مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الجمعة، 30 يناير 2015

يوميات ميت ..... الجزء الثالث


الحياة
ايام وبنعيشها




( 15 )
مصطفي

انفجر مصطفي في الضحك ، لايصدقه ماكتبه ابيه ، الشيخ الوقور خلع وقاره وعقله بين اسطر دفتره ، ماكانش يصح ياحاج تكتب الكلام ده ، يلومه بغضب تضامنا مع امه الحزينه ، لو كنت عايز تكتب يعني كنت خفيت الدفتر ولاحرقته علشان مايقعش في ايدها ، يشعر مصطفي ان ابيه يلومه لقسوته عليه وتضامنه مع امه ويتذكر وصفه له ولاخته بانهما اولاد امهما ، يحس مصطفي انه ظلم ابيه تضامنا مع امه التي لاتكف عن البكاء ، لامها ، مالذي فعله فيكي ياست الحبايب ، كتب كلمتين يفك عن قلبه وعاش طوع يريحك ويعمل اللي نفسك فيه ، احس مصطفي بعطف علي ابيه الذي عاش حياته زوجا مثاليا يعود من العمل يسلم راتبه لزوجته لتتصرف في امور الاسرة وترك لنفسه بعض الاوراق ينفس فيها عن مشاعره ، خجل مصطفي من مشاعر ابيه وسرعان ماسأل نفسه وماذا عن مشاعرك ، الم تفكر كثيرا براحتك في امور كثيرة وتخفيها حتي عن اقرب الاقربين لك ، الا تعيش بوجهين انت الاخر ، في المنزل ومع امك انت الابن الطيب البار الخجول المتدين ومع اصدقائك الفاسق المجرم المتمرد وفي الجامعه الطالب المتفوق وبين البنات ابو عيون جرئيه تتدب فيها رصاصه وفي عملك انت الموظف المثالي رغم انك تنظر دائما لمؤخرات السكرتيرات وتتمني لو اتيحت لك الفرصه لتتحرش بهن ، انت تعيش بالف وجه يامصطفي مثلك مثل ابيك ومثل كل الناس ، الفارق ان ابيك كتب بعض تفاصيل حياته علي الورق فصدمت امك وصدمتك وستصدم من يقرأها ، لو كتبت انت ايضا تفاصيل حياتك علي الورق لجنت امك وصرخت ومزقت شعرها لان ابنها الفالح طلع صايع وضايع ومره جرب سيجاره الحشيش ويعاكس ام صاحبه ويتمني يمزق جسدها في فراش الاحلام ، انت قاسي يامصطفي ، سمع صوتا وكأنه ابيه ، دي تخاريف ياابني تخاريف ، ابتسم مصطفي وكان ايه لزمتها ياحاج ، اهي زعلت الحكومه منك اهي ، و...... انتبه مصطفي وانفجر ضاحكا لايصدق مايقوله ، ساير ابيه ووصف امه ست الحبايب بالحكومه ، انفجر ضاحكا خجلا لايصدق انه تجرأ يصف امه بالحكومه ، منك لله ياحاج ، منك لله انت وتخاريفك و........... مازال يضحك ويضحك وتجري عيونه علي الاسطر مندهشا من المشاعر السريه التي افلح ابيه يخفيها عنهم جميعا ، اتاريك ياحاج نمس ، اه والله نمس...
********************
ص 28
قررت افرسها زي ماهي فرساني ، طبعا ماهي فارساني من يوم مااتجوزتها ، من ليله الصباحيه لما شدت الملايه من تحتيا وقالت لازم نغسل ، يومها شديتها من ايديها وقلت لها تعالي بس ، زغرت لي وقالت مش وقته ، من يومها اتفرست وكتمت في روحي وقلت لسه عروسه وصغيره ومش متعوده ، اتاريها عمرها ماحتتعود ، اهم حاجه عندها الغسيل ونشر الملايات ، امي قالت لي دي كيادة ، غسلت ملايه الصباحيه علشان تكيد الجيران وتقول جوزي ياما هنا ياماهناك ، قلت لها دي حماره ياامه وتلاقيها مش فاهمه انتي بتقولي ايه ، يومها امي زغرت لي وقالت انت اللي حمار ، مراتك كياده وكل نسوان الشارع عينهم عليك ، ابقي البس غيارتك بالمقلوب علشان الحسد ، مافرقش معايا هي كياده ولا حماره ، اللي فرق معايا العمر كله انها فرستني ، تعمل كل مقلب ومقلب يطلع من نافوخي وكأنها ولا عملت حاجه ، لو زعقت ابقي مفتري ولو اتكتمت ابقي غاوي نكد ، تقولش هي الفرفوشه اللي لابسه الاحمر والاخضر ، ماعلينا ، اتعلمت مع الزمن لما تفرسني افرسها ، وببراءه برضه ولاكأني قاصد حاجه ، وتلامه بتلامه وبلاده ببلاده والبادي اظلم ياحكومه قلبي ...
القصد ، فرستها الصبح فرسه جامده ، بعد مامسحت ونضفت الحمام ، خدت دش وبليت لها الارض ورميت غيارتي علي الارض نكايه فيها وعادي ماانا مهمل ، لبست قميص وبنطلون وسحبت الجزمه من غير شراب وخبطت الباب ورايا ، اففففففففف، انا اساسا عايزه اخرج ، قعدتها تقرف والبلكونه وسخه والعصافير عاملين دوشه ووشها صعب وبوزها اصعب، لازم يعني استني لما تقرفيني وتطفشيني ، مابصحاش من النوم ليه يوم اجازتك ااقوم انزل من سكات ، لا انزل من سكات ازاي ، يبقي مابحبهاش ، يبقي مابحبش قعدتها ، يبقي يوم نكد من اوله ومن اخره ، لازم استني لما تقولي قوم ، من اوضه لاوضه ومن البلكونه لجوه ومن جوه للبلكونه ، ولما احسها خلاص نسيتني وانشغلت عني ، اغير هدومي وافتح الباب واخرج ، ساعتها بيتهيالها انها طفشتني ، وساعات باصعب عليها وتشرد لي من البلكونه وتناديني اطلع وتستسمحني ارجع ، وانا طبعا مابكون صدقت اني نزلت واسيب الحكومه تهندس في البيت براحتها وانا اتنفس حبه بحرية...........
********************
يضحك مصطفي ويضحك ويضحك ، الله يسامحك ياحاج ، اتاريك سوسه ، قاصد تفرسها وانا اللي ياما دافعت عنك وقلت لها مش قصده ياماما ، اتاريك قاصد ، الله يسامحك ياحاج علي اللي عملته وعلي اللي كتبته اساسا ، ويضحك ويضحك ,,,,
وفجأ يصمت وتميد الارض تحت قدميه ويحس رأسه يلف ويلف ، لايعرف جدوي ذلك الدفتر ولا اين هي رسالته الاخيرة ، هي الغاز ياحاج حسين ، الغاز هي ؟؟؟

( 16 )
المدرسة

اقتربت عاملة النضافة من مدرسه الفصل ابلة ثريا وناولتها مجموعه اوراق في يديها وقالت لها ، البنات كانوا جايبين سندوتشات من الشارع ملفوفه في الورق ده ، شكله غريب وانتي عارفه انا مابعرفش ااقرا ، خفت يكون ورق امتحانات ولا حاجه وحد باعه للمطعم اللي قدام المدرسه ، قلت اوريه ليكي ، انتبهت ابلة ثريا للاوراق في يد عامله النظافه وكادت تقول لها ارميهم لانهم ليسوا اوراق امتحانات ولاغيره ، لكنها التقطت كلمه من الاوراق شدت انتباهها ، هو مش ورق امتحانات ماتشغليش راسك ، بس سيبيه حاقراه وبعدين ارميه ، ضحكت عامله النضافه خجله من المدرسه ، الورق مش نضيفه ومطرحه طعميه ومخلل ، ضحكت المدرسه حااعرف اقراه ..وانتظرت صعود التلاميذ لفصولهم بعد انتهاء فسحه الراحه وتسللت لغرفه المدرسين حيث ستجلس في راحه مده الحصه الرابعه وفردت الاوراق امامها واخذت تقرأها باهتمام كبير ....
********************
ص 37
انا راجل عادي خالص ، مفروض اعيش واموت محدش يفتكرني الا بالعيلين اللي شايلين اسمي ، والعيلين الواد مصطفي والبت بوسي شكلهم بعد مااموت حيلعنوني ويلعنوا ابو ابويا ، لاحاسيب لهم ملك يسترهم ولا قرشين يشبرقوا نفسهم بيهم ولا معاش كبير يسدد ديونهم ، حتي مكافأه نهاية الخدمة صرفت نصها علي الفاضي والمليان ، حاسيب لهم اللي بيسيبه كل الناس العاديه اللي زيي لعيالهم ، قرشين للخارجه وفتة العزا ومعاش يادوبك يكفيهم اسبوع وبقيه الشهر عليهم بقي عليهم وعلي امهم الست حرمنا حكومتنا المصونه ومرتبها وباقي مكافأه الخدمه ، عليها تدبر وتدبق وتتصرف بالمعاش زي ماطول عمرها بتتصرف ...
انا راجل عادي خالص ، مش قوي ، بقيت عادي خالص ، بعد مااتجوزت بقيت راجل عادي خالص ، والراجل العادي هو اللي بيروح الشغل ويرجع من الشغل ويتفرج حبه علي التلفزيون ويفض الخناقات بين الحكومه والعيال ولادها قللات الادب وينزل يتلقح علي القهوه يبص علي الحريم اللي رايحه واللي جايه ، يبص من تحت لتحت علشان شيبته ومراعاه لسنه وسمعه عياله ، انا بقي بقيت الراجل ده ، اتجوزت الست نجاه حكومتنا المصونه وقصصت ريشي وكسرت عضمي ولافت علي قرشين المرتب تدخل بيهم جمعيات وتدبء وتوفر وتغسل وتطبخ وتعمل كل حاجه لازم تعملها الا انها تراعيني ، لا ابتسامه تهون علي الملل ولا شويه شقاوه يفكروني اني كنت راجل ولا كل الرجاله ، الحكومه هدت حيلي بالبرود ، ايوه ، هو البرود اللي هد حيلي وسد نفسي ، الوليه مالهاش في الجواز ، لابتنبسط ولا بتبسطني ولاتفهم يعني ايه انبساط اساسا ، الوليه بتعمل اللي مفروض يتعمل زي ماامها قالت لها ووصيتها ليله الجواز ، امها قالت لها انتي زوجه محترمه والزوجه المحترمه ماتقولش لا وماتقوش اه ، الزوجه المحترمه تنام علي الجنب اللي لادد علي جوزها وان اداه ضهره تسكت وان نسيها تقول احسن وان خلفت تبقي اتمكنت ورسخت علي قلبه وان قصصت ريشه تبقي فلحت واتأمنت ، امها قالت ونجاه مشيت علي الدرس ونفذته ونسيتني وانا كمان نسيتها، عملت الواجب اللي عليا زي مامفروض اعمله ، مبسوط مش مبسوط مش موضوعنا ومش موضوعها ، الواجب الزوجي المقدس ولما خلفت واتمكنت بقت تهرب مني وانا الحق بقيت اهرب منها والايام عدت زي ماعدت ، مع اياهم و....... خلاص بقيت انا بركه وبقت هي ام العيال واهي ايام سوده وبنقضيها ....
كنت زمان مقطع السمكه وديلها ، كنت خارب الدنيا ، فرحان بشبابي ولاشايل هم ولامسئوليه ولاعندي حد متعلق في رقبتي ولا بيقولي هات ياللي ممنكش فايده ، كنت طايح في الدنيا والدنيا طوع ، امي الله يرحمها كنت بتقولي انت زينه الشباب تقعد علي البساط وتنقي ست البنات ، وياما دعت لي وانا خارج وانا داخل ربنا يحفظني ، الحق كنت باستحي منها ، اصل ياام حسين ، وحسين ده انا ، اصل ياام حسين انا معلق ماكينه ورايح اظبطها فمش وقت دعا الا ربنا يخسف بيا الارض وانا رايح اتشاقي واللي زيي مايجوزش له دعا في الوقت ده ، ومسير ربنا يهدينا ، والنبي ياامه هداني خلاص ، هداني يوم ماجوزتيني نجاه ، قلتي نقاوه عيني وقلبي ، تستر وتحاجي وتكبر وتربي ، الحق ياامه هي عملت كل اللي قلتي عليه ، انت نسيتي بس وانت بتختاري نقاوه عينيك توصيها علي ، وصتيها علي البيت والفلوس والطبيخ والشطارة والتدبير ونسيتيني، وهي كمان نستيني ، نجاه فاهمه ان الجواز غسيل وطبيخ وتدبير المصروف وستر وغطا ، ولما جيت افهمها الجواز صرخت ، وقالت لي ياقليل الحيا اياكش فاكرني من اياهم وعيطت وفضحت الدنيا وقالت حتشتكي ليكي وتشتكي لامها لاني بافتح عينيها علي اللي مايصحش ومايجوزش مع الستات المحترمه ولاد الناس زيها ، بصيت لها وهي بتعيط وهاتك ياضحك والحق ياامه كنت عايز اعيط علي حظي المنيل اللي جوزني واحده من بنات الناس مش من اياهم ، ياوليه اياهم مين ايش جاب لجاب ، طيب نتفاهم ، مافيش تفاهم وهاتك ياصويت ، وانا اللي فاكراك محترم ، لا ده انا محترم قوي ياحكومه قلبي ، محترم قوي ، وعنها ياامه ، سبتها في حالها لاتعيط ولاتفضحني وتدبر المصروف وتغسل وتطبخ ورحت عشت حياتي مع اياهم ، امال يعني ياامه حاقضيها قزقزه لب في البلكونه جنبها وهي بتلم الغسيل ، كان حقك ياام حسين قلتي لها ان الجواز فيه شويه شقاوه وشويه مياصه وشويه .... فاهماني طبعا ، تصدقي تلاقيكي ياام حسين انتي كمان مش فاهمه ، ماهو تلاقي الحاج كان مقضيها مع اياهم برضه ، وانت مشغوله بالغسيل والطبيخ وتدبير المصروف ، تصدقي ياامه اني طلعت حمار ، النهارده بس بعد العمر كله ماعدي وبعد ماطلعت معاش وبعد مابقاش مني رجا عرفت اني حمار ، لانك ياام حسين انت شخصيا حضرتك ماتفهميش في الجواز واخترتي الست نجاه حرمنا زيك ماتفهمش في الجواز وانا زي الحاج ابويا مقضينها مع ايامهم ، واهي ايام سوده وبنقضيها ، الخوف علي مصطفي ، لازم يعيش حياه تانيه ، يتجوز اللي تحاجي عليه وتسعده وتكون معاه اياهم ومش اياهم ومايخيبش خيبتي وخيبه جده الكبير .....
********************
تقرأ ابله ثريا الاوراق مره واثنين وتضحك وتلمع دموعها في حدقتيها تأثرا وحزنا ، تتمني لو عثرت علي بقيه الاوراق ، ياتري انت مين يااستاذ حسين ومين الست نجاة ، ياتري فهمت الجواز يااستاذ حسين ولا قضيتها انت مع اياهم وياتري مصطفي حصل له ايه اتجوز واتهني ولا ايه ؟؟ صمتت ابلة ثريا فجأ واحست الحيرة وتمنت تسأله الا بالحق يااستاذ حسين هو الجواز ايه غير الطبيخ والغسيل وتدبير المصروف وستر وغطا ؟؟؟ ضحكت المدرسه بصوت عالي وهي لاتصدق ماتقرأه وسألت نفسها ياتري لو جوزي كتب يومياته حيقول عليا ايه ؟؟؟

( 17 )
بوسي

تجلس امام المكتب تحدق في كتابها وعقلها غائب ، لاتكترث بالمحاضرات ولا الامتحانات التي اقتربت ولا عريسها الذي اقترب ميعاد اجازته السنوية ، كل ماتفكر فيه متي ستنام امها ويهدأ البيت فتطمئن وتخرج الاوراق من مخبأها وتستكمل قراءة الصفحات المتناثرة التي عثرت عليها علي السلم يوم الفضيحه ... ساعه واثنين وامها تتحرك في صاله المنزل ، تجهز العشاء لمصطفي وتتابع المسلسل وتكوي الملابس ، تناديها ، تتعشي ، لا شبعانه ، اجيب لك فاكهه ، شكرا ، ولسان حالها يهمس ماتنامي ياماما ، الوقت يمر بطيئا ، ستفتح عليها الباب بعد قليل ، ستسألها لو ترغب في شيء قبل نومها ، ستدعوا لها بالفلاح والنجاح ، ستغلق الباب عليها وسرعان ماسيرتفع صوت شخيرها يطمئن بوسي انها الان والان فقط تستطيع استكمال قرأه الاوراق بأمان ..
وسرعان ماارتفع صوت شخير نجاة يهدم البنايه والحي  ...
اغلقت بوسي الكتاب واخرجت الاوراق من المخبا السري الذي اكتشفته في مكتبها ، فرشت الاوراق امامها وبعثرتها وسحبت واحده واثنين وانهمكت في القراءة ...
********************
ص 48
طبعا اي حد بيقرا اليوميات دي حيستغرب جدا ، ازاي الصفحه دي جت كده بعد الصفحات اللي بعديها ، هههههههههه عادي دفتر يومياتي انا ، اصل في اليوم ده حصل حكايه غريبه قوي وكان لازم اكتبها ، بس من كتر ماكنت منفعل ماعرفتش اكتبها ....
الحكايه غريبه ليه ، اصل الست ام ندي جارتنا اللي ساكنه في اول دور ، اللي جوزها مات من سنتين وسابها هي وبنتها لوحديهم ، يوميها رجاله العماره وانا طبعا كلنا قمنا بالواجب ودفنا الراجل وقعدنا في الصوان وخدنا العزا وقلنا لها بصوت واحد لو عايزه حاجه اامري والحقيقه الست قفلت عليها باباها ولاعمرها طلبت اي حاجه من اي حد ، يمكن كمان نكون نسيناها ، سالت الحكومه مره مابتزوريش ام ندي ولاتعرفي اخبارها ، الحكومه كشرت عن انيابها وكانت حتاكلني ، وانت مالك انت ومال نسوان العماره ، قلبك حنين قوي ، طيب ماانا اولي ، الا عمرك ماسالت علي وهاتك ياعياط ، يومها قلت انا حمار بجد اني فتحت بقي ، مالي انا ومال الوليه جارتنا ، ان شالله تتحرق هي والعماره ، الحكومه مسكت لي الموضوع وكل ماتشوف حد تتمألس عليا وياه وتقوله مش جوزي العزيز - ال عزيز ال - قلبه حنين وسالني علي الست ام ندي جارتنا الارملة ، وطبعا الامر مايسلمش من شويه تريقة او دمعتين والناس تبص لي نظرات ترعب لاني تجرأت وسألت علي جارتنا الارملة ، وياخدوا مراتي حكومتي بالحضن وهاتك ياطبطبه لان الراجل المتوحش جوزها ، اتجرأ وسال علي ام ندي ، المهم ، مااطولش علي نفسي واحكي ايه اللي حصل في اليوم اياه ، مع الست ام ندي جارتنا الارملة ....
********************
جرت بوسي بعينيها علي الاسطر وسرعان ماطوت الاوراق وقررت الا تستكمل قراءتها خجلا ، ثم عادت وقرأت سطرين ثلاث وانهمكت مره ثانيه في القراءة ...
********************
كنت نازل القهوه عادي ، والحكومه طارداني من البيت علشان تهوي الفرش وتمسح الصاله ، ياستي اريح جتتي ، ال ايه راجعه من الشغل ومافيش وقت وعايزه انضف ، حاضر انزل، نزلت علي السلم وانا مش طايق نفسي وكاره حياتي وكارهها ،  فجأ باب الست ام ندي اتفحت ، ولقيتها واقفه علي الباب اللهم صلي علي النبي ، بدر منور ، الا هي الست ام ندي طول عمرها بدر كده ولا هي احلوت بعد ماجوزها مات ؟؟؟ فتحت الباب وقالت لي يااستاذ عايزاك في كلمتين ، قلت عيني اتفضلي قولي ، وقفت علي الباب شهقت وقالت مايصحش اكلمك علي السلم زي الغرب ، والحق انا خفت من الحكومه تلمحني علي باب بيتها تبقي ليله سوده ، دخلت وبسرعه ، وهي قفلت الباب ...
********************
خبطت بوسي علي صدرها ، هي حصلت يابابا تخش البيت والست تقفل عليكم الباب ، حصلت ياحاج حسين و.......... قررت انها لن تكمل قراءة الاوراق و..... ربنا يسامحك يابابا ...
دفنت رأسها تحت اللحاف وغرقت في الكوابيس ، تطاردها صوره ام ندي بابتسامتها اللعوب وصوره ابيها يتسلل علي اطراف اصابعه لداخل شقتها ويجتاحها الخجل في الحلم وترتبك وترتبك ويطول الحلم ويطول ، وام ندي تفتح الباب وبابا يخش بيتسحب للشقة و...... يطول الحلم ويطول ، ويطاردها المشهد والعبارات والاوصاف التي فاض بها ابيها في دفتر يومياته و.... تخجل وتخجل ....

( 18 )
فوق غية الحمام

وقف مدبولي يلوح باعلامه الحمراء لسرب الحمام الخارج من غيته قبل غروب الشمس ، وقف يلوح له وكأنه يودعه وكأنه يهدهده وكأنه يوصيه يعود ، يتابعه يلف ويلف في المجال الواسع الذي شكله حمام كل جيرانه في الحي ، مجال واسع يعمل دوامه كبيرة في السماء، يلف الحمام ويلف وفي النهايه ، يعود كل سرب لغيته وصاحبه ويسكن في برجه وينام وقتما يسدل الليل ستائره الحريريه الداكنة علي وجه الحياة ، اعلامه الحمراء تلف السماء وتلفها مثل سرب الحمام ، تصنع مجالها الخاص من نسمات الهواء العليل الفار من حريق قرص الشمس الراحل وقت الغروب ، علق مدبولي عينيه بالسماء التي امطرت فوق رأسه اوراق شارده تتعثر رحلتها الطائره مع الدوامات التي تشاكس بها اسراب الحمام الهواء وسكون السماء ، حدق مدبولي في الاوراق واستمر يلوح باعلامه وكأنه سيبعدها بعيدا عن رأسه وسطح منزله وغيه الحمام ، لكنها اختارت تسقط حوله وفوق رأسه ، نحي مدبولي اعلامه جانبا وجمع الاوراق ليعيد القاءها من فوق السطح بعيدا عن عالمه المنظم ، جمع الاوراق وكاد يعتصرها ليلقيها لكنه عينيه سقطت علي بعض سطورها فابتسم وارتبك ، واحس ان ربه القي له بهديه تكسر رتابه الملل الذي يعيشه بين الحمام والاعلام الحمراء ، طوي الاوراق بعناية في جيب بنطاله وعاد يلوح بالاعلام لسرب الحمام ليعود للغيه و............ عندما اسدل الليل ستائره وغفي الحمام في عيون البرج ، انزوي في ركن من سطح البيت وكوب شاي ساخن وانهمك يقرأ الرزق الذي فاض به الله عليه مشفقا علي وحدته التي تلفه ببرودها ....
********************
ص 40
هي البت بوسي كبرت قوي كده للدرجة دي وانا مش واخد بالي ؟؟ سؤال سألته لنفسي والحكومه مصطادني في اوضه النوم قبل ماانزل وقافله عليا الباب وبتوشوني بصوت متصوراه واطي واكيد الجيران كلها سامعاه ، الحكومه قالت لي الحكايه ياحسين ان الست فاطمه جارتنا في البيت اللي علي اول الشارع قابلتها عن الخياطه واتفقت معاها تزورها في البيت ، كنت باسمع بملل وعايز العن ابوها علي ابو الست فاطمه ، وانا مالي ماتزورك ولا ماتزوركيش ، دخلي ايه ، الحكومه قالت ان فاطمه عينيها من بوسي لابنها الكبير اللي شغال في السعوديه ، وانها بتجس نبض ، اه كده بقي الكلام يتغير ، قصدك الست فاطمه جايه تخطب ، ضحكت لا ، جايه تجس النبض ، تقعد مع البت تتكلم معاها ، تاخد وتدي ، تقلبها وتشوفها تنفع ولا لا ، الكلام كله معجبنيش ، البت لسه صغيره يانجاه ، صرخت الحكومه صغيرة مين ، اللي زيها في ايديه تلت عيال والرابع في السكه ، البت لسه مااتخرجتش من الكليه ، ماانشالله عنها مااتخرجت اساسا حتعمل ايه بالعلام ، تتوظف وتسند نفسها يانجاه ، بس ياحسين اسكت ماتخيبهاش خيبتي ، علام ووظيفه ووجع قلب وبهدله ، خيبتك ، خيبتك يانجاه ؟؟ انتي ياوليه مش بتحافظي علي ملافظك ليه ، ضحكت بخبث مش قصدي ياحسين قصدي يعني لو نصيبها في عريس السعوديه لايلزمها شهاده ولاتعليم وبعدين يعني انت شفتها اتجوزت بكره ، ده لسه تعارف وكلام وهات وخد ، وقبل مااتغابي عليها ، قالت لي ده كلام مالكش فيه ، وقت الجد الرجاله اللي حتيجي تخطب البت منك زي الاصول مابتقول وساعتها ابقوا اتفقوا تتجوز امتي بعد ماتخلص شهادتها ولا قبلها ، ساعتها يحلها الحلال ، احنا في النهارده ، احنا دلوقتي بنتعرف ونوصل الود ونعرض البضاعه ونشوف ميتهم ايه ونقول اه او لا ، اه يعني يجيوا يخطبوا لا يعني مايلزمناش ، ده كله شغل الستات مالكش فيه ، انا بس باقولك ماترجعش بدري من القهوه الليله دي لان الست فاطمه جايه وناويه علي سهره ، ماليش فيه ازاي ياحكومه الغبرا ، طبعا ماقلتش لها كده لكن كان ده قصدي ، ماليش فيه ازاي دي بنتي يانجاة ، ايوه مالكش فيه هو احنا حنعمل ايه في بنتك ، حناكلها ؟؟ ده شغل ستات وبيوت وانا عارفه ايه اللي مفروض يتعمل ، وحتعملي ايه يافالحه ، حاعمل كيك وبسبوسه ، ايه ؟؟ ايوه علشان الست فاطمه تعرف ان البت متربيه علي العز والغالي وانها شاطره وتعمر بيوت وان ابنها ياهناه ياسعده ، الحق قعدت ابص للحكومه كتير قوي وكان نفسي اقولها تنصح بوسي ان الجواز مش كيك وبسبوسه والا العريس حيقضيها مع اياهم وان شهادتها سترة ماتحوجهاش لابن الحرام ، لكن سكت وقلت الطيب احسن ، طيب عايزه مني حاجه قبل ماانزل ، طبعا سيب فلوس ، نجيب فاكهه ولب ، وسبت الفلوس علي الترابيزة ونزلت وانا ناوي وقت الجد اشرح للبت يعني ايه جواز ، البت طبعا حتستحي وتضحك ، لكن مش حاسيبها الا لما افهمها ان الجواز مش كيك ولب وانها لو عايزه جوزها مايقضيهاش مع اياهم يبقي لازم تركز وتعرف تحافظ عليه ، حاكلمها بالمتغطي لكن البت حتفهم بدام امها بليدة ومالهاش غير في الكيك واللب يبقي لازم حد يكلمها ومافيش احسن مني ، انا اللي اتعذبت من امها وقضيتها صياعه لازم انصحها تحافظ علي جوزها ازاي ، نزلت السلم اضحك ومش مصدق ان واحنا خلاص داخلين علي القرن الواحد وعشرين لسه النسوان بتعتبر الجواز كيك ولب وغسيل وطبيخ وبس ....
قبل مااخرج من باب البيت ، سمعت ضحك الست ام ندي طالع من باب بيتها المقفول ، ضحك طازه زي العيش الصابح منعش زي ميه النافوره في اليوم الحر ، قلت ايوه هي دي ، هي اللي تبقي تفهم البت بوسي يعني ايه جواز ، فاهمه وناصحه وراسيه وعارفه ايه المفروض وايه اللي مش مفروض ، هابقي اقصدها تكلم البت وتنور لها طريقها ...
وخرجت الشارع سعيد وفرحان ، ضحكتها بس فرحتني مابال بقي المستخبي ، يخرب بيتك ياام ندي علي طعامتك وحلاوتك ، الضحكه بتاعتك بترد الروح ، الله يخرب بيت الحكومه وكل حكومه وبيت الكيك واللب ....
********************
يقرأ مدبولي الاوراق مره واثنين ويبتسم ، يفكر في ام ندي وضحكتها التي ترد الروح ، يتذكر وحدته ويتمني مثل ام ندي تؤنسه في حياته ، يسأل نفسه عن احساسه لو تزوج صغيرا وانجب بوسي ، ماهي مشاعره وقتما تأتي الست فاطمه لتخطبها لابنها المقيم بالسعوديه ، يفكر مدبولي في الاسرة التي لايعرفها والتي احس انتماءا لها وفرح لبوسي وارتبك لان غريبا سيخطب ابنته و.......... ياتري حصل ايه يااستاذ حسين لبوسي وللست ام ندي الي ضحكتها ترد الروح .....

( 19 )
نجاة
حرم المرحوم

********************
ص 50
مين اللي قرر ينكد علي البشريه كلها وحول المشاعر والحب لواجب زوجي مقدس ، مين اللي فهم الرجاله ان عليهم واجب والا تبقي فضيحتهم بجلاجل وفهم الستات ان الرجاله عليها واجب والا يبقوا مقصرين ؟؟؟ مين اللي قرر ينكد علي البشرية ويفهمها الكلام ده ، فضاع الحب والغرام والمشاعر وفضل الواجب وعصايه المدرسة تضرب اللي معملوش !!!
انا لما اتجوزت نوجة ، كنت ناوي احبها ، وكنت ناوي اسعدها واسعد نفسي ، لكن امي وصتني ليله الحنة باني ارفع راس ابويا واملي مكاني واعمل المفروض عليا ، لغايه يومها ماكنتش عارف ايه المفروض ، كنت فاهم اني بتجوز علشان احب واتحب ، اتاري الحب ده في الاغاني والافلام اما الجواز ففيه واجب زوجي مقدس ، ولان الواجب واجب ، فدمه تقيل واي تلميذ يحب يزوغ من المدرسه وينط من فوق الحيط براحته ، لان الواجب واجب كان لازم اهرب من فصل الزوجيه لاياهم ، ومعاهم بقي ، لاواجب ولا حصص ، وكل واحد بكيفه وينام علي الجنب اللي يريحه ، انا نويت اشرح للبت ان الجواز مش واجب والحب سعاده ولازم تدور عليها ، نويت اشرح للواد ، واقوله اوعي تتدبس في جوازة الا لما تكون بتحب العروسه وبتموت في دباديبها وانت اللي تجري وراها بالمشوار وتتمني منها الرضا ترضي ، المصيبه اننا لما بنقعد علي القهوه ونتكلم عن البركه اللي حلت علينا في بيوتنا ونضحك علي خيبتنا ، احنا مين ، احنا اللي طلعوا علي المعاش في الشغل والبيت ، لما بنشوف موزه في الشارع وكلنا نبحلق فيها ، ونستريج الايام الخوالي مع اياهم ، كلنا بنحس بحزن اننا معرفناش ننبسط في بيوتنا ، كلنا بنحس بحزن ان الواجب المقدس افسد حياتنا الزوجية ، المصيبه اننا كلنا كلنا ماحاولناش نكلم ستاتنا في الموضوع مش عارفين ليه ، كلنا رضينا للواجب ونفذناه ، كلنا اتكسفنا ، ايوه اتكسفنا ، هي دي الكلمه المناسبة لمشاعرنا مع ستاتنا ، ماحاولناش نتكلم معاهم ولانشرح لهم ولا نقول لهم ان الواجب المقدس بوظ الحياه واننا نفسنا في المشاعر والاغاني وسيرة الحب ، اتكسفنا والعمر عدي ولما اتشجعنا وعرفنا خيبتنا كلنا واحنا قاعدين نتكلم علي القهوة كان الوقت عدي ومعدش فيه فايده من الشرح ، ويسقط الواجب المقدس وتسقط الحكومه .....
لو كانوا علمونا ان الجواز حب ، كانت البيوت عمرت ، لكن لانهم قالوا لينا الجواز واجب مقدس ، كل واحد فكر ازاي يزوغ من الواجب ، او يعمله كروته وبسرعه علشان محدش يعلم عليه ويقول مابيعملش اللي عليه و........... تاني وعاشر ، يسقط الواجب المقدس وتسقط الحكومه اللي ماسكه العصايه للتلاميذ اللي مابتعملش اللي عليها وبتزوغ من الحصه ومن الواجب ومن المدرسه كلها ......
********************
القت نجاة الدفتر بعيدا عن يديها وهي تكاد تنفجر من الغضب ،اظلمت الغرفه والقت بدنها علي الفراش وانفجرت في البكاء ، انا ياحسين حكومه ويلعن ابو الحكومه ، كده برضه ، ويهون عليك العشرة ، يهون عليك خدمتي ليك خدمه العبد للسيد ، يهون عليك الاكل اللي طبخته لك وكلته بالسم الهاري ، يهون عليك صواني البسبوسة اللي طفحتها ، يهون عليك تربيتي لعيالك المزاغيد وقله ادبهم ، يهون عليك استحمالي وصبري ، المرتب خلص وماله ، مافيش مصيف مايجراشي ، مش حنعمل كعك ولافيه اي مشكله ، لاعمرك فسحتني اقول تعبان في الشغل ، تجيب لي كسوه سنه وعشره لا اقف في ضهرك واايف الهدوم القديمه والبسها ، تنصف اختك عليا اقول اللي مالوش خير في اهله مالوش خير في حد ، كده ياحسين ، اخرتها اطلع الحكومه ويلعن ابو الحكومه ، انا باشخر واهد العماره ، انا ريحتي توم وبصل ، كنت عايزيني ايه ، اسيبكم جعانين انت وعيالي واقعد احط الاحمر والاخضر ، انا زي شجره الجميز ، ماهو من كتر اكل العيش والرز ، كنت جبت السمك البكلاه وماكلتوش ، كنت جبت اقفاص الفاكهه وقلت ماليش نفس ، بتبص لي في الاكل اللي كلته ، طبق رز ولا رغيفين عيش علي حته جبنه ولا بتنجان مقلي بزيت التموين ، كده ياابو مصطفي ، اهون عليك ، اهون عليك تعاكس الوليه السايبه خطافه الرجاله وانا للي متطمنه ليك ، تخش بيتها من ورايا وانا قاعده في بيتي مش دريانه وباقول ده راجل طيب وبيعزني ، طلعت ولابتعزني ولا حاجه ، طلعت بتستهزء بيا انت والوليه وعامليني عمود سواري مالوش لزمه ، كده ياحسين ، انا الحكومه ، وتسقط الحكومه تسقط الحكومه ، انا الحكومه ياابو مصطفي ، وطول النهار تشتم في الحكومه وتسب في الحكومه وانا اقول الراجل اتنصح وبقي له في السياسه ، اتاريك قاصدني انا وتسب وتشتم فيا ، هي دي اخرة العشرة ، زعلان لاني كنت بانضف واغسل ، كان هواك ايه ، البيت يبقي طين وعيالك صيع وانا باتغندر لك ، ماهو يادوبك ، ارجع من شغلي واتنيل علي عيني اخش المطبخ احمر واشمر علشان وعلشان ولادك واخرة الليل اتخمد مش دريانه من الدنيا ، تور مربوط في ساقيه وانت لاشكر ولاحمدانيه واقول معلش يابت مابيعرفش يتكلم ، اتاريك بتتكلم وتتكلم ، تعاكس البنات في الشارع ، شرقان عليهم وهما في دور بنتك ، تلاغي جارتنا السايبة وهي لاتستر رجاله ولاتعمر بيوت وقتلت جوزها بفضايحها وسيرتها البطاله ، كده برضه ، تفكر تتجوزها وتسمح لها تتجرأ عليك وتقولك اتجوزني ، كده برضه ، المره السايبه لغمطت شيبتك وكيانك في الارض ومحت سيرتك من قلبي وقلبتني عليك وخلتني اتمني تتحرق بنار جهنم يابو مصطفي وحكومه بحكومه ، ايوه انا الحكومه ياحسين ولو بايدي كنت حبستك وانتقمت منك ووريتك العين الحمرا ، بس فلت من ايدي ، لكن وحياه العشره اللي ماصنتهاش ، قايمه نايمه داعيه عليك ربنا ينتقم منك ويوريك في اخرتك اللي ماعرفتش اوريه لك في دنيتك وايامك السوده ، يابصباص ياواطي يادون ...
وكله كوم ونصيبة الواجب المقدس كوم تاني ، ومين اللي فرض الواجب ياحسين ، مين اللي قال يوم الخميس لان وراه الجمعه اجازه ، مين اللي قال كل حاجه بنظام ، مين اللي قال لاانتي عيله ولاانا صغير ولازم نحافظ علي صحتنا ، انا ؟؟؟ انا كنت طوع ، اتجوزتك قطه مغمضه معرفش الالف من كوز الدره ، مانورتنيش ليه ، مافهمتنيش ليه اللي يبسط قلبك ويسعدك ، انا كنت من ايديك دي لايديك دي وانا اللي ادتني ضهرك وقضيتها سرمحه وصياعه وترجع اخر الليل تطبطب عليا وتقولي نامي ورانا شغل بدري ..... ماعلينا ، انت عارف كل حاجه وفاهم كل حاجه ولساك ظالم ، عشت ظالم ومت ظالم ، وتبكي وتبكي وتبكي .......

( 20 )
بوسي

ساعطيها هذه الاوراق اللعينة، هكذا قررت بوسي ، ساطرق باب ام ندي واسلمها الاوراق ، هذه الاوراق تخصك ، هذه الاوراق التي كتبها ابي عنك ، لماذا ساسلمها الاوراق ؟؟ سألت بوسي نفسها بدل المره عشره هل ترغب تعاقبها لانها تجرأت علي ابيها واهانت امها ولم تراعي العشره والجيره والاصول والتقاليد ، لاتعرف بوسي لماذا بالضبط ستعطي ام ندي الاوراق ، لكنها قررت تعطيها لها ...
في الليله المشهودة ، وبعدما خمدت نار الفضيحه ، تسللت للسلم وجمعت الاوراق التي بعثرتها امها خوفا من الفضيحه والجيران واهل عريسها ، يومها عادت لغرفتها واغلقت عليها الباب بالمفتاح وفردت الاوراق علي الفراش امامها ، قرأت كلاما كثير اهمه قصه ابيها وجارتهم ام ندي ، يومها مزقت كل الاوراق بعدما قرأتها محوا للفضيحه واثار الجريمه ، واحتفظت بقصه ام ندي ، قرأتها مره واثنين ، تبكي وتضحك وقتما تقرأها وفي النهايه تطويها وتخفيها بعيد عن يد امها وقتما تنظف الحجره ، فكرت كثيرا مالذي ستفعله بتلك الاوراق التي تجرح مشاعرها كلما قرأتها ، فكرت تحرقها ، فكرت تمزقها وترميها في قاعده التواليت ، فكرت تبقيها وخافت تقع في يد امها تنكأ جراحها وتذكرها بوجعها وتهددهم جميعا بفضيحه اخري مثل التي عملتها قبل بضعه ايام مع جارتهم وحكي عنها الشارع كله ، في النهايه استقرت علي تسليم الاوراق لام ندي ، ستعطيها الاوراق ولتفعل هي فيها ما ترغب فيه ، ولو كان بابا عايش كان قالي اديها الاوراق عيب لانها تخصها ماتخصكيش ، حاديها الاوراق يابابا حاضر ...
انتظرت بضعه ايام حتي تهدأ امي وتكف عن البكاء وسب الرجل وايامه السوداء، انتظرتها تهدأ واخترت يوما لاحظت عليها ارهاق ونوم مبكر ، انتظرت صوت شخيرها في الصاله يؤكد غرقها في النوم وتسللت من فراشي ...
طرقت بوسي باب مصطفي واخبرته انها نازله لغايه تحت وجايه ، سألها ليه ، قالت ان زميلتها واقفه في بير السلم رافضه الصعود وتحمل لها مذكرات واجابات نموذجيه للامتحان ، قالت له انها ستهبط سريعا تأتي بالاوراق وتعود وانها لن تتأخر ولو ماما نادت عليا قول لها نزلت وطالعه ، هز مصطفي رأسه يوافقها وذهنه شارد ، لاحظت بوسي شروده لكنها لم تفهم سببه ، مش حاتأخر ، اوكي ، همس وهو مرتبك ، هل لاحظت بوسي انه مرتبك مثلما هو مرتبك ، لم تلاحظ ، هو نفسه لم يلاحظ ولن يلاحظ الان ، لكنه مرتبك جدا ، مرتبك بسبب الدفتر وماعرفه من الدفتر ، مرتبك مثل حياتهم كلهم ، لكنه لايعرف وهم لايعرفون ...
هبطت بوسي علي اطراف اصابعها درجات السلم المتآكل ووقف امام باب ام ندي جارتهم وطرقت الجرس برقه ، تتلفت حولها تتمني لايراها احد من الجيران فيبلغ امها فتصبح وقعه سوده ، سالت نفسها كثيرا لماذا ستفعل ماستفعله الان ، وقعت في يدها الاوراق التي كتبها ابيها عن جارتهم اللعوب ، كادت تمزق الاوراق وتكفي علي الخبر ماجور ، لكنها قررت تسلمها الاوراق ، ستعطيها الاوراق بكل ادب وتقول لها هذه تخصك ..
نظمت انفاسها وهدأت روعها وطرقت الجرس طرقه صغيرة ، تنبعث بعض الاضواء من تحت عقب الباب ، تسمع صوت ام ندي تسأل مين ، انا ياخالتي ، مين يعني ، انا بوسي ، فتحت ام ندي الباب مفزوعة وبقايا النوم يرتسم علي وجهها وشعرها المتناثر ، خير يابوسي ، خير ياخالتي ، مدت يدها بالاوراق ، الورق ده يخصك ، وتركتها لاتفهم شيئا وصعدت بسرعه علي السلم ...
احس نظراتها تحرق ظهري ، اراها واقفه مكانها لاتصدق ، تتابعني ببصرها وانا اصعد السلم ، اسمع صوت الاوراق بين اصابعها وهي خجله مرتبكه حسبما اظن ، لو مكانها لخجلت وارتبكت ، ابتسمت لسذاجتي ، خالتي ام ندي مش كده ، نعم ليست المرأة التي ترتبك وتدهش وتشعر الخجل ، فهي كما قال ابي الله يرحمه ، عينها مكشوفه .....
انا جيت يامصطفي ، يحدق في ويسألني ، فين الملازم ، ارتبك وبسرعه اتمالك نفسي ، طلعت زباله ماجبتش حاجه وقالت لي الفلوس الاول علشان تصور الورق ... تصبح علي خير !!!!
دفنت رأسي تحت اللحاف والعبارات التي كتبها ابي تطاردني كالاشباح وكوابيس الليل ، لااصدق ان ابي الوقور الشيخ هو الذي كتب تلك العبارات والاوصاف ، كأن عفريتا اباحيا تملكه وركب عقله وقتما كتب ماكتبه ، اتذكر حواراته مع ام ندي واعذر امي ، لم تري منه ذلك الوجه العابث ، هو الوقور الكهل المكتئب دائما ، طالما اوصتني امي واوصت مصطفي نتحمله ، زهقان من قله الشغل وايده مش طايله ، وتحملناه ، وكم كانت صدمتنا كبيرة وقتما تعرفنا علي الوجه الاخر للرجل الوقور ، وقتما قرأنا كلماته عن نفسه وعن مشاعره وعن احاسيسه وعن مغامراته في معاكسه البنات والست ام ندي وعن المدعوق !!!
احسست ارتباكا رهيبا من عبارات ابي التي تتناثر في عيني ، احسست خجلا وكأني فتحت عليه باب الحمام فوجدته عاريا امامي ، تلتصق صوره جسده العاري المترهل في حدقتي لااري غيرهما وينتابني الفزع ، لايليق باابي ولايليق بي اراه عاريا مثلما ولدته امه ، هاهو في ذلك الدفتر تعري كما ولدته امه ، محي حواجز الوقار والهيبه والابوة المحترمه ، صرت اراه رجل عابث ولااراه في اي صوره اخري ، لماذا ياحاج حسين كتبت ماكتبت ، ماهي رسالتك لنا بتلك العبارات ، مالذي رغبت تقوله لنا بعد موتك ، لاتقل لي انك لاتقصد ولاتقل لي انك كنت تفضفض لنفسك ، الم تعرف في فراش موتك ان ايامك قليله في الحياه ، لماذا لم تتخلص من الدفتر وتحرق اوراقه واسراره ، لماذا تعمدت تتركه تحت ملابسك لنعثر عليه ونهتك اسرارك وسرتك ونراك عاريا فتخجلنا منك ومن ابوتك ؟؟ لماذا ياحاج حسين تركت لنا دفتر يومياتك وماهي رسالتك التي رغبت تتركها لنا ....
تسأل بوسي نفسها نفس السؤال مائه مره ولاتجد له اجابه ، تشفق علي امها من قسوه ابيها وعباراته المججفه التي تركها لها تذكارا بعد طول عشرتهما ، هل اردت توجعها ياحاج بعدما ترحل ، تعاقبها علي حياتك معها فتؤنبها وتجرحها بقاسي وصفيق كلماتك بعد رحيلك ، مالذي كنت ترغب فيه ياحاج حسين ، تسأل نفسها وتسأل وتسقط صريعه النوم قبلما تعثر علي اجابه مقنعه لسؤالها الحائر ، ليه ياحاج حسين ، ليه ؟؟؟؟؟

( 21 )
مصطفي

ثلاث ايام يوصل مصطفي الليل بالنهار ، يغفوا قليلا وسرعان ماينتبه ويستيقظ ، انكفيء علي دفتر ابيه يقرأه ويبحث وسط صفحاته الكثيرة وكلماته ومعانيه عن الرساله الاخيرة ، في اليوم الاول اتصل بزميله في العمل واخبره يقدم له اجازه عارضه ، قال له خير مافيش حاجه ، لن يخبر زميله انه يرغب يكمل قراءه دفتر يوميات ابيه ، امس قرأ كثيرا من صفحاته ونام فوق الدفتر تطارده الكوابيس والاحلام وصوت ابيه يدوي في اذنه ، هذه رسالتي الاخيره لكم ، يري ابيه في شكل جديد ، بل يري نفسه ايضا في شكل جديد ، هل من الدقه يقول انه يري الحياه كلها بشكل جديد ، طرقت امه الباب وهي تجري علي عملها ، انت مش رايح شغلك يامصطفي ، لا ياماما ، سألته بفزع ليه ياضنايا عيان ، لا ياماما ماليش مزاج ، سألته كله من المجحوم تلاقيه غير مزاجك وبوظ نفسيتك والله انا كمان يامصطفي من ساعه الوكسه دي وانا مش عارفه اتلم علي نفسي ، ابتسم وكأنه يواسيها ، روحي شغلك ياماما وانسي الدفتر والوكسه والوقت طويل نتكلم براحتنا ، تنهمر دموعها قهرا ، واخده علي خاطري منه وزعلانه ومقهورة ، انا حاقلع الاسود يامصطفي ، اعملي اللي انت عايزاه ياماما ويريحك ، انتبهت وهي واقفه علي باب حجرته وهو ممدد علي فراشه ، لا ماقدرش ، الناس تاكل وشي ، يلعن ابو الناس ياماما اعملي اللي انتي عايزاه ، لا مقدرش الحياه مش سيبه ، كل اللي انت عايزه والبس اللي يعجب الناس ، ضحك مصطفي ، طيب انزلي الحقي شغلك علشان ماتتأخريش ، والله يامصطفي فكرت اخده عارضه ، اصلي عينيا من كتر العياط باظت ، وشكلي باين عليه الوكسه والكل حيسألني مالك فيكي ايه ومش حاعرف ارد ولا اعرف اسكت ، براحتك ياماما لو مش عايزه تروحي خليكي ، بقولك ايه ياماما ، اعملي اللي انت عايزاه ، ابتسمت رغم الحزن بداخلها ، مالك يامصطفي ، مش عوايدك يعني ، مالك ؟؟؟ ابتسم ، انا مش عارف ياماما لسه لكن حاعرف ، طيب اسيبك واروح الشغل وادعيلي ربنا يهون علينا المصيبه اللي انا فيها و.... اغلقت الباب
بقي مصطفي في فراشه ، صحيح ياماما ، مالي ؟؟؟؟ وصمت خجلا يقول لها انه يتعرف علي الحياه ويراها بشكل جديد والبركه في الحاج حسين والغازه ... صمت ولم يقل لها شيء وفتح صفحه جديده في الدفتر ...
********************
ص  64
هو ليه مفروض افضل متجوز حكومتنا الرشيده الست نجاه لغايه مااموت ، ليه الجواز سجن ابدي مالوش افراج بحسن السير والسلوك ولا بنص المده ، ليه لما اتدبس في الست نجاه حكومه قلبنا افضل متدبس فيها لغايه ماقلبي يزهق مني ومن حياتي ويطفي ونروح انا وهو ، الحكايه اني عمري ماحبيت الست نجاه حكومتنا الرشيدة ، حبيتها زي اختي وامي ، لا زي اختي وبنت عمي ، لكن حب الافلام وبين الاطلال وعماد حمدي وشحتفه وكده عمره ماحصل ، لماامي قررت تجوزني لاني صايع وضايع وريحتي فايحه ، الخاطبه جابت لي صوره الست نجاه ، امي شافتها وقالت عز الطلب ، ودخلت علي بالحنجل والمنجل وقالت لي انها نقت لي عروسه حفي وراها الخطاب وانها نصيبي والنصيب بيجري ورا صاحبه ، هل ايامها وانا صايع وضايع كنت اتصور اني حافضل متجوز الحكومه لغايه مااموت ، هل لو كنت بافهم كويس كنت اتجوزتها ؟؟؟ ولا كنت استنيت شويه ادور علي بنت الحلال اللي تعيشيني بين الاطلال ونغني انا وهي لقرص الشمس ؟؟ هل الصايع الضايع اللي عمرة 25 سنه وقتها من حقه يتحكم في حياتي العمر كله لغايه مااموت ؟؟ اسئله صعبه عمري مافكرت  فيها الا لما العمر بقي ورايا وحكومتنا الرشيده قدامي وامر الله نفذ !!!
طيب ليه امي الله يرحمها مااختارتش لي عروسه من اللي بيطلعوا في السيما ونشوفهم في الاحلام ، ليه مااختارتش لي عروسه تفتح نفسي علي الحياه فتخليني في اخر ايامي سعيد اني عشت الايام دي ومبسوط بيها ، ست من اللي افتح عيني علي وشها الجميل فاتحمس للشغل وللحياه ؟؟ ليه الست امي عقابتني بالزوجه الطيبه اللي تعمر البيوت وتغسل وتطبخ ومش فاهمه في الجواز الا غسل الملايات وعمايل الكيك ومش من اياهم !!!!
ليه كل الدوشه دي ؟؟ كل الاسئله الصعبه دي ؟؟؟ لان الست حكومتنا الرشيدة صحيت الصبح تعيط لان حظها مال مع راجل زيي ، اه والله هي اللي قالت كده ، الست نفسها تغير الشقه زي اختها ماغيرت الشقه ، ونفسها اجيب لها عربيه زي ماجوز اختي جاب لها عربيه ، وانا لا زي جوز اختها ولا زي جوز اختي ، انا موظف علي قد حالي وهي عارفه من يوم مااتجوزتني ، عارفه ان الشقه بتاعت ابويا وباسمه واني حاعيش فيها لغايه مالقانون يتغير ومايسمحش للابن يسكن شقه ابوه ، عارفه اني موظف علي قد حالي ، باترقي كل كذا سنه والمرتب يزيد كذا ملطوش وارتفاع الاسعار ياكل الزياده ويخليني زي ماانا ويمكن انزل لتحت شويه ، حكومتنا الرشيده عارفه اني لاراجل اعمال ولاافهم في الاعمال ولا انا تاجر ولا افهم في التجاره واني كنت باحب الشعر والروايات لغايه ماهي باعت الكتب لبتاع الروبابيكيا لانها زاحمه الشقه ، انا ياحكومتنا الرشيده كنت صايع وضايع وباحب النسوان واحب القصص والحكايات ويوسف السباعي واحسان عبد القدوس واقرا الشعر وساعات كنت باكتبه وكبيري لو مزاجي حلو ومبسوط منك اجيب لك بوكيه ورد ، لاااقدر اغير شقق ولااجيب عربيات ، وانتي كمان لازي اختك الدكتورة في الجامعه اللي سافرت مع جوزها للبلاد العربيه واشتغلت وحوشت ولا زي اختي القمر اللي جوزها مستني منها نظره الرضا ترضي ..
صحيت علي صوت عياطها ، ال ليه وليه مابغيرش لها الشقه ومابجيبش لها عربيه واشمعني هي وهاتك ياعياط ، فيه ايه ياوليه ؟؟؟ من وسط العياط والشحتفه والعينين الحمرا والكحل السايح فهمت الحكايه ، الحق مااخبيش عليكم ، كبس علي الضحك ، انا اضحك وهي تعيط زياده وتنعي حظها زياده وتقول يابختي المايل ياانا ، الحق هي تعيط وانا اضحك ، اضحك قوي ، استهدي بالله يانجاه وقومي شوفي وراكي ايه ، اسحبي الملايه من تحتي يالا وقومي اغسلي ، قومي اكلي العصافير ، استهدي بالله وماتخربيش علي روحك ، ماتقلبيش عليا المواجع ، ماتفكرنيش باللي كان واللي جري ، ماتفكرنيش بحياتي اللي مالهاش لزمه وعشرتي معاكي ، قومي ياحبيبتي واستهدي بالله ، الحكومه اتخضت ، بقول لها ياحبيبتي ، وبدل ماتقولي ياحبيبي ، عياطها زاد ، قال ليه وليه مابقولهاش ياحبيبتي لما بااعرف اقول ، وعمري ماقلت لها كلمه حلوه تبل ريقها الناشف العمر كله ، انا غلطان ياحكومه ، غلطان ، فلتته لسان ، لاانتي حبيبتي ولا كنتي ، انتي الحكومه الرشيده ، حكومه قلبي وقومي بقي استهدي بالله ..... هو اليوم اسود من اوله ، انا عرفت كده لما صحيت علي صوت عياطها ، استهدي بالله يانجاه ، استهدي بالله ، نجاه مش راضيه تستهدي بالله ، طيب يلعن ابو العيشه علي اللي عايشنها ، مبسوطه كده ، يامره يانكديه ياام بوز ياللي عمري ماصحيت علي ابتسامتك ولا كلمه عدله ولا امل في الحياه ، حلو كده ، الغريب اني اول مافعت فيها اتخرست ، والعياط اتبلع والبوز اتفك ، وفجأ ، طيب يااخويا ماتزعلش نفسك علشان الضغط والسكر ، فجأ حصه النكد خلصت وبدينا حصه الحنان وطبيبك الخاص والسكر والضغط ، طيب يارب اموت علشان تستريحي يانجاه وتبقي تعيطي كويس ساعتها ، العدو ياخويا ان شالله انا ، كنت حاقول لها ان شالله لكن سكت وقلت ياواد لم نفسك وقفل علي اليوم الاسود ده وكفايه كده ، وبسرعه سحبت نجاه الملايه من تحتي علشان تغسل ، وبسرعه فتحت البلكونه علشان تأكل العصافير وبسرعه قالت لي هات الجلابيه علشان اغسلهم و............ ونزلت اجري علي القهوه بسرعه وسبت لها البيت تعيط فيه براحتها وتأكل العصافير براحتها وتكسره علي راسها وراس عيالها براحتها .... وقعدت في الركن اللي باقعد فيه كل يوم الصبح مع الشاي والشيشه وانا بافكر في حياتي واللي جري فيها ، واقول تاني من الاول هو ليه مفروض افضل متجوز حكومتنا الرشيده الست نجاه لغايه مااموت ؟؟؟ و.....ضحيت هنايا فداك .... غني ياسي عبده غني ، ضحيت هنايا فداك .....
********************
يغلق مصطفي الدفتر لايصدق مايقرأه ، هل هذا ماتركته لنا رسالتك الاخيرة ، هل هذا مارغبت نقرأه ، ليه يابابا ليه ؟؟؟؟ والضباب الكثيف مازال يهبط علي روحه وصدي صوت ابيه يهمس من داخل النعش ، هذه رسالتي الاخيرة لكم ....



نهاية الجزء الثالث 
ويتبع بالجزء الرابع 


هناك تعليق واحد:

manoola يقول...

أميره
عدت ل " يوميات ميت "
سألت نفسي كثيراً...
كم "حسين " يعيش بيننا....
يلبس قناع الجديه والعقل...
بينما تحت القناع رجل يشتهي ....
كم "نجاة" بيننا....
وهل هي غلطة نجاة؟ ربما هي غلطة امها؟
او لعلها غلطة العادات والتقاليد....
او ربما ... وربما.... ومليون ربما
كان الله في عون مصطفى و بوسي
"يوميات ميت" جعلت جسد ابيهم الميت يطعنهم بسكاكين وخناجر فنزفوا تعجبا... غير مصدقين ما كتبه....
ايضا يا أميره... حاله مختلفه عن الجزئين السابقين
اصدقك القول.... هي حاله مجهده....
رائعه بصدقك
منال أبوزيد