الجزء الرابع
" رسالة حورس لاهل المحروسة "
" رسالة حورس لاهل المحروسة "
انا ابن كل اللي صانك
رمسيس و احمس و مينا
كل اللي زرعوا في وادينا
حكمة تضلل علينا
( 31 )
وصلة الردح
صوت البارجة عالي ، وصراخ
الادميرال اعلي يتشاجر مع جنوده وضباطه ونفسه ، صوته المزعج يصلها في القريه
البعيده ، يخيفها ، يخيف كتاكيتها ويفزعهم ، تجري الكتاكيت بسرعه بعيدا عن ابله
لولو تهرب من خوفها ، خائفه من الذبذبات العالية الاتية من الشط البعيد تمزق
امانها وروحها ، ابله لولو تنصت للصوت المزعج وتتنمر غاضبه ، الهي يابعيد يشيل
ويحط علي قلبك ، الهي ماتوعي تكمل نباح ، الهي تتبط مكانك تتشل لاتعرف تروح ولا
تيجي ، الهي تفتح بقك ماتقفله يتخشب زي الجثث المرمية علي الطريق لالاقيه حد
يتشاهد عليها ولا حد يتوايها ويسترها ، الهي يابعيد تتهد الدنيا علي راسك تكسرها
وانت عماله تجعر زي الجاموسه الشاردة ..
تنصت ابو لولو للصوت الذي
اخاف الكتاكيت ، وتتنمر اكثر واكثر وتستعد
لوصلة ردح نهارية للادميرال الذي اخاف صوت بارجته كتاكيتها التي كانت تجري بأمان
في شمس الساحه الخلفيه ليبتها الصغير ، لكن ابن اخيها القابع في مدينه الشهداء ، يرجوها
تصمت وتكف عن " وجع القلب" ويشرح لها " مابيفهموش ياخالتي وفري حسك
" فترسل له قبله من قلبها لروحه التي غادرت الجسد الطاهر وسكنت مدينه الشهداء
وتحذر كتاكيتها ، كتكوت كتكوت " لما تلاقي العرسه جايه يمتك لاتتطمن ولا
تستني ، اجري لغايه مالديك ينقرها في راسها ويجيب داغها " يضحك ابن اختها
القابع في مدينه الشهداء فرحا بخالته ابله لولو وفطرتها البسيطه في فنون القتال
والحرب ويتباهي بكلماتها علي الادميرال المتعجرف لانه لايفهم لا في " العرسة
، ولا في الديك " ...
و......... مازالت البارجه
الحربيه واقفه مكانها ومازال المتحلقون حولها يحدقون فيها اعجابا واستغرابا ومازال
الجنود يتلوون علي نغمات مصريه لايدركها طربها ويصرخون باصواتهم النشاز مصر هي امي
مصر هي امي ومازال الادميرال يصرخ ، هو هو هو ، هو هو هو ، ومازالت مدينه الشهداء
تضحك وتضحك وتضحك وتستعد لليلة الكبيرة و........ " قولوا لابوها ان كان جعان
يتعشي ، قولوا لابوها ان كان جعان يتعشي ، والتورهد المسطبة ، التور هد المسطبة " ....
( 31 )
الهدايا
مازالت البارجة الحربية
واقفه في قناة السويس ، لو صعدت فوق جبل
عتاقة لشاهدتها تسطع بالانوار وتتألق بالشرائط الستان التي تزين مدافعها وابراجها
واسوارها ، لو صعدت فوق جبل عتاقة لتعجبت من تلك البارجه الحربية المزينه
كالساحرات الشمطاء بالروج الوردي ليخفي اثار الدماء التي ارتشفوها من شرايين
الضحايا ... لو صعدت فوق جبل عتاقه لانتابك الغضب من هؤلاء المتحلقين حولهم ،
لاعمل لهم ولا وظيفه ، ساعات مرت وهم متحلقين حولها ينتظرون شيء لايعرفوه ، لكنه
الامل اللعين في اقتناص فرص سانحه قبل الاخرين ، لو صعدت فوق جبل عتاقه لتمنيت
تسالهم ، واقفين ليه ، مستينين ايه ، لاشغله ولا مشغله ، ماتيلا يابني انت وهو كل
واحد يروح لحاله ، لكنك مثلي تماما لست فوق جبل عتاقه ومهما صرخت لن يسمعوك ، هو
قدرهم اللعين دفعهم للوقوف حول البارجه ينتظروا مالا يعرفوه ، عليك وعلي ننتظر
معهم لنري مالذي سيجنوه من البارجه الحربيه الامريكيه التي وقفت في مياههم
الاقليميه تستريح من رحلات القتل الكثيرة التي انهكتها ..هو هو هو .... هو هو هو ،
الادميرال يغني ، جينل بيل جينل بيل ..................
Jingle
bell, jingle bell, jingle bell rock
Jingle bells swing and jingle bells ring
Snowing and blowing up bushels of fun
Now the jingle hop has begun
Jingle bells swing and jingle bells ring
Snowing and blowing up bushels of fun
Now the jingle hop has begun
والضباط تصفق وترن الاجراس
وتطلق الالعاب النارية في الهواء والجنود تصفق وتصرخ مصر هي امي مصر هي امي
......... وتتداخل الاصوات ، اصوات الضباط واصوات الجنود وصوت الادميرال يصرخ هو
هو هو وهو يرتدي الطرطور الاحمر والذقن البيضاء وفي يد جرس يدق ويدق ، هو هو هو هو
......... اصوات متداخله نشاز ....
Jingle
bell, jingle bell, jingle bell rock
مصر هي امي نيلها هو دمي
..
Jingle
bells swing and jingle bells ring
مصر هي امي نيلها هو دمي
...
ويبدأ الاحتفال ... يقذف
الضباط من فوق حافه البارجة للمصريين المتحلقين حولها ، اطنان من الشرائط الستان
الوردية ، امطار ورديه تنصب فوق رؤوس المتحلقين ، هذا عربون محبتنا ، زينوا بيوتكم
بالشرائط الستان الورديه ، اجدلوا بها ضفائر بناتكم ، اربطوها في نوافذكم ،
الشرائط الستان الورديه صناعتنا الوطنيه نفخر بها ونهديها لاحباءنا وحلفائنا ،
زينوا ملابسكم بالشرائط الستان الورديه مثلما نزين بارجتنا ببهجتها ، نحن من نحمل
لكم البهجه لتلون وطنكم بالسعاده
!!! الشرائط
الستان الورديه تنهمر امطارا من البارجه الحربيه فوق رؤوس المصريين القابعين
يراقبوا مايحدث علي ضفتي القناة !!! تكالب بعض
العاطلين عن العمل حول البارجه ، تصوروها ستنثر فوق رؤوسهم استمارات ليحصلوا علي
تأشيرات العمل في البلاد البعيده ، تكالبوا يصرخوا ، عايزين نسافر عايزين نشتغل
عايزين نعيش !!! القت البارجه لهم الشرائط الستان الورديه وصرخ فيهم الضابط المتراقصين علي
نغمات الموسيقي المصرية ونغمات عيد الميلاد ، صرخ فيهم ، مافيش سفر ومافيش شغل ،
الكفيل زهق من ضربكم بالجزمه ، و اوربا قرفت من ريحتكم وامريكا بعيده وبوابتها
مقفوله ، انتم تفضلوا هنا في بلدكم ، كل واحد يعلق الشريطه الستان في راسه ، وقتها
ستشعروا بالبهجه وتنسوا ماتطالبون به ..... صفق الادميرال فرحا والمصريين يتكالبون
علي اختطاف الشرائط الستان الورديه من بعضهم البعض ، يتشاجروا يمزقوا وجوه بعض
الدماء تسيل تلطخ الشرائط الستان الورديه ، هذا يضرب هذا وهذا يقذف هذا بعيدا
ويختطف مافي يده ، يصفق الادميرال يزيد حمية ضباطه وحماسهم ، اكتر اكتر ، هو هو هو
، يدق الجرس ، تنهال الامطار الستان الورديه فوق رؤوس المصريين ، اطنان اطنان ،
يصفق المتحلقين حول البارجه فرحا ، اخيرا هدية ، نفسنا في هديه ، عمر ماحد افتكرنا
بهديه ، اخيرا هدايا من فوق مركب الخواجات ، دهب مرجان ياقوت ، احمدك يارب!!!!
صرخ المصريين لله حمدا علي العطايا والنعم التي انهالت بها البارجه الحربيه فوق رؤوسهم ، وصرخ الضباط انفعالا وحماسا ، Jingle bells swing and jingle bells ring وصرخ الجنود مصر هي امي وهم يربطوا رؤوسهم واذرعتهم بالاشرطه الستان الورديه يشجعوا المصريين المتحلقين حول البارجه ليقلدوهم ، وصرخ الادميرال فرحا بخطتة العبقرية للغزو والاحتلال ، خطه سانتا كلوز وهداياه العظيمة ، الاشرطه الستان الوردية و......... مازالت الثعابين الورديه تتساقط من حافه البارجه للمصريين يلفوها حول اعناقهم وروؤسهم واذرعتهم وهم فرحين مبسوطين !!! ومصر هي امي نيلها هو دمي ، مصر هي امي نيلها هو دمي !!!
صرخ المصريين لله حمدا علي العطايا والنعم التي انهالت بها البارجه الحربيه فوق رؤوسهم ، وصرخ الضباط انفعالا وحماسا ، Jingle bells swing and jingle bells ring وصرخ الجنود مصر هي امي وهم يربطوا رؤوسهم واذرعتهم بالاشرطه الستان الورديه يشجعوا المصريين المتحلقين حول البارجه ليقلدوهم ، وصرخ الادميرال فرحا بخطتة العبقرية للغزو والاحتلال ، خطه سانتا كلوز وهداياه العظيمة ، الاشرطه الستان الوردية و......... مازالت الثعابين الورديه تتساقط من حافه البارجه للمصريين يلفوها حول اعناقهم وروؤسهم واذرعتهم وهم فرحين مبسوطين !!! ومصر هي امي نيلها هو دمي ، مصر هي امي نيلها هو دمي !!!
( 32 )
المضاجعة
العسكرية
اطنان من
الثعابين الستان الورديه تنهمر من البارجة الحربية فوق رؤوس المصريين المتحلقين
حولها ، الجنود ترقص والضباط تغني والادميرال يلوح بيديه يحيي الضحايا الجدد ..
تزاحم
المصريين حول البارجه يفتشون في الشرائط الستان الورديه عن هدايا قيمه تبرر
انتظارهم الطويل ، كاد البعض يشعر بخيبه الامل وينصرف تارك الشرائط خلفه ، لم ينجب
الا ذكور والشرائط الستان لاتجدي الا في جدائل البنات الصغيره ، البعض الاخر قرر
ياخذ بعضها يزين سيارته القديمه التي عجز عن تجديدها واب اخرج من جيبه مقص واخد
شريط طويل ودسه في جيبه وهمس لجاره ، اهو ينفع في اي حاجه واللي يجي منهم احل من
عينيهم !!!
احس
الادميرال بخيبه الامل ، مازال هؤلاء المصريين مستعصيين علي طاعته ، لم ينبهروا
بالشرائط الستان الورديه ولم يهللوا له كما يستحق ولم يشكروه علي عطاياه الثمينه ،
عجبا لهؤلاء البشر ، لم تفلح القناة المشبوهة اياها بكل اكاذيبها تضللهم للحد الذي يبهرهم بالشرائط
الستان الورديه التافهه ، مالذي سيفلح معهم ؟؟؟ يسال نفسه الادميرال غاضبا خائفا
علي عضوه الذكري الصغير من الانسحاق وقتما يعلقه حملة اسهم مصانع السلاح
واحتكاراته القوية في تمثال الحريه رمزا للفشل العسكري الرهيب ، مالذي سيفلح معهم ؟؟؟!!!
يصرخ في
ضباطه ، انزلوا من البارجه واندسوا وسطهم علي الشط ، تزينوا بالشرائط الستان ،
اشرحوا لهم كيف يفرحوا بها وكيف يستخدموها ، انزلت البارجه السلالم الخشبيه علي
حوافها ، وهلل وكبر مذيع القناة المشبوهة اياها وهو يذيع لمشاهديه اول لقطات
المضاجعه العسكريه بين البارجه الحربية واهل المحروسه ، هاهم يمدوا لهم ايديهم
بالحب وهاهم يتواضعوا ويتركوا بارجتهم وينزلوا لارضهم بالهدايا والعطور وكنوز
الغرب ...
يصرخ المذيع بالاكاذيب فتسبه ام ميلاد ، ايش جاب
الغراب لامه ياحيلة امك ، نازلين ايد ورا وايد قدام وانت عمال تميس وتقول جابوا
وجابوا ، مازالت تضفر الغله الخضراء صلبان وايقونات وهي تراقب التلفزيون امامها ،
الكدب مالوش رجلين ياحيله امك ، ان صدقوك النهارده حيكشفوا كذبك بكره ، ايش تكون
شويه " الخرق " اللي بيوزعوها علي الناس جنب اللي حدانا ، ده احنا
ياحيلة امك اللي بنينا الهرم معجزه الدنيا وحيرنا الكل في اسراره ، جايين انتم
تضحكوا علينا ، مش مكسوفين من خيبتكم انتم والخرق بتاعتكم دي ؟؟؟
ينتابها
الخوف فجأ ، تخاف علي الاحباء من خديعه الذئاب وشرائطهم الستان الورديه ، تثق في
بصيرتهم لكن النور الساطع اعمي القلوب والعيون ، تحدق ام ميلاد في صورة ام النور
وتستجير بها ، نوري قلبهم ياام النور وزيلي الغشاوه من علي بصيرتهم ، بصيرهم ياام
النور ان الحدايه مابتحدفش كتاكيت وان الديب يفضل ديب لو عمل فيها معزه ونعجه
وخروف ، بصريهم ياام النور وردي الكيد لاصحابه واحمينا !!!!
مازال
الادميرال يصرخ في الضباط ، اهبطوا لهم كي تصعدوا للسماء ، اهبطوا لهم علي شاطئكم
الذي سيكون وقتما تسرقوه منهم وهم فرحين ملهيين في هداياكم التافهه ومازالت
السلالم الخشبيه تحيط البارجه الحربيه والضباط يهرعون للمتحلقين حول البارجه علي
الشط يلوحوا لهم و............ اطنان الشرائط الستان تنهمر من فوق البارجه للشط
وكأنها امطار الفرحة !!!
( 33 )
حي علي
مصر
تراقب
نجية الحكيمه مايذاع امامها علي الشاشة ، الضباط يقفون علي الشط يشرحون للمتحلقين
حول البارجه الطريقه المثلي لاستخدام الشرائط الستان الورديه ، يقول احد الضباط
بصوت عالي وهو منتفخ الاودان سعيد ، في اوربا والدول المتقدمه ، يربطوا شعورهم
الطويله بالشرائط الستان الورديه ، فيقترب منه رجل اصلع حاف واللي معندوش شعر
يعلقها فين ؟؟ ارتبك الضابط ثم صفق بيديه فرحا وكأنه ارشميدس بعدما عثر علي قانون
الجاذبيه الارضيه ، صفق بيديه فرحا وصرخ فيه علقها في البنطلون !!!
سمعت
نجية الحكيمه صوت ضحكات متتاليه كمثل التي تذاع في البرامج الكوميديه التافهه في
المحطات الخواجاتي !!
اشاحت
بوجهها عن كل مايحدث وهمست ، دمكم تقيل سم ، الا مافيه حاجه تضحك ، لكن ااقول ايه
، رزق الهبل علي المجانين ، اضحكوا اضحكوا ، سالت نفسها فجأ ، الا المضحكاتيه دول
بيقبضوا كام علشان يسيبوا الدنيا كلها ويشتغلوا ارجوزات يضحكوا من غير سبب ،
مازالت القهقهات تلاحقها والضباط يشرحوا للمتحلقين حول البارجه الحربيه الطرق
الحديثه في ربط الشرائط الستان الورديه طبقا لاحدث صيحات الموضه في بيوت الازياء
العالميه !!!
الرجل
الاصلع اعجبته الفكره التي شرحها له الضابط ، سيعلق الشريط الستان الوردي في
بنطاله ، سينصع ذيلا ورديا ، من حقه يعيش مثل الاخرين ، فاذا كانوا هم سيربطوا
الشرائط الستان في شعورهم فهو سيلصقها في بنطاله ومحدش احسن من حد !!!!
تراقب
نجيه الحكيمه الرجل الاهطل وتشعر بالأسف عليه ، عديم التمييز ، مش عارف الفرق بينه
وبين الحمار ، الحق مش عليه ، الحق علي المدرس اللي ماعلموش والاب اللي مارباهوش
والايام السوده اللي كسرت نفسه وخلته مبسوط انه حيبقي حمار !!!
نهرها
الضابط الواقف علي الشط وسمعت صوته في شاشه تلفزيونها ، اخرسي ، انتفضت من مكانها
، مين ده ياواد ياعره انت اللي يخرس ، انا ، انا اخرس وانت تتكلم ، جاي من بلدكم
ياواد ياعره انت علشان تقولي اخرسي ، اخرس انت واللي يتشدد لك ، اياكش ياواد فاهم
ان حبتين الاونطه دول يخشوا علي، اياكش فاهمني ياواد ياعره انت اخاف من المدافع
بتاعكم ولا الرصاص علشان اخرس ، انت ياعره اللي تخرس انت واهلك كلهم ومسيري اقطع
لسانك واوريك جزاه اللي يتعدي علينا في بيتنا ، وعلي راي المثل ، البيت بيت ابونا
والغرب بيطردونا !!!
وصرخت في
الرجل الاهطل ، اصحي ياحاج وماتسمعش كلامهم ، ربنا كرمك وخلقك بني ادم ، ماتعصاهوش
وتتبدل حمار ، حرام عليك نفسك !! لكن الرجل الاهطل منشغل بالشرائط الستان الورديه
وكيف سيلصقها فوق بنطاله البالي ، متصورا ان الشريط الستان الوردي سيمنح البنطال
البالي ويمنحه اناقه عجز عن دفع ثمنها بعدما حجزت المحكمه علي عفش داره سدادا
للكمبيالات التي وقع عليها ليشتري تلفزيون كبير يشاهد منه القناة المشبوهة اياها واخبارها الكاذبه ، الرجل الاهطل لم يكترث
بتحذيراتها فدعت له نجية الحكيمه بالبصيرة ورددت ام ميلاد الدعاء خلفها و.........
ربنا قادر علي كل شيء !!!!
ابتسم
الرجل الاهطل ببلاهه وزين بنطاله بشريطه ورديه طويله ، تضاحك عليه الاطفال المتحلقين
حول البارجه ينتظروا هداياهم ، الحمار اهو الحمار اهم ، نهرهم لانهم لايفهموا في
معني البهجه التي توزعها البوارج الحربيه ، ربط البعض الشرائط الستان حول راسه
ينتظر البهجه ، والبعض الاخر عقدها فيونكات وزين بها طرف اذنه ، البعض الثالث
تمادي في الطمع ولم يكتف بشريطه حول راسه واخري خلف بنطاله والثالثه فوق اذنه ،
لكنه ربط وسطه بشريطه ستان ورديه طويله مره الثانيه الثالثه ومشي يرقص في الشارع
فرحا لان البهجه التي منحتها له البوارج الحربيه انسته البطاله والاحلام والامل في
العيش الكريم
!!!
تتابع نجية الحكيمه كل
مايحدث امامها في الشارع وهي تلعن البارجة واليوم الاسود اللي زارتهم فيه ، يسمعها
حورس وسط اليمام ، يهمس لها ، ليه ياخالتي كده ، بتلعنيهم ليه ، بالعكس ، اشكريهم
، الوقت بيقرب والساعه حتحين وكل واحد ياخد من الدنيا نصيبه !!!
سمعته نجية الحكيمه وخافت
عليه من نبال الصيادين ورصاص القناصه ، رجته يصمت ، رفرف بجناحيه القويتين وسط
اليمام وطمئنها ، خلاص ياخالتي وقت السكوت خلص ، انا برضه اللي حاقول لك !!!
تردد في اذنها صوت السيدة
الطيبه تحت سطح البحيره المقدسه وهي تراجع معها ترتيبات اللحظه الاخيره ، لما يجي
اليوم اللي ماينفعش فيه السكات ، تعرفي ان الساعه حانت ، تعرفي ان الكدب مالوش
رجلين ،تعرفي ان اللي سكت دهر حينطق ، تعرفي ان حورس حيسيب عش اليمام ويطير في
السماء وان يوم ست قرب خلاص !!! تتذكر نجية الحكيمه ماقالته له السيدة الطيبه وهي
تلقنها الحكمه الاخيره في الدرس الطويل ، في الوقت ده ، هما حيفهموا السكوت ضعف
وحيحاولوا يخرسوكم ، في الوقت ده ، اوعي تستكتي ، انت بالذات اوعي تستكتي ، تجمدي
قلبك وتتكلمي ، تقولي اللي مفروض يتقال ، الناس حتبقي بتتنشق علي كلمه صادقه تقوي
قلبها ، ده دورك ، كلمتك حتلف الدنيا وتشد الضهر وتقوي الروح وتعالج وتصبر وتهون
وتقوي!!!!
تتذكر كلمات السيدة الطيبه
في الحلم الذي لم يكن حلم وتتمني لو يوسف طمئنها ، ابا يوسف ... هل انتهت السنوات
العجاف ياابا يوسف وحان وقت الفرحه !!! اه لو ابايوسف يطمئنها ويقول لها ماتتمناه
!!!!
يهمس لها حورس ، ماانا
بقول اهو والست الطيبه قالت وانت بتقولي ، السنوات العجاف تخلص لما احنا نقرر ان
كفايه عليها كده ، انت رايك ايه يانجية ياحكيمه ، همست ، الحق اه كفايه عليها كده
!!!!
صفق حورس بجناحيه القويين
، مش بقولك خلاص ، الساعه شكلها حانت والامارات بانت وكل اللي عليه دين يوفيه وحي
علي مصر !!!!
( 34 )
تصبحوا علي خير
وقفت البارجة الحربية
الامريكية حاملة الطائرات في قناة السويس
لتستريح من رحلتها الطويلة
!!!! مازال الليل بعيد ، لكن البارجه اطفئت انوارها وكأنها ستنام ، هوهو
ننه هوهو ، هو هو ننه هوهو ، همست البارجه توزعا نوما ومواتا علي الاحياء حولها ،
يالا حننام ننة !!! همس الضباط والجنود وقرروا يبكروا الليل علي امل ينام المصريين
فيقتلوهم بسرعه وهم نيام ويعودا بسرعه لوطنهم !!!!
هوهو ننه هوهو ، هو هو ننه
هوهو !!!!
ادخلوا كبائنكم وغرفكم
ولاتقتربوا من سطح البارجه ولا حافته ، دعوهم يصدقوكم وانكم نمتم ، دعوهم يحتذوا
بكم ويناموا مثلكم ، تمني لو ضرب قرص الشمس بصاروخ فيطفئه ليحل الظلام مبكرا !!!
صرخ مذيع القناة المشبوهة
اياها ، فاصل اعلاني وننام بعده ، الوقت
وقت النوم للاطفال الحلوين ، وتصبحوا علي خير ، واطفئت الشاشات انوارها ، تنشر
وهما علي ملايين المتفرجين ان وقت النوم حان ونايتي نايتي !!!
نظرت انتي صفيه في ساعتها
وهمست ، ايه الغش ده ، ده احنا لسه الساعه ستة ، همس لها مذيع الالقناة المشبوهة
اياها من فراشه بجوار البارجه الحربية ، ششششش نامي عيب لحسن يضربوكي اه اه !!!
ضحكت انتي صفيه علي طريقته الرقيقه الركيكه في الخداع والكذب وعاقبته واغلقت
التلفزيون في وجهه " شوف بقي مين اللي حيعبرك ؟؟" ودخلت المطبخ لتخبز
كيكه لصديقاتها التي سيحضرن لزيارتها في التاسعة !!
فتحت ام مجيب نافذتها
فوجدت الشمس مازالت تزين السماء وعبد الله لم يعد من رحله الصيد التي يعود منها
بعد العشاء ، نادت علي جارتها وسالتها ، الا المغرب ادن ؟؟ نفت جارتها لكنها شرحت
لها ، التلفزيون بيقول تصبحوا علي خير ، ضحكت ام مجيب ، تلاقيه بيكلم الناس اللي
في النص التاني من الدنيا ، ماهم نهارنا عندهم ليل ، تلاقيه بيكلمهم هما ، وافقتها
جارتها ، عندك حق ماهو مش معقول عايزينا ننام من دلوقتي ، ده انا يادوبك لسه مخلصه
شغل البيت وسالته ايدي من الغسيل وباقول حاريح جتتي واقزقز لب البطيخ وابتدي
السهرة يقول لينا ناموا ، نامت عليه البعيد حيطه لخبطني !!!
همس يوسف لزهيرات عباد
الشمس المحيطه به ، بيقول ايه الراجل المخبول ده ، ضحكت زهيرات عباد الشمس وهي
مازالت يقظه لم تغلق اوراقها علي اخر لحظات النهار ، ماانت قلت ياابا يوسف مخبول ،
في عز النهار عايز الناس تنام والشمس لسه مصهلله في السما وبيقول لهم الدنيا ليل ،
ابتسم يوسف ساخرا من حماقه مذيع القناة المشبوهة اياها واكاذيبه الواضحه وحفر
بازميله علي جذع الجميزه تاريخ اليوم وساعة الكذب ليذكره نفسه باللحظه التي بدأ
فيها الكذب المفضوح ، يتذكر السيدة الطيبه في قاع البحيره المقدسه ، في الاول
حيكذبوا ولاكأنهم قاصدين وفي الاخر لما يحتاروا فينا ، حيكدبوا الكدب المفضوح ،
ساعتها تعرف ان الساعه قربت ، اصل لما محدش حيصدق كلامهم حيبطلوا يكدبوا ويفتحوا
النار علشان يموتوهم ، فاهمني يايوسف ، فاهمك طبعا ، مازال الحلم الغريب يراوده وفرع
المرجان في جيبه قريبا من قلبه ينتظر اللحظه التي سيسود فيها الظلام بحق ليزرعه في
الارض فتنير الدنيا بنور لايطفيء سطوعه ولا كل دانات البارجه الحربية ولا موت
رصاصها !!
دخل الادميرال غرفته
ليحتسي كأسا من الويسكي الفاخر في صحة نجاحه في خديعه هؤلاء البلهاء المتحلقين حول
البارجه بعدما اكتسوا بالشرائط الستان الوردية !!!
حدق في المرأة وتحسس عضوه
الذكري الصغير واطمئن عليه وان احد لن يعلقه منه في تمثال الحرية وقتما يعود فاشلا
مثل مئات المرات السابقه ، حدق في المرأة ورفع كأسه في صحة نفسه فرحا بعبقريته
وذكاءه وبراعته العسكرية و............ هما يناموا من هنا واحنا نضربهم من هنا
.......... وفي صحتك ياسعاده الادميرال !!!!
( 35 )
بارود
وصلت كتائب الجنود والضباط
المجهولين من رحلتهم الطويله لشط القناة ،
لوحت لهم مدينه الشهداء تحييهم ، فتحت بواباتها ورحبت بهم ، دقت اجراس الكنائس
ورفع الاذان من فوق كل المأذن ، تبجيلا واحتراما لكل الاحباء العائدون من فوق جدران
المعابد والنصب التذكاري واللوحات المزينه بشرائط الحداد لساحات المعارك ، ومازالت
المياه هادئه وشط القناة نائم وكأن شيئا لايحدث تحت سطحه وكأن الناس موتي لن
يستيقظوا حتي يموتوا بحق وقت القصف الذي تخبئه لهم البارجة الحربية هدية اخيره
للحمقي الغائبون !!!
مازالت المياه هادئه ساكنه
ومدينه الشهداء تنتظر الاشارة من حورس وحورس يودع اليمام الابيض الذي خبأه واحتضنه
ومنحه الحياة ويستعد للانتصار الجديد علي ست بعدما تعامد قرص اتون فوق راسه - او
اوشك علي - ومده بالروح والقوة والعزيمة ....
في تلك اللحظة ، انتشرت
الشرائط الستان الورديه فوق الخريطه ، زين بها الرجال رؤوسهم واذرعتهم وبعضهم
لصقها في بنطاله وبعضهم لف جسده كله بها وساروا في الشوارع الخاوية وكأنهم ابطال
لايدركون الفخ الذي نصب لهم ووقعوا فيه فرحين سعداء !!!
صرخت ام سعد من فوق سطوح
منزلها ، الولس كسر عرابي ، الولس كسر عرابي ، تحذر الجنود في التل الكبير وكفر
الدوار والسويس ومنف من الولس والخديعه وتطالبهم السائرون مغيبين برائحه البارود
المنبعثه من الشرائط الستان الورديه تطالبهم يخلعوا الشرائط ويرموها بعيدا ، اصحوا
ياجدعان وماتضيعوش نفسكم ، الولس كسر عرابي والخديو باعه وخنفس سلم البلد ووالي
عكا فتح البوابات للفرنجه ومش كل مره حيطلع لكم صلاح الدين ، المره دي الدور عليكم
انتم ، كل واحد يدافع عن داره وعن حياته وعن حريمه ويسترجل ، المره دي الدور عليكم
...صرخت من فوق سطوحها ، الولس هزم عرابي وكفايانا ولس!!!
امسكت نجية الحكيمه
بالشرائط وشمت رائحتها وصرخت ، ده بارود ،
تشرح لهم للسائرون في الشوارع خدرين مغيبي العقل ، انهم يوزعوا عليكم فتائل
لقنابلكم ، فتائل ننشرها بايدينا في البيوت والملابس والارواح ، وعندما يقرروا وتحين
الساعه سيشعلوا فينا حريقهم الاكبر ، سيجدوا فتائلهم تنتظرهم في عيوننا ومقائينا
ومنازلنا ورؤوس اطفالنا ،
نزعت نجية الحكيمه الشرائط
من فوق الرؤوس والاذرعه والاجساد الرخوه والقتها بعيدا ، صرخت ،لا تصدقوهم ولاتطاوعوهم
، لاتاخذوا هداياهم ، لاتشتروا بهجتهم ، لم نتعلم طيله ايام العمر الطويله ان
البارجات الحربيه توزع بهجه
و....... لاانتم اتهبلتم ؟؟!!!
نظر بعض الحمقي باستغراب ،
مالكي تتشككي في كل ماتريه ايتها العجوزه المخرفه!!! هي هدايا لايقصدوا
منها شرا ، وانت خرفه هرمه لن نسير خلفك ولن نسمع تحذيراتك ، الخوف نهش عقلك فصرت
عاجزه عن التفاعل مع الحياه بالطريقه الحديثة ، تتشكيين في الغرباء حتي خفت من
الشرائط الستان وتصوريتها بعقلك المريض بارودا يقتل ويحرق ، وقفت نجية الحكيمه في
السوق تتشاجر مع البلهاء ، مين دي اللي بتخرف يانطع منك له ، انتم اللي البودره
كلت عقولكم ولحست مخكم ،والاكل كبس علي مرواحكم وقله الفعل كسحتهم بقيتم لابتميزوا
ولا بتفهموا ، امسكت الشرائط الستان الورديه وشرحت لهم ، دي فتايل غرقانه بارود ،
طبعا حتشموها ازاي ومناخيركم مقفوله من كتر البودره ، دي غرقانه بارود ، وزعوا علي
كل منكم قنبله ، ادوهاله في حضنه ، كسروكم مع نسوانكم بالميه المسممه والفراخ
البيضه وخلوكم لانافعين طبله ولاطار وبدل ماتقضوا الليل تدلعوا الحريم ، ادوا كل
واحد منكم قنبله ينام فوقيها وهو بيحمد ربه انه لقي حاجه يتلكك بيها لمراته علشان
ديها ضهره وضميره مستريح ، دي قنابل يابعدا ، قنابل ، خدوتها في حضنكم وانت مش
دريانين ، ولما الليل يليل بحق وابو خيمه زرقه يحط رحاله علي بيوتكم ، وقتها ،
حيصطادوكم زي العصافير المتربطه في الفخ ، الفتيل حيشاور علي صاحبه وحتموتوا فطيس
!!! ارموا الفتايل واستعيذوا بالله واصلبوا ضهركم وفوقوا ، ارموا الفتايل عليهم ،
عمر مالبوارج الحربيه بتوزع علي اهل البلاد البعيده الا الخراب !!!! اصحوا وفقوا
!!!
هاهي تقول مامفروض عليها
تقوله ، لن تصمت بعد الان ، تنفذ وصيه السيدة الطيبه وتتكلم وتقول مامفروض عليها
تقوله !!!
( 36 )
منفضة
السجاد
مازال
السائرون خدرين في الشوارع الساكنه يتراقصوا والشرائط الستان الوردية تكبلهم دون
يدروا وتشير الي رؤوسهم ومواضع قتلهم دون يدروا ، صرخت الجثث التي ماتت تحت
الاقدام بعدما خدرتها الشوكولاته المحشوه بالغيبوبه علي شط القناة ، صرخت ،
لاتاخذوا شرائطهم ولا تطمئنوا لورديتها ولا تصفقوا لرقصهم ولا تفرحوا ببهجتهم ،
انهم قتله مهما ابتسموا في وجوههكم !!
صرخت
الجثث المقتوله بالشوكولاته ، انظروا الينا واتعظوا ، متنا دون انتباه وداست علينا
الاقدام ولم تمنح اسماءنا فخرا ولا قلادات ولا فتحت لنا مدينه الشهداء بواباتها ،
قتلنا بالغفوة وقتما التهمنا السم سعداء ، لم نفكر فيما نأكله ولا من يمنحه لنا ،
متنا وعفننا وخرجت الديدان من اجسادنا دونما يتذكرنا احد اويترحم علينا احد !!!
انتبهوا
انتبهوا ... صرخت الجثث المقتوله بالشوكولاته !!!
اطلقت
البارجه صاروخا قتل الاموات مره ثانيه وحذرهم ، لو نطقتم وانتم اموات سنقتلكم الف
مره ، دعونا نحتفل بالبهجه في هدوء خالي من ازعاجكم وعويل ارواحكم وغبائكم !!!
وماتت الجثث مره ثانيه وهي لاتفهم من قتلها ولماذا ماتت وبقايا الشوكولاته المحشوه
بالغيبوبه تسيل من بين شفاههم سما يتسلل للارض الطيبه يقتل خصوبتها وينشر في
ترابها حشرات قارضه تلتهم الارض والجثث والفهم !!!
ومازال مذيع القناة
المشبوهة اياها يهمس للمشاهدين ، ليله سعيده واحلام سعيده ، حان وقت النوم ، حان
وقت النوم !!!!
يسأل الكتكوت المشاكس ابلة
لولو ، حننام دلوقتي ؟؟ هزت ابله لولو رأسها نفيا ، لكن القناة المشبوهة اياها بتقول
.... ، صرخت ابله لولو وقاطعته ، يادي القناة المشبوهة اياها وايامها السوده ،
تخلي الليل نهار والباطل حق والسم عسل والكل قاعد يشتري من بضاعتها ويعيط !! يادي الخيبة
علي اللي بتقوله القناة المشبوهة اياها ، تدخل البيت مسرعة وخلفها الكتاكيت تجري ،
تفتح التلفزيون ، تضبط القناة ، تأتي بالقناة
المشبوهة اياها لبيتها الريفي الصغير
وتقرر تعطيهم درس العمر ، تأتي بمنفضه السجاد وسيخ الفرن وتنادي المذيعين ، يالا
ياخويا انت وهو ، واحد واحد يالا ، تجذبهم من ملابسهم الانيقة الغاليه وتخرجهم من
الشاشة وتوقفهم وجههم للحائط وتنهال علي مؤخراتهم ضربا ، هو انتم ايه ، ولاد حرام
، ماقاللكوش زمان الكدب حرام ، ماقللكوش زمان ان الفتنه اشد من القتل ، ماقاللكوش
زمان ان ابن الحرام هو اللي ياكل من خيري ويلوف علي غيري ، مالكم فيكم ايه ياولاد
العرب ، بيدوكم ايه علشان تقتلونا وضميركم مستريح ، كام عرسه عششت عندكم واكلتوها
كتاكيتنا ، بيدوكم ايه ، شويه فلوس مالهاش عازه وقت الحساب لان الكفن مالوش جيوب ،
شهرة ، شهرة الشوم واللوم ، الشهره اللي يسعي ليها النفر المحترم ، هي الشهرة اللي
تخلي الناس يفتكره بالخير ، لكن لما تتشهر اساميكم علي كل لسان علشان اللعنه
تطاردكم ليل ونهار تبقي تغور الشهرة واللي عايزينها ، مالكم ياولاد العرب ،
بتقولوا ليه ان الليل جه والدنيا لسه نهار ، بتنيمونا ليه ، قاصدين ايه ، شر طبعا
، ماهو في الضلمه الحراميه يسرقوا والديابه تسرح والعرس تغدر بالكتاكيت ، قاصدين
شر طبعا ، طيب ليه ، علشان قرشين واسم نجس وشتيمه تجيب سلسال ابوكم ليل نهار ،
تنهال علي مؤخراتهم ضربا وهم يتلوا تحت ضربات منفضة سجاجيدها العتيقة، الا البعدا
طبعا مابيحسوش ولا البرشماجيه اللي ضاربين صراصير ، والا جتتكم بتطلب الشتيمه
وتهرشوا زي المدمنين لما نبطل نشتمكم ، طبعا مابتحسوش ، لا ضرب بيحوق ولا شتيمه
بتلوق ولا فيه فيكم فايده !!! تحذرهم ، ورحمه الغالي لو اتحركتم من قدام الحيطه
لاغزكم بالسيخ المحمي ده واقول عصابه حراميه وهجمت علي بيتي ، ال تصبحوا علي خير
ال ، ان شالله انتم ولا تتصبحوا ولا تتمسوا باي خير يابعدا !!!!
نظرت ابله لولو للكتكوت
المشاكس ونهرته ، اسمع ياوله ، القناة المشبوهة اياها دي زي العرسه اللي بتخش
عليكم بليل ، لاعمرك تامن لها ولا تسمع منها ولا تتطمن !!! لما يقولوا تصبحوا علي
خير يبقي النهار طالع وهما ليهم غرض موزوزين علينا بيه ، دول زي الضبعه ياكلوا
الجيفه ولا يقرفوا ولا يحسوا ، صرخت في الكتكوت ، فاهم ولا اقول كمان ، جري
الكتكوت المشاكس علي العشة وهو يؤكد لها فاهم فاهم ...
اغلقت باب الدار علي مذيعي
القناة المشبوهة اياها ووجوهم في الحائط وهي تحذرهم ، وحياه رحمه الغالي لو سمعت
ليكم حس ليومكم مدوحس ، اكفوا شركم عنا واحنا ننساكم وخالتي وخالتك واتفرقوا
الخالات ، عادت لكتاكيتها وصوت البارجه الحربيه يدوي في اذنها فتصرخ ، بيتك بيتك
وتحمي الفرن وتستعد للخبيز ، الا الساعه شكلها حانت وكل واحد بقي يعمل اللي عليه
علشان نعدي من المصيبه اللي بتترتب لنا ونفوق !!!
بيتك بيتك ..... بيتك بيتك
..... بيتك بيتك !!!!!!
( 37 )
الخلايا النائمة
البارجة الحربية اطفئت
انوارها واستعدت للنوم !!!
الضباط حشوا مسدساتهم
بالرصاص الحارق والجنود وقفوا خلف منصات الصواريخ المحمله بالموت والادميرال خاطب
قيادته عبر القمر الصناعي وشرح لهم ان الوقت حان وانتظروا اخبار سعيدة !!!
ساعات قليله وتبدأ المعركه
وساعات اقل وتنتهي !!
ليست معركه بالضبط ،
لايوجد نزال ولاقوات بريه ولا جيوش المارينز ولاالتحام جسدي، المعركه بين الصواريخ
الذكيه التي لاتفهم الا في القتل وبين المصريين الغافين عن قتلهم منشغلين بالطريقة
المثلي لاستخدام الشرائط الستان الوردية !!!
ليست معركه بالضبط ، بل هي
نزهه عسكريه ستنتهي بدك المدن البالية والبيوت العتيقه والمعابد والتاريخ ليرفع
النظام العالمي الجديد رايته في عين حورس معلنا بدايه اسره جديده من اسر الغزاه الذين
حكموا مصر وسيحكموها حتي نهايه التاريخ!!!
ليست معركه بالضبط ، لكنها
" علقه موت " لخريطه رفضت تنشر القواعد العسكريه علي حدودها فلم يكن
امام اصحاب القواعد الا دك الخريطه وحدودها فوق رأس مواطنيها البلهاء المنشغلين
بالشرائط الستان الوردية ..
استيقظت الخلايا النائمه
في شقوق الخريطه واستعد الطابور الخامس لعمله الخطير بعدما همست المذيعه بكلمه
السر وسط نشره اخبار السادسة مساء ، همست و... تصبحوا علي خير ، فاستيقظت الخلايا
النائمه واستعد الطابور الخامس لدفع حصان طرواده داخل المدينه لينفتح بابه في
الظلام ويخرج الغازين يزركشون المدينه بالشرائط الستان الورديه ارشادا للصواريخ
الذكيه عن اهدافها السهله !!!
( 38 )
كلمة السر
مازالت الشاشات تصرخ ،
تصبحوا علي خير ، تصبحوا علي خير وتنشر الغيبوبه فوق الخريطه دعما للبارجه
وصواريخها الذكيه ...
صرخت نجية الحكيمه في
الشباب العائدين من عند البارجه الحربية صاخبين فرحين ، صرخت فيهم وقتما وجدتهم
مزركشين بالشرائط الستان الورديه ، صرخت فيهم ، سلامتكم ، يعيش الرجاله والله ، هو
خلاص كده ، بقي كل واحد فيكم عامل زي عروسه المولد مزين راسه بالبمبه الحلاوسكه
وعماله يترقص ، سلامتكم ، فين الاشناب وفين العضلات وفين القوه بتاع شجيع السيما ،
نظر لها الشباب لايصدقوا كلامها ، وتجرأ عليها اسفلهم وسبها ، انتي ولية جاهله
غبيه ماتفهميش لا في البهجه ولا في الحياه ، لم ترد عليه بلسانها لكن كف يديها
القوي لطشه علي وجهه بضربه اطاحت به من علي الارض ، بصقت عليه وهي تخلع الشريطه
الستان الورديه من فوق راسه ، حمار وقلنا يتعلم لكن سافل كمان ، يبقي مالكش غير كف
يفوقك ، يابني افهم ، تشرح له وهو متكوم علي الارض يبكي ، دي فتايل قنابل وباردوها
ريحته فايحه ، لما البعيد حينام حيصادوه زي البرص من الحيطه بشبشب معفن ، انت
بتدلهم علي مكانك يقتلوك وانا خايفه عليك ، افهم يابني !!!
لكن الدموع التي كست
العيون البليدة والعقل الذي لم يتعلم لايفهم ولايفكر اعجزا الشاب السافل عن الفهم
!!! لملم نفسه المبعثره علي الارض واختطف منها الشريطه الستان الورديه وحزم وسطه
وجري بعيدا عنها وهي تلاحقه بأسي !!!
سمعت خالتي ام ميلاد صراخ
جارتها فدخلت عليها وجدتها تتشاجر مع ابنها العائد من عند البارجه بذيل طويل يسقط
من خلف بنطاله ، شريطه ستان طويله تلامس الارض ، شاهدتها تلطم علي وشها وهي تصرخ
فيها ، ياخساره التربيه وخساره التعب ، اخرتك حمار بديل ستان ، مين يامخبول اللي
عمل فيك كده ، مين ياواد اللي لخبطك وخلاك مش دريان انك بقيت حمار ...
همست الجثث التي ماتت من
سم الشوكلاته الصديقه ، قلعيه الشريطه وانقذيه
!!! انطلق
صاروخ اخر من البارجه الحربيه وقتل الجثث مره عاشرة ، وحذرتهم البارجه ، لسه فيكم
روح تتكلموا ، صواريخ واتضربتم ، سم واتسممتم ، اخرتها معاكم ايه ، حتموتوا
وتتخرسوا امتي؟؟ ، وتشاجر الادميرال العجوز غاضبا مع صانعي
الشوكولاته لانهم لم يحشوها بالغيبوبه الكافيه لاخراس الجثث وتوعدهم بجونتيانوا وقتما يعود لارض الوطن سالما ، وتشاجر مع صانعي الصواريخ لانها لاتنشر الموت بالقدر المطلوب لاستمرار
حفلات البهجه والرقص ورفع رايات النظام العالمي الجديد وتوعدهم بالتعليق فوق تمثال
الحرية عقابا مخيفا لكل من يفشل في صناعه صواريخ تقتل ومن المره الاولي !!!
مازالت
خالتي ام ميلاد تراقب جارتها وشجارها مع ابنها المتمرد ، صرخ الابن في امه
بتتخانقي معايا ليه ، تفهمي ايه انت في البهجه ، ولاتفهمي ايه في الهدايا ولا تفهمي ايه في
الحياه عموما ، عايزاني اقعد جنبك ، تشحتي لي وظيفه حقيره زي جوزك ، وظيفه يادوبك
تدفع تمن مواصلاتها ، لاتخليني اشتري عربيه ولا البس اتناشر بدله ولا اتجوز موزه
ولا انام باشا واصحي ملك ، بتصرخي ليه ، ايش فهمك انت في البهجه ، خبطت الام علي
صدرها وقالت له ، يااهبل اتنصح ، بهجه ايه وشرايط ستان ايه واتناشر بدله ايه ، مين
ياواد اللي غسل مخكم وخلاكم حمير برضاكم ؟؟ هي ياواد الشرايط دي حتجيب لك وظيفه
وعربيه واتناشر بدله ، مين ياواد اللي ضحك عليك وقالك كده ، لم يعجبه كلامها وصرخ
، انتي كده ، زي كل الامهات والابهات ، لابتفهمونا ولا بتحسوا بمشاعرنا ولا
بتقدرونا ، وربط الشريطه الستان في وسطه واخذ يتراقص علي نغمات البارجه الحربيه
التي وقفت في قناة السويس لتستريح من رحلتها
الطويله !!! انفجرت الام في البكاء ، ياحظي الاسود ابني الحيله بقي حمار بديل
وبيرقص زي الغوازي من الفرحه ، منه لله اللي كان السبب منه لله اللي كان السبب!!
انتبهت الام فجأ لوجود
خالتي ام ميلاد ، القت بجسدها في حضنها وهي تصرخ ، الحقيني ياخالتي الواد حيضيع
!!! طبطبت خالتي ام ميلاد علي ضهرها وهمست ، ماتخافيش عليه ، بكره يفوق ويوعي
لنفسه ، سالتها الام وسط نحيبها ، امتي بس ، اكدت عليها خالتي ام ميلاد ، بكره
يعني بكره ، صدقيني وماتجزعيش !!!!
وعرفت خالتي ام ميلاد ان
اللحظه الموعوده اقتربت جدا !!!!
الم تقل لها السيدة الطيبه
تحت سطح البحيره المقدسه انه في الايام الصعبه سيفقد الناس بصيرتهم وينخدعوا ويروا
الحق باطل والباطل حق ، الم تقل لها ان الناس ستتوه في الدروب التي اعتادوها
ويتحولوا لغرباء ناقمين لايعجبهم العجب ولا الصيام في رجب ، قالت كل هذا واكثر
والان .... يحدث كل ماقالته ، اذن ، اللحظه الموعوده اقتربت جدا ، همست خالتي ام
ميلاد لنفسها وعادت لمنزلها مسرعه تضفر في الغله الخضراء صلبان وايقونات ، ستوزعها
علي الجيران ، كل سيحمي داره بغلتها الخضراء من العفاريت والاشباح والاشرار
والطابور الخامس ومن اتباع ست !!!
انها اللحظه الموعوده ،
انها اللحظه الموعوده !!!!
ونطقت خالتي ام ميلاد
بكلمه السر لجيوش حورس دونما تدري !!!
انها اللحظه الموعودة ،
انها اللحظة الموعودة !!!
وحي علي مصر ، حي علي مصر
!!!!
( 39 )
حصان طرواده
وانطلت الكذبة علي الناس ..
وصدقوا ان الليل اتي والنوم
حان وقته ...
وفقئوا عيونهم وتجاهلوا
مايروه امامهم ونااااااااااااااااااموا !!!
اطفئت الخريطه انوارها
ونام اهلها الطيبين في اسرتهم و.............بدأت الاحلام والكوابيس واضغاث النوم.. .....
ساد الظلام لوقت قصير
وسرعان ماسطع الضوء الفوسفوري من الشرائط الستات الورديه وتحول لاسهم وعلامات
ارشاديه ، هنا ، يرقد قتلي ينتظروا قنابلكم وصواريخكم الذكيه وداناتكم المزركشه
بالفرحه ليموتوا براحه وسعاده ...
وفتح حصان طرواده بوابته
فخرج منه الوف الجنود ومعهم اطنان من الشرائط الستان الورديه ، يربطوها في اعمدة
النور ومحطات الكهرباء والكباري ومدارس الاطفال والقناطر الخيرية والمستشفيات وفي
قلوب البنات واشناب الرجال وارحام النساء ومقابر الاحباء ، فسطع الضوء الفسفوري
اكثر واكثر واستعدت الخريطه للفناء والموت !!!!
( 40 )
حورس
سطع قرص اتون في وسط الليل
فانطلق حورس من عش اليمام ، قويا وضرب بجناحيه في السماء ، ارتفع موكبه وخلفه سرب
اليمام الابيض يحيه ويحيط به ، تحرك صوب مدينة الشهداء التي اصطفت جيوشها كتائب
وفرق ، ووقف كل قائد امام جيشه والكل مستعد للشهاده والانتصار ..ارتفع الاذان في
مدينة الشهداء وفي كل بقعه علي الخريطه النائمه ودقت اجراس الكنائس ، حي علي مصر
حي علي مصر ....
ودوي صوت السيدة الطيبه في
قلوب الفتيات الصغيرات ويوسف وكأنهم تحت سطح البحيرة المقدسة في تلك الليلة
البعيدة ، دوي صوتها حنونا واضحا تذكر كل منهم بالمطلوب منه في اللحظه التي طال
انتظارها ، اللحظه الموعودة ....
( 41 )
فرع المرجان
كان الظلام دامس والخريطة نائمه ، تسطع
فيها الشرائط الستان الوردية ، علامات ترشد عن الطيبين النائمين في غفوة الخديعه ،
وقفت ابله لولو تصرخ في النائمين ، بيتك بيتك ، يالا علي هناك ، لما تخشوا محدش يخرج ولايأمن للغدارين الا لما يسمع
الزغاريد ، العرس في البلد طاحت ، ااقلعوا الشرايط وادفنوها في الصحراء ، ارموهم
عليهم ، اللي رايدينه لينا يرد عليهم والبادي اظلم ، جلست امام فرنها البلدي
الصغير ، اضاءت ناره والقت بعيشها المخبوز من زمن بعيد استعدادا لتلك اللحظه ،
انضجت النيران الخبز بسرعه فقسمته ابله لولو كسرات كسرات ، وحملت في الظلام قفه
العيش وخرجت تطرق الابواب ، تمنح الطيبين واطفالهم الابرياء والمستقبل الجميل كسرات
الخبز التي ستقيهم شر الجوع وقت الاحتماء الطويل بالسراديب السحرية والغرف الموصده
الامنة هناك ، شرحت لهم ، بيتك بيتك ، هناك ، الطمأنينة هناك والزاد معاكم والقلب
جديد والجدعان حتطفش العرس والتعالب واحنا علينا نشد ضهرهم ونساندهم ، يالا بيتك
بيتك ، وتشير لهم علي الهرم الكبر شامخا في الظلام حضن كبير ينتظرهم جميعا ويحميهم
جميعا ، ماتخافوش من الضلمه ولا العرس ، الجدعان حيعملوا اللي عليهم وزياده، انتم
بس لاتخافوا ولاتخرجوا ، اتطمنوا وانتم هناك ، ورانا اسود تحمي و.... تنظر لابو
الهول الرابض مكانه في صمت مهيب ، يالا بيتك بيتك وتشير علي الهرم الاكبر الشامخ
وسط الوحشه .. ومازال الظلام دامس ....
كان الظلام دامس والخريطه نائمة ، تسطع
فيها الشرائط الستان الورديه ، اسهم للوحات ارشاديه تهمس للقتلة ، هنا تنام
ضحاياكم ، وجهوا صواريخهم صوب رؤوسهم و،
حطموها بداناتكم الذكية ، حطموا رؤوسهم نبع الحكمه والحضارة والوعي بالتاريخ
والجغرافيا ، صرخت انتي صفية ، طفوا النور في عينيهم واخلعوا الشرايط وارموها تحت
رجليهم نار عليهم ونور لينا ولسيوفنا ، ياجيش عرابي قوم ، قوم ياجدي ، اصحي من
رقدتك وافرد سيفك وارفع راياتك واستقبلهم باللي يليق بيهم وليهم ، اصحي ياكل بطل
استشهد في معارك حماية وتحرير العزيزة الغاليه ، اصحوا من كل معركه واستعدوا
للفرحة ، صرخت في النائمين في البيوت الصغيره المتلاصقه والحارات الضيقة ، ضموا
ليهم ، ضموا ليهم ، دي اخر معركه ، بعدها لاحنعيش ولاحيكون عندنا حاجه نخسرها ،
اصحي ياجدي اصحي ياجدي ... وصهلت الخيول ودقت الطبول ووقفت الصفوف خلف الصفوف !!!!
كان الظلام دامس والخريطه نائمه ،
الناس استيقظوا علي صوت الاذان واجراس الكنائس ، حورس يحلق في السماء وحوله سرب
اليمام الابيض وجيوش الشهداء خرجت من المعابد تحمل المسلات الكبيرة بنقوشها
والانتصارات المدونة علي سطحها بقممها الذهبية ، وقفت ام سعد فوق سطح دارها وابصرت
مالم تراه منذ سنوات بعيده ، اتسعت حدقتيها فابصرت الحقيقة ، صرخت تحذر الشهداء من الولس والغدر والخونه
والعملاء ، صرخت تحذرهم من حصان طرواده الذي انزل رجاله في جنح الظلام يزينوا
الخريطه بالموت ، يدقوا الردارات في الارض الخصبه ينتظروها تنادي صواريخ الموت
لتستبدل الخصوبه جدبا والوادي الاخضر صحراء ، صرخت تحذر جيوش الشهداء من خنفس الذي
سلم حامية القاهرة ومن والي عكا الذي فتح ابواب المدينة للفرنجه ومن كل خائن وغادر
ملعون في كل كتاب .. ام سعد تحذرهم من الخونه وتعد العائدين من ميادين القتال
بوجباتها الشهية احتفالا بالنصر ...
كان الظلام دامس والخريطه نائمه ، صرخت
خالتي ام ميلاد تنادي اطفال الحارة وشبابها ، وزعت عليهم الصلبان والايقونات
المصنوعة من الغلة الخضراء ، خدوا من ايدي وارشقوها علي كل باب تطرد الشياطين
والجواسيس واولاد الحرام ، علقوها علي كل الشبابيك والبلكونات تحمي النائمين وتبعد
الصواريخ وتشوش علي الرادارات ، صرخت وهي تتابع الايقونات تزين كل الابواب وتحميها
، ياام النور اتشفعي لينا يتفك الكرب ، اتشفعي لينا ببركه المقدس روحه ابونا بطرس
والمرحوم الشيخ عبد الوهاب ، اتشفعي لينا تحل البركه والخير واحمي ولادنا واحمينا
و............... ردي ابراج الفرنجة الجدد عن ارضنا الطاهره واكرمينا .... ياام
النور ... ياام النور ....
كان الظلام دامس والخريطه نائمه ، خرجت
نجية الحكيمة من دارها تجري حافيه ، طرقت كل الابواب ، قوموا ، قوموا ده مش وقت
نوم ، اللي عنده شمعه ينور بيها الضلمه قدام داره يقيدها ، اللي عنده فانوس يجيبه
ويجي ورايا ، اللي قلبه حديد وبيحب البلد دي يضم علي الجيوش اللي قامت ، جايه من
اخر التاريخ ، نازله من فوق المعابد ، طالعه من تحت القناة ، قوموا يالا ضموا عليهم ، الحريم قبل الرجال
والرجال قبل الحريم ، كل مصري يحب بلده يقوم ويهم ، لاوقت خوف ولا وقت هم ، واللي
مالوش عازه النهارده عمره ماحيبقي ليه عازه ابدا ، النهارده اليوم اللي بعده
يانكون يامانكونش ، يالا بينا علي القنال ، قبل مايتعشوا بينا احنا نتغدي بيها ،
زي ماعاشو يسممونا جه دورنا نرد عليهم ، علي القنال ، كل الجيوش حتيجي هناك عند
القنال ، يالا بينا ، تجري نجية الحكيمه حافيه وسط الخريطه النائمه توقظ اهلها
بكلمات الحكمه التي لقنتها لها السيدة الطيبه تحت ماء البحيرة المقدسه ، تفتح
بمفتاح الحياه كل باب تلاقيه مقفول في سكتهم الطويلة ، تطلق بخور اللوتس يقوي
العزيمه وتبص علي السماء تتأكد انها واخداهم وماشيه في طريق حورس مارايح ، يبقي صح
، ده طريقنا اللي النهارده بالذات مالناش غيره طريق ......
كان الظلام دامس والخريطه نائمه ، وقفت
ام مجيب امام شط القناة ترمي السمك اللي
لسه صاحي يلعب لمجيب وكل اللي معاه ، تقوت قلبهم وتدعي هي وكل الجيران للشهداء
بطوله العمر والجنه جايزه اللي ربنا راضي عنه ، الشهيد عمره مامات والسمك رزق وخير
والبحر خير لينا وشر علي اللي يعادينا ، واللي ناوي علي خيرنا حبيبنا اهلا بيه
معانا واللي ناوي علي شرنا مالوش غير النوة وصفه تبعده عن ديارنا بعد ماتحطم مراكبه وتكسر مجاديفه
وصواريه وتقلب راسه واطيه ، البارجة الحربية تتأرجح في الظلام فوق وجه القناة ، لاتري جيوش الشهداء تحيطها من كل فج عميق وعلي
الشط جيوش جايه من بعيد مستنيه اللي ينزل منها ويحاول يستخبي علشان تقبض عليه
وتلبسه الشريطه الستان الورديه وتحوله لهدف تضربه صواريخه بنارها وتحمي ارضنا من
كل شر ومن كل رضية ....
كان الظلام دامس والخريطه نائمه ، تسطع
فيها الشرائط الستان الوردية ، فتيل قنابل لم يشتعل بارودها بعد ، صرخ يوسف وهو
يغرس فرع المرجان في الارض الطيبه لتنير لاصحابها طرقهم ودروبهم ، صرخ يوسف ،
الوقت جه ومابعدوش وقت ، هزت شجره الجميزة جذعها الثقيل والقت من فوقه كل الاسماء والاحباء ، غرستهم في
الارض الخصبه المروية بماء البحيرة المقدسه ، فعادوا ابطال شهداء بدمائهم الساخنه هرعوا
صوب القناة ، لن تدنسوها طالما بقينا
احياء ونحن احياء لاخر الدنيا عند ربنا نرزق بنعمه وكرمه ، لن تدنسوها والا لماذا
متنا من قبل وستموت من بعد ونظل نستشهد ونعيش ونعيش ونستشهد ، القت شجره الجميز
بجميزها الاحمر زادا للمحاربين المبعوثين من كل زمن بعيد ، عادوا للحياة ببأسهم
بقوتهم باصرارهم علي النصر باسلحتهم المشحوذه للاعداء بارواحهم التي قدموها
للشهاده مره واثنين ، اضاءت الدنيا بنور المرجان الاحمر ففقدت الشرائط الستان
الورديه ضوءها الفوسفوري التافه وتلاشت تحت اشعه اتون الذي بزع وسط الليل لينير
لابناءه طريق انتصارهم ... حدق يوسف في فرع المرجان المنير وهمس لنفسه ، ثريا ،
سطع المرجان الاحمر ، ثريا في قلبك وروحك وارض ووطنك ، تعيش فيك طالما تعيش فيها ،
فرع المرجان الاحمر اضاء بسناءه للشهداء دروب فرحهم وانطفيء الضوء الفوسوري
الكيميائي الشاحب وتراجع الغازين وتقدم الشهداء في مواكب فخرهم صوب الانتصار
الجديد ورفعت الرايات المخضبه بالشرف فوق قمه الهرم وفوق كل المعابد والمسلات ... وسلامتك
ياام الانوار ياغاليه من العدا والرضي والسو وست وولاد الحرام الخونه ومن النظام
العالمي الجديد ....
( 42 )
الانتصار
هل انتصرنا ، نعم انتصرنا ..
ولكن من قال انها المعركه الاخيرة ؟؟
حورس عاد يختبيء وسط اليمام ينتظر
معركه جديده ونصرا جديد ...
مدينه الشهداء احتفلت بالنصر الجديد ثم
نامت وتركت الحراس علي اسوار المدينه يراقبوا ست وهل سيعود مره اخري ام سيموت
للابد ..
ابله لولو عادت لكتاكيتها تلاعبها تحت
الشمس الامنة وهي يقظه للعرسه والثعالب ..
ام سعد مازالت تلضم عقود الويكه وتحتاط
للزمن الغدار الذي قد يأتي فجأ فلا يباغتها بغدره وكفي عرابي وقتما هزمه الولس
وترك لنا درس لن ننساه ابدا ..
انتي صفيه زينت الجدران المطليه بلون
الانتصار بالنياشين الجديده التي حصل عليها جدها الاكبر وابيها وزوجها وكتبت في
كتاب تاريخ العائله ان شهداءها الابطال حاربوا مره جديده وانتصروا مره جديده
ومازالوا مستعدين دائما للشهاده ..
نجية الحكيمه رجعت للسوق ، تحكي للصغار اللي بيعدوا علي محلها ، تحكي ليهم حواديت تنور العقل والقلب بدل حواديت العفاريت وامنا الغوله ، تديهم كراميله وارواح وتبوس قلوبهم الخضرا وتدعي ليهم بالعمر الطويل والجسارة وقوة الروح ..
نجية الحكيمه رجعت للسوق ، تحكي للصغار اللي بيعدوا علي محلها ، تحكي ليهم حواديت تنور العقل والقلب بدل حواديت العفاريت وامنا الغوله ، تديهم كراميله وارواح وتبوس قلوبهم الخضرا وتدعي ليهم بالعمر الطويل والجسارة وقوة الروح ..
خالتي ام ميلاد مازالت تزركش الابواب
الطيبه بالصلبان والايقونات وتطلب من ام النور تحمي الاحباء ببركتها وتأكل
الصائمين في رمضان وفاء لدين الشيخ عبد الوهاب ..
ام مجيب مازالت تخرج علي شط القناة وتلقي بالسمك لمدينه الشهداء وتزغرط فخرا كلما
تحرك سطح الماء بموجيات صغيرة ترد للشهداء التحية والسلام ..
واجتمعت النسوة الست في الحلم مره
جديده ، يغسلن الشرائط الستان الورديه في ماء البحيره المقدسه ويطهروه باللوتس
وطمي النيل ويزينوه به الخريطه وقت احتفالها بالنصر الجديد ..
يوسف ، ايقن ان سنوات الرخاء جاءت لكن
سنوات الجدب تتربص بالاحبة فابقي فرع المرجان في يده ليغرسه في الارض الطيبه كلما
حل الظلام ....
اما البارجة الحربية الامريكيه ، فقد
اختفت بدنسها من فوق وجه القناة وعجزت
الاداره الامريكيه عن العثور عليها او بقاياها ، لم تغرق ولم تحترق وليس لها اي
اثر .... ابتسمت السيدة الطيبه تحت سطح البحيره المقدسه ساخرة من النظام العالمي
الجديد الذي عجز بكل اقماره الصناعيه واجهزه الردارات والاستشعار عن بعد وقرب ، عن
العثور علي البارجه الحربية بادميرالها الاحمق اسيرة تحت سطح البحيره المقدسه مع
كل اعداء الخريطه الذين انتصر عليهم حورس منذ فجر التاريخ وابقاهم في متحف الفخر
المصري عبرة لمن يفكر يوما يستخف بابناء الحضارة العظيمه واحفاد ايزيس !!!!
تمت
هناك تعليقان (2):
بقدر ما كسرت النهاية التوقع والحشد لمعرفة "كيفية" حدوث المعركة التي احتشد لها المقاتلون "الشهداء" تقودهم صرخة "حورس" من الأعالي وتتبعه أسراب اليمام .. بقدر ما ظهرت أدوات المعركة والمعارك في تجليات الروح المصرية .. التي اكتشفت مع نهاية هذا الجزء سر التركيز على تفاصيلهاالتي ليس عجيبا أن تكون في معظمها من روح الأنثى/ إيزيس .. سواء في مشاهد الخبيز وحوارات أبلة لولو مع كتاكيتها أو في الصلبان والايقونات المصنوعة من الغلة الخضراء .. تفاصيل شديدة الارتباط بروح مصر التي عرفناها .. والتي تتجاور مع البحيرة المقدسة وحروب مصر المقدسة من أحمس ومينا إلى عرابي وعبد المنعم رياض ... تلك الروح المصرية التي ظلت دائما حصن النجاة وحائط الصد أمام كل مطامع الطامعين على طول تاريخ مصر العريق والمعاصر .. وهي ذاتها الروح التي سوف تظل دائما تحفظ مصر أمام كل محاولات تغييبها .. حتى لو مشى أبناؤها لبعض الوقت بشرائط من ساتان وردي معلقة في خصورهم أو مؤخراتهم .. أو غيبتهم الشيكولاتة المخدرة عن وعيهم .. أو استيقظت الخلايا النائمة بينهم تحاول تغيير الوعي والهوية ... كنت أقرأ وأنا أبحث عن "وسيلة" القتال التي ستواجه بها البارجة المدججة .. لأكتشف مع سطور النهاية أن القتال بدأ منذ اللحظة الأولى .. وأن كل المشاهد التي حدثت في يوم واحد كانت هي مشاهد المعركة .. التي كان خط دفاعها الدائم هو روح مصر.
أسلوبيا استمتعت بقطع نثرية غاية في الإمتاع .. ربما لا يتسع المقام لحصرها جميعا .. وإن كانت "صرخت انتي صفية ، طفوا النور في عينيهم واخلعوا الشرايط وارموها تحت رجليهم نار عليهم ونور لينا ولسيوفنا ، ياجيش عرابي قوم ، قوم ياجدي ، اصحي من رقدتك وافرد سيفك وارفع راياتك واستقبلهم باللي يليق بيهم وليهم ، اصحي ياكل بطل استشهد في معارك حماية وتحرير العزيزة الغاليه ، اصحوا من كل معركه واستعدوا للفرحة ، صرخت في النائمين في البيوت الصغيره المتلاصقه والحارات الضيقة ، ضموا ليهم ، ضموا ليهم ، دي اخر معركه ، بعدها لاحنعيش ولاحيكون عندنا حاجه نخسرها ، اصحي ياجدي اصحي ياجدي ... وصهلت الخيول ودقت الطبول ووقفت الصفوف خلف الصفوف" مثلا تصلح شاهدا .. بل وكان التدوير في هذا الجزء "فرع المرجان" وترابط فقراته في مونولوجات شعرية بدأت كلها من "كان الظلام دامسًا" أشبه بقطعة دانتيلا في إيقاعه واتصاله .. في بنيته وجمال تصويره .. استمتعت .. دام ألقك
1- الأجزاء الأربعة تُعَد وكأنها قصة جديدة مِن نوع الأساطير التي تُشبه كثيراً الأساطير المصرية القديمة أو الأساطير الإغريقية، حيث يختلط الواقع بالخيال، والأمور المادية مع اللا معقول، والثوابت مع الخوارق مِن الأمور.
2- كان هُناك توصيفاً شاملاً للغاية عن جميع حالات وأنواع المصريين بكافة طبقاتهم وعلى اختلاف أزمانهم وهو ما تمثَّل في التفصيل الشديد لشخصيَّات النسوة ويوسف. يشعر المرء مِنَّا وكأنَّه يمر على كافة أنحاء مصر شمالاً وجنوباً وهو يرى ذلك السرد الخاص بتفاصيل تلك الشخصيَّات.
3- الرمزيَّة هي البطل الأوَّل والأخير وتُمسك بالنَص مِن بدايته وحتى نهايته، توجد بعض الرموز المُباشرة (مثال ذلك القناة الفضائية المشبوهة) ولكن أغلب الرموز التي استخدمِت كانت موحية بوضوح. كانت الرموز أثناء النَص كثيرة للغاية وهو ما أدي إلى اشتمالها أيضاً للعديد مِن الأمور التي حلَّت بالوطن عبر السنوات الماضية التي كانت بعد حرب أكتوبر حيث تلاها هجرة المصريين إلى الخليج العربي وتدخُّل الأمريكان في أمور المنطقة وهو ما أسهم في تغيير التركيبة النفسيَّة والإجتماعية للوطن.
4- الغرض مِن النَص والذي يتكوَّن مِن تلك المُقدمات الطويلة السابقة كتمهيد لشرح حقيقة الخطر الخارجي الذي يُحدِّق بالوطن، وكذلك الصراع الحتمي القادم في المُستقبل.
5- يحمل النّص بشارةً سعيدةً بأنَّه لن يصِّح إلا الصحيح في النهاية وبأنَّ الحق سينتصر وستنهض الأمَّة وتتحد.
6- كان السرد طويلاً مسترسلاً للغاية وهو بلا شك موهبة للكاتبة لكِنَّه يحتاج إلى بعض الإختصاروتجنُّب تكرار بعض التفاصيل التي سبق ذكرها أو ذِكر ما يُشبهها، وخصوصاً أنَّ كافة التفاصيل كان شرحُها مُستفيضاً للغاية.
7- للأسف، لم يحصل الجُزء الأهم في النَص – وهو ذروة الأحداث حيث المعركة التي انتصرت مصر فيها – على الإسترسال المُماثل، بل كان مُختصراً للغاية على عكس بقيَّة أجزاء النَص. كان هذا الجُزء تحديداً في حاجة إلى تفصيلٍ وتوضيح أكبر.
مجهود رائِع للغاية يا عزيزتي، أُحييكِ
إرسال تعليق