر منه للمستقبل الا هي ، لهذا خلقت الامهات
، لتبكي وتأسف وتحزن وتغضب وتتحمل وتعاون وتساعد ، لهذا خلقت الامهات ، ولهذا
اخبرهم ربي ان الجنة تحت اقدامهم ...
و................
تتسارع دقات قلبه اسرع واسرع ، غثيان يميد بالارض تحت قدميه ، يتعلق علي الجدران ،
هكذا يشعر ، يتعلق علي الجدران من شواربه ، من شعر ابطه ، من شعيرات انفه ، معلق
فوق الجدران يتأرجح وراسه مدلي للارض ودماءه تكاد تنسكب من عينيه وفمه وانفه ، الم
يجتاحه ويمزقه ، يبعثره من فوق الفراش ولايلملمه ، سأموت ، هكذا عرف مالذي سيحدث
له حالا ، نعم ، عدت لفراشي لاموت عليه ، يبكي بدموع تتساقط داخله فوق جروح روحه
المتقيحه ، يبكي نفسه ، اضاعها ، كان يملك اراده مزقها وروح قويه فتتها واحلام افسدها
واليوم لحظه الحقيقه ، سيموت ولااحد يبكيه ، لازوجة يوحشها غيابه ولاابن يبكي يتمه
ولا كتب تشكو غياب مؤلفها ، لن يبكيه الا هي ، ستلومه لانه احرق قلبها لانه عذبها
في رحله حياته الموجعه ويعذبها بموته ، تتسارع دقات قلبه اكثر واكثر ، مات فعلا ،
هذا مايشعر به ، انا مت فعلا وانتهي الامر ويتمناها معه ، حقك علي يازينب ، حقك
علي ويصرخ ويهذي ويتصور انه مات فعلا وان الملكين اتوه ليحاسبوه علي مااقترفه في
حياته ، الملكين غفرا له في لحظة الحساب كل ذنوبه وجرائمه واخطاءه وصغائره الا
جريمته في حق زينب و.............. حقك علي يازينب ، انهضيني ياامه خليها تسامحني
وتغفر لي ماتقدم وماتأخر من ذنبي وترحمني و" خلق الانسان ضعيفا " يازينب
، فاكره ؟؟ يصرخ ويهذي ، فاكرة ، فاكرة ؟؟ لافاكراك ولا حتفتكرك ياباسل لانك مت !!
انا مت فعلا !!!
( 11 )
وقد تسرقينَ المفاتيح
لكي أطاردك
لبعض الوقت
لكي أطاردك
لبعض الوقت
تراقبه منذ
ايام في المقهي ، يجلس وحيدا يكتب ، عصبي احيانا وهاديء وساكن كثيرا كأنه النهر
الخالد ، ضحكت ، كل ماتشعره تجاهه مشاعر دراميه لقاصه تبحث عن بطل ، احمس يحيرها ،
تعرفه اسمه طبعا ، لكنها اختارت له احمس اسما يليق عليه في خيالها اكثر واكثر ،
سألت النادل عن اسمه فاخبرها ، سألته عن حكايته ، هز النادل كتفيه مللا ، مالوش
حكايه ، زي ماانت شايفه كده ، طول النهار يكتب ، وبيخانق عفاريت وشه ويحاسب بالحق
والمستحق ويمشي وتاني يوم يرجع وبس خلاص !!
لم يشف النادل
غليلها صوب احمس ، لايمكن تكون هذه هي الحكايه ، خلفه حكايات كثيرة تتمني تعرفها ،
حدقت فيه وهو منهمك في الكتابه ، حركه القلم بطيئه للغايه ، يفكر كثيرا ويكتب
قليلا ويمحوا ماكتبه بسرعه ، لايعجبه مايكتبه ، الحق لايجده مناسبا للاعاصير التي
تضرب بروحه وسكونها ، مازالت الكلمات قاصره لاتسعفه والمعاني تتقافز امام خياله
وتحلق بعيدا كأنه اخرس اصم لايفلح في اصطيادها رغم كل الكمائن التي ينصبها ...
لم تثمر
اعاصيره بعد مايتمناه ، هكذا قررت نهال ، احمس حائر معذب بشياطين الابداع وجنونه ،
اشعلت سيجاره وحدقت فيه طويلا تتسائل مالذي يدور في وجدانه وايه حكايته ، تتمني
تتلصص عليه وتقفز في تلافيف راسه لتكتشف مايخفيه !!!
وفجأ قررت انها
ملت من لعبه الانتظار ، وانا ستغزوه وترفع راياتها علي ارضه ، ستقتحم سكونه وقلوعه
وتفرض نفسها عليه ، عليه ينتبه لوجودها ، هذا المتوحد مع شياطينه لايدرك احد خارج
عالمه ...
حملت فنجان
القهوه ، واقتربت من منضدته ، همست وكأنها تخشي تفضحه ، انت طول النهار تبحلق في
؟؟ وبعدين ؟؟
رفعه راسه من
وسط اوراقه وحدق فيها مندهشا ، انا ؟؟ لا انا اللي بابحلق فيك ، عايز تقول كده ؟؟
بحياد بغيض وكأنه يطردها من منضدته ، انا مش عايز اقول حاجه !!!
سحبت المقعد
الخالي امام منضدته وجلست ، ابتسم ابتسامه صغيرة وصمت ، اخيرا ، اخيرا اتته ، راهن
نفسه مع نفسه عليها ، كل ماسمعه عنها يؤكد له توقعه ، لن تطيق الصمت ولا البعد ،
لن تلعب دور الفريسه التي تنتظر صيادا ، ستتقدم وتخرق حجب الصمت والغموض التي يلف
نفسه بها ، ابتسم اكثر ، هي تصنع المشهد الاول بينهما وترسم حركته وستكتب حواره ،
عليه ينتظر اشاراتها ، اما بقيه المشاهد فهي تخصه هو ، هو الذي سيرسمها ويفرضها
عليه لاتملك خيارا ولا رفضا ..
( 12 )
وهل يعنيه
كثيرا
أن يميز
الليمون
عن البنفسج
الحر
ما دام سعيدا
هكذا؟
اخبروه يرتدي
بذله انيقة وياريت " تغير شكل شعرك " ابتسم ساخرا من بلاهتهم وسطحيتهم ،
سيوزعوا جوائز علي المبدعين في مسابقه الادب وهم مجموعه موظفين لايكترثون بالاعمال
الفائزة ولايحترموا المبدعين ، كل مايشغلهم الصورة التي ستلتقط لرئيس مجلس الاداره
والكاتب الفائز ، تلك الصورة ستتصدر جريدتهم في صفحتها الاولي ، تلك الصورة ستعلق
في حجرة رئيس مجلس الاداره راعي الاداب والادباء ، تلك الصورة هي اللحظه التي يفكروا
فيها ، غير هذا لايكترثوا به ....
اتصلوا به واخبروه انه فاز بالجائزة الاولي عن
مجموعته القصصيه التي غيروا اسمها وقت نشرها ، اخبروه ، فزت بالجائزة الاولي عن
مجموعته القصصيه " اجنحه تحلق في السماء " تصوره خطأ غير مقصود ، صوب
لمحدثه اسم المجموعه وكأنه ينقذه من خطأ قاتل ، كتابي اسمه - لااحد يكترث ساعه
الموت ، ضحك الرجل ، عارف ياباسل ، باسل
حاف كده من غير استاذ ولا حضرتك ، صوت رأسه يطغي علي صوت محدثه ، عارف ياباسل بس
اللجنه قررت ان العنوان ده اجمل ، موت مين ياراجل الي عايز تتكلم عنه وضحك ضحكات
سمجة ....
صمت باسل طويلا
حتي ظن الرجل ان الخط قطع ، باسل يااستاذ باسل ، انت لسه معايا ، صوت انفاسه
المتلاحقه غضبا اكدت للموظف الكبير الذي زف اليه الخبر انه مازال معه ، هو انت مش
سامعني ، سامعك ، مل الموظف من المكالمه ، لم يجد فيها الفرح الطاغي الذي تمناه من
كاتب مغمور اتيحيت له فرصه عمره بالفوز في مسابقه ادبيه ، قرر ينهي المكالمه ، طيب
ماتتأخرش يوم الحفله ، وياريت ............................... مضغ الكلام وانتهت
المكالمة ..
بقيت الكلمات
في عقل باسل لاتعجبه ، بذله انيقه و شعري ، ده كل اللي يهمكم ، والصورة التذكارية
وسعاده الوزير قصدي رئيس مجلس الاداره ، ده كل اللي يهمكم !!!
بقي باسل صامتا
وكأنه يجمع شتات قوته لمعركه كبري ، سيعتذر عن الجائزة ، سيكتب لهم خطابا طويلا
يخبرهم اسباب الاعتذار ، ان المجموعه القصصيه ملكه وعنوانها اختياره ومع الاحترام
للجنة لاتملك تغيير العنوان و............. مازال ينمق الكلمات في عقله ويشكلها
لتقرأ علي النحو الدقيق الذي يقصده ، غائب في معركته فلم يشعر بامه وقتما دخلت
عليه الحجره ...
طرقت الباب
لكنه لم يسمعها ، طرقه خفيفه كعادتها ، لم يسمعها ، تسللت للغرفه ، يعطي الباب
والعالم كله ظهره ، تفهم حالته النفسيه من طريقه جلوسه علي المكتب ، يحدق في
الشباك صامت ، اذن هو الغضب ، تعرف غضبه كمثل غضب ابيه ، ابيه لايتشاجر ولا يرتفع
صوته ، وقتما يغضب يكتم غضبه ويحاول يعقل نفسه ، قله العقل مافيش اسهل منها ،
والصغار كتار ، لكن العاقلين قليلين والحكمه صعبه ياام باسل ، هكذا كان الاستاذ
يقول لها وقتما تشفق عليه من غضبه ، الغضب نار ياام باسل نار تشبط في كل اللي
تلاقيه ، تفقدنا العقل وتقل قيمتنا واللي يسيبه روحه للغضب يتلاعب به الصغار
ويضيعوه ، في تلك اللحظه تتركه وقتها ليهدء مع نفسه ، وقتها لايتواصل معها ولا مع
الدنيا كلها ، ينسكب داخل نفسه يروضها ، يكبر نفسه في عين نفسه حتي تصغر كل
الاشياء التي يغضب منها ويتلاشي الغضب ،هكذا كان ابيه وكان هو ..
مازال تقف خلفه
تحمل صينيه الشاي وهو بعيد عنها ، ربما فر للمعبد كعادته وقت كان صغيرا ، حينما
يغضب وتضيق الدنيا في عينيه يذهب للمعبد يشكو همه للاحجار الصماء ، ابنها وتعرفه
اغواره واسراره ، اقتربت من المكتب ، وضعت الشاي امامه ، مالك ياضنايا ، ماتشغليش
بالك ياامه ، بيك؟؟ امال اشغل بالي بمين ، مالك ؟؟ يتكلم ببطء وصوت خفيض ، اكد
شكوكها ، الغضب مشتعل في روحه ويروضه كابيه ، اصل الحكايه ويقص عليها مكالمه
التليفون ، و............... طيب الف مبروك ياحبيبي ، ربنا يعوض عليك صبرك خير ،
وخزة صغيره لمست شغاف قلبه ، لم تنسي ولن ، لم تنسي ماعاشه في غربته وبعدما عاد
ولن تنسي ، تتجنب دائما الحديث في الموضوع ، تخاف عليه تذكره متصورة واهمه انه نسي
، كل ماحدث يوجعها لكنها صمدت كالسنديانه الكبيرة فمرت العواصف ريحا تافه لم يؤثر
فيها ، الف مبروك ياحبيبي ، وهو اللي يفرح يعمل في نفسه كده..
اصل ............... وبصوت خفيض هاديء يعيد
عليها مكالمه التليفون ومفرداتها السخيفه كما احسها ، تجلس علي طرف فراشه قريبه من
المكتب ، هو عبد المأمور ، اتعود يربط الحمار مضع مايحب صاحبه وصاحبه قال له اللي
قاله لك ، لو حر كنت تزعل منه ، لكن عمرك ماتزعل من العبيد ، العبد رقبته متعلق
فيها طوق يقول ويتصرف زي ماصاحب المفتاح يعوز ، عبد ياابني وانت حر وقوي وتقدر تهد
المعبد علي رووسهم كلهم ، وتقول مش عايز جايزتكم ولا تلزموني اساسا ، يهز راسه كأن
ذلك الحل يعجبه ، لكن تبقي صغرت نفسك وساويت راسك براسهم ، وانت ولا زيهم ولا
مقاسهم ، هما عبيد وانت حر ، تدور كلماتها في رأسه ، نعم انا حر جدا وماليش ممسك ،
تكاد تسمع صوت افكاره ، ماانا عارفه وتكاد ترد عليه ، لكنها تصمت وتتركه يستوعب
كلماتها بهدوء..
( 13 )
ماينجدك غير
أهلــــك .. ولاينفعك غير مالــــك
واحلف يمين بعد أمــك .. حبيب م النسا مابقا لك
واحلف يمين بعد أمــك .. حبيب م النسا مابقا لك
كان صغيرا ، ربما في الصف الاول من الدراسه وربما كان اصغر من ذلك ، خيالات
ضبابيه تشاغل عقله عن ذلك اليوم ، خيالات ضبابية تأتيه وتذهب ، تداهم عقله وروحه ،
يحاول كلما تذكر اليوم ان يضيف اليه بعض التفاصيل وربما بعض الاكاذيب ليسطع اكثر
في ذاكرته ، صار موقنا اليوم والخمسين عاما تداهمه وتقترب برقمها المخيف من دنياه
، صار موقنا ان مايتذكره عن ذلك اليوم محض اختلاق محبب لروحه عن اليوم ، مشاهد
متفرقه جمعها وشكل منها صورة صارت الاسعد لطفولته ، عندما يستفز ذاكرته وينادي
طفولته منها يأتيه ذلك اليوم ، يوم اصطحبته امه للمولد ، ولماذا امه ، لان ابيه
ربما حسب مايذكر او قرر كان مسافرا لصحراء غريبه بعيده ينقش فوق حبات رملها بعض
علمه عل الاصفر يتواري والاخضر ينبت عقولا واشجار ، ابيه كان غائب من المشهد ، هو
قرر انه مسافر وقرر انه امه اصطحبته واخوته الاصغر لليله الكبيرة ، ليلة المولد ،
وشالله ياسيدي عبد الرحيم ياقناوي وشالله يااهل البيت يااصحاب الحظوة يابركه
ياحبايب سيدنا النبي وحبايبنا ، شالله يااصحاب الروح المبروكه تهل بركتكم عليي
وعلي اولادي ، كانت امه تتمتم مبتسمه وهو يتمني يردد كلماتها لكن المفردات صعبه
والتتابع معجز للسانه وشاللللل وينسي بقية الكلام !!!
كيف رسم تفاصيل اليوم الذي مازال يشعر بحلاوته في فمه ، كمثل اقراص الحمصيه
ونعومه الملبن الاحمر وبرودة عصير القصب ، يتذكر اليوم منذ بدايته ، استيقظ فرحا ،
نسي بقيه تفاصيل اليوم حتي لحظه الخروج من باب الدار ، امه تقف وخلفها اطفالها
الصغار واخته الصغري تعتلي ذراعها وتسقط رأسها الثقيل علي كتفها وتنام وهي تغمغم
بالفاظ لم يفهم معناها وقتها ولا اخته وقتما كبرت ، امه تقف علي الباب تناديهم
بصوت محبب وكأنها الفرخه الحمراء التي تحاجي علي كتاكيتها في الحوش خلف الدار ،
تناديهم ، تساوي شعر شقيقه المتبعثر فوق راسه ، تمسح وجهه بطرحتها السوداء ، كذب
يذكر نفسه ، امه لم تكن ترتدي وقتها طرحه ، كانت تطلق شعرها الاسود الناعم كاكل
نساء زمنها ، كانت تكشف ذراعيها ولااحد يجروء ينظر لهما ، المقامات كانت محفوظه
والادب ايضا ، لماذا تطارده تلك الصورة ، انه وقبلما يخرج للمولد ، مسحت امه وجهه
بالطرحه السوداء ، رائحه الطرحه تفوح في انفه كرائحة الطيبة ، ربما كانت تخرج من
منزلها بلا طرحه سوداء ، ربما ليس واثقا ، لكن الاكيد انها في تلك اللحظه كانت
ترتدي طرحه سوداء ناعمه لامعه ، لايليق بحرم الاستاذ تخرج باطفالها للمولد بشعرها
الناعم ولايليق بها ليله المولد تندس وسط المريدين والاحباب عاريه الرأس فالتقاليد
الجنوبيه مازالت تتحكم فيها وفي الاستاذ ولها سطوتها حتي علي الاستاذه الابله
مدرسه البنات حرم الاستاذ الكبير الذي علم القريه كلها وسافر ليعلم ابناء الصحراء
بعضه من علمه ولغته العربيه ومفرداتها الجميله ، نعم امه مسحت وجهه بالطرحه هكذا
قرر واختتم المشهد الاول !!!
( 14 )
ساعات اقوم
الصبح قلبى حزين
مازلنا في اليوم الثاني والاربعين بعد الخمسمائه ومازال باسل يحدث نفسه
والوقت بطيء بطيء ، مازال يتذكر جرحه الغائر وقتما انغرس المسمار الصديء في بطن
قدمه ، ويتذكر انتظاره ليوم الشفاء وقتما تبكي الشجره بترياق الشفاء ، كان صغيرا
يتعذب والقيح ينز من قدمه ، واتي يوم الجمعه بعدما طال انتظاره وعذابه ، يومها ،
اقتربت امه من الشجرة وتمتمت ببعض الادعية وحملت باطراف اصابعها دم الحياة كما
تصفه وملست علي بطن قدمه وتشاهدت وطلبت الرحمه للشيخ الذي منح بلدتهم الصغيره
بركته بشجرته التي ظلت تبكيه كل يوم جمعه وتمسح دموع الاخرين ودعت له من قلبها
بالشفاء عل دعائها يصل لرب الرحمه ويكون من حده ومن نصيبه فيطيب ، و............. نام باسل طويلا واستيقظ وكأنه
لم يخالف اوامر ابيه ولم يكذب علي امه ولم يدخل المسمار الصدأ
و...............مازال منظر الشجرة وقطرات دماءها الحمراء في خياله يتذكرها كل
صباح وقتما ينفض عن جسده ووعيه النعاس مخنوقا تعيسا لان الذئب الاسود ينهشه ويسيل
دمه قطرات سوداء ، لحظتها يتذكر الشجرة وحزنها الشافي ويتذكر الذئب والكوابيس
وحزنه الموجع الذي يحتل خياله من الليله الاولي التي زج فيها داخل تلك الزنزانه
الحقيرة واغلقت عليه البوابه بمزاليجها الثقيله محكوم عليه بالسجن ثلاث سنوات ،
منذ تلك الليله والذئب لم يفارق نعاسه ينهش رقبته وكأنه يعاقبه لانه لم يطع ابيه وقتما
قال له لاتصغرني امام الناس ، الذئب الاسود يعاقبه لانه صغر ابيه واسمه امام اهل
البلده البعيده التي يعمل فيها ، يومها صدقوا الوشايات التي لاكها زملائه الحاسدين
في العمل الذي نجح فيه لحد مخيف ، صدقوها واغتالوه ، اغتالوه وساروا في جنازته
وشهدوا عليه امام قاضي التحقيق فاحكم حول روحه المتمرده حبال اتهاماته وسرعان
ماحكم عليه القاضي الذي لايفهم في القانون بالسجن ثلاث سنوات ، وهاهو ، ملقي منذ
وقت لايعرفه في زنزانه ضيقة بجدران بازلتيه صلده ، هاهو ، قرر وحتي تظهر براءته
ويتأكد المغتابون انهم اكلوا لحمه ظلما وعدوانا ، هاهو قرر يقضي السنوات التي
لايعرف عدد ايامها يحاول يكتب اسمه علي وجه الجدران ، يكتب اسمه لانه المظلوم الذي
نهشت الغربه واهلها الجاحدين سيرته ولحمه وشرفه وادعت عليه بما ليس فيه ، يكتب
اسمه علي وجه الجدران اثرا لكل من سيأتي بعده باحكام جائره كمثل الذي حكم عليه به
اثرا يقويهم ويقوي قلوبهم لتحمل الظلم والاصرار علي مقاومته !!!
وياليت الشجرة التي تبكي ترياق تنغرز في ارضيه زنازنته ، تطرح في يوم
الجمعه من بدنها مايشفيه من الكابوس الذي يعيشه حيا ، تشفي روحه من نصال الغدر
التي صغرت ابيه وقد عاش قدر ماعش لم ولن يقوي يصغره ابدا ...
ومازالت اظافره تنمو ببطء ومازالت الجدران البازليته ناعمه ملساء ومازال
يحاول ويحاول يحفر اسمه علي وجهها ولا ييأس ولن و........... ندر علي يامولانا
الشيخ العارف
بالله نصر الدين ، ندر علي لو اتنصفت وانزاحت الغمة ورفعت امي راسها ونام ابويا الاستاذ
في مقبرته مستريح لان ابنه اتظلم ولاعمره صغره ، ندرا علي لازور المقام واطعم
المريدين والرواد واهل الحاجه والندر دين ، اوفي انت بس وانا اوفي !!!! ومازالت
اظافره تنمو ببطء ببطء ... و مازلنا في اليوم
الثاني والاربعين بعد الخمسمائه ....
( 15 )
وقد تسرقينَ المفاتيح
لكي أطاردك
لبعض الوقت
لكي أطاردك
لبعض الوقت
مازالت علي
المقعد الوثير الذي اشتراه من بائع الروبابيكا عارية تنفث في دخان سيجارتها
وذكرياتها معه وعنه تداهمها وتحاصرها وتأتي لها بالماضي القريب واحداثه الغريبة ، انا
نهال احمد ، تعرفني ؟؟ تبدأ الحوار بطريقتها ، ساعات باشوفك هنا لكن معرفش اسمك
!!!
اه ، ده انت
بتستفزني بقي !! لم تقل له مااحست به لكنه احساس تملكها وتمنه لو لكمته في وجهه
بقبضه يديها واعطته ظهرها وقامت ، لكنها لن تفعل ، لن تجبرني اخسر المعركه قبلما تبدأ ..
تعرف نهال احمد
؟؟ القصاصه ؟؟ ابتسم بتحفظ ، قريت لها قصه قصيره من فتره لكن معرفهاش ، كاذب انت
تعرفني وتعرف اني نهال احمد ، لكنك قررت تتجاهلني عقابا لاقتحامي لعالمك المسيج
بالصمت !!
انا بقي ياسيدي
نهال احمد ، تشرفنا !!! وصمت ينتظر بقيه حديثها ..ولسان حاله يقول لها ، مازلت
مفعولا به وانت الفاعله ، والمشهد ملكك ، مالذي تريديني اقوله لاقوله ...
انا عايزه اكتب
عنك قصه ، انا ؟؟ اه ......... الابتسامه المرتسمه علي وجهه ليست ابتسامه سخريه ،
هكذا قررت ، لو قررت انه يسخر منها ستتركه وتمضي وتفشل التجربه بينهما قبلما تبدأ ،
لايسخر مني لكنه غامض غريب !!!
اه انت ، كل
مابشوفك باحس اني عايزه اكتب عنك !!! خلاص براحتك اكتبي ، لا ماانت لازم تحكي لي
شويه عن نفسك علشان اكتب عنك !!
صمت ادبا ، انت
حكايتك ايه ؟؟
ولا عندي اي
حكايه اساسا ، كداب ، انتفضت بسرعه ، مش قصدي ، قصدي يعني كل انسان عنده حكايات
انت بس اللي مش عارف ان عندك حكايه ، ماتسيبني اكتشف !!!
الافكار تراوغه
والبيت الذي سينهي القصيده مازال فارا ، معاني كثيره تأتي وتروح وشبكته خاليه من
اسماكها الفضيه والقصيده تعلن تمردها علي قلمه والغضب يكاد ينفجر !!
وماله ، مغامره
تحرك الراكد وتلقي احجارها في ماءه المهجور عله يتحرك فيقتنص البيت الفار للقصيده
الناقصه !!
طيب يعني اعمل
ايه ؟؟ همس ، هو انت صوتك واطي اساسا ولا انت عامل رقيق ، جللت ضحكاته ، هو فيه راجل جدع يعمل رقيق !!! ارتبكت وصمتت وقررت تغير موضوع الحديث !!
انا شايفاك احمس
!!! صمت باسل والمجنونه ترسم مشهد تعارفهما بطريقتها !!
لن اخبرك اني
كنت اراكي ، واعرف كل قصصك ، واعرف كيف نشرتي مجموعاتك القصصيه ، لن اخبركي ان كل
الاسرار مشاعا في مقاهي وسط البلد ، وان الكل عاري يعرف عن الكل كل شيء ، لن اخبرك
اني اعرف علاقاتك الكثيرة وقصص الحب حسبما تصفيها التي اوصلت احرفك للمطابع واسمك
للاغلفه وصورتك لصفحات الادب باعتبارك واعدة ، وكأني لااعرف باي شيء وعدتي وباي
شيء وعدوكي ، انا احمس الغريب عن المدينه ، ابن القريه التي توه غادرها ، اتيت
ورائحه الطمي في حذائي والاندهاش يرسم علي عيني ملامح التيه والتوهه ، لن اخبرك
شيء يانهال يااحمد ، العبي كما تشائي ، لم ادعوكي لتلعبي معي ، ساشاركك اللعب
حسبما ترغبي ، بطريقتك ، ولو مللت سافرغ منك وانساكي ، ولو افلحت تعيشيني عبثا
مبدع يعثر علي البيت الفار في القصيدة الناقصه ، سنلهو معا ، لن امنحك روحي ، لن
اقل لك طبعا ، لكنك ستفهمي لوحدك ، لم تفتحي لروحي طريقا معك ، انت تحددي بكلماتك
المبعثره التي تفصح عن خيال فقير ، تحددي طريقه العبث واللعب ، وانا عصبي جدا لان
العابي نفذت وجنوني سكن ، ربما تكوني انت الملهمه التي تبحث عنها القصيده للعثور
علي البيت الفار !!!
تشربي شاي !!!
ضحكت ساخره منه ، حمد الله علي السلامه ، رحت فين وجيت منين ، بقالي ساعه باكلم
فيك وانت مش سامعني ، اصل المكان دوشه ، لمعت عيناها بالفضول ، سيتجرأ ويدعوها
لمكان اكثر هدوءا ، سترفض طبعا ، هو فاكرني ايه ، ستقبل طبعا وترحب ، لن يدعوها ،
طيب والحل ؟؟ اجابها المراوغ الشقي الذي يبحث عن مغامره تجدد حيويته ، الحل عندك
انتي ، تحبي ايه !!!
ومازالت
الكلمات تتبعثر في خياله والاحرف تتناثر والقصيده ناقصه وسعيره يحتاج بعض الوقود
لينتفض وينفجر ويكتب !!
احب ايه ،
حاقولك بكره !!! وتركت فنجان قهوتها بارد وتركته وقامت و............. ومازالت تعد
المسرح ومازلت ترسم الحركه والخطوات واثقا انهما سيلعبا معا ، بطريقتها في الميعاد
الذي تحدده ، ويااهلا بالجنون الجميل الذي يحرك راكد في روح شاعر لم يعثر بعد علي
البيت الفار من قصيدته الناقص و............. طلب قهوة واحتساها بمزاج صامتا وهو
لايفكر في نهال ، ولما يفعل وهي ستقوم بكل مايلزم القيام به ليلعبا معا !!!
و............
متي ياباسل ستكف عن اللعب ؟؟
نهاية الجزء الثاني ويتبع
بالجزء الثالث
هناك تعليقان (2):
أميره
الصبايا كتير
بس قلب الام بيرفرف
زي طير بيهفهف
حوالين الحبيب
خوف... امل... قلق
من شعيرات بيضاء تغزو شعر الوليد طب وبعدين؟
هو احنا بنعد الايام صح
واللا الايام هي اللي بتعدنا صح
ميه...متين... مااعرف كام
ايه اللي حصل فيهم
مش مهم
المهم انهم بالميات
يا وجع قلب الامهات
تحمل في الارحام نطفه
تخرج النطفه بصرخه
وتعيش الامهات قلقا بدمعه
ودقات قلب يخشى فكره
تجعلها تخاف على الوليد من بكره
الانتظار فن
لعبه بين اثنين وربما ثلاثه
بل احيانا يكون بين كثيرين
المهم هو....
من هذا الذي يصل لخط النهايه
بلا جروح... بلا دمعات
وقد خطى خط النهايه !!
احيانا نفوز بأمنيات
حلمنا بها وعشناها سنوات
لكن.......
ماذا نفعل ببعض بصمات
سوداء تلطخ تلك الامنيات؟
هل نتخلى عن الاحلام
ام نرضي ببعض خربشات تلوث الاحلام؟
سؤال لم اجد له اجابه سيدتي حتى يومن هذا
الحمصيه... طعم اصيل
نشتاق الى مولد النبي بحثا عنها
نساوي احلامنا.. تفاصيلنا
كي نمسك بقرص الحمصيه
ونذوق به ونحن مغمضين الاعين
حلاوة احلامنا
مئات الايام تمر
مثل سبحه في يد عجوز طيبه لكنها شمطاء... غريبه؟
اكيد غريبه
غمه تنزاح...نعمه ايضا تزول
بسمه تعود.... وحلم يغزو القلوب
القهوه....
الشاي...
بكرهّ!!
هل هذه المفردات جزء من اللعبه؟
لعبة الرجل والمرأه؟
أميره
عدت مره ثانيه
اعتقدت لوهله اني عشت بضع تلك اللحظات
تألمت... ضعت... ابتسمت
مع اشخاص عرفتهم ها هنا
بين الحروف
صادقه جدا حروفك
منال أبوزيد
إرسال تعليق