كان العالم كله احمر ، الا عالمها بلا الوان ....
كل العالم احمر ، ملابس النساء ،كرافتات الرجال ، الدباديب ، اوراق لف الهدايا ، القلوب ، الكروت ، كل العالم احمر...
فقط عالمها كان فارغ ، لون الافاقه من البنج ، ضياء كثير سطوع شاحب بلا الوان ، كأنك فعصت عينك طويلا وفتحتها فلم تري الا ظلال اصابعك علي مقلتيك ، ظلال بلا الوان .... وهي اعتادت اللا لون !!! لم تتذمر لم تشتكي لم تغضب ، نصيبها من الحياه الزاخره بالوانها اللا لون!!!
لكن العالم الاحمر استفزها ، كل هؤلاء الرجال يشترون لحبيباتهم هدايا حمراء ، فقط هي التي لاتنتظر هديه ، اي هديه ، لاتنظر عطاءا احمر بل لاتنتظر عطاء باي لون ، من زمن بعيد كان تغضب وتزعل وتنقم ، لكنها روضت مشاعرها وعلمت نفسها الا تغضب ، فالغضب لن يجدي ، ولن يغير من عالمها اي شيء ، الغضب لن يمنح عالم اللا لون اي لون!!!
لكنه لم يتركها تعيش في اللالون ، تفسر حصاره لها بان الحياه شاحبه واعباءها ثقيله ، لم يتركها ، تتجاهل رسائله المستمره التي تقرر الا تفهم مضمونها ، لم استلمها فلم اقرئها فلم افهمها وكل ماقلته اي ماكان لم يصلني ، لم يتركها في حاله الاستهبال التي قررت اعتبارها حالتها العاديه بليده المشاعر لاتغضب ، كان كل مايحدث لايعينها .....
قرر ان حاله اللاسلم واللاحرب تزعجه ، تعطل حياته ، تضيع فرصه البديله ، اذن لابد من رساله فجه واضحه جداجدا ، رساله تخزق عينها لا تقوي علي تجاهلها مهما حاولت ، لن تقوي علي مزيد من الاستهبال ، تلك الرساله ستجبرها علي الادراك ، وحين تدرك سستصرف ، وحين تتصرف سيتصرف ، ويخرج بيدها هي بقرارها هي من الدائره التي لاتعجبه بل ويكرهها !!!
كان العالم احمر حولها ، وهي تشاركه احمراره بقدر استطاعتها ، سترتدي فستان احمر وتجمل وجهها بروج احمر لامع ، قرط احمر ، حقيبه حمراء ، من يراها سيتصورها عضوه اصيله في نادي المحبين ، هي فقط تعرف انها تحاصر اللا لون بالاحمر ، تقهره بالاحمر ، هي فقط تعرف ان احمرها مزيف لانه لايخبيء دفئا ولا وهجا ولا غراما ، لكنها قررت تلعب ، ستشارك العالم الاحمر توهجه ، وفي نهايه اليوم ستشتري ورودا حمراء تزين بها منزلها تخدع زوراها وكانه اشتراها لها تعبيره عن حبه الدفين الذي لايضطر لاظهاره لانها تعرف حقيقه مشاعره بمنتهي الثقه ،هذه رسالتها للاخرين ، انا انهل من احمرار العالم حولي واشارككم صخبهم وفرحكم واحتفالكم بلاصخب لان مشاعره الفياضه لاتحتاج احمر مؤقت للافصاح عنها !!!
لكنه قرر يفسد خديعتها ويفضحها ويظهرها للناس امراه تعيش فيه اللالون ، قرر يظهرها تقف وتعيش وحيده بعيده خارج العالم المحتفل بمشاعره، قرر يظهر حقيقه مشاعره تجاهها امام البشريه كلها فلا تقوي بعد تلك اللحظه علي خداع لانفسها ولا الاخرين !!! زارها في منتصف اليوم في عملها ، ابتسمت ، يحمل خلف يديه المعقوفتين خلف ظهره لفه هديه ، لكن شريطتها ليست حمراء وعلبتها ليست حمراء!!
لم تكترث ، يكفيها انه جاء ، ترك عمله وجاءها خصيصا ، هكذا قررت تخدع نفسها وتقبل مايحمله باعتباره هديه وباعتباره يحبها ، خديعه بريئه بيضاء لا تدخل النار ، لكنها انتبهت لما يحدث ، ترك عمله وجاءها في منتصف اليوم يحمل لها هديه يوم الحب ، ارتبكت ، نظرت في وجه ، لم تصدقه ، خافت من زيارته ، هي تعرف ان مشاعره تجاها متأرجحه ، يوم تصعد للسماء ومليون يوم تهبط لاسفل السافلين ، اليوم لم تري علي وجهه ابتسامه ولا في عينيه حنين ، نظرت لقلبه فوجدته ساكنا ، هادئا ، ربما سيقف من قسوه البلاده التي يحملها صاحب الجسد لدرجه قتل القلب المتعب كمدا ، خافت وقت شاهدته ، لم تخدعها كلماته التي القاها بلا نفس عليها وقت شاهدها ، كل سنه وانت طيبه ، هل سمعته يتمني موتها ، ربما تلك رغبته الدفينه داخل نفسه ، لكنها سمعت تمتماته كانه يدعو عليها ، تجاهلت احاسيسها مثلما تجاهلتها قبل ذلك مليون مره ، نعم زيارته لمقر عملها مريبه ، والهديه التي يحملها في العلبه المغلقه خلف ظهره مريبه اكثر ، لو كانت هديه يوم الحب للزم لفها بشرائط حمراء ، لكنها هديه احضرها من عالم اللاالوان ليمنحها لها حيث تحتجز في اللا لون لتعيش معها في سياق اللالون ، ارتابت في سلوكه ، ارتبكت ، سيوجعها!!!
هكذا قرأت نواياه ، وشعرت بحالته ، علي ملامح وجهه ابتسامه صغيره يواريها ، انها تعرف تلك الابتسامه اللعينه ، انها ابتسامه الانتصار ، هو قادم ليوجعها ، وهو يعلم ، وهي تعلم ، وهو يبتسم سعيدا بذكاءه لانه اختار يوما وتوقيتا وطريقه لايمكن انكارها ، سينتصر عليها اخيرا ، سعيد بانتصاره الحتمي ، سعيد بانتصاره الاتي لاريب فيه ، تسارعت دقات قلبها وقفزت فوق جبهتها قطرات كثيفه من العرق اللذج ، تعرف ملامحه ، تعرف زهو الديوك الذي يعتريه ، وكانه صرع الديك الاضعف في المصارعه ونقره في راسه وانتصر عليه ، ماهذا الزهو الذي ينفخ اوداجه ، ترتبك اكثر ، يعد لها فخا لا فكاك منه ، لا ، لن تنتظره يصرعها ، ستدخل الفخ الحتمي بقدميها علي وجهها ابتسامه تفسد عجرفته وفرحته بنفسه وافكاره الشريره!!!!
سالته بسذاجه لاتنطلي عليه ، ايه اللي ورا ضهرك ، ضحك مقهقها ، يعلم لعبتها وسيجاريها ، تحاول تقف خلف ساتر من نيرانه ، لكنه قناصه بارع سيطلق الرصاص في قلب كذبها الذي عيشت نفسها فيه وخدعت به الاخرين ، ايه اللي ورا ضهرك ، مد لها يده بعلبه كالحه اللون ، كانهم نسوا يلونوها ، هههههههههه، هكذا ضحكت في سرها ، احضر لها علبه من عالم اللالون في يوم الاحمر ، امسكت العلبه لاتعجبها ، لكنها لن تقول له ، لن تسعده بافساد مزاجها ، مدت يديها تاخذ العلبه الكالحه منه وهي تهمس مرسي ، تدعي سعاده بهديه عيد الحب التي احضرها ، فتحت العلبه ، داخلها فازه زجاجيه رخيصه محشوه بالقش ، فازه زجاجيه رخيصه تزينها ورود زرقاء جافه !!!
جحدت الفازه والورود الزرقاء بنظره فهم معنها ، ايه القرف ده ، ابتسم وسالها حتي لاتفر من حقيقه الكمين الذي نصبه لها ، عجبتك ، هزت راسها ادبا ، اه مرسي ، ابتسم بخبث ، كل سنه وانت طيبه ، هابي فلانتين ، يقرأ الكلمات التي لم تقلها في عينيها ، يعرف ان معدتها تقلصت ، يعرفها جيدا ، كان يعرف وقع وروده الزرقاء ، يعرف انها تكره الورود الجافه ، تحسها جثث لم تدفن ، يعرف هذا كله ، لكنه تعمد يرسل لها رساله كراهيه ، اكرهك ياسيدتي ، وقت عاش العالم كله وهج ودفء الاحمر ، احضرت لك بروده الازرق وموات الجفاف ، اكرهك ياسيدتي!!!
اقترب وقبلها علي جبهتها ، ضحكت ولم تقوي كتم ضحكاتها ، كانها لم تفهم انه يكرهها فاكد عليها المعني ، لن اقترب من شفتيك لااحبهما ، لن اخذك في حضني لااحبك ، لن تسرقي مني اي لحظه حميميه ، لن تسرقي مني اي احساس لطيف قد يهدء روعك ، فازه زجاج رخيصه ، محشوه بالقش ، بها ورود زرقاء ، جافه ، وقبله فوق جبينك ، وهابي فلانتين بصوت بارد ساقع ، هل فهمت ياسيدتي ، اكرهك بوضوح ، مالذي ستفعليه!!!!
فهمت رسالته وتقصلت معدتها ، لم تغضب ، هي تعرف انه لايحبها ، ولايفرق ان يتطور عدمه حبه لكراهيه ، ربما الكراهيه مشاعر مفهومه اما اللا حب فمثل اللا لون ، مواقف مائعه سخيفه بلا معني ، فهمت رسالته ، لكنها لن تفعل شيئا ، لن تتخذ موقف ، هي كانت لاتكرهه ، لكنها الان كرهته مثلما يكرهها ، لكنها لن تتخذ موقف ، ان كان يريد اي موقف فليتخذه هو ، ببساطه عليه ياخذ موقف ، ملت من عجزه عن اتخاذ قرارات ، ملت من دفعه لها لتاخذ قرار وموقف يتمناه لكنه لا يفعله ، فهمت رسالتك سيدي لكني لن افعل شيئا ، افعل انت ماتريده ، والتمثيليه السخيفه التي سنعيشها حتي تقرر انت !!! وحتي تقرر ، انت حبيبي وانا سعيده بورودك الزرقاء ، مرسي ياحبيبي ، قبلته علي وجنتيه ، لم تقوي علي الاقتراب من شفتيه ، فهما لايحباها وهي لاتحبهما ، اخذته في حضنها ، احست صقيعا يجتاح جسدها ، كانها احتضنت القطب الشمالي كله ، ضحكت تدفء نفسها بمشاعرها ، تعيش وتجيب !!!
تركته وعادت لعملها تشغل نفسها باي شيء يسحب كل الشحنات السلبيه المدمره التي تركها علي اعصاب اطراف جسدها وهو قريب منها بجسد بارد وفار منها بكل وجوده ، ابتسم ابتسامه زرقاء مجففه مثل وروده ولوح لها مودعا ، غاضبا لانها لم تستفز ، غاضبا لانها تؤجل حياته التي يتمناها برفضها التعبير عن غضبها والتوقيع باستلام رسالته !!!
خرج من مقر عملها فعاد الاكسوجين بطيئا بطيئا ، تنفست بصعوبه ، هل ستبكي ، تسخر منها الدموع ، حنعيط علي ايه ولا ايه ، بقيت الدموع قطرات مالحه في بلعومها ، تسقط من الغدد الدمعيه علي بلعومها تمرر جهازها الهضمي كله ، احست الازرق يتسلل لجسدها ، احست نفسها جثه لم تدفن مثل الورود المجففه ، احست نفسها جثه زرقاء مثل وروده التي احضرها ، نعم هي ميته ومنذ زمن بعيد ، فاللالون الذي تعيش فيه في حقيقته ازرق ومنيل بستين نيله ، مازالت تتنفس بصعوبه هل لوث الاكسوجين ، افسد خصاصئه الكيميائيه ، تحول لسم ازرق يدخل من انفها لرئتيها لدمائها ، فيتحول العالم كله لازرق ؟ تحدق في الورود الزرقاء الجافه ، بائسه تلك الورود المحمله برسائل كراهيه ليس الا ، بائسه مثله ، قليله الحيله مثله ، ورود زرقاء مجففه معتقله في فازه زجاج رخيصه محاطه بالقش ، هل تلك الفازه بورودها الزرقاء تشبها ، هل تلك الفازه بالقش الذي يملئها تشبهه ؟؟؟
مازالت تتنفس بصعوبه وبطء ، مازالت الدموع تسيل داخل بلعومها ، الغرفه تسممت ، وهي تتسمم معها ببطء ، لم يحضر لها هديه ، بل جرعه سم يتسلل وجعها وشرها ببطء داخل شراينها ، جرعه سم ستسرق لون دماءها الحمراء ، اخر الاحمر الذي تحتفظ به بعيدا عن يديه ، جرعه سم جافه بارده ستتسلل لقلبها المتوهج بدفئه الخاصه لتبرده وتبرده حتي تقف نبضاته !!!
تحس خدرا يحتلها ، تتمني تصرخ ، تنادي احد ينقذها من الورود الزرقاء المجففه ، لكن صراخها حبيس احبالها الصويته لايغادر حنجرتها ، انقذوني من الورود الزرقاء المجففه ، لكن احد لايسمعها ، جميعهم يعيشوا حياتهم العاديه يروحون ويجيئون ويعملون ويضحكون ، لايتصور ان زميلتهم الجالسه علي مكتبها تحدق في الفازه الزجاجيه الرخيصه وورودها الزرقاء تتسمم بالكراهيه !!!
لااحد يسمعها ، هم يحتفون بالاحمر والدباديب وشوكولاته القلوب ، يتبادلون الرسائل والايميلات والدفء والضحك ، لايتصورا قدر اجرامه ، زارها مبتسما يحمل سما ازرق تركه لها في عيد الحب رساله كراهيه لاتحتاج تفسير ، لايتصوروا هذا ، لن يساعدوها ، ستموت وتتسمم وحدها جالسه علي مكتبها قتيله الورود الزرقاء ، جفونها تتساقط فوق مقلتيها ، يلتصقا ببعضهما تتشابك رموشها تتعقد شعيراتها ، هي ستغمض عيناها وتموت !!!
ينتفض قلبها في جوفها متمردا ، لاتموتي يا سيدتي ، الحياه اجمل من تلك الفازه اللعينه والحضن الصقيعي والورود الزرقاء والجفاف في الورود والمشاعر !!! لاتموتي ياسيدتي !!!
فتحت عيناها ، ابتلعت ريقها ، احست نفسها تطير تحلق في حضن احمر كبير ، قلب شارد احتضنها وادفئها ، شمت رائحه القرنفل الاحمر ، كانها ترتوي من رحيقه المتوهج ، تنفست بسرعه انفاسا متسارعه ، تطرد الازرق وسمه من رئتيها ، نعم الحياه اجمل من ان تفرط فيها ، قامت من خلف مكتبها ، حملت الفازه الرخيصه باطراف اصابعها ، كانها تخافها تنفجر فيها ، حملتها وخرجت مسرعه من حجرتها ، لسله القمامه ، نعم ، هذه السله بكل قاذوراتها هي المكان الطبيعي لتلك الورود الزرقاء الجافه المسممه بالكراهيه !!!
غسلت اصابعها الف مره ، كأن بصمات الكراهيه ستلتصق باطرافها ، عادت لمكتبها ، لمحت من شباكها شابا يحتضن فتاه بحب يحمل لها دب احمر كبير يحمل باقه ورود حمراء كبيره ، ابتسمت ، سعدت ، نعم سترمي كل الازرق وجفافه خارج حياتها ، ستنتظر دبا احمر وقلب شوكولاته وباقه فرنفل وكرت محبه !!!!
فتحت الراديو ، الحانا جميله وكلمات اجمل تنساب منه ، السم خرج من غرفتها ، الكراهيه نامت في سله القمامه بجوار كل القاذورات ، الجثه دفنت بغير رجعه .... خرجت من اسر اللالون ، وتسللت الالوان الحانيه لحياتها بمبه بيج لبني فستقي اصفر دافء وسرعان مااجتاحتها سيول الالوان الصاخبه الاحمر الاخضر الموف البرتقالي التركواز الاصفر الساطع ، خرجت من اسر اللا لون والورود الزرقاء ، وزرعت حياتها بالقرنفل الاحمر والرياحين وزهر البرتقال والياسمين والفل..
و..................... اخذت موقف بالتمرد علي الموات ..وفكت اسر روحها ونفسها وتحررت من الازرق والجفاف وعاشت ، ومازالت تعيش سعيده في كهوف الالوان الحيه الصاخبه الناطقه بحب الحياه العاشقه لها وادمنت الاحمر والتركواز والبرتقالي والاصفر الساطع والابيض الحاني ونغمات الناي والكمان !!!! ..........
وكرهت الورود الزرقاء الجافه اكثر واكثر !!!!
كل العالم احمر ، ملابس النساء ،كرافتات الرجال ، الدباديب ، اوراق لف الهدايا ، القلوب ، الكروت ، كل العالم احمر...
فقط عالمها كان فارغ ، لون الافاقه من البنج ، ضياء كثير سطوع شاحب بلا الوان ، كأنك فعصت عينك طويلا وفتحتها فلم تري الا ظلال اصابعك علي مقلتيك ، ظلال بلا الوان .... وهي اعتادت اللا لون !!! لم تتذمر لم تشتكي لم تغضب ، نصيبها من الحياه الزاخره بالوانها اللا لون!!!
لكن العالم الاحمر استفزها ، كل هؤلاء الرجال يشترون لحبيباتهم هدايا حمراء ، فقط هي التي لاتنتظر هديه ، اي هديه ، لاتنظر عطاءا احمر بل لاتنتظر عطاء باي لون ، من زمن بعيد كان تغضب وتزعل وتنقم ، لكنها روضت مشاعرها وعلمت نفسها الا تغضب ، فالغضب لن يجدي ، ولن يغير من عالمها اي شيء ، الغضب لن يمنح عالم اللا لون اي لون!!!
لكنه لم يتركها تعيش في اللالون ، تفسر حصاره لها بان الحياه شاحبه واعباءها ثقيله ، لم يتركها ، تتجاهل رسائله المستمره التي تقرر الا تفهم مضمونها ، لم استلمها فلم اقرئها فلم افهمها وكل ماقلته اي ماكان لم يصلني ، لم يتركها في حاله الاستهبال التي قررت اعتبارها حالتها العاديه بليده المشاعر لاتغضب ، كان كل مايحدث لايعينها .....
قرر ان حاله اللاسلم واللاحرب تزعجه ، تعطل حياته ، تضيع فرصه البديله ، اذن لابد من رساله فجه واضحه جداجدا ، رساله تخزق عينها لا تقوي علي تجاهلها مهما حاولت ، لن تقوي علي مزيد من الاستهبال ، تلك الرساله ستجبرها علي الادراك ، وحين تدرك سستصرف ، وحين تتصرف سيتصرف ، ويخرج بيدها هي بقرارها هي من الدائره التي لاتعجبه بل ويكرهها !!!
كان العالم احمر حولها ، وهي تشاركه احمراره بقدر استطاعتها ، سترتدي فستان احمر وتجمل وجهها بروج احمر لامع ، قرط احمر ، حقيبه حمراء ، من يراها سيتصورها عضوه اصيله في نادي المحبين ، هي فقط تعرف انها تحاصر اللا لون بالاحمر ، تقهره بالاحمر ، هي فقط تعرف ان احمرها مزيف لانه لايخبيء دفئا ولا وهجا ولا غراما ، لكنها قررت تلعب ، ستشارك العالم الاحمر توهجه ، وفي نهايه اليوم ستشتري ورودا حمراء تزين بها منزلها تخدع زوراها وكانه اشتراها لها تعبيره عن حبه الدفين الذي لايضطر لاظهاره لانها تعرف حقيقه مشاعره بمنتهي الثقه ،هذه رسالتها للاخرين ، انا انهل من احمرار العالم حولي واشارككم صخبهم وفرحكم واحتفالكم بلاصخب لان مشاعره الفياضه لاتحتاج احمر مؤقت للافصاح عنها !!!
لكنه قرر يفسد خديعتها ويفضحها ويظهرها للناس امراه تعيش فيه اللالون ، قرر يظهرها تقف وتعيش وحيده بعيده خارج العالم المحتفل بمشاعره، قرر يظهر حقيقه مشاعره تجاهها امام البشريه كلها فلا تقوي بعد تلك اللحظه علي خداع لانفسها ولا الاخرين !!! زارها في منتصف اليوم في عملها ، ابتسمت ، يحمل خلف يديه المعقوفتين خلف ظهره لفه هديه ، لكن شريطتها ليست حمراء وعلبتها ليست حمراء!!
لم تكترث ، يكفيها انه جاء ، ترك عمله وجاءها خصيصا ، هكذا قررت تخدع نفسها وتقبل مايحمله باعتباره هديه وباعتباره يحبها ، خديعه بريئه بيضاء لا تدخل النار ، لكنها انتبهت لما يحدث ، ترك عمله وجاءها في منتصف اليوم يحمل لها هديه يوم الحب ، ارتبكت ، نظرت في وجه ، لم تصدقه ، خافت من زيارته ، هي تعرف ان مشاعره تجاها متأرجحه ، يوم تصعد للسماء ومليون يوم تهبط لاسفل السافلين ، اليوم لم تري علي وجهه ابتسامه ولا في عينيه حنين ، نظرت لقلبه فوجدته ساكنا ، هادئا ، ربما سيقف من قسوه البلاده التي يحملها صاحب الجسد لدرجه قتل القلب المتعب كمدا ، خافت وقت شاهدته ، لم تخدعها كلماته التي القاها بلا نفس عليها وقت شاهدها ، كل سنه وانت طيبه ، هل سمعته يتمني موتها ، ربما تلك رغبته الدفينه داخل نفسه ، لكنها سمعت تمتماته كانه يدعو عليها ، تجاهلت احاسيسها مثلما تجاهلتها قبل ذلك مليون مره ، نعم زيارته لمقر عملها مريبه ، والهديه التي يحملها في العلبه المغلقه خلف ظهره مريبه اكثر ، لو كانت هديه يوم الحب للزم لفها بشرائط حمراء ، لكنها هديه احضرها من عالم اللاالوان ليمنحها لها حيث تحتجز في اللا لون لتعيش معها في سياق اللالون ، ارتابت في سلوكه ، ارتبكت ، سيوجعها!!!
هكذا قرأت نواياه ، وشعرت بحالته ، علي ملامح وجهه ابتسامه صغيره يواريها ، انها تعرف تلك الابتسامه اللعينه ، انها ابتسامه الانتصار ، هو قادم ليوجعها ، وهو يعلم ، وهي تعلم ، وهو يبتسم سعيدا بذكاءه لانه اختار يوما وتوقيتا وطريقه لايمكن انكارها ، سينتصر عليها اخيرا ، سعيد بانتصاره الحتمي ، سعيد بانتصاره الاتي لاريب فيه ، تسارعت دقات قلبها وقفزت فوق جبهتها قطرات كثيفه من العرق اللذج ، تعرف ملامحه ، تعرف زهو الديوك الذي يعتريه ، وكانه صرع الديك الاضعف في المصارعه ونقره في راسه وانتصر عليه ، ماهذا الزهو الذي ينفخ اوداجه ، ترتبك اكثر ، يعد لها فخا لا فكاك منه ، لا ، لن تنتظره يصرعها ، ستدخل الفخ الحتمي بقدميها علي وجهها ابتسامه تفسد عجرفته وفرحته بنفسه وافكاره الشريره!!!!
سالته بسذاجه لاتنطلي عليه ، ايه اللي ورا ضهرك ، ضحك مقهقها ، يعلم لعبتها وسيجاريها ، تحاول تقف خلف ساتر من نيرانه ، لكنه قناصه بارع سيطلق الرصاص في قلب كذبها الذي عيشت نفسها فيه وخدعت به الاخرين ، ايه اللي ورا ضهرك ، مد لها يده بعلبه كالحه اللون ، كانهم نسوا يلونوها ، هههههههههه، هكذا ضحكت في سرها ، احضر لها علبه من عالم اللالون في يوم الاحمر ، امسكت العلبه لاتعجبها ، لكنها لن تقول له ، لن تسعده بافساد مزاجها ، مدت يديها تاخذ العلبه الكالحه منه وهي تهمس مرسي ، تدعي سعاده بهديه عيد الحب التي احضرها ، فتحت العلبه ، داخلها فازه زجاجيه رخيصه محشوه بالقش ، فازه زجاجيه رخيصه تزينها ورود زرقاء جافه !!!
جحدت الفازه والورود الزرقاء بنظره فهم معنها ، ايه القرف ده ، ابتسم وسالها حتي لاتفر من حقيقه الكمين الذي نصبه لها ، عجبتك ، هزت راسها ادبا ، اه مرسي ، ابتسم بخبث ، كل سنه وانت طيبه ، هابي فلانتين ، يقرأ الكلمات التي لم تقلها في عينيها ، يعرف ان معدتها تقلصت ، يعرفها جيدا ، كان يعرف وقع وروده الزرقاء ، يعرف انها تكره الورود الجافه ، تحسها جثث لم تدفن ، يعرف هذا كله ، لكنه تعمد يرسل لها رساله كراهيه ، اكرهك ياسيدتي ، وقت عاش العالم كله وهج ودفء الاحمر ، احضرت لك بروده الازرق وموات الجفاف ، اكرهك ياسيدتي!!!
اقترب وقبلها علي جبهتها ، ضحكت ولم تقوي كتم ضحكاتها ، كانها لم تفهم انه يكرهها فاكد عليها المعني ، لن اقترب من شفتيك لااحبهما ، لن اخذك في حضني لااحبك ، لن تسرقي مني اي لحظه حميميه ، لن تسرقي مني اي احساس لطيف قد يهدء روعك ، فازه زجاج رخيصه ، محشوه بالقش ، بها ورود زرقاء ، جافه ، وقبله فوق جبينك ، وهابي فلانتين بصوت بارد ساقع ، هل فهمت ياسيدتي ، اكرهك بوضوح ، مالذي ستفعليه!!!!
فهمت رسالته وتقصلت معدتها ، لم تغضب ، هي تعرف انه لايحبها ، ولايفرق ان يتطور عدمه حبه لكراهيه ، ربما الكراهيه مشاعر مفهومه اما اللا حب فمثل اللا لون ، مواقف مائعه سخيفه بلا معني ، فهمت رسالته ، لكنها لن تفعل شيئا ، لن تتخذ موقف ، هي كانت لاتكرهه ، لكنها الان كرهته مثلما يكرهها ، لكنها لن تتخذ موقف ، ان كان يريد اي موقف فليتخذه هو ، ببساطه عليه ياخذ موقف ، ملت من عجزه عن اتخاذ قرارات ، ملت من دفعه لها لتاخذ قرار وموقف يتمناه لكنه لا يفعله ، فهمت رسالتك سيدي لكني لن افعل شيئا ، افعل انت ماتريده ، والتمثيليه السخيفه التي سنعيشها حتي تقرر انت !!! وحتي تقرر ، انت حبيبي وانا سعيده بورودك الزرقاء ، مرسي ياحبيبي ، قبلته علي وجنتيه ، لم تقوي علي الاقتراب من شفتيه ، فهما لايحباها وهي لاتحبهما ، اخذته في حضنها ، احست صقيعا يجتاح جسدها ، كانها احتضنت القطب الشمالي كله ، ضحكت تدفء نفسها بمشاعرها ، تعيش وتجيب !!!
تركته وعادت لعملها تشغل نفسها باي شيء يسحب كل الشحنات السلبيه المدمره التي تركها علي اعصاب اطراف جسدها وهو قريب منها بجسد بارد وفار منها بكل وجوده ، ابتسم ابتسامه زرقاء مجففه مثل وروده ولوح لها مودعا ، غاضبا لانها لم تستفز ، غاضبا لانها تؤجل حياته التي يتمناها برفضها التعبير عن غضبها والتوقيع باستلام رسالته !!!
خرج من مقر عملها فعاد الاكسوجين بطيئا بطيئا ، تنفست بصعوبه ، هل ستبكي ، تسخر منها الدموع ، حنعيط علي ايه ولا ايه ، بقيت الدموع قطرات مالحه في بلعومها ، تسقط من الغدد الدمعيه علي بلعومها تمرر جهازها الهضمي كله ، احست الازرق يتسلل لجسدها ، احست نفسها جثه لم تدفن مثل الورود المجففه ، احست نفسها جثه زرقاء مثل وروده التي احضرها ، نعم هي ميته ومنذ زمن بعيد ، فاللالون الذي تعيش فيه في حقيقته ازرق ومنيل بستين نيله ، مازالت تتنفس بصعوبه هل لوث الاكسوجين ، افسد خصاصئه الكيميائيه ، تحول لسم ازرق يدخل من انفها لرئتيها لدمائها ، فيتحول العالم كله لازرق ؟ تحدق في الورود الزرقاء الجافه ، بائسه تلك الورود المحمله برسائل كراهيه ليس الا ، بائسه مثله ، قليله الحيله مثله ، ورود زرقاء مجففه معتقله في فازه زجاج رخيصه محاطه بالقش ، هل تلك الفازه بورودها الزرقاء تشبها ، هل تلك الفازه بالقش الذي يملئها تشبهه ؟؟؟
مازالت تتنفس بصعوبه وبطء ، مازالت الدموع تسيل داخل بلعومها ، الغرفه تسممت ، وهي تتسمم معها ببطء ، لم يحضر لها هديه ، بل جرعه سم يتسلل وجعها وشرها ببطء داخل شراينها ، جرعه سم ستسرق لون دماءها الحمراء ، اخر الاحمر الذي تحتفظ به بعيدا عن يديه ، جرعه سم جافه بارده ستتسلل لقلبها المتوهج بدفئه الخاصه لتبرده وتبرده حتي تقف نبضاته !!!
تحس خدرا يحتلها ، تتمني تصرخ ، تنادي احد ينقذها من الورود الزرقاء المجففه ، لكن صراخها حبيس احبالها الصويته لايغادر حنجرتها ، انقذوني من الورود الزرقاء المجففه ، لكن احد لايسمعها ، جميعهم يعيشوا حياتهم العاديه يروحون ويجيئون ويعملون ويضحكون ، لايتصور ان زميلتهم الجالسه علي مكتبها تحدق في الفازه الزجاجيه الرخيصه وورودها الزرقاء تتسمم بالكراهيه !!!
لااحد يسمعها ، هم يحتفون بالاحمر والدباديب وشوكولاته القلوب ، يتبادلون الرسائل والايميلات والدفء والضحك ، لايتصورا قدر اجرامه ، زارها مبتسما يحمل سما ازرق تركه لها في عيد الحب رساله كراهيه لاتحتاج تفسير ، لايتصوروا هذا ، لن يساعدوها ، ستموت وتتسمم وحدها جالسه علي مكتبها قتيله الورود الزرقاء ، جفونها تتساقط فوق مقلتيها ، يلتصقا ببعضهما تتشابك رموشها تتعقد شعيراتها ، هي ستغمض عيناها وتموت !!!
ينتفض قلبها في جوفها متمردا ، لاتموتي يا سيدتي ، الحياه اجمل من تلك الفازه اللعينه والحضن الصقيعي والورود الزرقاء والجفاف في الورود والمشاعر !!! لاتموتي ياسيدتي !!!
فتحت عيناها ، ابتلعت ريقها ، احست نفسها تطير تحلق في حضن احمر كبير ، قلب شارد احتضنها وادفئها ، شمت رائحه القرنفل الاحمر ، كانها ترتوي من رحيقه المتوهج ، تنفست بسرعه انفاسا متسارعه ، تطرد الازرق وسمه من رئتيها ، نعم الحياه اجمل من ان تفرط فيها ، قامت من خلف مكتبها ، حملت الفازه الرخيصه باطراف اصابعها ، كانها تخافها تنفجر فيها ، حملتها وخرجت مسرعه من حجرتها ، لسله القمامه ، نعم ، هذه السله بكل قاذوراتها هي المكان الطبيعي لتلك الورود الزرقاء الجافه المسممه بالكراهيه !!!
غسلت اصابعها الف مره ، كأن بصمات الكراهيه ستلتصق باطرافها ، عادت لمكتبها ، لمحت من شباكها شابا يحتضن فتاه بحب يحمل لها دب احمر كبير يحمل باقه ورود حمراء كبيره ، ابتسمت ، سعدت ، نعم سترمي كل الازرق وجفافه خارج حياتها ، ستنتظر دبا احمر وقلب شوكولاته وباقه فرنفل وكرت محبه !!!!
فتحت الراديو ، الحانا جميله وكلمات اجمل تنساب منه ، السم خرج من غرفتها ، الكراهيه نامت في سله القمامه بجوار كل القاذورات ، الجثه دفنت بغير رجعه .... خرجت من اسر اللالون ، وتسللت الالوان الحانيه لحياتها بمبه بيج لبني فستقي اصفر دافء وسرعان مااجتاحتها سيول الالوان الصاخبه الاحمر الاخضر الموف البرتقالي التركواز الاصفر الساطع ، خرجت من اسر اللا لون والورود الزرقاء ، وزرعت حياتها بالقرنفل الاحمر والرياحين وزهر البرتقال والياسمين والفل..
و..................... اخذت موقف بالتمرد علي الموات ..وفكت اسر روحها ونفسها وتحررت من الازرق والجفاف وعاشت ، ومازالت تعيش سعيده في كهوف الالوان الحيه الصاخبه الناطقه بحب الحياه العاشقه لها وادمنت الاحمر والتركواز والبرتقالي والاصفر الساطع والابيض الحاني ونغمات الناي والكمان !!!! ..........
وكرهت الورود الزرقاء الجافه اكثر واكثر !!!!
هناك تعليق واحد:
لو لم يوجد الحب على الأرض لاخترعناه ..لو لم يوجد الأمل فى الغد لسقط عشرات المواطنين حيارى هائمين يتخبطون مابين هذا وذاك ..الحب لا يعرف أنصاف الحلول ..أما حب أو لاحب ...لكن التخبط فى المشاعر والأحاسيس هو أسوا شئ يمكن أن يحيا فيه الأنسان ..هكذا أرادت أن تخدع مشاعرها حاولت أن تقترب على أمل أن تعيش اللحظة التى تشتاق اليها كثيرا لكنها لم تكن قادرة على ذلك .بصمات الكراهية عالقة فى أصابعها حاولت التخلص منها عشرات المرات ..لكنها عادت مرة أخرى على أمل أن تحظي بوردة حمراء من حبيب يأتى بعد طول انتظار ..تحياتى لحضرتك ومزيد من الابداع والتميز
إرسال تعليق