مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



السبت، 22 أغسطس 2015

انا كنت عيدك ... الجزء الثاني

قلوب العاشقين لها عيون
تري مالايراه الناظرون (1)



( 11 )
عشق
ارسلت له رسالة ، يوسف ..
بسرعه جاءها رده ، انتي واحشاني اكتر ..
رفعت عينيها للسماء امتنانا تشكر ربها علي فرحتها ويارب يديمها ..
وابتسم وهو في مكتبه وهمس امين يارب العالمين ..
 ( 12 )
يوسف

"دوسة" الوحيدة التي كانت تفهمني في الدنيا وربما الوحيدة ايضا التي تحبني بالطريقة التي تعجبني وتسعدني ، متي اكتشفت هذا ؟؟ لااعرف بالضبط ، كل مااعرفه اني فتحت عيني في بدايات العمر البعيدة علي وجه دوسة مبتسما حانيا ، هي التي تكلمني وتنصت لي ، هي التي تكبرني وانا صغير وتحميني من طفولتي ونزقي وتحاجي عليا من الخوف وارتعاشه القلب ، هي التي تقويني بقوتها وتمد جذوري بالارض وتعلمني الرجوله كما ينبغي تكون ، قوه بلا طغيان وحنان بلاانكسار وعظمه بلا غرور وعشق للمعشوقه التي تستحق ، هذا ماقالته لي دوسة وقصت علي حواديته وحكاياته ، هذا ماغرسته دوسة في ارضي ووجداني فصرت فرحة قلبها كما كانت تقول وهي ترقيني من عين الحاسد والناقم والغاضب واولاد الحرام ..
دوسة ،  تمنيتها امي ، امي ؟؟ هذا المعني الغريب الناقص في حياتي لولاها، امي هي زوجة ابي ، نعم عشت حياتي كلها احسها غريبة عني وزوجة ابي ، اعرف انها امي لكنها بالاساس زوجه ابي ، اعيش معها لاني ابن ابي اما دوسة فهي امي الحقيقية الرائعة ، امي التي مازال حبل امومتها السري يربط بيننا ولم ينقطع ابدا ...
وقتما مات زوجها ، اغلقت دوسة بيته في البحيرة وعادت لبيت ابيها في المنيا ، قالت هنا ارضي وارض اجدادي ، جذري الممتد وشجرة فخري ، هنا انتمي وهنا سأبقي ، هنا ساعيش واموت ، تشاجر ابي معها لانها اغلقت بيت ابيه فسخرت منه وقررت انها ستعمر بيت ابيها في المنيا وعليه واخوته لو ارادوا يعمروا بيت ابيهم في البحيرة ، كانت تعلم انه لن يفعل ولم تكترث ، المنيا بحر النيل شمس الونس جبل الاساطير معابد الحضارة الرحلة المقدسة مولد العذراء الارض المروية بعرق الوجود هنا وجودي ووطني وهنا يتعين اكون ، وكما توقعت دوسة نسي ابي واخوته بيت البحيرة وذكرياته وعادوا معها لارض ابيها واصلها ، للمنيا !!!
فتحت عيني ووعيي وادراكي علي شرفه البيت الكبير في قريتنا الصغيرة في المنيا التي صرنا جميعا ننتمي اليها ، فتحت عيني وشمس المنيا الحانية تدغدني ودوسة تجلسني علي ساقيها وتهزهزني وتحكي لي عن كل مايتعين علي اعرفه  ، شرفة عملاقة كما احسستها طفولتي تلف البيت من كل جوانبه وكأنها تحتضنه وتحميه مثل حضن دوسة لي وللعالم كله ، في هذه الشرفه ركن تسكنه الشمس وركن يتأرجح ونسائم النهار الطازج تداعبه ، ركن حاني نجلس فيه صباحا ركن دافء نتحلق حوله مساءا ، في شرفه البيت الكبير تجري فصول العام كل يوم امام اعيننا وتتغير الجغرافيا والمناخ فندرك ان دوام الحال من المحال وان التغيير سنة الحياة وعلينا قبوله والتعاطي معه كما قالت لي دوسة بدل المرة الف وهي لاتكف عن نصحي ولااكف عن الانصات اليها...
ومن المنيا للقاهره والقاهره للمنيا كانت رحلتي مع دوسة ، رحله الحنان والوعي والجذور ، كانت تأتي لزيارتنا في بيت ابي في القاهرة تقضي معنا بعض الوقت وفي نيتها تعود مسرعه للمنيا وانا معها ، تزورنا لتسرقني كما تشكوها امي لابي ، تقهر زوجه ابي التي تقسوا علي طيله الوقت وتحاصرني باوامرها ونواهيها وتطلب مني الادب والطاعه البليدة ، تتشاجر معها لانها لاتدرك حقيقتي واني رجلا كبير من يوم ولادتي وانه يتعين عليها تكبرني وتحترمني ، كانت امي او زوجه ابي تستشيط غضبا من تدخل جدتي في علاقتها بابنها وتشكو  لابي الذي يطيب خاطرها بكلمتين فارغتين لان امه زائرة وان طالت اقامتها ويوسف ابنك مهما قربته منها وفي النهايه ستربيه بالطريقه التي ترغبي فيها ، امي كانت تصمت علي مضض وهي تتمني تنهش وجه دوسة وتمزقه باظافرها الحمراء اللامعة الطويلة ....
دوسة كانت تخطفني من امي وتغلق علينا باب غرفتي وتحكي لي عن ابيها وعائلتها التي انتمي اليهم وعن جدها الاكبر الذي ورثها الارض الكبيرة خلافا لكل التقاليد ولم يحرمها منها لانها انثي ستأتي بغريب يستولي علي ارض العائله كما تحكم العادات والتقاليد ، تحكي دوسة ان جدها ناداها وهي صغيرة وقال لها انك رأس العائله وفوق الرجال والنساء لانك حفيدتي وسلسلالي كله رجال بما فيهم انتي ، جدها قال لها انه سيورثها ارضه كلها لان ابيها كما يحلو لجدها وصفه ضعيف امام زوجته امها ولو كتب الارض باسمه لضاعت لارضاء الزوجة ، دوسة تحكي لي ان ابيها غضب  من ابيه وامها صارت تسميه الملعون لانه كتب الارض باسم الابنة واوقفها عليها حتي تبلغ سن الرشد لتتصرف فيها ، جدة ابي  بقيت غاضبه من الملعون الذي حرم زوجها من ارضه وحرمها من رغد العيش والمجوهرات الماسية ومكن طفله صغيرة من رقاب الكبار ولو كانت ابنتها ، دوسة تقسم لي انها فهمت وصية جدها جيدا ونفذتها بحذافيرها وصارت الامينة علي الارض وشرف العائله وهيبتها توزع الارض علي من سيصونها وتحرم من سيبددها وكلمتها نهائية ونافذة فوق القانون ورقاب الجميع ، اخطرتني دوسة انها خصتني بعشرة فدانين يوم ميلادي وانها ستكتب بقية الارض بأسمي وتسلمي الراية والمسئولية ، لو سمعتها امي لقتلها هي وجدها وشجرة الحمق التي تتوارثها العائلة ونبهتني الا اخطر احد بسرنا الصغير وكنت محل ثقتها وحفظته حتي ماتت ...
دوسة كانت تأتي لزيارتنا كل عام في شم النسيم وتبقي معنا حتي تنتهي السنه الدراسية فتصحبني معها طيله اشهر الصيف للبيت الكبير وارض الاجداد في المنيا ، امي تتشاجر معها لانها تحرمني الفسح والخروج مثل بقيه اطفال العائله وتختطفني طيله اجازه الصيف في المنيا والجو نار وتتشاجر مع ابي وقت اعود وجلدي الاسمر محروقا بشمس المنيا كعبيد الهجانة و تسخر منه لانه يتركني لامه خائفا منها منتظرا رضاها لانها صاحبه السطوة والارض ولانه لايصطحبنا للاسكندريه والبحر مثل كل العائلات ويبقي في عمله طيله الصيف ويتركني شريدا مع امه في قيظ المنيا وحرها الرهيب ، ابي لا يرد عليها و يطيب خاطرها حزينا لانها لاتفهمه لكنها زوجته وام الاولاد وحسن معاملتها واجب ومقتضي الاصول التي تعلمها من امه ..
تأخذني دوسة معها للمنيا طيله الاجازه الصيفيه و تترك لي غرفه جدي الاكبر و فراشه لاني صاحب السطوه والكلمه الاخيره في البيت فصرت وانا طفل صغير ، صرت رجل وكبير ومحترم ولااتصرف بحمق الاطفال ولا نزقهم خجلا منها ، وحين رددت ذات يوم سب احد الصبية لي في الشارع ، غضبت مني دوسة وخاصمتني لاني صغرت نفسي امامه ، فالرجال الكبار مثلي كما تقول دوسة لايتشاجرون مع الصغار ،كانت تصحبني معها لارض ابيها وتذكرني بدل المرة عشر هذه ارضك وشرفك وعرضك وانت المسئول ليوم الدين تحافظ عليها فانا مثلها من سلسال الرجال الذي خرجت من ضلعه وورثت كل تاريخه وقوته ...
كنت احبها هذه السيدة الجميلة الصعيديه القوية و كانت تحبني وتفهمني وتؤمن بي ، كنت اخجل منها لو اخطأت او تحامقت لاني خيبت املها في وكسرت خاطرها ، فالرجال لايخطئون ولا يتحامقون وانا رجل كبير كما تقول عني دوسة دائما لكني رغم هذا تحامقت كثيرا وتحملتني كثيرا ، ومر العمر بيننا مثلما مر ، اليوم اتمناها معي تشاركني فرحتي بليلي ، اه والله يادوسة  ..
 ( 13 )
رسالة

فتحت ليلي صندوق رسائلها لتجد رسالته " انا لك .. فلاتردني الي " اخذت تحدق في الرساله مره واثنين ثم ردت علي يوسف  باغنية " ثلاث سلامات " وابتسمت سعيدة واكملت نومها تتمني يأتيها في الحلم لتمطره بقبلاتها ...
 ( 14 )
ليلي  

اشتاق دائما ل " آمة سعيدة "  اشتاق لحواديتها ، اشتاق لحنانها الفياض لاتنتظر مقابل وهل تنتظر الامطار عطاء من الارض العطشي التي ترويها ، اشتاق لدفء وجودها ، آمة سعيدة السيدة العجوز التي فتحت عيني علي وجودها في بيتنا في المنيا ، صعيديه هرمة بملامح فرعونية واضحه ، سمرة مشوبه بالاحمرار وعيون واسعه و" دقة الحسن " وخلخال فضه كبير اشترته في شبابها من نباش عثر عليه في تراب المعبد منقوش عليه  ثعبان فرعوني كمثل المرسوم علي جدران المعبد وفوق المسلات تؤمن به آمه سعيده و انه يحيمها في كل خطوه تخطوها علي ظهر الارض ...
 آمه سعيدة تعاون امي في اعمال البيت ، تساعدها في المطبخ وشئونه وتربيه البنات وهمها وانشغال الزوج وطلباته ، من منحها السطوة وقوة الوجود في بيتنا وعلي حياتنا؟؟ لااحد يعرف ولااحد يبحث !!
آمه سعيده افسحت لنفسها مجالا لتصبح عمود الخيمه في بيتنا يحتمي الجميع حوله وبظله ، تنصح امي عن ضرورة لف المانجو بالورق وتخزينها حتي لاتأكلها الوطاويط ، تنظف كتب ابي في المكتبة  وتنظمها له واحيانا تطالبه يقرأ لها بعض ابيات قيس التي كتبها في عشق ليلي ، تخيط ملابسنا انا واخوتي وتصنع لنا ملابس العرائس وتجدل شعرها من الصوف الاسود وتحشوها من قطن المخدة التي اخفتها عن امي كي لاتغضب منا ، تخلل الزيتون والبصل الاورمه وترحرح العيش الشمسي وتصنع الفايش وتجبرنا نشرب اللبن الساخن من ضرع بقرتها الحبيبه لقلوبنا وتخزن المربي في الدولاب الصاج بعيدا عن الشمس حتي لاتفسد تعبها ، آمة سعيدة تجادل امي في ميعاد تخزين السمن وتقسم برأس طوبه انه لاسمنه الا سمنة برد طوبة ، وتسب الغياط في الحديقة لانه لاينتبه لعمله ولا يكترث بنعمه ربنا وقتما يبقي الورد الاحمر حتي تنفرط اوراقه من فوق الشجر و تلومه لانه حرم البيه من مربي الورد التي تجيد صناعتها ...
آمة سعيده ميراث ابي عن امه ، عاشت في بيت ابي خادمة صغيره وحين تزوج ابي صممت جدتي تهدية آمه سعيده لتنظم له حياته وتهون عليه الخروج من بيت الاسرة لبيت العروسه المدللة ....
فتحت عيني علي الدنيا وجدتها في بيتنا احد افراد اسرتنا وربما اهم واحده فينا  ، ووجدت ابي يعمل حسابها ويراعيها وامي تخاف منها وتسمع كلامها ، ابي يناديها آمه سعيده فصارت آمه سعيدة ، لها  وقت تحكي وتغني ولها وقت تنتحب وترثي ولها وقت ترقص وتزغرد ولكل وقت ادان ، كل يوم بعد العصر تصطحبنا خلف البيت في ضله شجره التوت وتحكي لنا حواديتها هامسه وتطالبنا نودع الشمس التي ستذهب اليوم وتعود غدا ، وحين تأمرنا امي ننام ، تسحبنا آمة سعيده للاغتسال وتغيير ملابسنا وتدخلنا اسرتنا وتطفيء النور ولاتسمح لنا نخاف من الخيالات المتراقصة علي الجدران ولاتترك لخيالنا جموحه فنراها اشباح مرعبه ، آمه سعيده تقص علينا حواديتها وتغني بصوتها الرخيم مواويلها وتأخذنا بعيدا في براح الخيال وتعود بنا في حضن طمأنينتها حتي ننام سعداء والفضول يتملكنا لنعرف بقيه الحدودته واخر الموال...
فين اولادك ياآمه سعيدة ، سألتها ذات يوم فأجابتني ، انتم اولادي ، طيب فين جوزك ، مااتجوزتش ومش مكتوب لي ، ليه ياآمة ؟؟ تحكي لي ان اسم علي اتكتب "علي" جبينها و لما راح في الحرب ومارجعش فضلت زي الصبارة عطشانة مهما سقوها ، قالت لها في البدايه انتظرته ، وفي النهايه دعيت له بالرحمة ، واكدت العهد بينا ، واني له  ولا عمري حاحل ضفايري علي كتف غيره ...
آمة سعيدة تحكي وتحكي لاتكترث بما افهمه ومالا افهمه كأنها تلقي علي بتعويذاتها لترقد في قاع روحي ربما لن افهمهما اليوم لكني سأعيها غدا او بعد الغد سأعيها وقتما احتاجها ، كانت واثقه مما تفعله وكنت لاافهمه وحين فهمته امتنيت لها وشكرتها وهي الان في حضن "علي" بعدما تواعدا علي اللقاء في الجنة وصار لهما ماتنمياه ....
قالت لي امة سعيدة بصوت رخيم وربما مخيف وكأنه ينبعث من فوهه بركان عميق ، ان النصيب مكتوب علي الجبين ومامنوش مفر ، وكل اسم له اسم ، وكل روح وليها روحها ، واللي جبينه خالي قلبه بارده وحياته هم وسم ، وان الحب بيونس مهما كوي ، والعشق يفرح القلب الحزين مهما مزق فيه وقطعه ، انصت لصوتها الرخيم لاافهم بعض ماتقوله وربما كله لكن ايقاع كلماتها ونبرات صوتها تلصق جفوني في بعضهما وتغرقني اكثر في تلافيف الدفء وتذهب ببقايا يقظتي ووعيي ، الحب قدر ، لاحد بيسعي له ولا يعرف يفر منه ، واللي مكتوب علي جبينه يعشق ، اسير معشوقه يمرح وراه مهما جري منه ويلف ويرد له مهما بعد عنه ...
وعارفه ياليلي ، انتبه لصوت امة سعيدة ، الشاطر حسن اسمه مكتوب علي جبين ست الحسن ، وايوب اسمه علي جبين ناعسة ، سألتها ، ومين اسمه علي جبيني ياآمة ؟؟ ابتسمت وهي تربت علي اصابعها تطمئني ، هو  صاحب الحظ والبخت اللي امه داعيه له يتهني ويشوف الفرح اللي محدش شافه ومسيره يجيي لغايه حداكي ويخبط وينتظر الرضا ترضي و...... غفوت وصوت الليل الموحش يحاصر فراشي احلم بمن سيطرق علي بابي وينتظر رضايا واسمه علي جبيني وعد ومكتوب!!!!
هل كانت تعرف آمه سعيدة يوسف وحكايتنا التي صارت  ؟؟
طمنيني ياآمه سعيدة ، هو يوسف اللي اسمه مكتوب علي جبيني ؟؟؟؟
( 15 )
كوابيس الليل

استيقظت ليلي زهقانة مخنوقة لاترغب في الاستيقاظ ، نامت باكيه لان " ليلة " قررت تسافر للدراسه بالخارج ، ستتركها وحيدة ، لن تمنعها لكنها غاضبه منها ومن الحياه كلها ، ابنتيها الكبيرتين تزوجتا ، لمي سافرت لامريكا للدراسه مع زوجها ، لبني تعيش علي مقربه منها في نفس الحي لكنها تستعد للانتقال للجونة قبل بدايه العام الدراسي الجديد بعدما عين زوجها مديرا لواحد من اكبر الفنادق هناك ، تفتقد بناتها طيله الوقت وتبكي وحدتها وقسوه فراقهما ...
في الليله الفائته طرقت " ليلة " الباب وتسللت لفراشها واحتضنتها ، لحظتها نهش الخوف قلبها ، انا قدمت في الجامعه الامريكيه زي مااتفقنا !! ابتسمت تنتظر بقيه الحديث ، وقبلت ، الف مبروك ، تبتسم ، بس بصراحه يامامي مش مبسوطه انا عايزه اسافر ادرس في فرنسا ، الحقيقه انا كنت قدمت ورقي للجامعه هناك والنهارده قالوا لي انهم قبولني هناك ..
تنصت ليلي والدموع تتكوم في اخدود حزنها ولا تنهمر ، والنبي يامامي ماتزعلي مني ، هي الجامعه الامريكيه كويسه لكن فرنسا حاجه تانية ، سترحلي ياليلة انتي ايضا وتتركيني والجدران البارده وحيدة ، وكأن العمر تبدد بلا طائل ولاجدوي ، منحتكن ايامي والان تتركوني وحدي وتطلبن مني اتقبل وافهم ، عظيم ، اتقبل وافهم ، لكن هل تطلبن مني ايضا الا اغضب والا احزن ؟؟ تحزنن لحزني اعرف ، لكن لن تعطلن حياتكن من اجلي ولااطالبكن بذلك ، هي الاقدار و ترتيباتها ، وسنة الحياة وطبيعتها ، تنطلقن لحياتكم وتعيشوها ، تحبوني ولكن ، احبكم وافهم "لكن" التي تنهوا بها كل حوار نتحدث فيه معا ، مامي ؟؟ معاكي ياليلة ، كملي كلامك ..
و...... تشرح ليلة لامها فائده الجامعه الفرنسية ومميزاتها شهادتها ، حديثها يجتر  في قلب الام وجع رحيلهن ، لمي سافرت ولبني تستعد للسفر وانتي ايضا ، ومن سيبقي معي ؟؟ هذا حوارها الذي لم تنطق به ، لكن نظراتها المتألمة فضحتها ، بلاش يامامي شغل الافلام العربي القديمه دي ، دي باريس 4 ساعات ، يعني اقرب من الساحل ، والتكنولوجي ماسابتش حاجه الا وعملتها ، حنتكلم علي النت ، وتيجي لي واجيي لك والاربع سنين حيعدوا هوا ، دراسه القانون في السوربون حاجة وفي الجامعة الامريكيه حاجه تانيه ، عمر بصراحه اللي شجعني ااقدم ورقي ، يلعن ابو عمر و ابو اليوم الاسود اللي عرفناه فيه ، سالتها والكلمات تتعثر بين شفتيها ، هو انتي بتحبيه؟؟؟  ضحكت ليلة ، لا يامامي انت خيالك راح لبعيد قوي ، عمر مجرد صديق ، انا مابحبش حد ومش حاحب حد الا لما اخلص دراستي ، مستقبلي اهم ،  قبلتها ليلة واحتضنتها وغادرت غرفتها وتركتها والحزن والوحدة ينهشا قلبها والدموع الحجريه تمزق روحها ونفسها ....
نامت مقهوة  تلاحقها الكوابيس التي خلعت قلبها رعبا ، وكأن امنا الغوله خرجت من مغارتها وخطفت بناتها الثلاث ، تري نفسها علي باب المغاره تبكي تستجديها تعيد لها صغيراتها ، تلمح في الظلام " امة سعيدة " وهي تحكي لها كان ياماكان ياسعد يااكرام ومايحلي الكلام الا بذكر النبي عليه الصلاه والسلام ، تعود طفله وحيده علي باب المغاره تصلي علي سيدها النبي وتبكي تنادي علي امة سعيدة لكنها لاتسمعها ولا تغيثها ، تري نفسها تبكي علي باب المغاره وكأن امنا الغوله اختطفت امها والامان ولا تفرج عنهما ، وسرعان ماتكبر في الحلم وتدرك ان امنا الغوله اختطفت بناتها الثلاث وتصلي علي النبي عليه افضل الصلاه والسلام تستجديه يتشفع لها ويعيد لها بناتها المخطوفات لكن الكابوس يطول وهي تبكي وتبكي ...
تستيقظ من النوم عكره المزاج دامعة العينين ، تهون علي نفسها ماعاشته لان البكاء في الحلم فرج ، وتبات نار تصبح رماد ، وكله خير ان شاء الله ، لكن الهم لاينصرف ولا وحشه الروح ، تحتسي قهوتها النهاريه بلامزاج ، حتي عصافير حديقتها خرساء لاتغرد وكأن وجل قلبها انتقل لهم ، الاشجار ساكنة لاتحرك الرياح اوراقها والزهور نائمه لم توقظها اشعه الشمس والعالم كله بارد بارد حزين مثلها ..
فنجان ثان من القهوه وثالث ، ومازال فمها مر ، قررت تتمرد وتنهي ذلك المزاج ، تغير ملابسها تنتقي ثوبا انيقا ، ستخرج لحيث تحملها الصدفه تغير مناظر ومشاعر ، ستصاحب نفسها في مكان يعجبها تطلب ايس كريم ليمون بالنعناع وفطيره تفاح وقهوه سوداء ، ستصالح نفسها بنفسها مادامت الدنيا لاتصالحها و......تركت احزانها في البيت خلفها وخرجت ..
جلست في المقهي الانيق تحتسي القهوة حرة طليقه بلا جدران ولااسوار ولا ضيق وخنقة نفس وكأنها سعيدة واللي رايده ربنا يكون ويحصل ...
( 16 )
دعاء

ثلاث ايام لاتعرف عن يوسف شيئا ، تتصل بها فتجد هاتفه مغلق ، تزداد عصبيتها وغضبها ، تشتاق له لاتنكر ، لكنها ايضا تشعر قلقا وخوفا ، كل مايحدث شرحه لها وفسره وقبلته ، لكنها لم تفهم بحق مالذي يعنيه الا وقتما عاشته ومعاناته الصعبه ، امسكت هاتفها وارسلت له رساله "فالله خير حافظ وهو ارحم الراحمين " وتمنته يجيبها باي اجابه تطمئنها ويسوقك ولايسيئك يايوسف علي راي آمة سعيدة ..
( 17 )
يوسف

لم احب نهلة ابدا ، لكني تزوجتها في نهايه رحلة تمردي علي الحياة او تصورتها نهايه الرحله فاذا بها بدايتها ، عرفت نساء كثر قبل نهلة ، عرفتهن لااكترث بعيونهن الزجاجية وقلوبهن البليدة ، ولما اكترث ؟؟ هن متاحات للهو والعبث والرقص وقتل الوقت ، اُسمعهن مايتعين عليه قوله ، وادعي  تصديقهن فيما يتعين عليهن يقولوه في الاوقات التي كنا نقضيها معا ..
عرفت نسوة كثر وعبثت معهن وتعالت ضحكاتي الكاذبه وضحكاتهن الخليعة ، تراقصت معهن وراقصتهن ، وضجرت من ثرثرتهن الفارغه وضجرن من هلاوسي التي لايفهموها ، انقبضت معدتي من رائحه عطورهن الرخيصه ورائحه شهوتهن ورائحه عرقهن الغليظ ، انقبضت معدتي من وجودهن في حياتي وانا الذي استحق اجمل من كل هذا الزيف الاحمق ...
معهن كنت اكذب ولااكذب ، احبك "الان وفقط" ، لم اقل لاي منهن "الان وفقط" طبعا لكني كنت اعرف مااعني ومااقصد ، لااحبها بالطبع بالمعني الذي اعرفه للحب ، لكني اقول لها مايلزمها للاستمرار معي في العبث واللهو ، لم اصادف من احبها ولااعرف كيف ستكون مشاعري وقتما اقع في العشق الذي اتمناه وانتظره ، لذا سيدتي الغريبه كنت وستظلي ، احبك بالمعني الذي اعرفه هو قول بارد مثلي كاذب مثلي وعليك تقبليه وتفرحي به ، فانا سيدتي لااملك لك غيره ولك الاختيار اما تصدقي اكاذيبي واما ترحلي ، وغيرك كثيرات متاحات يتمنين مني بعض الاكاذيب الصغيرة !!!
عبثت طويلا مع النسوة وقضيت معظم الايام في حياة الليل والنسوة المتاحة والكاذبات ، قضيت ايام كثيرة معهن حتي كرهت نفسي التي يلقوا بانفسهن في طريقها ، كرهت نفسي لاني لااحبها مع اي منهن ولااجد وسطهن من سأحب نفسي وانا معها ، لن ابقي راهب الانتظار ومجذوب الاوهام والاحلام ، علي اعيش بكل ماتعنيه الحياه من معاني خرقاء ، لست بكر اخاف علي عذريتي ولست راهب اتعبد و ادعو  ، علي اعيش الحياه مع النسوة المتاحات ، كنت كاذب معهن واقبل كذبهن معي ، كنت امنحهن بعض القليل من الهدايا او القبلات وربما  الكلام المعسول ، لكني ابدا لم امنح اي منهم روحي ولا اي جزء منها ، روحي وانا اثمن كثيرا مما تستحقه هؤلاء النسوة ، روحي وانا مختبئين في مكان بعيد لاتطوله ايدي النسوة ولا حيلهن المفضوحه للحظة الحقيقة واليقين ...
وحين عجزت عن قضاء الوقت مع هؤلاء النسوة ، وتضايقت من الكذب عليهن ومللت من كذبهن علي ، وصارت الايام ممله كئيبة تحزني ولا اي شيء اخر ، كان لابد اتزوج وادخل الاطار الاجتماعي المقدس باراده صاغرة وابني اسرة وانجب صغار يحملوا اسمي ويرثوا ارض دوسة وشرف عائلتها ، كان لابد للحياه تتحرك للامام وليحدث بعدها مايحدث ..
سنوات كثيرة الحت علي امي كثيرا لافرح قلبها وقلب ابي ، وانت زينه الشباب وست البنات تتمني الرضا منك ترض ، ورسمت الصدف الساذجه لتلقي بالجميلات بنات العائلات والاصول في طريقي خوفا علي من عابثة تجلب لي ولامي وللجميع فضيحه لايتحملوها ، حاولت معي كثيرا لكني راوغتها وفررت مرة وعشرة حتي كادت تيأس مني ونسيتني ..
ذات ليلة اخبرتها اني ارغب في الاستقرار والراحه وابنة الحلال، سطعت عيون امي فرحة وانهمرت دموعها لان ربها استجاب لدعاءها وعصمني وحفظني واطال في عمرها حتي تراني في بيت استقراري وتحمل ابنائي علي ذراعيها بعد طول اشتياق ...
لم اعرف نهلة قبلما تلقيها امي في طريقي وحين عرفتها ، عرفتها ولم اعرفها ورغم هذا قررت اتزوجها فهي بالنسبة لي كمثل الاخريات لااحبها ولن ، ولم تمس روحي ولن امنحها لها ، وهي انثي في النهاية تملك رحما سينجب صغاري ولو اضطرني هذا لاقول لها بعض كلمات الحب الكاذبه وليسامحني ربي ...  
نهلة هي الزوجه المناسبه كما تراها امي وكما وافقتها بلا مبالاة وعدم اكتراث واهي جوازة والسلام ..
تمني لي ابي الخير وترك الامر كله لامي الفرحه بالعروس التي اختارتها وانا كنت لااكترث بالامر ، اهي جوازه والسلام واهي عروسه والسلام ، فقط دوسة التي لم يعجبها الامر  وقررت تتدخل فيه وتنهيه ، مازلت اذكر ذلك اليوم ، استدعتني بصوت واهن حاسم للمنيا وذهبت ، اجلستني بجوارها والمرض ينهشها ويحملها علي اجنحة ألمه للجنة و استقوت علي نفسها لتحدثني فيما تراه مهما لي ، كانت تسعل والعرق يتصبب من جبينها والاصفرار الشاحب يطغي علي ملامحها والمرارة تقطر من كلماتها ، كانت تعبه وحزينه لكنها لم تقوي علي الصمت ، قررت تخترق حجبي وتفسد مخطط امي وتنتشلني من مصيري الاغبر   وكأنها كانت تراه جيدا  ، تشاجرت معي لاني ساتزوج نهلة وحرضتني افسخ الخطوبه ولا اتمم الزواج قبل حفلته  بعدة ايام ، سألتني هل احبها ؟؟ لم اكذب علي دوسة ولماذا افعل ، قلت لها لااحبها ولااحب غيرها والزواج غير الحب ، غضبت مني ورفضت تبريراتي ونصحتني ابحث عن من تملك قلبي فامنحها روحي وغير هذا يصبح الزواج جحيم يدمرني ، شاكستها ، طيب يالا ايدي علي كتفك هاتي اللي احبها وانا احبها ، اجابت بمرارة ، لكل شيء ميعاد يايوسف واللي يستعجل يكسر حظه ونصيبه ، افسخ الخطوبه يايوسف وارحم نفسك وبلاش عند ..
كادت تبكي ،  انت مش شايف نفسك يايوسف مش شايف شكلك ، انت يائس يايوسف وعامل فرحان ومعوم المراكب الغرقانه اللي لو مشيت يوم بفعل الريح بكره الريح تقف وتغرق تاني قدام عينك وتقهرك وتاخدها معاها ، اسمع يايوسف ، الراجل مش هو اللي يعوم المراكب الغرقانه ولا يخلي الريح تزقه  قدامها ويقول انتصرت ، الراجل هو اللي يسايس الريح ويطوعها ولما تعصاه يروضها ويكسر شوكتها واللي مش علي هواه مايعملوش ابدا ولو السكينه علي رقبته ولو نفسه الاخير ..
تمسك ذراعي بقوة وكأنه ستخلعه ،  نهلة ماتنفعكش وحياتك ياحبيبي ماتنفعك ، هي طيبه وبنت حلال واهلها ناس طيبين ، لكن مالكش فيها ولا ليها فيك ، والله ماتنفعكش ، انا مش موافقه علي الجوازه دي ، امك جابت لك واحده تطفش ولاتعشش ، واختارت لك اللي تقفل في وشك ابواب الرحمة ولاتعصمك ولاتصونك ولا تحفظك ولا تهون عليك ولاتسندك ولاتقوي قلبك ، سامعني يايوسف ؟؟ 
مازلت اتذكر كيف كشفت بأنصال كلماتها زيفي وكذبي وعرتني امامها وذبحتني ، اتذكر صمتي امامها وعجزي عن مقاوحتها ، كدت اقول لها اوافقك ياجدتي ونهلة فعلا لاتصلح لي لكني لم اعثر علي حلمي  ، ولن اوقف حياتي حتي اجده واجد حبيبتي وربما لن اجده ولا اجدها  لكني لم اقل شيئا ...
مازلت اتذكر كلماتها المدوية ، اسمع يايوسف نهلة كويسه قوي لروحها لراجل تاني مش ليك ، واحنا لسه علي البر  و زي مادخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف ...
بحنان وحزن كانت تحاول انقاذي وفشلت ،  بص يايوسف ، انت لسه ماحبيتش ولما حتحب وتعشق وتغرق في الغرام ، وتلاقي اللي تسبيك وتسحرك وانت راضي ومبسوط ومسلم لها روحك وراضي وفرحان وقتها حاقولك مبروك وازغرد وارقص لكن دلوقتي لا، مازلت اذكر دموعها المعلقه علي طرف رموشها وهي لاتري وقع كلماتها علي روحي وتراني اسير لمصيري الموحش ، مازلت اذكر نبرة صوتها المرتعشة وهي تتوسل اليا ، نهلة ياابني حتشقيك بتسرق روحك وتطفي نارك ، عشرتها حتبقي جحيم لانها ماتعرفكش ولافارق معاها ، انت عريس وكويس وبس كده ، انا شفتها معاك ، مش شايفاك وازاي تحبك وهي مش شايفاك ، مش شايفاك يايوسف وراس ابويا مش شايفاك ، شايفه روحها والشبكه والفرح والعريس اللي بتحسدها عليه البنات ، اذا كانت النهارده مش شايفاك امال بكره حتعمل فينا ايه ، ماتكسرش قلبي يايوسف ، ماتطاوعش شيطانك وتتجوزها ، ماتكسرش نفسك بنفسك ، ومافيش امر يابني من الندم ، لما يجي عليك لحظه تقول ليه عملت في روحي كده ، فاهمني يايوسف ؟؟؟ بص يايوسف ، فيه رجاله كتير يعيشوا ويموتوا لايعرفوا العشق ولا يجربوه ويتجوزوا ويخلفوا عشر عيال والحياه تبتدي وتخلص واحنا كويسين ، وفيه رجاله تانيه وانت منهم يايعشق ويحب ويعيش ، ياناره تتطفي وروحي تتسبي والارض تبور والحياه ذاتها ماتلزموش ، حرص علي نفسك يايوسف وماتممش الجوازة ، ماتتممهاش ...
لم اسمع نصيحه دوسة وتزوجت نهلة في فرح كبير اسعد الجميع الا دوسة التي لم تكف عن البكاء طيله الليلة واسبوع كامل بعدها ...
( 18 )
يا حبيبتي لازم نلتقي ...

اقترب منها لايصدق عينيه !!!
تجلس امامه فعلا تحت الشمسية القريبة تحتسي قهوتها !!!
خرج من عمله مرهقا ، راحه ساعتين ويعود ، اتصل بعمر ، تعالي نتغدي سوا في الداون تاون ، لم يصدقه عمر ، انت مش في الشغل ليه ؟؟ مرهق ومخنوق وقلت نتغدي سوا وارجع اكمل اللي ورايا ، ساعه وحاكون عندك ، اخبره عمر  بعدما اتفقا علي المطعم الذي سيلتقيا فيه ، طيب ماتتأخرش ياعمر ...
يسير بخطوات بطيئه صوب المقهي الملاصق للمطعم ، سيتحتسي فنجان من القهوة حتي يأتيه عمر ، يلقي جسده علي اقرب مقعد صادفه ، نادي النادل ليأتيه بقهوة ، يلتفت برأسه حوله يمينا ويسارا يتأمل المكان ورواده ، خطفت عينه وروحه ، نعم هي ، ليلي ، تحرك صوبها لايبالي باي شيء الا وجودهما الغريب في ذلك المكان والوقت معا ..
صباح الخير ياهانم ولا اقول ياليلي ، رفعت عينيها من بؤرة فنجان القهوة الغارقه فيه ، سحب مقعد وجلس ، ازيك ياليلي ؟؟ كادت تسكب فنجان القهوة فوق فستانها الانيق ، ازيك حضرتك !!!  
ابتسم ، يعرف انها تضع في طريقه العوائق والحواجز وتستعد للهرب ، يعرف كل هذا واكثر ، ازي البنات ؟؟ كويسين الحمد لله ، تسمحي لي اعزمك علي فنجان قهوة ولم ينتظر اجابتها نادي النادل ، اتنين قهوه سادة ، رفعت حاجبيها دهشة ، بتحبيها سادة ياليلي صح ؟؟ هزت رأسها توافقه ، ابتسم ، اصلي باحبها انا كمان سادة ..
ارتبكت وتسارعت دقات قلبها ، هل خفر وجهها واحمرت وجنتيها نعم لحد اثار مشاعره صوبها وكاد ينقض عليها يقبلها ، يعرف هذه الوجنات الحمراء الخفرة وطالما حلم بها و احس بوهجها ينتقل لروحه يوقظها من سباتها ويأسها العميق ...
يأتي النادل بالقهوه ، يقدم لها فنجانها برقه ، يشعل لها سيجارتها ، يحدق فيها وهي لاتجد اي كلمات تكسر  الصمت بينهما ، بتحبي البن الغامق ، صح ؟؟ اصل انا كمان بحبه !!!! تبتسم وهي صامته ، تبحث عن الكلمات التي تعرفها ، كلمات المجامله وتضييع الوقت مع الغرباء لاتجدها ، شيء في اعماق روحها ينهرها ، يوسف ليس غريبا ياليلي ، لاتصدق ماتراه امام عينيها ولاتصدق ماتعيشه ، انه العبث الاحمق الذي يتقافز في ايامها وكأنها تقترب من مرفأ الطمأنينة وهي لاتعرف طريقه ولاتصدق مايقودها اليه من علامات ...
مالك ياليلي ؟؟؟ يقتحم اسوارها !!! ولاحاجه !!! تعلي ابراج دفاعها وتتقوقع ...
مين اللي مزعلك بس وانا اوريه ، يضحك ، انتي مش مبسوطه مين بقي اللي مزعلك ؟ يتصل به عمر  في التليفون ، ايوه ياحبيبي ، ربع ساعه حاكون عندك ، ينهي المكالمه ، بقولك ايه ، ماتيجي تتغدي معانا ، انا والواد عمر  لوحدنا ماتيجي تتغدي معانا ، ده واد لطيف زي ابوه وحيعجبك اوي !!! ابتسمت ارتبكت اعتذرت صمتت تقوقعت لم تجد كلمات ترد بها عليه..
اطفيء سيجارته وحاسب النادل وقام ، ده تليفوني ياليلي ، كلميني لما تحبي تتكلمي وتقولي لي مالك !!!! مدت يدها لتودعه ، اقترب منها وكاد يحتضنها ، قبل وجنتيها بحنان طالما تمنته ، علي فكره مش لازم تديني تليفونك لانه معايا ، بس مش حاكلمك الا لما تكلميني وتقولي لي مالك ؟؟ سلام !!!
رحل مسرعا  وبقيت مكانها صامته تنفس دخان سيجارتها الواحده تلو الاخري .....
طبعا نسيت كوابيسها وحزن الليل الموحش ووحدتها وتمنت الخير لليلة ولم تعد تفكر الا في يوسف ، عايز مني ايه يايوسف ؟؟؟؟
( 19 )
ليلي

ارسلت له رسالة ، انا في المنيا يايوسف ، شهر لم اراه ، يأتيني بعض الرسائل وكثير من الصمت ، مشغول مشغول يكسر الاحجار يبني المستقبل ، يجتاحني حنين ، اتصل بأبي ، حااجي اقضي معاكم يومين يابابا ، ياريت ياحبيبتي ..
انزل من القطار في المحطه اشعر وكأن امطار  ورديه دافئة روت عطشي الازرق ، المنيا ، طفولتي وحضن ابي وكتب الشعر ، وزاد عليها يوسف وارض العائلة ، حنين يجتاحني وكثير من الدموع والشوق ...
القي روحي وقلبي في حضن ابي حضن الطمأنينة والونس ، وحشتني قوي يابابا ، يبكي وابكي ، انت دايما واحشاني ياليلي ، تنهرني امي ، لازم تيجي تقعدي معانا ياليلي وتقفلي بيتك  ، يلوح ابي في وجهها بيديه غاضبا ، اسكتي ياصفية وروحي اعملي لينا شاي روحي روحي ، يهمس لي ، امك عجزت وخرفت خالص ياليلي ، ابتسم معلش ، يقولي معلش ، يبتسم نقرا شعر علي الشاي مايجي ، ابتسمت سعيده ، اه يابابا يالا ..
قـالــوا: تـمــوت بـهــا حـبــاً، فـقـلـت لـهــم
ألا آذكــروهــا عــلــى قــبــري فتحـيـيـنـي
قــالــوا: تـخـيــر ســواهــا، فــهــي قـاســيــة
فـقـلـت لا ، غـيــر ليـلـى لـيــس يرضـيـنـي
فـلــو جمـعـتـم جـمــال الــكــون أجـمـعــهُ
في شخص أخرى وقـد جـاءت تناجينـي
لـكــنــت كـالـصـخــرة الـصــمــاء عـاطــفــة
وقــلــت هــــذا جــمــال لــيــس يـعـنـيـنـي
إن الـعـيـون الـتــي بـالـوصـل تضـحـكـنـي
هـــي الـعـيـونُ الــتــي بـالـهـجـر تبـكـيـنـي
قالـوا تـردد عـلـى الــروض النضـيـر فـفـي
أزاهــــر الــــروض ســلـــوى والـريـاحـيــن
فـقـلـتُ: بـعــد شـذاهــا لا أطـيــق شـــذى
وقــلــت لاخــيــر فــــي زهــــر الـبـسـاتـيـن
قــالـــوا: لــعـــل أغــاريـــد الـطــيــور بــهـــا
تخفـيـف مــا فـيـك مـــن آهـــات مـفـتـونِ
فـقـلــت: إن لــــم تــكــن ليـلـى مــغــردَةً
فلـتـخـرس الـطـيـر مـــن فـــوق الأفـانـيــن ( 4 )

تتساقط دموعي ، يناديني لادخل في حضنه جالسا علي مقعده المتحرك ، مالك ياليلي ؟؟ هل احكي له مااعيشه ، عاصفه العشق التي تلفني ، دوامه الغرام التي تغرقني فيها ، هل احكي له مااعيشه ، سيفهمني ، نعم ابي سيفهمني ، اصمت وانا في حضنه ، تتساقط دموعي ، اخجل منه ومما سأقصه عليه ، اقترب من الخمسين واعاني عشق موجع كالمراهقات ، غبية ، يأتيني صوت يوسف غاضبا ، اضحك خجلة ومازالت في حضن ابي وكأني لاارغب اخرج منه ، احتمي فيه من اشواقي ووجع البعاد ، احتمي فيه من عشقه الجارف ، اخجل احكي لابي مااعيشه ، لكني احتاج حنانه وطمأنيتنه لاتحمل جمال ووجع مااعيشه ، تعالي جنبي ياليلي ..
يقرأ في الكتاب وصوته الرخيم يغزوني .....
قـالـوا أنتـحـر، فلـعـل الـمـوت يخـمـد مـــا
يـثـور فـــي الـنـفـس مـــن نـــار البـراكـيـن
فقلت: في الموت فصل الروح عن جسد
والــروح ليـلـى وهـــذا الـفـصـل يشقـيـنـي (5)

اتذكر آمة سعيده يوم بكت وهي تتعذب بعشق ابن الملوح لليلي ، العشق معني الوجود ، المح ابتسامه يوسف راضيا ، يقرأ ابي .... ويقرأ .... نشرب الشاي والدفء يلفنا ...
يــــا لـيـتـنـي ، كــنــت يــــاليـلـى رداءك
أطـــــوق الـجــســد الـمـخــمــور بـالـلــيــن
يــــا لـيـتـنـي كــنــت يــــا ليـلـى لـسـانــك
كـي أمتـص مـا تشتـهـي نفـسـي وتغريـنـي (6)

تطلع البلكونه يابابا ؟؟ يالا بينا ويبتسم وكأنه بعض عمره الذي جري عاد له مع زيارتي القصيرة ، اجلسه في الشمس واجلس جواره ، اقبض علي كفه واهدهده ، طول عمرك جميله ياليلي بس بتخافي ، حاقولك حاجه يابنتي ، ماتخافيش ، ابي يقرأ روحي ويفهم معاناتي ، ماتخافيش، امشي ورا قلبك ياليلي ، طول عمر قلبك اخضر وطاهر واللي يدلك عليك اعمليه ، عيشي الحياه بطولها وعرضها وانبسطي ، الخوف بيكسر بيهد بيموت ، ماتخافيش ياليلي ، جمدي قلبك ياحبيبتي وانا دايما موجود معاكي وفي ضهرك ،انتي كبرتي علي الخوف وهو صغر عليك ..
ينادي امي بصوت قوي وكأنه ينبعث من عزيمته القوية التي كانت ، اعملي قهوة ياصفيه وهاتيها هنا ، يفتح كتابه ويبتسم ، قرايه الشعر في الشمس موضوع تاني خالص ياليلي ، ااقرا انا يابابا ، ياريت ياحبيبة بابا ..
أنـــا الفـقـيـر إلـــى ليـلـى فــــإن رضــيــت
أحـــيـــا وإلا فـــنـــار الـــحــــب تـفـنـيــنــي
لا يـعــرف الـحــزن إلا كـــل مــــن عـشـقــا
ولـيـس مـــن قـــال إنـــي عـاشــق صـدقــا
لـلـعـاشـقـيــن نـــحــــول يــعــرفـــون بـــــــه
مـن طـول مـا حالفـوا الاحــزان و الارقــا ( 7 )
يتلعثم صوتي بنحيب مكتوم وعذابات قيس ابن الملوح توخز قلبي واشتاق ليوسف اكثر واكثر ، وصوت ابي يتردد صداه في قلبي ، ماتخافيش ياليلي ماتخافيش .......
في نهايه اليوم وفي حضن فراشي تأتيني رسالته " لما نروح المنيا سوا المرة الجاية لازم نروح مولد العدرا وكمان تعرفيني علي ابوكي..... بحبك ياليلي " و.....انام نوما عميقا وصوت آمة سعيدة يتردد في روحي ، كل اسم له اسم ، وكل روح ليها روح و............ انا كمان بحبك قوي يايوسف !!!
( 20 )
فرج وخير

فور انتهاء امتحانات نهايه العام جمعت حقائبي وسافرت لاقضي معها الاجازه كلها ، هللت ورحبت بي وفرحت بزيارتي ، ابن حلال يايوسف ابن حلال مصفي انك جيت ، الا كنت واحشني قوي ياحبيبي ولسه بافكر اكلمك اقولك تعالي ، واديني جيت اهو يادوسة ، ربنا يحفظك ياحبيبي ربنا يحفظك ويخليك ليا ولكل حبايبك ....
في اليوم التالي لوصولي وبعد الغدا ، خرجنا للجهه القبليه من شرفه البيت وامرت لنا بالشاي والنعناع الاخضر وجلسنا نتساير ونحكي عن اي شيء وكل شيء فرحين معا وكأننا في ميعاد غرامي انا ودوسة ...
تحدق في فرحه وفجأ قالت لي شايفالك حلم جميل قوي يايوسف ، خير يادوسة ، شوف ياسيدي ، قول خير يارب خير ، همست خير يارب خير ، شوف ياسيدي شفتك في الحلم عيل صغير عايش معايا هنا في البيت ، ولما نزلنا الارض الفلاحين نظروك فقطعت الكلام ، ابتسمت اجاملها لااجد اي شيء جميل في حلمها ، استني ياواد بس لما اكمل لك الحلم ، قولي يادوسة ، قطعت الكلام واتعلمت تسمع ، ماهو السمع ده ياواد صعب قوي ، الناس كلها بتتكلم بس ، انت بقي في اليومين التلاته اتعلمت تسمع كويس ....
وبعدين يادوسة ، جايه لك في الكلام يايوسف ، لما رجعت بيك من الارض علي اوضه جدك الكبير وعيطت وقلت له يرضيك كده اللي حصل ليوسف ، قالي لا مايرضنيش ، ماهو كان قاعد علي سريره ومستنينا نرجع من الارض ، خدك في حضنه وقالي ماتخافيش عليه ، حيتكلم واحسن من الاول ، انتي بس اعملي اللي عليكي ، تنظر  لي دوسة بحب ، ماهو جدك في الحلم كان بيحبك قوي زيي كده وزياده ، وبعدين يادوسة ، ماتصبر يايوسف ان الله مع الصابرين ، لما جدك قالي اعملي اللي عليكي ، احترت يايوسف ، لانا حكيم اعالجك ، ولا درويش افك اللي كلبش لسانك ، ولاانا من اهل الله ادعي وربنا يقبل دعايا ، خفت قوي عليك يايوسف في الحلم وقعدت اعيط ، تلاقيك مش دريان يايوسف ان العياط في الحلم فرج وخير ، قعدت اعيط وادعي ربنا واقوله الا يوسف يارب ، حبيبك النبي فك لسانه وعقدته وندر علي سبع بقرات لاهل الله لما ترد له حسه ...
اتابعها ، والحدوته التي تحكيها وطريقتها تعجبني وتشدني ، دي مش حدوته يايوسف ، ده حلم بُشري يعني ، شفتها وصحيت والفجر بيقول الله واكبر ، اتشاهدت وصليت وشكرت ربنا علي نعمه ويخليك ليا ياحبيبي مايحرمنيش من حسك ابدا ، كملي يادوسة ، حاكمل يايوسف خير يارب خير ، في الحلم ندرت سبع بقرات لما تتحل عقده لسانك وخدتك في حضني وقعدت اكلمك ، قول يايوسف ورايا ، ااقول وانت تحاول تقول ، ساعه واتنين وعشره ويوم واتنين ، وانا باكلمك وانت بتسمع ، وانا فاكراك مابتسمعش ، في الحلم يجيي جدك يقولي قولي له يافردوس ، قولي له اللي مفروض يسمعه لجل يتكلم ويرد عليكي ، اعيط واقول يارب ، واكلمك واقولك قول يايوسف ورايا ، وانت ساكت ولا هامك ولا عايز تتكلم ...
وبعدين يادوسة ، جاي له في الكلام اهو ، خير يارب خير ، جه جدك خدك من ايدي وقالك ، ربنا يحل عقدة لسانك يايوسف ، ويسهل طريقك ، ويكتب لك في كل خطوه سلامه وقرا علي راسك "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ" قراها مره واتنين وتلاته وسبع وكل مره يختمها ويقول صدق الله العظيم ، في المره الاخيرة لقيناك فجأ بتقول وراه صدق الله العظيم ، قالك منصور يايوسف منصور باذن ربك ورحمته "اذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ" وعلي طول فتح كيسه واداني جينهات دهب وقالي اوفي الندر يادوسة لاجل يوسف يحفظه ربنا ويحميه ، دبحنا السبع بقرات وكل اللي داق لحمتها دعي لك يايوسف ، وقالك يحفظك ربنا يحفظك ربنا !!!
واحتضنتي فجأ وانهمرت دموعها ، الا يوسف يارب ، كنت بادعي وربنا استجاب دعايا ، دي نصره كبيره قوي يايوسف ، جدك قرا لك " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ " ،  ذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ " وانت قلت وراه صدق الله العظيم ، والجنيهات الدهب فرحه ، والسبع بقرات خير  ، وكل الناس دعت لك ربنا يحفظك يايوسف ربنا يحفظك ..
علي وجهها ابتسامه كبيرة ، دي نصرة كبيره قوي يايوسف ، وبكره ربنا يعلي مراتبك ويحطك في اعظم الدرجات ، والناس تدعي لك لانك طعمتها من لحمه الندر بتاعك ، وتدعي لك لانك نصفتها ، ولانك مابخلتش عليها ...
فجأ انفجرت في البكاء ، بقولك ايه يايوسف ياحبيبي يوم ماربنا يرفع رايتك فوق الناس كلها ، افتكرني وافتكر ابويا والحلم وادعي لينا بالرحمه ، وياسلام بقي كده لو دبحت اي حاجه رحمه ونور علينا ، وتهمس ، يحفظك ربنا يايوسف يحفظك ربنا ...
وكأنك يادوسة كنت تقرأين الطالع وتعلمين الغيب ، تعلمت اسمع يادوسة اكثر مما اتكلم ، تعلمت اسمع في زمن الناس لاتسمع فيه ، ومازلت اقرأ "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ" ،  "اذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ " اقرءهما ، فيفتح الله لي الدروب المغلقه وينصرني نصره قويه ، ومازال دعاءك في الحلم والحقيقه يحفظاني ويحمياني ببركه ربنا وقدرته ، وقتها ادعوا لك ولابيك بالرحمه ، واتصل بالمنيا واطلب من ناظر الزراعه يذبح بقرة رحمه ونور عليكم !!!
وكانت دموعك يادوسة في الحلم فرج وخير ، ومازالت في الحقيقه فرج وخير !!!!

نهاية الجزء الثاني ويتبع بالجزء الثالث

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

الرسايل اللي بنهم تحفه

manoola يقول...

أميره

الست الجميله الصعيديه القويه..... هي السند الذي كان الامان بالنسبه له
رأيت في ليلى كل مشاعر الخوف والحب والالتصاق... والغربه ايضا مع الابناء
بين نارين..... كل نار تحرق وتكوي فؤاد الام الساكن في اعماقها
كم من النساء باتت دامعه
واصبحت ثائره على احزانها
وتجاوزت ايضا محن في حياتها
هو قدر النساء ...لا شك في هذا

ونعود ليوسف
كم من الاسرار حملها بين ضلوعه
لو علمت النساء اللاتي مررن في حياته احساسه المهين بهن
لتمنت كل واحده ان تتبخر من فوق الارض
من حق كل النساء وحتى فتيات الليل ان يتألمن... يبكين... ولكن
هل يسمح الرجل لهن بهذه الرفاهيه؟

كثيراً ما تكون " جوازه والسلام" عنوانا محترماً لـ " دعارة المشاعر"
اتمنى ان افهم كيف قبل هذا الرجل ان يكون داعرا في مشاعره؟
في اغلب الاوقات تفر المرأه من أوجاعها... من كسر روحها... واحيانا من نفسها الى " جوازه والسلام" لكن ايُعقل ان يسمح الرجل في مجتمعنا الذكوري ان يكون بهذا الضعف؟
حيرتني يا يوسف !!!
كيف استطاع ان يضحك على نفسه.....
هل هو الملل من انتظار "الحبيبه الموعوده" ؟؟؟
ربما.... فالرجال صبرهم قليل
وما فيش أمَر من الندم.... بس بعد ما يكون الاوان فات

عندما يخفق قلب المرأه..... تبدأ في بناء القلاع والحصون
تخاف ان تسلم مفاتيح روحها وجسدها لهذا الذي زلزل كيانها
تعود كطفله صغيره.....
وتفر الى ابيها....
فدائما او في الاغلب ما يكون الاب هو السند... من حيرة الروح

" امشي ورا قلبك يا ليلى "
سألت نفسي يا أميره..... وماذا بعد ان تمشي وراء قلبها
ها تندم ؟؟؟؟؟؟
ها تفرح ؟؟؟؟؟
اكيد مش ها تعرف الا لما تمشي ورا قلبها

أميره...... هل امضي للجزء الثالث؟؟؟
والله اخاف من قلمك في هذه الحدوته

منال أبوزيد

Isis of The Nile يقول...

بعد تعليق manoola
مش لاقية كلام .....

بس هاضيف ... و اللى حضن أبوها كمان رحل ..... تروح فين .. و لمين ...
اللى هتمشى ورا قلبها .. هى لوحدها اللى هتدفع التمن ... لوحدها ...

بس حقيقى روعة ... بتاخدنى لدنيا برة الدنيا ...
دنيا باتمناها بس مش بتاعتى .... :)
تسلك ايديكى و يسلم احساسك