مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الجمعة، 19 يونيو 2009

انت بطيخايه وانا بطيخايه !!!!!!!






ياحرام ... من سوء حظه الشديد كان اسمه الاستاذ "زحلان" ...
واول مادخل الفصل مبتسما وقال للبنات عن اسمه " زحلان " سمعته البنات الاستاذ "زعلان" وانفجروا في الضحك ..
وعندم
ا اخذوا عليه غنوا له يشاكسوه " زعلان ليه تعالي اما اقولك زعلان ليه تعالي اما اقولك "
وبعد مااخدوا عليه اكتر وعرفوا اسمه الحقيقه شاكسوه اكثر وهمسوا بخفه دم " زحلان ليه تعالي اما اقولك " ....!!!!
استاذ لغه عربيه في بلد علاقتها بتلك اللغه " ابجد هوز حط كلمن شكل الاستاذ بقي منسجم " يرمي به حظه التعس في مدرسه ثانويه حكومه للبنات في فصل مليان عفاريت - او عفريتات - عايزين يرقصوا ويطبلوا طول الوقت ومافيش مانع يزغرطوا في حصه لغه عربيه استاذها منوط به تعليمهم النحو والصرف والبلاغه راجل ملو هدومه - غلبان طبعا لان القميص منحول والبدله بتلمع - يقرآ اللغه العربيه بالفصحي ويتحدث طيله وقت الحصه باللغه العربيه الفحصي يشرح لهم شعر امروء القيس و"مكر مفر مقبل مدبر كجلمود صخر حطه السيل من علي" ...
و"ه
ي هي" سلم لي علي "علي" يااستاذ ....
ويااستاذ يااستاذ "وماينفعش نغني لعبد الحليم " ...
استاذ لغه عربيه دخل الفصل يحمل تحت ابطه كتب قديمه صفحاتها صفراء عتيقه مليئه بالكنوز ابيات شعر وعبارات نثر والفيه ابن مالك وجمل بليغه ، دخل الفصل مبتسما يتصور نفسه محتفي به فاذا بتلميذاته ينهلن فوق راسه بالسخريه و" الميوعه " و" الكلام الفاضي " وينجحن في اخراسه عن النطق طيله السنه الدراسيه ، فما يكاد يهم ينطق ويشرح درس البلاغه حتي تبكي احداهن وتربت علي كتفها الاخريات و" معلش يااستاذ عندها ظروف في البيت " وقبل ان يشرح بيت الشعر الذي ينطق احرفه باعجاب واستمتاع حتي تصرخ احداهن " فار يااستاذ فار " فتهرول بقيتهن للباب يصرخن في صخب شيطاني " فار فار " وحين يسمعن الجرس يخطرهن بانتهاء وقت الحصه التي لم يستفدن منها اي كلمه يختفي " الفار " وينفجرن في الضحك علي الاستاذ الواقف وسطهن عاجز عن ردعهن وعن تعليمهن و" زحلان ليه تعالي اما اقولك " .....
وحاول الاستاذ وحاول لكنه فشل تماما ، فحديثه لا يشدهن وابيات الشعر التي يشرحها لا تعجبهن ومستقبلهن الذي يخاف هو عليه لا يهمن ولان الضرب كان ممنوع في المدارس ولان الاستاذ زحلان كان رجل طيب ولان البنات شياطين
اول مايخشوا الحصه يزغرطوا "ومابنحبش النحو يااستاذ " .. "وفي بتجر اللي بعديها ليه يااستاذ" .. "وياحلاوتك يااستاذ" .. هي هي هي ...
للاسف الشديد استاذ زحلان ياحرام لم يشرح لهن حرفا وهو الذي كان يحب مهنته ويحب اللغه العربيه لكن تلميذاته كن بهايم في احسن تقدير وبعضهن " صيع " والباقي " سقيطه " يعشقوا الفشل ومدمنين للسقوط و"يتكسفوا" من النمر العاليه لايتقال عليهم " متفوقين " فيفقدوا قيادتهم لبقيه "الصيع" في المدرسه .... و" زحلان ليه تعالي اما اقولك " لكن الاستاذ زحلان مش عايز حد يقوله اي حاجه لانه عجز عن تعليمهم اللغه العربيه التي كان يحبها ويراها في منتهي الرقي والجمال و" يانفس مالك والانين تتآلمين وتؤلمين " لكنهم صمموا يرددوا " انا موزايه وان
ت موزايه ناكل لما نشبع ونزحلق امك " !!!
طبعا الاستاذ زحلان لم يشرح حرفا وبقيت تلميذاته جاهلات لا يعرفن الفارق بين المبتدآ والخبر وبين الصفر علي اليمين و
الصفر علي الشمال وانتهت السنه الدراسيه ونجحت تلاميذاته بالعافيه لان "الراجل" ملحقش يقول كلمتين علي بعض وفضلت كتب العربي مقفوله بقفله الوزاره والمنهج مااتشرحش واسئله الامتحانات جت بالهيروغليفي محدش فهم منها حاجه لولا طيبه المراقب اللي البت اللي قاعده في اخر اللجنه لعبت له حواجبها فساح وناح والغش اشتغل والبراشيم طارت في سماء اللجنه صواريخ ارض جو ..... وعدوا من اولي ثانوي لتانيه لتالته وهما بهايم في العربي مايعرفوش "الفعل من المفعول به " ولا "الشده من الفتحه" وكانوا ومازالوا بهايم يرقصون ويطبلون ويغنون للاستاذ "انت بطيخايه وانا بطيخايه ناكل لما نشبع واللب لامك " !!!!
ولان السينما طلعت عبد المنعم ابراهيم مدرس لغه عربيه في فيلم السفيره عزيزه شيخا معمم يجري ويهرول ويصرخ " الغوث الغوث " ولان فؤاد المهندس كان المدرس بتاعت " الارض كرويه تلف حول نفسها " يجري علي المسرح مرتاعا من امام " المعلم " المتوحش الغاضب لانه منح ابنه صفر " واحد " ، ولان نجيب الريحاني كان الاستاذ " حمام " وكانت تلميذاته هن " الزغاليل " ، ولان " ابله عفت " مزق المشاغبين ملابسها علي المسرح وهي تشرح ماهو " المطوي " فقد التلاميذ احترامهم للمدرس ولم يعد رسولا بل صار " شرابه خرج " لا بيضرب ولا بيعلم ولا منه ايه فايده ودخلت العيال المدرسه وهما بهايم وخرجوا وهما بهايم معاهم شهادات ماتفتحش في وشهم اي باب حتي باب السطوح !!!! وكتبوا عربي " منيل " بستين نيله و.......... انبسطوا بجهلهم وخيبتهم وكسروا المنصوب وفتحوا المجرور وعوجوا لسانهم ال ايه خواجات ودي اخر اغنيه في " الالبوم " واوعي تنطقها بالعربي لتبقي فلاح لا لازم تقولها " ااااااااا لباااااااام " كده بقيت خواجه وميه ميه ، عوجوا لسانهم وهما برضه مش متعلمين انجليزي يامرسي عدل وخلوا ال ( p ) التقيله ( b ) خفيفه وقالك كله ماشي وتفرق ايه ( pook ) يعني كتاب عن ( ben ) يعني قلم - ماهو كله كلام معوووج وخلاص ولا منهم فهموا لغه " الضاد " ولا منهم يعرفوا ينطقوا انجليزي يامرسي وكله عند العرب صابون وبيرغي !!!
واسمعوا من فضلكم حوارات الاذاعه وبرامج الفضائيات وخطاب المذيعات في التلفزيون وترحموا علي الاستاذ زحلان فكل من ينطق اليوم كان تلميذا فاشل في فصله لم يسمح له بشرح المنهج ، كل من يكتب وينطق اليوم كان يغني في حصه العربي " للغلوشه " علي مدرسه العظيم ومنعه من اداء واجبه المهني العظيم ، كل من يكتب و ينطق اليوم بلغه عربيه ركيكه هو مجرد صوت اجش في جوقه الفاشلين و " زحلان ليه تعالي اما اقولك " !!!!!!!!!!

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

للأسف الشديد كل ما كتبتى وذكرتى صحيح لغتنا العربيه التى لابد من الأعتزاز بها أصبحت من العار التعامل بها وكما ذكرتى لو معوجناش اللسان أصبحنا فلاحين ولا نواكب العصر فى الوقت الذى لابد أن نخجل بنطق لغه غير لغتنا الأصليه لاننا نصبح كالببغاء فى التقليد فقط للتقليد الأعمى هناك من يدمج اللغه العربيه بالأنجليزيه او لغه أخرى فى التعاملات اليوميه هل يعيبنا أن نتعامل بلغتنا الأصل لغه القرأن والأديان السماويه اصبحت ظاهره فى مجتمعنا الذى اقترب أن يفقد هويته الأصليه والسؤال هل تنازلت أعظم الشعوب واختلطت عندها اللغات مثلنا ونحن شعوب عربيه عريقه وبكل قوتنا نضيع هذه القيمه اما مدرس اللغه العربيه لا وجود له الأن المدرس نفسه لا يفهم ما درسه ليصبح مدرس يقدم اللغه بشكل مناسب ومن الجهل أن نصر على الخطأفقط لمجرد ان هناك من يريد التشبه بالأخرين نحن أضعنا لغتنا بأيدينا ولابد من أسترداد الأصل لأن الأجيال القادمه لن تجد لغه حقيقيه تتكلم وتتعامل بها سنصبح نسخ ومسخ للأخرين
تحياتى

محمد حويحي يقول...

أستاذه ..
هانعمل أيه باللغه العربيه؟؟ .. مش هي برضه من أساسيات الهويه؟؟
عادي

حضرتك تقصدي المدرس زحلان مدرس اللغه العربيه .. وزمايله مدرسي المنطق والانجليزي وباقي المواد
كلهم باقم شرابه خرج ..
يعني وهما بس اللي باقوا؟؟
عادي

محمود حويحي يقول...

والله دمه خفيف الأستاذزحلان والأخف دما الأستاذزعلان أما الأظرف من الجميع ان توضع هذه النهايةالموجعةالتى عرت واقعنا الأليم الذى نحياه رغما عنا ولا يمكن أن يعفى من المسؤلية عنه الأساتذة زحلان وزعلان ومن على شاكلتهما