قالت لي :
لم لا تاتي؟
قالت لي :
لم لا تبقى؟
قالت لي : لم لا تضحك؟
قالت لي :
لم لا تموت؟
اتيت
بقيت
ضحكت
ومت
بقيت
ضحكت
ومت
ناظم حكمت
في الحلم ...
اتته جارته الجميلة
تتشاجر معه ...
اتته زوجته التي كانت
تتشاجر معه ..
اتته حبيبته تتشاجر معه ...
اتته عشرات النساء اللاتي
عبث معهن وكذب عليهن يتشاجرن معه ..
اتته السيدة التي لايذكر
ملامحها وابتسمت ، فاستيقظ مفزوعا !!!!
"" انتظرت
مكالمته كثيرا ولم يتصل بها ، ادركت انه اتخذ قراره الاخير ، قررت تكتب له رسالة ،
لااعاتبك ولن افعل ، لاادللك ولن افعل ، لا ابرر لك ماسافعله ولما افعله ... قررت
تكتب له رسالة تخبره انها كانت ومازالت تفهمه ولانها تفهمه ، قررت تهجره وللابد ،
هذه كلمات وداع ليس اكثر ........... وبدأت في الكتابه ... """ ..
استيقظ من النوم ، قرر
الا يستيقظ ، سيعود للنوم ، اغمض عينيه بقوة بشدة ، سيعود للنوم ولن يستيقظ الان ، هكذا قرر ، لكن
النوم فر من فراشه وفرض عليه اليقظة ، انه وقت الاستيقاظ ، نظر في ساعته بعيون نصف مكسورة ، انتصف
النهار وهو يطارد اشباح الليل في كوابيسه وتطارده فتبقيه ذبيحا في سباته...
حرك رأسه يمينا ويسارا ليؤكد
استيقاظه ، الضوء الشاحب المتسلل من الشرفه الصغيره فوق قدميه يداعبه ، الشمس في
كبد السماء ، وقتها ترسل له اشعتها تدغدغ قدميه وتوقظه مرحا ، كان هذا في الايام
السعيده ، اما هذه الايام فالشمس تلقي عليه باشعتها غاضبه من مواته الدائم فوق
الفراش ، ترسل اشعتها تحرق جلده الجاف وتتسلل بين اصابعه وخز دبابيس ، نعم الان
الشمس في كبد السماء واشعتها تحرق قدميه وروحه ، لانه كسلان حد الموت ، ولايفيق من
الموت المؤقت الا ليكسل ثانيه ويموت للمره الالف ، حرك رأسه يمينا ويسارا ، مازال
في ذات الغرفه الرماديه وفراشها النحاسي الذي ورثه عن جده ، المرأة التي انطفأت
لمعتها تشد بصره ، يري وجهه منبعجا ، يضحك ويسعل ويسب ويلعن ويضحك ويضحك ، عليه
يستيقظ وبسرعه ويفيق ويتحمم ويرتدي ملابسه ويخرج ليقابلها !!!
سب ابيها وامها ، تطفئ
روحه فيتيبس في فراشه ويقتله النوم ويضيع النهار والعمر وهو يصارع الكوابيس التي
يراها تبتسم فيها ابتسامتها التي يكرهها ، ضرب وجه باطراف اصابعه ، هو يحبها ويحب
ابتسامتها ، وهذا قراره الاخير بعدما اتعبته الوحدة وبعدما تكدست الاطباق في الحوض
لاتجد من يغسلها !! ... ومازال جسده ملقي فوق الفراش النحاسي مخدر وذهنه نصف يقظ
والنصف الاخر يتشاجر معه ويغادره ويلقي بنفسه من الدور التاسع حيث تقع شقته
الصغيرة فيحلق عصفورا كسيحا يتأرجح ويكاد يهوي محطما علي الرصيف المليء بالقمامه!!!!
"" وقعت باسمها
ثم حذفت التوقيع ، سيعرفها دونما حاجه لاسمها ، سيقرأ احرفها فيتعرف عليها ، سيشم
رائحتها من بين الاسطر ، سيسمع همسها وسط صخب الكلمات ، سيتعرف عليها وعلي
عباراتها المرزكشة بروحها التي يعشقها ، ستوجعه بكلماتها نعم لكنه سيحب وجعها
مثلما يحبها ، حذفت التوقيع ، ثم قررت تغير الخط ، ثم عدلت عن الفكره كلها وقررت
تكتب له خطاب اخير تودعه فيها ، نعم ، تودعه ، هذا اخر ماقررته بعد كل العذابات
التي منحها لها ، منحها الفرحه ومنحها العذاب ، تمنته يمنحها الفرحه ويحميها من
العذاب ، لكنها فشلت معه ، الف فشل ، كل منهم كان يحرضها بقوه علي مزيد من
المقاومه ومزيد من الاصرار ، لكن جهدها معه ينفره وصمتها يقتله وشجارها يثير جنونه
وحبها ، ااااااه من حبها ، حبها يفقده صوابه يكره ويحبه ، يعشقه وينفر منه ، يقترب
بسببه وبسببه ايضا يبتعد ويجري ، وهي ارهقت ، ارهقتها المحاولات الفاشله للاستحواذ
علي روحه ، ارهقتها مقاومته وفراره وعنده وغضبه ، كل هذا ارهقها ، وقررت في
النهايه ، تكتب له خطاب تودعه !!! محت كل الاسطر التي كتبتها علي الكومبيوتر وقررت
تكتب له خطاب بخط يدها ، عله يشعر من ارتعاشه الاحرف وانتفاضه الاسطر قدر غضبها
وارهاقها وحزنها وحبها !!! و........ بدأت من الاول ثانية ، احتارت بما تناديه ،
حبيبي ، صديقي، انت ، اخي ، وقررت مثلما قررت من قبل ، ان تسكب ارهاقها فوق الاسطر
دون مقدمات ودون تحايا و........بدأت في الكتابه اليه مرة ثانية """
...
حدق في المرآة ، ابتسم
متعبا !!
ملامحه غريبة جدا
ولايعرفها ولم يتعرف عليها ، يعرف ملامحه طبعا لكن مايراه الان ليست ملامحه التي
يعرفها !!!
ربما المرآه المشروخه
افسدت شكله وغيرت ملامحه ، ربما قلة النوم ، ربما الزهق والملل ، ربما الشوق
للحبيبة التي قرر بثقة انه لم يعد يحبها وقرر ينساها اطفيء سطوع حدقتيه وهدل جفنيه
وورم خديه وزرق شفتيه ولونه بلون الوجع فصارت ملامحه مثلما يراها الان غريبه عنه
وعن وجهه ولايعرفها !!!
ربما والف ربما وليس مهم
اي واحده منهم ، اعطي المرآه المكسورة ظهره وقرر انه علي مايرام جدا وانه سعيد جدا
وانه نشط جدا ، هكذا قرر بثقة وحسم ..
نظر طويلا لجسده ، فقد
كثيرا من وزنه الشهور الماضية ، سخرت منه شقيقته لان شكله بيحب ومش طايل ، نهرها
لانها طول عمرها قليلة الادب ، قرر يلعب رياضة وينشط عضلاته اليابسه المتيبسة ،
قرر يعود لحمام السباحه المغطي الذي هجره من ايام الجامعه ، قرر انه يحب جسده
بعدما فقد الدهون التي كسبت علي صدره طويلا ، سخرت منه شقيقته ثانيه وقالت انه بقي
زي عصايه الغليه اللي مالهاش لزمه و انه زمان قبل مايتدهول كان بياكل وز ويشبه
ولاد العز ، نهرها بعنف اكثر وقال لها خليكي في نفسك ومالكيش دعوة بي
و............. شكلي اتغير فعلا ، همس لنفسه وقتها ومازال يهمس ، صار علي راي اخته
مثل عصاية الغليه اللي مالهاش لزمه !!!!
سكب نصف زجاجه العطر
العتيق فوق راسه وبدنه وابتسم اكثر !!!
دفس القميص في البنطال
وتحسس حافظته وتليفونه وعلبه سجائره واغمض عينيه لينسي شكل الرجل المنعكس في المرآة
القديمه المشروخه والذي لايعجبه ولايحبه!!
فتح عينيه وابتسم اوسع
واوسع و........ اطفيء نور الحجرة وخرج للصاله ، تلفت حوله ، كل شيء كئيب مثلما هو
، رائحه الرطوبه وماكينه التريكو بتاعت امه والجرامافون القديم ملك جده وكتبه التي قرأ فيها
والقاها علي الارض وداست عليها الاقدام واعادها للمكتبه بطين الاحذية والاكواب
الفارغه التي كسل يغسلها واعقاب السجائر المتراكمه واقفه فوق المنضده الرخام
القديمه ، كل شي كئيب مثلما هو ، ابتسم ساخرا من نفسه ومن الصالة وصفر بلحن قديم
لايذكر كلماته وتحسس جيبه متأكدا ان مفاتيح الباب معه حتي لايكرر الكارثه التي
فضحته في البنايه كلها وقتما عاد وش الصبح مخمور واحتاس امام باب الشقه وهو لايعرف
كيف يفتحه فطرق عليه معتقدا ان امه مازالت حيه وستفتح له وستنهره وسيلقي بجسده علي
الفراش وينام بملابسه مثلما كان يفعل وقت شبابه ، طرق علي الباب طرقات متلاحقه
قويه فاستيقظ جيرانه وبقي الباب مغلقا ، ويومها جحدته الجاره العجوز بنظره قاسيه
وعرض عليه الجار الاعزب يقضي بقيه ساعات الليل عنده والصباح رباح وقررت جارته
اللعوب تجرب مفاتيحها في الباب عله احدهم يفتحه فتتسلل له وسط الليل بعدما يغرق
السلم في الظلام وقتما يطفيء البواب العجوز ماكينه الكهرباء توفيرا لصاحب البنايه
، يومها دفع الباب بكتفه دفعة قويه خلعت مفاصله وتركهم امام بسطه السلمه يتسامروا
ونام بملابسه وروح امه تنهره وتسخر منه مثلما كانت تفعل طيله حياتها !!! تأكد ان
المفاتيح في جيبه فرفع صوت صفارته وكأنه مرح و خرج من الشقه ورطم بابها خلفه وخرج
ليقابله حبيبته ، حبيبته الجديدة !!!
""" قررت
ارفع الراية البيضاء واتركك لاختياراتك ، لن انقذك منها ، فقط سانقذ نفسي !!! سأفر
انا ايضا منك مثلما تفر مني ، يبدو ان قدرك العذاب وقدري ... قدرك العذاب لانك لن
تسكن لحب مهما كان وقدري العذاب لانك لاتسكن لي ولم افلح اخلعك من روحي ، نعم
مابيننا لقاء ارواح ، ليس حبا بين ذكرا وانثي وفقط ، وليس علاقه عاطفيه حسيه جسديه
وفقط ، مابيننا لقاء ارواح تاهت طويلا حتي تلاقت وحين تلاقت كانت الايام قد
اوجعتها حتي استحال التلاقي ، فكأن حكم عليهما بالنفي والتيه في الاول والتيه
والنفي في الاخر ، قدرك العذاب وقدري لانك قدري .... "" قرأت العبارات
التي سطرتها علي الورقه وابتسمت ، بدايه قوية لثورة ستفرغ قسوتها ووجعها علي
الاسطر وتلقيها في وجهه ، رساله للفار الذي لن يعود ، لاتتعب نفسك وتفر ، انا التي
سأفر هذه المرة ، واريحك """ ..
مازال يصفر وكأنه مرح فرح
، يتأرجح علي درجات السلم وكأنه سيقع مغشيا عليه ، شقته في الدور التاسع ، لم
ينتظر المصعد وقرر يهبط علي قدميه ، قرر يهبط السلم درجه درجه وكأنه يحتاج وقت
طويل حتي يصل للارض ويذهب لمقابله حبيبته الجديدة ، الافكار تداهمه مع كل درجة من
درجات السلم ، وشريط حياته يجري امام عينيه مشاهد متلاحقة ، للمرة الاخيرة سيهبط
السلم وعندما يصعده ثانيه سيكون قد نفذ قراره الاخير ، عليه يتزوج ويستقر ، عليه
ينهي حالة الوحدة والوحشة ، عليه يتزوج وبسرعه ، عليه يفر منها ، الحبيبة التي
تشعره بعجزه ، لو احب اي سيدة اخري ماشعر بمثل ذلك العجز ، هو عقيم وهي مثل
القرنفله الحمراء تفوح حيويه وخصوبه ، انسه لم تتزوج وتحبه وهو مطلق وعقيم ، تحلم
بالامومه ولن يقوي مهما احبها يحقق حلمها البسيط ، عليه يفر منها ، هي في بدايه
العمر وهو في بدايه نهايته ، عليه يفر منها وكفاه يعذبها ويعذب نفسه ، يحبها نعم
لكن من قال ان المشاعر تكفي للحياه ومن قال ان الحب يصلح لافساد ماافسده كل
الدهر ، حبها يشفيه من وجعه لكنه يذكره
بعجزه ، وحبه يسعدها لكنه يشقيها والدائرة تلف وتلف ، وعليه الفرار وعليها الخضوع
لقراره ، لن يقص عليها اوجاعه ، لكنه سيجبرها تنفذ قراره مهما كانت صعوبته وقسوته
، قررت ابعد عنك ياحبيبتي ولاتملكين الا انصياعا لارادتي وقراري ، لاتملكين الا
انصياعا ، مهما حاولت اثنائي عن قراري لن تفلحي ، لن تجدي دموعك ولن يجدي حنانك ،
لن يجدي غضبك ولن تجدي مشاعرك الرقيقه ، لن اعدل عن قراري ، انت اختي وفقط!!!
وانا اخيك وابيك !!! وانا ساتزوج باخري احبها ، نعم احبها ، لااكذب عليك احبها
فعلا ، وانت ستجدي من يحبك وتحبيه و......... توته توته خلصت الحدوته
و.............. انتبه انه لم يهبط منذ خرج من شقته الا درجتين وفقط ، وكأنه قرر يترك
حكايته معها علي بسطه السلم ويبدأ الحكايه الجديدة وهو حر طليق من اي شيء حتي وجع
قلبه وعذابه ... احبك لكني لااقوي علي حبك وانت تحبيني ولاتفهمي معني حبي ،
وقدرنا العذاب ياحبيبه القلب ، ادعي لي بالتوفيق في علاقتي العاطفيه الجديده التي
سانهيها بالزواج ولاتساليني هل ساكون سعيد لاني لااعرف ولن ارد عليك ولااكترث !!!
المهم الان بل والاهم انهي غرامنا الموجع ، وبعدها ... فيأتي الله امرا كان مفعولا
... وهبط درجتين ثلاثه بسرعه ووقف مكانه ثانية يخاف ينظر خلفه فيجدها تقف علي باب
شقته الموصد امامها بعيون باكية وروح مجروحه ولوم عميق !!!
""" لم
يكن مابيننا مجرد حب ، ولن يكون الفراق بيننا مجرد فراق ، كان وصل للارواح وسيكون
تحطيمها ، لاتستخف بما كان بيننا ولا تستخف بما سيحدث فينا ، اعلم انك لن تستكين
لي واعلم اني لن اسكنك ، اعلم انك لن تصغي لي واعلم اني ساخرس انصياعا لرغبتك في
الفرار ، انت ستفر في اتجاه وانا ساأفر في الاتجاه الاخر ، وسنبتعد ونتعذب ونبكي
ونتاوه ونتوجع ، لكنه قدرنا ياحبيبي ، قدرنا العذاب ، لم يكن ما بيننا مجرد حب ،
كانت ارواح تائهه حائره متعبه ضائعه في الفضاء تعثر علي بقيتها ، ولن يكون مابيننا
مجرد فراق ، بل سيكون تمزيق للسكينه وبعثرة للحياة ، لكني لااملك ردا لقرارك ،
سانصاع لك واقبل ماتفرضه علي ، سابتعد عنك لكن لاتطلب مني اكف عن حبك ولااكف عن
البكاء ، لاتقل لي حبي يوجعك ودموعي تحرقك ، وانت ايضا غيابك يوجعني وهجرك يحرقني
، وانا وانت في النار ، كنا وسنظل !!! """
هبط علي درجات السلم
المتأكله ببطء ، يقف علي بسطه الدور الثامن ، صوت الصفاره بين شفتيه يخفت ويخفت ،
رمال متحركه تشد قدميه ليبقي مكانه ، ملايين النمل الصغير ينهش جلده ويتسلل من
اعصابه المشتعله لجلده الملتهب ، يشعر ارهاقا يكسر عضامه ووهن ، احس دوارا وكأنه
سيسقط من فوق السلم ، تعب لاتحمله ساقيه ، كأنها تقاومه ، لاتريد الذهاب ولاتريد
مقابلتها ، الحبيبة الجديدة ، انتفض غاضبا من ساقيه ومن الدوار ومن الافكار
السلبيه في راسه ، ،يتشاجر مع نفسه ، ساذهب لمقابلتها ، فهذه ليست لعبه العبها ،
لست طفلا ، انا رجل كبير واتخذت قرار بعد تفكير عميق ، ارتحت للقرار وسعدت به ،
ساذهب لمقابلتها وانا سعيد فرح ، ويبتسم ابتسامه واسعه ويقاوم ويقاوم احباطه ويأسه
وكراهيته لنفسه ولكل قراراته الفاشله ،يبتسم ويقاوم نفسه ويحدق في السلم ودرجاته
المتآكله يتمناه يسقط به وتتحطم عظامه ويمنع من الحركه طويلا ، يتمني كل هذا حتي
لا يعتذر لها ولا يعود في قراراته السعيده .. يهبط درجتين ثلاث ويبتسم اكثر واكثر
ويزفر انفاسه قويه مؤكدا لنفسه انه سعيد وراضي عن اختياراته وانها السيدة التي
تناسبه !!!
تذكر امه تقف علي بسطه
السلم تنضف السجاجيد ، تذكر عواصف الاتربه الخانقه التي تثيرها السجاجيد في بير
السلم ، الان يستنشق تلك الرائحه ، يكح ويكح ، يشعر بالاختناق ، يرفع رأسه لاعلي
وكأن امه تقف علي بسطه شقتهم ، وكأنه سيناديها ، وكأنه سيتوسل اليها تكف عن اثاره
عواصف التراب في انفه ، لكنه امه ماتت والسجاجيد بليت وعواصف التراب سكنت في
نسيجها حزنا ، امه ماتت لكن التراب في انفه يخنقه ، هو فعلا يختنق ، لو احدكم شاهد
وجه في هذه اللحظه بالذات سيري وجهه ازرق وعينيه جاحظتين وشفتيه يرتجفا وهما
ينفرجا بتوتر بحثا عن هواء يتقنصاه ليدخل لرئتيه المتقلصتين من اختناق التراب ،
همس الله يرحمك ياماما وضحك ، ذات يوم صارحها ، حاقولك ياامه ، لم تفهم ، شرح لها
ان زملاءه في الفصل يسخروا من رقته وهو يهمس ماما ، شرح لها انه سأم من سخريتهم
وان اي اسم يمنحه لها لن يغير من مكانتها في قلبه ، يتذكر يومها قدر غضبها من
كلامه ، يتذكر يومها ما صرخت به في وجهه ، أن اللي في القلب في القلب لكن لازم
الواحد يعرف يقول الكلام الصح في الوقت الصح ، وانها ماما وستظل ماما وعليه يتحمل
سخريه اصدقاءه من اجلها ، لكني لااقول الكلام الصح في الوقت الصح ابدا ، يهمس
لروحها التي تلاحقه في خطواته ثانيه بثانيه ، يهمس لها ان كل كوارث حياته سببها
انه يصمت في الوقت الخطأ ويتكلم بمالايرغب في قوله وان مافي قلبه لم يعبر عنه وان
قلبه اوجعه من كثره الصمت وانه يتمني يقول ، يضحك فترن ضحكاته في بير السلم ، الان
بالذات لايرغب في قول اي شيء ، فقلبه مثل روحه مثله يحتلهم الخواء ، فتلك المرأه
التي لايتذكر ملامحها لاتمنحه الا الخواء ، ربما لهذا السبب قرر يحبها وقرر
يتزوجها ، ستتركه وشأنه وتترك روحه في حالها ، تمني لو عادت امه للحياة ليشرح لها
قدر معاناته وهو يقرر طائعا مختارا ان يترك الحبيبه التي يتمناها ويحب السيده التي
لايتذكر ملامحها !!!!
""" اقدر
وجعك وافهمه واعرفك واعرف انك في علاقه باخري !!! لن اقول علاقه عاطفيه ، فانت لسه
في علاقه عاطفيه ، ولن اقول لك بانفعال العاهرة لانها ليست عاهرة ولانك لاتعاملها
معاملتك اللطيفه للعاهرات ، لايهمك التوصيف الذي تسبغه علي تلك العلاقه ولايهمني
انا ايضا ، اعرف انك في علاقه باخري !!! كيف عرفت ، عرفت بطريقتي الخاصه ، بحاستي
السادسه ، بمشاعر الانثي التي تتداخل مع موجات ارسالها واستقبالها موجات اخري
تبثها اخري في نفس الاثير ، عرفت من انطفاء لمعه عينك ، من صمتك المفاجيء ، من
الكبسه التي خيمت علي روحك فأطفئتها ، من الزيف المروع الذي تحاول باستخدامه افهام
نفسك وافهامي انك في منتهي السعاده ، اعرف انك في علاقه باخري ، لم احتاج منك
اعتراف ولا بوح ، عرفت لان روحك شردت من حضني للفراغ ، هي تطاوعك معذبه بجموحك
وجنونك ، تطاوعك وتسايرك مرغمه علي الغرق معك في ركام العبث الذي تشتاق اليه من
بين كل حين واخر ، عرفت انك في علاقه باخري ، وعرفت انك ستخرس طويلا ثم تكذب طويلا
ثم تتعذب طويلا ، وانك ستحمل همي وكيف ستخبرني بالفراق الجديد وكيف ستبرره لي
ومالذي ستقوله ، عرفت ان راسك سيتحطم من كثرة التفكير ، وانك ابدا لن تقول الحقيقه
ولن تخبرني بما حدث وكيف دفعتك تداعيات تفكيرك للفرار الاخير حسبما تظن ....""
تمني لو يصعد بسرعة الدرجات
القليله التي هبطها ، تمني لو خلع ملابسه وعاد لفراشه واغلقه عينيه بقوه ونام ، نعم
سيصعد لشقته ويفتح بابها الثقيل ويهرع لفراشه يرمي بدنه المتيبس عليه وينام ويكسر
صوت شخيره جدران البنايه وزجاج نوافذ الجيران ، سينام لاني مريض ، نعم انا مريض ،
مريض بالحب الطاغي الذي لاانهل من عيونه ، ومريض بداء الكذب علي النساء ، ضحك ،
لايوجد مرض بهذا الاسم ، ليس مهم ، انه مرضي اعرف اعراضه واوجاعه وعذاباته ،
سيكتبوه باسمي في المراجع الطبيه ، داء الكذب علي النساء !!!! تذكر ايام المدرسه
الاولي بعد الاجازة الصيفيه ، كان يكره المدرسه ويكره الاستيقاظ مبكرا ويشعر غثيان
ويتمارض املا في شفقه امه لكنه ابدا لم يفلح يقنعها بمرضه ، كانت تستمع له ولشكواه
وتبتسم بخبث حتي ينهي كلامه وبحسم تهمس ، برضه حتروح المدرسه !!! مش عايز اروح
المدرسه ياماما ومش عايز اروح في حته ، يهمس لامه ، لكن امه ماتت وهو كالتلميذ
البليد يتجحح باي حجج حتي يعود لفراشه وينام ولايذهب الميعاد الذي حدده هو ، تعرف
عليها في صدفه ما لايذكرها ، عانس فاتها سن الزواج ربما في نفس عمره او اكبر ،
لايكترث ، تضحك كثيرا بلا معني واسنانها كثر ، ربما اكثر من اسنان بقيه البشر ،
اربعين سنه وضرس وربما خمسين ، هكذا يشعر وقتما تفتح فمها وتضحك ، هي مناسبه له
وهو مناسب لها ، فاتها سن الزواج وهو مطلق بلا اطفال .. هي مناسبه وهو مناسب ،
وقرر يحبها ويتزوجها ويكمل بقيه حياته معها ، هكذا قرر واليوم قرر يفاتحها في
الامر و.................. وقف يلتقط انفاسه علي عتبات الدور السابع !!!!
"" اقدر وجعك
وافهمه ، وافهم انك ابدا لن تقل لي
الحقيقه وانا لاانتظرها منك ، فانا اعرفك اكثر منك واعرف كيف تفكر وكيف تخاف وكيف
تهرب وكيف تزين لنفسك الهاوية وكيف تكذب فتري السم عسلا وتري الاسود ابيض وتخدع
نفسك حتي تقهرها فتعود وتقهرك وتؤكد لك ان كل اكاذيبك لاتنطلي عليها وتواجهك بكذبك
فتكتئب اكثر واكثر .... انت في علاقه باخري ، وانا ارهقت من القفز علي الحبال
مابين الحب والوهم ، مابين العشق والخديعه ، مابين سكونك في حضني ومابين فرارك من
بين ذراعي ، ارهقت ، فقرر افتح باب القفص الذهبي وامنح عصفور النار حريته ، ليحلق
في سماءه يحرقها براحته ، قررت افتح باب القفص الذهبي واطلق لروحك عنانها وانسحب
تمام من حياتك .... لاحاجه لشكري ولا للامتنان ، عش حياتك انت وانساني ، نعم
انساني ، نعم اكررها انساني ان كنت تقوي ، وانا اعدك اني بعدما ارسل ذلك الخطاب
سانساك تماما ، لاتصدقني ، جربني وجرب ارادتي الحديديه وقتما تحسم مواقفها ، وقتها
لا اانت ولا كل حبك ولا دموعك ستعيدني لحضنك مره ثانيه ، لقد حذرتك طويلا من فراري
، لم تصدقني ،تتصور نفسك التعب الوحيد وصاحب الاراده الوحيده وصاحب قرار الفرار
الوحيد ، الحياه ياعزيزي ليست مثلما تراها ، نصيحتي ، لاتنظر طويلا في المرآة
المشروخه لانها تفسد ماتراه حتي ملامح وجههك!!"""
مازال واقف علي درجات
السلم وقدميه ملتصقين لايقوي علي الحركه ، قدره يحب ويتعذب ، هو يفر من قدره وقدره
يطارده ، يحب ويتعذب ، قانون حياته الذي مازال يعيشه حتي الان ، احب جارته الجميله
منذ مراهقته ، شاغلها وتمني يتزوجها ، حلم بها ووعدها بالامان في حضنه والطمأنينه
والحياة ، اخلف وعده وتزوج غيرها ، بعدما
طلق زوجته قرر يصلح خطأ الايام البعيده ويتقدم لها ، احبها ولم يتزوجها زيجته
الاولي وحان وقت تصليح الاخطاء التاريخيه وتجاوزها ، ساتقدم لخطبتها وتزغرد امها
مره واحده واخيره من اجلي .... مازال يتذكر علي تلك السلمه بالذات ان جارته الجميله
نهرته وحذرته ان يقترب منها او يطرق باب شقتها ، وذكرته انها احبته وانتظرته وانه
طعنها في انوثتها وقتما اخبرها ذات يوم ببلادة انه سيتجوز ابنه صديقة امه ولن
يتقدم لها وهي التي قالت لامها وكل صديقاتها ان جارها الوسيم سيتقدم لخطبتها ،
حاول يشرح له تاثير امه عليه واصرارها علي تزويجه من ابنه صديقتها وهي بنتي وانت
ابني ، نهرته اكثر لانه ليس فقط خذلها وتزوج غيرها بعد سنوات مغازلتها الطويله
وانتظارها الطويله ،نهرته غاضبه لانها اكتشفت الان ، انه دلدول امه ، ضحك وقرر
لايناقشها ، امه ماتت وانتهي الامر وحتي لو كنت دلدولها فقد ماتت وصرت بلا دلدول ،
يومها ضحك وضحك وضحك حتي ظنت جارته الجميله انه فقد عقله وجن فمنحها سبب جديد لرفض
طلب زواجه بها ، لم يقل لها انه تزوج ابنة صديقة امه لانها جرحته وقتما فتح ابيها
باب بيتهم للعرسان الواحد تلو الاخر وهو مازال في بدايه حياته يشغل وظيفه تافهه
بمرتب قليل لن تمنحه في
بيتهم الزغاريد التي كانوا يستقبلوا بها العرسان ولا الترحاب ولا المنديل الابيض
والشيخ مأذون ، لم يقل لها انه احبها وتمناها زوجه لكن امها وابيها طردوه من
منزلهم قبلما يدخله ومزقوا قلبه وقتما قابله ابيه علي السلم واخبره بانها خطبت
لعريس عظيم وعقبالك و.... عقبالك لما ربنا يكرمك كده ، يومها احس ابيها يخرج له
لسانه ويغيظه لانه يعمل براتب لايفتح بيت والعريس ربنا راجل كارمه من زمان كما
وصفه الاب ، يومها بارك للاب وهمس ، ربنا يتمم لها بخير ياعمي وقرر انه ليس عمه
ولن يكون !!!! لو قص عليها القصه التافهه لنهشت وجه باظافرها ، لانها رفضت تقابل
العرسان وتشبثت بحبه واخبرت امها انها تنتظره وانه لمح لها تلميحات واضحه ان
سيتقدم قريبا وانها انتظرته عامين وثلاث وفوجئت به يتزوج بابنة صديقه امه ، وانه
احرجها ومكن امها تقهرها وتجبرها علي زيجه لاتحبها انتهت في المحاكم ، تتجوزي
ورجلك فوق رقبتك علشان تردي له القلم عشره والعريس سيد سيده وضوفره الصغير بعشره
زيه ، وتزوجت سيد سيده واكتشفت انه تكرهه اكثر مما تظن وسرعان ماطلقت منه وبسرعه
وعادت لمنزل ابيها لتكره جارها اكثر واكثر ، اليوم يأتي يطلبها للزواج ويخبرها انه
احبها ولم يحب غيرها وانه صار يقوي علي الزواج منها ، يومها رفضت طلبه واخبرته انه
لايصلح للزواج بها لا اليوم ولا في اي اخر ، وعاد يحترق في منزله بصوت الزغاريد
التي تستقبل بها امها العرسان وينقم علي امه وصديقتها وابنتها اكثر واكثر ...
""" اشعر معاناتك ، وافهمها ... اشعر معاناتك وانت تعذب
نفسك بالبقاء في دائرة الاخري التي لاتشبهك التي يفوح من حضنها رائحه الوحشة ،
التي تقبض علي روحك وتزيد اوجاعها وتحاصرها وتعتصرها ، التي تهديك مالاتحبه ، تسمعك
مالاترغب في سماعه فتقل لها مالاتحسه وتبتسم في وجهها وانت ترغب في البكاء .. وتجهز
كلمات بارده ملونه بالزيف لتقولها لها وحين تنطق تخرج من بين شفتيك الزرقاويتين
احرف مبعثرة بلامعاني
"""".
مازال واقفا علي درجات
السلم ، علي بسطه الدور السادس ، تعب مرهق
، يتمني لو اكمل نومه ، غاضبا من السيدة التي لايتذكر ملامحها ، اقتحمت فراشه
وايقظته بابتسامتها التي يكرهها ، لاتتركه يهنيء حتي بنعاسه ، اقتحمت سباته
وايقظته وكأنها تقول لها حان وقت مقابلتنا ، مازال واقف علي السلم بقدمين ملتصقتين
بالارض ، يتمني لو اتصلت به واعتذرت عن الميعاد ، تمني لايصل في ميعاده بسبب
الزحام فيتصل بها يعتذر لها عن تأخيره ويعدها بتحديد ميعاد اخر ، تمني اشياء كثيرة
وتصورها حدثت بالفعل فابتسم بحق هذه المرة وتثاءب واحس بالملمس الخشن لفراشه وتصور
نفسه ينام وينام و........انتبه انه يقف علي السلم وانه في طريقه لمقابله الحبيبة ،
الحبيبة ، يقصد السيده التي لايحبها وقرر انها حبيبته كانت او ستكون والي الابد ...
يهبط درجتين ثلاث ويقف ،
يحاول يتذكر ملامحها ، ملامح السيدة التي يحبها ، ماله لايذكر شكلها ، ماله
لايتذكر لون عينيها ولاشكلها ، بيضاء هي ام سمراء ، خمريه ام قمحيه ،بشعر اسود ام
بني ، بحجاب او بدونه ، ماله فقد الذاكره ونسي شكل المرأه التي انتقاها حبيبه وقرر
يوصل العواطف بينه وبينها ويكمل معها حياته !!! ماله فقد الذاكرة فنسي شكله واسمه
وشكلها واسمها ، هي امرأه ، تجيد الطبخ ، ربما ليس مثل امه ، لكنها ستطهو له
مايريح رأسه من عناء سؤاله اليومي الكريهه ، حااكل ايه ، هي ستفكر في الاسئله
الكريهه وتجد اجاباتها ، هي امرأه ، جسد انثي وثدي و........ وكل الاناث تتشابهه
مثلما يتشابه كل الرجال ، ليست امرأه مختلفه ، ومن قال انه يحتاج امرأه مختلفه ،
هو يحتاج امرأه وفقط ، امرأه تغسل اطباق الفطار واكواب القهوة وتمسح الارض التي
يعبث عليها النمل الصغير وتمنحه جسدها يفرغ فيه ذكورته المكبوته اخر الليل ، هي
هذه حبيبته الجديده التي قرر انه يحبها ، يراها بلا ملامح مثل كل الاناث ، طبعا
لايقل لها مايحسه ، يكذب عليها كذب مشروع ، احبك وانت الجميله ، يشعر غثيان في فم
معدته من كثره الكذب لانه لايراها جميله ، اساسا لايراها ، لكنها لو عرفت
حقيقه مشاعره ماقبلت تحبه وتمنحه جسدها ولاتغسل اطباقه ولا تقتل معه وقت امسياته
الرتيبه !!!
نهاية الجزء الاول ..
ويتبع بالجزء الثاني ...
هناك تعليق واحد:
هذه المرة اجد كلمات الأعجاب لا تكفى فانت رسمت صورة مشاعر بطل القصة وتوغلت فى اعماق أحاسيسه تذكرت المخرج كلود ليلوش صاحب اروع أفلام الستينات الرومانسية ....ندمت أنى لم أقرأها قبل الآن اقصد قصتك يا أميرة
إرسال تعليق