مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الجمعة، 30 يناير 2015

يوميات ميت .... الجزء الخامس


الحياة
ايام وبنعيشها




( 26 )
ام ندي

يومين ثلاث جالسه مكانها والاوراق مبعثرة حولها ، تفكر في الرجل الذي قرر يفضحها فترك سرها مدونا في دفتره اللعين ، زوجته قرأت الاوراق وابنته والفضيحه بجلاجل وسكان البيت كلهم سمعوا شتائم وردح حرم المرحوم وهي تكيل لها في بير السلم بصوت مدوي شتائمها وسبها ، يومين ثلاث سعاد في حاله عصبيه سيئه ، تشاجرت مع ابنتها وكادت تضربها علي سبب تافه ، اعتذرت لزوجها الجديد عن مقابلته في الشقه التي جهزها له واخبرته ان البت عندها امتحانات ولاتستطيع تتركها وحدها ، لم تكترث بغضبه ، اغلقت تليفونها المحمول وبقيت تحدق في الاوراق ، ضغطها يرتفع كلما قرأت سطرين ، تشعر بالاهانه والظلم وهي لاتستحق ذلك ، اليوم استيقظت بصداع قاتل وغضب اكثر ، قررت تقرأ بقيه الاوراق لتري نهايه تلك المصيبة ....
********************
ص 52
قلت لها وانا اودعها ، حافكر في الموضوع ياست ام ندي ، انتي ماتتعيبيش وست الستات واي راجل يتمناكي بس انا .... وصمت قليل ، حافكر و............خرجت من باب البيت للشارع المزدحم ، وسمعت صوت الحكومه بتتخانق مع بياع سريح لانه مش راضي يطلع لها تفعص في البضاعه براحتها ، حمدت ربنا ، لو شافتني وانا خارج من البيت كان حتبقي ليله طين ، كنت فين واتاخرت كل ده فين ، كانت مشغوله بالخناق مع البياع السريح وصوتها بيكسر ازاز شقق الجيران فلمحتنيش وانا خارج باتسحب من شقه ام ندي ومن باب العماره!!!
يومها قعدت علي القهوه افكر ، ام ندي ست ولاكل الستات ، ووحدانيه وفي عز شبابها ، وانا برضه في عز شبابي ماهو مش بالسنين وعددها ، انا صحتي ميه ميه وضهري مااتحناش والوليه الحكومه حرمنا ام العيال ، كرهت الشقاوه والحب وتهويه الفرش عندها اهم مني ، لاعمرها تدعك لي ضهري ولا تفك تشنيجه كتافي ، لما اقول لها تعالي ريحي ، تقولي قوم قوم بدل ماتموت مكانك ، قوم حرك رجلك علشان ماتقولش ضهري واجعني ، الوليه مش بتديني فرصه اتماحن عليها ، ولا اخدها جنبي يمكن المدعوق يخلي عنده نظر لصالحها ، ابدا تهد القايم وتنتيم النايم ولاعمرها تبل ريقي بنظره حلوه وعلي طول عايزه تهوي الفرش وتمسح الارض وتتخانق مع العيال والبياعين السريحه تفاصلهم لما يبقوا خلاص حيقتلوا نفسهم ، علي طول بتخلل زتون وريحه التوم طالعه من جلبيتها والفلفل المفروم لابد تحت طرف ضوافرها والشطه شايطه في الشقه تخلي عيني تحرقني ، ومالوش لزمه الزتون ياستي ، ياسوداي ، واقطع عادتي ، لا ياستي بعد الشر عليكي ، خلاص بقي سيبني اخلل ، خللي يااختي خللي ، وانا ؟؟؟؟؟؟؟؟ انا بقي لي ربنا ومن بعده ام ندي الموزه اللي بتشف وترف ومابتفهمش في تخليل الزتون ونفسها في راجل يحوط عليها واختارتني انا !!! حافكر ياام ندي ، فافكر !!!!ا بس والنبي ماتعوق علي ، ياقلبي ياروحي ياعيني ، مش حاعوق عليكي وحارد عليك بسرعه بسرعه وبكره نكتب الكتاب ونعلي الجواب !!!ا
وخدت كرسي بعيد في القهوه وطلبتها ، ايوه ، ايوه ياعيني ، ولو يعني حصل المراد ، بنتك حتعيش معانا ، اتكسفت لما سالت السؤال ده ، دي عايزه تتجوز علشان تحاجي علي بنتها من عملها الشرس اللي عايز ياكل ميراثها ، ، بصوت منكسر قالت لي طبعا يابيه ، بتي ومافرطش فيها ، قلت سيبيي افكر ياام ندي!!!ا 
ماهو البت حتفتن للحكومه والحكومه حتنقدل الدنيا !!!ا
وتعمل في روحك كده ليه يااستاذ ، ماانت كافي خيرك شرك وبتحب زتون ام العيال واتعودت علي ريحتها !!!ا
والمعاش مش مكفي العيال ولايصلح تدي منه قرش لام ندي ، ومايصحش تخش الجوازه بمجهودك لانه برضه علي قده مش يعني زي زمان ، يبقي لازم تكسر عينها وتصرف عليها ولو من باب خزي العين ولو في الاول بس ، الحكومه عارفه المعاش وحاسبه كل مليم فيه ، وبعدين اعيش ازاي في نفس العماره ، الحكومه فوق والموزه تحت !!! ااقول ايه ، اخرج من البيت وافضل في العماره اعمل ايه ، الحكومه حتلاحظ ، مره حتقفشني ، خارج داخل ، ساعتها حتبقي الفضيحه بجلاجل !!!
********************
ياسافل ياواطي يادون ياابن الكلب ، اعمل ايه ياربي اعمل ايه ، تلف في صاله منزلها كالاسد الجريح ، وجهها قرمزي من ارتفاع ضغطها واصابعها ترتعش من شده العصبيه ، اعمل ايه ياربي فيك ياحسين ياابن ام حسين ، اعمل فيك ايه ، وحياه من جمعنا من غير ميعاد لاكانسه عليك مقام السيده نفسية وهي سرها باتع ، حاشتكيك ليها واطلب مساعدتها والمدد تنتقم منك وتسود وشك وتحرقك بنار جهنم في قبرك ويوم المشهد العظيم ، ياسافل ياواطي يادون ياابن الكلب ....
********************
كويس اني قلت لها حارد عليها ، حارد عليها واقول لها ماينفعش ، لكن انا تحت امرك ، ههههههههه ، شكلي اهبل ، الوليه عايزه تتجوزني وقالت بالمفتشر والواضح وانا محتاس ، اصلي حاتجوزها واعمل ايه في الحكومه ، ايه اعمل انقلاب علي الحكومه ، وده يصح برضه بعد العمر ده ، اتجوزها ازاي ، واساعدها ضد عم بنتها ازاي ، ده جواز لازم محدش يعرفه ابدا ، لان الحكومه لو عرفت حتتحالف مع عم البت ضد ام ندي وكلنا حنضيع ، مش بعيد ترمي هدومي من يير السلم ، وساعتها النسوان الفقر بتوع الشارع بتاعنا يشوفوا غياراتي المقطعه وكمان يشوفوا فرد الشرابات اللي ساعات بالبسها مع بعض ، اسود وازرق وبني ورمادي وعادي ماهو كله جوه الجزمه وفوقه البنطلون ، محدش حيدقق اوي يعني ، اطلع مين علشان يدققوا في شراباتي ، الحكومه لو عرفت بموضوع ام ندي ده تقتلها ، اه مش بعيد تقتلها ، تشرب من دمها ، تزمر برقبتها وتعمل فضيحه وبكره من ده بقرشين ، بقولك ايه يااخ انت ، هي الوليه موزه صحيح ، لكن ابعد عن الشر وغني له ، حاقول لها كان نفسي لكن علي عيني ، حقك علي لكن مش حاقدر ، اصل عم البنات ايده طرشه وعايز واحد بصحته ، اختاري غيري ، ونصيحه اخويه بلاش سكان العماره لانهم حيتقفشوا ، شوفي راجل سهل ينزل من بيته ويجي لك ويخرج ويطلع من غير ماحد يحس بيه ، لو جماعته ساكنه معانا في نفس العماره ، حيتقفش حيتقفش وتبقي الفضيحه بجلاجل !!!ا
********************
تصرخ ام ندي بالصوت الحياني ، لو مش عيبه كنت طلعت في بير السلم ورقعت بالصوت ، كشفت راسي ودعيت عليك ربنا يخسف بيك الارض دنيا واخره ، تتقفش ايه ياموكوس ، ماانت اتفقشت يوم ماكتبت المصايب دي ويوم ماسبت الدفتر في الدولاب مراتك تلاقيه والله الست محقوقه في اللي عملته معايا واكتر منه ، والله لو جابت مداسها وادتني علي راسي صاحبه حق ، ده كلام ياراجل تكتبه ده ، توم ايه وزتون ايه وفلفل ايه ، ربنا ينتقم منك ياحسين ياابن ام حسين ، ربنا ينتقم منك ويفضحك مايسترك ، يالهوي ياامه يالهوي يالهوي وتبكي ام ندي بدل الدموع دم وتشعر خجلا وعارا ، الموكوس فضحها امام ابنته وزوجته واللي يسوي واللي مايسواش ، تبكي وتبكي ... وتبحث عن بقيه الحكايه لاتجدها ، يادي المصيبه يادي المصيبه السوده ، فين بقيه الورق ....
تلطم وجهها لطمات متلاحقه ، يافضيحتك ياسعاد ، ياوقعتك السوده ، ياسوادك ، بقي ياراجل تموت وسايب الفضيحه مترقده في ردتها مستنياني تفضحني بيها ، بقي ياراجل تموت وترتاح وتسيبنا عايشين في نار جهنم ، بس بجد ، بجد الجد ، ليه ياحسين عملت كده ، ليه فضحتني كده و..................... تنهار في البكاء ..
 ( 27 )
مصطفي

طرق عليها باب حجرتها طرقات خفيفه ، صوت نحيبها يرج جدران البيت ، فتح الباب دونما انتظار لاذنها ، يحمل الدفتر تحت ابطه ، يقترب منها في فراشها ويحتضنها ، والنبي كفايه عياط ياماما ، حرام عليكي عينيكي ، تفتح عينيها وتنتفض ، خلاص يامصطفي خلصت دفتر الوكسه ، اسبوع بتقرا فيه ، اسبوع اقوله هاته تقولي حاضر وتفسحني لغايه مااتخمد وماتجيبوش ، اسبوع يامصطفي ، ليه ، هو المخفي كاتب ايه اللي ياخدك كده اسبوع بحاله ؟؟؟؟
يبتسم وهو يحكم ذراعيه عليها ، ياماما بطلي عياط حرام عليكي عينيكي ، انا زعلان علشانك والله ، سألته بصوت مرتعش قريت يامصطفي ، قريت الناقص ابوك كاتب ايه عني ، ياماما مش كاتب عنك ولاعني ، كاتب عن نفسه ..
تنمرت وانتفضت من تحت الفراش ، يعني عاجبك اللي كاتبه يامصطفي ، يقبلها قبلات متلاحقة يحاول تهدئتها ، الموضوع مش مش عاجبني ولا مش عاجبني ياماما ، هو كتب اللي كتبه وخلاص حنعمل ايه ، وعياطك حيفيد بايه ، مقهورة منه يامصطفي ، ماكانش العشم ياحسين ماكانش العشم ، انا جميز ، انا ريحتي توم ، انا الحكومه وتسقط الحكومه ، يبتسم مصطفي رغم انفه فتغتاظ من ابتسامه وتدفعه بعيدا عنها لكنه لايتركها ، مبسوط قوي من قله ادب ابوك علي اخر ايامه ، باينه كان اتهبل ، باينه اتجنن ، المعاش خلاه يتجنن ، ماهو قبل كده كان عاقل وكويس ، ولاايه يامصطفي ، تتمناه يؤيدها ، لكنه لايفعل ، بصي ياماما ، كلامي مش حيعجبك لكن حاقوله ، بابا مات ، بابا اللي نعرفه الله يرحمه مات ، الله يجحمه مطرح ماهو ، يتجاهل دعاءها ويكمل حديثه ، بابا اللي نعرفه مات ، كان راجل جدع وكويس وشايلك علي راسه وعامل كل اللي في وسعه لينا وزياده ، اللي في الدفتر ده مانعرفوش ، لاهو عرفنا بنفسه ولا احنا عرفناه ، اللي في الدفتر ، واحد كان بيفك عن قلبه ، بيفضفض بيتكلم علي كيفه ، كانه بيغني في الحمام ، صوته وحش لكن نفسه يغني ، بابا بعد ماطلع علي المعاش كان زهقان ، الدنيا ضيقه في وشه ، جايز الدفتر ده هون عليه ، جايز ريحه ، الله اعلم ياماما ، وبعدين هو في الدفتر مااتكلمش عنك بس ، اتكلم عن حاجات كتيره عنك وعن غيرك وبالاساس اتكلم عن نفسه ، تقاطعه نجاه غاضبه ، يعني مايستريحش غير علي حسابي ، كلام كله يسم البدن ، ولاكلمه حلوه ولا كلمه تبل الريق ، لاذكري سابها وراه تنصفني ، الا كله سم في سم ، منه لله ، تنتبه فجأ لما قاله مصطفي ، كتب عني وعن غيري ، اه عني وعن الوليه خطافه الرجاله ، كتب ايه تاني ؟؟  يحكم مصطفي ذراعيه عليها ، ياماما كتب اللي كتبه ، كل واحد في الدنيا بيكلم نفسه ، بيقول لروحه كلام مايصحش يتقال ، بيقول لروحه اللي نفسه فيه ، بيتجنن مع نفسه ، يشتم يسب يغني يعيط ، هو وروحه مع بعض براحتهم ، الكلام ده لا موجه ليك ولا علشانك انسيه ياماما ، تحدق فيه نجاه لاتصدق مايقوله ، انساه ازاي يامصطفي ، هو علشان يكلم نفسه يشيل علي راسي ويكبب كده ، هو انا وحشه كده يامصطفي ، مافيش حاجه عدله يفتكرها لي ، مافيش كلمه كويسه يقولها في حقي ، انساه ازاي يامصطفي ، ده كان حيتجوز عليا يامصطفي ، ماكانش ياماما ، الست كانت بتشاغله وهو رفض ، وقت الجد رفض ، عمل حسابك وحسابنا ورفض ، ماهو لو مش عامل حسابك كان اتجوزها وملعون ابونا وياما ستات بتشاغل رجاله وياما رجاله بتقبل وياما رجاله بترفض ، هو حكي الحكايه وبس !!! انت بتدافع عنه يامصطفي ، انت اتغيرت قوي ، مابقيتش ابني ، كانه سحر لك ، اللي كاتبه في الدفتر سحرك وخلاك تاخد صفه بالباطل ، بقولك ايه ، هات الدفتر
تشد نجاه منه الدفتر ، انت قريته كله ؟؟ ولقيت ايه ؟؟ ماقلت لك كاتب عن نفسه ، تشد الدفتر بقوه اكثر ، طيب سيبه بقي وانا حره انا كمان مع نفسي ، ااقراه واشوف كاتب ايه وبعد كده ، اشتمه اسامحه براحتي بقي ..
يترك لها مصطفي الدفتر ، حاسبي ياماما حتقطعيه ، ماانا جاي اهو وجايب الدفتر ليكي وحاسيبه ياماما بس انا جاي اقولك كلمتين لازم تسمعيهم ، ماتحاسبيش بابا علي اللي كاتبه ، انتي عشتي معاه عمرك كله ومات ، بقي بين ايدين الله ، حاسبيه علي اللي عمله معاكي ، علي تصرفاته مش افكاره وكلامه اللي في الدفتر ، انتفضت ، انت جاي تدافع عنه يامصطفي ، طول عمرك بتدافع عنه ، لاكأني امك ولا كاني ربيتك ، ماكانش العشم يامصطفي ماكانش العشم ، وانفجرت في بكاء حاد ، عويل موجع ، صعبان علي منه قوي يامصطفي وصعبان علي منك انت كمان ، بتدافع عنه وهو شاتمني ، ياحبيبتي ماهو ده اللي نفسي تفهميه ، هو مش بيشتمك ، هو بيفضفض مع نفسه ، بيقول كلمتين فارغين وينساهم ، ولما يرجع البيت ، يقولك يانوجه ياهانم ويهزر معاكي ويسلمك المعاش ويقولك الشوره شورتك والكلمه كلمتك ، اعتبريها تخاريف ياماما ، كأنه كان شارب سيجاره ولا كاسين وبيهلوس .....
تتجمد الدموع في عيني نجاه ، حاضر يامصطفي ، صوتها كاذب وكلامها ايضا ، حاضر يامصطفي ، ملت من دفاعه عن ابيه كما تتصور مغزي كلامه ، ملت من الجدل معه ، تتمناه يرحل من الحجرة ويترك لها الدفتر تكمل قراءته ......
لو حاضر بجد ياماما هاتي الدفتر مالوش لزمه تكملي قرايته ، انا غلطان اني جبته ليكي ، انتي مهما تقري مش حتفهميه ابدا ، تنتفض كنمرة متوحشه وهي تشد الدفتر بعيدا عنه ، مالكش صالح بالدفتر يامصطفي ، ااقراه احرقه ااقطعه عصافير الجنه من الشباك انا حره ، ويالا اتفضل من غير مطرود من الاوضه عايزه انام و..... يطفيء النور ويغلق الباب ويتركها تبكي في السرير ، بقي يقولي في وشي يانوجه ومن ضهري يقول الحكومه وتسقط الحكومه وكل حكومه ، ربنا ينتقم منك ياحسين يارب ، ربنا ينتقم منك ، مش مسامحه ياحسين مش مسامحه ابدا .....

 ( 28 )
بوسي

وقتما وعدني مصطفي يعطيني دفتر ابي لاكمل قراءته لم اصدقه ، قلت هو يعدني وعودا فارغه لن تتحقق ، كدت اقول له اني لاارغب في قراءة ماكتبه ابي واني ماقرأته من اوراق مبعثرة اخجلني واغضبني وجعلني اري ابي في شكل وصوره لااحبها ، كنت احبه الرجل الطيب المستكين ، لم اتصور ان له حياه اخري يعيشها خارج البيت ، غضبت لما قاله علي امي ، عديم الكياسه والذوق ، عاشت معه قدر ماعاشت ولم ينصفها بكلمه واحده وكال لها السخريه والبذاءات في كل الصفحات ، كدت اقول كل هذا لمصطفي لكني صمت ، لماذا صمت ، لاني كنت موقنه انه لن يعطيني الدفتر ، لكن مصطفي فاجئني ذات ليله بطرقات صغيره علي باب حجرتي وابتسامه غريبه وقبله علي رأسي وترك لي الدفتر وخرج ...
بقيت ساعات احدق فيه لاارغب في المساس به وكأن في صفحاته عفريت سينطلق في وجههي يكشف لي المستور والذي لاارغب اعرفه ، ساعات احدق فيه ، واتذكر امي وقتما تعاملت معه كطبلة تدوي عليها خبطات كفوفها ليله وقفت تكيل الشتائم والردح لجارتها ام ندي ، ابتسمت وسرعان ماقطبت جبيبني وعبست وجهي ، لم يكن يوما يستحق اي ابتسامه ، كانت فضيحه كبيرة تسببت فيها امي وقتما فقدت رشدها وفاض غضبها من زوجها الذي خدعها ومن جارتها التي استغفلتها ، ماعلينا ، سانسي هذه الليله وانسي الدفتر ...
اتركه ملقي علي المكتب واتسلل لفراشي ، اغلق عينياي واغطي راسي بالغطاء واتمني اغرق في النوم ، لكن وجه ابي يطاردني ويشدني من شعري لاستيقظ ويدعوني ملحا علي فتح دفتره وقراءه كلماته ، تجاهلت مره واثنين لكن شعري اوجعني من كثره ماشده ، والحاحه طرد النوم من عيني اكثر واكثر ، وفي النهايه استسلمت له ، احضرت الدفتر لفراشي واسندته علي ركبتاي وقررت الهو مع ابي مثلما قرر هو يلهو معنا ، سافتح الدفتر في اي صفحه عشوائيه واقرأ مالذي تركه لنا لنقرأه بعد موته ، لم يكن ترك الدفتر عبثيا ولا عشوائيا ، لم ينسي الدفتر ، لم يباغته الموت فيعجز عن التصرف فيه ، عاش الموت طويلا وتوجع بالمه وانسحبت روحه ببطء من جسده الوهن ، كل هذا ادركه وعرف انه سيموت ونظم اوراقه وخطاباته وبيانات المعاش وحجج بيت الجيزه ، اذن كنت تعرف ياابي ان وقت الرحيل حان ، ورغم هذا تركت الدفتر اللعين لنا ، وكأنك مصمم نقرأه ومصمم نعرف مالذي كتبه ، اي رساله تركتها لنا ياابي غير الفضائح وغضب امي وكسر عين ونفس الست ام ندي و...... تمد اصابعها وجله وسط صفحاته وتفتح علي واحده منهم وتنهمك في قراءتها وهي لاتصدق ماتقرأه ....
********************
ص 75
النهارده يوم غريب قوي ، الواد مصطفي استلم شغله ، الواد نجح في الامتحان الصعب اللي عملته الشركه الاجنبيه وطلع الاول ، الواد فالح لابوه ، اه والنبي ، لا هو احسن مني ، هو متعلم كويس ومركز في مستقبله ، لو كنت زيه كان حالي وحاله وحالنا كلنا بقي موضوع تاني ، لكن انا كنت مركز في الصياعه وطاوعتني الدنيا وبعدين غدرت بيا وبقي اولي واخري الحكومه وتخليل الزتون ، هو ركز في مستقبله فنجح في الشركه الاجنبيه وخد الوظيفه ام مرتب كبير ، حكومه البيت وزعت نابت وعيش في مقام السيدة نفيسة فرحانه بابنها اللي مافيش منه ، انا كمان فرحان لكن مش فرحان قوي ، الحقيقه مابقيتش اعرف افرح قوي ، مافيش حاجه تفرح ، الدنيا ماشيه وكده رضا ، لكن الفرحه الفرحه اللي تخلع القلب وتنور مابقيتش احس بيها ، الواد مصطفي ده ابن امه ، علي طول لازق فيها ، هي سره ومستودع حكاياته ، انا بالكتير ابوه ، ابوه اللي كان بياخده يصلي الجمعه ويروحوا ساكتين ويرجعوا ساكتين ، الواد نافر مني وانا ريحت دماغي وسبته لامه ،  النهارده بالذات بعد الواد مااستلم شغله حسيت انه كبر ، وحسيت اني معرفوش ، وزعلت من نفسي ، هو ليه انا معرفش الواد ده ، ليه ماربتوش في حضني وخليت بالي منه وصاحبته وعرفت منه بيعمل ايه مع الحريم ، بيحب ولا مقضيها مع اياهم ، ليه ياحسين ماقربتش من الواد وسبته لامه ، لا انا حاولت لكن امه قطعت الطريق بيني وبينه ، تاني ياحسين حتستهبل علي روحك ، تاني هي غلطانه وانت مابتغلطش ، ياراجل بطل تكدب علي نفسك ، انت بتكتب الكلام الفاضي ده لنفسك ، اكتب اللي حصل وفي الاخر احرق الدفتر ، قول انك ريحت راسك مع الواد واستسهلت تسيبه لامه زي مااستسهلت كل حاجه تانيه ، قول انك كنت بتهرب من الدوشه والكلام وعمرك ماعرفت هو في سنه ايه ولا ذاكرت له ولا خدته في ايدك ونزل معاك القهوة بالذات بعد ماكبر ودخل الجامعه ، هما مش قالوا ان كبر ابنك خاويه ، انت لاشفته كبر ولا خاويته ، انت اب زباله علي فكره ياحسين ، ايوه اب زباله زي ماانت زوج زباله زي ماانت موظف زباله ، مافيش حاجه بجد شغلتك غير نفسك والستات اياهم ، لابذلت جهد مع مراتك ولا راعيت ابنك ولا حبيت وظيفتك .... والنهارده وبعد ماطلعت علي المعاش والحياه بقت كلها وراك بتقول انا عملت فيها ايه ، انت ضيعتها ياحسين ، ضيعتها ومحسيتش بقيمتها ، اقولك حاجه ياحسين ، انت ماعشتش اساسا وللاسف معندكش فرصه تانيه تعيش ولا تصلح اخطائك ..... مبسوط ياحسين ؟؟؟
********************
اقرأ كلماته مره واثنين وتنهمر دموعي لااصدق ماكتبه بابا عن نفسه ، للاسف احس ان حياته ضاعت ، للاسف يلوم نفسه لانه لم يعش كما رغب وكما ينبغي ، تنهمر دموعي وافكر في مغزي رسالته لنا وقتما ترك الدفتر ينتظر قراءتنا له ، هل هذه هي الرساله ياعم حسين ، لاتضيعوا ايام حياتكم ولاتهدروها وعيشوا كما ينبغي تعيشوا فلاتندموا في نهايه الرحله انكم اهدرتوها !! هل هذه هي الرسالة ؟؟؟؟

( 29 )
نجاة
حرم المرحوم

عليا اكف عن البكاء ، اصمت عن النحيب ، اتناسي الاهانات التي كالها لي في دفتره اللعين ، هذا ماتقوله نجاه لنفسها طيله الوقت منذ اعطاها مصطفي الدفتر واوصاها تستقوي علي نفسها وتقرأه ، صفحات كثيرة ممزقه منه لكنك ستفهمي الرساله التي اوصاني ابي توصيلها لكي ، تعرف طبعا ان صفحات كثيرة فقدت من الدفتر ، هي الصفحات التي وقفت يوم الغضب الاكبر تمزقها علي عتبه شقه جارتها خطافه الرجاله ، ترك لها مصطفي الدفتر ورجاها تقرأه ، حاولي ياماما ....
عليا اكف عن البكاء والنحيب حتي اقوي علي فتح الدفتر اللعين ، وعليا اهديء من روعي واهديء نفسي حتي اتحمل عباراته السافله وكلماته المنحطه واوصافه القبيحه واكمل القراءه دونما تفلت اعصابي فامزق الدفتر كله واحرقه بكل مايحمله من قصص وحكايات ...
اسبوع والدفتر ملقي امام نجاة علي منضده غرفه نومها ، كلما همت تمسكه وتقرأ فيه ، تنهمر دموعها ، تحدق في الغرفه التي شاركتها وزوجها ذكرياتهما ، الجدران شاهد عليهما وعليها ، علي حبها له وتفانيها في خدمته ورعايته ، الجدران شاهد عليهما اما الدفتر وصفحاته فشاهد عليه هو ، شاهد علي قسوته وغلظته ونذالته وانحرافه ، كادت تقفز من فراشها وتمزق الدفتر ، لكن سؤال بديهي قفز لعقلها المتعب باحزانه ، ليه ، نعم لماذا حسين لي الدفتر ، مالذي اراد يقوله لي بعد موته ومالذي منعه يقوله لي وهو حي ، علنا كنا تشاجرنا وهدأنا فصفحت عنه ، علنا كنا تخاصمنا وتصالحنا فنسيت قسوته ، علنا كنا تفاهمنا وفهمنا بعضنا البعض اكثر ، فهمت مشاعره وفهم احاسيسي ، لكنه صمت كالعاده واثر يخاطب نفسه بحريته وفي النهايه ترك لي قنبله موقوته تنفجر في بقيه حياتي بعدما مات واستراح وترك لي الحياه وشقاها ...
لماذا ترك حسين الدفتر خلفه ، السؤال الذي جفف دموعها واثار فضولها وهدأ روعها وقوي روحها وقررت بحثا عن اجابته تقرأ الدفتر كله ، تتحامل علي نفسها بالدواء المر لاكتشاف مايجب عليها اكتشافه و..... امسكت الدفتر وكأنها تقبض علي جمرة لهب مشتعله تحرق اصابعها وروحها وقمعت دموعها فتحولت في مقلتيها لسنون واخزه تفقئها وفتحت الدفتر وانتقت احدي صفحاته وبدأت في تجرع  السم قطره قطرة ....
********************
ص 82
حياتي قبل المعاش زي حياتي بعد المعاش ، ماسخه ومالهاش طعم ، قبل المعاش كنت باروح الشغل ، موظف حكومه علي مكتب مكسر في اوضه من غير شباك ، هي الحكومه ليه بتقعد موظفينها في اوض من غير شباك ؟؟ لانسمه هوي ولا منظر عدل ، الا كله ملفات فوق بعض بياكلها التراب وتجري فيها الفيران ، الحكومه قالت لي اقعد هنا ، قعدت ، اشتغل هنا ، اشتغلت ، امضي علي الورق مضيت ، اعرض علي المدير عرضت ، خلاص يالا روح روحت ، اللي الحكومه قالته عملته بالضبط ، واخر الشهر اروح اقبض مرتبي ، ومن ايد الحكومه لايد الحكومه ، ومصاريفي الشخصيه من القرشين اللي بيطلعوا لي من ايراد البيت القديم في الجيزه ، ايوه ماهو ابويا الله يرحمه ساب لنا انا واخواتي بيت قديم في الجيزه ، اخواتي سابوا ايراده ليا ، الحق مش سابوا ايراده ليا ، لا قالوا لي انت مسئول عن البيت وسكانه وقرفه وفي المقابل تاخد الايراد ، في الاول اهتميت وقلت لعل وعسي يطلع منه حاجه عدله وفي الاخر عرفت ان السكان اشتروا البيت ، ايوه اشتروه بعقود الايجار اللي مالهاش اخر ، كل ساكن يورث ابنه والابن يتجوز ويخلف والعيال تقعد في الشقه لغايه ماتكبر ولما تتجوز وتمشي تفاوضني ادفع لها كام علشان تسيب الشقه ، وانا ممعايش كام علشان ادفع واخواتي اللي ربنا فتح عليهم مارضوش يدفعوا للسكان وقالوا مالناش دعوه انت المسئول ، وعنها ضاع البيت القديم ، عملت اجتماع مع السكان ، قلت لهم لاتقولوا لي صرف صحي ولا مواسير ولانور سلم ، انتم الملاك ، اللي يحتاجه البيت تعملوه علشان انتم اللي عايشين وانا ماليش عندكم غير الايجار وكل شهرين اعدي اخده وامشي وضاع البيت وضعت انا كمان معاه ، يطلع لي منه كل شهرين ملطوشين تلاته ااقعد بيهم علي القهوه واشتري سجايري وبس خلاص كان بالله بالسر عليم ، الحكومه تديني مرتبي علشان قاعد في الاوضه المكتومه من غير شباك ، لابشتغل بجد ولاهي بتديني مرتب بجد وهي ايام وبنقضيها ، وحكومه قلبي تاخد المرتب من ايد الصراف لايدها هي تدبر العيشه ومصاريف العيال وتدخل الجمعيات وتنظم امورها وانا اعيش من ايراد البيت وبس خلاص ، لاعمري كنت مهم ولا فرقت مع حد ، موظف حكومه زي ملايين الموظفين ، بامشي حالي ، اشتغلت زي مالحكومه قالت لي وزي مالمدير امرني وزي مالمفتش علمني ، انظم ملفات الورق وارميها لزميلي يختم ويمضي ويرميها للمدير يراجع ويمضي واخرتها الاوراق كلها تترمي فوق بعض قدامي تخنقني ، الجمهور عصبي وانا بارد ، لو مشيت وراهم يقصفوا عمري ، كتير بابقي عايز اقول لهم بتتخانقوا معايا انا ليه ، انا حياله عبد المأمور وبنفذ الامور ، لا انا اللي حطيت اللوايح ولا القوانين ولاانا الوزير ولا المدير ، انا عبد المأمور وبس ، قالوا لازم تجيب دمغه يبقي لازم تجيبها ، قالوا لازم شهاده من اتنين موظفين يبقي شهاده من اتنين موظفين ، قالوا تدفع الرسوم في الخزنه يبقي تدفع الرسوم في الخزنه ، انا مالي انك طالع نازل ، انا مالي انك مستعجل ، انا مالي ان ممعكش دمغه ، ماليش دعوه يااستاذ ماليش دعوه يافندي ، مش عاجبك روح اشتكيني ، مش عاجبك روح للمدير للوزير للخفير ، روح للي تروحه وبطل تزعق في وشي ، انا باعمل اللي مفروض اعمله وبانفذ القانون وبس ، انا موظف حكومه ، لا انا بيه ولا باشا ولا رجل اعمال ولاتاجر بالعب بالفلوس لعب ، انا موظف حكومه مش طايق نفسي ، مراتي منكده عليا والمرتب مابكيفيش وسكان بيت الجيزه اشتروه بعقود الايجار والبت عايزه جزمه والواد عايز قميص وبنطلون والحكومه عايزه تعمل كيك وبسبوسه والكل بيقولي هات وانا ممعايش ومحدش بيقول خد الا القرف والبوز والنكد والهم ، انا مالي يااستاذ ان مكتبي في البدروم والخزنه في الدور الرابع ، هي الوزراه بتاعت ابويا ، هو انا المهندس اللي صمم المبني وقال مين فين ، انا مالي ، انا اقولك ادفع في الخزنه وارجع لي ، تدفع وترجع لي ، ماليش دعوه انك تطلع وتنزل ونفسك يتقطع وعندك القلب ، انا مالي يااستاذ ، انا مش مستحمل كمان تحكي لي همك لان محدش بيسمع همي !!!!
اتفضل يااستاذ شوف مصالحك وخليني اشوف مصالحي ... وعنها العمر عدي في الوظيفه اللي مالهاش لزمه لغايه ماطلعت معاش ، حضرتك بتسالني اشمعني اشتغلت الوظيفه دي ، حضرتك تعرف المثل بتاع ابوك مات من الجوع ليه ، قاله هو لقي اكل وماكالش ، اهو المثل ده حضرتك اتعمل علشاني انا ، اصل انا يااستاذ كنت صايع وضايع ، كنت اخرالعنقود في بيتنا وكانت الست امي الله يرحمها مدلعاني ومعتبراني فرخه بكشك واي حاجه اقولها صح ، كنت شاطر لكن خيبت نفسي ، اه والله ، ماهي العيال تعرف ببساطه تخيب نفسها وتبوظ حياتها كلها ، العيل الصغير اللي جواك كفايه يستبد بيك وانت شاب وتدفع التمن وانت عجوز زيي كده !!! العيل الصغير اللي جواك يستهبل وامه تدلعه وتزود استهباله ويفيع ويصيع ويسقط وعادي عيل صغير ، وفجأ تكتشف وانت داخل علي الخمسه وستين ان العيل ده رسم مسار حياتك كله ، اتحكم فيه وانت مش واخد باله ، وانك للاسف مش حتقدر تصلح غلطته اللي دفعت عمرك كله تمنها ، انا بقي ياسيدي العيل الصغير اتحكم في حياتي كلها ، زوغ من المدرسه ولعب علي قدر ربنا ماقدره وطلع بملاحق وكذب علي ابوه وامه ساعدته وماجابش مجموع في التوجيهيه ودخل كليه فاشله مالهاش مستقبل وانتهي بيه الامر باشكاتب في مصلحه حكوميه مابيعملش عمل له اي معني ولاقيمه ، طيب ده العيل الصغير اللي عمل كده ، حضرتك بقي لما كبرت عملت ايه ، ولا حاجه قعدت تلوم حظك في الحياه وتلعنها ومااتحركتش من مكانك ولاخطوه ، فالدنيا عدت وسابتك واتحركت لقدام وانت اتحركت لورا وبس خلاص ، تقعد تكتب لانك زهقان فتكتشف كل حاجه بعد الوقت مايكون عدي !!!!
انا بقي ياسيدي ضحيه العيل الصغير اللي كنته وضحيه الرجل المستسلم اللي كنته والعمر عدي وسلامتك ، الله يسلمك ياحبيبي .....
********************
وانفجرت في البكاء ، هل اشفقت عليه يانجاه ؟؟ هل رأفت بحاله ؟؟ انفجرت في البكاء غاضبه من نفسها لانه افلح رغم كل الوجع الذي كاله لها ، افلح يدفعها تشفق عليه وعلي حياته التي كانت تعيسه دون تدري .... لماذا لم تعلمي يانجاه بقدر تعاسته ، لماذا انشغلت عنه فلم تطيبي جروحه وتهون عليه تعاسته .... القت الدفتر بعيدا عن يدها غاضبه منه ومن نفسها ، كان الاسهل عليك تشكو حالك وكنت تعلم جيدا اني كنت ساستوعبك كعادتي ، كنت حبيبي وابني واخي وابي وكنت امك واختك وابنتك ، كنت ساعاونك تغير حياتك التعيسه ، لكنك لم تنطق وصمت حتي ظننت وظن الجميع انك سعيد راضي ، لماذا ؟؟؟ انتبهت فجأ نجاه انها نسيت نفسها ووجعها من الدفتر وانشغلت به ، وكأنها سامحته علي كل ماقاله عنها ، كأنها صفحت عنه ، انتبهت انها اكتشفت في الدفتر ماهو اهم منها ومن حكاياته عنها ، اكتشفته هو ، اكتشف حكاياته هو عن نفسه واجتاحها الغضب لانها عاشت معه حتي مات ولم تكتشف مكنون روحه وانشغلت بالزيتون واللمون والجمعيات وجهاز ابنتها عن حبيبها ورجلها ورفيق عمرها و..............الله يرحمك ياحسين وقررت تكمل قراءه الدفتر في الايام التاليه بعدما ارهقتها كلماته نفسيا وبدنيا ... الله يرحمك ياحسين !!!!
وفجأ ضحكت وسط دموعها وقتما تذكرته يصفها ، حكومه قلبي ، ضحكت وخجلت واحست وكأنه يغازلها في شارع مزدحم امام الماره والجيران واولادهما ، وبحنان جارف همست ، الله يرحمك ياحسين .....

نهاية الجزء الخامس 
ويتبع بالجزء السادس 


هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

لاعمرها تدعك لي ضهري ولا تفك تشنيجه كتافي ، لما اقول لها تعالي ريحي ، تقولي قوم قوم بدل ماتموت مكانك ، قوم حرك رجلك علشان ماتقولش ضهري واجعني ، الوليه مش بتديني فرصه اتماحن عليها ، ولا اخدها جنبي يمكن المدعوق يخلي عنده نظر لصالحها ، ابدا تهد القايم وتنتيم النايم ولاعمرها تبل ريقي بنظره حلوه وعلي طول عايزه تهوي الفرش وتمسح الارض وتتخانق مع العيال

احسست وانا اقرا هذا الجزء
انك تحكي عن الجميع عني وعنك وعن حسين ونجاه ومصفي
وابراهيم وعلي وكوثر"اسامي ن عندي"
انها
وصيه الحي الميت