استيقظت من نومها علي صرخه افزعتها في كابوس مخيف ، لاتذكر تفاصيله لكنه افزعها !!!
فتحت عينيها ببطء لتتأكد ان الخوف الذي داخلها كان كابوسا وانقضي مع ومضات الانتباه التي وخزت عقلها !!!
مدت ذراعيها في فراشها البارد وتأكدت انه مازال خاويا وان الجانب الايسر مازال مرتبا وان المخدة التي تجاور راسها مازالت في مكانها!!!
ابتسمت فاليوم مثل كل الايام ، تعرف كل تفاصيله ، تستطيع تكتبه قبلما تعيشه !!!
تستيقظ ، تبتسم ، تفتح الراديو ، تنظر من النافذه في الشارع وكانها تنتظر احد ، ربما هي تنتظر فعلا ، ربما انتظرت حتي ملت فقررت ان الامر لايعدو لعبة وهي فعلا لاتنتظر احد !!! اليوم مثل كل الايام ... والكابوس مثل كل الكوابيس والخوف مثل كل المخاوف و.......مازالت في فراشها !!! لن تستسلم لتلك الاحاسيس الموحشة ، اليوم يوم جديد ، واتسعت ابتسامتها وبدأت يومها ...
لكن رساله طرقت باب امنياتها وومضت في تليفونها المحمول ، لن تفتحها ، لن تجد فيها مايغير اليوم ، ربما اعلان عن تخفيضات ربما احد الدائنين يطالبها بامواله ، ابدا لن تكون الرساله التي انتظرتها وتنتظرها .......... من قال هذا ؟؟ ربما هي تلك الرساله التي تنتظرها وكأنها لاتنتظرها ....استعذبت الاحساس بالامل وكادت تكتب الرساله بامنياتها هي واحرفها ، اجتاحها الامل والبهجه ، تسللت تحت جلدها ، انتشر عبق الامل في غرفتها فتفتحت الياسمينات الصغيرة علي نافذتها ... هي الرساله التي تنتظرها ، لن افتحها الان ، ساطرد النوم من فراشي واليأس من روحي واسرق بعضه لحظات سعاده في شرفتي البحريه تحت الياسمينه والون العالم بالجمال وافتح الرساله !!!
تختلس نظره للتليفون وكانها تتأكد ان الرساله حقيقة وليست وهما صنعته في خيالها ....
هل ستعود الرسائل النهاريه ، هل سينسكب الدفء في قلبها وروحها انهار حنان مثل الايام البعيده التي كانت تعيشها مع روح خلقت لتفهمها ، هل ستقرأ الرساله فتسمع همسه يدغدغ اكتئابها ويطرده ، هل هي تلك الرساله التي وعدها بها ولم يوفي ، هل مازالت روحه تحلق فوق احلامها ، تتسلل لمخدعها واحلامها وتلونها بالبهجه ، هل روحه مازالت تلازمها خطوه خطوه وكانه ملاكها الحارس ؟؟؟ مازالت تختلس النظرات للتليفون ، كانه ترجوه لايخذلها ، ابتسمت لن يخذلها ، كل ماحولها يطمئنها ، الفزع الذي اجتاحها في الكابوس ايقظها لتستقبل الرساله وهي منتبهه ، حتي الفزع في تلك اللحظه كان اشاره قويه لتستيقظ وتنتبه وتستقبل و.......... مازالت الرساله مغلقه بظرفها المرسوم علي شاشه التليفون ، لن افتحها الان .........
غادرت فراشها حافيه ، الارض الخشبيه حانيه تحت قدميها مثل امنياتها واحلامها ، الدفء يتسلل من اصابع قدميها لقلبها ، اشاره اخري اكثر حنوا من الاولي ، الفزع ايقظها والارض الخشبيه طمئنتها و......مازالت خطواتها فوق الارض صوب المطبخ ، ستعد فنجان قهوه بنفسها وكأنها تعده له ، مثل الايام البعيده ، وقت ما تقدم له صينيه القهوه وماء بارد بالمورد وياسمينه وقطعه شوكولاته ، مازالت تتذكر ابتسامته التي يمنحها لها امتنانا علي الغرام الذي تسكبه في فنجانه وماءه وشراينه ، هل كان مابينهما غرام ؟؟؟؟؟ لم يكن ، الغرام يكون بين الرجال والنساء ، بين الذكور والاناث ، مابينهما ، تضحك وهي تسير فوق الارض الخشبيه الدافئه ، هذه هي الاشاره الحاسمه التي وصلتها ، تقول بينهما ولا تقول "كان" بينهما ، هذه ليست زله لسان ولا خطأ في التعبير ، هذا احساسها الذي تعتقله في ابرد منطقه من قلبها ، افلت من اسره وخرج علي شفتيها ، ليس ليذكرها بل ليؤكد عليها ان الاشارات تلاحقها ومازالت ، مابينهما لم يكن غرام بكل كأن تؤأمه للروح ، الروحين ارهقتهما الايام ثم تلاقيا ، علي مرفأها رست سفينته وعلي مرساتها دقت سفينه هلبها في عمق الارض وسكنت!!!
ابتسمت ابتسامه واسعه ، مازالت الاشارات تتوالي عليها ، كل مايحيط بها اشارات تؤكد ان الايام الموحشه التي ادمنتها ستولي والايام الحانيه التي اشتاقت اليها ستأتي و.... الدفء يتسلل
من الارض لقلبها وروحه تحيط بها وتلاحقها وتذكرها بكل ماكان وماسيكون والكابوس ايقظها فزعا في منتصف احداثه ليؤكد لها ان الكابوس لن يكتمل وسينتهي او ربما انتهي فعلا ........
في المطبخ وقفت امام البوتجاز تطهي قهوتها ، نعم تطهيها بنفس الحب وعلي نار الشوق، البن المخصوص الذي تحوجه بالحبهان وجوز الطيب و........... رائحه البن المحروق المحوج هي رائحة لقائهما النهاري ، يدفس الياسمينه في انفه ويمنحها لها ، مني ليكي ، ويحتسي وبسرعه الماء البارد ويقبض علي فنجان القهوه يشمه ويتذوقه بطرف شفتيه ويمنحها رشفه من فنجانه و......... احيانا قبله صغيره بمذاق البن المحروق ، يحب قهوتها ، تمنح فنجانه انفاسها ورحيق روحها وادمن قهوتها وادمنها .......... تفور القهوه فوق النار تطفئها مثلما فارت الايام فوق مشاعرها فاطفئت وهجها مثلما فارت مشاكله فوق روحه كبلتها وقهرتها و......... انطفئت النار والغرام ، تحدق في القهوه المسكوبه فوق الارض مثل مشاعرها وقتما بعثرتها الايام تحت قدم الحياه لتدهسها ، لكن النار اشتعلت ثانيه ، ربما انطلقت شراره من زر الاشعال الذاتي فاعادت الشعله البرتقاليه واشعتها الزرقاء للحياة ، لاتحتاج النار لزر خارجي ولاتحتاج مشاعرها لاستدعاء ولا تذكير ، النار كامنه تحت الرماد !!! اشاره اخري ان الوقت حان وان اليوم سيكون غير كل الايام ، لن يكون غريبا موحشا قاسيا ، سيكون يوم حانيا دافئا مثل الارض الخشبيه التي تسير عليها حافيه ...
خرجت بصينيه القهوه ورائحه البن المحوج والذكريات والماء البارد وجلست علي مقعدها الذي تحبه في الشرفه البحرية ، الهواء البارد المنعش ككلماته يرطم وجهها ووعيها ومشاعرها ، هنا جلست وهنا جلس وهنا ابتسم وهنا ازهرت شجره الياسمين وهنا منحها السعاده في نهار جميل مثل ذلك النهار ، هنا جلست بعدما انتقي لها مقعدا ليكون اثيرها ، الظلال ترسم علي وجهها تعبيرات يحبها ورائحه الياسمين تخرج من انفاسها والشجره لقلبه ، هنا مكانك الذي لايليق الا بك ... جلست علي المقعد ورائحه البن والياسمين وكلماته يؤكدوا لها ان الرساله التي وصلت هي التي تنتظرها وكادت تفقد الامل في وصولها !!!
تشرب القهوه بمذاق شفتيه وتشم رائحه التبغ التي كانت تنبعث من مسام جلده واطراف اصابعه وتسمع فيروز التي احضر لها كل اغنياتها ، هذه كلماتي اهديها لك بحنجرة فيروز وصوتها الملائكي ، هنا الياسمينه التي زرعتها له والماء البارد الذي احبه والمقعد الذي اختاره لها ، هنا روحه تحلق ترفرف فوق راسها ، تشاكس روحها وتحيها ، تذكرها بكل الذي كان وتمنيها بكل الذي سيكون !!!
خرجت روحها من الجسد المتعب وجلست علي سور الشرفه تراقبه وتراقبه ، تراقب الماضي الذي كان وتستقرأ المستقبل الذي تتمناه ، خرجت روحها المشتاقه من الجسد المرهق تفتش في الغيب في الزمن في الامنيات في الوجع في الحلم في البهجه في التاريخ تبحث عما جمعهما ومافرقهما ، مالذي جمع بينهما ، ليس غرام وليس حب ، الفهم امكر المشاعر التي تمنحها الارواح المحبة للارواح المحبة يتسلل الفهم تحت الجلد يجري في الشرايين يختلط بالاكسوجين ، الفهم ، يفهمك قبل ماتنطق ، يعرف مشاعرك دون تفصح ، يقرأ روحك بغير احرف ، يفهم ومضه عينيك في الظلام ، انه الفهم ، الفهم رساله الارواح المحبه للارواح المحبة ، رساله تفصح عن مضمونها من وميض الانتباه الذي ينبعث من الروح للروح ، هذا ماكان بينهما ، الفهم ، يفهمها وتفهمه ، يعرف مايسعدها وتعرف مايسعده ، يحيي روحها بادراكه بما ترغب فيه وهي صامته وتمنح روحه الحياه بوعييها بما تصبو اليه وهو بعيد ، مازالت روحها فوق سور الشرفه تتابعها ، تري الخيالات القديمه التي كانت ، تري العناق الحنون الذي صنع نهارياتهما المبهجة ، رائحه البن والتبغ والابتسامات اقمار معلقه في مجرات الهوي ، كل هذا تلمحه روحها واكثر ، والاشارات اليوم كثيرة ، كل شيء يصنع طريقها للحياه مرة اخري ، طريقا يفتح امامها وصدي صوي يناديها ، وكانه يقف في اخر الطريق باحضانه المفتوحه ، كانه ينتظرها ليحتويها وينزع الوجع من تحت جلدها ويطهر مسارات غرامه في اوردتها المسدوده بالصد والهجر ، كل الاشارات تقول وهي ترتشف القهوه بابتسامه سعيده ....
مالذي فرق بينهما ، تسالها روحها وتفر هي من الاجابه ، تراوغها ، لاتحب سؤالها ولاطريقته ، تفر من الاجابه وتنكر كل ماوجعها وتنساه وتبتسم ، لاشيء فرق بينهما ، هما مازالا معا ، ارواحهما تحتل ارواحهما ، تحتل مساحات الحلم والتمني والبهجه والامل ، مازالا معا ، تبتسم روحها ، لاتصدقها لكن مشاعرها اشاره اخيره بعد كل الاشارات تؤكد ان الفراق سينتهي والوصل سيمتد والغرام سيعود و............. الفهم ، اه من الفهم اللعين ، الفهم سيتواصل بينهما يبدد يمحي سوء التفاهم القديم ويجدد الامل ويحيي الروح ....... الاشارات تتواصل وتتواصل وهي تستقبل وتستقبل ويبدو ان اليوم لن يكون ككل الايام ، يبدو انه سيكون يوما جديدا لم تعرف مذاقه منذ زمن بعيد ، يوم جديد يقتل الرتابه واليأس في كل الايام يقتل البروده والوحشه في كل الايام ، يبدو انه سيكون يوم جديد مختلف !!! اتسعت ابتسامه روحها الجالسه علي سور الشرفه تتمني لو يصدق احساسها وتصدق الاشارات!!!!
حان الوقت لتقبض علي تليفونها وتقرأ الاحرف المبتهجه التي صاغ بها رسالته ، عائد ، لاتنتظر اكثر من هذا ، حروف اربع وحياه سعيده وامل ، عائد ، حان وقت العوده فكفاي ارهاق ووجع ، عائد ، انتظرك في الشرفه وشجره الياسمين والبن المحوج والتبغ وكل الغرام ، عائد ، تاخرت كثيرا وكدت اغضب منك لكني صفحت عنك قبلما تعتذر ، طال الغياب واوجعني ، عائد ، اربعه احرف سترسلها روحه لروحها ، بل ارسلتها فعلا ، كل شيء يقول ان الانتظار ينتهي وتطوي صفحاته والفرحه تفتح كتابها الكبير !!!
مازالت علي مقعدها الوثير وانفاسها خليط من البن والتبغ والياسمين ورائحه الشوق ......... لايخالجها شك في العلامات التي فتحت امامها الطريق ، لايخالجها شك في الاشارات التي حاصرتها من وسط الليل وحتي الان .......... الروح تعود لها الروح والحياه توشك علي البدايه ، و............ امسكت التليفون واغمضت عينيها وضغطت علي الزر الذي سيفتح امامها ابواب الفرحه و.............. ""سنضطر اسفين لقطع الخدمه عنك لانكي لم تسددي فواتيرك القديمة ""........... انتهت الرساله !!!
وغامت الشمس وخيم ضباب رمادي فوق راسها وعادت روحها لاسرها ومازالت حدقتيها مفتوحتين ينظرا للكلمات الموحشة التي وصلتها ، و شحذت دموعها لكن الجفاف احتل روحها حتي منابع الدموع و.............. كيف خدعتها كل تلك الاشارات ، كيف خدعتها كل تلك العلامات ، كيف خدعها وتركها اسيرته واسيرة وهم تفسره حسب رغبتها واحتياجاتها ومضي حرا طليقا منذ سنوات بعيده و............ ومازالت تقبض علي التليفون وتقرأ الكلمات الموحشه مره وعشره وتنفجر في الضحك !!!!
هزت كتفها بعدم اكتراث ، انه مجرد يوم اخر يأتي غريب !!!!!!!!!!!
مجرد يوم اخر يأتي غريب !!!!
كتبت مها عباسي ( يوم اخر يأتي غريب في مدونتها لافندر ) ....
فكتبت انا ( مجرد يوم اخر يأتي غريب ) كنص موازي لنصها ...ومابين النصين .... علاقه ما عليكم اكتشافها !!!!!!!!
هناك 3 تعليقات:
اغراب جوانا مهما حاولنا نونس نفسنا وندفى قلوبنا بنفضل اغراب بنفتش عن اشارة او علامه تطبطب علينا ونتعلق بيها ونرسم احلام ونفوق منها على حقيقه مرة انها مجرد اوهام ويوم تانى زى اى يوم فات واى يوم هايجى
اميرة
مجرد "يوم آخر يأتي غريب"
نحاول ان نتمسك بروائح تذكرنا بأحلى ايام... بل لعلها احلى لحظات
غرباء نحن عن كل ما حولنا
نعيش ربما سجناء لحظات سعادة مرت بنا
نستجديها
نتمناهــا
لكن.... هيهات
هي ايام مرت بنا
وما عادت لنا
حبات القهوة على النار
وقلوبنا تتحمص بدلا منها
الماء في الكأس
و اليد الباردة تعصر القلب
والفؤاد...تائه حيران
غريــــــب
هو احنا كلنا جوانا كدةشبه بعضنا ..حلوة يا اميرة قوى
إرسال تعليق