وقف يصرخ فيها ، عصبيا غاضبا تنتفض عروقه تكاد تنفجر " انت السبب .. انت السبب .. انت السبب " لا افهم ...
انقل بصري بينهما استنباطا للمشاجره المحتدمه التي تركا الدنيا كلها وقررها تفجيرها في مكتبي " انت السبب .. انت اللي وقفتي جنبه ... استحملتيه ... دلعتيه " يرقق صوته ويصرخ يقلدها " ولايهمك ياحبيبي ... ماتحملش هم ياحبيبي " ثم يقفز يكاد يقبض باصابعه المتشنجه علي رقبتها ويصرخ بصوته متلعثما غاضبا " معاهوش فلوس مش مهم .. مش لاقي شغل مش مهم " كانت صامته لا ترد عليه ، فيزداد صراخه " ادي اخرتها ، رماك زي الجزمه القديمه ومعملش ليكي حساب " لمعت الدموع في مقلتيها حزنا وتآسيا علي حالها ، لم يصمت " وقفت جنبه لغايه مااستهتر بيكي "
يشرح لي " اصل الهانم اتجوزته ال ايه عن حب ، عيل لسه متخرج وال ايه حنكافح ونبني مستقبلنا " ينظرلها يتمني ان تقاطعه ليختم مشاجرته معها بطريقه تشفي غليله ، لكنها صامته شامخه لا تنطق " الهانم اصلها كانت مطاوعاه علي طول ، مريحاه علي الاخر ، راضيه بقليلها وعايشه تربي عيالها ، معملش حسابها واستهتر بيها وادي اخرتها " ..... كانت سيده انيقه تتجاوز الخمسين ، صامته لا تتكلم ، تشعل سيجاره من اخري وتتابع صراخ اخيها لا تقاطعه لا ترد عليه كآنها لا تكترث بكل ماقاله عنها ..
سآلتها " وحضرتك رايك ايه في كلام اخوكي "لم يترك لها فرصه للرد وشرح لي " لما الافندي اللي كانت مريحاه علي الاخر بعد ٣٥ سنه جواز وبعد ماجوزت ابنها وبنتها علي وش جواز ، بعد ده كله ، لما يرميها زي الجزمه القديمه " قاطعته " حضرتك يعني مايصحش " قفز من مقعده ينظر لها " ايه قصدك يعني باجرحها ماهو لازم اجرحها علشان تفوق وتعرف عملت في نفسها ايه " ....
واكمل روايته " يخش عليها في يوم ويقول لها انه حيتجوز شابه صغيره اكبر من بنته حاجه بسيطه وببساطه كده مع السلامه والقلب داعي لك ، لما يعمل كده يبقي ايه السبب " ثم ينظر لها شذرا بغضب " انت السبب ، ست طيبه كل حاجه حاضر طيب نعم ، ظروف صعبه تستحملي ، ازمه نفسيه تبطبطي ، امه شايلاها فوق راسك " يشعل سيجاره " مافيش يوم زي النسوان تبوزي في وشه ، تغضبي ويجي يصالحك ، تعاقبيه فاهمه طبعا قصدي ايه لما ريقه ينشف ولسانه يدلدل ، ابدا كله حاضر كله عيني كله ............... " وجلس صامتا لم يكمل كلماته !!!
قبضت علي حقيبه يدها وقامت تسلم علي وهي تسآله بمنتهي القوه والثقه " هي الست المحترمه النهارده عبيطه ، الست الجدعه مع جوزها عبيطه ، الست اللي تراعي بيتها وتراعيه بقت عبيطه " ضحكت ساخره " خلاص انا ياعم عبيطه وستين عبيطه كمان" وخرجت من الباب بخطوات واثقه تدب علي الارض .....