ست الحسن والجمال ... الفرار لارض الشوق ( الجزء الثاني )
( 4 )
ارض الخوف
ارض الخوف
استيقظت ندا متعبه ، نادر لم يكف طيله الليل عن الاتصال بها ، لن ترد عليه !!! هكذا قررت لكنه لم يرضخ لارادتها ، طلبها الف مره ، لن ترد عليه ، تصورته سياتي لمنزلها ليلا يكسر الباب والجدران ويختطفها من فراشها !!! احسته سيخطفها ولن يطلق سراحها ابدا .... قال لها في المره الاخيره التي تقابلا فيها انه يكاد يجن من تصرفاتها ، اتعبته لدرجه الجنون ، اوضح لها انه لن يسكت عن تصرفاتها معه ، ولن يتركها في حالها ولن يقبل هروبها ، فهي له مهما فرت وحبيبته مهما انكرت وهو حبيبها مهما كذبت ، والزمن طويل ياندا ، خافت منه اكثر مما تخاف ، سياتي ويكسر جدران منزلها ويعتقلها ولن يطلق سراحها ابدا ... نامت تطاردها الكوابيس والمخاوف ، استيقظت متعبه ، تعاني صداع وارهاق ، فكرت تاخد اجازه اخري من عملها ، وتسافر بعيدا !!! تفر من نادر ومن حياتها !!! تفر من ارض الخوف التي تسكنها ، تفر من ارض الخوف التي تحتلها ، منذ فتحت عينها علي الدنيا وهي لاتشعر الا بالخوف ...
وزاد مصطفي من خوفها ، خوفها من الزواج ، خوفها من جسدها ، خوفها من برودها ، ثم جاء راجي وخوفها اكثر ، خوفها من الفشل وتكرار الفشل ، خافت من الغرباء ، من الحب ، من امها ، من جسدها ، من الرجال ، من البرود ، من الفشل ، خافت من كل شيء ومن نفسها ومن مشاعرها ومن نادر !!!
نعم ستأخذ اجازه وتهرب من نادر ومن مخاوفها ... اعجبتها الفكرة !!!
ستذهب لعملها اليوم ثم تحصل علي اجازه طويله ، رصيد اجازتها يسمح ، ستسافر بعيدا عن نادر وعن الحاحه ، تحبه لكنها تخاف منه ، تخاف من كل الرجال ، تخاف من نادر اكثر ، لانه لم يتركها وشأنها ، اقتحم خلوتها وفرض غرامه عليه ، الحقيقه هي تحبه ، لكنها تخاف منه ، طلبها للزواج حتي يطمئنها لكن طلبه زاد مخاوفها ، لن تتزوجه ويساومها علي الطلاق مثل مصطفي ، لن تتزوجه ويضربها مثل راجي ، سيتهمها بالبرود مثل مصطفي ، سيتهمها بالمروق والتمرد مثل راجي !!!
لعنه اللي علي الرجال كلهم !!!!
تجاوزت ندي الاربعين بثلاث سنوات ، من وجه نظر الكثيرين هي امرأه وحيده فاشله مطلقه مرتين تسير بخطي منتظمه صوب الشيخوخه والهرم وحيده ، لم تنجب اطفالا ولن تنجب ، لن تتزوج اساسا ، نعم في لحظه تصورت انها ستتزوج نادر ، سيكون زوجها الثالث والاخير ، لكن نادر عصبي جدا ، يغار عليها ، يغار عليها من ذكرياتها الكئيبه مع مصطفي ومع راجي ، يتمناها كالصفحه البيضا لم يمر علي اسطرها اي قلم ، لكن صفحتها مليئه بالشخابيط ، مر عليها مصطفي وراجي وعابرين اخرين لاتذكر اسمائهم ، محاولات فشلت بسرعه فنسيت الاسماء وبقيت الجروح !!!
نادر دخل حياتها من بوابه الصدفه ، لقاء غير مبرر في لحظه غريبه ، لماذا تاهت وهي عائده من المقابر التي تحفظ طريقها عن ظهر قلب ، تزور امها في المواسم وتحفظ الطريق وعدد الاشجار وشكل الزائرين ، لكنها في ذلك اليوم تاهت ، ربما فقدت الوعي ، كانها خدره ، ضلت الطريق وهي تسير في اتجاهها الصحيح ، ارتبكت ، بكت ، تذكرت امها ، شريط حياتها مر امامها ، لماذا ياامي توهت ومازلت تائهه ، هل كانت تسالها عن الطريق ؟؟ وقتها ظهر نادر رجل عرف يخرجها من الدوامه التي كانت تلف فيها ، لم تعطه تليفونها ، تعلمت الدرس من راجي ، لكن من قال ان المحب يحتاج رقم تليفون ليصل لحبيبته ، سخرت منه بعد زمن طويل وقت اقسم لها انه حين شاهدها ادرك ان رحله بحثه عن ست الحسن والجمال انتهت بعثوره عليها ، سخرت منه ، لاتؤمن بالاقدار ولا الصدف الا في التعاسه ، جميعنا لايختار التعاسه لكن القدر يقودك اليها بلا اراده ، اما الحب والسعاده فهي اختيارات لاتصلح ان تكون مقدماتها حيره في طريق المقابر وطريق ضال وبكاء وذكريات !!!
عرف نادر طريقها ولم يقل الا بعد فتره طويله انه تعقبها خوفا عليها حتي وصلت منزلها ومن هناك عرف عنها كل شيء ثم عرف عملها وارقام تليفوناتها وقرر بالحاحها علي قلبه المضطرب برؤيتها ، قرر يتصل بها وقد كان !!!!
وسرعان ما افصح نادر عن مشاعره تجاهها ورفض حججها واعذارها واعتذاراتها ، اقتحم خلوتها جبرا بمنتهي الشجاعه ، اوضح لها انه ست الحسن والجمال بطله حكايته ولن يفرط فيها ، لن يبقي بعيد ، لن يصمت عن جمالها سيغازلها رغم انفها ، سيفرض نفسه عليها ، سيلاحقها ، ابعدته عنها قدرمااستطاعت لكنه مثابر لايقبل هزيمتها ولا النفي بعيدا عن حياتها ، سالته لماذا يطاردها ، ابتسم ساخرا ، قدري ، لم تعجبها اجابته ، كانت تتمناه يعتبرها اختياره الاجمل لكنه لم يريحها ، هي قدره الذي لايملك لا هو ولا هي فكاكا منه !!
سخرت منه ، انا قدرك لكنك لست قدري ، ضحك ساخرا من سذاجتها ، اذا كنت قدري فانا قدرك حتي لو حاولت الفكاك مني !!!!
مازال نادر يطلبها علي تليفونها ولا ترد عليه ..
تتمناه يزهق منها ويرحل ..
لكنه لايزهق ولا يرحل
تتمني تكف تحبه ، لكنها لاتكف عن حبه بالعكس ، كل يوم تحبه اكثر
تتمني تطمئن له ، لكنها لا تطمئن له مهما حاول يطمئنها ، وقت الطمأنينه لاتنظر له باعتباره نادر ، بل باعتباره كل الرجال الذين اوجعوها قبل ما تعرفه ، حاول مرارا وتكرارا ، يشرح لها انه لن يسدد فواتير الاخرين ولن يعتذر لها عن ذنوبهم ، هو نادر وفقط وعليها تفهم هذا ، لكنها فشلت في التعامل معه شخصيا ، اعتبرته ممثلا لكل الرجال الذين اوجعوها ، ان ضحك فهو مثل مصطفي سيغدر به ، فمصطفي ضحك ثم غدر بها ، وان تشاجر معها ، هو راجي سيرفع كفه حالا ويضربها علي وجهها ، وقتها تنغلق علي نفسها وتترك نادر يتلظي بنار الحب علي بواباتها الموصده ، فيزداد جنونه والحاحه !!!
مازال يطلبها في التليفون ومازالت لاترد .... ستسافر وتتركه !!! حسمت امرها وقررت تهرب منه ومن نفسها !!!
وزاد مصطفي من خوفها ، خوفها من الزواج ، خوفها من جسدها ، خوفها من برودها ، ثم جاء راجي وخوفها اكثر ، خوفها من الفشل وتكرار الفشل ، خافت من الغرباء ، من الحب ، من امها ، من جسدها ، من الرجال ، من البرود ، من الفشل ، خافت من كل شيء ومن نفسها ومن مشاعرها ومن نادر !!!
نعم ستأخذ اجازه وتهرب من نادر ومن مخاوفها ... اعجبتها الفكرة !!!
ستذهب لعملها اليوم ثم تحصل علي اجازه طويله ، رصيد اجازتها يسمح ، ستسافر بعيدا عن نادر وعن الحاحه ، تحبه لكنها تخاف منه ، تخاف من كل الرجال ، تخاف من نادر اكثر ، لانه لم يتركها وشأنها ، اقتحم خلوتها وفرض غرامه عليه ، الحقيقه هي تحبه ، لكنها تخاف منه ، طلبها للزواج حتي يطمئنها لكن طلبه زاد مخاوفها ، لن تتزوجه ويساومها علي الطلاق مثل مصطفي ، لن تتزوجه ويضربها مثل راجي ، سيتهمها بالبرود مثل مصطفي ، سيتهمها بالمروق والتمرد مثل راجي !!!
لعنه اللي علي الرجال كلهم !!!!
تجاوزت ندي الاربعين بثلاث سنوات ، من وجه نظر الكثيرين هي امرأه وحيده فاشله مطلقه مرتين تسير بخطي منتظمه صوب الشيخوخه والهرم وحيده ، لم تنجب اطفالا ولن تنجب ، لن تتزوج اساسا ، نعم في لحظه تصورت انها ستتزوج نادر ، سيكون زوجها الثالث والاخير ، لكن نادر عصبي جدا ، يغار عليها ، يغار عليها من ذكرياتها الكئيبه مع مصطفي ومع راجي ، يتمناها كالصفحه البيضا لم يمر علي اسطرها اي قلم ، لكن صفحتها مليئه بالشخابيط ، مر عليها مصطفي وراجي وعابرين اخرين لاتذكر اسمائهم ، محاولات فشلت بسرعه فنسيت الاسماء وبقيت الجروح !!!
نادر دخل حياتها من بوابه الصدفه ، لقاء غير مبرر في لحظه غريبه ، لماذا تاهت وهي عائده من المقابر التي تحفظ طريقها عن ظهر قلب ، تزور امها في المواسم وتحفظ الطريق وعدد الاشجار وشكل الزائرين ، لكنها في ذلك اليوم تاهت ، ربما فقدت الوعي ، كانها خدره ، ضلت الطريق وهي تسير في اتجاهها الصحيح ، ارتبكت ، بكت ، تذكرت امها ، شريط حياتها مر امامها ، لماذا ياامي توهت ومازلت تائهه ، هل كانت تسالها عن الطريق ؟؟ وقتها ظهر نادر رجل عرف يخرجها من الدوامه التي كانت تلف فيها ، لم تعطه تليفونها ، تعلمت الدرس من راجي ، لكن من قال ان المحب يحتاج رقم تليفون ليصل لحبيبته ، سخرت منه بعد زمن طويل وقت اقسم لها انه حين شاهدها ادرك ان رحله بحثه عن ست الحسن والجمال انتهت بعثوره عليها ، سخرت منه ، لاتؤمن بالاقدار ولا الصدف الا في التعاسه ، جميعنا لايختار التعاسه لكن القدر يقودك اليها بلا اراده ، اما الحب والسعاده فهي اختيارات لاتصلح ان تكون مقدماتها حيره في طريق المقابر وطريق ضال وبكاء وذكريات !!!
عرف نادر طريقها ولم يقل الا بعد فتره طويله انه تعقبها خوفا عليها حتي وصلت منزلها ومن هناك عرف عنها كل شيء ثم عرف عملها وارقام تليفوناتها وقرر بالحاحها علي قلبه المضطرب برؤيتها ، قرر يتصل بها وقد كان !!!!
وسرعان ما افصح نادر عن مشاعره تجاهها ورفض حججها واعذارها واعتذاراتها ، اقتحم خلوتها جبرا بمنتهي الشجاعه ، اوضح لها انه ست الحسن والجمال بطله حكايته ولن يفرط فيها ، لن يبقي بعيد ، لن يصمت عن جمالها سيغازلها رغم انفها ، سيفرض نفسه عليها ، سيلاحقها ، ابعدته عنها قدرمااستطاعت لكنه مثابر لايقبل هزيمتها ولا النفي بعيدا عن حياتها ، سالته لماذا يطاردها ، ابتسم ساخرا ، قدري ، لم تعجبها اجابته ، كانت تتمناه يعتبرها اختياره الاجمل لكنه لم يريحها ، هي قدره الذي لايملك لا هو ولا هي فكاكا منه !!
سخرت منه ، انا قدرك لكنك لست قدري ، ضحك ساخرا من سذاجتها ، اذا كنت قدري فانا قدرك حتي لو حاولت الفكاك مني !!!!
مازال نادر يطلبها علي تليفونها ولا ترد عليه ..
تتمناه يزهق منها ويرحل ..
لكنه لايزهق ولا يرحل
تتمني تكف تحبه ، لكنها لاتكف عن حبه بالعكس ، كل يوم تحبه اكثر
تتمني تطمئن له ، لكنها لا تطمئن له مهما حاول يطمئنها ، وقت الطمأنينه لاتنظر له باعتباره نادر ، بل باعتباره كل الرجال الذين اوجعوها قبل ما تعرفه ، حاول مرارا وتكرارا ، يشرح لها انه لن يسدد فواتير الاخرين ولن يعتذر لها عن ذنوبهم ، هو نادر وفقط وعليها تفهم هذا ، لكنها فشلت في التعامل معه شخصيا ، اعتبرته ممثلا لكل الرجال الذين اوجعوها ، ان ضحك فهو مثل مصطفي سيغدر به ، فمصطفي ضحك ثم غدر بها ، وان تشاجر معها ، هو راجي سيرفع كفه حالا ويضربها علي وجهها ، وقتها تنغلق علي نفسها وتترك نادر يتلظي بنار الحب علي بواباتها الموصده ، فيزداد جنونه والحاحه !!!
مازال يطلبها في التليفون ومازالت لاترد .... ستسافر وتتركه !!! حسمت امرها وقررت تهرب منه ومن نفسها !!!
( 5 )
ارض الشوق
ارض الشوق
بقيت ندا في الحديقه ، تقبض علي الفطيره الساخنه وقطعه السكر ، تحوم حولها الفراشات ، تقف علي كتفها ثم ترحل سريعا ، سطعت الشمس وحاصرتها اشعتها ، اغمضت عيناها ...
أصبع التقط قطعه السكر ، هو نادر ، صرخت ، في شكل طفل صغير شقي ، بنطلون قصير وقميص كاروهات ، ابتسم ابتسامه سطعت اكثر من اشعه الشمس ، قسم قالب السكر قطعتين ، دس قطعه منها بين شفتيها ، التقط القطعه الثانيه بين شفتيه ، ذابت ذرات السكر ممتزجه بلعابها ، حامت حولها الفراشات وطارت البرتقاليه منهم وحطت علي كتف نادر ...
تنظر له ندا لاتصدق عيناها ، لم تساله ، انت نادر ؟؟ ، واثقه هي انه هو ، لكنه صغير وهي لاتعرفه صغيرا ، ابتسمت ، هي ايضا صغيره بجدائل طويله وكرانيش ورديه ، طارت الفراشه البرتقاليه وغرست جسدها بين خصلات شعرها ، ضحك نادر وصفق ، سالها مرحا ، تلعبي معايا ، لماذا تشعر بخجل ، ناولته عروستها القطنيه ، قبل العروسه وردها له بخدود ورديه اقتسمت هي وعروستها خجلهما ..
ضحكت ندا واحست بطمأنينة ، مدت له يدها بالفطيره الساخنه ليقتسماها ، هز راسه نفيا ، مازالت قطعه السكر تذوب في فمه ، رحيق مسكر يتسلل لشرايينه ، ذرات السكر تتسلل لروحها ، يتابعهم العجوز الطيب فرحا ، يهمس في اذنها بصوت خفيض لا يسمعه نادر ، العبي معه ، يحبك ولا تخافي منه ، تحمر وجنتاها ، خجله من نادر ونظراته الشقيه ...
ياخذها نادر من ذراعها ، يجلس تحت الشجره الهرمه وفي حضنها ومعه ندا ، حاحكي ليكي حدوته ، تبتسم ، عن ست الحسن والجمال ، بنت قمرايه حبها ابن الجنايني ، ضحكت ، حبها وحبته ، السلطان زعل لان بنته حبت ابن الجنايني ، احست عطش ، عايزه اشرب ، اختطف ورقه خضراء كبيره من الشجره الهرمة ، تتراكم عليها قطرات الندي الطازج ، قربها من شفتيها ، قطرات من ندي الحياه يبلل شفتيها ويجري في جسدها حيويه وعافيه ، احست بالامتنان لنادر ، الفراشه البرتقاليه عادت لكتفه ...
بعدين ، سالته ، وبعدين ، اكمل لها قصه ست الحسن والجمال ، كانت جميله زيك ، طيبه زيك ، سالته وبتخاف زيي ، ضحك نادر في الحلم ، الاطفال في الحلم لايخافون ، وست الحسن والجمال عمرها ماخافت ، همست ندا يابختها ، ضحك نادر ، ابن الجنايني كان معاها ، بيحبها وماخافش من ابوها السلطان ، راح له وقاله له ، بنتك بحبها وحافضل احبها ، اعجب السلطان بشجاعته ، سالته ندا ، وانت ، انت كمان شجاع ...
ضحك نادر ، اقتسم معها الفطيره الساخنه ، ناولها لقمه صغيره في فمها ، فطيره الشيخ العجوز ستقوي قلبك ، معجونه بطيبه زوجته ورحيقها ، لاتخافي ياندا ، اكلت لقمه وابتسمت ، لاتخافي ياندا لاتخافي ..... لاتخافي ياندا ياست الحسن والجمال لاتخافي ...... واثمرت الاشجار زهورا حمراء ولون قوس قزح سماء ارض الشوق بالحب والطيبه و.............. لاتخافي ياندا لاتخافي ..... لاتخافي ياست الحسن والجمال مني .... لاتخافي !!!!
( 6 )
من ارض الخوف لارض الشوق
فرار بلا عودة
من ارض الخوف لارض الشوق
فرار بلا عودة
قدمت ندا لمديرها طلب الاجازه ، اشر عليها بالموافقه ، مسافره فين ، ارتبكت ، مش عارفه لكن عايزه اسافر ، ايوه فين سالها ، هزت كتفها بلا مبالاه ، مش مهم ، اي حته ، المهم اني اسافر !!!
مازال تليفونها يرن ، نادر يطلبها ولا ترد عليه ، لن ارد عليك ، سافر واهرب ، اجازه طويله ، ستمل وترحل ، ساعيش ومخاوفي ونفسي ، لمت اوراقها فوق المكتب وودعت الفراش العجوز ، حتترحم مني شهر بحاله ، لمعت الدموع في عيونه ، حزين لفراقها ، لماذا احست فجأ انه يشبه الشيخ العجوز في الحلم ، كادت تساله ، هل انت الرجل العجوز في الحلم ، لكنه تراجعت ، سيظنها جنت ، ودعته فقبض بكفيه علي كفها وناشدها ، خلي بالك من نفسك وماتغيبيش علينا ، هزت راسها وهرعت للمصعد !!!
يصعد ببط ء ، الدور الرابع ، السابع ، الثاني عشر ، تقف في الدور الثلاثين تنتظر وصوله ، فتح باب المصعد ، خاليا الا من نادر !!!
محتنق الوجه امامها يلون الهم ملامحه ، ابتسم لها فارتبكت وتمنت لو تبكي في حضنه ، قاومت رغبتها ، ترددت تدخل ، لم يخرج وانتظرها تقترب منه ... دخلت وانزوت في ركن المصعد ، سالها ، تيجي اعطل الاسانسير ونقف نرغي !!! ضحكت رغم انفها !!! مجنون ، نادر مجنون ، لكن جنانه يعجبها !!! كاد يوقف المصعد صرخت لا مايصحش ، ضحك ، طظ ، مش مهم ايه اللي يصح وايه اللي مايصحش ، المهم انت عايزه ايه ، اوقف الاسانسير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هزت راسها نفيا ابتسم بحب مهموم ، تعبتيني معاكي ياست الحسن والجمال!!!
انتفضت ندا ، هو الذي كان معها في الحلم !!!
وصل المصعد للطابق الارضي ، سحب نادر ندا من ذراعها وقبض عليه وبمنتهي الحسم اوضح لها ، مش حتهربي مني تاني ، لماذا تركت له ذراعها وقبلت اصراره ، احسته الطفل الصغير في الحلم سياخذها تحت الشجره ، سارت معه حتي سيارته ، فتح لها الباب وركب جوارها ، ادار الموتور ، صوت نازك ينبعث من كاست سيارته ، كل دقه في قلبي بتسلم عليك ، ياواحشني من زمان فين نور عينيك ، ينظر له بطرف يعينه ، وحشتيني ، مازال الخوف يحتل اعماقها ، سمعت صوت العجوز يهمس في اذنها ، اطمئني ياصغيرتي !!!
اغمضت عينها وصمتت ، صوت نازك يحيطها وانفاس نادر تحاصرها !!! الفراشه البرتقاليه تطير تدس اجنحتها الملونه وسط شعرها ، الارنب الابيض مازال يجري بعيدا عنها يرسل لها قبلاته الطيبه مبتسما ، سمعت موال العجوز وامها في اذنها ، لاانت هونتي علي قلبي وانا ماهنتش ، تسللت رائحه الفطيره الساخنه لانفها ، فتحت عيناها ، هي في ارض الحلم تحت الشجرة مع نادر الصغير ، ياكلا قطعه السكر ، مبتسمين !!!
اتفضلي ياست الحسن والجمال ، فتحت عينها ، وصلا لمكانهما المفضل ، الشمس تجلس علي قمه الجزيره التي ترابض في النيل امام الشط الذي تحبه ، ابتسمت لنادر ، قبض علي كفها وسند ذراعها ونزلا السلم ، علي شط النيل اجلسها وجلس بجوارها ، الشمس تستعد للرحيل ، ضاحكها ، عارفه زمان ، لما كنا بنقول ياشمس ياشموسه خدي سنه الننوسه وهاتي سنه العروسه ، هزت راسها ، ارمي كل خوفك في النيل مع الشمس ، خليها تاخده معاها وتمشي ، ضحكت ندا ، عايز ايه يانادر ، قلت ميت مره عايز ايه ، قلت مليون مره ، قلت عايز نتجوز ... كادت تقاطعه ، انا قلت وانت ما قلتيش ، هربت وبس ، ومافيش هروب تاني !!!
قفز الارنب الابيض في حجرها ووقفت الفراشه فوق كتف نادر ، اقترب العجوز منهما ومنحهما فطيره وقالب سكر ، وانت علي قلبي ماتهونش ، ماتخافيش ياندا ، همس نادر ، انا مش مصطفي ومش حاكون ، انا مش راجي ، انا مش خالك ، انا نادر اللي بيحبك زي ماانت
، لمعت الدموع في عيون ندا ..... انا ماانفعش للجواز ، ضحك ، مين قال ، ضحك اكتر ، سيبني انا احكم ، انفجرت في البكاء ، مش عايزه افشل تاني !!!
احتضنها العجوز ، اخذها في حضنه وهمس ، عيطي ياندا ، خرجي السم من جسمك !!!
اقترب منها نادر ، ياحبيبتي مش حتفشلي تاني ، اللي فات فات ، زمان خلص ، بقالك تلت سينين معذباني علشان خايفه من وهم !!!
اغلق العجوز ذراعيه عليها بقوه ، انسي كلامك امك ياندا ، انسي كلام خالك ، انسي مصطفي واكاذيبه ، انسي راجي وقسوته ، انسي كل اللي وجعك وخوفك ، انسيهم وبطلي تخافي !!
هزت ندا راسها نفيا ... انا مش خايفه من وهم يانادر ، انا بارده زي ماقال مصطفي ، مابعمرش بيوت زي ماقال خالي ، ضحك نادر ، مصطفي مابيفهمش حاجه !!! ونظره له نظره موحيه فخجلت وارتبكت !!! وخالك كمان مابيفهمش حاجه ومفتري !!!!
اقترب اكثر والتصق بها ..... ياندي ... انا اعرفك كويس وبحبك زي ماانت !!! انت بتحبيني ؟؟؟؟
همس العجوز في اذنها ، اه بتحبيه ، بتحبيه بس خايفه ، خرجي الخوف من نفسك وحرري روحك !!! انزعي اشواك الرعب من تحت جلدك ، ابكي واطردي السم من جسدك ، انت بتحبيه ياندا بتحبيه !!!!
تساقط دموعها فزعه ، هزت راسها بالموافقه ، بحبك لكن خايفه !!!
صرخ نادر فطارت اسراب الحمام بعيدا وضربت الهواء باجنحتها ، صرخ فرحا ، انا بحبك وانت بتحبيني خلاص بقي ارحميني وارحمي نفسك ، الحياه قصيره قوي ، ماعدش فيها ايام تضيع ولا وقت يتسرق !!!
حلقت الفراشه البرتقاليه بين كفيهما ، رسمت باجنحتها وباشعه الشمس قلب ساطع طيب !!! قبض نادر علي كفها ، اخرج من جيبه علبه ، فتحها ، خاتم ماسي ساطع مثل قرص الشمس ، البسها الخاتم عنوة ، تقبليني زوجا ياست الحسن والجمال ، ضحكت ، مجنون نادر مجنون !!!!
ومن ارض الواقع لارض الحلم ، في ارض الحلم الصغير مازال يلقهمها لقم الفطيره ، قطع صغيره يدسها في فمها ، الفطيره ساخنه ، مخبوزه برحيق السيده الطيبه وعسلها ، العجوز يراقبها ، تاكل قطعه صغيره وتبلعها فتورق الاشجار ورودا حمراء ويبتسم الصغير ، ياكل قطعه صغيرة ويبتسم ، الطيبه تتسلل لروحهما ، الحنان يطرد الخوف ويطهر النفس منه ، يعطيها لقمه وياخد لقمه وحين ياكلا الفطيره كلها يحط سرب النوارس القادم من البحر البعيد امامهما ويضرب بجناحيه موسيقي غريبه ، يرقص العجوز ويخرج فطائره من جيبه ، واحده اثنين عشره مائه ، يطعم النوارس فتزهر الاشجار ورودا اكثر حمره من خد ندا الخجله بحبها السعيده به!!!
في ارض الحلم يهمس العجوز في اذن ندا ........ اخرجي من ارض الخوف واخرجيها من حياتك ، كل خطوه تسيرها علي الارض وانت خائفه ترسم لارض الخوف حدودا اوسع وتزيد وحشه الطرق والدروب ، اخرجي الخوف من روحك وذاكرتك وتاريخك وتحرري!!!
في ارض الواقع احتضنها نادر وهي جالسه علي النيل ، يسطع الخاتم الماسي في اصبعها ، يغلق ذراعيه عليها ، انفاسه طازجه دافئه مثل رائحه الفطيره التي اكلتها فاخرجت السم من جسدها ، عذبتيني ياست الحسن والجمال ، تبكي فيسمح دموعها بملابسه ، عيطي خالص ، خلصي كل العياط اللي عندك ، لانه حيوحشك وعمرك ماحتشوفيه تاني ....
في ارض الحلم يهمس العجوز في اذنها ، اخرجي السم من جسدك ياندا واخرجي من ارض الخوف ، دليلك صادق يعرف معالم طريق الخلاص ومعه مفتاح بوابه العتق ، سلميه نفسك وروحك واخرجي من الارض المنزرعه بالشوك والذكريات الموجعه والتاريخ الموحش ...
في ارض الواقع يغني لها نادر ، كل دقه في قلبي بتسلم عليك ، تسمع موال امها ، وانت علي قلبي ماهنتش ، مازالت تسمع ضحكات العجوز يتردد صداها من ارض الحلم ، تشم رائحه الفطيره في انفاس نادر وتشعر دفئها في كفه ، يسطع الخاتم الماسي مثل روحها الشفافه ...
يهمس نادر كان ياما كان ، ياساده ياكرام ، فيه بنت ، جميله ، طيبه ، اسمها ست الحسن والجمال ، تضحك ندا ، كانت جميله لا كانت اجمل البنات ، مره جت تقطف ورده من شجره ورده ، اتعور صباعها من الشوك ، خافت من الورد ، مره مدت كفها بحبايه لعصفوره جعانه ، العصفورة نهشت كفها بمنقارها ، خافت من العصافير ، مرة سمعت صوت ابن الجنايني يغني ، جت تبص من الشباك علشان تسمعه ، قرصتها نحله ، خافت من النحله ومن صوت ابن الجنايني ، ضحكت ندا ....اكمل نادر ، ست الحسن والجمال جمعت كل انواع الخوف وزرعتها جواها ، بقت غابه من اشجار الخوف و الفزع ، شجر صبار بشوك وشجر مر بعلقم ، ارتبكت ندا ...
اكمل العجوز ، ست الحسن والجمال حبست نفسها في قلعه عاليه ، تبص علي الدنيا وتتفرج عليها لكن لا بتضحك مع اللي بيضحكوا ولا تفرح مع اللي بيفرحوا ، اليمام يخبط عليها ماتفتحتش الشباك ، الفراشات ترقص علي بابها ماترضاش تفتح الباب ، دموعها كلامها وغناها وروحها ووجعها ....
مازالت ندي الصغيرة تسمع الحدوته ، يكمل نادر ، لكن ابن الجنايني حب ست الحسن والجمال ، حبها وهي حابسه روحها جوه القلعه ، صعبت عليه ، وقف تحت شباكها كل يوم يغني ، يناديها ، ياست الحسن والجمال طلي علي الدنيا واسعدينا ، قمر وبدر ونورينا ، ياست الحسن والجمال طلي من الشباك وخلي الشمس تنور ، طلي من الشباك ياقمر ومنور ، تضحك ندا الصغيرة ...
يكمل العجوز مبتسما ، ست الحسن والجمال تسمع صوت ابن الجنايني وتبكي ، لكن دموع الفرح بذلك القلب الذي نبت وسط غابه اشجار الخوف في نفسها ، تبكي ولاتفتح الشباك ، فيصرخ ابن الجنايني ، يكمل نادر الصغير ، يصرخ ابن الجنايني ويناديها ، طلي ياست الحسن والجمال وتعالي ، وخلي قمرك الجميل ينور ويلالي .......... تضحك ندا الصغيرة ، يصرخ العجوز فرحا .... وفتحت ست الحسن والجمال شباكها وطلت عليه ، اديته الامان واعترفت له بحبها من زمان ، اداها ابن الجنايني حبه رمان ، حتونسك في القلعه لغايه ما تنزلي منها ، بتنور في الضلمه زي وشك وتونس زي اسمك وتدفي زي روحك !!!!
سطع الخاتم الماسي في الشمس ، يجلس نادر علي الارض ممد الساقين والشمس تسقط في النيل ، ندا تنام براسها علي ساقيه ، يعبث في شعرها ، ياست الحسن والجمال ، انزلي من القلعه وافتحي البوابات ، وكل حياتك معايا حتبقي سكر نبات ، ضحكت ندا ، يتكلم كانه نادر الصغير تحت الشجره في جنينه ارض الحلم ، ضحك نادر ، صدقيني ياندا ، انا حلمت بيك قبل مااشوفك ، ست الحسن والجمال المحبوسه في القلعه ، وفي الحلم طلعت القلعه وكسرت الباب وانقذتك ، ولما شفت محبوسه جوه ارض الخوف جواك ، عرفت اني انا الوحيد اللي حاكسر الحيطان وافتح البوابه واخرجك للدنيا اللي وحشه قوي من غير ابتسامتك !!!!!!!
ضحكت ندا ............ حنروح للمأذون ياست الحسن والجمال ونتجوز الليله !!!
ولاتعرف ندا ، كيف خرج الخوف من قلبها ولا لماذا اطمأنت له وسلمته قلبها وروحها !!!
لاتعرف لكن خاتمه في اصبعها ينبض كأنه منحها قلبه في اصبعها !!!
و........................ وتزوجت ندا نادر في ليله قمريه جميله ، سطع فيها القمر كمثل وجهها فاضاء الدنيا وزادها بهاءا !!!
وتذكرت قول العجوز ......... ... الانسان ياصغيرتي يختار مالذي سياخذه من الدنيا حين يقرر مالذي سيعطيه لها !!!
وتذكرت قول العجوز ......... ... الانسان ياصغيرتي يختار مالذي سياخذه من الدنيا حين يقرر مالذي سيعطيه لها !!!
هامش قليل الادب كان لازم اشيله !!!!!!
في وسط ليله زواجهما الاولي ، بعد ساعتين من الحب المشتعل بين قلبيهما ...
رفع نادر راسه من فوق كتفي ندا مبتسما ، انهال عليها بالقبلات ، انساب العرق ساخنا بين جسديهما المحبين...
وحينما كف عن قبلاته وارتوت ، همس يشاكسها ، ماانا قلت مصطفي ده حمار ، بس ماكنتش فاهمه حمار قوي كده !!!!
غطت ندا وجهها خجلا فرفع الغطاء واندس بجوارها واغلق حضنه عليها وطال ليلهما السعيد!!!!
رفع نادر راسه من فوق كتفي ندا مبتسما ، انهال عليها بالقبلات ، انساب العرق ساخنا بين جسديهما المحبين...
وحينما كف عن قبلاته وارتوت ، همس يشاكسها ، ماانا قلت مصطفي ده حمار ، بس ماكنتش فاهمه حمار قوي كده !!!!
غطت ندا وجهها خجلا فرفع الغطاء واندس بجوارها واغلق حضنه عليها وطال ليلهما السعيد!!!!
سؤال لم تعد تنتظر اجابته !!!!
في الصباح ابتسمت وقررت ان ابيها مثل مصطفي لم يحب امها ولم يمنحها مواويله!!!
ابتسمت لوجه جدتها الساطع مع شمس الصباح وقررت انها لن تبحث عن اجابه السؤال الناقص!!!
ضحكت ، اصله سؤال غلط ياجدتي !!! غلط ومالوش اجابه!!!!
وعادت للنوم في حضن نادر!!!!
كان العجوز يتابعهما في ارض الحلم سعيدا ان ارض الشوق اثمرت في حياتهما اجمل زهورها الحمراء!!!!!!!!!
ضحكت ، اصله سؤال غلط ياجدتي !!! غلط ومالوش اجابه!!!!
وعادت للنوم في حضن نادر!!!!
كان العجوز يتابعهما في ارض الحلم سعيدا ان ارض الشوق اثمرت في حياتهما اجمل زهورها الحمراء!!!!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق