مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الاثنين، 1 ديسمبر 2008

لم تحب غيره ابدا .......


جلس امام اسرتها صامت لا يتكلم ... جلست امام اهله خجله لا تنطق ... نظرات الاسرتين تحاصرهما تستنطقهما تبحث عن اجابه السؤال المحير ماذا حدث لهما ؟؟؟؟؟ طال الصمت واستبد الزهق بالجميع وكاد كبار الاسرتين الرحيل لانهما " معندناش وقت للعب الصغار ده " لكن نظرات الاستغاثه في عين الفتاه ونظرات الانكسار في عين الشاب الصقتهم بالمقاعد حزاني ، كان الفرح منذ شهر ورقص الجميع وتمايلت الفتاه بحنان في حضن العريس ورقص الشاب بالعصا واحتواها بين ذراعيه القويتين وزغردت ام العروس وهي تقذف حصوات الملح الخشن فوق ابنتها تقيها شر الحسد وزغردت ام العريس وهي ترقو ابنها من شر العين والسو والناس الرضيه ، وقذف شيخ العائله بحفنه اوراق ماليه فوق راس الراقصه السمهريه التي استآجروها لتحي فرح زينه شباب العائله واحلي بنت في الناحيه ودقت العوالم بالدفوف عاليا وهم يزفوهم لمنزل الاحلام ويغلقوا عليهم الباب وبقيت الاسرتين بجوار الباب ينتظرا صراخ الفرحه الذي تآخر كثيرا حين نامت العروسه خجله فرحه بين احضان عريسها الشاب الذي قضي ليلته الاولي يربت علي كتفها ويتحسس ملامحها بحب ولم تغفل عينه عن جمالها ثانيه لكن ام العروس التي لا تعلم ماذا يحدث داخل الشقه توترت وكادت تطرق علي الباب تطمئن علي ابنتها لكن زوجها منعها وهمس في اذنها " بنتنا صاغ سليم " ثم صاح في الحشد المتجمهر امام باب العروسين " يالا ياجماعه الخير نيجي نبارك بكره " وسحب زوجته واهله ونزل السلم لا يكترث بهمسات زوجته " قلقانه علي البت " وحين دخل منزله صرخ فيها " ماعنديش بنات يتقلق عليها قلت لك بنتك صاغ سليم خلينا ندي الراجل فرصته " ونام وشخر وبقيت هي ساهره طيله الليل تنتظر الفجر بشوق ، اما ام العريس التي لا تعرف ايضا ان ابنها احتضن عروسته ونام محبا بقيت امام الباب لا ترغب في الرحيل تلصق اذنها بالباب كآنها تستجدي صراخا يريح قلبها لكن صمت االغرام النائم المنبعث من خلف الباب قبض انفاسها وكادت تطرق الباب تسآل ابنها لماذا لا يرفع راسها وراس اسرته ويعلي الجواب ، لكن ابيه زجرها ونهرها وامسك ذراعها وسحبها خلفه علي السلم وهو يكز علي اسنانه يشرح لها " حتعملي للواد فضيحه من غير مناسبه بكره ولا بعده حيريح قلبك " ولم يكترث حين خبطت علي صدرها " لسه حاستني بكره " وجرها خلفه وحين دخلت غرفه نومها القت جسدها المتعب علي الفراش وهي تبكي " كان نفسي نفرح " فقام من فوق سجاده الصلاه وهو يعبث بالسبحه واكد عليها " حنفرح ياستي نامي بقي " لكن النوم فارق عينها وبقيت تحدق في السقف حتي اخترق صياح الديك اذنها فقامت لا تعرف ماذا ستفعل ولا اين ستذهب ........ زهقت الام من زياره ابنتها للاطمئنان عليها ، فكلمات ابنتها ردا علي سؤالها الوحيد " ها خلصتوا ؟؟" كلمات لا تتغير " لسه ياماما ماتقلقيش " لكنها قلقه وقلبها اكلته الهواجس الشريره .. و خجلت الام من زياره ابنها تهمس في اذنه " خلصت يابني " لاتنتظر رده بل تبحث عن اجابه سؤالها قطرات دماء فوق المنديل الابيض الذي اعدته لتلك المناسبه لكنها لا تجد المنديل ولا تشفي القطرات الحمراء غليل اسئلتها فيتملك الغم نفسها وتنزل من المنزل حزينه مسوده الوجه ..... بعد اسبوعين من ليله الزفاف اصرت ام العروس علي اصطحاب ابنتها لطبيبه تثبت براءه ابنتها من اي اكاذيب قد تروجها عليها ام الزوج وحين خرجت الطيبيبه معلنه ان العروس بكر شريفه اطلقت ام العروس زغاريدها وكادت ترقص من الفرحه و" قولوا لابوها ان كان جعان يتعشي " وامسكت بذراع ابنتها وهما تخرجان من غرفه الكشف امسكت بذراعها بزهو وفرحه وحين نظرت في عين ام العريس صمتت لكنه الصمت الموجع الذي يحمل في طياته رساله واضحه " الدور عليكم بقي احنا صاغ سليم " ... يومها اصرت ام العريس علي اصطحاب الشيخ لابنها ليعالجه من " الربط " الذي افسد فرحتها وحرمه من الاستمتاع بعروسه وكسر نفسهم امام اهل البلد والعائلات والحاسدين ، لكن الشيخ قرآ وقرآ ثم قرآ وقرآ ثم اعلن بوضوح ان العريس " مش مربوط " فسآلته الام حزينه " ولا معمول له عمل " فاكد عليها " ولا معموله عمل " وحين سآلته " امال ايه اللي صابه " لم يجيبها الشيخ لكنه بحث عن ابو العريس واوضح له ان ابنه " عارف من زمان انه مالوش وماكانش له حق يظلم معاه بنات الناس " .. ذهب ابو العريس لابنه يسآله عن حقيقه وضعه لكن ابنه لم يقل له الا شيئا واحدا " بحبها وماكانش ينفع تكون لحد تاني " خبط ابو العريس كفا فوق كف ونهر ابنه " ظلمتها معاك وظلمت نفسك وفضحتنا " وحين عاد لمنزله صمت تماما ونام حزينا علي ابنه الذي لم يفصح له ابدا عن حقيقه وضعه وقرر انتظار قضاء الله وماذا سيفعل اهل العروس لكنه لم يتحمل لوم ام العريس للعروسه التي لم تساعد زوجها وصفعها بالقلم علي وجها وهو يحذرها " اتقي الله في بنات الناس انت عندك بنات ، ابنك اللي غلطان وركبنا الغلط من فوقنا ومن تحتنا " وصمت وانتظر يوم واثنين وعشره حتي طرق باب رسولا من اسره العروس يطلب لقاء الاسرتين في منزل الزوجيه وقتها ادرك ابو العريس ان لحظه المواجهه التي كره حدوثها ستتم ووقتها سيظهر المستخبي ويبان المستور ........ جلست الاسرتين والعروسين صامتين ، منزل الزوجيه بلا فرحه وبلا شربات ، اسره العروس ناقمه علي العريس الذي ودآ فرحه ابنتهما ، اسره العريس مرتبكه لا تعرف من سيبدآ الحوار ، ام العريس غاضبه مجنونه لا تقوي علي الصمت ولا تجد ما تقوله ، قرآ الجميع الفاتحه لتحل البركه علي الاجتماع وعاد الصمت يخيم فوق الرؤوس ، انتظر ابو العريس ان ينطق ابنه لكن الانكسار احتل عينيه والهزيمه طرحته ارضا فبقي صامتا مدانا ينتظر عقابه ، زغدت ام العروس ابنتها لتتكلم لكن ابيها الحكيم نظر لها نظره اخرستها فمتي كان حديث الفتيات في مثل تلك المجالس من حسن الادب ، فجآ انتفضت ام العريس غاضبه تولول " بنتكم السبب ، ماساعدتش الجدع ، لاوعته ، صعبته الامر عليه " كادت ام العروس ترد عليها لكن زوجها خبط بعصاه علي الارض رساله فهمتها لتخرس تماما ، عادت ام العريس تخرف " ابني جاب لبنتكم احسن شقه واحسن عفش " تنتظر ردا لا يآتيها " شبكه مالبستهاش عروسه في الناحيه ، كتب مؤخر ولا السفيره عزيزه " تبحث عن نظرات استحسان او موافقه لكن الطيور تقف فوق رؤوس الجميع تخرسهم " احسن اكل وكلته احسن لبست ولبسته احسن فسح وداها " تلتقط انفاسها " جاب لها اكبر تلفزيون وغساله بتغسل لوحدها ودش ولا مش عارفه اسمه ايه ده و........." لاتجد كلمات تقولها لكن انكسار ابنها يذبحها تدافع عنه بقوه وحسره " ده زينه الشباب ده سيد الرجاله ده عين اعيان البلد وكلكم عارفين " لا يجيبها احد ، يصرخ فيها زوجها لتصمت لكنها لا تصمت " وبنتكم يعني زي مليون بت لا راسها ريشه ولا بنت قنصل الوز " انتفضت ام العروس تهم بدخول المعركه لكن ابو العروس نظر لابو العريس وسآله " واخرتها " اقسم ابو العريس طلاقا ثلاث علي زوجته لو نطقت فانهارت باكيه صامته تحس الهزيمه الحتيمه قدرا لعينا يحاصرها ، نظر ابو العريس للاسرتين وهمس " احنا اتشرفنا بالنسب وبنتكم بنتنا واحنا اهل وحبايب واللي تؤمروا بيه احنا حاضرين له " همس ابو العروس بصوت منخفض " انتم احسن ناس وجبتم لبنتا احسن عفش واحسن شبكه واكلتوها احسن اكل ولبستوها احسن لبس " انتفضت ام العروس تقاطعه " ياحاج " فنظر لها نظره اخرستها " لكن احنا نقدر نآكل بنتنا ونلبس بنتنا ونفسح بنتنا " وصمت وخفض صوته اكثر " احنا دخلناها بيتكم تتجوز ... فاهمني طبعا " اطرق جميع الرجال رؤوسهم " ومادام ابنكم مالوش في الجواز يبقي بنتنا لازمنا وشرع ربنا يسري وحقوقها تاخدها ويعوض علينا ربنا " فهم الرجال الرساله وهز ابو العريس راسه موافقا " طلباتكم اوامر واحنا محقوقين " وسرعان ماانهي المآذون اجراءات الطلاق علي صوت بكاء ام العروس الحزينه علي حظ ابنتها وعلي صوت عويل ام العريس الحزينه علي قدر ابنها وحين خرجت العروسه من منزل الزوجيه انسه بكر مطلقه لم يمسسها بشر سمعت طليقها يهمس وسط دمعه بانه كان بيحبها قوي فسقطت دمعه من عينيها لانها ايضا كانت تحبه قوي ...... وبقي الشاب بلا زواج تائه بحبها ،، وسرعان ماتزوجت هي وانجبت طفلا واثنين وثلاث لكنها وكما صرحت لاقرب صديقاتها لم تحب غيره ابدا وان حنان حضنه اسعدها وكان اجمل عندها مليون مره من كل مايفعله فيها ومعها زوجها وابو اطفالها !!!!!!!!!!!

هناك تعليقان (2):

manal el shalakany يقول...

بجد واقعية جدا يا اميرة
و بتحصل كتير بس هى حظها حلو انهم اعترفوا بالغلط فى حق بنات الناس

مــها العباسى يقول...

تفتكرى لو كان ليها حق الاختيار كانت اختارت ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟