مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الجمعة، 6 أغسطس 2010

ابو التاريخ وحبيبته صفية !!!! الجزء الثاني !!!




الجزء الثاني
ابو التاريخ وحبيبته صفية

***
ذهب الشباب وسوف اذهب مثلما .... ذهب الشباب وماامرؤ بمخلد
ان الفناء لكل حي غاية محتومه .... ان لم يكن فكأن قد
( الامام البوصيري )

***
يافؤادي ليه بتعشق الحبيب قاسي علي
قلبه ظالم لم بيشفق وانا صابر علي الاسية
خايف اشكي من صدوده يفرحوا عزالي في
( من اغنيه لسيد درويش )


***

يالى أنت علي البر أيه اللي رجعك تانى
وجاب رجلك وجابك فى الغويط تانى
( موال صعيدي )



( 10 )
ابو التاريخ
مازال ابو التاريخ يبحث عن تاريخه وذكرياته التي اندثرت مثلما اندثرت ابو قير القديمه تحت البحر ، خرج من سوق باكوس لم يشتري شيئا ، لايعرف لماذا ذهب ولماذا خرج ، في فلمنج ولد جمال عبد الناصر ، سال ابو التاريخ نفسه ، لماذا يهتم بعبد الناصر كل هذا الاهتمام ، هز راسه لايهتم به ، فقط يعرف ان في هذا الحي ولد رجل قاد مصر وغير تاريخها !!! لم يسال نفسه كيف غيره للافضل للاسوء ، هذا كله لا يهمه ، كل مايهمه تاريخه هو الذي اندثر ومحي من ذاكرته ، مر امام كنيسه مارمينا ، تمني لو دخل الكنيسه واشعل دسته شمع للعدرا ، يعرف انه ليس بقبطي ، لكنه يشعر انه ينتمي للكنيسه مثلما تنتمي هي لمصر ، كنيسه الاسكندريه التي انشأها القديس مارمرقس ، اقدم الكنائس في اعرق المدن ، الاسكندريه ام التاريخ والكنيسه وبوابه مصر البحريه ، كل هذا في تاريخه وذاكرته ، في وجدانه ، يحب مريم العذراء ويؤمن بعيسي ويحب الاسكندريه ويحب مصر ، كل هذا يعرفه ابو التاريخ عن نفسه ، لكنه مازال يجوب شوارع المدينه التي قرر ينتمي اليها في ميلاده الثاني يبحث عن مايشحذ ذاكرته ، هل يدخل الكنيسه ، يسال شعبها عما اذا كانو يعرفوه ، احدهم يعرفه ، لم يستشعر حرجا ولا توتر ، سيدخل الكنيسه امن ويخرج منها امن ، وهناك يسألهم عن من يعرفه ، ربما احدهم كان جاره وقت كان طفلا ، ربما سيده عجوز تعرف امه ، ربما اعطتها كعك العيد يوم الميلاد واخذت منها كعك العيد يوم الفطر ، اقترب من الكنيسه ، نظرات قلقه تحاصره تكاد تساله لماذا تقترب ، الشكوك تحيط بالغرباء ، يسال ابو التاريخ نفسه متي بدأت تلك الشكوك تظهر في الاعين ، متي بدأت الريبه تحتل النفوس حين يقترب احدهم من كنيسه لاينتمي لشعبها او يقترب احدهم من جامع لا يصلي مع مصليه!!!! هل هذا الامر قديم ، ذاكرته لاتسعفه باي تفاصيل ، لكنه لايصدق انه قديم ، فهذه المدينه عاشت بالتسامح بين ابناءها ومع الغرباء ، مدن البحر لاتعيش ابدا بالريبه والشكوك !!! احمينا ياعدرا ، صرخ في داخله يشعر قلقا علي الحياه التي تغيرت ولم يعد يعرفها !!! مازال يقف في امام الكنيسه يفكر ، اقترب منه احد العساكر ، ساله ، فيه حاجه ياابا ، ابتسم ولم يرد عليه ، ابتعد عنه ونظرات العسكري تلاحقه ، كانه يسجل ملامح وجهه في ملف اسود ، ربما يحدث عمل ارهابي ذات يوم فيستدعي تلك الملامح باعتبارها احد المشكوك فيهم ، يعود العسكري لموقعه لايصدق ان ذلك الرجل الهرم العجوز قد يكون يوما بطلا لعمليه ارهابيه !!! لكن اولاد الحرام ماخلوش لولاد الحلال حاجه !!!! ابو التاريخ يسير علي غير هدي ، يتمني يلحق المغرب في مسجد البوصيري ويدعو للعدرا تنقذه وهو في طريقه للمسجد !!!! سكندري اصيل لم يفهم ابدا سر الشكوك التي احتلت في هذه المدينه كل النفوس والاعين والقلوب !!!!!!!!! لعنه الله علي الذاكره المفقوده ، حرمتني من اشياء كثيره اهمها اعرف من انا !!!!

( 11 )
يامياسه يابلطية !!!

علي الرصيف مازال ابو التاريخ يجلس يحدق في السيارات الماره في طريقها للكوبري ، يمسح رأسه بالليمونه ووجهه وصلعته ، تمر السيارات بجواره مسرعه يتمناها تمزقه لكنها لا تقترب منه .... حين يسخن بدنه ويستعر الغضب في قلبه ، يمسح راسه بالليمونه ، اه ياصفيه ، يامياسه يابلطيه ، نعم هي صفيه ، فقط صفيه التي اعادت له رجولته الدفينه ، حين جلس بجوارها سمع قصتها وانها صارت رجل الاسره لم يراها الا انثي عمره ، اه ياصفيه ، اه منك يابنت بحري ياشقيه ، يامياسه يابلطية ، ياسمكه بتلعبط في المية ، انت كل النسوان ياصفيه ، كلهم كلهم ، في عينيك شقاوه ماشفتهاش قبل كده ، شقاوه تأسر ميت راجل وتزلزل اجدعها جبل ، اه منك ياصفيه ، يابنت بحري ياشقيه ، قاعده علي النصبه اسد يخاف منك الصيع والمقاطيع ولما تتكلمي بحنيه تلجمي العفاريت وتسيحي جبال التلج في البلاد البعيده!!!

فقط صفيه ، الانثي التي احتلت وجدانه واسرته ، لكنها ظهرت في حياته بعدما فات الاوان ، العمر عدي ياصفيه وانت مهره عفيه ، كنت فين لما كنت خيال وبادور علي فرسة الجمها واسعدها ، دلوقتي خلاص ، كبيري ااقعد جنبك اسمع حواديتك ، وحكايه ابوكي اللي ضاع واخواتك اللي اتستتوا في بيوتهم ، كبيري امسح دمعك لما العياط ينقح عليكي ويصعب عليكي روحك ، لما تسمعي اغنيه في الراديو تفكرك بالحرمه اللي جواكي ، اللي اتظلمت في السوق وفي حلقه السمك ، تفكرك بالحضن البارد والحجر الفاضي والزمن الصعب !!! لما بتعيطي ياصفيه بتدبحيني ، بتموتيني ، بتكسري في حيلي ، لو اقدر اصالحك علي الدنيا واهون عليكي اللي فات ، لو اقدر اخطفك من السوق والنصبه والهم والزمن الصعب ، لو اقدر اخطفلك حته من القمر واقعدك عليها ، لكن ياصفيه انت جيتي في الوقت الغلط ، لاحيلي عنده حيل ولا ذراعي يقدر يشيل ولا اظلمك معايا يابنت الناس واقعدك جنبي تحزني علي حيلي اللي كان وماكانش !!!
لكن صفيه وقعت في غرامه ، عرفت منذ كوب الشاي الاول ان هذا الرجل العجوز هو سر سعادتها وشقائها ، نادته ليشرب شاي وحين جلس بجوارها سكرت برائحه انفاسه ، سمرته احيت الانثي في جسدها ، نظرته اثارتها وذكرتها بالفتاه التي وأدتها يوم مات ابيها ، حنانه هو عذابها ، صفيه وقعت في غرامه وعرفت انه نصيبها وانها نصيبه ، وياابو الغريب يازينه الرجال انت حظي من الدنيا ، في الليل يزورها عفيا شابا مثلما كان منذ سنوات بعيده وتعود في احضانه فتاه صغيره ، لم تخجل من حبه في الحلم ومنحته جسدها وعواطفها وحين تستيقظ من النوم تتمناه يكون في حضنها ، لاحظت عليها امها شرودا لم تعرفه من قبل ، لاحظت دموع تتعلق في مقلتيها حين يشدو عبد الحليم في الراديو ، لاحظت انها تتكحل قبل ماتنزل للسوق ، ادركت امها ان الانثي التي نامت طويلا استيقظت من النوم شرسه جائعه للحياه ، خافت عليها امها من مقاطيع السوق ، حدثتها عن حالها و.. فيكي ايه يابتي ؟؟ مافياش .. انكرت صفيه حالتها، مالذي ستقوله لامها ، هل ستقول لها انها تحب رجل هرم ضائع لايعرف له اسم ولا عائله ، لن تفهم امها ماتقوله ، لن يقبل ازواج اخوتها يضعوا يدهم في يده ، لن تعترف بحبها لابو الغريب ، ولن تخبر احد بسرها الجميل ، ستبقي تحبه وتتجمل في الحلم في انتظاره وتستيقظ مرتويه بعشقه و.......... اه منك ياابو الغريب يازينه الرجال!!!!ا


( 12 )
سلامه !!!!

مازال ابو التاريخ يجلس علي الرصيف ، يلوح للسائقين الذاهبين للمينا والخارجين منها ، هنا مكانه ومكانها .... لن يغادره مهما حدث الا وقت يموت .... ام محمد تمر عليه كل صباح تبتسم في وجهه ، صباحك جميل ياابا ، صار ابيها وجد ابنها ، المعلم رشدي انصاع لجنونها ، حاول يقنعها ، والراجل العجوز ماله بس وماله محمد ، تتشاجر وتغضب ، بركه ياابو محمد بركه والنبي ماتقطع بركته وتحرمنا منها ، علشان خاطر محمد ، تستحلفه بالغالي ، ينصاع لها ، اهو خير وبنرميه البحر ، تضحك ، يقعد لك في بناتك وفي ابنك وفي صحتك وعافيتك ، ووقت الغدا ترسل له الخادمه بالاكل ساخنا فيرسله للاطفال تحت الكوبري ويشكرها ....

سنوات طويله مرت منذ خرج من المستشفي بلا ذاكره ، منذ هام علي وجهه في شوارع المدينه التي قرر انها مدينته يبحث عن هويته وماضيه ، سنوات طويله وهو يبحث عن نفسه ولااحد يتذكره ولا يقابله ولا يعرفه ، كان الارض انشقت وابتلعت كل من كان يعرفه ، كانه اسقط في المستشفي من العالم الخارجي من كوكب اخر ، يبحث عن اسم يعجبه لينادي نفسه به ، ابو الغريب ، ابو دقن ، ابو التاريخ ، كلها اسماء لاتخصه ، هو ليس ابو اي شيء ، شجرته انقطعت وجذرها لم يضرب في الارض ، من هو ، حامد ، يوسف ، عوضين ، فتحي ، رجب ، محمد ، من هو ، يبحث عن اسم يحبه يجد نفسه فيه ، ياتري ياامه لما ولدتيني سمتيني ايه ، يضحك الرجل العجوز ، مضي علي ميلاده الحقيقي ربما سبعين عاما او خمسه وسبعين ، ربما ثمانين ، ياتري ياامه سمتيني ايه ، وياتري اراضيك فين ، يضحك ، اكيد امه ماتت منذ زمن بعيد ، وايضا جدته التي كانت تدثره بالبطانيه الخشنه ، سمتيني ايه ، يستعرض اسماء كثيرة ، حسن سلامه راضي رشدي احمد ، سلامه ، سلامه ، هكذا احس وصلا مع ذلك الاسم ، احس دفئا ، نعم اسمي كان سلامه وان ماكانش حيبقي سلامه .....

يتذكر سلامه يوم دخل المينا يبحث عن رزقه ، بعدما خرج من المستشفي بسنوات قليله ، هام فيها علي وجه يبحث عن نفسه ، حتي الان لايعرف كيف عاش تلك السنوات ، من اين اكل واين نام ، سنوات مرت عليه سرقته ايامها ، وفي ليله افاق لنفسه ، لايجديه مايبحث عنه ، عليه يتكسب ويعيش مثل كل الناس ، لكنه لايعرف شيئا ، كيف سيكسب رزقه وجيبه خاوي وذاكرته ممحاه ، ذراعيه الشديدين وجسده القوي رغم السنوات والعمر رسما له مسارا لايملك غيره ، سيذهب للمينا التي وقف كثيرا علي بوابتها يتفرج علي العابرين ، سيدخل ويبحث في ذلك العالم المزدحم عن رزقه ، واستيقظ متفائلا واتكل علي الله وسار صوب المينا وامام البوابه قرأ الفاتحه التي مازال يتذكرها من حياته الاولي ودخل البوابه ...

ثلاثون عاما مرت علي اليوم الاول الذي دخل فيه المينا ، وتسعه وعشرون عاما مرت منذ خرج منها ولم يعد لها ابدا .... في هذا العام عاش ابو الغريب او سلامه او ابو التاريخ عمره الثاني كله ثم قتل واستمر علي قيد الحياه بلا حياه ينتظر الموت !!!! واه ياصفيه ياللي كتلتيني ميت مرة ولسه كل يوم بتكتليني الف مرة !!!!!!!!!!!


( 13 )
المعلم نفيس ورجاله

دخل المينا من البوابه الكبيرة اوقفه احد الحراس وساله ، علي فين يابا ، بندور علي اكل عيشنا ورزقنا ، دفعه الرجل بعنف ، مالكش رزق هنا ، هي مش سيبه ، ان كنت تبع معلم هو يدخلك وان كنت لحالك خاف علي نفسك وروح ، دي مش وكاله من غير بواب!!!
يتذكر سلامه ذلك اليوم ، يتذكر غضبه ، دفع الرجل بقوه ، فخلعه من مكانه واقتلعه منه ، بالذوق ياولد بالذوق ، مالهاش عازه الفتونه ، هل يتكلم بلهجه صعيديه ، نعم ، هذا مااكتشفه وقت غضبه ، هو صعيدي ، حين غضب من الرجل خرج الصعيدي من داخله يدافع عن وجوده ، يومها فرح فرحا شديدا وكان يقبل الرجل ويشكره ، اغضبه فاخرج من داخله الرجل الصعيدي الذي لم يكن يعرفه ، انا صعيدي ، هكذا قرر سلامه لنفسه ، بالذوق ياولد بالذوق ، انتبه له و للمشاجره رجل قليل الجسد يقف بعيدا عن بوابه المينا ، اقترب منه ، اعتذر للرجل علي البوابه ، متأسفين ياحاج حقك عندنا ، اللي مايعرفك يجهلك ، اقترب من سلامه ، انت مين ياابا ، تعالي بس حتودي نفسك في داهيه ، ماتتفتونش علي رجاله الحكومه لينفخوك ، اشار للرجل علي البوابه ، بلدينا تبع المعلم نفيس بس كان ناسي الاسم ،مستجد بقي وبلدياته بعتوه عندنا وهو تايه حقك عندنا وعند المعلم ، سحب رجب سلامه من ذارعه ودخل به علي المعلم نفيس في مكتبه ، شرح له ، حيطه وشديد وقلع الراجل من علي البوابه بزقه واحده ، ناظره المعلم نفيس نظره عميقه واشار لرجب ، عرفه النظام و............

بدأ سلامه العمل في المينا تبع المعلم نفيس ورجاله ، شيال يحمل الصناديق علي عربيات النقل ، يعتق العربيه اللي بتحتاج عشره رجاله لوحده ، يعمل شغل عشر ساعات في ساعتين ، رجب يراقبه وسعيد باقتناصه ، المعلم نفيس يراقبه ويجزل له العطاء ، انت منين يابلدينا ، يرتبك ولايجد اجابات ، هربان من الحكومه ، ده مربط الفرس ، ينفي سلامه التهمه عن نفسه ، لو عرفنا في يوم انك هربان من الحكومه او ليك ضديات هناك حنتاويك في المالح ، يوافق سلامه ويعود لعمله!!!!
يتذكر ابو التاريخ مالذي حدث له في المينا في ذلك العام الاسود ، شهور مرت بلا مشاكل يعمل بمنتهي الاخلاص والجديه وحين تنتهي مواعيد عمله ، يعود لصفيه علي الرصيف يشرب الشاي ويسمع حواديتها حتي يدخل الليل فيلم معها النصبه ويوصلها منزلها ويعود لحجرته وينام ويحلم بها ، لكن الدنيا لم تتركه سعيدا ومنحته وجهها القبيح ، كفاه السعاده التي عاشها في عمره الثاني بجوار صفيه ، كفاه ما اسعده ، حان وقت الغم !!! يتذكر ابو التاريخ احداث ذلك العام الاسود الذي مضي عليه مايقرب من ثلاثين عاما ويزيد كأنه امس ، تلك الاحداث عاشها كل يوم في الثلاثين سنه مره واثنين وعشره ، نقشت في ذاكرته التي كانت بيضاء ، شيئين بقيا في ذاكرته ، صفيه وجمالها وتلك الايام السودا التي عاشها!!!!
حين دخل المينا في ذلك اليوم ، احس شيئا غريبا في العيون ، شم رائحه الغدر ، ابتسامات مرتبكه لايفهم سرها ، وسرعان مانداه المعلم نفيس وانكشف السر ، لقد تربص بيه بقيه رجال المعلم نفيس ، لم يحبوه ، هو قليل الكلام غامض ، لايشاركهم سرقاتهم الصغيره ، يدعي انه لم ينتبه لما يحدث لكنه يري كل شيء ، خافوا منه ، لو تركوه لامسك عليهم مائه ذله ، لاوشي بهم للمعلم ، لا يمكن يتركوه في حاله ، هكذا قرروا في ليله طويله اضاع فيها الحشيش بقيه عقولهم !!!

كانت صفيه تحذره منهم ، ماتأمنش ليهم ، دول احناش ، عضتهم بالقبر ، سمعتهم معروفه ، رجاله المعلم نفيس وحشين شرانين ، ياتكون معاهم ياتكون عليهم ، مالكش سكه تالته ، كان يطمئنها ، مالهومش عندي عازه وماليش عندهم مصلحه ، تمنحه كوب الشاي وابتسامه مثيره وتهمس له وهي تجلس بجواره علي الرصيف ، انا قلبي عليك ، حرص منهم ، يرتبك ويكاد الشاي يسقط فوق صدره لايشعر بسخونته ، ابتسامتها تحرق بدنه ، عارف ياصفيه عارف ، يتمني لو يترك الشاي ويقبض علي كفيها يقبلهما ، يتمني لو اخدها في حضنه وهي الخائفه عليه بعدما كان وحيدا لااحد يهتم به حتي كلاب السكك ، حرص منهم ياابو الغريب واتغدي بيهم قبل مايتعشوا بيك !!!!

يهز ابو الغريب راسه ندما ، ليتني سمعت كلامها ، ليتني انتبهت لما قالته ، الان في عام 2010 وبعد سنوات كثيره طويله ، يراجع كلامها وتحذيراتها ويندم علي انه لم يفطن لمعني كلامها ، نعم لقد تعشوا به قبل مايتغدا بهم ، سرقوا كونتير كبير والصقوا التهمه به ، اوشو به للمعلم نفيس ، قالوا ان السرقه وقعت في نوبطشيته ، هو الذي سرق ، شهدوا جميعا عليه ، يومها استدعاه المعلم نفيس وساله بهدوء ، انت سرقت الكونتير ياسلامه ، هز راسه نفيا ، انا مصدقك لكن خلاص عيشك اتقطع ، لما زمايلك كلهم يسرقوا باسمك يبقي بيمشوك ويقطعوا عيشك ، لو سبتك وسطهم يبقي بقول لهم اسرقوا تاني وعاشر ، لازم تمشي ، لما امشيك افهمهم اني مش حاسكت علي اي سرقه ، انا عارف انك بريء لكن انت في كوم وهما في كوم ، مقدرش اخليك وافورهم كلهم ، مصالحي تضيع، اعطاه مبلغ مالي وفصله !!!

يومها عاد لصفيه غاضبا مجنون ، جلس علي الرصيف يصرخ فيها ، اني ياكاتل يامكتول ، الصعيدي الغاضب خرج من صدره ، يصرخ الراجل اللي يسيب حقه مايبقاش راجل يبقي مره ، اسمع ياابو الغريب ماتناطحش معاهم ، لاانت قدهم ولا هما حيرحموك !!! حذرته صفية لكنه لم يسمع تحذيرها ولم يقبل كلامها وقرر انه لايملك مايخاف عليه وانه في تلك المعركه ياكاتل يامكتول !!! لم يكن يعرف وهو العجوز الهرم انه يملك مايخاف عليه ، وانه سيفقده ويهزم الهزيمه الاخيره في حياته ويعيش مقتول حتي يأتيه الموت الذي يرفض يأتيه ويتركه معذب بذنبه !!!!

انا حاروح لحديهم ياصفيه ، وافهمهم اني فاهم كل حاجه وعارف كل حاجه ، واخوفهم ، يايقولوا كل حاجه للمعلم نفيس ياهما حرين بيني وبينهم الحكومه !!! خبطت صفيه علي صدرها رعبا ، لو دخلت الحكومه بينكم تخسر ، مافيش راجل بجد يتحامي في الحكومه ، مش حيكون ليك لاديه ولاسعر وسطيهم ، حتي المعلم نفيس عمره ما يسامحك علي انك دخلت الحكومه وسطيهم ، لم يصدقها ، قرر وتوكل علي خالقه ، سيواجههم ، سيذهب لهم في عقر دارهم ، ليلا سيدخل للغرزه التي يحششوا فيها ، سيواجههم جميعا ، ان كان فيكم راجل يحط عينه في عيني ويقول اني سرقت الكونتير يالمامه ياحوش يانصابين ياحرامية !!!!!!!!!

( 14 ) ابو التاريخ

مازال صوت جمال عبد الناصر يدوي في اذنه يعلن سنه 1956 عن تأميم قناه السويس ، وقتها كان في عمره الاول الذي نسيه وفقد كل ذاكرته ، يومها صفق مع الجميع وصرخ من الفرحه ورقص في الشارع ، وسرعان مارفع راسه حين صرخ عبد الحليم ، ارفع راسك يااخي مضي عهد الاستعمار ، لكن نكسه 1967 قصمت وسطه وابكته امام البحر وحيدا وتصور انه كره عبد الناصر !!!

لكن حين تحولت كل محطات الراديو لاذاعه القرأن الكريم وايضا برامج التلفزيون ، وانتشر الهمس عن مصيبه جلل لايعرف الله وقتها الا مقدارها ، ارتبك وانقبض صدره وحين اعلنوا عنه موت عبد الناصر ، انفجر في البكاء ، اخذ ينتحب ويبكي ، عرف ان الحب الذي تصور النكسه قتلته مازال في صدره عارما وفي قلبه مشتعلا ، نعم هو احب عبد الناصر ، هو لاعلاقه له بالسياسه لكنه احبه ، لايعرف لماذا ، احبه اكثر من البشوات اللذين كان يحمل لهم الحقائب في الفندق الذي كان يعمل فيه ، احبه اكثر من اللوردات الذين كانوا يترددوا علي الفندق ويجحدوه وقت يشاهدوه بنظره غريبه ، ربما تعالي علي كراهيه علي احتقار ، احب عبد الناصر كرئيس مصري وحين مات بكاه كما لم يبكي من قبل ، وتمني لوعاد لامه يبكي في حضنها وغطيني ياامه وصوتي !!!!

عجيب عمره الاول الذي لم يعد يذكر من احداثه اي تفاصيل ، عجيب جدا ، لان عمره الثاني لم يكن كمثل الاول ، في عمره الثاني الذي بدأه رجلا في منتصف العمر ربما تجاوز الخمسين او اكثر ، لم يكترث الا بنفسه وبالبحث عن هويته وذاكرته وتاريخه ، نسي حتي انه كان مهتم بذلك الوطن واحداثه ، نسي انه كان منحازا للثوره ثم انقلب عليها غاضبا بعد النكسه ، نسي انه كره البشوات والبهوات واللوردات ذوي الوجوه الحمراء التي طالما حمل حقائبهم وكافأوه بنظرات تعالي بغيضه ، نسي انه خرج من بلدته التي لارزق فيها للعالم الواسع ، واستقر بالاسكندريه واحبها واعتبرها بلدته الثانيه ، ففي عمره الثاني ، اعتبرها بلدته الاولي وانتمي اليها وكانه ولد علي شاطئها وتحت امطارها !!!!

في عمره الثاني وبعدما جلس علي الرصيف يمسح رأسه بالليمون ، عرف ان الرئيس الذي لايعرف اسمه قد اغتيل ، ترحم عليه ولم يتحرك من مكانه ، ولماذا يتحرك ، هو ينتظر الموت والموت لايأتيه ويخاف يتحرك من فوق الرصيف فيأتيه الموت بعيدا عن احضانها !!!!
في عمره الثاني ، لم يكترث باي شيء الا انتظار موته !!! هو ابو التاريخ الذي كان لكنه لاينتمي للحاضرالذي يعيشه ويتمني يخطف منه ويعتق من الاسر القاسي لاحضانها !!!!

( 15 )
علي البحر قدام القلعه القديمه

اكدت عليه صفيه لاينسي ميعادهم ، بعد المغرب ، تلحقني علي البحر ، عند القلعه القديمه ، اكدت عليه ، حا ألم النصبه بدري واستناك ، نتعشي وتروق دمك ، وحياتي عندك لتروق دمك ، كان سلامه ابو الغريب يغلي من الغضب ، غدا سيذهب لرجال المعلم نفيس في الغرزه ، وحتي ياتي الغد البطيء الذي لايأتي ، تغلي النار في مراجله ، لن يسامح نفسه لو صمت وقبل الخديعه التي حيكت ضده ، حاجي ياصفيه بس ده مالوش دعوه باني رايح لهم رايح لهم ، ابتسمت ووافقته ، طيب بس تعالي وبعدها يحلها الكريم !!!!

زارته في الحلم حين نام بعد صلاه الضهر ، كانت جميله لكنها تبكي ، مالك ياصفيه ، لم ترد عليه ولم تتوقف عن البكاء ، اخدها في حضنه لكنها لم تسكن اليه مثلما كانت تفعل دائما ، قبلها مثلما يفعل دائما لكن شفتاها تقطرا مر علقم ، مالك ياصفيه ، لم ترد عليه واخدت تبكي وتبكي حتي استيقظ من النوم ، اعتدل علي فراشه عكر المزاج ، منذ عرف صفيه لاتأتيه في الحلم الا سعيده مبتسمه مشرقه ، تسعده وترحل لكنها اليوم لم تكف عن البكاء ....

كانت الشمس توشك علي المغيب ، سيتأخر عليها ، عرف هذا قبلما ينزل من فراشه ، هرع للشارع وبخطوات سريعه وصل للبحر عند القلعه القديمه والشعاع الاخير للشمس يغرق في الماء المالح ، كانت جميله مبتسمه لكنها قلقه ، نظرات عينيها غريبه عليه ، مالك ياصفيه ، مثلما قال لها في الحلم وسالها ، راوغته ولم تجب ، فتحت سلتها واخرجت له ام الخلول ، فتحتها له واطعمته في فمه ، ضحك ، عيل انا اياك ، ابتسمت باسي ، انت ابن بطني اللي ما خلفتوش ، ارمي حمولك علي وخفف من علي قلبك ، وحياه سيدي البوصيري لتهون علي نفسك ، جلس بجوارها مرتاح سعيد لكن صوت بكاءها في الحلم يداهمه بين كل حين واخر ، مالك ياصفيه ، قلقانه عليك ياابو الغريب ومعنديش اعز منك ااقلق عليه ، ماتخافيش علي ، امال اخاف علي مين ، ناولته ام الخلول في فمه ، احس الشهد ينسال لجوفه ، كل شيء من يدها شهد حتي ام الخلول ....

اخرجت ليمونه من حقيبتها واستأذنته ، حاملس لك علي راسك بيها ، الهوا الرطب حيشد السخونه من راسك وتروق ، وبرقه شديده مرت باصابعها علي راسه ووجهه ورقبته ، خطوط متوزايه من عصير الليمون فوق راسه يمر عليها الهواء البارد من البحر فيتخدر ، ضحكت صفيه ، سلم لي نفسك اريحك ، نظر لها بعشق ، انا ملكك يابنت الناس بس مستخسرك في ، مازالت اصابعها تمر بالليمون فوق راسه والهواء البارد يسحب السخونه من اعصابه ، انا اللي ملكك ياابو الغريب ، ملكك وملك يمينك ، تناوله ام الخلول في فمه فيهذي ، شهد ياصفيه ، تسحب السخونه من راسه بليمونتها فيهذي ، انا مش قدك ياصفيه ، مش قدك ، لاترد عليه ، لكن نظرات العشق تحاصره والهواء النسيم ينعشه ، احب الحياه في تلك اللحظه حبا رهيبا ، تمني لو مات بين يديها ، تمني لو عاش العمر كله معها ، مازالت الليمونه تمر فوق راسه تنعشه وكلماتها تنساب في اذنه تعيد لحياته المعني والقيمه ، يعلو الموج وصخب البحر ويلفهم الظلام ، علي الشط امام القلعه القديمه يجلس سلامه ابو الغريب بجوار صفيه التي تطعمه وتهون عليه وتبرد راسه وتمتص غضبه ، ساعات تمر وهما جالسين ...


يشتعل فجأ الوجد في قلبه ويرتعش ، يشتاق لها ، يتمني حضنها ، ينظر لها بعينيه يسالها ، توافقه ، وفي خيمه الليل يختبئا وتدخل في حضنه وتبكي بكاء مر ، يسألها مالك ياصفيه ، لاتجيبه ، يرتبك ، كانه في الحلم الذي ازعجه ، مازالت في حضنه ، يقبلها قبلات صغيره علي خدها ، يرتج جسدها بين ذراعيه وتكف عن البكاء ويصمتا والهواء البارد حولهما والليل الساكن .........

تخرج من حضنه بنظره غريبه لم يفهمها الا فيما بعد ، تساله بمنتهي الحنان والرقه ، موال حفظته من ابويا قبل مالبحر ياكله ، بحبه قوي ، اغنيه لك ؟؟ ياريت ياصفيه ياريت ، وقبل ان تغني يسالها ، لو طلبتك للجواز تتجوزيني ياصفيه ، تنظر له نظره موجعه وتبدأ في الغناء بصوت رخيم جميل ، صلي علي التهامي كامل الانوار ياولدي ... وخد اخر كلامي وافهم الاسرار ، البحر غريق يابني ومالهوش قرار ، وانت ليه ياولدي بتعاند في التيار ، ياللي انت علي البر ايه اللي رجعك تاني .. وجاب رجلك وجابك في الغويط تاني ، ماقلنا توبنا وايه اللي جري تاني ........... يتوه مع صوتها وكلمات الموال ، يتذكر جدته التي كانت تدثره بالبطانيه الخشنه ، يتذكر امه التي جهزت له الزواده وطلبت منه الرحيل ، البلد فقر ياولد والهم كتير ، وبلاد الله لخلق الله ، بكي وصفيه تغني بصوتها الرخيم ، ماقلنا توبنا وايه اللي جري تاني ، يردد خلفها ، ماقلنا توبنا وايه اللي جري تاني !!!

وتصمت ويصمت وتعود لحضنه ويغلقه عليها ذراعيه ويدندن للشيخ سيد اغنيه يحفظها ، يافؤادي ليه بتعشق الحبيب قاسي علي ، يعتذر لها ، حسي وحش ياصفيه مش زي حسك ، تضحك وهي في حضنه لكن غناك حلو ، يافؤادي ليه بتعشق الحبيب قاسي علي ، قلبه ظالم لم بيشفق وانا صابر علي الاسية ، خايف اشكي من صدوده يفرحوا عزالي في ........ يافؤادي ليه بتعشق الحبيب قاسي علي !!!!

وتمر الساعات الحلوه بسرعه ، ويعود سلامه ابو الغريب لحجرته ينام ويحلم بصفيه تغني له ويغني لها ، ينام وفي فمه مذاق الشهد الذي اطعمته له صفيه ، وعلي راسه ووجهه رائحه الليمون التي مسحتهما صفيه باصابعها الحنونه وسحبت السخونه والغضب من راسه !!! لكن الاحلام والسعاده لاتدوم !!!!!!!!
اه ياابو التاريخ علي اللي حصل لك وجرالك ............ ويافؤادي ليه بتعشق الحبيب قاسي علي !!!!

( 16 )
اخر ايام الغضب

في الغرزه يرعد فيهم بصوت يخلع قلوبهم ، ان كان فيكم راجل يحط عينيه في عيني وايده علي المصحف ويقسم اني سرقت ، يالمامه ياحوش يانصابين ياحراميه ، بقي مارضيتش افتش عليكم وابصر المعلم نفيس بسرقتكم ، تفتروا علي وتقطعوا عيشي ، لايردوا عليه ، الحشيش ذهب ببقيه وعيهم ، فقط صوته يرعبهم يخيفهم ، بكره لو صبح عليكم صبح ، برباطيه المعلم تكونوا عند المعلم نفيس ، تقولوا الحق ولا غيره ، وانا لا حاشتغل معاكم ولا اعاود اشوفكم ، مش انا اللي تتبلوا علي وتفضحوه ، بكره لو صبح عليكم صبح تكونوا هناك ، ولو ماجاتوش ، محدش يزعل واللي عند ولاد يودعهم واللي خايف علي حاجه يحرص عليها ............ وخرج من الغرزه راضيا عن نفسه ، هكذا تكون الرجوله ، لانسكت عن الباطل ولا نخاف من الجبناء ولا نقبل هضم الحق !!!!!!!


وفي الصباح يخرج مبكرا ، يجد صفيه علي النصبه قلقه ، يبتسم في وجهها ، يودعها ، رايح للمعلم نفيس اخلص الموضوع ، اشوفك بخير لما ارجع ، حرصي علي نفسك ، تناوله كوب شاي ونصف ليمونه ، طري علي قلبك ياسلامه ياابو الغريب وهون علي روحك ، هما كلاب ولا تسوي وانت راجل شريف مهما قالوا ، ياخد الليمون ويمسح راسه ، يابنت الناس معنديش غير سمعتي اخاف عليها ، لما حارجع اخر النهار ، تقفلي النصبه وتروحي معايا ، ااقابل الست الوالده ونقرا الفاتحه واسبوع ونكتب الكتاب ، صبري نفذ ياصفيه ، يمسح راسه بالليمونه ، تودعه وتعطيه ظهرها فلا ينتبه ويكمل سيره غاضبا يتوعد الرجال الغدارين !!!!


وفي مكتب المعلم نفيس ينتظر الرجال لايظهروا وحين يحكي له ما حدث معهم في الغرزه ، يؤكد عليه المعلم نفيس انه يعلم ببراءته ويعلم انهم حراميه لكنه يحتاجهم في عمله ، يودعه فيخرج من عنده غاضبا ، يفكر كيف سينتقم منهم ويعلمهم درس لاينسوه ابدا !!!!!!!!


يعود لصفيه يجدها مكانها ، يالا ياصفيه همي علشان نلحق الست الوالدة، رجل يتجاوز الستين ، ربما الخمسه وستين ، وشابه في نهايه الثلاثينات ، عاشقين ، يتسائلا ، هل سيجمع بينهما القدر رغم كل ما يفرق بينهما !!!! تناوله كوب شاي ونصف ليمونه ، استني شويه ، الم حسابي من السواقين ونتكل علي الله ، يجلس غاضب ناقم علي الرجال ، يمسح راسه بالليمون علها تسحب العصبيه والغضب من راسه واعصابه..........

لايعرف بالضبط مالذي حدث ، فجأ سياره قفزت علي الرصيف ، تركت الشارع العريض وقفزت علي الرصيف ، فجأ صرخ الناس ، رمي الليمونه من يده وهرع لصفيه الملقاة تحت عجل السياره ، كان وجهها الجميل تغطيه الدماء ، كانت عيناها المثيرتين بياض بلا حدقه ، الحدقه هاربه بعيدا عن نظراته ، احتضنها وصرخ ، صراخه لم يخرج من جوفه ، القت ذارعها الخدر عليه وهمست في اذنه انها تحبه وكانت تتمناه زوجا ، ورجته ، حرص علي نفسك ياسلامه ياابو الغريب واغمضت عيناها للابد !!!!!!!!!!!!


كل ماحدث بعد هذا غير مهم علي الاطلاق ...............
شائعات كثيره سمعها ، رجال المعلم نفيس قتلوا صفيه للانتقام منه فان كان ينوي الانتقام منهم فاهم اخرسوه وللابد ، شاب طائش لايعرف القياده سرق سياره ابيه وارتبك قبل الكوبري فقزفت منه السياره فوق جسد صفيه الجميل مزقته ، ليس مهم ماتقوله الشائعات وليس مهم اين الحقيقه ........... الشيء المهم الوحيد ان صفيه المرأه الوحيدة التي احبها في الاول الذي لايذكره وعمره الثاني الذي يعيشه ماتت بين ذراعيه وفي حضنه !!!!!!!!!!

( 17 )
مازالت في حضنه !!!!

سبعه وثلاثون عاما وهو يجلس مكانه ، حيت ماتت صفيه بين ذراعيه وفي حضنه ، سبعه وثلاثون عاما يجلس مكانه ، يمسح راسه ووجه بالليمون ، يسحب من راسه واعصابه الغضب الذي تملكه ولم يخرج ابدا ، صفيه ماتت هنا في هذه البقعه ، شرب الرصيف دمائها وخضب تراب الارض وجهها ومزقت العجلات جسدها الجميل ، هنا خرس صوت صفيه التي كانت تغني مواويلها الصعيديه من اجله ، هنا بكاها وحملها بين ذراعيها وكاد يلقي نفسه في المقبره معها وتمني الموت ، لكن الموت عزيز ، لم يأتيه !!!

سنوات طويله ، نسي الناس الحادثه ومات من عاصروها ومباني جديده شيدت واخري قديمه هدمت وتغير الناس وسكن المنطقه اخرون لايعرفوه ولا يعرفوا صفيه الست الجدعه الجميله التي ماتت في حضنه ، سنوات طويله مرت علي موت صفيه ونسيها الجميع الا هو ، امها ماتت محسوره عليها وشقيقاتها انشغلن في حياتهن والجيران تركوا المنطقه وتزوج شباب جدد لايعرفوه ولايعرفوها وفتحت المقهي وازدحمت بروادها وكثرت السيارات النقل واللواري فوق الطريق تعبر كوبري التاريخ للميناء وتعود عليه محمله ببضائعها ، كل شيء تغير الا هو ، بقي مكانه بنفس ملابسه المخضبه بدمائها بالليمونه في يده يمسح راسه وصلعته ، كانها تمسح راسه تسحب منها الغضب !!!

بقي هو ........ رجل عجوز يقترب ربما من التسعين او اكثر ، بذقن طويله وصلعه تفوح منها رائحه الليمون واشاعات تحيطه بانه مخاوي الجن والعفاريت او انه مبروك وولي من اولياء الله الصالحين ، بقي هو علي نفس البقعه التي ماتت عليها صفيه ، ينتظر موته ، يحلم بها كل ليله في السبعه وثلاثين عاما ، وعلي الرصيف يشم رائحه جسدها وقت فاحت دماءه ، يشم رائحه النصبه التي كانت تقيمها وتغلي عليها الشاي الذي لم يشرب احلي منه ، كل ماتعطيه له شهد ، علي الرصيف بقي ، ومنحه الناس اسم ابو دقن ، ثم منحه القهوجي اسم ابو التاريخ وفي اذنه يرن صوتها الرخيم ، ياسلامه ياابو الغريب حرص علي نفسك ، يرد عليها ياصفيه يابنت الناس انا مش قدك ، يامياسه يابلطيه ، تضحك ، يسمع ضحكها في اذنه ، يبتسم يلمح نظره عينها المثيره ، يتذكر بكاءها في الحلم فيمسح راسه بالليمونه ويشم رائحه اصابعها وانفاسها ويسحب الغضب من جسده وراسه ويتمني لو مات في حضنها علي الرصيف الذي جلس عليه سبعه وثلاثين عام ينتظر الموت لكنه لم يرأف بحاله ويأتيه وترك صفيه تعيش فيه ويعيش معها !!!!!ومازالت النساء تساله عن حملهن ويطمئنهن من ترغب في بنت يهنئها ومن ترغب في ولد يفرحها واهل المنطقه يخافون منه والنساء تحبه وتتبارك به ومازال يحب صفيه فيهن جميعا ويتمني لو حملت في رحمها ولد من صلبه او فتاه في مثل جمالها و...... يحلم بها ويتمني الرحيل اليها !!!!

( 18 ) اغلق عينيه للابد !!!!

دخل ابو التاريخ القهوه منهكا ، القهوه مزدحمه ، كثير من السائقين يجلسون عليها ، الجدران تكاد تنفجر من صخبهم ، ركنوا سياراتهم طابور طويل امام المقهي ، ممنوعين من السير في الشوارع وفوق الكوبري حتي مطلع الفجر ، لامأوي لهم الا تلك القهوه القريبه من كوبري التاريخ ، اطلق عليها الماره ، قهوه السائقين ، يأتون من رحلات بعيده ، من سوهاج اسيوط الجيزه مرسي مطروح الغردقه ، يصلوا للاسكندريه منهكين بعضهم لم ينام ليلتين او ثلاث ، يتركوا السيارات علي الرصيف ويدخلوا القهوه ، يغتسلوا وياكلوا ويشربوا شاي ويتضاحكوا وبعضهم ينام فوق مقعده رأسه يتأرجح فوق صدره كانها ستسقط من فوق رقبته ، احدهم ياكل بنهم كانه لم ياكل منذ عام كامل ، ويدور الشاي ويتصاعد دخان الشيشه واحيانا الحشيش وتتشابك الروائح مابين عرق الاجساد الشقيانه ومابين رائحه الدخان ورائحه الاطعمه السوقيه والسجق والكبده ، حين دخل ابو التاريخ القهوه ، ساد صمت لمده ثانية اثنين عشرين ، الجميع يحدق فيه ، كان جني خرج من القمقم وسطهم ، لم يعتادوا علي رؤيته الا في مكانه علي الرصيف .....

هرع صوبه القهوجي يرحب به ، شكله متعب ، يتصبب العرق من جبهته ، اقترب من احدي المناضد ، مجموعه سائقين يأكلون ، لم يطلب اكل لم يستأذنهم ، مد يده وسط ايديهم وبسرعه لقمه والثانيه ، مازال منهكا ، افسحوا له وسطهم ، لم يسألوه مابه ، جائع هكذا يبدو ، ربما تعب ، اكل لقمه والثانيه ثم شرب كوب ماء وبسرعه اخرج الليمونه من جيبه ومسح رأسه ويديه وابتسم بطيبه وقام بخطوات بطيئه صوب باب القهوه ، حياه المعلم ، مرحب ياابو التاريخ الف مرحب ، دعاه لشرب الشاي ، كاد يرفض ، لكنه اقسم يمينا عليه ليجلس والا حرمت عليه زوجته ليوم الدين ، جلس ابو التاريخ وبسرعه امامه رصت الاكواب ماء بارد وشاي ساخن ، اقترب منه المعلم مبتسما وهمس في اذنه ، الا ياابا حكايتك ايه وانت مين ، ساد صمت رهيب في القهوه ، كأنهم سمعوا قنبله وانفجرت في أذانهم ، جميعهم يتمني يعرف الاجابه ، تلك الغامضه التي لم يتجرأ احد علي الاستفسار عنها ، ساد الصمت والسكون ، كانها لعبه تماثيل اسكندريه التي يلعبها الصغار ، كل شيء ثبت مكانه ، من يلعب طاوله ترك النرد واغلق الصندوق ، من يشرب شيشه ترك اللي فوق الصينيه حتي انطفئت النار وانصت لما سيقال ، من يشرب الشاي نسيه مكانه حتي برد وتعلقت كل الابصار بالرجل العجوز الهرم ينتظروا اجابته !!!!

ابتسم العجوز وهو مازال يمسح رأسه بالليمونه وهمس ، عبد الله علي باب الله ، اجابه لم تشفي غليلهم ، انتفض المعلم الذي احس الرجل ذكيا خبيث يناورهم ، ونعم بالله يابا بس برضه انت مين وحكايتك ايه ، ضحك القهوجي برعونه ، ايوه يابا انت مين ، نورنا !!!

لمعت عيون الرجل بذكاء مشع وابتسم ، ملامحه تغيرت ، كانه لم يعد الرجل العجوز الذي يعرفوه واعتادوا علي ملامحه ، لمعت عيونه وكانه قرر يكشف سره ويقول لكل الفضوليين من هو !!!!!!!!!
وفجأ انتفض من مكانه ، دبت فيه الحياه والحيويه ، ناشدهم ، رجعوني لهناك ، كلماته تتعثر وجسده يرتعش ، عرف اخيرا ان اسره سينتهي ، امسكوا بذراعه ، لكن انتفض من بين ايديهم واسرع الخطا ، يتابعوه لايصدقوا مايشاهدوه ، اسرع الخطا للرصيف ، وهناك في مكانه الذي يجلس عليه منذ سبعه وثلاثين عاما ، رمي جسده علي الارض ، يتابعه الماره باستغراب !!!
ابتسم ابتسامه جميله و............ اغلق عينيه للابد !!!!
وانفجر الواقفون في البكاء .... مات ابو التاريخ !!!!

( 19 )
اللقا نصيب

اغمض عينيه للابد ودخل في احضان صفيه مبتسما !!!

كانت اجمل مما شاهدها في اي مره شاهدها فيها !!

مليحه الوجه هادئه العينين محبه !!!

اخذته في احضانها واغلقت عينيها وصمتت فصمت !!!!!!!!

و........................... مازال الناس يترحموا علي ابو التاريخ الذي قضي من حياته سبعه وثلاثين عاما ينتظر الموت يتوق لحضن صفيه التي رحلت من حضنه للخلود فانتظر علي الرصيف يتمني يرحل في حضنها للخلود !!!!
ومازالت السيارات تعبر كوبري التاريخ للمينا !!!
ومازال الشباب الذي يشم كوله تحت الكوبري يدعو له ويترحم عليه كلما تذكره وقت كان يرسل لهم الطعام والمحبه !!!
ومازالت ام محمد تنزل الشارع كل يوم توزع علي روح ابو التاريخ رحمه ونور وفطير وفاكهه !!! مازالت تقف مكانه تكلمه وتطلب منه يدعو لها ولابنها وبناتها بالخير والصحه !!! وحين يسمعها يدعوا لها ويطلب من صفيه تدعو لها !!!!

الموال الصعيدي من منتديات علي كيفك منشور من محمد صلاح
لحفظ كافه الحقوق لزم التنويه !!!!

هناك 11 تعليقًا:

غير معرف يقول...

Dina Tawfick
يالى أنت علي البر أيه اللي رجعك تانى
وجاب رجلك وجابك فى الغويط تانى
( موال صعيدي )
...........................

...من اولها كده ؟؟؟ ههههه
وقبل ما نقول يا هادى يا اميرة المعانى
الله الله الله

غير معرف يقول...

Maha El-abase
العشق داء دايب فى العروق مين فينا غريب وفى التانى اتولد من جديد
لو عشنا عمر بيتحسب من الاول ولا من يوم الميلاد التانى دايبين فى حلم لا يعرف سن ولا دين ولا اسم
كل السنين عمرة
ودينه عرفه ان الله محبه
وبلادة بلد اتروى فيها بحنين صادق
...والاسم فى الاخر غريب فى بلاد عنه غريبه
=============================
ارفع القبعه وانحنى لقلمك الجميل بس برضه منك لله على اللى عملتيه فيا
See More
August 6 at 8:39pm

غير معرف يقول...

Zydan Utopia لكن الله لم يرد له وصل ، اراد يخلقه من جديد ويمنحه عمر جديد وذاكره بيضاء وانساه كل مامر عليه

بياض الذاكرة ممراته اشد وطئا من امتلائها
تحياتي
August 6 at 10:01pm ·

غير معرف يقول...

Hira Gamal
اميره واللهي مش عارفه اقولك ايه جميله مش كفايه
اقولك اد ايه انبهرت بابو التاريخ والغموض اللي في شخصيته وحواليه
ولا أقولك ان صفيه حسيت انها جنبي وبتحكيلي قصتها
ولا اشكرك علي قدرتك علي ترابط الاحداث رغم طولها ما حسيت اني مليت ولا اني تهت بين الا...حداث
تحفه تحفه بجد يا اميره مليون لايك واكترSee More
August 7 at 12:40am ·

Hira Gamal اميره بجد انا اتاثرت كتير واتهزيت مع الاحداث
عندك قدره رهيبه انك تسيطري علي القارئ
August 7 at 12:51am ·

غير معرف يقول...

Noha Gamal
◄:))►اولا انا سعيدة جدا بالتاج واشكرك عليه .ثانيا لازم احييكى على الهوامش تحفة بجد ثالثا النوت رائعه ولو انى شيفاها قصة قصيرة ومش هقول تعليقى هنا لانه طويل جدا انا قلته فى المدونة وهو مستنى موافقتك عليه .رابعا انا فعلا مكنتش اعرف معلومة "ال...ازاريطة" ولا عمري فكرت ليه الاسم الغريب ده هههههه
اشكرك يا اميرة على المعلومة وعلى ابوغريب اللى قدرتى تحوليه من رجل مشرد ممكن نمر عليه كل يوم بدون ان نراه حتى ولكنك بكلماتك وخيالك الخصب حولتيه لشخصيه ثريه وجديرة بالقراءه

-------------------------
August 7 at 10:13am

غير معرف يقول...

Essam A. Ali أوافق أ. دينا علي رأيها النوت يصلح لرواية ليس فقط لأسطورية الشخصية، بل أيضاً للبعد التاريخي والمكاني علي أن تظل الأحداث السياسية المباشرة مجرد خلفية و أن يكون التحول المكاني والمعماري والأهم الاجتماعي للأسكندرية هو الأبرز وهو ماقد يتطلب نوع من البحث الأنثربولوجي للمدينة خلال التسعين سنة عمر الشخصية. مجرد فكرة. تحياتي. عصام
August 7 at 3:59pm ·

غير معرف يقول...

#
August 8 at 3:19pm · LikeUnlike ·
#
Amal Kamal
سلامة الغريب ابو التاريخ وصفية... ياسلام ياأميرة .. لازم تتعمل رواية طبعا .. لازم يكمل رحلته لكل بلاد مصر .. مش عارفه ليه بقول لازم .. لانك الاقدر على كتابة باقى الحكاية ولانى مش عاوزاها تخلص ...
ابحرت بنا فى عوالم الناس والامكنة .. النفوس ...بخيرها وشرها .. السياسة برموزها .. عالمك الثرى يبهرنا .. دمت مبدعة صديقتى الرائعة ..See More
August 10 at 12:42pm

غير معرف يقول...

Ehab Samra
تلك المره توغلت بأعمق من الحد المسموح فى الأرواح .. نضوج كتابتك اكتمل و صار أسلوبك ألى النبوغ .. قررت بنزق أسطورى يذكرنى بأساطير اليونانيين أن يولد بطل روايتك فى الخمسين من عمره .. و أن يتحول واقعه التاريخى ألى مجرد نسيج هش مهترىء .. العجي...ب .. أنك أكملت مستقبل وليدك/ بطل القسه بذات الهشاشه و الأهتراء .. لكن بعمق عبقرى .. فجاء النسيج كله رائعا .. و كأن الرقع و المزق فيه هم عناصر الجمال فى تكوينه .. قررت بنزق حقيقى أن تتمحور حياة وليدك / بطلك حول صفيه ولا شىء سواها .. حتى تاريخه .. و ليخلق بطلك ألأسطورى بمشاعره المجرده حياه أخرى يسردها كتاريخ على مر سبعه و ثلاثون عاما
أبدعت يا أميره .. و لا أبالغ حين أقر بأنك أدميت مشاعرى ببدائيه مغلفه بتصوف رقيق .. لا أفهم كينونتها حتى الآن
أتفق مع الدكتوره أمال .. و أزيد .. أن لم تحولى أبو التاريخ و صفيته ألى روايه .. سأعتبرك مهمله فى أداء الأمانه التى استأمنك عليها من خلق مشاعرك و قدرتك على قراءة الأرواح
تحياتى See More
August 10 at 3:31pm ·

سميحة درويش يقول...

حقيقة الأمر بعد القاء نظرة سريعة علي عناوين الحواديت اول ما استوقفني اسم الحدوته الذي جذب انتباهي و استدعي نجاحات تذوقت حلاوتهاكانت احداها معنونة بكوبري التاريخ الذي كنت امر عليه في طريق الذهاب و العودة من و الي "العجمي"
حقيقة الامر اشهدك الحق انك جذبتني بسردك الرقيق المفعم و المضفر بتوصيف للمشاعر الحسية في ادب جم من فرطه لم يجتهد الخيال في انسياب الي استكمال الصورة التي توارت لفظاواسترسلت في جمال حينما وصفتي اختلاجات و آنات صفيه حلم ابو التاريخ
" أدركت انها الانثي التي نامت طويلا و استيقظت من النوم شرسة جائعة للحياه - لن تعترف بحبها لابو الغريب و لن تخبر أحد بسرها الجميل - ستبقي تحبه و تتجمل في الحلم في انتظاره و تستيقظ مرتويه بعشقه "
كم انت رائعة يا أميرة في الدق علي أوتار العشق و مغازلة حنايا النفس حينما تخبو دقائقها متواريه خجلا في النهار متفجرة لهيبا و شوقا في غلالة الاحلام
ما قرأته لم تكن سطورا من كلمات -- انما استشعرتها مليا و جليا كأنها ارواحا بشرية جسدتها عباراتك تحاكي اعيننا التي تستطلع عبارة تلو الاخري
رأي المتواضع للغايه يشير عليك فضلا ان تعملي علي تجسيدها في خماسية او سباعية او حلقة منفصلة تليفزيونية جوار حواديتك المغرية و الجديرة بالقراءة -
احييكي صديقتي الجميلة مرهفة الاحاسيس-
اعلنك ان اختياري لحدوته ابو التاريخ الذي جذبني برجولته و عنفوانه و خجله و سمات شخصيته التي خلعت عليها جمالا كسي رداءة هندامه و ملابسه الرثه و تجاعيد الزمن المحفورة في ملامحه حينما وصفتي قطرات الليمون السائلة التي جرت فوقها تعلن عن خريطة الزمن الذي جال عليه وعاث ببراح خارج النطاق-
فما جذبني لقراءتهاانني سكندرية الهوي و السكن -- موفقة صديقتي الاديبة الرقيقة العميقة الفكر و ثرية العبارات -

أسامة جاد يقول...

لم أستطع أن امر على الأحداث دون التفكير في حشد الدلالات التي امتلأ النص بها: فقدان الذاكرة المرتبط بالنكسة مثالا .. مسألة لصوص الميناء الذين أصبحت كلمتهم مقبولة في مقابل صدق أبو التاريخ .. الأمر الذي صرح به المعلم نفيس وهو يعطيه المال .. وكأنك ترصدين ملامح التغير الجذري في الوعي المصري في سنوات الانفتاح ليصعد اللص والهليب على حساب "القوي الأمين" الذي ساد في الثقافة المصرية لقرون كاملة .. وبالطبع كانت صفية هي معادل مصر .. الفتية المعجبانية البهية .. التي سأختلف مع كونها قتلت في تلك الحادثة المدبرة .. وأنت أيضا تختلفين، وإلا ما أضفت مقطع "اللقا نصيب" الذي يستعيد ربما عن قصد كل إيمان المصريين بعقيدة البعث والخلود وأن الأحداث لا تنتهي بالضرورة دائما على الأرض ... أحببت السردية واهتمامك بالتفاصيل .. فيما كان اهتمامك بالكتابة "البيضاء" لمشهدية الموال والموشح أشبه بموسيقى ناعمة لمشهدية ناسبها الخفاء أكثر .. أحببت النسيج والبناء .. واستمتعت بالمشهدية البصرية التي تعيدني لتأكيد انك كاتبة سيناريو من طراز رفيع

Unknown يقول...

صلي علي التهامي كامل الانوار ياولدي ... وخد اخر كلامي وافهم الاسرار ، البحر غريق يابني ومالهوش قرار ، وانت ليه ياولدي بتعاند في التيار ، ياللي انت علي البر ايه اللي رجعك تاني .. وجاب رجلك وجابك في الغويط تاني ، ماقلنا توبنا وايه اللي جري تاني ..
انا مش قادره اوصف ..هي قشعرتني ولمست قلبي ازاي..شابو لحضرتك بجد..اسعدتي قلبي ♡