وسط الزحام القلب مالقاش حد
ولا فيه مكان للروح
يطمنها
( 1 )
امسكت " سارة " مشرط
مسنون ومزقت ذراعها وصرخت صراخ عالي عالي عالي ..
امسكت المشرط واخذت " تحفر
" في ذراعها ، تحفر في ذراعها وتمزقه !!!!!!!
تصرخ وتسيل دماءها وتبكي وتضحك
و................. لقد قررت تتخلص من الالم مره واحده وللابد !!!!
تميد بها الارض ، تميد بها الارض
وتشعر وكأنها تسقط من جبل شاهق ، تشعر كأنها تهوي من فوق الجبل لجب سحيق ، تميد
بها الارض ودموعها تتهاوي فيضانات علي وجهها ، تعض علي شفتيها وتمزقهما ، تترايء
امامها كل الوجوه ، تراهم امامهم باسمين ساخرين من المها ووجعها ودموعها وجروحها ،
تراهم امامهم كاشباح تتراقص امام عينيها وتحت جفنيها المغلقين من شده الالم .....
تهز راسها تطرد الاشباح وصورهم ،
كأنها تصرخ فيهم كفايه !!!!
لايبارحوا خيالها ولا يتركوها ،
تقبض علي المشرط باصابع مرتعشه وتنقب في " الحمصه البرتقاليه " عن مصدر
المها !!!!
تمزق الحمصه البرتقاليه وذراعها
وحزمه اعصاب المها ، تمزق فيهم ولاتكترث بالدماء الساخنة تسيل علي الارض ولا بالكهرباء
التي تسري من ذراعها لكل اعصاب جسدها ولا بالالم الذي لاتعرف تصفه !!!!
وتصرخ وتصرخ وتصرخ !!!!!!
( 2 )
سارة فتاة عادية !!!
لايميزها شيء خاص !!!!
عاشت حياة عادية مثل كل البنات !!!
وعندما تزوجت تصورت انها ستعيش
حياة عادية مثل كل النساء !!!
تصورت انها ستعيش حياه عادية
وتموت في نهايتها مثل كل الناس !!!
( 3 )
تزوجت " سارة "
الرجل الذي رشحه لها اخيها للزواج ، هو زميله في العمل وصديقه عمره ..
قال اخيها ان اجمل الفتيات تتمناه
وان حظها السعيد دفعه لطريقها رغم انها " عاديه يعني ومش جميله قوي !! "
وافقت اخيها بعد رضاء ابيها وفرحه امها وتزوجته !!!
قبل الزواج باسبوع وفي نهايه فتره
الخطوبه القصيرة ، افصح لها العريس " سعد " انه لن يسمح لها بالعمل لانه
لن يقبل بهدلتها في الشوارع ولانه قادر علي الانفاق عليها - حسب امكانياته -
ابتسمت صامتة وشكرته في اعماق نفسها لانه منحها فرصه تفر من الدراسه الكئيبه التي درستها
ومن الوظيفه السخيفه التي تنتظرها ..
تزوجت "سارة" ، "
سعد" وهي تتمناه يحتويها بحنانه ، لاتكترث بكثره النقود التي قد ينفقها
عليه ، ولاتكترث بواجبه الزوجي الذي يغريها باجادته وفحولته وقوته ، تتمناه مثل
الازواج " الحبيَبة " التي تراهم في الافلام الاجنبيه ، ياخذها في حضنه
قبلما يخرج وبعدما يعود يقبل وجنتيها بشوق ويحتويها في حضنه ويهمس " اي لف يو
ماي وايف " تتمناه في الفراش يترك راسها علي كتفه في نهاية الليله السعيده
الغراميه وينام وهي بين ذراعيه مستكينه !!!
هذا ماتمنته ، لكن من قال ان
الزوجات الصالحات يحقق امنياتهن ؟؟؟؟
( 4 )
جلست امام الطبيب النفسي ، حدقت
فيه لم تشعر طمأنينه !!!!
سالها ببرود مالك ؟؟ قصت عليه
رحله الالم
!!!
سالها اسئله كثيره شخصيه ومحرجه ،
كذبت عليه في كل الاجابات ، ارتبك ولم يمنحها جوابا شافيا لمرضها !!!
اعملي تحاليل ، عملت !!!
حاديك مسكن ، خدت وماعملش حاجه !!!
ابتسم ببلاهه كانه يتمني يقول لها
اقطعي ذراعي ، همست وكانها سمعت صوتها ، فكرت !!!
خرجت وهي تتمني تاخذ قيمه الكشف
من الممرض الذي ابتسم لها بلزوجه وهي داخله وابتسم لها ببرود وهي خارجه !!!!
مازال الالم يحرق جسدها وروحها
ومازالت حائرة ومعذبه والحمصه البرتقاليه تشع الما ووجعا وتوترا !!!!
( 5 )
بدأت حياتها الزوجيه زوجه صالحه
تكوي القمصان وتحضر الفطار وتتجمل وقتما يعطيها الاشاره المفهومه ان رجولته قامت
عليه وانه يرغب في اداء واجباته الزوجيه ، تتجمل وتسلمه جسدها ليمزقه وهي غائبه
الفكر تسال نفسها لماذا لا يحتضنها برقه وحنان ، لماذا يبعثرها مثلما يفعل ولا
يروي روحها بحنانه ورقته ، وهي اسفله تفكر في كلامها الغريب ، ليس حنونا ليس رقيقا
ولايحبها ، تفكر فيما يشغلها عما يفعله فيها ، تفكر بعيدا عنه لكنها تبقي طائعه
راضخه ، فهي زوجته وعليه بعثرتها وعليها اشباع رغبته لتقم بعدها وتكوي القمصان !!!
استأذنته وزارت منزل اسرتها ،
هناك ، دخلت في حضن ابيها ونامت ، التصقت بها قطتها المشمشيه فرحه ونامت هي الاخري
، تعجب الرجل العجوز ولم يسألها عن زوجها واحوالهما ، لكن قرر وقتما تحين الفرصه
يوصي الزوج ببعض الحنان مع زوجته المشتاقه اليه كالقطه المشمشيه ، طبعا نسي الاب
مع مشاغله ان يوصي الزوج بشيء ، وحسن فعل ، فلو اوصاه مافهم الزوج كلام الاب ، انه
زوج صالح ويقوم بكل ماعليه تجاه الزوجه التي وقعت في نصيبه ، ولاعلاقه للحنان
بالزواج والزوجيه!!!!
سالتها امها عن ولي العهد الذي لم
تظهر بشائره عليها رغم زواجها الطويل الذي زادت مدته عن سته شهور ، سالتها الام عن
زوجها وكفاءته ، سؤال موحي لاعلاقه له بالفضول بقدر مايهدف لفهم سبب الجدب الذي لم
يلقح الرحم بماءه الطهور ، اوضحت لها خجله ان الزوج يقوم بكل ماعليه فقررت الام
تصحبها للطبيب للاطمئنان عليها ، رفضت وقررت انها كويسه وان كل شيء بميعاده ، قررت
الام وقتما تأتيها الفرصه ان تطالب الزوج بأن " يتجدعن " شويه ويفرح
قلبهم ، لكن الزوج الذي لايذهب لمنزل اسرته زوجته الا نادرا لم يمنح الام الفرصه
لتطالبه بما ترغب فيه ...
( 6 )
شهورا طويله وهي زوجه تكوي
القمصان وتحضر الفطار وتنشر الغسيل وتسلي نفسها بمشاهده التلفزيون وقت غياب زوجها
في عمله ، تشعر احيانا بالبروده لان البيت صامت ومظلم لارتفاع اسعار الكهرباء
وشجار الزوج حول البذخ واشعال كل المصابيح في ان واحد ، البيت بارد ومظلم وهي
وحيده في المنزل الصامت وتتمني حضنا يدفئها ويؤنس وحدتها التي تطول كثيرا لغيابه
الزوج ..
في البدايه كانت تشاهد التلفزيون
وتنتظره ، وسرعان مااعتادت النوم فوق الكنبه الصغيره ، تسقط صريعه الانتظار وتنام
فوق الكنبه حتي يعود الزوج متأخرا فيجدها نائمه علي الكنبه فيغضب منها ويوقظها
الزوج ساخطا لانها تشعره بالذنب وقتما تنام مكانها حتي عودته المتأخره من الخارج ،
لم يقل لها طبعا انه يقضي الوقت سعيدا مع اصحابه وان منظرها وهي نائمه فوق الكنبه
وشعرها اشعث وملامحها معووجه يفسد بهجته الليليه وكثيرا ما يطفيء نار رغبته تجاهها
وانها هي " الخسرانه " لم يقل لها ان يعود من الخارج بعد سهره
اصدقاءه الرجال "مونون " ومزاجه " عنب " ويبحث عن انثي يفرغ
فيها رغباته لتكتمل فرحته ليلته ، لكن نومها في الكنبه بملابس المنزل وتبعثر
خصيلات شعرها الاكرت واعوجاج ملامحها وهي نائمه يفسد مزاجه ، يتمني لو عاد من
الخارج فوجدها نائمه في فراشها متزينه تحسبا لرغباته ، ربما يمنحها بعض رجولته
وربما يعطيها ظهره وفي الحالتين عليها تقبل مايمنحه لها وعليها ترضي به ،لم يقل
لها شيئا ، فقط الف مره نبهها الا تنام علي الكنبه مكانها في كل الليالي
التي خرج فيها بعد عمله ولم يعد الا قبيل الفجر ، تمنت تسمع كلامه ، لكن الكنبه
دافئه وصغيره ، عندما تتكور فيها بجسدها تشعر وكأنها دخلت في حضن حان لاتعرف صاحبه
صحيح لكنه حضن حان تحتاجه ، تحس الكنبه كمثل حضن قطتها المشمشيه حانيه طيبه ، الكنبه
دافئه تحتويها وسريرها كبير وبارد ولاتغرق فوقه في النوم ابدا ، دائما تلتصق بطرفه
وتشعر وكأنها ستسقط من فوقه لهاويه لاتعرف قرارها ، الكنبه تحتويها مثل الحضن الذي
تشتاق اليه والسرير يلفظها مثله ، تتمني تطيعه وتدخل فراشها ، لكن الجدران الصامته
والوحشه والبروده ينفروها من فراشه ، ابدا لم تنتبه لتلك المعاني ، وكيف تنتبه وهي
زوجه صالحه وليست سيدة محبوبه من حقها تعاتب الحبيب علي قسوته وشحه في مشاعره ، لم
تقل لها امها وقتما اوصتها بالوصايا العشر ليله الزواج ، لم تقل لها ان من حقها
تعاتب زوجها لانه لايحبها ، قالت لها انه ملزم يصرف عليها ويكفيها و" يخلي
باله منها " ويؤدي واجباته الزوجيه وانه لو قصر في اي شيء من تلك الحقوق
سيكون لها ، للام والاب ، معه شأن اخر ، لم تقل لها ان من واجباته ان يحبها ومن
حقها ان تعاتبه لضياع او غياب ذلك الحب ، لذا لم تطالبه بالحب ولم تلومه علي غيابه
وقنعت بكل ما يمنحه لها فقط تمنته يتركها تنام براحتها علي الكنبه الصغيره الدافئه
حتي يعود من سهراته السعيده !!!!
( 7 )
لاتعرف متي تكونت الحمصه
البرتقاليه تحت جلدها !!!!ا
هل في اليوم الذي هددها فيه زوجها
بالهجر عقابا وتأديبا !!!!
هل في اليوم الذي عاد من منزل
صديقته وجسده مزركش بالبقع الزرقاء وقبلات الغرام التي ارسلتها لها غيظا وكيدا
لتقول لها زوجك ينام في حضني ويتركك وحيده يلتهمك الصمت وتقتلك البرودة !!!!ا
هل اليوم الذي وافقت اخيها تتزوج
صديقه الذي تتهافت النساء عليه اعجابا وتيها وهي لاتعرفه !!!
لاتعرف بالضبط ولااحد يعرف !!!!
متي تكونت الحمصه البرتقاليه تحت
جلدها ؟؟
هل في اليوم الذي اعتقلها زوجها
فيه في غرفه التلقيح مصمما علي زرعه بذرته في ارضها دونما اعتبار لمشاعرها او
رغباتها ؟؟
هل في اليوم الذي لفظ رحمها صغيره
وسالت البقع السوداء بين فخذيها سما تتخلص منه روحها العازفه عن رجولته ؟؟
هل في اليوم الذي زركشت قبضته
العنيفه وجهها بالكدمات الزرقاء رسائل كراهيه وحنق !!
لاتعرف ... لكنها تحاول تعرف
وتتذكر ، اي تلك اللحظات الاكثر وجعا التي اثمرت شجره الم تحت جلدها واعصابها !!!
( 8 )
في اليوم الثالث للزواج نهرها
الزوج وهي تتدلل عليه وافهمها انها مجرد زوجه ارتبط بها لينشأ بيت يعيش فيه مستقلا
عن "قرف" اخواته البنات ، وانها الزوجه المناسبه التي ستكوي القمصان
وتحضر الفطار وتتكلم قليلا ويمارس معها واجباته الزوجيه كلما امكنه وان احد الائمه
قال ان الزوج اذا دخل علي زوجته مره واحده ليس لها التذمر من هجره بعد ذلك ابدا
!!! اوضح لها ، ان اخيها " عارف ظروفي كلها واحتياجاته " لم تساله عن
مايعرفه اخيها ولاتعرفه هي وكادت تساله وهل تعرف انت ظروفي واحتياجاتي ، لكنها
اثرت الصمت ، سمعت كلامه عن القمصان والفطار والهجر ولم تغضب ، فقط تتمناه
ياخذها في حضنه وهو يقول لها كل ماقاله ، نعم ، هي تعرف انه لايحبها وانها زوجه
مناسبه وهي مؤدبه جدا لدرجه لن تسمح لها ابدا تتضرر من هجره لو هجرها ، لكن سؤال
بقي معلق في راسها ، لماذا يهددها بالهجر وهما في اليوم الثالث للزواج ؟؟؟
( 9 )
مرعام وهي مازالت علي حالها ،
تبكي مع كل دوره شهريه ولا تشعر بالغثيان ولا الدوار ولا " غممان النفس
" ، في البدايه كانت تبكي وكان يسخر منها ، في البدايه كانت تبكي وتنكر
البكاء عن امها التي تلاحقها بالاسئلة عن سبب الانتظار الطويل و"نفسنا نفرح
بيكم " ، لكن في النهايه ومع اقتراب عام زواجها الاول من نهايته ، انتبه
الزوج ان شيئا ما لم يكتمل في صورة الزواج التي يعرفها ، لم تطالبه باكل الفراوله
ولم تعزف عن رجولته لانها " مش قادره " ولم تمتنع عن دخول المطبخ لان
رائحه الطهي تثير معدتها ، انتبه انها لم تحمل منه حتي الان ، في البدايه قرر الا
يسالها والا يركز في الموضوع ، واعتبر الامر لايخرج عن عدم انتباه منه لمواعيد
تبويضها ، في الشهر اللاحق تابعها وسالها عن بدايه الدوره قبل ميعادها وسال احد
اصدقاءه ممن يسهر معهم عن الوقت الانسب للتلقيح وفي تلك الايام عاد المنزل مبكرا
واخذها فراشه مبكرا وبعثرها مره واثنين وثلاثه ، وبذل معها جهدا كبيرا
و.......تأكد من النتيجه التي ستظهر عليها سريعا ، لكن شيء لم يتغير ، سالت الدماء
الحمراء بين فخذيها وهي نائمه بجواره ورسمت فشله بقعه دم كبيره علي ملاءه السرير ،
يومها تشاجر معها وعايرها بجدبها وانه سيد الرجاله وزينتهم وان العيب فيها وعليها
وعلي امها التي كان يتعين عليها تتابع بنتها و" تنصحها " و" توعيها
" تعمل ايه وتتصرف ازاي علشان " تحبل " زي كل الحريم ...
و........ بقي غاضبا اياما كثيره ، وذات يوم لم يعد للمنزل حتي اليوم
التالي واوضح لها انا نام عند امه التي دعته للعشاء فجأ ليحل مشكله بين اخته وبين
زوجها وانه نام مرهقا فاثرت الا توقظه ، تفهمت عذره وسالته عن المشكله التي بين
الاخت وزوجها وتمنته افلح في حلها ، لم يفهم كلامها لانه كذب عليها ونسي بسرعة
ماقاله ، لم يكن عند امه ، ليلتها بات عن صديقته القديمه التي تطارده بالتليفونات
وتدعوه لمنزلها فرارا من زوجته البارده الدميمه ، في ذلك اليوم وبعدما تشاجر مع
زوجته قرر يعود لصديقته القديمه ، اشتاق لفنونها في غرامه ، علها توقظ فيه مااطفئته
الزوجه الصالحه ، يومها وعد صديقته بالزياره التي تعيد " ايام زمان وحلاوه
زمان " يومها استعاد عنفوانه مع صديقته القديمه وارهق حتي نام ، لم توقظه
سعيده باهماله لزوجته الصالحه ونسيانه لها ، تلك الزوجه الصالحه التي سرقته منها ،
كان يحبها ويتعين عليه يتزوجها ، لكنها " صايعه " كما قال لها وهو لن
يتزوج " صايعه " ، " احبك اه اتجوزك لا " واوضح لها انه
سيتزوج زوجه صالحه تكوي القمصان "اللي انت مابتعرفيش تكويها " وتحضر
الفطار وتنجب الاطفال وتشبه امه وجدته ، يومها قال لها انها " صايعه "
وانها صحيح " بتكيفه وتبسطه " لكن من قال ان الزواج للكيف والسعاده ،
الزواج للقمصان والاطفال !!!!
قضي الليله عند صديقته ونام
ارهاقا ووقتما ايقظته صباحا اتصل بامه يطمئن عليه وتأكد ان زوجته لم تتصل بها فالف
كذبته التي القاها في وجهه وسرعان مانسيها !!!!
( 10 )
في الشهر اللاحق ، احتجزها في غرفه
النوم يومين وليلتين كاملتين ، لن تفلت منه تلك البويضه اللعينه ، سيلقحها بحيوانه
المنوي ويغرس في جوفها طفل يحمل اسمه ويؤكد رجولته ويرفع راياته ، احتجزها وادي
واجباته الزوجيه بكثافه ارهقتها ، في اليوم التالي تفكك جسدها وفرت روحها من قبضته
، فقط بقي جسدها تحته مرهق يئن يتمني الفرار بعيدا عنه ، لم يقبلها ولم يحضنها
وكلما فرغ اعطاها ظهره ونام وشخر شخيرا عاليا لتبقي بجواره تنتظر يقظته ، اوضح لها
منذ اللحظه الاولي انه " نام او صحي " عليها الا تغادر فراشه ، وانه
سيستريح قليلا بين المره والاخري وعليها تنتظره ، الحبه الزرقاء التي اشتراها اتت
مفعولها ، صار جوادا جامحا في فراشه ، بعثرها وبعثرها وصرخ ورفع صوته وصال وجال في
ساحه المعركه ينتظر لحظه الانتصار ، لكن الدماء الحمراء التي سالت وبسرعه بين
فخذيها بعد ايام قليله افقدته صوابه وجن جنونه ، يومها ضربها بعنف وقسوه لانها مثل
الارض البور التي لاتثمر زرعا ولا تنبت ثمرا ، يومها ضربها حتي سالت الدماء من
انفها واسنانها ، صرخ فيها انها فضحته وسط الاصدقاء والاهل ، وانه لن يتحمل جدبها
طويلا ، ضربها وخرج من المنزل وطرق الباب بعنف خلفه ، بقيت فوق الكنبه تبكي ، تسمح
دماءها المالحه وتبكي ، لاتفهم سر غضبه وثورته ، ستحمل غدا او بعد الغد ، العمر
امامهما طويل ، لاتفهم لماذا جن جنونه وضربها ، هي لم تمتنع عنه ولم تهرب من
لياليه الطويله المزعجه وقالت ماطلب منها قوله وفعلت ماامرها تفعله واستعدت نفسيا
لتحمل صغيره الذي سيؤنس وحدتها ويبدد لياليها الطويله ، لكن " ربنا مااذنش
" وكل شيء بميعاد !!!!
شهر خلف شهر وهو يحتجزها في غرفته
وقت التبويض ، يلقي في جوفها بماءه ويغادرها يسب ويلعن ، يذهب لصديقته القديمه
ليمارس معها الحب ، تسعده وتشقيه ، يتمناها زوجته ولايتمناها ، فكر يتزوجها عرفيا
ويمنحها فرصه لتحمل من صلبه ، وقتها سيحول الزواج لزواج رسمي ويكيد الزوجه الصالحه
، لكنها رفضت ، لاارغب في زواج عرفي ولا طفل من صلبك ولست حقل تجارب ولا اداه
انتقام ، يعود لزوجته الصالحه ويبعثرها ويلملمها ويبعثرها وتسيل دماء الدوره
الشهريه ويزداد الضرب والجنون والغياب عن المنزل والنوم فوق الكنبه والوحده !!!!
لاحظت امها ذات يوم اثار الضرب
علي وجهها ، طالبتها تطيع زوجها ولاتدفعه للجنون ، حذرتها انها مسئوله ان دفعته
لضربها " الرك علي الست هي اللي بتجيبه لنفسها " واوصتها تريحه وتهدهده
وتخدمه و" تقيد له صوابعها العشره شمع " ، لم تسالها لماذا ضربها فلم
تحكي لها عن عذابتها الشهريه واحتجازها في غرفه التلقيح كما اسماها الزوج ، لم
تسالها عن الجرم الذي ارتكبته ليضربها ذلك الضرب المبرح ، اعتبرتها مسئوله ،
الزوجه لاتضرب الا اذا دفعت زوجها لضربها فتكون مخطئه لانها افقدته صوابه ، لم تحك
لها عن عذاباتها في عشرته " السودا " لم تقل لها انه لايقبلها ولايحضنها
وانه يعطيها ظهره وقتما يفرغ منها ، لو قالت لها كل هذا مااكترثت الام ، عادي جدا
، كل ماتقوله عادي جدا ، لست عاهره ليدللك كما تتصوري وكما يحدث في الافلام ، انت
زوجه صالحه ، هكذا كانت ستقول لها الام ، لذا لم تقل لها شيئا !!!!
( 11 )
خرجت يوما من المنزل دون اذنه
ومرت علي ابيها في البيت ، كانت امها في السوق ، والبيت فارغ الا ابيها ، دخلت من
الباب لحضنه ، نامت ونامت وكأنها كانت ضاله في الصحراء وعادت لاسرتها ، هدهدها
الاب ولم يفهم سر نومها الطويل الا بكونها لاتنام الليالي ، ابتسم في سره سعيدا
بزوجها الذي يبقيها مستيقظه طيله الليل حتي تنام علي نفسها نهارا ، بقيت في حضن
ابيها النهار كله ، ولم تكترث بكلام امها التي اوشكت تطردها من المنزل لتعود
لمنزلها ، تشاجر معها اخيها لانها " منكده " علي زوجها ، افصح لها انه
لايشكو ولا يتذمر ، لكن حاله غريب لايسر عدو ولا حبيب ، كان الاخ يعرف ان زوج اخته
يتسلل زائرا لصديقته القديمه ، عرف من صديقتها التي يرافقها من خلف ظهر زوجته ، لم
يجروء يفاتحه ، لو فاتحه وساله لماذا يذهب لصديقته ويخون زوجته لعرف هو ايضا انه يخون
زوجته عند صديقه صديقته و....... تبقي الفضيحه بجلاجل !!!!
فقط تشاجر مع اختها وطالبها
بالعوده لمنزلها و" بطلي تنكدي علي جوزك " يتشاجر معها وكأنها زوجته
التي تنكد عليه والتي تزوجها هو ايضا لانها صالحه وتكوي القمصان وتحضر الفطار ،
تكاتفت الام والاخ عليها فطالبها الاب بحنان ان تعود منزلها قبلما يعود زوجها من
عمله ، تحضر طعامه وتتجمل في انتظاره و......... خلي بالك من نفسك !!!
( 12 )
مالذي غرسته ياسعد تحت جلدي !!!
لماذا تزوجتني ، لماذا انا ؟؟
نسوة كثيره يصلحن زوجات صالحات ،
لماذا انا انتقيتني من دونهن لتعذبني !!
تحب عشيقتك ولاتسلي غرامها ،
لماذا لم تتزوجها ، تحترمني ولاتحترمها !!
لماذا لاتحترمها ؟؟ لانها منحتك
جسدها ومشاعرها دون زواج !!
محظوظه هي ، شاهدت منك الوجه
الجميل وتركت لي وجههك الاقبح !!
تمنحها مشاعرك وتكيل لي اللكمات
الزرقاء رسائل كراهيه !!!
لو كنت مكانت لتزوجتها وجاهدت
نفسي لاحترمها ، لم تخطيء وليست عاهره ، لم تبع جسدها لمن يدفع ، منحته لك غراما ،
لو قارنت بينك وبينها لادنتك وبرأت ساحتها ، انت من تزوجت امرأه لاتحبها ومارست
معها جنسا سقيما لايسعدك واعتبرت جسدها اداه تفرغ فيها رغباتك الجسديه ومشاعرك
بعيده لاتمنحها لها ولن تمنحها !!! مثلك كثيرين ياسعد ، يفصلوا بين الحب والزواج ،
ويختاروا للزواج ابشع مافيهم ويمنحوه لزوجاتهم ، انت الزوجه الصالحه المصونه التي
تكوي القمصان وتطهي الطعام وتنجب الاطفال ولااحبك ولن احبك ، سأفي معك بواجباتي
الزوجيه لكني لن امنحك السعاده ومن قال ان بيوت الزوجيه بين الازواج الصالحين
والزوجات الصالحات تحتاج السعاده لتبقي ويستمر !!!
لماذا لم تأخذني في حضنك ياسعد ؟؟
لماذا لاتقبلني !!! لماذا لاتراني ياسعد!!!
انتبهت ، نعم هو لايراها
هي وجه بلا ملامح وجسد بلا مذاق ،
هي وجه لايعرف شكله وجسد يستخدمه ليفرغ طاقاته وينساه !!!!
تنظر للحمصه البرتقاليه وتتوجع ،
غرست سما تحت جلدي ياسعد ، سم ينتشر زعافا في روحي يقتلني ، سما تجمع حمصه
برتقاليه تحت الجلد تؤلم الجسد والروح !!!
هذا اعظم انجازاتك ياسعد ، ليس
طفلا وليس فرحه وليس حياه ، اعظم انجازاتك معي ياسعد ، حمصه برتقاليه تنشر الالم
كالسم في الروح والبدن !!!!
مااعظمك ياسعد ومااعظم انجازاتك !!!!
( 13 )
غدا سيبدأ معسكر الاعتقال الشهري
،غدا سيتحجزها في الغرفه ويبقيها عاريه حتي يفرغ رغبته فيها ، تعرف انه يبتلع
الحبوب الزرقاء وقت التلقيح ، تعرف انه سيمزقها ويبعثرها ويعطيها ظهره ، تعرف انها
ابدا لن تحمل في رحمها صغير منه ، لو احتضنها واحبها وهدهدها وقبلها وحن عليها
ربما منحته عشره اطفال ، لكنه لن يفعل ولن تفعل ، عادت للمنزل لاتكترث بالمشاجره
التي تنتظرها ، فلو لم يتشاجر معها اليوم سيتشاجر معها غدا ، ليس مهم السبب الذي
سيتشاجر من اجله المهم انه سيتشاجر معها ويضربها ، بل بدأ يضربها قبلما يضاجعها
وبعدما يضاجعها ، يصرخ فيها انها بارده وانها سدت نفسه وانه يحارب نفسه كي يلمسها
وانه لن يكف عنها الا وقتما " تحبل " وانه بعدها سيتركها وشأنها وينصرف
لحياته وكان يقصد مزاجه ، دخلت للمنزل وجدته ينتظرها علي الكنبه الصغيره وعينيه
تطق شرار ، لطمها علي وجهها فوقعت علي الارض ، لم تدافع عن نفسها ولم تصرخ ،
الغريبه هذه المرة انها ايضا لم تبكي ، لملمت نفسها ودخلت حجرتها ، طاردها ضربا
لانها " صايعه " وبتخرج من غير اذنه ولم تمنح طفل وفضحته في كل حته ، لم
ترد عليه ، تذكرت حضن ابيها وتمنت لو ماتت فيه الان بالذات ، تذكرت قطتها المشمشيه
التي طالما طاردتها الخادمه بعصا المشقه ، تذكرت القطه وقتما تهرع اليها وتدخل في
حضنها فتتصدي هي للخادمه المجنونه وتمنعها تضرب القطه ، توحدت في تلك اللحظه مع
قطتها المشمشيه ، احست ذراعه عصا المقشه وصراخه نفس هستيريا الخادمه المجنونه ،
تمنت لو تبحث لنفسها وللقطه عن حن دافء يحميهما من الضرب المجنون والجنون العاصف ،
كادت تصدر مواء باكي كمثل القطه ، كادت تنهش وجه باظافرها مثل قطتها المشمشيه وقتما
نهشت وجه الخادمه ومزقته بمخالبها ، كادت تنهش وجهه وتمزقه لكنها تذكرت انها ليست
القطه المشمشيه وهو ليس الخادمه ، هي الزوجه الصالحه وهو الزوج المناسب وهذا وقت
التلقيح !!!!
( 14 )
و.............. سألها عن دورتها
الشهريه فاجباته بتأخرها ، صفق بيديه فرحا وارسل لها قبله في الهواء سقطت فوق
الكدمه الزرقاء المتضخمه التي تخبيء عينيها اليمين تحتها ، تلك الكدمه التي احدثها
في وجهها بقبضته الغاضبه بعدما بكت وتوسلت اليه يرحمها من رجولته ومن الحبوب
الزرقاء !!!!!!! يومها ضربها بقبضه يده في عينها فشاهدت النجوم في عز الضهر
والحبوب الزرقاء ترتسم علي وجهها كدمات ودوائر زرقاء متضخمه بالاورده المنهكه
تخبيء عينها اليمين ونصف وجهها تحتها !!!
اتصل بامه واخبرها ان زوجته اخيرا
عادت انثي وحملت في رحمها وليده المرتقب !!!! اتصل بامها واخبرها ان ابنتها اخيرا
حملت وانه كان يتمني لو اهتمت بها وتابعت حالتها الصحيه بدل الارهاق الرهيب الذي
الم به وهو يعالجها لتعيش الانوثه مثل كل الاناث بشر وقطط وكلاب !!!!! تمنت لو
تذهب لابيها تنام في حضنه وتاخذ قطتها المشمشيه في حضنها ، لكن وجهها الوارم
والجلد الازرق المتضخم اعتقلها في المنزل ، لمست بطنها باصابعها وكأنها تسالها ،
هل تحملي جنينه وامومتي ؟؟؟
كل يوم يسألها وكل يوم تفصح له ان
الدوره لم تزورها ، كل يوم يزداد زهوا وفخرا وسعاده ، اشتري هديه لصديقته القديمه
ومنحها حبه وغرامه احتفالا بوليده القادم ، و.............. بدأت الحمل المنتظر !!!!
( 15 )
استيقظت من نومها يوما علي صراخه
، قمصانه علي حبل الغسيل ، والعيش مجمد في الفريزر وهي نائمه لاتدري بواجباتها ،
تعاني دوار وغثيان وارهاق منعها من الاستيقاظ مبكرا قبله مثل كل يوم ، اعتذرت وهي
تهرول ، القت بجسدها علي سور الشرفه لتحضر القميص ، مادت بها الدنيا ، وانتفض من
مكانه وقفز يجري صوبها وهو يصرخ غاضبا ، يا مهمله ، موتي ابني ، جري ايه جري ايه
و............ واستيقظت في فراشها والدماء الساخنه تنهمر من جوفها للملاءة البيضاء
، خافت صرخت ،.................. كلام كثير لاتسمعه لكن الجدران تلف بها وتلف وارض
الغرفه تعلوها وسقف الغرفه يهبط اسفلها وصوت صراخه يعزف موسيقي تصويريه قبيحه
للدوامه التي تقتلعها من الارض وتلقيها فوقها لتقتلعها ثانيه
و.................... رائحه الخدر تتسلل لانفها والجدران تزداد شحوبا وبياضا
و..................... تفيق في المستشفي والطبيب يبتسم في وجهها ابتسامه بارده
مصطنعه ويواسيها لانها فقدت جنينها و" خيرها في غيرها " و..............
لم تجد زوجها بجوارها ، فقط ابيها الطيب يبكي وتصورت انها تري قطتها المشمشيه تلعق
باطن قدميها وكأنها تواسيها بحق وبمنتهي الاخلاص ....يومين مرا عليها ملقاه علي
فراش المستشفي الخاصه التي دفع زوجها تكاليف اقامتها فيها حانقا عليها لانها اهملت
في نفسها وقتلت ابنه ، في اليوم الثالث اصطحبها لمنزل امها لتستعيد عافيتها وتركها
وذهب لصديقته القديمه ، بكي في حضنها غاضبا من البليده التي تزوجها ، لا جنس
يبسطها ولا عيل تشكر ربنا علي نعمته ولاقمصان بتكويها وبينزل من البيت علي لحم
بطنه ، يبكي مشفقا علي نفسه وصديقته تربت علي كتفه بمنتهي البرود ، تتمني تصفعه
قلمين وتطرده من حضنها ومنزلها ، لكنها تحبه ، هدأ البكاء وبدأت وصله الغزل بينها
، حب وغرام انتهي ببكاءه من شده السعاده وهمس لصديقته ، ياريتني كنت اتجوزتك انتي
، ضحكت ، الحمد لله انك اتجوزتها هي !!!!
عادت لمنزل زوجها ، كسيره النفس
والروح ، عازفه عنه ، ربما تكرهه ، مازالت بقايا ابنها الذي مات تتساقط بين فخذيها
قطرات سوداء ، تلومه ، انت السبب ، يلومها انت السبب ، والبرود يزيد والكراهيه
تزيد والبعد يزيد و............... مازالت تكوي القمصان ومازال يفرغ رجولته
ورغباته مع صديقته الصايعه التي يحبها ولم يتزوجها لانه تزوج المحترمه التي لم
يحبها!!!
( 16 )
استيقظت في نصف الليل فوق الكنبه
الصغيره والم حاد في ذراعها ، تصورت انها نامت فوقه فخدرت عضلاته ، لكنه ذراعها
الاخرالملقي صوب الارض ، تصورت الدماء تجمدت فيه وهي نائمه فوجعها ، لكن الدماء
تجري في عروقها وهي تحرك اصابعها و ساعدها ، من اين يأتي الالم ؟؟؟؟؟ سؤال سالته
لنفسها وهي تفتش في ذراعها ، حمصه صغيره تسكن تحت جلدها فوق كف يدها الشمال ، لم
تراها من قبل ، ربما هي اثر " الكانيولا " التي كانت مغروسه في وريدها
تمدها بالدواء والحياه ، لكن تلك الحمصه بعيده عن مكان الحقنه ، حمصه صغيره
برتقاليه صفراء ، كان حمصه تسللت فعلا من " مقله اللب " لتحت جلدها
وزرعت نفسها بين اللحم والجلد المنهك !!!! لمستها فصرخت ، هي مصدر الالم ومبعثه ،
احست وجعا كهربائيا اطاح باعصاب جسدها ، تلك الحمصه مصدر الالم ، لم تري
مثلها من قبل ، لاتعرف العلاج المناسب لاوجاعها ، اخذت حبتين مسكنتين ، ونامت ، بل
تمنت النوم ، لم تنم والالم يسري كهرباء مريره في جسدها من تلك الحمصه الصغيره
!!!! تسلل الدواء المسكن لاعصابها قطره قطره وتسلل الخدر لجسدها وناااااااامت !!!
استيقظت في الصبح وهي مكانها ،
زوجها بات عن امه كالعاده وربما في اي مكان اخر ، لايهمها ، وانتبهت للالم مازال
كامنا في اطراف اعصابها داخل الحمصة الغريبه التي نبتت تحت جلدها فجأ وبلا اي مبرر ....
عاد زوجها من عمله ، وجدها فوق
الكنبه شعثه الشعر بملابس البيت وعلي وجهها ملامح وجع لم يفهم مبرره ، انت موجوعه
، اه ، ليه ، مش عارفه ، السقط السبب ، لا ، امال ايه ، معرفش ، خلاص ماتركزيش ،
شويه والوجع حيروح !!!
نادها نصف عاري فوق فراشه ،
الدماء السوداء مازالت تسيل من جوفها ، الالم يعتصر اعصابها ، شرحت له انها لاتصلح
للواجبات الزوجيه ، نهرها لانها " جاموسه مابتفهمش " خلع ملابسها ومارس
عبثه فوق كل جسدها ، " المرة تعرف تتصرف لكن انت مش مره " نعم لست كما
تبغي ، ليتك تتركني في حالي ، همست لروحها فانتشرت الكهرباء في كل جسدها ليرتعش
الما وهو يتبعثر بين ذراعيه ، احسها ستموت بين يديه ، ايه مالك ، لم تقوي ترد عليه
، الالم اخرسها ، القاها من فوقه وارتدي ملابسه حانقا علي حظه الاسوده و"
جوازته السوده " و...................... نام فوق الكنبه في الصاله وترك لها
فراشها خاويا مزركشا بقطرات دماءها التي سالت وهو يعبث بها ومعها !!!!
( 17 )
الالم في جسدها كهرباء ، الحمصه
البرتقاليه تحت جلدها تولد كهرباء فولت عالي وكأن توربينات السد العالي تضرب في
جسدها النحيل ، في فراشها تبكي ، الدواء المسكن لم يأتي اثره ، والكهرباء تزحف من
الحمصه البرتقاليه لشبكه اعصابها لجسدها لروحها ، تبكي وتبكي وتبكي
و............... يرتفع شخير الزوج النائم في الصاله فوق صوت نحيبها العالي ويطول
الليل ويطول وعيونها تحدق في الظلام من خلف غلالات الدموع وهي ترتعش وترتعش وترتعش !!!!
عزفت عنه ليله واثنين واسبوع
واثنين ، وانفجر غضبه ، يسبها ويلعنها ويعايرها ببرودها ونقص انوثتها التي تدفعه
لخيانتها ، اعترف بخيانتها ، ووقتما اعترف خلع برقع الحياء ، يشرح لها صولاته
وجولاته ، يعايرها بسعادته مع الاخري وتعاسته معها ، وقتما اعترف بخيانتها تكبر
وتجبر ، اعترف لها انه لم يحبها ابدا ، وانها ابدا لم ترضيه ، ولم تمنحه صغير من
صلبه ولم ترسم ابتسامه في قلبه ، اعترف واعترف وفي النهايه جذبها لجذعه العاري
ومارس معها واجبه الزوجي بقسوه وكأنه يتحداها ، لااسعد معك ولااسعدك لكني زوجتي
وحقي !!!
والالم مازال يسري في اعصابها
كهرباء ، الحمصه البرتقاليه تتوهج الما تحت جلدها ، غضبه يزيد المها وكأنه هو
حبيبات القيح والكهرباء التي تملأ الحمصه البرتقاليه بوجعها ، يسالها بغير اكتراث
عما بها ، تشير له علي الحمصه البرتقاليه وتحكي له قصتها فلايسمعها ، يقبض علي
ذراعها ويكاد يدهس الحمصه بين اصبعيه " تلاقيه كيس دهني ويومين ويصرف "
لايصدق ان تلك الحمصه البرتقاليه هي مبعث وجعها والمها ونفورها منه ، صوته يتردد
في اذنها ، خونتك وحاخونك لكن انت مراتي ولازم تطيعيني والا انت حره ، سخرت منه ،
ليست حره ، تتمني حريتها لتهرب منه ، لكنها اعجز من هجره والعوده لبيت ابيها ،
اعجز من هجره ، لم تسال نفسها ابدا لماذا ، لاطفل يربطهما ولا مشاعر وهو ندل
يخونها ويضربها ، لماذا لاتهجره ؟؟؟
تشعر اصبعيه المقتربتين من حمصة
الالم ديناصورين سينشها في اعصابها ، تقفز بعيدا عنه بقوه لاتعرف مصدرها ، يصرخ
فيها حاشوف بس ، لكنها لاتقترب منه ، سيكتفها بذراعيه القويتين ويقتلها ، نعم ،
وقتما يلمس حمصه الالم سيقتلها ، ربما يرغب حقا في قتلها ، تبعد عنه وهي تصرخ ،
يناديها وهو يصرخ و............... خلاص خلاص ، حاوديكي لدكتور بكره ويتركها في
فراشها معاقبة بالهجر وينام فوق الكنبه الصغيره في الصاله !!!
( 18)
يحدق الطبيب في الحمصه البرتقاليه
ويتحسسها برفق شديد ويهز راسه استغرابا ، عمري ماشفت حاجه كده !!!! هو الدكتور
العاشر الذي تذهب اليه بحثا عن سر الحمصه البرتقاليه ، جميعهم لايعرفوا ماهيتها ،
بعضهم اعطاها بعض الادويه المسكنه مواراه لفشله في تشخيص حالتها ، البعض اعتذر
لانه لم يري في تاريخه المهني مثل بؤره الالم التي تقتلها كل يوم الف مره ، نصحها
احدهم بالذهاب لطبيب نفسي ، سخر منها زوجها ومن الطبيب ، كمان حتطلع مجنونه ،
اشاحت له بيديها وكأنها تقول انها لن تسمع نصيحته ولن تذهب لطبيب نفسي ، فماتعانيه
الم في ذراعها ونفسيتها بخير وعقلها ايضا !!!!
تمني نفسها ان تستيقظ يوما فتجد
الحمصه البرتقاليه والمها تلاشوا من ذراعها ، لكن الامنيه بعيده لاتتحقق والحمصه
البرتقاليه مازالت تحت جلدها تنشر الالم في جسدها وروحها كل لحظه الف مرة !!!
زوجها بعيد عنها ، يمارس رجولته
مع صديقته القديمه ، بعيد عنها فحين ينظر لها بعينيه نظرة واحده وكأنه يدعوها
لفراشه ، ينفجر الالم في جسدها وتستيقظ بؤرة الالم وتعصف بها ، مره والثانيه وفي
الثالثه عزف عنها ، لايحبها ولاتقدر واجباته الزوجيه ولا تسعده وتتألم وتصرخ حين
يقترب منها مابال لو بعثرها مثلما كان يفعل ، هي ليست امرأة احلامه ، بل هي ليست
امرأة اساسا ، تكوي قمصانه نعم ، تعد طعامه نعم ، لكن جسدها لايصلح مرتعا لرجولته
ولا تفهم معني رغباته ولاتشبعها ، ليس امامي الا العاشقه التي تتمني مني الرضا ارضي
، هكذا يقول لنفسه ويبرر لنفسه خيانتها ...
لايعود للمنزل بعد عمله ، تجلس
علي الكنبه الصغيره في الصاله ، تتكور داخلها وكأنها حضن ابيها ، تشعر بالونس
والهدوء والسكينه والراحه وهو بعيد عنها ، تفتح التلفزيون وتشاهد افلامه وتسترخي
مع رومنسيات الدراما التي تعوضها عن جفاف حياتها الزوجيه وقسوتها ، و........ يسكن
الالم واحيانا تتصوره تلاشي!!!! وتنام في حضن نفسها علي الكنبه ، وحين يعود
يوقظها ، الحق لايوقظها ، خطواته علي سلم البيت توقظها ، لا توقظها ، بل توقظ
الالم الكامن في الحمصه البرتقاليه فتتكهرب وتنتفض من راحتها تعرف ان الزوج
المناسب قد عاد وعليها تبتسم في وجهه ، تبتسم من شده الالم وتتعثر في خطواتها
وتتبعه لغرفه النوم ، ينظر لوجهها وملامحها الغريبه وشعرها الاشعث ويلوم نفسه لانه
عاد بعد لحظات السعاده لتلك الزوجة التي كانت مناسبه ولم تعد !!! يصرخ فيها غاضبا
، خليكي مكانك ويلقي بدنه علي الفراش غاضبا وينام يحلم بعشيقته وتنام علي الكنبه
تحلم بحضن ابيها وقطتها المشمشيه وتدعو ربها يسكن الم الحمصه البرتقاليه وتنام وهي
تتمتم بالادعيه ودموعها تنهمر يأسا من كل ماتعيشه !!!
( 19 )
جمعت ملابسها في حقيبه صغيرة ....
وقررت ان وقت الرحيل قد حان !!!
دارت في غرف المنزل الذي عاشت فيه
ولم تعش وكرهته وصاحبه وودعت كل اشياءها التي لن تكلف نفسها تاخذها معها ، هي
بقايا مرحله كريهه لاتحبها وستنساها ،
وقفت امامه وهمست بقوة ، عايزه
اتطلق !!!!
لم يصدق مايسمعه ، تمني يصرخ فيها
لكن المفاجأة اعجزته !!!
انا حارجع عند بابا ولما تطلقني
ابعت لي الورقه !!!
وتحركت بحقيبتها خطوه واثنين صوب
الباب ثم وقفت ونظرت له بتحدي ، علي فكره طلقتني ماطلقتنيش ماعدش يفرق معايا ، انا
خلاص بقيت حرة
!!!!
مصدوما مدهوشا لايعي مايسمعه ، من
هذه السيده التي تقف امامه بهذا التحدي !!! من هذه السيدة التي لايعرفها ، طبعا
ليست الزوجه الصالحه التي تزوجها لتكوي القمصان ، وليست السيدة قليله الحيله التي
كان يبعثرها في فراشه ويخونها ويهينها وهي صامته خرساء ، من هذه السيدة التي تقف
امامه وعيونها " تطق " شرار ....
ابتسمت ساخره ، وانت كمان حر ،
تروح لصاحبتك تبات عند مامتك تحل مشاكل اختك ، اللي انت عايزه اعمله !!!!
مازال مخروسا عاجزا عن النطق
لايصدق مايسمعه من تلك السيدة !!!
انا حر اساسا ، انت مين انت علشان
تقولي لي انا حر ولا لا .... هذا مايتمني يقوله وهو يصرخ في وجهها ، لكن احباله
الصوتيه تكلست وصوت اختنق في حنجرته ومعدته تتقلص !!!
سيقوم ويكسرها ، سيضربها ويترك
قبضاته الزرقاء تحيه الوداع علي وجهها مثلما اعتاد يفعل ، لكنه شل ، نعم شل ، خدر
سري في جسده اقعده عاجزا اخرس ابله لايقوي علي الرد عليها ومنحها اخر كلماته واخر
لكماته واخر كراهيته وهي تغادره !!!
يسمع صوت خطواتها صوب باب المنزل
هذه ليست خطواتها ، كانت تسير
وكانها تطير من علي الارض ، لايسمع صوت حركتها علي الارض ، متلاشيه وكأنها شبح
لايترك اثر علي الارض ، لكنها الان تسير بخطوات قويه واثقه صوب الباب ، هذه
الخطوات لسيدة لايعرفها ، سيده قويه تعرف لاي تتجه ، سيده اخذت قرارات وتنفذها ،
خطوه اثنين عشره و......... صوت قوي هز جدران المنزل وارعده ، غادرت المنزل واغلقت
الباب خلفها بقوه وكأنها تكسره ، و.......... مازال مكانه لايصدق ماسمعه ومارآه !!!
وصرخ ..................... في
ستين داهية
!!!
وتمني لو قبض علي عنقها وكسره ،
تمني لو قتلها وهو يسأله ، انت مين انت علشان تقولي انا حرة وانا ماشيه
و.........ابتسم ، يري نفسه يجري خلفها علي السلم ، يمسكها من شعرها ، يضربها ستين
قلم علي خد واحد ، يضربها بحذاءه في بطنها ، يسبها ويلعنها ، يابارده ياعاقر ياللي
مش ست ياللي مامنكيش فايده ، في ستين داهيه لا في ستوميت داهيه ، هكذا تمني ويتمني
لكنه اخرس مكانه و..................... سؤال صغير يتسلل لعقله " ايه اللي
غيرها كده " ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
( 20 )
تساقط القيح من الحمصه البرتقالية
، تساقط وجوه تعرفها افسدت حياتها ، سعد ، الذي تزوجته وتطلب الطلاق منه ولم
يحتضنها ، لم يتحتويها لم يسعدها ، مزق انوثتها بفحولته الرعناء ، مزق مشاعرها
ببلادته ، اعتبرها نصيبه في ميراث ابيه شيء لااحساس لديه ولاكرامه ، من انت لترفضي
رجولتي ويلفظ رحمك الاسود صغيري ، من انت لتنكسي رايات نصري ، القيح يتساقط من
الحمصه البرتقالية نقط سوداء ، هذه عذابات سعد ، من ليله فرحها التي لم يسعدها
فيها ، من رجولته التي اعتاد يكسر بها عظامها ويزرق وجهها بكدماته ، هذه النقاط
السوداء عذاباتها وقت سخر منها ومن مشاعرها وخانها واهانها ، كل سم نشره تحت جلدها
تجمع في تلك الحمصه البرتقالية ، املتئت بالسم ووقتما فاض انتشرت كهرباء الالم في
جسدها ، عجز الاطباء والحكماء والدجالين عن شفاءها ، فقط السيده التي ظهرت في
التلفزيون افادتها ، السيده العجوز بشعرها الابيض وحكمه السنين تقطر من كلماتها ،
قالت ، كل واحد يحدد مشكلته ويشخصها علشان يعرف يحلها ، لن يعرف مشكلتها ولن
يشخصها الاطباء ، وكيف يعرفوا ان الالم الذي ينتشر في جسدها مبعثه الروح وكيف
يفهموا ان الروح عليله اسيره سعد وقسوته وغباءه وبلادته ، هي فقط التي تعرف ، اما
هم لن يعرفوا وسيظلوا عاجزين عن علاجها ، فهمت كلام السيده العجوز وقررت تواجه
نفسها ، متي بدأ الالم ، في اي ليله سوداء انتشر في روحها !!! قطرات سوداء من
القيح تسقط من الحمصه البرتقاليه التي امتلئت بالسم ، يسقط سعد وقسوته وعذاباته من
جرحها المفتوح قيحا اسود!!
ومازالت تنقب في الحمصه
البرتقاليه ودماءها تسيل وصراخها اعلي والارض تميد بها وتميد !!!
انها رحله العذاب الاخيره ، بعدما
تطهر بدنها وروحها من سعد وكل ماافسد حياتها ، سيصمت الالم للابد وتبدأ حياتها
عفيه بلا اوجاع !!! رحله العذاب الاخيره مهما طالت و.............مازالت تحفر في
الحمصه البرتقاليه وتتوجع وتصرخ وتسيل دماءها والقيح الاسود كريها مثل كل الايام
التي عاشتها
!!!!
( 21 )
ايوه طلبت الطلاق ، هكذا صرخت في
وجه اخيها الغاضب ...
صرخت وصممت ، صاحبك بوظ حياتي زي
ماانت بوظت حياة مراتك ، احمد ربنا انها لسه صابره عليك ومستحملاك ، انا خلاص
معنتش قادره استحمل ، ودي حياتي انا وانت مالكش دعوه بيها خالص !!!!
كادت امها تصرخ فيها بل كادت
تلطمها علي وجهها ، لكن النظره الموحشه المخيفه التي انبعثت اشعتها من عينيها
شلتها اخرستها ابقتها مكانها عاجزه عن الحركه !!!
الحمصه البرتقاليه تشع الما
وصراعها مع اخيها وامها مهما كان المه لن يزيد بل لن يصل لمستوي الالم الذي تعايشت
معه وادمنته
!!!!
هرعت لحضن ابيها ونامت ، ترتعش
وتبكي احجار مشحوذه ، نامت وهي تئن ، ربت علي ذراعها وتجرأ واقترب من حمصتها
البرتقاليه ، احست بلمساته ، خافت من الالم ثم سكنت لاصابعه ، لن يزيد المها مهما
حدث ، فالالم وصل قمته ولن يتجاوزها ، سكنت في حضن ابيها ونامت ، سالها هامسا ،
فعلا عايزه تتطلقي ، هزت راسها في حضنه وهمست ، عايزه اعيش يابابا وخلاص تعبت من
كتر الموت !!!! انتفض حزينا من ذلك الرجل الذي لم يمنح زهره حياته وقره عينه الا
الموت ، براحتك ياحبيبتي ، تمنت تشعر بالراحه ، تطلق من سعد وتشعر بالراحه ، ستدفع
ثمن هذه الراحه مهما غلي ثمنها ، حتي لو لزم الامر تقطع ذراعها الذي احتار في المه
الاطباء واختمرت الفكره في راسها ، ستأتي بمشرط وتمزق بؤره الالم ، اما تموت واما
ترتاح ، احيانا لايكون امام الانسان الا منتهي الالم ليتخلص من الالم الذي يعيشه ،
وصدق من قال ، لايفل الحديد الا الحديد !!!
وقررت ، ستمزق الحمصه البرتقاليه
مهما كان الثمن والالم !!!!
ونامت نوما عميقا في حضن ابيها
وهي تشعر بالامان ، الان الامان والطمأنينه وغدا الراحه !!!!
( 22 )
احكمت باب الغرفه عليها ، اغلقت
الشبابيك واطفئت المصابيح الا مصباح صغير يلقي بضوءه الشاحب علي ذراعها وحمصته
البرتقالية ..
اخرجت مشرطا مشحوذا وقررت بمنتهي
الجراءة تمزق ذراعها ، تدفن سن المشرط في الحمصه البرتقاليه وليحدث مايحدث !!!
وصرخت وصرخت وصرخت
و............................ تمنت لو تستيقظ من النوم !!!!
( 23 )
قطرات سوداء لزجه تتساقط من
الحمصه البرتقاليه ، وجوه تعرفها ، وجوه افسدت حياتها ببلادتها ، هاهو اخيها
يتساقط من ذراعها قطرات سوداء لزجه مثل ابتسامته الكئيبه ، مالك قاسي وبليد مثلما
انت ؟؟ طغي عليها لان الاخ الذكر وهي الاخت الانثي ، سلط عليها قسوه العادات
والتقاليد ، عاش عابثا وقيد روحها خلف باب منزلهم ، استخدم امها ومخاوفها من اللوم
الذي قد يلقي علي راسها لو لم تفلح في تربيه ابنتها ، استخدمها لتقييد حريتها
وروحها ، عاشت تسمع عباره كريه طيله حياتها ، ده اخوكي ، وكأن هذه ميزه فيه وعيب
فيها ، اخوكي ، مالذي يقولوه من تلك الكلمه المختصره ، اخوكي يعني تسمعي كلامه
وتخضعي له وتتحمليه وتخدميه ، هو اخوكي الولد وانت اخته البنت !!!! وماذا بعد ؟؟
نعم هو ذكر وانا انثي ، ليست ميزه فيه وليست عيب في ، رجولته كانت تفترض منه
حمايتي وليس الاساءه الي ، اصلاح حياتي وليس افسادها ، عابث لدرجه يخاف معها من
عبث الاخرين مع اخته ،مثلما اعتاد يكذب علي الفتيات ويبثهن مشاعره الكاذبه يخاف
علي اخته من رفاقه العابثين ، مثلما تزوج بسيده لايحبها لانها تجيد كي القمصان ،
رشح لها رجل يبحث هو الاخر عن من تجيد كي القمصان !!! اخيها الذكر افسد حياتها
باوامره ونواهيه ، وافسدها وقت رشح لها صديقه ليتزوجها وافسدها وقتما نهرها لتعود
لمنزل زوجيتها مره واثنين بعدما قررت الرحيل ، افسدها وقتما خدعها واخبيء عيوبه
صديقه الزوج المترشح للزواج منها ، كان عليه يخبرها انه يحب عشيقته وانه لن يقطع
علاقته بها وانه يعطيها الوجه الجميل ويستبقي لها الوجه القبيح !!! ومازالت
القطرات السوداء اللزجه بكل السم المنتشر في شراينها تتساقط من الحمصه البرتقالية
، وجه اخيها يسقط من الحمصه البرتقاليه وروحها تتحرر من القيود قليلا قليلا ، سعد
رحل من جسدها وروحها وهاهو اخيها يسقط قطرات سوداء بكل العبث الذي افسد به حياتها
و............ مازالت تصرخ وتصرخ !!!!
( 24 )
جلست علي دكه حجريه علي شاطيء
النيل !!!
تحدق في الماء الاسود وكأنها تنقب
فيه عن اوجاعها !!!
الماء يجري من الشط للشط وكأن
حياتها تتارجح بين الايام التعيسه والايام السعيده !!!
الماء يجري وبصرها معه وروحها
تعلو امواجه الصغيره وتتهادي فوق سطح الماء !!!
هل تلمح فراشه بيضاء تتبسم فوق
قمه الموجيه الصغيره التي رطمت الشط !!!
نعم هي فراشه بيضاء حرة تتهادي
علي سطح الماء
..
تحدق فيها وكأنها تعرفها !!!
تبتسم وتتمناها تحلق فوق جرحها
المفتوح وتنثر عليه من بهجه حريتها مايساعده علي التعافي والشفاء السريع
لكن الفراشه البيضاء تتأرجح في
السطح الفضي للماء وتلهو ، حره سعيده ، لن ترتق جروحا ولن تداوي اوجاع ، فقط
تتارجح فوق سطح الماء الفضي بمرح وبهجه !!!!
تنتبه ساره لوخزات الالم التي
تداهم ذراعها كل حين ، تبتسم ، هذا ليس الم ، هذا الوجع مقدمات للشفاء الاخير
مازال الجرح يؤلمها واللحم لم
يلتئم بعد والجلد لم يتواصل ومازالت الاورده الصغيره والشعيرات الدمويه ممزقه ،
مازال ذراعها مربوط بشاش ابيض يفصح عن جرح عميق !!!
لكن الجرح لم يكن في ذراعها ، بل
كان في روحها في قلبها في وجودها في حياتها !!!!
تشعر امتنانا وقوة
افلحت بعد معركه مؤلمه من استئصال
الحمصه البرتقاليه من ذراعها !!!
بقيت ايام مفتوحه تنز قيحا وسم
ووجوه افسدت حياتها ونشرت الكهرباء في شبكه اعصابها !!
تكالبت عليها الذكريات الموجعه ،
تعيشها وتتوجع منها وتبكي وتصرخ وفي النهايه تتساقط الذكريات واصحابها من الجرح المفتوح
قطرات سوداء !!! ايام تمزق في بدنها وتشفي روحها العليله ، ايام تسقط الوجوه من
الحمصه البرتقاليه وتتوجع و.................. في النهايه خرج من الجرح المفتوح
فراشه بيضاء حلقت في سقف الحجره ثم خرجت مسرعه من الشباك !!!
اخيرا صارت حره وطليقه وروحها
عادت للسماء تحلق في رحابها الكبير !!!
ومازالت الفراشه البيضاء تتهادي
فوق السطح الفضي للنيل ، تضرب باجنحتها الصغيره في الماء وتلوح بها لوجه الشمس
وتبتسم وتطير حره وتطير .................حرة !!!!
هناك 16 تعليقًا:
لست عاهره ليدللك كما تتصوري وكما يحدث في الافلام
للاسف كلمات تقتل بيها الكثير من الامهات بناتها فى منطتنا العربية
مش عارفة اعلق يااميرة فى الحقيقة اول مرة مش عارفة اكتب اى تعليق
كمية وجع رهيبة تعانى منها الكثيرات منهن من تنجو بنفسها ومنهن من لا تستطيع وتألف العذاب وتستعذبه
عادات وتقاليد غبية وتمييز بين الولد والبنت وامراض اجتماعية وتفسيرات ماانزل الله بها من سلطان
الحكايةدى باشوفها كتير حقيقية يمكن فيها الراجل مش بيخون انما الست مش على باله اهم حاجة الزوجة الصالحة المؤدبة اللى مابتقولش لا وتكوى القمصان وتمسح الجزم
FROM:
rafat william
TO:
اميرة بهي الدين
M 2012 3:43 PM
ما هذا الذى فعلت ....يا ايتها الراوية القاسية ...لقد جعلت مشرطا ..يمزق كل جلود الرجال السوياء من اجل أمرأة افترسها رجل ...اهمل زهرته البرية ومارس عليها ذكورته الشرقية قردا ىخر فى القبيلة لا يرى النساء إلا اناث ...يلقهن وينتظر ولادتهن ليشعر بذكورته ...أما باقى القبلة أما الحب الذى كان يصرخ ملتاعا محتاجا وحيدا فى اعماقها ..استخرج من مشاعرها ورما اصفر يتكور ويتحدد بالألم على زراعها ليذكرها بقيد العبيد الذى ..وضعت فيه نفسها ..بارادة منكسرة التدوينة حارقة من شمس الصيف فى الأعماق ....ولكن هى حياة المرأة الشرقية عطش .....عطش .....وعطش بلا إرتواء ...ولا تعليل لهذا ....الحرمان من واجب الأرتواء ...
...دكتور / رافت وليم
Dr.RAFAT
رائعه كعادتك اميره تتميزين بالتحليل العميق للشخصيات ولكن معظمها تتحثين فى رواياتك بضمير الغائب لماذا لاتكون احيانا بضميرالمتكلم وملحوظه ثانيه لماذا لاتعلقين على المشاركات ولكنى بجد اسمتعت بها فعلا لكى منى كل تحيه
ريحانه ، للاسف حاجات كتيره بتقتل في المنطقه العربيه ، الستات والرجاله ، بطل حدوتتنا بدأ حكايته وهي تحمل مقومات انهيارها وفسادها وفساد حياته ، النسق القيمي والعادات والتقاليد كل هذا يفسد حياه البشر لايمنحهم السعاده بل الشقاء والتعاسه ، للاسف
مها ، يسعدني انك مش عارفه تعلقي ، لان ده معناه ان الحدوته اثرت فيك وصدمتك وهذا ماكنت اتمناه
انتظر تعليقك لما الصدمه تهون :))))
رافت ، للاسف حياه المرأه الشرقيه عطش بلا ارتواء !!! واكم من حواديت كتبت تصف هذا الجدب واكم من حواديت ستكتب !!
ليست الراويه هي القاسيه ،بل الحياه هي الاكثر قسوة !!!
تأملات رجل عجوز !!!
كيف تكتب الحدوته بضمير الغائب او الحاضر ، هذا مايكتبه ابطال الحدوته ، لااتدخل في طريقتهم للسرد والحكي !!!
شكرا لمرورك وقراءتك ومواظبتك علي المدونه وحواديتها :))))
مش عارفه اقول ايه لأن أى كلام يتقال بعد الابداع ده هيكون ابتذال ..... سلمتى و سلم مشرطك الجراحى الرائع الذى تشرحين به عيوب المجتمع
لم تكن ضعيفه ولكنها كانت مستسلمه لكل شئ وعندما اجهدتها الروح وتقيحت انتفضت للدفاع عن ماتبقى منها قررت ان تتحرر
هى ليست مجرد انثى
هو لا يراها الا انثى يحتاج اليها للحظات ولا يهتم كثيرا بروحها خارج الفراش
انه مشرط جراح اخذته لتفتح كل الجراح اتنظفها وتبدأ من جديد فهى لم تكتفى بكونها انثى فقط وحين كانت مجرد انثى رفضت روحها احتضان جنين
زوجه صالحه تكوي القمصان وتحضر الفطار وتتجمل وقتما يعطيها الاشاره المفهومه ان رجولته قامت عليه وانه يرغب في اداء واجباته الزوجيه ، تتجمل وتسلمه جسدها ليمزقه وهي غائبه الفكر تسال نفسها لماذا لا يحتضنها برقه وحنان.
تدهشني أمكانات اللغة في الاختزال والتفصيل .. أكاد أجد أن الفقرة السابقة أمسكت بالقماشة التي تخيرتها لتنسجي على أساسها تحفتك "المطرزة بعناية"
أفكر في القراءة التأويلية .. قراءة المنظور الرمزي لأرى الحمصة الصغيرة مخزن الطاقات السلبية في اللاشعور، والقطرات السوداء تشبه نزيف الذاكرة في جلسات الاستماع العلاجية .. ولكنها قراءة لا تدعي التفسير فالإسقاط الواقعي صالح دائما للإمتاع في مستوى بدأته من مشهد مؤلم وختمته بذكاء بنفس المشهد وقارئك سعيد بما فعلت .. سعيد بما صدمه في البداية
ربما كان اعتماد الراوي على التدخل الشارح سببا في ظهور شخصيتين فقط في البؤرة سارة وسعد .. فيما ظل حضور الشخصيات الباقية هامشيا في الظلال .. وعلى كونه مقصودا لتحديد خطوط الحكاية بقدر ما حول الشخصيات لنوع من الإحادية .. التي تناسب نوع الكتابة هنا "الحدوتة" أو "الحكاية" .. استمتعت
"احيانا لايكون امام الانسان الا منتهي الالم ليتخلص من الالم الذي يعيشه" فبرغم كل الالمم الذي مرت به بطله الروايه وعاشته الا انها نحجت في النهايه ان تتحرر من كم العذاب النفسي الذي تعرضت له
أ/ اميرة
عندما اقترب منك اكثر اكتشف الكثير من العمق والجمال
القصة اكثر من رائعة لانكى تكلمتى وغصتى فى اعماق اعماق العلاقات الانسانية سمواً وللاسف من يشوهها نحن البشر بمفهومنا الخاطىء
وصفتى معاناة الكثيرات منا وضعتى يدك على الوجع الحقيقى وصفتى المشاعر بدقة وكانى اقرا قصيدة لنزار قبانى وايضا عريتى الرجل وتوهتينا من المخطىء وضعتى المشكلة واضحة وضوح الشمس وكنتى على حياد تام وتركتى لنا اضافة الحلول
احييكى سيدتى واباركك وادعوكى لتناول هذه المشكلة اعلاميا بكل هذا الصدق وهذا الوضوح
تحياتى ومحبتى ....... حنان سرور
نجحت بطلتك ان تضح حدا لآلامها..ان تتوقف عن كى القمصان و التبعثر دون دفا ..لا تريد رجلا يقذفها ماؤه ليحبلها لانها مجرد زوجه..عندما يزيد الالم عن حد معين لا يعنينا حجمه..اما ان نستسلم له او نتعامل بالمشرط...بطلتك جريئه يا اميره و تحب الدفا و لن تبالى بعد تعافيها الا بما يرضيها..قدمت نموذج على قدر بساطته...على قدر قوته..ايوه.كانت قويه حتى فى تقبلها للاهانات و صبرها..و قويه حتى رات فراشتها البيضاء
عبير مطر
كما استئصالت تلك الحمصة ..نحتاج ان نستئصل من مجتمعنا كل الافكار السوداء عن زواج كى القمصان و الزوجة المحترمة المغتصبة باستسلام من زوجها و العريس اللقطة و ولى العهد حامل الاسم و الخيبة
قصة مؤلمة اميرة ليس لما مر به تلك السيدة من احداث و لكى لما اتخيله يمر بالكثيرات مثلها و لم ياخذوا القرار بالرحيل بعد
Amal Kamal عالم اميرة بهى الدين يغمرنى .. من قراءة الطالع فى جدلية علاقة الرجل بالمراة على ارض الشرق فى قطرات سوداء .. الى ترانيم الوطن فى حواديت مدادها الوجع امسك بها بين يدى الان .. ماارحبه من عالم .. سلمت .
إرسال تعليق