( 29 )
2010
جاردن سيتي
فتحت عينيها فزعه ، احست كفا صغير يلامس جسدها ، فتحت عينيها فزعه لاتعرف
من تسلل لغرفتها منتصف الليل ، فتحت عينيها واغلقتهما بسرعه ، قرأت ايات القرأن
التي تحفظها واستعاذت من الشيطان وهمست مين ، انا يامامي ، رشدي ؟؟ فتحت عينيها
غاضبه منه ، سايب سريرك دلوقتي ليه ، خايف ، من ايه ، مش عارف ..
فتح باب الغرفه وتسلل لارضها ضوء شاحب من وخيال كبير ، فاطمة ؟؟ انا يامامي
، رشدي ؟؟ ايه اللي جابك دلوقتي ، سايب بيتك ومراتك وجاي عايز ايه ؟؟ دخل الحجرة
واغلق عليهم الباب ، قلت اجي اتطمن عليكي ، لم تصدقه ، اشعلت المصباح الصغير بجوار
فراشها ، وجدتهما يجلسا علي طرف فراشها ، كل منهما في ناحية ، انفجرت في الضحك ،
هو انا اتجننت ؟؟ رشدي الطفل لايتجاوز سته سنوات علي طرف الفراش ، والدكتور رشدي
والشيب يغزو رأسه يجلس علي الطرف الاخر ...
همس ناجي ، لا ياانة ، انتي مااتجننتيش ولاحاجه ، انتي بتحلمي !!
نهره الدكتور رشدي ، ارجع ذاكر ياناجي ، بصوت مرتعد همست ، ماتسبنيش ياناجي
، انا مش عارفه انا فين ولا مين دول ، اوعي تمشي ، سخر الطفل منه ، تمشي ماتمشيش
مايفرقش ، انت مجرد ضيف وقاعد معانا مالكش دعوه بحاجه ....
عايز ايه يارشدي ، انا خايف وعايز انام في حضنك ... همس الطفل الصغير ،
ماينفعش تنام في حضني ، انت لازم ترجع بيت باباك ، زمانه حيتصل بخالك يسأل عليك ،
ماانت عارف هو مانعك تبات معايا من يوم مااتجوزت انكلك مراد ..
ضحك الدكتور رشدي ، انهي مراد فيهم ؟؟
سعاده السفير يارشدي واتكلم عنه بأدب ، مافيش فايده فيك ، كبرت وعجزت ولسه
مش عايز تفهم اي حاجه ..
انفجر الطفل باكيا ، انا مش عايز اروح لبيت بابا ، هناك باقعد لوحدي ،
باخاف من الضلمه ، بادور عليكي علشان انام في حضنك مش بلاقيكي ، انا عايز اقعد
معاكي ، مش حارجع بيت بابا ، انا حاجيب هدومي واهرب واجي انام في حضنك ..
ضحك الدكتور رشدي ، حترجعك لبيت بابا برضه ، حتبعتك مع السواق وسط الليل ،
حتلم هدومك في شنطه كبيرة وتبعتها انت وهي لبابا ، ماتحاولش معاها ...
ناجي .. همست نبيلة ، انت هنا ، اه ياانة هنا ، طيب خليك معايا لمانشوف
اخرتها ...
حاستخبي ورا شجره المانجة ، حاستخبي تحت السرير ، حاستخبي في سندره المطبخ
مع عثمان وفاطمه ... برضه حتلاقيك ، حتشدك من دراعك وتقولي باحبك وهي مابتحبكش ..
قاطعته نبيلة ، اخرس ، انت بتكذب يادكتور رشدي ، بتكذب زي ابوك المنحط
مابيكذب ، انا باحبه طبعا ..
قهقه قهقهات عاليه ، بتحبيه ؟؟ طيب بتحبيني انا ؟؟؟
طبعا ، انت ايه وهو ايه ؟؟
اشعل رشدي سيجارته ، هو عيل صغير مش فاهم حاجه ، انا راجل كبير مش حتعرفي
تضحكي عليا ..
هات سيجارة ، همست نبيلة ، علي فكره يادكتور رشدي ، انت كمان مش فاهم حاجه
....
ناولها سيجاره ، عظيم ، فهميني ، انا جاي اهو علشان تفهميني ، كده في وسط
الليل ، ده اللي ابوك علمه ليك ، تهجم علي وسط الليل وتقولي فهميني ...
اقترب منها ناجي وسحب السيجاره واطفئها ، انا خايف عليكي ، قصدك اني عجزت ،
لا ياحبيبتي ، قصدي خايف علي صحتك ..
هو خايف علي صحتك يامامي وانا خايف وبس ، خايف علي طول وعايز انام في حضنك
....
اطفء رشدي سيجارته ، ماقلت لك حتفضل خايف علي طول ، ليه ؟؟؟
اصل حضن الست والدتك مقفول في وشنا ، احنا ولاد الاناضولي ، ولاد الراجل
المنحط ، ولاد الراجل اللي علقها وسابها ، اللي فضحها وفضح اهلها ...
انتفضت نبيلة ، بتتكلم كده كأني بافتري عليه او عليك ، ايوه انت ابن
الاناضولي ، قاطعها لا انا ابنك انتي بس انتي نسيتي ، نسيتي اني ابنك ، اخرس ياولد
، مين الي قال كده ؟؟؟
همس الطفل الصغير ، طيب مدام انا ابنك وبتحبيني ، اجي انام في حضنك ؟؟ شرح
له الدكتور رشدي بصبر نافذ ، ماقلت لك حضنها مقفول ، كفايه عليها سعاده
السفير ، هو انت زعلان اني اتجوزت يارشدي
؟؟ انفجر ضاحكا ، ودي حاجه تزعل يانبيله هانم ، بصراحه لا ومش فاهمه انت تزعل عليه
؟؟؟ بالذمه ياناجي دي حاجه تزعل ؟؟
صمت ناجي ولم يرد عليها ، حقي ولا لآ ؟؟
حقك يانبيلة هانم ؟؟ همس الدكتور رشدي ، ضحكت طيب مالك بقي ، ايه اللي زعلك
؟؟؟
همس الطفل الصغير ، يامامي من حقك تتجوزي ، لكن ليه ماانامش في حضنك ؟؟
بصراحه ده اللي مزعلني ، اني مابقيتش انام في حضنك ؟؟؟
تفقد صبرها وتزداد عصبيتها ، انتم جايين تحاكموني ؟؟ تنظر للصغير يمين
الفراش وللدكتور رشدي يساره ...
نظر الدكتور رشدي للطفل الصغير رشدي وقال له ، مافيش فايده ، عمرها ماحتفهم
عملت فينا ايه ، يالا بينا نروح ..
انتم كمان عمركم ماحتفهموا انا حصل لي ايه .. حدق فيها الدكتور رشدي وهز
رأسه تأسيا ونظر لرشدي الصغير ، يالا بينا نروح ..
رفض الصغير وانفجر في البكاء بصوت عالي كاد يحطم الجدران ، انا مش عايز
اروح ، انا بخاف من الضلمه في البيت الفاضي ، انا عايز انام في حضنها ، من فضلك
يامامي ، من فضلك....
يسحبه الدكتور رشدي من ذراعه ليخرجا من الغرفه ، لكن الصغير يبكي ويبكي ،
يبكي ويصرخ ويرتفع صوت صراخه ويرتفع ، يكاد يصم اذنيها ، يزعجها ، يكاد يحطم رأسها
، يصرخ ويصرخ ويصرخ ...
تفتح عينيها فزعه ، علي فراشها في غرفتها الخاويه الا منها واحلامها ، دقات
قلبها متسارعة والعرق يتصبب من جبهتها ، ثوان تمر عليها حتي تدرك مالذي عاشته ،
انه كابوس الوجع المتكرر ، كابوس ....
دقت الجرس ، اتتها فاطمه هرعه ، خير ياهانم ؟؟
افتحي الشباك والستاير ، تصرخ فيها ، مالك ياهانم ، شكلك بعافيه شويه ،
مماليش ، افتحي الشباك والستاير ودخلي الشمس وهاتي الشاي بسرعه .. تجري فاطمه خارج
الغرفه وتتركها وبقايا الكابوس تتأرجح في وعيها وعباراته تتردد في اذنها وصوت صراخ
الصغير يشرخ روحها وعجرفه الدكتور رشدي وقسوته تحرقا قلبها ويوجعاها ...
تتصل برشدي تليفونيا ، خير خير ماتخافش ، انا كويسه ، بعصبيه تصرخ مش
تعبانه ولا حاجه ، عايزه اسالك سؤال بس ، اتفضل ، اه حاتفضل ، هو انا زعلتك في
حاجه .................. بتضحك ليه اتجننت ؟؟؟
تغلق الخط بعصبيه ، انا الحق عليا اني كلمتك وسألتك ، وترجع تقول مامي
قافله حضنها في وشي ، انت اللي براوي وبارد زي ابوك المنحط !!! تغلق عينيها وتتمني
تعود للنوم ، لكن صراخ الصغير يدوي في اذنها ويدوي ، يدوي ويدوي ................
( 30 )
1978
المعادي
نواسيكم في احزانكم ... المهندس مراد مرعي ..
حدقت نبيلة في البرقية اكثر من مرة ، مرسله من باريس من شخص لاتعرفه ،
ازاحت البرقية لشوكت وسألته ، تعرف مين مراد مرعي ده ؟؟ قرأ شوكت البرقيه وقطب
جبينه ، ده صديق عمري يانبيلة ، مالك ، فقدتي الذاكرة ، اشاحت له بيديها ، هو صديق
عمري انا وانا مالي وماله ، ثم انتبهت ، بيعمل ايه في باريس ، ابتسم شوكت ، بيشتغل
هناك طول عمره ، اشعلت سيجاره وسألته باستنكار ، وعرف منين ان جوزي مات ؟؟ لم
يجيبها شوكت فنسيت السؤال وانشغلت بحزنها علي سعاده السفير الذي احبها وعشقها
واسعدها لكنه مات وتركها وحيدة ، ظنت ان الحياه ابتسمت لها وقتما تزوجت هذا الرجل
المحب ، لكنه بعدما دللها وراعاها وصالحها علي الحياه واسعدها ايما سعاده ، مات في
هدوء وانسحب من حياتها وتركها وحيده ، تنفجر في البكاء وتنتحب ، الله يرحمك يامراد
، الله يرحمك ياحبيبي ....
( 31 )
2010
جاردن سيتي
هو انا ياناجي كان مفروض اتجوز كام مره علشان مااموتش وحيدة ؟؟
سـألته هذا السؤال وهي تبكي ، تسمع ايديت بياف وتبكي وتعيد الاغنيه وتكررها
وتبكي ، عندما وصل ناجي للمنزل اخبرته فاطمه ان نبيلة هانم بعافيه وانها تبكي منذ
تركها صباحا وحتي الان ، وانها حاولت تطيب خاطرها لكنها فشلت ، بل وشتمتها الهانم
وطردتها من الغرفة ، دخل اليها ناجي فوجدها في الشرفه تبكي كما اخبرته فاطمة ،
ماله ياانة فيه ايه ؟؟ هو انا ياناجي كان مفروض اتجوز كام مره علشان مااموتش وحيدة
؟؟
اخذها ناجي في حضنه وهي تبكي وهمس العمر الطويل ليكي ياانة .. اعمل ايه
بالعمر الطويل ياناجي ، ياريتني موت مع السندسي ، ياريتي موت مع مرعي ، كلهم
استريحوا وانا اللي تعبانه ، قاعده وحيده باستني الموت ، قاطعها ومستنياه ليه
ياانه ؟؟ تضحك ، مش عارفه ، يضحك طيب خلاص ماتستنيهوش ، تنفجر في الضحك ودموعها
تسيل علي وجنتيها ، تيجي نروح السينما ؟؟ تكف عن الضحك وتحدق في وجهه لاتصدقه ،
حاعزمك ، نروح السينما سوي ونتعشي بره ونرجع ننام ، لا انت بتهزر ، لا والله
مابهزر ، بس انت راجع من الشغل تعبان ، لا مش تعبان ، صوفي حاجزه تذكرتين في فيلم
مش فاكر اسمه ، حاقولها تخليهم تلاته ، تاخدني السينما مع صوفي ، اه مش انت عايزه
تتعرفي عليها اهي جت لغايه عندك اهو ياانة ، موافقه ، خلاص اتفقنا ، حاخد دش واغير
هدومي علي ماتغيري هدومك وتجهزي ...
اطفئت الجرامافون ونادت فاطمه ، جهزي لي التايير النبيتي والجزمة الفيرنيه
، حدقت فاطمه في وجهها لاتصدق ماتسمعه منها ، ناجي عازمني علي السينما ...
جلست فاطمه في المطبخ تشكو همها لعثمان ، طول النهار تعيط وقالبها نكد
واخرتها تلبس وتتزوق وتحط ذراعها في ذراعه ، ال ايه رايحه السيما وانا بقي افضل
سهرانه لغايه ماترجع ، غلب ياعثمان غلب ...
( 32 )
1978
منيل الروضة
اتصل بشوكت من باريس يعزيه في وفاه زوج اخته ، وبسرعه دخل في الموضوع ، انا
انهيت اعمالي ياشوكت في باريس وراجع الشهر الجاي ، انا تعبت من الغربه وتعبت من
الوحدة ، فاكر ياشوكت انا كنت طلبت منك ايه وانت رفضت ، حاول شوكت يغير الموضوع
ويسأله عن سبب انهاء اعماله في فرنسا ، لكن مراد قبض علي زمام الحوار ولم يسمح له
بما يرغب فيه ، لما نتقابل حاقولك ياشوكت ، لكن اسمعني كويس ، انا باخطب منك نبيلة
، وحاتصل بيها واقول لها ، معقول يامراد ، ده جوزها مات من اسبوع ، اه معقول ،
ماعدش في العمر وقت نضيعه ياشوكت ، كفايه كل اللي ضاع ، انت صاحبي ومحبتش اتصل بيها
من غير ماارجع لك ، انا لسه بافهم في الاصول ، صمت شوكت طويلا ، حاكلمها ياشوكت
ومش حاسمح لها ترفض ، انا حبيت اقولك بس ، اشوفك لما اوصل ، توصل بالسلامه ،
اورفوار ياشوكت ، اورفوار يامراد ....
( 33 )
2010
جاردن سيتي
احتضنت صوفي حضن كبير واوصتها بناجي ، ناجي ولد طيب مش زي جده ، ابتسمت
صوفي مرتبكه ، صدقيني ، جده كان منحط لكن ناجي لا ، انتي عارفه انا باحسه ان حفيد
جده مرعي مش جده اناضولي ، اصله طيب زيه ورقيق زيه ..
تململ ناجي من كلمات جدته ، مكسوف من كلامي ، هو انت مش بتحبها وحتتجوزها ،
يبقي لازم تعرف كل حاجه عننا ، يجلسوا في الصالون الكبير يحتسوا الشاي ويأكلوا
سابليه الشكولاة التي اصرت نبيلة تقدمه بنفسها لصوفي حبيبه ناجي ، ضحك ناجي ،
حتعرف كل حاجه ياانة بس مش كده ، بعند تركي صلد ، لا كده واكتر ، تعالي ياصوفي
حاوريكي حاجه ، قامت معها صوفي ، اجي معاكم ، لا خليك انت ..
ادخلتها غرفه نومها وفتحت دولابها واخرجت " الشكمجية " واخرجت
منها قلب ماسي رقيق ، بصي دي اخر هديه جابها لي جدك مراد مرعي ، عارفه كان عندي
كام سنه ، كنت فوق الستين بالضبط كان عندي سته وستين سنه ، تصوري ، قلب الماظ
مكتوب عليه اسمه ، تصوري ، كان حنين قوي زي ناجي بالضبط ، القلب ده بتاعك ، لما
اموت ناجي حيديه ليكي هديه ، بس توعديني ، اوعي تمسحي اسم مراد من عليه ، اتفقنا ،
ارتبكت صوفي ، العمر الطويل لحضرتك ، حيطول قد ايه يعني تفتكري ، مهما طول ، بعد
مااموت القلب ده بتاعك ، بس حتوعديني تسيبي اسم مراد عليه ، صمتت صوفي والدموع
تكاد تقفز من عينيها ..
السرير ده بقي ، اشارت علي سريرها النحاس ، السرير ده برضه حيبقي بتاعك ،
ناجي ينقله بيتكم لما اموت ، ده انا عشت عليه اجمل ايام عمري وغمزت لها فضحكت صوفي
، طرق ناجي الباب ، ياانة ، تعالي ياخنزائور ، دخل ناجي مبتسما ، حكيت ليها ايه
كمان ياانة ، وصلتي لغايه فين ياصوفي في تاريخ العائله ؟؟
بص ياناجي ، القلب الالماظ ده بتاعك ، مش بتاعك لا بتاع صوفي ، لما اموت
حتلاقيه في خزنتي في ظرف مكتوب عليه اسمك تديه لصوفي ، السرير النحاس ده كمان تديه
لصوفي ، تنقله بيتكم ، تكاد صوفي تبكي ، فاهم ؟؟
اقترب منها واحتضنها ، العمر الطويل ليكي ياانة ، ياحبيبي مهما طال حيخلص ،
ولازم ابقي مرتبه كل حاجه ..
شرحت لصوفي ، فيه حاجات معينه حاديها لناجي وحاجات حاقسمها بين اخواته
البنات ، كل واحد حاجته باسمه ، اصل ليلي طمعانه في الصيغه وانا مش حاهنيها عليها
، قهقه ناجي عاليا ومعه صوفي يداريا ارتباك الموقف وصعوبته ، كفايه عليه الورث
اللي رشدي حيبيعه ، السجاجيد الحرير للبنات والسرير النحاس ليكم ، و...........
بقولكم ايه ، انا حابقي اقعد علي رواقه ااقسم الحاجه بينكم كلكم مالكوش انتم دعوة
..
فجأ نظرت لصوفي ، هو انتم مش حتتجوزوا بقي علشان الحق احضر فرحكم ، همسا
ربنا يديكي الصحه ، ضحكت طيب يالا الحقوا اتجوزوا وانا فيا الصحه علشان اعرف ارقص
في فرحكم ، وغمزت لناجي ، خلي ابوك يتشل !!! وانفجرت في الضحك .....
( 34 )
بيت المعادي
يتحدث
دخل سعاده السفير من البوابة الكبيرة فادركت ان حياتي كلها ستتغير ،
الخواجه الذي كان يعيش معي سنوات طويله باعني وعاد لوطنه ، بقيت شهورا مهجورا
لااعرف مالكي الجديد ولا اعرف مصيري ، سمعت اشاعه من احد البوابين ان المالك
الجديد سيهدمني ويقيم مكاني عماره عاليه ، كنت اظنه خبرا سيخيفني ، لكني احسست
براحة كبيرة ، ساتخلص من عبء اهل البيت ، هؤلاء الذين يحتلون حياتي ويشاركوني
حياتي فابكي معهم واغضب لهم وابقي في النهايه قليل الحيله راسخ مكاني لااملك
لمشاكلهم حلا ولا لهمومهم راحة ، احسست براحه كبيرة لفكرة اني حياتي توشك تنتهي ،
فلابد لكل شي ءمن نهايه وانا ارهقت من البقاء مكاني كل تلك السنوات الطويلة ،
اخيرا ساتخلص من الشراكه الاجباريه بيني و
اهل البيت المتعاقبين ، كل منهم يأتي ويخرج وابقي انا منتظرا راسخا ارحب بهم
واحتفي وهم لايدركوني ولايكترثوا بي ، كنت
احب الخواجه وكلبه الصغير ، الخواجه هو اخر من سكنني ، بقي معي سنوات طويل غريبا
لايمد الوصل بيني وبينه ، دخل وخرج غريبا ولم يترك علي جدراني اثرا ولا روح ، كنت
احب الخواجه لانه اتقاني شره ، كان يعمل في احد شركات البترول ومارتيني كلبه الوفي
يبقي معي في المنزل طيله النهار حتي يخرجه
الخواجه للحديقة الجرداء بضعه ساعات في اليوم بعد عودته من العمل ، مارتيني كان ينبح
علي الماره يخيفهم بصوته العالي لايعرفون حجمه الصغير ، يتقافز فوق الاثاث وينهش
في السجاجيد والمفروشات ، ويؤنسني ويعمل للبيت حس ، وحين يعود الخواجه ينام تحت
قدميه ويتبعه كظله ، حين باع الخواجه البيت حزنت لفراق مارتيني ، الخواجه تعامل
معي باعتباري مكان مؤقت مهما طالت اقامته معي ، لم يطلي جدراني المشققه ولم يعتني
بارضي البالية ولم يرعي حديقتي الجدباء ، تعامل معي باعتباري مجرد مكان عابر لن
يرتبط به مهما طالت اقامته ،مارتيني اعتبرني منزله ووطنه ، اظن نباحه وقت وداعي
كان حزن ونواح لتهجيره قسرا من بيته ووطنه بعيدا عن حضني ، الخواجه لم يفهمه و احد
لم يفهمه عداي ، كدت ابكي لفراقه وظللت ايام طويله اسمع صدي نباحه يدوي بين جدراني
الخاوية ، الخواجه باعني لمالك لااعرفه ، ظللت خاويا مده طويله ، تكلم جدراني
بعضها البعض ويتردد بينهما صدي الصوت والصمت ، احيانا اسمع نباح مارتيني فاتصوره
فر من الخواجه وعاد لجدراني وسرعان ماانتبه لتهيئاتي وخيالاتي وشوقي للحياه التي
حرمت منها بالفراغ والصمت والجدران الساكنة ، ذات يوم ، وقفت سياره فارهه امام
بوابه الحديقه ، نزل منها رجل مهيب ، انيق ، يسير علي الارض بخطوات محلقه وكأنه
لايلامسها ، انتبهت وكل تفاصيلي لوجوده ، تابعته ببصري متسائلا عما اذا كان المالك
الجديد ام المهندس الذي سيأتي بعماله ومعاولهم ليهدمني ويساويني بالارض استعداد
للبنايه الجديده التي سيقيمها علي ارضي ، اخرج الرجل المهيب الذي عرفته السفير
مراد السندسي مفتايح البوابه الكبيرة من جيبه وفتح الباب ودخل بخطوات واثقه راسخه
علي الارض ، تجول بين جدراني وغرفي ، دخل المطبخ والحمامات ، وقف بالشرفه ينظر
للحديقه ، يومها ادركت ان اشاعه هدمي كاذبه وان هذا المالك سيعتني بي ويرعاني ويجدد
روحي ويمد في حياتي وكنت محقا صائبا ، فمازلت املك بصيرة تميز البشر وبين من فيهم
يحب الحياه ويعتني بها ومن يعبرها بلا اكتراث ولا روح ، السفير محب للحياه
وانتقاني دون بيوت كثيرة مدركا قيمه تاريخي القديم والاحجار التبي بنيت بها
والاخشاب التي صلبت جدراني والسور الحديدي المزركش بالنقوش المنمنمة ، انه عاشق
للحياه واختاري حبا فيه واحتفاءا بها ،
سرعان مااتي العمال والمهندسين ليجددوني ويعيدي لي رونقي الضائع وجمالي المطموس
تحت اهمال الخواجه وسنوات الغربة التي عاشها بين جدراني ، اتي السفير باناقته
ومفروشاته الجديده ولوحاته الزيتيه الاصلية وسجاجيده الايراني القديمه ، اتي
باشجار المانجو والبرتقال والليمون والقشطه الخضراء ليزين بيها الحديقه الواسعه
ومعها الجهنيمات الحمراء والصفراء واشجار الياسمين الهندي وزهور البانسية وعصفور
الجنه ...
وتبدلت حياتي وحالي وتجددت جدراني وسطعت بالطلاء الملون واللوحات الانيقة
وكسي سقفي بالقرميد الاحمر وجدد سلمي بالرخام الايطالي الاحمر ، كنت سعيد بكل
مايحدث ، احسست ان السفير اطال في عمري ومنحني مااستحقه من رعايه واهتمام ، فجأ ،
صرت حديث المعادي كلها ، اري بعض الجيران يتوقفون امام حديقتي وبوابتي ويتصايحون
فرحا لايصدقون ماجري في ولي ، الفتيات الصغيرات يدرن حول حديقتي يشرن علي الاشجار
المثمره والزهور الفواحه فرحات ، سمعت مشاجره بين سيده من الجيران وزوجها لان
بيتها قبيح وهو لايعتني به وهاهو الجار الجديد جدد بيته وصار الاجمل في الحي كله ،
تباهيت زهوا بسعاده السفير وصرت انتظره ورائحه السيجار المميز الخاص به وقتما يفوح
في الحديقه معلنا عن قدومه ، صرت انتظره قدومه وحين اسمع صوت خطوات علي الرصيف
امام تتفتح مسامي واشجاري وزهوري برحيق الحياه التي منحها لنا سعاده السفير ..
لاانسي ابدا مهما طال الزمن ، اللحظه التي خرج فيها العمال من البيت ،
لاانسي نظرات الاعجاب التي رمقني بها سعادة السفير بعدما دار في كل حجراتي ، يدخل
حجره ويخرج من الثانيه سعيدا فرحا راضيا عن انجازه الجميل وانا ايضا كنت ومازلت
سعيد وراضي عن نفسه وممتن له لمساته الراقية ...
ذات يوم دخل الخادمين النوبيين يحملون حقائبه وفرشوا ملابسه في حجرة النوم
الرئيسيه ، وفرشوا الملايات الحرير علي السرير الكبير وزينوا كل فازات الحجره
بالورود الحمراء ورصوا زجاجات الشمبانيا في الثلاجه الكبيرة وملئوا الاطباق الفضيه
بالفزدق والمكسرات ، يومها احسست بذكائي الذي اعرفه عن نفسي ان السفير سيأتي هذه
الليله للاقامه الدائمه ، وسرعان مااكد لي السفير ذكائي وفطتني ، وفي العاشرة
مساءا وقفت سيارات كثيرة امام بوابه الحديقه ، وقفت سيارات كثيرة انبعث منها
زغاريد وتصفيق وصوت فرحه وسرعان ما فتح السفير بابي الكبير تتأبطا ذارعه عروسه
الجميله نبيلة هانم كما عرفت اسمها فيما بعد.. هذا منزلك وهديه زواجك ياحبيبة روحي
، هكذا همس لها السفير وسلمها مفاتيح ابوابي وبواباتي وعلق يافظه نحاسيه ساطعه علي
بوابة الحديقة دون عليها بحروف بارزه " النبيلة " تعبيرا عن حبه وغرامه
...
سنوات طويله عاشتها نبيلة هانم وسعاده السفير بين جدراني ، كانوا سعداء
وكنت اكثر سعادة ، لم ينساني السفير يوما ولم يغفل عن شق صغير في احدي جدراني ولا
خدش بسيط في لوح خشبي علي الارض ، الرخام الايطالي مازال يسطع علي السلم والاشجار
مثمرة والزهور فواحة ، القرميد الاحمر ينظف اسبوعيا ويطلي سنويا بما يزيد بهاءه
وجماله ، نبيلة هانم تتجول في البيت فرحه بهديه سعادة السفير وتجلس في الحديقه
تحتسي معه الشاي وتقدم له الجاتو وتقشر له البرتقال ، يتشاجر معها لانها ترهق
نفسها بخدمته والخدم كثر ، تصر علي تدليله مثلما يدللها ، الحق حياتهما معا
اسعدتني ، توحدت معهما ومع مشاعرهما وحبهما ، احسست اني خلقت خصيصا لغرامها وعشا
لحبهما ، حتي مارتيني نسيته ، احسست بالذنب اني نسيته لكني نسيته ومن يذكر كلب وفي
وينسي عاشقين احباء .....
ومازلت البيت الاجمل في المعادي كلها ، الحق ذات يوم سمعت حبيبين يسيرا علي
رصيفي يتمنيا بيت حب مثلي ، وسمعت سيدة تغبط نبيلة هانم لانها تعيش ببيت الحب كما
يطلق علي اهل المعادي وسكانها ....
ومازال رائحه سيجار سعاده السفير تفوح تسعدني وعطر نبيلة هانم يفوح في
ارجائي يسعدني ومازلت الحديقه خضراء غناء ومازالت حياتي سعيده هائنه مع سعاده
السفير مراد السندسي وحرمه الجميلة نبيلة هانم الكرملي ....
( 35 )
1979
المعادي
نتجوز ؟؟ بارتباك انسه صغيرة سألته فكرر طلبه عليها ، اه ياهانم انا باطلب
حضرتك للجواز ومنتظر ردك ... تحدق فيه نبيله لاتصدق ماتسمعه منه ، مراد مرعي صديقي
اخيها العمر كله اليوم يتقدم للزواج منها والعمر كله خلفها وتجاعيد الخمسين ترسم
ملامحها ، اين كنت يامراد طيله العمر الفائت ؟؟ كأنه سمعها ، لما دكتور اناضولي
اتقدم لك كنت في البعثه في فرنسا ومعرفتش ارجع اكلم شوكت واوقف الجوازة واخدك
ونسافر ، ولما اتطلقتي كلمت شوكت علشان اخطبك قالي انك حترجعي لجوزك علشان ابنك
وانها مسأله وقت مش اكتر فسكت حزين ، ولما عرفت انك اتجوزتي سعاده السفير قاطعت شوكت
ثلاث سنين لانه خدعني ، انا مااتجوزتش يانبيله ومستنيكي واظن دي فرصتنا الاخيره ،
ماعدش في العمر سنين للانتظار تاني .... وتزوجت نبيلة هانم المهندس مراد مرعي
ليعيش معها قصه حبه عمره التي ظن كثيرا انها ستبقي قصه موجعه بلا امل ...
( 36 )
2010
جاردن سيتي
اتصلت برشدي وطلبته يأتي لزيارتها ، اخبره ناجي ان جدته متوعكه ومزاجها
مضطرب ، وعده رشدي بزيارتها ، طالبه ناجي يأتي لها كل يوم ، اعمل لها ميعاد يومي
يابابي تشوفها فيه ، انة مش كويسه وانا قلقان عليها ، وهمس ، مش عايزك تزعل من
نفسك بعد عمر طويل انك ماودتهاش كفاية ، حاعدي عليها قريب ياناجي ونبقي نشوف حكايه
كل يوم دي بعدين ...
يعلم ناجي جيدا انه ابيه يعشق نبيلة ، ويعلم انها اوجعته قدر ماقويت ولو
بغير قصد ، يعلم انها مزقت طمأنينة روحه وقتما تشاجرت مع ابيه وخلعته من جذوره
والقت به في سراي ابيها لاتركز معه ولا تراعاه ولا تفكر فيه ، تركته للخادمات
ولامها تراعاه ، مجروحه مهانه من ابيه فتتناساه عمدا ، لولا وجوده مااحتجزها ابيه
، لولا وجوده ماضغط عليها ابيها ، لولا وجوده لاطلق ابيه سراحها ومنحها حريتها ،
لولا وجوده ماحاصرتها عائلتها لتعود لزوجها وتربي صغيرها مثل كل النساء المحترمات
، كل هذا ابعده عن قلبها ، تحبه نعم لانه ابنها لكنها تكرهه لانه ابن زوجها لانه
ابن الاناضولي ، فكرت تلقي به لابيه تعاقبه به ، هذا ماتوجعني به وماساوجعك به ،
كانت تظن كمثل الامهات الحمقوات ان رشدي صغير لن يدرك كل مايدور حوله ، كانت تظنه
لن يدرك عميق مشاعرها ، لن يفطن لغضبها من ابيه ومنه ، لن يشعر بحزنها ووجعها
وغضبها ، لكنه كان يدرك ويعي ويفطن ويتألم ، كان يدرك كل ماحوله لكنه كان قليل
الحيله عاجز عن التصرف ، اغلقت حضنها في وجهه فاغلقت الدنيا ابواب رحمتها امامه ،
لم يعالجه حضن جدته ولا رعايتها ، صار يتيم في وجود امه التي لاتكف عن البكاء وسبه
وسب ابيه ، يحبها وتوجعه ، يعلم ناجي كل هذا ، مرات كثيرة قصت عليه امه كوابيس
ابيه التي تداهمه ليلا وتفزعه والدنيا المتوحشه الموحشه تنزعه من حضن امها وتغلق
امامه ذراعيها وتمزق الوصل بينه وبينها ، مرات كثيرة قصت عليه امه عن دموع ابيه
التي تنهمر وهو نائم وينكرها وقتما يستيقط ، يصرخ بأسم امه ويناديها وكأنه صغير
تائه وحين يستيقظ ينكر مايقوله ويفسره بهذيان غير مفهوم لايعني له اي شيء ، يعلم
ناجي ان ابيه يحب امه نبيله هانم الكرملي لكنها اوجعته فاتقي وجعها بالبعد واتقي
صدها بالانكار واتقي غضبها بالبرود والبلاده ، يعلم انه يحبها والاخطر انه يعلم
انها تحبه ، لكنها تحبه بطريقتها ، تتمناه يخلع اسمه وجلده ولقبه ويبقي ابنها فقط
دون الاناضولي ، لكن ماتتمناه مستحيل لن يحدث وما يتمناه صعب لن يحدث ، يتمناها
امه بلا وجع وتتمناه ابنها بلا ابيه وكليهما صعب ....
اتصلت به وقالت له خلافا لما اعتاد منها ، وحشتني يارشدي مابتمرش عليا ليه
؟؟؟ ارتبك رشدي ، هل يقول لها وانت كمان واحشاني ، هل يصمت ، هل يقول لها من امتي
يانبيله هانم باوحشك ، هل يصمت ، هل يقول لها انت واحشاني اكتر ، هل يصمت ، رغبه
عارمه في البكاء تملكت روحه ، حنانها يوجعه كجفاءها بالضبط ، بل حنانها يوجعه اكثر
، يذكره بما عاش يفتقده ويتمناه ويحلم به ، لحظات الحنان القليلة توجعه كالاشواك
في نني عينه ، فجأ انتابه القلق ، هل ستموت وتتمني تودعه قبل رحيلها، تذكر كلمات
ناجي ووصفه لحالتها الصحيه المضطربه ، خاف عليها وازداد يقينه بأن ساعه رحيلها
اقتربت وتتمني وداعه ، انتابه القلق والرعب ، تمني لو يحلق صوبها ويقبل يديها
وقدميها ويبثها حبه وبنوته المحرومه من حنانها ، تمني لو بكي في حضنها وبكت في
حضنه ، فكليهما ضحيه الاناضولي وكليهما ذبح الاخر بجفاءه وقسوته ، حاضر يامامي
حامر عليكي النهارده اكيد ...
بقي في العياده شارد الفكر غائب الذهن ، ذكريات طفولته الجميله معها قبل
الفضيحه تؤنسه ، يتذكر قبلاتها الحانية وهي تغني له وقتما توقظه من نومه صباحا ،
يتذكرها تصحبه لتشتري له ملابس العيد الانيقة ، يتذكرها تبقي جانبه طيله الليل
والحراره تفتك بجسده الصغير وهي تبكي تختلط دموعها بكمادات الثلج التي تبرد بها
رأسه ، كانت تحبه وتدلله وترعاه ، حتي تفجرت الفضيحه بكل اوجاعها ، في لحظه ما غضب
من ابيه الذي افسد حياته ، دكتور اناضولي انت السبب في كل السواد اللي عشناه ،
تذكر كلمات ابيه له وشكواه من امه وانها المدلله السبب في افساد حياتهما ، احتار
وتعذب بحبهما وغضبه منهما ، من فيكما المذنب ومن الضحيه ، من فيكما الجاني ومن
المجني عليه ، فجأ انتفض ، انا الضحيه مدام اناضولي ، انا الضحيه دكتور اناضولي ،
انا الذي كنت صغيرا لاملك لكما شيئا ولاقرار ولااراده ، انا الذي دفع الثمن يامدام
اناضولي ، انا الذي دفع الثمن دكتور اناضولي ............ وانفجر في البكاء ...
دق الجرس للممرضه وطالبها تصرف المرضي وتلغي كل المواعيد ، طالبها تغلق
الباب وتعلن اليوم اجازه طارئه ، قرر يذهب لامه ويلقي بدنه في حضنها وينهل من حبها
وعواطفها المكبوته ، قرر يصالحها ، لم يعد هناك وقت بينهما للصلح ورأب الصدع
واغلاق الجرح المتقيح ، قرر يصالحها فلم يعد في عمرها وفي نفسه وقت لمزيد من
الجفاء والصد ...
اتصل بها وهو في الطريق وطلب منها تعد له العشاء واخبرها انه سيقضي امسيته
معها ، اخبرها انه اغلق العياده من اجلها ، اخبرها انها توحشه وانه يشتاق للحديث
معه ، وان بينه وبينها مسافة السكة ..
نادت فاطمة وامرتها تعد العشاء لمراد بيه ....
خبطت فاطمه علي صدرها واقسمت لعثمان ان الهانم الكبيرة بعافيه شويه وان
الاسامي ملخبطه علي الاخر في راسها ، وانها قالت لها ان مراد بيه جاي ، ضحك عثمان
وقال معذوره يافاطمه ، ماهو كل الناس عندها اسمهم مراد ، انفجرت فاطمه في الضحك
رغم حزنها وخوفا علي الهانم الكبيرة .....
نهاية الجزء الخامس ويتبع بالجزء السادس
هناك 3 تعليقات:
أميره
كم هي قاتله تلك "الاحضان المقفله"
اي الاقفال تلك التي عليها؟
هل هي اقفال النسيان....
ام اقفال الالم....
ام ربما اقفال الانتقام ولو كان من طفل صغير؟
"الاحضان المقفله".....
اشعر انها مثل "الجنه الموصده"
آه ... آه يا أميره...
اتعبتني العواصف التي تصول وتجول في مشاعر الصغير والكبير
ولولا الجرس
ما هلت نسائم الرحمه
أميره
بالبلدي كده " وبعدهالك يا أميره "
القلب اتوجع... والعين بكت... والحروف لسه بتسرقني
منال أبوزيد
هؤلاء الذين يحتلون حياتي ويشاركوني حياتي فابكي معهم واغضب لهم وابقي في النهايه قليل الحيله راسخ مكاني لااملك لمشاكلهم حلا ولا لهمومهم راحة ، احسست براحه كبيرة لفكرة اني حياتي توشك تنتهي
كل ده حب يداخلها!!!!
ليه العند ؟؟؟
أوجع تينا
إرسال تعليق