قلوب
العاشقين لها عيون
تري
مالايراه الناظرون (1)
( 51 )
عشق
همس يوسف ، كنا عايشين حياة شبه
الحياة
همست ليلي ، والحياة اللي هي الحياة شكلها ايه يايوسف
ضحك ، شبهنا والله ياليلي ، شبه يوسف وليلي ....
( 52 )
ليلي
فجأ انتابني رعبا ، احسست وكأني اخدع نفسي ، وكأن كل مااعيشه وهما بغيضا
وسرعان ماافيق منه ، انتابني رعب ، ان الحلم الجميل انتهي ، وحان وقت الواقعيه
الكريهة ، انتابني رعب اني خلقت اكذوبة وعشت فيها ، وان الرجل مثل كل الرجال مثل
معظمهم وانا لست الا امرأه متاحه وساذجة بالنسبه له ، رجل مثل كل الرجال يتسلي
ويضيع وقته معي وحينما يمل سينساني ، ولو قابلته في الشارع سينكرني ويسألني حضرتك
مين ؟؟
فجأ انتابني رعب مخيف ، استيقظت وسط الليل ابكي بكاء عنيفا ، كأن كابوسا
داهمني وخطفني من الفرحه ، واعادني لامي وشريف وكل القبح الذي تعايشت معه وكرهته ،
استيقظت ابكي بكاء مرا ، استرجع تفاصيل لقاءنا منذ الصدفه الاولي وحتي اللحظه
الاخيرة ، استرجعه لحظه لحظه ، استرجع كلماته ونظراته ، استرجع ايماءاته ولمساته ،
استرجع رسائله ودعواته ، استرجع مالا يقوله بلسانه ويصلني بروحه وقلبه ، اتذكر
السطوع في عينيه حين يراني ، والوهج في روحه حين يقترب مني ، والدفء الذي يحتويني
حين يحضر بنفسه بكلماته برسائله بمجرد التفكير فيها ، كل هذا حقيقي واكثر ، كل هذا
حقيقي وصادق ، ارهقته فتحملني ، تشاجرت معه فيما لايستحق فتفهمني ، بكيت ولمته دون
ذنب منه فطمئني ، خاصمته دون ذنب فصالحني بمنتهي الحب ، كانت دائما شكوكي اكبر من
سعادتي وخوفي اكبر من فرحتي ، كنت اختبره واختبر نفسي طيله الوقت ، احاول اكتشف
مافي روحه نحوي ، اختبر نبرة صوته ومعني كلماته ، ساعات اقضيها استرجع في ذاكرتي كل
ماعشته معه ، المصيبه الكارثه اني احسستها صادقه حقيقيه وهذا زاد رعبي وخوفي ،
نظرت للسماء وسألت ربي هل استجبت دعائي ومنحتني اجمل مما اتمني حتي خفت اصدق ؟؟ هل
منحتني ماكنت احلم به وازيد حتي خفت اصدق ؟؟
كل كلمه قالها لي كانت صادقه ، اتعبته وتحملني ، منحني وقتا واهتمامه وسط
ظروفه وانشغاله ، في كل لحظه احتجته وجدته حاضرا اكثر مما اتصور ، كل ما تمنيته
منه منحه لي واكثر دون اطلبه ، اعاد لي ليلي الجميله التي كانت ونسيتها ، احيا
الشعر في روحي بعد طول موات ، صالحني علي حياتي وقتما ايقنت انه مكافأتها الكبري
وجزاء صبري واحتمالي ، كل هذا فكرت فيه واكثر ، وكلما انحزت له ازددت رعبا ، نعم
هذا الرجل الجميل الصادق المحب العاشق راجلي انا ويحبني انا ويمنحني وقته ومشاعره
انا ، صدقي ياليلي صدقي ، اصدق واخاف ، لااعرف سبب الخوف ، في البدايه خفت منه
وحين عرفته وعشقته خفت عليه وبينهما خفت علي نفسي ومنها...
اليوم استيقظت فزعه في منتصف الليل والخوف يتملكني ، تمنيت اطلبه واكلمه ،
لكن الوقت متأخر ، تمنيت لو طرق بابي واصطحبني للاسماعيليه وسار معي علي شط القناه
وغني لي بصوته الرخيم ماينزع اشواك الرعب وسمومه من روحي ، تمنيت لو احتضنني
وهدهدني كطفلته الصغيرة كما يقول لي ، لكنه بعيد وغائب ولااعرف عنه شيء ، اشعلت
سيجاره وفتحت الراديو وبكيت وبكيت ، افيقي ياليلي ، كل ماتحسيه شوق للحبيب ، شوق
يوجع كالهجر واوجع ، كالغدر واوجع ، كالقهر واوجع ، نعم الشوق الحقيقي للحبيب
الحقيقي يوخز في القلب وفي الروح ، يوجع وجعا لاشفاء منه الا الحبيب وحضوره الطاغي
!!!
افيقي ياليلي ، افيقي ياليلي واشكري ربك علي كل نعمه واكتبي للحبيب رساله
اخبريه بشوقك عله يروي روحك بكلماته فتهديء وتطمئني ...
امسكت تليفوني ابحث عن صورة لوحه معني ارسلها لها بعد منتصف الليل ، تنقل
له مايمزقني ويبعثرني ويوجعني ، تنقل له شوقي و..... " السعادة احيانا .. شخص
" وبعد دقيقه جائتني رساله " أمر على الديــــــار ديار ليـلى ... أقبل ذا
الـــــــجدار وذا الجـدارا ، وما حب الديار شـــــغفن قلبي
... ولكن حب من ســـــــكن الديارا " وبكيت اكثر واكثر ، والشوق يجتاحني ويمزقني ....
( 53)
يوسف
مابتتعبش في شغلك يايوسف ؟؟ سألته باشفاق ، باتعب وباموت وساعات بازهق
واتخنق ، وساعات احس اني عايز اجري من المكتب وماارجعش تاني ، اقولك سر ، مره او
مرتين فتحت الباب وقلت لايمكن حارجع ـ كتير باحس اني عايز اعيش زي كل الناس ، ابطل
تفكير واعطل راسي ، اعمل اللي عايزه وقت مااحب ..
صمت بعض الوقت ونسي القهوة والسيجاره امامه حتي كادت تنتهي ، باتعب واموت
ياليلي ، لكن انا مش موظف انا صاحب رسالة ياليلي ، ده اللي قاله لي راجل عجوز
وصاحب خبره واجمل مدير اشتغلت معاه ، في يوم كنت غضبان تعبان حاسس ان الدنيا مش
ماشيه زي ماانا عايز وهي لازم لازم تمشي زي ماانا عايز حاسس اني باحرت في المية
وحياتي بتجري واللي مفروض يحصل مابيحصلش ، زهقت قوي واتخنقت قوي ، رحت وقلت عايز
اجازه اسبوع وقتها كانت الظروف صعبه والشغل محتاج منا فوق كل يوم عشر ايام علشان
نعمل اللي مطلوب مننا ، الراجل بص لي وابتسم وقالي خد شهر اجازه يايوسف ، انا
اتخضيت ، قلت له شهر ، قالي اه ، شهر او شهرين كمان ، قلت ازاي يافندم ، قالي حنتصرف
، الرجاله اللي بتشيل حتتصرف وتشيل اكتر ، حسيته بيقولي انت مالكش لزمه ، قلت له
حضرتك بتقولي انت مالكش لزمه ، ضحك وقالي مش انا اللي باقول ، انت اللي بتقول
يايوسف ، انت بتقول انا ماليش لزمه وانتم مالكمش لزمه ، انا حاعمل لك اللي انت
بتقوله يايوسف ، يومها اتكسفت قوي ياليلي ، كلمته " الرجاله اللي بتشيل حتتصرف
وتشيل اكتر " فضلت ترن في ودني والقهوة بردت وانا قاعد في مكتبه مش عارف
اتصرف تعبان مرهق عصبي ، قلت له حضرتك يافندم مابتخدش اجازه ، رد عليا قالي لما
الظروف بتسمح ، قلت له وامتي يافندم بتسمح ، ضحك وقالي لسه مابتسمحش !!!
الراجل العجوز بص في عيني قوي بصه تخوف ، تصوري ياليلي خوفتني انا ، وقالي
احنا اصحاب رساله يايوسف مش موظفين ، ناخد اجازه لما رسالتنا توصل للناس ويمدوا
ايدهم في ايدنا ونبني مع بعض بدل الهرم ميت هرم والمستقبل شكله يبان ويهل ونتطمن
كلنا علي حياتنا وحياة اولادنا واحفادنا ،
لكن والدنيا مهدوده وبايظه والناس متلخبطه ومش دريانه وكل واحد بيقول يالا نفسي
واللي يلاقي حجر يشوطه برجله بدل مايمد ايده يبني معانا والناس مش فاهمه ايه اللي
بيحصل وبيحصل ليه والنار شابطه في هدومنا كلنا ، في الوقت ده نقول تعبنا وعايزين
اجازه ماينفعش خالص ، احنا اصحاب رسالة يايوسف
، اذا انت معتبر نفسك مجرد موظف مش صاحب رساله خد اجازه شهرين او استقيل وافتح محل
ونام في بيتكم وماتروحش !!
وحصل ايه يايوسف ، ضحك ضحكات كبيرة ، في ايه ياليلي ، خدت اجازه ؟؟ الراجل
العجوز قالي علشان بحبك وعارف انك تعبان حاديك اجازه يوم ، وخدته ؟؟ يضحك ويضحك ،
لا ، روحت شفت عمر ساعتين واتغدينا سوا ووصلته البيت ورجعت الشغل وكأني كنت في
اجازه سنة ، الراجل العجوز ندهني وقالي مش بقولك انت صاحب رسالة يايوسف كنت واثق
انك مش حتقدر تنام وزمايلك بقالهم اسبوع ماناموش !!!
حدقت ليلي فيه طويلا وصمتت فخورة به وبما يقوله وممتنه له وللرجل العجوز
وكل بناة الاهرامات الجديدة ....
( 54 )
ام الغريب
سأصحبك يوما لهناك لابي قير والخليج الميت ، همس يوسف لليلي ، كانت تجلس
علي الكنبة وهو علي مقعده الوثير امامها ، دعته علي الغذا ، وصل في العاشرة مساء
واقسم لها انه لم يأكل منذ عده ايام لايتذكرها ، قدمت له القهوة وقطعه شوكولاته ،
اشعل سيجارتها وابتسم ، البيت ده مريح زيك ، مش مريح باقصد بيطمني زيك وزي المنيا ...
سأصحبك يوما ياليلي لابي قير والخليج الميت ، سابحث عن العرافه الغجريه ام
الغريب لاكافئها علي نبوئتها التي كاشفتني بها ، ساشكرها علي ماشاهدته في اصدافها
وكف يدي ومااخبرتني به ، واحلي فمها كما اتفقنا معا في ذلك اليوم الغريب ...
غاب يوسف من ذكرياته وصمتت ليلي كعادتها احتراما ، اغمض عينيه وعاد لذلك
اليوم الذي قابل فيه العرافه ، عاد له وتذكره ...
كان يوم غريب قوي ياليلي ، قوي
و...... مرت امامي العرافه وانا شبه نائم تحت الشمسية البالية التي فتحها لي بائع
السمك وهو يوصيني بالصبر حتي يُشوي السمك في اوانه وهو علي الفرن امامه ، كان
الغروب وشيكا والسماء حمراء كلهب روحي التي تحرقني وتحرق العالم كله حولي ، طلبت
السمك من الرجل والقيت بدني علي المقعد المتهالك واظنني نمت ..
كنت فارا من نهلة وجنونها ومن الحياة كلها ، اخذت سيارتي ووجدتني انهب
الطريق لابي قير ، احدق في جزيره نيلسون واتمني لو اذهب هناك ولااعود ، الحياه
ترهقني بعبثها المجنون ، الحياه مع تلك السيده يلتهم عافيتي ويجفف روحي ويقتلني ،
لاتكف عن الصراخ لاي سبب وكل سبب صغر
شأنه تصرخ وتتشاجر لاني لم ازر امها ،
تصرخ وتتشاجر لاني تركتها تنتظرني علي العشاء ، تصرخ وتتشاجر لاني لم اتوسط لتعيين
زوج صديقتها في الوظيفه التي قدم فيها ، تصرخ وتتشاجر لاني نمت مكاني علي الكنبه
امام التلفزيون بعد اسبوع عمل مرهق وتركتها في فراشها وحيدة ، تصرخ وتتشاجر لاني
ادلل عمر وافسد تربيتها الصارمه ..
في البدايه حاولت احتويها وافهمها واروضها علي طباعي واستوعب جنونها وغضبها
واتحمل ، وفي النهايه يأست منها ، مهما فعلت
ابدا لن تفهم ، كل ماتفكر فيه رغباتها ولها الاولويه علي كل شيء في الحياه
نفسها ..
لماذا هربت لابي قير ؟؟ يتذكر يوسف صامتا وكأنه نائم ، في ذلك اليوم عدت من
عملي قرابة الفجر ، لااري امامي واتعثر في خطواتي ، دخلت غرفه عمر وقبلته ، تمنيت لو اوقظه واخذه في حضني ، اشفقت
عليه من شوقي وغيابي ، تسللت بجواره احدق في ملامحه البريئه غافيا تخدرني صوت
انفاسه الهادئه ، سألت نفسي عما تخبئه له الايام ودعوت له بالفرحه مثلما دعت لي
دوسة ، غفوت بجواره وذراعي تحت رأسه وهو في حضني ..
لااعرف مالذي حدث ولا متي ، كل مااتذكره اني استيقظت علي صراخ عمر الذي
ايقظته امه في ميعاد المدرسه ، كان يصرخ وكانت تصرخ ، استيقظت فزع لااعرف مالذي
جري لابني النائم في حضني، يبكي ويصرخ وهي تصرخ وعصبيتها تكاد تحرقنا ، فيه ايه ؟؟مالك
ياعمر ؟؟ اسئله لايمكن الاجابه عليها وسط عاصفه الغضب والجنون ، تشده من يده لتخرجه من الغرفه ويتشبث بطرف
السرير ويبكي ، فيه ايه؟؟ صرخت بصوت لااعرف من اي بركان مشتعل انبعث ، اخيرا فهمت
ان الهانم ايقظت ابنها للمدرسه فطلب منها تتركه في حضني وبلاش مدرسه النهارده
يامامي ، رفضت وجذبته من ذراعه ، صرخ وتشبث بي ، المجنونه زاد صراخها ومصممه
يتركني ويذهب للمدرسه ...
عمر يصرخ ويبكي ويرجوها تتركه لانه يفتقدني ويشتاق لي وانه فرح بنومه في
حضني وان اليوم نصف يوم في المدرسه ولااهميه لذهابه ، من هو ليكسر كلامها ومن انا
لاتسبب في افساد النظام الصارم الذي تفرضه عليه ، صرخت فيه فصرخ فيها وجن جنونه
وانفجر باكيا ، حاولت تجذبه خارج الغرفه فدفعها فجنت ودفعته وكاد يسقط ، واستيقظت
فزعا وسط هذا الجنون الاحمق ...
و................ كان يوم اسود علي حياتها ، كدت القيها من الشرفة ،
احتضنت عمر وكأني احميه من جنونها ، صرخت فيها لتخرس فلم تصمت ، جذبتها من ذراعها
والقيتها خارج الحجره التي اغلقت بابها علينا بالمفتاح ، اخذت عمر في حضني ودخلنا
الفراش لنكمل نومنا ، تركتها تطرق الباب كالمجانين وتكاد تحطمه ، فكرت اخرسها
برصاصتين من مسدسي وليذهب العالم كله للجحيم ، كيف لاتحرقها دموع عمر البريئه
المنسابه شوقا لابيه الغائب عنه ، كيف لم تشفق عليه وقتما تشبث بذراعي وكأنه
يستنجد بي من جنونها ، كيف لم تتعاطف معه وهو يرجوها تبقيه هذه الساعه معي لانه
لايعرف متي سيري ابيه ثانيه وقد اعتاد غيابه في عمله ايام وايام ، كيف هي امه وهو
ابنها ، هذا هو السؤال الذي حيرني واطار النوم من عيني واجن جنوني !!!
مر اليوم كما اردته انا وعمر ، لم يذهب للمدرسه واستيقظنا في الميعاد الذي
ناسبنا رغم صراخها ، اخذته وخرجنا من المنزل وتركناها تحرق نفسها بغضبها ، سرنا في النادي وحكينا كصديقين وانا اقبض علي
سنوات عمره الخمس في كفي بحب ، سمعت منه قصصه الصغيرة البريئة وتعرفت علي اصدقاءه
الجدد في الفصل الكبير الذي نقل اليه بعدما انهي سنوات الحضانة ، تغذينا معا
ودخلنا محل الالعاب الذي يحبه واشتريت له مايرغب فيه من دمي وشرائط فيديو وفي
النهايه اعدته فرحا للمنزل وانا اوصيه يحترم امه ويسمع كلامها ويطيعها لاحبه اكثر
مما احبه ، دخل عليها فرحا باشياءه الجديدة ، حاول يحتضنها فزرجته بغباءها وابعدته
عنها وتوعدته بعقاب صارم وامرته يحبس نفس في غرفته ولايخرج منها ، اطاعها ادبا كما
اوصيته وهو لايفهم لماذا تعامله تلك المعامله الحمقاء ولماذا تعاقبه ؟؟
هجمت علي تصرخ وتبكي وتمزق شعرها لاني اتجاهلها ولااقدرها ولااحبها وبعد
غيابي الطويل في عملي نمت بجوار عمر وفضلته عليها وهي التي تعاني غيابي وتتحمل همه
الثقيل ،حدقت فيها لااصدق مااسمعه وماتقوله ، فكرت اشرح وابرر ثم اشفقت علي نفسي
من غباءها واحسست وكأن جلطه ستستقر في شرياني تغلقه واموت امامها ضحيه اختياري تلك
الزوجه البليدة التي لاتري الا نفسها كما وصفتها دوسة ، لم تفكر في عمر الصغير
وغيابي عنه ، لم تفكر في ارهاقي في عملي واحتياجي للسكينه والراحه ، كل مافكرت فيه
وشغلها وحرقت يومنا من اجله هو احساسها بتجاهلي لها وهو الامر الاهم وليذهب العالم
كله للجحيم !!!
لم ارد عليها ، ودعت عمر واوصيته ثانيه يطع امه وينفذ اوامرها ، خرجت لم
اكلمها ولاكلمه وكأن كل صراخها عواء اخرس لااسمعه ، اخذت سيارتي كمثل المجنون
وجريت في الشوارع لااعرف هدف ولاطريق ، اتصلت برجاء واخطرته باعتذاري عن العمل
اليوم وغدا ، لم اشرح له لكن نبرة صوتي المذبوح افصحت له عن جلل يتعين احترامه
فاوصاني ، خلي بالك من نفسك يايوسف ومكان ماتوصل قولي ..
قادتني السيارة لهناك ، لابي قير والخليج الميت ، هنا كنت ااتي واصدقائي
وقت الجامعه ، نلهو ونعبث ونستأجر مركب ونقضي اليوم في جزيره نيلسون احرار ابرياء
، هنا كنت اشعر اني لااحمل للدنيا هم ولااخاف منها ولا عليها ، قادتني السيارة
لهناك ، اتيت ابي قير والهم يحرقني والدنيا كلها فوق كتفاي والغضب يمزق روحي ،
وقفت امام بائع السمك وطلبت منه السمك المشوي الذي كنت ااكله هنا منذ سنوات ، هل
كنت ابحث عن مذاق الايام السعيده ؟؟ لااعرف ، الرجل لايصدق نفسه ، لااحد يأتي في
الشتاء لهذا الشط والريح تزأر وتعلو والبرد شديد ..
احضر لي شمسيه باليه ومقعد وطلب مني اريح بدني وروحي وانتظر ، سألني اجيب
لك بطانيه تتدفي ، ضحكت ، كنت اغلي واكاد اخلع ملابس عرقا ، احدق في البحر
وموجياته الصغيرة ، واتمني اقفز بملابسي واغرق ، اغمضت عيني وكأني سأغفو من ارهاق
السفر والمشاجره الحمقاء وكل هموم الدنيا ...
فجأ سمعت صوتها ، صوت هاديء وكأنه يأتي من عالم اخر ، عرافه غجرية عجوز
تحمل اصدافها وتقرأ البخت والطالع ،
ملابسها غريبه وملامحها ايضا ، قد تكون مخيفه والكحل الاسود الثقيل في عينيها
المكرمشتين يخطف النظر، تشوف بختك ؟؟ ضحكت وقلت عارفه اسود ومهبب ، مين قالك ؟؟
قلت عايشه ، ابتسمت ساخره ولاانت عارف حاجه خالص ، تشوف بختك يالا يالا ارمي بياضك
وشوف نصيبك وحظك؟؟ كدت ازجرها لتحل عني وكفايا مااحسه من خنقه وزهق ، تشوف بختك؟؟
ولو طلع اسود اعمل فيكي ايه ، ابتسمت وجلست علي الارض وفتحت منديلها القماش واخرجت
الاصداف وهمست ، خير ياابني خير ، هات كفك ، قررت اسايرها واغير رأسي وافكارها
علني اهدء ، وكمان كفي ، ماانت بتدور علي البخت وانا حابصرك بالمقسوم يالا هات كفك
، ناولتها الكف اليمين ، مش ده ياابني ، الشمال ، فتحت لها كفي واغمضت عيني وصمتت
!!!
كنت احس اصابعها الخشنه تجري فوق
راحه كفي ، احس اصابعها تتقافز وكأنها صغيره تلهو علي ساحة يدي ، اسمها ياضنايا
مكتوب علي كفك ، فتحت عيني ، هي مين ؟؟ الموعودة بيك واللي انت موعود بيها ،
ياشيخه ؟؟ كدت اقول لها يانصابه واقول لها قولتي الكلام ده لكام واحد قبل كده ،
كدت امنحها اللي فيه القسمه واقول لها اتكلي علي الله ، لكن شيء ابقاني صامتا اكمل
معها اللعبه كما كنت اظنها تلعب ، بص ياابني ، اسمها مكتوب علي كفك واضح قوي ، بس
عمرك ماحتشوفه الا لما تلاقيها ، ساعتها كل المستخبي حيبان ، اسخر منها ، وانتي بقي
شايفاه ؟؟؟؟ كل الناس شايفاه ياضنايا بس وقت الوعد حيبان ..
كدت اسحب كفي وانظر فيه ابحث عن
تخاريفها ، قبضت علي يدي واخذت تقلبها بين كفيها الخشنتين ، انت في ضيقه يابني
وهانت مسير العقده تتحل والصعب يهون ، انت فاهم انك في اخر السكه وحزين ، ابشر
ياابني انت في اولها والفرحه مكتوبه لك علي كف ايديك ، ابتسم ، انت مش مصدقني بس
الايام بيني وبينك ، لما تعيش الفرحه ليا الحلاوه تيجي وتدور عليا وتقول ام الغريب
فين والف مين يدلك ، وقتها تحلي بقي وتكسيني !! وتضحك وكانها واثقه مما ستقوله ،
تتقافز اصابعها فوق كفي ، دربك طويل واخره فرحه واللي فاكره خلص راح يبتدي وحزنك
حيقلب فرحه ، وحياتك ياضنايا اسمها علي كفك وقدام عينك ولاعمرك حتشوفه لغايه الحين
مايحين ، اصل الميعاد ماجاش ولما يجي والنصيب يحكم ويتحكم حتشوف كل حاجه ، الحق
حتشوف الدنيا كلها وكأنك عمرك ماشفتها ...
القت كفي وكأنها فرغت منه ومني ، كيف استسلمت لها وتركتها تخدعني بكلماتها
وتراودني بامل يسعدني وسط ماانا فيه ولو كاذب ، اخذت تلقي باصدافها فوق بعضها ،
تبعثرها وكأنها تنفض عنها همس الاخرين وامنياتهم ، تلقيها وتبعثرها ، تبعثرها
وتلقيها ، اسمع صوت الاصداف ترتطم ببعضها في موسيقي غريبه مع صوت المويجات الصغيرة
وزئير الريح ، يالا وشوش الودع ، حملت
منديلها باصدافه لاختار منها ، هي فيها كمان ودع ؟؟ امال !! ماهو البخت مكتوب
والنصيب مقسوم وكل اللي له نصيب في حاجه حيشوفها ، يالا يالا وشوش الودع ، ازاي
يعني ، قوله علي اللي تاعبك واللي نفسك فيه ، قوله الكلمه اللي لسه ماقلتهاش وهواك
تقولها ، قول له علي بدك تخلص منه ولسه ماقويتش عليه ، قوله ياضنايا علي اللي نفسك
فيه !!!!
امسكت الاصداف محتارا ، قررت ادعو ربي علها ساعه استجابه ، قويني يارب وهون
عليا واحفظ عمر ، اعدت لها الاصداف وهي تبتسم وكأنها سمعتني ، تهمس امين امين امين
امين يارب العالمين ، القت الاصداف علي منديلها واخذت تبعثرها بنظام تعرفه ، تحمل
الكبيرة وتبعدها وتأتي بالصغيرة بجوارها ، ثم تبعثرهم وكأنها سترميهم ، تمر
بأصابعها عليهم وكأنهم اصابع بيانو وهي تعزف عليه ، ابتسمت ابتسامه كبيرة ، اسمك ياضنايا ؟؟ اسم الكريم ايه ؟؟ يوسف ، ابتسمت اكثر واكثر ، اسمع يايوسف انت ياضنايا متحصن ومقري علي راسك كتير وشارب
ميه طاهره متصانه ، انت محفوظ يايوسف والحظ معاك ، بس نجمك خفيف ياضنايا والناس
باصه لك ، ابتسم ، بس النظر مكسور والحسد مجبور والنفس تايه لاواخده منك حق
ولاباطل ، انت متحصن ومكتوب لك الفرحه ، بس الفرحه حتتأخر شويه ، اتابعها ، بس
لحكمه رباني وقت ماتهل عليك تفرح اكتر واكتر ، فيه شابه موعودة لك وانت مقسوم ليها
، لسه مااتقابلتوش لكن حتتقابلوا ، لما تظن ان الزمن ولي ، حتبتديه معاك من الاول..
اسمع يايوسف ، افتح عيني ، ركز معايا ياضنايا ، لما تلاقيها ياضنايا حتلاقي
اسمها علي كفك ، امسك فيها واوعي تسيبها ، ضحكت وشيء ساخر يتراقص امام عيني وانا
اراني اقبض علي ذراعه سيده لااعرفها واجذبها نحوي وهي تقاومني ونقع علي الارض ،
ايوه اضحك اضحك لان السعد مستنيك ، اسمع يايوسف ، انت ليك نصيب من اسمك ، اصل
الاسم عنوان والجواب بيبان من عنوان ، ليك نصيب من اسمك وحظك من حظه ، في الاول
صعب وفي الاخر فرح ، ويابخته اللي طريقه ياخده اخر السكه لهناه وسعده ، وصمتت فجأ
، وبعدين ، ماخلاص قلت لك كل حاجه ، وطبعا انت راسي كذب المنجمون ولو صدقوا ،
انفجرت ضاحكا ، راسي ، طيب ، اوعدني والوعد دين وندر ، يوم ماتلاقيها تجيبها وتيجي
تحلي بقي وتجيب لي جلابيه جديدة ، الف من يدلك ، قول ام الغريب حتلاقيني ، ولو كنت
روحت عند سيدي ، فرق حق الجلابيه رحمه ونور علي روحي واترحم عليا وقول قالت وصدقت
...
اتابعها لااصدق ماتقوله ، لو وقتها تجمد البحر والريح وقالوا لي ان السعاده
تنتظرني ماصدقت فلاينتظرني الا نهلة وغباءها وبلادتنا وجنونها الارعن وايامها
السودة ...
لملمت اصدافها ولوحت لي تودعني ، عايزه كام ؟؟ مش عايزه حاجه ، الايام شتا
ومالهاش باب رزق ، انا كنت رايحه مشوار ولما لقيتك قلت انت جاي مستنيني وتعبان اجي
لك ونقصر الانتظار ، ضحكت لااصدق هذا اليقين الذي تتحدث به ، انا ياحاجه ولااعرفك
حاستناكي ازاي ، ضحكت ساخرة مني ، لساك غشيم يايوسف ، هو لازم تعرفني علشان
تستناني ، انت جيت من اخر الدنيا علشان نتقابل اصل اللقا نصيب !!!
تودعني بكلماتها مبتسمه راضية ، خلي بالك علي نفسك يايوسف وابقي افتكرني ،
وعلي فكره ، انت مستني وهي مستنيه ولسه ماتعرفوش بعض ، ولسه الحين ماحانش واللقا
نصيب ، ابقي افتكرني وتعالي حلي لي بقي ، بالف سلامه ياضنايا ، وسارت علي شاطيء
البحر والريح العاتيه تكاد تخلعها من مكانها وتحلق بها وسط العاصفه المرتقبه !!!!
لازم نروح ابو قير ياليلي ، نسأل علي ام الغريب ونحلي بقها ، فتحت ليلي كفه
فلم تجد الا خطوطا مبعثرة متقاطعه ، ولااسمي مكتوب ولا حاجه ، ضحكت بصوت عالي ،
انا في الاول قلت زيك كده بس لما قلبت كفي
وبصيت علي الخطوط ، لقيت اسمك مكتوب عليها واضح جدا ، بصي كده !!!
حدقت ليلي في كفي وصمتت طويلا ثم سألتني مرتبكه ، حنروح امتي ابو قير
يايوسف؟؟؟؟؟
( 56 )
ليلي
شوية و حاأمر عليكي في البيت ياليلي ، لم اصدقه ، بجد ؟؟ اه والله، نص ساعه
واكون عندك ، انهيت المكالمه وبقيت مكاني لااصدق حنانه ، انها ليلتي الاولي بعدما
سافرت ليلة ، لبني اتت باطفالها قضت اليوم معي وقبل ميعاد نومهم غادرتني ، انتي
كويسه ياماما ؟؟ اه ياحبيبتي روحي انتي وبكره نتكلم ، لمي كلمتني مكالمه طويله
وطلبت مني احصل علي الفيزا لازورها ، ان شاءالله همست وهي تعرف اني لن افعل...
الصمت يخيم علي البيت وعلي روحي وكثير من الوحدة يحتلوا البيت الذي كان
صاخب ولم يعد ، تحممت وارتديت ثوب قطني وخرجت للشرفه ، احدق في الريحان والياسمين
، اتأمل الجهنيمات الحمراء ، تداهمني صور متلاحقة لمجموعه جديده من تصميماتي
الفضية ، زهور وورود متداخله مع اغصان وفروع ، ارسم مايدور في خيالي ، اشغل نفسي
وانشغل بعض الوقت ببعض رأسي ويظل الصمت بطل المشهد ، بعض الدموع تفر وبعضها يوخزني
..
ليته معي ، همست لروحي ادرك انشغاله واستحالة لقاءنا ،فاجئني و حقق امنيتي
واسرع مما اتصور ، اتاني بشوكولاته سوداء ، رحبت به وهمست كنت باقول والله نفسي
اشوفه اعيط في حضنه ، انفجر في الضحك ياريتي ماجيت !!!
جلسنا في الشرفة نحتسي القهوة ، شكلك مرهق جدا يايوسف ، كنت مرهق قبل
مااشوفك ، ابتسمت ، بتبتسمي ليه ياليلي ؟؟ عيطي ياحبيبتي عيطي ، اضحك ، لا لا
بتضحكي ليه؟؟ عيطي ياحبيبتي امال انا سايب الدنيا كلها وجاي لك ليه ، اضحك اكثر
واكثر ، ينظر لي نظرات محبه طيبه ، ارتبك ، انت لسه بتتخضي مني ياليلي ، والله مش
منك بس ساعات مش باصدق ، لا صدقي ...
مشغول قوي ؟؟ قوي قوي بس قلت ماينفعش اسيبك تعيطي لوحدك النهارده ، قلت
لرجاء في المكتب ، ساعه وحارجع ، قالي ميعاد غرامي قلت له لا ، شويه عياط يخلصوا
وارجع علي طول ، اضحك واضحك واضحك ..
يودعني علي الباب ويهمس لما تكلمي ليلة سلمي عليها ، اسكت يايوسف مش قالت
لي في المطار سلمي علي التصميمات ، ينفجر ضاحكا وانا ايضا ، الله يسلمها حبيبتي
!!!
اعود للشرفة بعد رحيله لكنها ليست الشرفه الموحشة التي كانت ..
( 57 )
مقدر ومكتوب
نفسي نركب مركب يايوسف ، ارسلت له رساله وانا واثقه انه لن يرد علي ، فقط
اقول له احلامي التي اتمني اعيشها معه ، ارسلت له الرساله ونسيتها وانشغلت في
المحل ، مجموعتي الجديدة "انا كنت عيدك " تزين الرفوف وفاترين العرض ،
كثيرات يأتين لشراءها ويبدين اعجابهن بها ، عقود واساور ، حلقان وخواتم ، مبعثرة
عليها كلمات الاغنية ، لبني احببتها وليلة شاكستني علي الانترنت وقالت ان
التصميمات بديعه يامامي بديعه وهي تضحك وانا ايضا ....
ليوسف ويوسف فقط ، صممت فتاحة كتب ونقشت علي نصلها " انا كنت عبدك في عز ضعفك ، وكنت يوم
التجلي سيدك " لن اصنع مثلها ولن ابيعها للغير ، فقط له ، تداهمني ذكرياتنا
وخطواتنا الاولي في رحله التلاقي ، ابتسم وكأنه امامي وانشغل اكثر واكثر مع المحل
والزبائن والمحل ..
صباح الخير ياهانم ، رفعت عيني صوب الصوت ولم اصدق ، وجدته امامي ، يوسف ، قفزت
كالاطفال وارتميت في حضنه فأغلق علي ذراعيه بقوة وكأنه سيحملني من فوق الارض ،
يوسف ، قلت اجي اتفرج علي المجموعه
الجديدة ، نورت ياحبيبي ، اخذ يدور في المحل مبتسما سعيدا ، طلب من البائعه قهوة
وهمس لي ماتيجيبي بوسة ، ارتبكت فرحة وتمنيت لو قفزت في حضنه ثانية ، حتخلصي امتي ؟؟ ليه ؟؟ مش قلتي عايزه تركبي
مركب ، صرخت فرحه ، اه والله نفسي قوي ،
طيب يالا بينا ولا لسه وراكي شغل ، انتفضت الملم حقيبتي واشيائي وشبكت ذراعي في
ذراعه وخرجت مسرعه ، انت مدهش يايوسف مدهش ، يبتسم ، لازم ياليلي علشان انتي مدهشة
وجميله وحبيبتي ....
كانت الشمس تهبط صوب سطح النيل والسماء برتقالية وسطح الماء ايضا وكنت انا
ويوسف فقط في المركب وشراعها الابيض يحملنا وسط الدوامات الذهبية ، كنت سعيده لحد
لم اعرفه من قبل ، هل هذا الاحساس الذي يعصف بي عصفا جميلا هو السعاده التي كنت
اسمع عنها ، هل مايعانيه قلبي ودقاته من اضطراب وفرحه وتوهج هو العشق الذي كنت
اقرأ عنه الشعر ولااعرفه ، علي الكنبه ملتصقين وكفي بين كفيه ورأسي علي كتفه
والكون والحياه واللحظه اروع مايكون بل واروع ..
انت عارفه اني متأكد انك اول مره تحبي واني اول راجل في حياتك ...يداعب اصابعي علي كفه وهو يهمس انا واثق
ياليلي ، مش بقولك كده علشان تحكي لي ايه اللي حصل قبل مااعرفك لاني واثق ان
ماحصلش حاجه تستحق تتحكي ولاني كمان مش عايز اعرف اي حاجه !!!
رفعت رأسي من علي كتفه ووهج الشمس يتألق علي ملامحه ووجه و شاكسته وجايب
منين الثقه دي يايوسف ؟؟ اعاد رأسي لكتفه وهمس بمنتهي الجدية لان النجمة اللي فوق
راسك مكتوب عليها اسمي انا ياليلي ، اسمي انا ، ولان اسمك مكتوب علي كفي انا ، كفي
انا ، وصمت لاينتظر مني تأكيدا لكلامه ولا نفيا ، واثقا انه اول رجل في حياتي مهما
عبر في طريقي غرباء غيره ، جميعهم غرباء الا هو الحبيب مهما تأخر عني ...
يدندن بنغمات ممضوغة وجسده يتمايل والريح التي تحمل المركب وتحملنا معا
للفرحة ، تمنيت اسأله ، طيب وانت يايوسف حبيت قبل كده ؟؟ تمنيت لكن وخزا في قلبي
اخرسني ، لو صارحني بما لااحب معرفته ، سافسد اللحظه الجميله وتتحول كلماته لانصال
تمزق روحي ،
اتمني اسأله لكني اصمت خائفة ، يدي مازالت بين كفيه ورأسي علي كتفه ، يسحب
رأسي بعيدا عن كتفه ويحدق في طويلا ، انت مش متصورة الشمس عامله ايه في لون عينكي
، ابتسم فرحه ، لكن شيء يوخزني ، اتمني اعرف ، اتمني اتشجع واساله لكني اخاف ،
اغمض عيني علي خوفي واصمت اكثر واكثر ، لايطمئني الا صوت دقات قلبه العاليه ، ليلي
، افتح عيني وكأني نمت دهرا ، ايوه يايوسف ، يهمس ، علي فكره انا عمري ماحبيت غيرك ولاعرفت
الحب الا معاكي ، حتي اسالي ام الغريب ... واحلق في السماوات الورديه التي تلونها
كلماته بالسعادة ...
واصمت ويصمت ، ومازال صمتنا يبوح ويحكي ..
( 58 )
ليلي
اتتني آمه سعيده في الحلم ، قبلتني فرحه واوصتني علي يوسف ودعت له يحفظه
ربنا ، قلت لها وصيه عليا ياآمة سعيدة ، قالت اطمني مش محتاج توصية، دخلت في حضنها
وقلت لها ابقي معي ياآمة سعيده ، ضحكت وقالت ماانتي معاكي يوسف ، يعني معاكي الدنيا
كلها و.... استيقظت باكية وهي توحشني اكثر واكثر ...
حدقت في تليفوني ، لم اجد رساله ولا مكالمه لم ارد عليها ، صامت منذ ايام ،
القلق ينهشني وينهش روحي ، اخاف عليه واحيانا اخاف منه خوفي علي سعادتي بوجوده ،
هل معقول يادنيا في هذا العمر وبعد كل ماعشته ، اعثر علي السعادة التي انتظرتها
طويلا ، السعاده كلمه لاتعني اي شيء ومااشعر به لاتصفه اي كلمات ، خليط من معاني
كثيرة لاتعبر عنها اللغة ،علينا اختراع ابجديه جديدة لنا تصف مانحسه ، تصف السكينه
الطمأنينة الجنون الجموح الفرحه البهجه الشوق العشق الحب الوصل الوجد ، تصف كيف
تجد نفسك التائهه منك وتجد بقيتك وتجد كلك وتجد بعضك ، وكأنك لست انت الذي عاش كل
العمر الفائت ، وكأنك لست انت الذي صاحبته في رحلتك وظننتها اوشكت تنتهي فتجد نفسك
لتبدأ رحلتك الجديده الحقيقية ، هل هذه هي الحقيقة ام هذا منتهي الخداع ، هل هذا هو
الواقع ام منتهي الوهم ، اسئله لاتكف تعصف بي ، كلما فرحت خفت ، وكلما اقتربت وجلت
، كلما اطمئنيت فزعت ، اخاف الفرحة واتمناها ، كأن قدري الوحشة ، لم تكن حياه
ماعشته ، كانت اياما تجري خلف بعضها واجري معها والحياة الحقيقية المفرحه بعيدة ،
لم تكن حياه ماعشته كانت تشبه الحياة ، المصيبه اننا جميعا نعيش تلك الحياه التي
تشبه الحياة ، خوفا الا نعثر علي الحياه الحقيقية ونبدد فرص الوهم المتاحه
ولانحياها ، المصيبة اننا ادمنا شبه الحياة ونهاب الحياه الحقيقية ، نهابها حد
افسادها لو اقتربنا منها او تماست معنا ، العفاريت والاشباح والتجارب الموجعة
والقهر وقصص الاخرين والعادات والتقاليد والبؤس والغربه كلهم يتواطئون علينا ،
يفسدون اي فرصه لنعيش بحق ، كل هذا يخيفنا من الحياه الحقيقية ، الكل يعيش كشريف ،
كنهلة ، كأمي وأبي ، كأمه وأبيه ، الكل يعيش حياه تشبه الحياة ويخاف من الحياة
الحقيقية التي تمنحه الفرحه ولاشيء غيرها ، انا مثلهم جميعا ، اخاف ولااشعر الا بالخوف
، اخاف من السعاده تزول ومن الحب يغدر ، ومن البهجه تنطفيء ، اخاف من الحبيب
يتركني ، ومن مشاعره تهجرني ، ومن قربه يبعدني ، اخاف يخسرني فاخسره ، افقده
فيفقدني ، اخاف حد افساد فرحتي ، اخاف وكأنني خلقت فقط للخوف ولاشيء غيره ....
تمنيت لو عثرت علي يوسف وتكلمت معه واختبئت في حضنه من مخاوفي ورعبي ،
تمنيت لو طمئني ، مااعيشه معي لايصدقه عاقل ولامجنون ، القاه بوجه وروح الشابه
الصغيرة التي كانت ، ويلقاني بملامح وروح الشاب المتمرد الذي كان ، يهمس لي
بعبارات صادقه لكن من شده صدقها تخيفني ، لااصدق انه في هذا الزمن المخادع مازال
هنا من يشعر بمثل تلك المشاعر ويحب بعمق ذلك الحب ، نقضي وقتا طويلا ساحرا سعيدا
وحينما ينتهي يغشاني الحزن لان الفرح لايدوم ويداهمني الخوف لانها المرة الاخيرة
التي ساحس بتلك السعاده ..
اطلبه لاطئمن نفسي بوجوده واثقه انه لن يرد لانشغاله ، لكنه يفاجئني ويرد من
اول جرس ، ايوه ياحبيبتي ، انا خايفه يايوسف ، خلاص ياليلي وقت الخوف خلص ، ده وقت
الفرحه ، مابتعرفيش تفرحي ياليلي ؟؟ لما حاقابلك حاعلمك ، خلي بالك من نفسك
ياحبيبتي و..... ينهي المكالمة ....
صحيح يايوسف ، ده وقت الفرحة ، انت كمان خلي بالك من نفسك ياحبيبي ....
( 59 )
يوسف
صحيتك ياليلي ، لا خالص ، انا لسه مانمتش ، ليه ، يمكن كنت مستنياك تكلمني
، انا لسه مخلص شغل حالا ، حتروح ؟؟ لا حانام هنا لان ورايا شغل بكره قصدي
النهارده بدري قوي ، حاولت انام معرفتش قلت ارغي معاكي شويه لو صاحيه ، صاحيه
يايوسف ، تصمت وتنتظر كلامي ...
انتي عارفه ياليلي ان عمر سألني فيك ايه يابابا ؟؟ وقالي ان في حاجه فيا
متغيرة ، ضحكت كهديل الحمام في غية دوسة ، وبعدين ، قعدنا نتكلم كتير ويحكي لي عن
الجامعه وعن باريس وعن ليلة الي كانت زميلته في مصر وبقت صديقته لما بقي وشهم في
وش بعض هناك ، ايوه ماهي ليلة برضه حكت لي عنه وقالت لي انه لذيذ قوي ، وانتي قلت
لها ، كنت حاقولها طالع لابوه وبعدين قلت اتلمي يامامي واسكتي ، تضحك اكثر واكثر ،
عارفه ياليلي ، ان الناس كلها بتقولي فيك ايه يايوسف ؟؟ عارفه طبعا ، ساعات ابتسم
كده لوحدي ، رجاء بيتجنن مني ، بيقولي اعقل يابني وبطل شغل المراهقين ده ، طب صحيح
ماتعقل ، مش عايز ، وانفجر ضاحكا وهي ايضا ، عارفه الواد عمر قالي ايه قبل ماننهي
المكالمه ، قالك ايه يايوسف ، قالي سلم لي علي التصميمات !!! يانهاري !!! وانفجر
ضاحكا ...
ليلي ، ايوه يايوسف ، عارفه انا ناوي علي ايه ؟؟ علي ايه يايوسف .. ناوي
وفي ااقرب فرصه اجمعهم كلهم اولادنا لمي ولبني وليلة وعمر ، سأجمعهم
واقص عليهم تاريخ جدي وحواديت دوسة وشعر ابيك وقصص آمة سعيدة ونبوءة ام الغريب ،
ساحكي لهم عن ابيك وكتب الشعر ، ساحكي لهم عن طيبه امك وخوفها من الحياة ، ساحكي
لهم عن احلام امي التي اجضهتنا الايام ، ساحكي لهم عن ابي الذي نسيته لانه لم
يتذكرني ، سأحكي لهم عن بلادة نهلة وقتما فكرت في نفسها وفقط ، ساحكي لهم عن غلظه
شريف وقتما تكبر علي العالم فكرهه ، ساخبرهن لاتكن ايهن نهلة بل يكن مثلك معطاءه
طيبه كنهر النيل وقت الغروب في المنيا ، سأخبر عمر كيف لايكون شريف بل يكون كأرض
الاجداد في المنيا الطيبه تمنح ولاتنظر ، سأحكي لهم جميعا عن الاحجار التي اكسرها
من اجلهم والاهرامات الجديده التي نبنيها لهم لمستقبلهم ، ساقص عليهم تعويذة عشقنا
والاسم اللي مكتوب علي الجبين ومنقوش علي الكف وان لكل اسم اسم ولكل روح روح ،
سانصحهم لايمنحوا ارواحهم الا لبقيتها ولايمنحوا حياتهم الا لما يستحقها ، ساحذرهم
من الحياة التي تشبه الحياه واعلمهم كيف يكتشفوها وكيف يعيشوا بحق الحياه الحقيقية
التي تمنح الفرحة ومعني الوجود ، ساحذرهم يعيشوا الا وهم انفسهم ، وهم هم بلازيف
ولا زينة ، سأعلمهم يعيشوا الحياه الحقيقية وهم هم بلا وجل ولاخوف ، ساعلمهم
يعيشوا مثلنا ياليلي ، انا وانت ، يوسف وليلي ...
اصغي له ولااجد
مااقوله واكاد ابكي ، بل بكيت فعلا من الفرحة ، انت لسه معايا ياليلي ؟؟
ايوه يايوسف بس
مش لاقيه حاجه ااقولها ، يضحك ، احسن ، ويضحك ويضحك ، خلي بالك من نفسك ياليلي
وادعي لي ، سلام .
( 60 )
المنيا
اتصل بي فجرا ، وبلغني انه سيمر علي بعد نصف ساعة ، قولي للبني اننا
مسافرين سوا ولو تأخرتي ماتقلقش ، ضحك ، قول لها طول ماانت معايا ماتقلقش خالص ،
انتي معايا ياليلي ؟؟ ايوه يايوسف ، اجهزي
يالا حأمر عليك علي طول ، اغلقت التليفون وبقيت ثابته مكاني ، انت ناوي علي ايه
يايوسف ؟؟
انطلقنا بالسيارة علي الطريق ويوسف فرح متحمس وكأننا علي اجنحة الريح
محلقين للمنيا ، يغني ويدندن ويصفر ويغازلني ، انا قلت للبني يايوسف وضحكت وقالت
لي اخيرا ياماما ، ضحك ، هما عارفين كل حاجه ياليلي انا متأكد ، كنت مكسوفه جدا
يايوسف وانا بقول لها اني مسافره معاك ، انفجر ضاحكا ، عارف ومتأكد بس خلاص اهي
عدت ، ويضحك ويضحك ،
يشرح لي ويحكي ، عندما نصل للمنيا ياليلي سنقابل دوسة وأعرفها عليك ،
سيخبرها اني فرحة عمره اللي مكتوب اسمي علي كفه سيعرفني علي بيتها وروحها سيحكي لي
قصصها وتاريخها ، سنسير في ارضه اجداده ويزرعني هناك شجرة توته تنشر ضلها للتائهين
الحائرين ، سيزور آمة سعيدة ويفرح قلبها ويعرفها بنفسه وانه هو اللي اسمه مكتوب
علي جبيني ويتمني السعاده لها مع علي في الجنة ويوصيها تدعو لنا بالفرحة ، سيشكر
امي لانها انجبتي لاسعده ويطلب رضاها ، سيقرأ الشعر لابي بعدما ضعف بصره ويخبره ان
كل ماكُتب من شعر لايساوي بيت واحد سيكتبه يوم ما عن حبيبته ليلي ..
وكأن السماء تمطر ورودا ورياحين ، هذا مااحسست به ويوسف يحكي ويتكلم ، هناك
في المنيا سنسير علي النيل وقت الغروب ، سيهديني ورودوا لونها مثل روحي ، سيلون
السماء بقوس قزح بعدما انقشعت عاصفه حياتنا ، همس ، سنسير معا تحت الامطار كما
حلمت معك وبك ، ابتسم ، تعالي ياليلي نخلق
مع بعض تاريخنا جديد ، نروح اماكن عمرنا ماروحناها ، تعالي نروح اماكن روحناها
وماعشناهاش ، تعالي نروح سوي ونعيش سوي ، تعالي نعمل كل اللي كان نفسنا فيه
وماعملناهوش لان ماكانش فيه حد يستاهل نعمله معاه ، ضحكت وضحك ، بقولك ايه ياحبيبتي
تعالي نشتري هدوم جديدة ، ليه يايوسف ، علشان نبقي اشتريناها سوا ، اقولك ، اشتري
لك انا هدومك واشتري انتي هدومي ، علي ذوقي يايوسف؟؟ يضحك ، علي ذوقي انا ياليلي ماهو ذوقك هو ذوقي وانتي
انا وانا انتي ، في المنيا ياليلي ، حنروح مولد العدرا ونولع دستين شمع لام النور
نشكرها علي فرحتنا ، واول مانرجع مصر ، اول مانرجع ، حنروح نصلي الفجر في السيدة
نفسية ونتبارك بمحبتها ، عارفه ياليلي ، دوسة لما تشوفك ، حتقري علي راسك وترقيك
وتحصنك بمحبتها وتدعي لك ربنا يخليني ليكي ويخليكي ليا ....
انظر له نظرة عميقة سعيده لااصدق كل هذه الفرحة ، اتمني اساله ، انت بجد
يايوسف ؟؟ بجد بجد ، بحق وحقيقي ؟؟ لكني لااساله واصمت ، لكنه يقرأني ويجيب ، لو
انتي بجد ياليلي يبقي انا كمان بجد...
ومازالت السيارة تجري علي الطريق في طريقنا للمنيا وللفرحة ، معا ...
( 1 ) الحلاج
( 2 ) سورة يوسف ، القرآن الكريم
(3) : (10) قيس ابن الملوح في حب ليلي
نهاية الجزء السادس والحدوتة
هناك 7 تعليقات:
خلصتهاااااااااا...
ان النصيب مكتوب علي الجبين ومامنوش مفر ، وكل اسم له اسم ، وكل روح وليها روحها ، واللي جبينه خالي قلبه بارده وحياته هم وسم ، وان الحب بيونس مهما كوي ، والعشق يفرح القلب الحزين مهما مزق فيه وقطعه ،...
انا مع حواديتك برجع سنين..انا مش كبيره سناا اهه..بس العمر مش بيتقاس بالسنين..بيتقاس من البنعيشه وبنشوفه..فرحنا قد ايه وحزنا قد ايه..
..يوسف..ونبي ياربي في كده..فيه منه..طيب انا موافقه بعد الخمسين..بس هو فعلا فيه كده...انا كنت حاسه بكل انفعالات ليلي وقلها وتوترها وخوفها..ايوه احنا لما بنفرح ونضحك بنقول اللهم يجعله خير...
حبيت ليلي.ويوسف قوي..ويارب في يوم يبقي فيه كده..;-)
ابدعتي..حقيقي..خالص تحياتي..
ولو اني زعلانه من نهله..يعني ياربي يوم ما اسمي يتكتب في حدوته اطلع غبيه..ههههههههههههههه..انا كنت هاموت وادخل اجبها من شعرها من العملته مع عمر..ويوسف..^_^
اسعدتيني..ربنا يسعد ويفرح قلبك Amira Abdalla
خلصتها وخلصت روحى معاها عارفة لما تقرى رواية وكان اللى كتبها قلب روحك وبعترها على الورق اهو انتى عملتى فيا كدة
قريتها فى الوقت الغلط او الوقت الصح ماعرفش لكن اللى اعرفه انها لمست فيا حاجات كتير ومس عارفة اقوللك شكرا ولا الله يسامحك الايام هاتحدد
دمتى رائعة ومبدعة
الحب قدر ، لاحد بيسعي له ولا يعرف يفر منه ، واللي مكتوب علي جبينه يعشق ، اسير معشوقه يمرح وراه مهما جري منه ويلف ويرد له مهما بعد عنه
وقفت قدام الجملة دة كتير رعبتنى وطمنطنى فى نفس الوقت كلة قدر ومكتوب من قبل منتولد لكن احنا بنستعجل ويمكن من استعجالنا نتخيل وندخل فى علاقات غلط مش مناسبة ومش هى المقصودة بالوعد والمكتوب الى هيجيى فى معادة المناسب بس طبع البشر الاستعجال وميعرفوش ان الفرحة الصح هى الى بتيجى فى معادها الصح حتى لو افتكرنا انها مش هتيجى
تحياتى لروحك المبدعة
حلوه حلوه حلوه.. لانك حلوه قوي قوي حلوه بدرجه جميلة قوي..
الكتابه مختلفه.. اللغة مختلفه.. الروح مختلفه... روح اميره اللى بترقص زي ما حابي بيقرقص فى طريقه من المنبع للمصب..
ايوه كل واحد فينا له نجمه وحبه المكتوب فى كفه ونجمه اللى عليه اسم نصه التاني..
التفاصيل الصغيره فيها روح المحبه ..
كل اللى بتمنى ان ليلى ويوسف يفرحو وكل ليلى ويوسف يتقبلو ..
صديقتى دائما دائما نولد من رحم المحبه .. لانه وحتى الالم هو طريق للعبور لنور المحبه..
كل المحبه لقلمك وروحك الحلوه وبس .. شكرا على كتابه رفرفت فى روحي.. شكرا لانها كتابه كشفت ليه حجات وطريق خاص بيه شكرا وبس
حلوة قوي الحدوتة فيها تفاصيل رائعة ، فيها حب من نوع خاص لا يفهمه الا من يعرف المعني الحقيقي للحب و التضحية ، فيها تفاصيل لا يمكن ان تقرأها فقط دون ان تسرح بخيالك لتكمل المشهد برؤية واضحة .
نفتقد المشاعر مع الزمن لتعود الينا و نحن نقرأها اليوم في الحدوتة ... مليون شكر علي مشاركتنا أحاسيس و للحظات نحتاج البها بشدة .
أميره....
ها قد وصلت الى آخر الحدوته
وما سألتش نفسي " حلوه واللا ملتوته"
لأنها مش بس حدوته.... دي حكاية بنوته
يمكن تكون جارتي... او صاحبتك ..او حتى قريبتي
دي حكاية حلم ... كتير اتمنوه.. وكتير استنوه
ونرجع مرجوعنا للحدوته
"كنا عايشين حياه شبه الحياه"
ياااااااااه..... هي بالضبط كده
كانت حياه غير الحياه
اين هذا ال "يوسف" الذي يصالح... يحب... يمنح الوقت والمشاعر
يحمي من الخوف.... بالله عليكي ... اتعبني "يوسف" بمشاعره وصدقه... حتى اني خفت مثل ليلى ان يكون "مزيف بدرجة امتياز"
سألت نفسي..... لماذا يُشعل لها سيجارتها
هل هذا جزء من الدلال يقدمه لها؟
ام انها يتمنى انت تقبل بشفتيها اثار شفتيه؟
بل ربما اراد ان يهمس لسيجارتها بكلمات تصبها بين شفتي ليلى؟
ما اجمل ان يتكلم الرجل مع المرأه وكأنها صديقه الصدوق
يحكي له مخاوفه... احلامه... ذكرياته
يحكي بلا رتوش وبدون استخدام ادوات التجميل اللغويه
الوحده...... الاحساس بالوحده يقتل بسكين بارده كل مشاعر المرأه
يتركها هناك واقفه بشموخ لكنه يسيل بسكين مسمومه روحها... كيانها.... مشاعرها
اسمحي لي ان اتكلم بالعاميه
هو في كده يا أميره.....؟
الراجل اللي يحس انه ما ينفعش يسيب حبيبته تعيط لوحدها؟
الراجل اللي بيحس ان حبيبته مخضوضه منه؟
هو في يوسف اللي ممكن ليلى تستناه وهي متأكده انه ها يكلمها؟؟؟
أميره....
بكيت .... ابتسمت.... سرحت... فكرت
لخبطه جوايا ما بين يوسف.... و... ليلى
مش عايزه أفكر ليه
لكني متأكده ان الصدق هو السبب في اللي انا فيه
كنت خايفه امر على مدونتك واغوص في الاجزاء السته
قاومت كام يوم....لكني النهارده انهارت كل محاولاتي
هو قدر ان احتار في يوسف وليلى
حيره لخبطتني....لصدق حروفك
رائعه يا صديقتي
منال أبوزيد
عشت معاها كل مشاهدها ....
كل الاحاسيس اللى فيها ...
و خفت .. و فرحت .. و بكيت ...
و اتمنيت يوسف ... و اتمنيت أكون ليلى ...
خدتنى حقيقى برة الدنيا .....
حركت مشاعر اتمنيت ما تصحاش ..... و صحيتيها ....
يسلم احساسك و تسلم ايديكى حقيقى ...
بس المرة الجاية رفقا بمشاعرنا شوية ...
مش كل ليلى لقت يرسفها .... :)
إرسال تعليق