الجزء الاول
ماقبل البداية ...
( الحكايه الناقصة )
صحراء صفراء ، بحر ازرق ، وصمت !!!عجوز بجدائل بيضاء وابتسامه ..تحمل فوق ملامحها المتعبه سنواتها الستين ويزيد قليلا ، صبية بطرحه برتقالية وقلق ..ترسم فوق نظراتها القلقه سنواتها الثلاثين واقل قليلا ..
صفا راجي ..مريم الخالدي ..ولقاء طال انتظاره ...............
انه عام 2009 .... العام الذي التقيا فيه ........... فاكتملت الحكاية الناقصه !!!
يجمع بينهما موقف واحد لاتعرفه اي منهما !!
باختصار ... مات نبيل فتغيرت حياة صفا راجي لما صارت عليه !!!
باختصار .... ماتت نهلة الخالدي فصارت حياة مريم كما صارت اليه !!!
موقف واحد صنع حياة كل منهما !!!
مجرد موقف واحد !!! هل يصلح موقف واحد لصناعة حياة كل منهما ؟؟؟
انه شهر الاحزان ... الذي غير حياة كل منهما ..
نعم شهر الاحزان الذي وشم حياتهما ببصمته ..
ليس هذا فقط بل انهما ايضا التقيا في شهر الاحزان ........
في ذلك الشهر .... ربط القدر بين مصير العجوز والصبية دونما يدريا !!!!
( 1 )
موت نهلة الخالدي !!!
اكتوبر 1981 ...
كانت نهله الخالدي تصرخ وهي تلد ابنتها مريم التي قبضت علي رحم امها ورفضت الخروج للدنيا ساعات طويله عذبت فيها الام والطبيب وحـــين رضخت لاراده الحياة وطردت من رحم امها للحياة كانت حياة الام الضعيفه القلب قد انتهت انهاكا فرحلت وتركت ابنتها صامته يتيمه حتي ظنها الطبيب ولدت ميتة!!!!
اه يااكتوبر ياشهر الاحزان !!!!
هكذا تهمس مريم الخالدي وقتما يأتي يوم عيد ميلادها التي لم تحتفل به ابدا وكيف لها وهو الميعاد السنوي لموت امها التي لم تراها ، حين يقترب عيد ميلادها وبمعني ادق الذكري السنويه لموت امها ، تبكي جدتها وتبكي و تكره مريم اكتوبر اكثر واكثر ، وتكره ايضا حياتها ، تبكي لان الدنيا ضنت عليها باشياء كثيرة حتي الاحتفال بعيد ميلادها!!!!
( 2 )
موت نبيل ناجي !!!
اكتوبر 1996 ...
كانت صفا راجي تصرخ وهي تبكي ابنها نبيل الذي غرق في العاصفه اللقيطة التي حطت فجأ علي الساحل المسالم الملاصق لكوخها الساحلي والتهمت امواج البحر الهائجه اثر العاصفه المخيفة حياه ابنها وحرقت قلبها عليه وقتها وابقته محروقا العمر كله !!!
اه يااكتوبر ياشهر الاحزان !!!
هكذا تهمس صفا راجي لنفسها كلما اسرع سبتمبر يلملم اوراقه استعدادا للرحيل !!! تنهار صفا راجي نفسيا وترتدي ملابس الحداد علي ضناها نبيل وتجدد احزانها ...
واليوم مرت خمسه عشر عاما علي وفاته ومازالت تبكيه كانه مات الان!!
( 3 )
مدينه الالف روح
اكتوبر 2009
في الحلم تزور صفا راجي ، مريم ومعها كل رواياتها ، ، تترك لها كل الكتب و توصيها بقراءه (مدينة الالف روح) تحتضن مريم الكتاب وتؤكد لها انا حاخده منك هديه لكن انا قريته وحبيته قوي قوي ، تبتسم صفا لمريم التي تستيقظ من نومها متوتره وكان ستفوت ميعاد الامتحان ..تبحث مريم عن الكتاب (مدينه الالف روح ) وكأن صفا راجي زارتها فعلا وتركت لها الكتاب علي طرف فراشها ، تشعل نور الاباجورة بجوارها وتبحث عن الكتاب ، تجده ملقي علي الارض تحت سريرها وفوقه بقيه الروايات ، احببت يااستاذه هذا الكتاب (مدينه الالف روح) ، رغم انه ارهقني في قرائته ، روايه طويله من جزئين في الف صفحه ، لكني احببت الكتاب والمدينه !!!
في (مدينه الالف روح) تقص صفا راجي علي قرائها حكايه المدينه التي احببتها وعاشت فيها حياتها كلها ، لم تبدأ صفا الروايه في زمانها ، بل صاحبت قارئها في رحله طويله مرت علي تلك المدينه العريقة وسكانها ، لم تكتب صفا عن جغرافية المدينه العريقة بل كتبت عن التاريخ الذي صنعته الجغرافيا ، انتقت ابطالها من كل ازمنة المدينة واحيتهم معا في لحظه واحده فتألقت المدينه وبعث في دروبها الف روح وروح ، انتقت بطل من قاهره الخديوي اسماعيل شاهدا علي بناء الاوبرا التي افتتحت في حضور الامبراطوره اوجيني بمناسبه افتتاح قناه السويس واخر عاش في عهد ثوره عبد الناصر وبكي يوم تنحي الرئيس بعد الهزيمه في 1967 والثالث شهد ثوره 19 وشارك في مظاهراتها التي تصرخ الاستقلال التام او الموت الزؤام الدين لله والوطن للجميع ، والرابع شارك في الاستفتاء الشعبي الذي انتخب فيه انور السادات رئيسا لمصر بعدما بكي طويلا وقت مات الزعيم الخالد والخامسه شهدت هجره اليهود من مصر وقتما صدقوا وهم الوطن الموعود والشعب المختار والسادس سمع النحاس باشا يخطب في البرلمان يعلنه بالغاء اتفاقيه 1936 والسابعة كانت زميلتها في العمل وسمعت معها البيان الاول معلنا عبور القوات المسلحه لقناه السويس واقتحام خط بارليف والثامن بطل من ابطال المقاومه الشعبيه في بورسعيد والتاسع شاب امن بدعوه الامام المرشد حسن البنا واطلق لحيته واعتزل الحياه بعدما اغتيل الامام الشهيد والعاشر طالب في الجامعه خرج متظاهرا غاضبا علي القبض علي سليمان خاطر الجندي الذي اطلق رصاص بندقيته علي الاسرائيلين المتسللين للحدود المصرية!!!!
في ( مدينه الالف روح ) جمعت صفا راجي كل ابطالها وبطلاتها واطلقت اسرهن في دروب القاهره وميادينها وشوارعها ، اجلستهم علي مقاهيها وعلي ضفاف نيلها ، ابكتهم وقت حزنها وافرحتهم وقت انتصاراتها ، في مدينه الالف روح ، نسجت صفا راجي انشوده حبها للمدينه والوطن ومعها ابطالها وبطلاتها ، انها مدينه الالف روح ، روح المقاومه روح البطوله روح التحدي روح الفرح روح الحزن روح التاريخ روح الحياة!!!!
من انت ياصفا ياراجي ؟؟؟؟ سؤال سالته مريم لنفسها وغابت في تفاصيل اجابته !!!
( 4 )
اكتوبر 2009 ...
اكتوبر شهر الاحزان !!!!
لماذا قررت صفا راجي الاديبه المعتزلة تمنح مريم الخالدي الصحفيه الشابه ميعادا للقاء بينهما في ذلك الشهر، لااحد يعلم ولا حتي المؤلف !!!قررت صفا راجي ومريم الخالدي ان يكتبا هذه الحكايه بقلم المؤلف ، حجبا عنه التفاصيل وادهشاه استسلم المؤلف لجموح بطلتيه وبمعني ادق خضع لديكتاتوريتهما وسلم قلمه ووجدانه لهما يكتبا مايريدا!!! يهمس فجأ وهما يتقافزا داخل عقله وتلافيه ، يهمس ، حكايتكم ايه ؟؟؟؟؟؟؟ تبتسم صفا راجي ومريم الخالدي ويطالباه بالصبر ، كل شيء سيتضح في اوانه !!! يكظم المؤلف غيظه ويصبر ويضحكا ويعبثا هما باوراقه و........ الحكايه لم تبدأ بعد !!! ا
( 5 )
الكراهية
اكتوبر 1996 ...
رفضت صفا تتقبل العزاء من ناجي ... اعطته ظهرها بمنتهي القوة وتجاهلته ..كانت في بيتها لاتصدق كل ماحدث ، نبيل ابن عمرها غرق في البحر ، كانت تجلس وسط العزاء لاتدرك كل مايدور حولها ، تري يوسف يتحرك وسط المعزين فتكاد تناديه وتساله يخبرها الحقيقه ، هل فعلا نبيل غرق ، لكنها لاتسال يوسف لان الدموع التي تتسلل من عينيه بين كل حين واخر تؤكد لها ماتنكره ، نبيل مات !!!وسط تلك الدراما الموجعه ، دخل ناجي من الباب ، تعرف هذا الوجه ، لكنه لم يكن اشيب وقت تعرفه ، تحدق فيه لتتذكره ، تعرفت عليه بصعوبه ، همست لاتصدق ، ناجي!!!! عاد ناجي بعد كل تلك السنوات ليعزيها في ابنه !!! بدلا مايقف يستقبل العزاء في ابنه ، تركه وهجره وابتعد عنه وانكره وحين مات ذهب للمأتم ليعزي امه في الابن الذي لم يراه منذ كان رضيعا علي كتفها!!!!رفضت صفا تتقبل العزاء من ناجي ، كادت تطرده من منزلها ، لست قريبا لتعزيني ولست صديق لتتواجد في منزلي تشاركني لحظه حزني ولست اب لتبكي علي ابنك فنتعاطف معك !!! رفضت صفا تتقبل العزاء واعطت ناجي ظهرها وتجاهلته!!!
وحين همس لاحدهم يشكره علي حضوره صرخت وصرخت باعلي صوتها ، من انت لتشكره ، من انت لتبكي ، من انت لتقاسمني لحظات حزني !!!! صرخت وصرخت وانتزعها يوسف من صراخها وكتم صوتها في حضنه وسالت دموعه تختلط بدموعها !!!تمني لو يضرب ناجي ، يلكمه في قلبه ويوجعه !!بعد كل هذا الغياب تاتي وتشاركنا الحزن الموجع ، ليتك انت الذي مت !!! اانتبه يوسف لهمسه فخجل من نفسه وكاد يتعذر لناجي ، لكن ناجي غادر المأتم مسرعا ولم تراه صفا راجي بعد ذلك اليوم ولا يوسف ايضا ... لكن كراهيه يوسف لناجي لم تقل ابدا ولا كراهيه صفا!!! كراهيه كانت وتجددت ، ليته لم يظهر فننساه لكنه اتي وسطنا في لحظه الوجع ليشاركنا فيها وهو لايستحق نقاسمه حزننا فكرهناه اكثر واكثر !!!! ليس من حقك تشاركنا حزننا ... همست صفا وهمس يوسف !!!! واختفي ناجي وبقيت الكراهية !!!!
( 6 )
جدار واحد
اكتوبر 2009
صفا راجي ومريم الخالدي ، جدار واحد يفصل بينهما .... جدار من الاحجار والطوب ، جدار من الزمن والوقت ، لكنه جدار واحد !!خلف الجدار تقف صفا راجي بجدائلها البيضاء والجلباب التركواز القطني الفضفاض والروج الوردي والتجاعيد الكثيرة علي الوجه الذي كان جميلا .... امام الجدار تقف مريم الخالدي بطرحتها البرتقاليه والفستان الطويل الاسود المزركش بالورود البرتقاليه الصفراء وملامح الصبا تزين وجهها بجمال الشباب وحيويته ...حين دقت الخامسه دقاتها الصاخبه تعلن لصفا راجي ان الميعاد الغامض قد حان ، في تلك اللحظه بالضبط ، دقت مريم الجرس وهي مرتبكه وصوت دقات قلبها اعلي من صوت زقزقات عصافير الجرس الصاخبه التي اصرت صفا علي تركيبه علي بابها ، شرحت للكهربائي ان صوت العصافير يسعدها رغم الصخب!!!حين دقت مريم الجرس ، تحركت صفا صوب الباب علي وجهها ابتسامه وقورة ، تحب احترام المواعيد والفتاه كما تسميها احترمت ميعادها ، تفتح صفا الباب فتقفا هي ومريم وجها لوجه .... نظره واحده بينهما عبرت الجدار والزمن والصعوبات وجاءت الابتسامه المرتسمه علي وجهيهما معا تكمل طريق الدفء وتفتح مزاليجه العتيقه ...ومازالت مريم وصفا يقفا امام بعضهما وجه لوجه !!!!لاتعرف صفا وبالطبع لاتعرف مريم العلاقه الوشيجه بين احزانهما ، لايعرفا حتي الان ..ربما تأتيهما الفرصه ليكتشفا سر الحزن المحتل لروح كل منهما وربما لاتأتي .............لااحد يعرف بالضبط مالذي سيحدث بينهما ولا حتي المؤلف !!!
( 7 )
اللقاء
اكتوبر 2008
كانت مريم تجلس علي مكتبها في الجريده تقرأ في مانشيتات الصحف المتناثره حولها ، حين دخل رجل اشيب لاتعرفه ، ابتسم ، ابتسمت بتوجس ، من انت لتقتحم مكتبي وتبتسم ، ابتسم وجلس علي المقعد امامها ، مازالت تتوجس منه ، من انت لتجلس علي مكتبي دون دعوه ، كادت تصرخ في عم رضا الفراش تتشاجر معه لانه سمح للغرباء باقتحام غرفتها ، عرفها بنفسه ، الدكتور عمر الخالدي بابا يامريم ، مالذي اصابها ، لم ترحب به ولم تنطق ، انهالت دموعها وكانها فرحه بزيارته ، كل مايعتمل بداخلها لم تصرح به ، من انت ايها الغريب حتي تبتسم وتقدم لي نفسك بانك بابا ، انا يتيمه الام والاب ، من انت ، همست ، اهلا يادكتور ، ماهذه الملامح الغريبه التي ارتسمت علي وجهه ، كانه انزعج من نبراتها، انا بابا يامريم ، تسخر منه بحوار داخلي لاتسمعه كلماته القاسيه ، بابا ازاي يعني ، بابا بمعني ايه كنت فين لما انت بابا ، ماكنتش اعرف يادكتور ، بادب سمج وقاس ردت عليه ، ارتبك ، كنت مسافر في شغل ، لاترد عليه وتنشغل باوراقها ، اول ماجيت مصر قلت اجي اشوفك ، تكاد تساله ثلاثين عاما لم تزر الوطن ، يشرح لها ، لما سافرت كانت ظروفي صعبه والدراسه و........... لاتسمع كلماته وتهز راسها ببلاده ، كانها تقول له خلصني .... وتتوه عن معني كلماتها ولاتشعر الا زيفا يقلص معدتها ويخنقها !!!
( 8 )
امن الدولة
اكتوبر 2009
سالتها مريم ... تقولي ايه عن ناجي !!! ابتسمت صفا وصمتت !!!بلاش ناجي !!! احترمت مريم رغبتها وصمتت !!! ثم عادت بسرعه وقررت تشاكسها ، بلاش مؤقتا لكن حنرجع له وصمتت ، فابتسمت صفا معجبه باصرار مريم ودأبها وقررت انها وقتما ستعود لناجي ستتجاهل كل اسئلتها ولن ترد عليها !!!طيب ويوسف .......... ضحكت صفا ... انت ايه بتشتغلي في امن الدوله ، عارفه كل دول منين !!! انت مين بجد ، وعارفه كل الشخصيات دي في حياتي ازاي!!! بهدوء اوضحت لها مريم ، ذاكرتك كويس يااستاذه !!! ابتسمت صفا وصمتت ، واضح ان ذاكرتي كويس وانك شطورة !!!نرجع ليوسف ، تقولي ايه عن الدكتور يوسف يااستاذه صفا !!! ابتسمت صفا وكانها عادت لزمن بعيد ........ يوسف ده موضوع تاني خالص ، اسمعه منك طيب يااستاذه ، تقولي ايه عن يوسف و............ بدأت صفا تحكي لمريم عن يوسف وقالت وقالت ........
( 9 )
فنجانين قهوة
اكتوبر 1999
بحسم وعصبيه اوضحت صفا راجي للدكتور يوسف ، اقرب اصدقائها لقلبها وناشر كتبها ، خلاص معنديش حاجه اقولها ، هز يوسف راسه بعصبيه ، مش مصدقك ومش موافقك وبعصبيه اضاف ، طول ماانت حابسه روحك هنا ولابسه الاسود ده بتموتني نفسك وبتقتلي ابداعك !!! نظرت له نظره عتاب فهمها واربكته فصمت صمتا مؤقتا كاستراحه المحارب يستعد بعد الراحه لمعركه جديده ، تفهمه صفا ، وتنتظر معه معركته الجديدة ...
اجلسته في شرفه كوخها امام البحر وجلست امامه صامته ، صفا ويوسف يجلسا معا صامتين في ليله موحشه غابت عن سماءها القمر والنجوم ، ريح بارد يضرب جنبات الكوخ من البحر ، يجلسا صامتين بعدما مر ثلاث اعوام علي موت نبيل ، ثلاث سنوات اخرست فيهم صفا قلمها ولسانها وقلبها ، ثلاث سنوات مرت بعد موت نبيل وهي مازالت وهي صامته معتزله الحياة !!!
تصور الوسط الثقافي في البدايه انها تتعايش مع صدمتها واحزانها وانها سرعان ماستفيق منها ، لكن الحزن سرقها من عالمها الصاخب شهر بعد شهر وسنه بعد سنه ، قرر يوسف يقتحم عزلتها ويطالبها بالعودة لحياتها !!!زارها بلا ميعاد بعدما اعيته الحيل معها وهي ترفض تقابله ، دق جرس الكوخ مره والثانيه ، لم يري وهو امام الباب انها تقف خلفه حائرة ، لم تعتاد الزيارات المفاجئه ولاتنتظر زوارا والليل دخل وفرض وحشته علي المكان والطريق ، لم يري وجهها وملامحها وهي غاضبه ، نعم هذا ماكانت تشعر به ، فكرت الا تفتح لمن يطرق بابها بغير اذن ، تعلمه درسا لن ينساه ، ليس من حق احد يفرض نفسه عليها ولا يقتحم حياتها ، دق الجرس مره رابعه ، فتحت له عصبيه تكاد تنفجر من الغضب ، وقتما شاهدته امامها مبتسما تركته امام الباب المفتوح ولم ترحب به ودخلت ، دخل خلفها واغلق الباب ، جلس صامتا علي الكنبه المريحه يتأملها ، يعرفها منذ سنوات بعيده ، يعرف طبيعتها ، وقتما يتملكها الغضب تصمت تماما ، لو نطلقت ستنفجر بكل مالا تقبل قوله او التفوه به ، جلس صامتا وعندما طال صمتها وباخ الانتظار ، تركها وصنع فنجانين قهوة وعاد بهما امامها ...
انفرجت اساريرها رغم انفها ، هذا ليس فنجان قهوه ، هذه رساله ، نحن اصدقاء وقريبين جدا فلا تنسي ، منذ ايام الجامعه وهما اصدقاء ، ابيها فتح بيته لاصدقائها الشباب متحديا تقاليد مجتمع كان يرفض ذلك السلوك ، ابيها تعلم في فرنسا وعاد منها بالدكتوراه والافكار المتحررة ، يوسف اقرب الاصدقاء لها ، ربما احبها وهما في الجامعه ، لكنه شاهد في عينيها سطوعا واضح وقتما تري ناجي او تكلمه ، عرف يوسف ان صفا تحب ناجي وانه لامكان له في حياتها الا الصداقه التي حافظ عليها واستمرت بينهما سنين النضوج كلها ، كان يذاكر معها في منزل ابيها ومعهم الكثير من الاصدقاء الاخرين ، اعتاد يتسلل من وسط المذاكره ويصنع لها وله ولابيها القهوه التي يبرع في صناعتها ، تحب القهوه من يده لكنها لاتطلبها ابدا ، يعرف متي ترغب في قهوته فيصنعها صامتا وتحتسيها ممتنه و.............. وضع صينيه القهوه امامها فانفرجت اساريرها !!!
( 10 )
ام عابد
اكتوبر 2009
باحب قوي رواية ( فجر لم تشرق شمسه ) باحب قوي بطلتها ( ام عابد ) ، باحب الشخصيه دي ، باحسها صاحيه جوه صفحات الكتاب ، باسمع صوتها ولهجتها الصعيديه ، ليه انت معتبره ان حياه ام عابد في الصعيد ليل طويل لن ينتهي ، ليه بتشوفي فجرها مالوش شمس !!!! تعد مريم اسئلتها التي ستحاصر بها صفا راجي ، ام عابد دي شخصيه حقيقيه صح ؟؟ تبتسم مريم وتتثائب ، النوم يتسلل لجفنيها يغمضهما بالقوة ، لاتسمع اجابه صفا راجي ، النوم يتسلل يتسلل وتغيب عن الوعي ببطء وامامها تجلس ام عابد وحولها حفيداتها وهي تنصحهن ، العلام نور واللي ما تروحش المدرسه لاهي حبيبتي ولا بنت حبيبتي ، ماتخيبوش خيبتي !!! تاخذهن ام عابد في حضنها فتتمني مريم لو تدخل حضنها هي الاخري ، انا كمان ياستي خديني في حضنك ، تهمس مريم لام عابد وتتمناها تسمعها ، تهمس لصفا راجي ، وصي ام عابد علي ياخالتي ، تعدها صفا راجي بان توصي ام عابد عليها ............ وتدخل مريم حضن ام عابد وتنام نوما عميقا ....
( 11 )
رنين التليفون
اكتوبر 2009
رنين جرس مزعج وملح ايقظ صفا من نومها ، غريب يتصل بها ، هكذا عرفت بسهوله وهي تفتح عينها من نوم عميق ، الرنات التي اضجت مضجعها هي رنات الغرباء فلكل الاصدقاء والمعارف رنات تعرفها ليست من ضمنها هذا الضجيج ، بحثت عن نظارتها وحدقت في شاشه تليفونها المحمول ، رقم لاتعرفه ، بصوت جاد وقور يغلبه النعاس اجابت علي من ايقظها ، صوت مرتعش مرتبك يهمس في التليفون حتي كادت صفا تغلق الخط تتصورها معاكسه او مكالمه وصلتها علي سبيل الخطأ !!! تنتبه لما تسمعه ، انا مريم ، وتنصت طويلا لالحاح مريم لتقابلها ، تعتذر بكل الحجج التي اعتادت تقولها وتأتي بنتائجها حفاظا علي عزلتها ، لكن مريم الحت والحت ، راوغتها ، فشلت ، مريم تلح وتكاد تبكي ، من فضلك حضرتك اسمحي لي ولو بنص ساعه و............رضخت ومنحتها ميعاد بعد اسبوعين في الخامسه مساء ، بعد زمن طويل اعترف صفا لمريم انها رغبت في تنفيرها فاختارت توقيتا لاتمر فيه الاتوبيسات علي طريق تلك القريه النائيه الرابضه في بطن الجبل امام البحر ، وقتها اسرت لها مريم انها فهمت خطتها فافسدتها وقتما استأجرت سياره لتقلها للمخبأ الذي تحكم صفا اغلاق بواباته ، شرحت لها مريم انها كانت ستأتي الميعاد تحت اي ظرف وكل ظرف ، وقتها ابتسمت صفا وعرفت لما ساقت الاقدار مريم في طريقها.............هل تشبه مريم الخالدي صفا راجي ... هل هذه شباب تلك والاخري شيخوخه الاولي !!! هذا ماسنعرفه ونحن نتلصص علي لقائها وماسبقه وماسيلحقه !!!
( 12 )
بداية الرحلة
اكتوبر 2002
اوضحت مريم لجدتها انها ستختار مهنة الصحافه مستقبلا لها بعد تخرجها من الجامعه ، اشفقت عليها جدتها ، مهنه شاقه و" حتتبهدلي " ، ابتسمت مريم بمرارة وهمست بصوت ظنت ان جدتها لن تسمعه " انا طول عمري متبهدله " ، ارتسم الاسي علي وجه الجدة التي احتضنت حفيدتها بعدما ماتت ابنتها وتركت لها مريم " حته لحمه حمرا " لتبدأ مرة ثانيه رحلة التربية ممزوجه بمرار فقدان الابنة الشابة!!! ارتسم الاسي علي وجه الجدة يفصح لمريم ان جدتها سمعت صوت همسها !!!ماتت الابنة الام واكتئب الزوج الاب وسرعان ماهاجر وتركه ابنته الصغيره مع جدتها ونسيها لم يعود !!!وتجرعت مريم مرارة كؤوس اليتم قطرة قطرة !!!ايام وسنوات وهي تتسمم !! توجعها دموع الجدة التي تري امها فيها فتبكي وتتناسي يوم عيد ميلادها وتهرب منها وتبكي علي فراق ابنتها التي خطفتها من حضنها الايام القاسية !!!واكم من مرات بكت مريم ، لاتذكر ...في المدرسه الابتدائية وحفلاتها ، وقتهما تحتضن الامهات بناتهن فرحا وفخرا وتقف هي مكانها تبكي لاتجد من يحتضنها !!يوم جاءتها دورتها الشهريه الاولي ، ارتبكت خافت بكت ، تعرف من زميلاتها مالذي حدث لها لكنها لم تعش ماعاشوه وقتما احتضنت ام كل منهن ابنتها وهمست في اذنها انها كبرت وشرحت لها مالذي يتعين عليها عمله وقت تباغتها " الظروف " يوم عيد الام ، كل عيد ام مر عليها في حياتها ، وهي تشتري لجدتها هديه تبكي وقت تنتبه ان امها ماتت وانها يتيمة وتبكي وقت تبكي جدتها لان ابنتها العروس الشابه ماتت وتركت لها حفيدة تذكرها بكل الوجع وكل الفقد !!!عاشت مريم حياة مريرة ، مجدول ايامها بدموع الجده وحزنها ومرارة اليتم وسمه !!!و........... صممت مريم تشتغل بالصحافه ، هي نفسها لاتعرف السبب ، الفكره طرأت في ذهنها واعجبتها ، ستشتهر يوما ويكتب اسمها بالبنط العريض مريم الخالدي ، سيري الاب الفار اسمه علي صفحات الجرائد ، فينتبه لجريمته وقت ترك ابنته الرضيعه في حضن جدتها وانشغل بنفسه ونسيها ، انا التي خلدت اسمك يامن انكرتني ، واعجبتها الفكرة ، ستشتغل صحفية وتخلد اسم ابيها وتعاقبه علي هجره لها وكأن لم يكفيه يتم موت الام فمنحها فوق اليتم الموجع هجرا لايقل وجعا !!! ساشتغل بالصحافه ياتيته ، كلمه واحده مش حاغيرها !!! ورضخت الجدة التي ارهقتها الايام وهدها الحزن و..........بدأت مريم الخالدي رحلتها مع الصحافة ...
( 13 )
المقبرة
اكتوبر 1997
وقفت صفا امام باب الكوخ ، عام كامل لم تدخله ، بعدما مات ابنها حزنت حزنا عميقا وكرهت الحياة ، وعندما قررت تعتكف عن الحياة وتبتعد عنها ، بعدما قررت انه لامعني لحياتها ، اغلقت شقتها في القاهره ولملمت كتبها واوراقها وصورها وذكرياتها ورحلت للكوخ الذي شهد مأساتها وصدمتها وقت غرق ابنها ... ومات !!!ا
هنا علي باب الكوخ وقفت صفا تحدق في كل ماحولها ، التراب متراكم علي الحوائط يكشف عن غيابها الطويل عن ذلك الكوخ الذي كانت تحبه ثم اهملته وانشغلت عنه باحزانها .... لمحت صفا الخرزة الزرقاء علي اكرة الباب ، ابتسم قلبها رغم وجعه ، الحبيب الغالي هو الذي اشتري لها تلك الخرزه الزرقاء وعلقها بنفسه علي الاكرة .... قفزت الدموع لمقلتيها فابتلعت ريقها المر والدموع المالحه وبقيت تحدق في الباب كـأنها تراه للمرة الاولي ............فتحت الباب وبقيت علي عتبته لم تدخل ، خرجت رائحه ابنها نسائم عطره من صاله الكوخ لرئتيها ، مازالت مكانها وتكاد تبكي ... احست دبيبا في بطنها وتحت جلدها وكأن نبيل عاد لرحمها مره اخري ولم تلتهمه الامواج ......
هذه هي الكارثه التي غيرت حياه صفا راجي وحولتها من اديبه وروائيه مرموقه لعجوزبجدائل بيضاء تعيش في عزله تمامه بكوخها المشيد في بطن الجبل علي البحر ، نعم خمسه عشر عاما واكثر قليلا و صفا راجي تجلس في الشرفه تحدق في الامواج الصغيره التي تلاطم الشط ، هنا بالضبط غرق نبيل ، التهمته الامواج الغريبه عن الخليج الضيق ، هبت عاصفه وزأر الريح وارتفعت الامواج وتحول السكون الدائم لجنون مرعب ، و........ غرق نبيل ابن عمرها وتركها عجوز رغم صباها تشتهي الموت ولا يأتيها ، عاجزه عن التواصل مع الحياه منذ تلك اللحظه التي امتليء جوف نبيل بالماء المالح تحت الامواج العاتيه وسط العاصفه الغريبه التي حطت علي شاطيء كوخها ...
عاصفه غريبه عصفت بالبحر والجبل وحياتها وسرقت نبيل وغادرت الشاطيء ولم تعود ، بقيت تنتظرها اياما علها تلتهم حياتها لكن الراحه بعيده وايام العمر مازالت لها بقيه والوجع حمل ، حرق قلبها وابقاها تعيش شبه ميته مخنوقة بدخانه القاتم !!!
مازالت صفا علي عتبه باب الكوخ لم تدخل داهمتها الذكريات سيلا جارفا ...غادرت الكوخ منذ الحادث وعادت له بعد سنة وقررت تبقي فيه لاتغادره !!! وبدأت صفا راجي رحلتها مع العزلة ...
( 14 )
الباب المقفول
اكتوبر 2009
بتحبيه يااستاذة ؟؟ همست مريم وكادت صفا ترد عليها ثم توترت فجأه من جراءتها ... لا مش من حقك تسالي اي اسئله شخصيه ، ابتسمت مريم ، تبقي بتحبيه !!! لاتعرف صفا لماذا كادت توافقها ، باحبه قوي قوي ، يوسف ده اهم شخصيه في حياتي ثم تحذرها بحسم ، ده كلام خاص مش للنشر ، توافقها مريم ، تكمل صفا حديثها الشجي عن يوسف ، يوسف ده نقطه التوازن ولحظه الطمأنينه ، يوسف الصديق اللي قبل يفضل جبني يتحمل جنوني وتمردي وتجاهلي لمشاعره اللي انا واثقه منها ، هو بيحبني وانا عارفه وانا باحبه وهو مش عارف ... قاطعتها مريم ، تفتكري انه مش عارف ، طبعا مش عارف ، ضحكت مريم ، متيهالي يااستاذه انك محتاجه تراجعي نفسك في الموضوع ده ، هو اكيد عارف انك بتحبيه ، بس عمره ما فاتحني في الموضوع ده ، ولا عمرك سمحتي له يفاتحك ولا انت فاتحتيه ، عارفه يااستاذة ، تسمع صفا كلمات مريم باندهاش فهي لم تفكر ابدا بهذه الطريقه ، عارفه ايه ؟؟؟ سالتها صفا فاجابت مريم ، يوسف اكيد عارف انك بتحبيه لكن مستني انك تفتحي له الباب المقفول !!! صمتت مريم وصمتت صفا ، تفكر في كلمات تلك الشابه الصغيره التي تري الامور بطريقه طازجه وجديده ، اما هي فربما اعجزتها العزله والرغبه في الموت عن رؤيه الامور الواضحه !!! ارتبكت صفا فسالت مريم بحدة ، خلاص خلصت اسئله ، هزت مريم رأسها نفيا وسالتها ، تشربي قهوه يااستاذه ؟؟ وقامت تصنع القهوه وبقيت صفا تفكر في سنوات العزله التي لم تجد فيها من تكلمه الا اشباح نبيل ، احست امتنانا لمريم التي اعادت لروحها الحياه من مجرد زياره قصيرة !!! تعجبت صفا وهل كنت ياصفا ياراجي ترغبي في الحياه اساسا !!!! تعجبت وصمتت تنتظر قهوه مريم !!!
( 15 )
القرار الاخير
اكتوبر 1999
انفرجت اساريرها لكنها مازالت صامته ، احست الصاله حارة والجو خانق ، خرجت للشرفه وهو خلفها ، يفهمها دون كلام وتفهمه دون افصاح ، جلست في الشرفه علي مقعدها المواجهه للبحر فجلس بجوارها ينتظر لحظه مناسبه يبدأ حديثه الذي اعد بدقه كل عباراته وكلماته و............ يشربا القهوه في صمت والريح تزأر حولهما ببروده مفاجئه !!!!
فرغت فناجين القهوه والصمت مازال مستمر بين يوسف وصفا والريح مازالت بارده تضرب في جنبات الكوخ بصوت عالي مفزع ... مازال يوسف يستفزها بصمته كانها يدعوها لتتحدث !!! يطول صمته فيفلح في استفزازها فتحول استفزازها من وجوده وصمته لغضب عاتي تفجره في وجهه ..
نعم يادكتور .......... بدأت الحديث بعدما شربت فنجان القهوه كله ، فهم مابين اسطرها ، تطرده من كوخها ، تعامله بسخف مقصود ، ابدا لم تناديه يا " دكتور " حتي يوم مناقشه الرساله وحصوله علي الدرجه العلميه مع مرتبه الشرف ، يومها احتضنته وصاحت امام الجميع ، انت دكتور علي الناس كلها بس مش علي !!!!!
نعم يادكتور ............. لن يرد عليها ، سيرسل لها بصمته رساله ابلغ من رسالتها السخيفة ، انت تبني الحواجز وانا ساهدمها ، لن ارد عليك ، فالمناقشه خاسره مادمت قد بدأتيها بهذا الشكل ..........خلصني يايوسف جاي من اخر الدنيا تشرب قهوه وسط الليل وبس ؟؟ اثمر صمته نتيجته المرجوة ، وبعدين ياصفا اخرت السكوت ده ايه ؟؟ مالوش اخر يايوسف معنديش حاجه اقولها ولا عايزه اقول حاجه لحد ، شرحت له ، الحياه نفسها مالهاش قيمه عندي ، يعني تقدر تعتبرني نفسي اموت !!!قرر يستفزها ، طيب ماتنتحري !!! ابتسمت لاول مرة من سنوات بعيده ، طيب ماانا بانتحر اهو !! اشعل سيجارته تتوهج شعلتها في الظلام الدامس وقرر بحسم ، لن ارد عليك ...الريح البارد مازال يضرب في جنبات الكوخ وكلماتها الحزينه تخنقه وصمته البارد يخنقها ... تقرر تكسر التربص والتوتر وتتركه علي المقعد يحدق في الظلام وتغيب في كوخها وتعود له بفنجان قهوه ثان ... تشربها وتمشي !!! يبتسم فتبتسم!!!معركتك خاسره وقراري اخير!!! هكذا تقول له ، لايرد عليها فتفهم رده ، لن تفلحي في استفزازي ولن امشي !!! يبتسم ببرود فتبتسم بغلاسه!!! صمتت تحدق في البحر وكأن نبيل سيخرج منه ويبدد احزانها ووحشته!! انت فاهم كل حاجه يايوسف ، انت بالذات فاهم كل حاجه مش محتاج اشرح لك !!هز راسه ، طيب شاركي قراءك احزانك !!!انتفضت ، علشان كده يايوسف مابكتبش ولا عايزه اكتب تاني !!! احزاني ملكي انا مش عايزه حد يقاسمني فيها !!! عايزني اكتب كتاب رخيص الناس تعيط لما تقراه دمعتين وبس خلاص ، انت شايف دي مكانه نبيل عندي ابيعه للقراء والناس اللي عايزه تتسلي ؟علي فكره انت غبيه وطول عمرك غبيه ......... ترك القهوه واقترب منها وكانه سيتشاجر معها !!!لا انت مش غبيه بس لا وكمان بتشتميني باعتباري حمار ، انا قلت لك بيعي نبيل ولا بيعي حزنك ؟ بقولك شاركي الناس فيه ، اشرحي لكل قراءك وجمهورك اللي مر عليك واللي حصل ، قولي لهم ازاي الوجع جامد وحرق لك قلبك ، مش علشان يعيطوا دمعتين ويرموا الكتاب ، لا علشان يفهموا الحياه ومعناها ، يفهموا ان فيها الفرحه والحزن ، الحزن ياصفا اعمق الاحساسيس اللي مامرش بيه مسطح زي الرخام البارد ، اكتبي اوجاعك وحزنك ورغبتك في الموت ، اكتبي عن كل اللي مر عليكي ، انت عارفه فيه كام ام ابنها مات ؟ انتفضت صفا وكانه طعنها بخنجر ، تجاهل اوجاعها ، عارفه طبعا ، طيب مش عايزه تقولي لهم حاجه ؟مش عايزه تشاركيهم احزانك مش عايزه تعلميهم حاجه من وجعك ده............ ؟؟ بملامح بارده هزت راسها نفيا ، خلصت قهوتك يايوسف ؟؟ يالا قوم روح لسه مشوارك بعيد !!قامت صوب الباب فتجاهل سلوكها السخيف وفهمه علي حقيقتة!! عايزاني امشي علشان تخشي تعيطي لوحدك في الاوضه ، تعملي ميتم تاني وكأن نبيل غرق دلوقت!! الحياه لازم تستمر وبتستمر ، علمي الناس درس ، ان الحزن مابيموتش ، اكتبي وقولي للناس ان الحياه بتستمر رغم الوجع ، ان الوجع جزء من مشاعر الحياه والحزن انبل احاسيسها ، انت مش ام عاديه علشان تعلني الحداد وتسكتي وتموتي ورا الميت ، نبيل مات لكن انت عايشه ، وليكي دور و رساله ، فاهمه ولا مش فاهمه ؟!!!! بغضب وانفعال صرخ فيها ، يتشاجر معها ، انت مش حتموتي قصادنا وحنفضل ساكتين !!!! صرخت فيه وفر كلامك يادكتور وامشي بقي لاني تعبانه وعايزه انام ، وانفجرت في البكاء ، مش حاسكت ياصفا وكفايه بقي اللي بتعمليه في نفسك وفي كل حبايبك !!!همست يوسف بصوت مذبوح ، يتعذب بسببها وهي تعلم لكنها لاتملك حلا لمشاعره المعذبه بحبها !!!! نعم تعلم صفا ان يوسف يتعذب بحبها لكنها لاتملك قلبا تفتحه له !!!
انتهي الجزء الاول ويتبع بالجزئين الثاني والثالث
هناك 5 تعليقات:
البعض لا نعلم كيف نلتقيهم ولا متى ولكن عندما نلتقى تكون نهايه حياه وبدايه لاخرى فهم نحن فى زمن اخر جزء من ارواحنا يسكنهم دون ان ندرى ننتمى لهم وينتموا لنا نرانا فى عيونهم ونرى انعكاس ارواحنا واوجاعنا وافراحنا مابين سطور ارواحهم انهم نحن فى اللقاء الاخر هى مريم روح صفا فى زمن اخر وصفا هى مريم فى امتداد الزمن كلاهما ترك جزء منه فى الاخر فشعرت كل منهن بالراحه فى وجود الاخرى وتركت صفا لها كل المفاتيح لتتجول فهى تعلم بانها تدرك جيدا اى الابواب وتفتح ومتى
احببت يااستاذه هذا الكتاب ( مدينه الالف روح ) ، رغم انه ارهقني في قرائته ، روايه طويله من جزئين في الف صفحه ، لكني احببت الكتاب والمدينه !!!
بقولك شاركي الناس فيه ، اشرحي لكل قراءك وجمهورك اللي مر عليك واللي حصل ، قولي لهم ازاي الوجع جامد وحرق لك قلبك ، مش علشان يعيطوا دمعتين ويرموا الكتاب ، لا علشان يفهموا الحياه ومعناها
من مجدي السباعي
التعليقان السابقان بتوعي
وربنا يعني علي الثاني والثالثه يا استاذه
ارجو كتابه اسمي عليهما
أوجاع وأحزان جمعت بين أمرأتين في شهر واحد فضلا أن يلتقيا فيه من كل عام،تباشير تخبرنا ببدايات قد تكون مفرحة أو مشرقة لقصة البوح بمكنون عاطفي يخص السيدة الأكبر سنا و التي أعتزلت الحياة لوفاة أبنها وظلت تراقب مكان غرقه وتسكن في كوخ على شاطيء البحر أمامه لعلها تراه يوما عائدا الى الحياة ،رغم برودة الجو الذي يتسلل مع صقيع حياتها فيغلفها بعتامة من الأحزان ،ثم بداية معركة للوصول الى هدف أكبر في الحياة للفتاة الأصغر سنا بعد سنوات طويله فقدت فيها الأم وعانت من يتم الوالدين رغم أن الأب مازال حيا،،معركة تريد فيها أن تبحث فيهاعن الذات وتحقق خلالها الطموحات التي ربما أعتقدت إنها سيجعل والدها يلوم نفسه ويندم على تركه أياها في رعاية الجدة لمده 30 سنه
بداية جميلة أكتست بتفاصيل رائعة جعلتني أعيش أحداث اكتوبر وكأني شاهدة عليهما،ورغم إستمتاعي بالحوارات إلا إنك أرهقتني بالتفاصيل في بعض الأحيان مما جعلني أعود لأقرأ بعض المقاطع أكثر من مره
يتبع
الى البوست القادم
إرسال تعليق