مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الثلاثاء، 13 مارس 2012

قصة تبحث عن عنوانها ...!!!!ا





دور عليه تلاقاه ، دور عليه دور 
ياللي عينك شايفاه ، وانت بتدور 
حاقولك ايه ، دور 
واعيد لك ايه ، دور 
دور عليه دور 



( 1 )
صار العالم اكثر صمتا


نجوي .... اسمها نجوي !!!
كان اسمها نجوي ......وصارت بعد سنوات طويلة نوجة !!!! 
لماذا .... هذه قصه لن نجد وقتا لنحكيها  !!!!
نوجه تدور في بيتها حول نفسها عصبيه متوتره !!!!
كانت تبحث عن دواء يسكن الالم في اذن ابنها  !!!
صار رجلا في الجامعه لكن اذنه ووجعها المزمن يوجعا قلبها فتعود لسنوات بعيده وقتما كان صغيرا يبكي من المها !!!
وقتها كان يبكي فيمتزق قلبها وجعا ، تتمني الالم في اذنها هي ويبقي صغيرها سالما !!! 
يبكي فتبكي وتمسح دموعها بعيدا عنه ، لايتعين عليه يري دموعها ، فهي الام والاب ، الطيبه والحزم ، اللين والحسم ، لو شاهد دموعها لسقطت الهيبة التي تحرص دائما علي اسره في اطارها طالما بقي الاب غائب !!!
تبحث بعصبيه عن الدواء ، ولاتجده ، يبكي ويتألم ، تبكي وتخبيء عنه دموعها ، تبحث بعصبيه ، تفتح كل الادراج والضلف ، تبعثر الاشياء التي قضت وقتا طويلا تنظمها ، الادويه الكتب الملابس ، اين فر من بحثها ذلك الدواء اللعين !!!
تنهر ابنها وهي تتمزق ، بسسسسسسسسس كفايه عياط ، ينظر لها نظره لوم ، صارت عصبيه جدا ، تتمني تاخذه في حضنها وتصالحه ، نعم صرت عصبيه جدا ، الحمل الذي تنوء به الجبال احمله فوق قلبي وكتفاي ، تربيتك انت واختك ليست امرا هين ، ابيك مسافر وتركني احمل عبئكم وحدي ، صرت الام والاب والمدرسه والطباخه والغساله وكل شيء ، ملابسك التي تعود بها متسخه من مباريات الكورة والملحوظات القاسيه التي تزركش بها مدرستك كراسه الواجب لانك مهمل لاتحله ، واختك التي لاتفارق المرايه تتامل جمالها ونعومه شعرها وتجلس بالساعات امام المسلسلات التركي تحلم بالفارس الذي سيحملها علي نتف السحاب مثل بطلات المسلسل ، علي اختك تذاكر دروسها وعليك تحل الواجب وعليكم الا ترهقوني بطلباتكم الماديه ، الحواله التي ارسلها ابيكم نفذ مالها والاخري لم تصل بعد والشهر مازال طويل !!!
وكأنها عادت لتلك الايام البعيده ، وكأن كريم مازال يبكي وهي تبكي ، تشفق عليه من الم اذنه وتشفق علي نفسها من تلك الحياه الموحشه التي تعيشها ، تحقد عليها الصديقات اللاتي يجلس ازواجهن امام التلفزيون ، كل منهم تحقد عليها ، مرتاحه مبسوطه متهنيه ، محدش قارفك !!!تضحك وقتما يحسدوها علي غلبها ، تضحك ، مرتحاه مبسوطه متنهنيه وشايله الحمل وحدي !!!كل منهم تجلس وتملي اوامرها علي زوجها ، عليه سداد ثمن الدروس وحمل انبوبه البوتجاز والذهاب لمدرسه الابن ليتلقي اللوم من الناظره ان صغيره مهمل ولا يذاكر ، اما هي فلازوج معها يحمل انبوبه البوتجاز فلاتجد الا عم اسماعيل البواب ترجوه بدمع اعينها يحمل الانبوبه لمنزلها وتجازيه بعشره جنيه كامله لاتعجبه !!! النسوه الاخريات يحقدن عليها لانها حره ، لكنها ليست حره ، الحره التي تنام وقتما تريد وتستيقظ وقتما تريد وتفعل ماتريد وقتما تريد ، لكنها اسيره البيت والمسئوليات والامومه وكراسه الواجب وعم اسماعيل البواب والتليفون الاسبوعي لاشرف زوجها الغائب منذ سنوات طويله !!!
تعود من الماضي وسنواته البعيده للحاضر والالم الموجع الذي يرسم تكشيره صعبه علي وجه ابنها كريم !!!
ماعلينا ........... همست لنفسها وهي تبحث عن الدواء !!!
تذكرت ايامها البعيده وقتما يداهم الالم ابنها الصغير ، تبحث عن الدواء لاتجده ، تفكر تتصل بالصيدليه لشراء اخر ، لكن الدواء بعشرين جنيه والحواله نفذت اموالها ومثله في مكان ما في منزلها ، عليها البحث عنه ومنح قرصين لابنها حتي يسكن المه وبكاءه ومازالت دموعها تنهمر حزينه مثقله بالهم والوحده وصعوبه الايام ....
ومازالت في الماضي البعيد تبحث وتبحث ، ترمي علب الدواء بعصبيه حولها ، هذا للاسهال وهذا لتقلصات المعده ، تبحث عن مسكن قوي يسكن الم ابنها والم قلبها ووجع حياتها كله ، لو كف عن البكاء لتمكنت من العثور علي الدواء لكن البكاء يزيد عصبيتها والعصبيه تفقدها تركيزها والبحث عن الدواء يحتاج كل التركيز و............................ ارتعشت فجأ !!!
افاقت فجأ ، سنوات الماضي رحلت وتركتها وهي الان تعيش حياة مختلفه!!!
لماذا يطاردها الماضي دائما رغم انها خلعت اسماله الباليه وهمه الموحش وتعيش حياه جديده !!!
بعض الحاضر يشبه بعض الماضي ويذكرها به ...
ارتعشت فجأ ..........هاهو الماضي يداهمها بظلامه الموحش !!!
ارتعشت فجأ وصمت العالم كله حولها ... 
ارتطمت اصابعها بصورة مدفونه في قاع الدرج !!!
ببساطه سحبت الصورة لتنظر فيها ، حدقت في ملامحها وارتعشت !!!!!!!!
من هذه السيدة ولمن هذا الوجه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 
ارتجف قلبها اكثر واكثر ..... تعرف هذه السيدة ، تعرفها ولاتعرفها !!!!
تعرف تلك الملامح ، شاهدتها ذات مره ، ربما مرتين ثلاث ، عادة لاتغيب الملامح والقسمات عن خيالها ، من تراه لاتنساه ،فكيف نسيت تلك الصورة وتلك الملامح !!!
غريبه تلك الصورة ، تعرفها بحق ولاتعرفها !!!!
هي ملامح تعرفها جيدا ، شاهدتها الف مره ، وذلك الوجه تعرفه ، وتلك العيون الحزينه اليائسه لمحت نظراتها امام عينيها الف الف مره و.................مازال العالم صامت حولها وكأن ابنها تبخر ووجع اذنه تلاشي وكأنها سافرت لمكان بعيد ، جلست فوق احد سحبه الرماديه تحدق في العالم تحتها!!!
و...............................انهمرت دموعها فجأ !!!!
لاتصدق ماتراه ولاتصدق ماتحسه !!!!
انها صورتها هي !!!!
ذلك الوجه وجهي ، تلك الملامح ملامحي ، تلك العيون الحزينه عيوني ، ذلك اليأس المرتسم علي الوجه يأسيي ، ذلك الوجع المنبعث من الروح يلون القسمات وجعيوتنهمر دموعها اكثر واكثر .................. هذه السيده التي نسيتها انا 
كيف صرت وكيف اصبحت وكيف كنت .............................. كيف نسيت !!!! 
وصار العالم اكثر صمتا وصمتا ، حتي انفاسها خرس صوتها ودقات قلبها تباطئت وكادت تخرس !!!
وعادت سنوات طويله طويلة للوراء !!!!
ومازالت تبكي والعالم مازال صامتا !!! 

( 2 )
زوج مناسب

كانت في الجامعه ، السنه الاولي من الجامعه ، تقدم لابيها احد الرجال ليطلب يديها ويناسب العائله الطيبه اولاد الاصول !!
لايشبه زملائها في الجامعه ، ولا يشبهها ، ولا يشبه ابن طنط راوية ، هو يرتدي بذله كامله ورابطه عنق وحذاء نظيف !!!
لمحت ملامحه بسرعه ولم تتذكرها وقتما سالتها امها عن رايها فيه وفي شكله ، اجابتها مرتبكه ، مش عارفه !!
ابتسمت الام لان ابنتها مؤدبه ولانها احسنت تربيتها ولانها وافقت علي العريس لان السكوت علامه الرضا و" مش عارفه " ايضا!!  
بحسم همس ابيها ،  انه زوج مناسب ستتزوجيه !!! قال ابيها واطاعته !!! 
تزوجت نجوي ، اشرف ، هو الزوج المناسب !!!!
طيب ومناسب ، هذه مميزات اشرف زوجها التي تعرفها !!!
يحبها ولا تحبه !!! الحق انها لاتعرف الحب ، ذلك الذي يبكي الفتيات ويسرق النوم من اعينيهن لاتعرفه ، ابيها قال الحب قله ادب وقله قيمه ، اطاعته ، حذرتها امها  من الشباب العابثين الذين يحطموا قلوب البنات وسمعه العائلات فسمعت كلامها ونصائحها ونسيت او تناست ابن طنط راوية!!! 
وفي اجازه السنه الاولي للكليه وقبلما تنتقل للسنه الثانيه ، صارت زوجة لاشرف ...
انت كبرتي والعريس مناسب والكليه تكمليها وانت في بيت جوزك !!!هكذا حكم ابيه ونفذ حكمه !!!
تزوجت اشرف وعادت لزملائها الشباب في الكليه اكبر منهم كثيرا  او هكذا احست وقتها ..
هم شباب صغار وانا زوجه لرجل يرتدي البذله الكامله ورابطه العنق !!!
هم شباب صغار مازالوا يفكروا في التزويغ من المحاضره وهي تفكر في الاكل الذي ستطهيه لزوجها قبلما يعود من عمله !!!
تزوجت الزوج المناسب ، لاتعرف اسم مشاعرها تجاهه ولاتكترث !!!
هو زوج مناسب وهي زوجه صالحه وانتهي الامر واكم من زيجات عاشت وماتت لاتعرف الحب ولاتكترث به !!!
هو زوج مناسب ، يحبها او هكذا كانت تظن ويفي بواجباته الزوجيه بمنتهي الانتظام ويراقب دورتها الشهريه بانتظام اكثر !!!
عليها تحمل حتي تصبح ارضا خصبه تمنحه العيال والعزوة وتحقق امنياته والا عايرها بجدبها وطلقها لو لزم الامر !!! 
قالت امها ، اربطيه بالعيال ، قالت امها فاطاعتها !!!فامها مثل ابيها بالضبط يعرفا مصلحتها!!!!
اربطيه بالعيال ،  قالت امها  ياريت تخلفي خمس عيال ، كل عيل بيجي معاه رزقه !!! 
كادت توافقها كعادتها لكن طبيب امراض النساء لم يوافق امها وقرر بحسم يستأصل مبيضها الشمال بعدما تكلس من فوقه حويصلات دهنيه ، طبيب امراض النساء استأصل المبيض الشمال ومنعها من الانجاب فلم تمنح زوجها المناسب الا طفلين فقط ، ذكر وانثي ، فاطمئن الزوج ان ثروته وشقي عمره لن يذهب لاخوته الذين يحبوه ويحقدوا عليه لانه يعمل سنوات طويله في الخليج ويعيش حياه هانئه هو وزوجته الانانيه التي تستأثر بالهدايا التي يهربها الزوج خلسه من رجال الجمارك في المطار !!!
منحته الذكر فاطمئن الزوج المناسب ان ماله سيبقي لاولاده ولن يشاركه فيه احد من اشقاءه الكسالي الذين ضيعوا حياتهم في الوظائف الحكوميه ولم يقضوا حياتهم مثله (فحت وردم ) لكنه يحلموا بماله والرفاهيه التي يعيش فيها ويحسدوه !!!! 
انجبت كريم وقبله مروة وبسرعه مل الزوج من الحياه في مصر وقرر " يعمل حساب المستقبل " ويعوده لعمله في البلاد البعيده وتركها وسافر ..
تركها ومعها الصغيرين " يونسوها " وعاد للسفر يجمع الاموال ويكنزها ويحلم بالمشروعات العملاقه ويرسل لها كل شهر حوالة تكفيها للعيش وصغيرها ، طالبته بزياده النقود الشهريه لان الاسعار غاليه ، اتصل بها وتشاجر معها واغلق الخط في وجهها لانها طمعت فيه و" مش معني اني مسافر باشتغل بره اني اهبل حاصرف الفلوس من غير حساب علي الفارغه والمليانه " ولم يمنحها فرصه لتشرح له انها " مش طمعانه فيه وان الولاد بيبقي نفسهم في حاجات مابتعرفش تشتريها لهم " لم يترك لها فرصه لتشرح اي شيء ، فصمتت !!!
سافر الزوج المناسب وبقيت هي مع صغيريها في منزلها ، اب وام وطابخه وغساله ومدرسه و..............زوجه وحيدة !!! تذمرت لامها من غياب زوجها والمسئوليات الثقيله علي عاتقها فنهرتها امها لان "عادي وكل الستات كده ، الراجل بيشتغل علشان مين يعني ماهو علشانك وعلشان عيالك ؟؟؟؟ " فصمتت !!!
لمح ابيها حزنها وعصبيتها بعد سفر زوجها المناسب فحذرها " اوعي تقولي له ارجع بسرعه ، يقول عليكي مش متربيه ومش قادره علي بعده وده عيب ، فاهمه ،عيب جدا " فصمتت !!!!
مزقت الخطابات التي كتبتها لزوجها تطالبه بسرعه العوده ، لانه عيب !!!! 
اقتصدت في مصاريفها ومصاريف اولادها لانها مش طمعانه في زوجها ونقوده !!!
تحملت غيابه وبعده وهجره شهورا طويله لانه عادي !!!!
وصمتت .............وصمتت .................. وصمتت !!!

( 3 )
اخبار نجوي ايه ؟؟

سخرت منها نيفين لانها ترتدي ملابس غريبه !!!" شكلك بقي غريب قوي يانجوي " !!! ووافقتها بقيه السيدات !!!!
انهن زميلات الدراسه ، تخرجن من الجامعه وبقيت صداقتهن قائمه رغم مشاكل الحياه وصعوبتها !!
يلتقين مره واحده في السنه ، مقابله سنويه واحده ومابين المقابلتين مكالمات تليفونيه وامنيات باللقاء لاتتحقق !!!
يلتقين مرة واحده في السنه ، في ميعاد تخرجهن السنوي ، يلتقين بمنتهي الحب والود!!!
كانت فكره " وداد " صديقتها العزيزه ، نتقابل مره في السنه نشوف الدنيا ودتنا فين ؟؟؟
وافقتها كل الفتيات وهي ايضا ، استأذنت من اشرف تقابلهن فوافق لكنه نبهها " ماتديهمش ودنك ولا تقولي لهم علي اسرارنا " !!!
وافقته وصمتت ، فقط بقيت كلمه " اسرارنا " تطاردها ، ايه اسرار تتحدث عنها يااشرف وانت غائب سنوات طويله تعود شهر كل عام وترحل سريعا !!!هل بيننا اسرار ؟؟؟؟ كادت تساله لكنها صمتت واثرت الراحه والسلامه !!!
كل سنه يلتقين معا ، لكن لقاء هذا العام له اهميه شديدة ...
بعد اسبوع بالضبط ، ستكون الذكري العاشرة لتخرجهن من الجامعه !!!
عشرت سنوات مرت علي التخرج " ياتري الدنيا ودتنا فين "!!!!
في السابعه من يوم الجمعه التقين ............ عشرين فتاه شابه سيده انسه جمعت بينهن ايام الجامعه وسنوات دراستها وفرقت بينهن الايام والاحوال والظروف !! عشرين فتاه شابه سيده انسه لايربط بينهم الا لقاء سنوي حرصن دائما علي استمراره !!!
وقفت امام المرأه تحدق في ملامحها وهي تستعد للنزول لمقابله صديقاتها ... 
وجهها يبدو شاحب من شدة الارهاق ..
ليله امس قضتها ساهره تسمع لابنتها دروس التاريخ التي ستمتحن فيها بعد يومين  !!!
عينيها حمراويتين من كثرة البكاء ، زوجها اخر ميعاد رجوعه واجازته السنوية وطالبها بالتحمل لان العمل في تلك البلاد البعيده اشهر الاجازه يضاعف الاجر و" احنا اولي " ، " يااشرف الولاد عايزين يشوفك ، وريهم صورتي ، ولا انا واحشك بقي ومش قادره علي بعدي ؟؟".. ضحكات ساخره اطلقها عبر الاثير ، وهو يعدها بهديه كبيره وقتما يعود في رمضان القادم قبل نهايه العام!!!! قضت الليل كله تبكي واستيقظت من نومها القصير بعيون حمراء ووجه شاحب !!!
تمنت لو تقل له انه " واحشها " لكنها لم تقل ، هي مرهقه وتتمناه يعود يشاركها الحمل وتربيه الاولاد ويحررها من عم اسماعيل البواب وسخطه الدائم كلما طلبت منه اي طلب رغم سخائها المستمر عليه وعلي اولاده !!! ولاتعرف بحق ان كان " واحشاها " ولا لا !!!!
مازالت تحدق في المرأة ،غريبه ملامحها وقسمات وجهها !!! مش مهم !!! هكذا قررت !!!
فتحت دولابها ونظرت لملابسها لتنتقي مالذي سترتديه في لقاء صديقاتها !!!
لن ترتدي هذا الفستان الاحمر رغم وقاره ، ملفت للنظر و" الناس حتقول عليكي ولا فارق معاكي سفر جوزك " هكذا حكمت امها علي الفستان الاحمر بالاعدام اهمالا ، تخاف كلام الناس ورأيهم فيها وهي زوجه وحيده معلقه لاارمله ولا زوجه ولا مطلقه !!!
لن ترتدي التايير الرمادي ، كئيب قوي ، اشتراه لها زوجها في رحلته الاخيره ، اخبرته مائه مره انها تكره اللون الرمادي لانه "عواجيزي " فسخر منها " انت فاكره روحك غندوره ياام كريم " لم تقوي تقول لها نعم لانها لاتحس نفسها " غندوره " لكنها لن ترتدي التايير الرمادي ابدا ....
لن ترتدي البنطلون الجينز وهي تقابل صديقاتها ، خصصته للسوق وشراء الخضار ووقت تدريبات الكوره مع ابنها ، كلح لونه من كثره استعمالها له ، والحقيقه انها " تخنت " كثيرا فاصبح شكل جسدها " بايخ " في البنطلون مهما وارت سمنتها خلف القمصان الطويله فوق البنطلون ....
مازالت تحدق في وجهها ، تتمني لو اعتذرت عن اللقاء السنوي ، تتمني لو اخبرتهم ان حياتها مثلما كانت السنه الماضيه والسنه الاسبق منها ، مازالت زوجه لرجل غائب تربي اطفالها وتبكي وتتشاجر مع اولادها ومع عم اسماعيل البواب ، لايوجد في حياتها شيء جديد ، دروس التاريخ هي هي وقواعد النحو هي هي ، وابيها مازال يأمرها فتطيع وامها مازالت تخوفها فتخاف ، وزوجها مازال غائبا ومازالت تنتظر عودته !!!
تمنت لو اعتذرت عن اللقاء السنوي لكنها خافت تعتذر فينسوها !!! هذا اللقاء هو الرابط الوحيد بينها وبين العالم الخارجي ، بين صديقاتها وذكريات الجامعه والحياه الصاخبه ، لو قطعت ذلك الرابط لعاشت في عزله تامه هي وابيها وامها وصغارها وعم اسماعيل البواب!!!!
ساذهب لمقابلتهن !!! هكذا حسمت امرها !!!!
جذبت من الدولاب بلوزه بيضاء برقبه وجوب سوداء ، اسدلت الطرحه السوداء فوق راسها وخرجت تجري لتقابل صديقاتها !!!
هل في ذلك اليوم صورتها وداد تلك الصورة التي كانت نسيتها ؟؟؟ 
ربما ؟؟؟
الارجح !! 
اكيد ................ 
وصلت متاخره كعادتها !!!
وجدتهن صاخبات ، يضحك ضحك عالي وكأن احدا لم يقل لهن ان الضحك من غير سبب قله ادب ، وكأن احد لم يقل لهن انه لايليق بالنساء الضحك الصاخب العالي الملفت للنظر!!!!
وصلت متأخره ، تبادلت معهن الاحضان والقبلات ، احست نفسها في معرض الربيع للزهور ، يرتدين ملابس مبهجه والوان مشرقه وجذابه ، وداد " خست " جدا وصارت اكثر جمالا ، فاطمه غيرت قصه شعرها ولونه ، لبني غيرت شكل النضاره فصارت فتاه شقية بدل الدكتوره لبني ، نهي ترتدي فستان اصفر لون الشمس الحانيه وطرحتها الحريريه انيقه فوق ظهرها و................. وهي ترتدي البلوزه البيضاء والجوب السوداء والحذاء الواطي المغلق ، نغمه نشاز في سلم موسيقاهن الجميلة!!!
يابنتي انت عامله في نفسك كده ليه ؟؟؟ سالتها وداد !!! ارتبكت " مالي " ؟؟؟ صمتت وداد لاتصدق انها لاتعرف " مالها ؟؟؟ " ..
احتضنها لبني وهمست في اذنها ، باين عليكي قوي ان جوزك مسافر بقاله كتير وضحكت بصوت عالي ضحكه مفهومه المعني !!! 
اقتربت منها نيفين ووقالت لها بصوت علي مسمع منهم جميعا شكلك بقي غريب قوي يانجوي  " !!! 
وافقتها جميع الصديقات و................... ازدادت عزله داخل نفسها وانكماشا !!! ماله شكلي ؟؟ سالت نفسها ولم تجرؤ تسالهن !! 
ماله شكلي ؟؟؟ 
في تلك اللحظه اخرجت وداد كاميرتها الصغيره والتقطت لها صوره قبلما تعترض !!!
علشان ابقي افكرك بشكلك !!!!همست وداد ، لم تجروء تسالها ، تفكريني امتي وليه و.........ماله شكلي ؟؟؟؟
اعلنت وداد انها ستسافر بعد شهرين للخارج " اخيرا جت المنحه وحاعمل الدكتوراه " صفقن لها بصخب وفرحه ، اخبرتهن نيفين انها ترقت في عملها وصارت مديره وان مرؤوسيها فوق المائه موظف ، سخرن منها وضحكن معها واشفقن علي زوجها الذي سيعيش ايام سوده لان "مراته مدير عام " !!!الكل يحكي عن حياته وانجازاته الوظيفيه والمهنيه ، الترقي الدكتوراه دوره تدريبيه كتاب جديد وظيفه بمرتب اعلي وهي صامته تتابع حديثهن وعلي وجهها تعبير غريب وكأنه حسره لكنها لاتشعر بالحسرة !!!!
سالتها وداد ، وانت اخبارك ايه يانجوي ، ابتسمت ، عادي مافيش اخبار!!! 
سخرت منها نيفين ، عادي ازاي ، بقالنا سنه ماشوفناكيش وبتقولي مافيش اخبار !!!
هزت راسها نفيا ، عادي مافيش حاجه جديده ، بادرتها لبني ، جوزك لسه مسافر وانت لسه بتطبخي وتغسلي للعيال ؟؟ ايوه ، وابوك لسه بيتحكم فيكي هو وامك ؟؟ انتفضت ، لا بابا عمره مااتحكم في ، انفجرت الصديقات في الضحك ، ياشيخه ، هو انت كمان مش دريانه ان ابوكي وامك بيتحكموا فيكي !!!! لم تشاركهن الضحك ، غضبت من سخريتهن ، تحب ابيها وامها وتحترم ارائهم وتطيعهم لان طاعه الاهل واجب لكنهما لايتحكما فيها ، نهرتهن وداد ، بس بلاش قله ادب انت وهي ، جوزك راجع امتي طيب ؟؟ هزت كتفيها ولوت شفتيها وكأنها تقول لا اعلم ، طيب احكي لينا اخبارك ايه بدل ماكلنا بنتكلم كده وانت ساكته !!!
قصت عليهن مشاجرتها مع اسماعيل البواب وكيف ضربت ابنها وقتما كسر بنوره منضده السفره وهو بيذاكر عليها ، قصت عليهن انها تعلمت طبخه جديده من اسامه اطيب وانها قررت تنفذها وقتما يعود زوجها ، قصت عليهن ان ابنتها كبرت قبل الاوان وجاءتها الدوره الشهريه ، وانها ستغير الانتريه وقتما يعود زوجها وان ابيها يعاني من تعب في فقرات ظهره وامها تشكو من ركبتها و........................ سالتها وداد ، واخبار نجوي ايه ؟؟؟ بارتباك وتلقائيه سالتها ، نجوي مين ؟؟؟ هنا انفجرن في الضحك لايصدقن ماتقوله !!!نجوي يابني ادمه نجوي ، حضرتك سعادتك !!!!
شرحت لها وداد مغزي سؤالها ، حكيت لينا علي الهانم اللي بتتخانق مع اسماعيل البواب ، وحكيت لينا عن حرم الدكتور اشرف وام كريم ومروة وحكيت لينا عن بنت انكل عبد السميع وطنط فوزيه ، كل دول حكيتي عنهم لكن ماحكتيش عن نجوي صاحبتنا ولا كلمه!!!!!!
صمتن جميعا ينتظرن كلامها ومالذي ستقوله عن نجوي !!!!
غشي الحزن قلبها ، لاتعرف نجوي ولاااخبارها !!! ماتعرفه قالته كله !!! 
صمتت وصمتت وطال انتظارهن حتي مزقت نيفين الصمت وهي تصرخ في وجهها ، باقولك ايه يابت يانجوي ، المره دي سماح لكن السنه الجايه مش حنسكت لك وانت قاعده محتاسه كده ومش لاقيه حاجه تقوليها ، انت حره بقي !!!!صفقن السيدات يوافقن نيفين علي تحذيرها لنجوي ، وافقتها وداد ، انا حاسافر بعد فتره قصيره ولما حارجع السنه الجايه لازم يكون عندك حاجه تقوليها لينا ، تنهدت باسي ، انتهي الموقف الصعب ، تأجلت الاجابه علي السؤال الصعب ، اخبار نجوي ايه ؟؟؟؟؟؟ 
و............ سرعان مامر وقت اللقاء سريعا وانتهي ، تبادلن الاحضان والقبلات ، همست وداد لها في اذنها ، حابعت لك الصورة علشان تشوفي شكلك !!!!وافقتها وهي مازالت مستغربه ، ماله شكلي ؟؟؟؟
و.................... بعد يومين وصل منزلها مظروف ابيض بداخله صوره فوتغرافيه ، فتحته فوجدت ملامحها البائسه مرسومه علي الصورة ، حدقت في المرأه فلم تجد اختلافا بين وجهها وبين الصورة ، سخرت من وداد " المجنونه " التي كلفت نفسها عناء التقاط الصوره وطباعتها وارسالها لها و...............القت بالمظروف في احد الادراج لاتكترث بما داخله وكادت تتذكر سؤالها " ماله شكلي " لكنها نسيت سريعا لان اسماعيل البواب طرق بابها بقوه ففتحت له وتشاجرت معه لانه راجل كبير ومش محترم ومش مراعي انها لوحدها وجوزها مسافر ومش مراعي ان ايديها في بقه طول الوقت وانه طماع وابن كلب وانها لازم حتشوف لها صرفه معاه لما الدكتور اشرف يرجع !!!!اغلقت الباب بقوه فلم تسمع اسماعيل البواب وهو يسخرها منها ومن اشرف " اللي مش ناوي يرجع !!!!!!!!!!!!" ....

( 4 )
فوتوشوب

عثرت علي الدواء ومنحت كريم قرصه المسكن فنام فوق الكنبه في الصاله من شده الارهاق والوجع !!!!
مروة امام التلفزيون تتابع المسلسل التركي بعدما اقسمت لها انها انهت واجباتها المدرسيه !!!
نبهت عليها توقظ اخيها قبلما تنام ، حاضر وعادت بسرعه للمسلسل !!!
سالتها ، تاني المسلسلات التركي يامروه مش كنا خلصنا من الموضوع ده ، ضحكت مروه ، بافضي راسي قبل ماانام يانوجه !!! 
وعادت تحدق في الشاشه وهي تضحك !!!
طلبت امها واطمأنت عليها وعلي ابيها وفقرات ضهره وركبتها !!!
اغلقت باب الشقه بالمفتاح واطفئت الانوار ودخلت حجره المكتب وفتحت الكومبيوتر !!!
نظرت للصورة التي عثرت عليها مخبأة في درج الادوية ، سيدة غريبة ملامحها حزينه بائسه يائسه !!!
حدقت في المرأة الصغيرة تتأمل ملامحها الان ، ملامحها تختلف تماما عن تلك السيده الحزينة ذات الطرحه السوداء !!!
كيف صارت تلك السيده ذات الطرحه السوداء ؟؟؟ كيف صارت ماهي عليه الان ؟؟؟؟
كيف عاشت التوسونامي الرهيب الذي غير حياتها كلها فصارت نوجه بشعر اسود قصير متناثر علي كتفيها ولم تعد السيده الحزينه الشاحبه ذات الطرحه السوداء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 
اشعلت سيجارة واخذت تحدق في الصورة اكثر واكثر !!! 
السيجارة !!! السيجاره لم تعرف طريق شفتيها الا بعد التوسونامي !!!
حتي السيجارة !!!
تحدق في الصورة مره ثانيه ، وتشعر غضبا ، كيف عاشت سنين طويله تشبه تلك الصورة!!! 
ستمزق تلك الصورة ،هذا هو الاحساس الوحيد الذي انتابها ، ستمزق الصورة وتمحوها من ذاكرتها ، ستراجع وداد لو كانت تحتفظ لها باصل ما في اي مكان تمحوه ، كانت مرحله في حياتها وانتهت !!!!
مازالت تحدق في الصورة وكأنها تخاطبها ، كنت ساكته ليه ؟؟؟ قبلتي كل اللي حصل ده ازاي ؟؟ 
مازالت الصورة صامته لاتجيب علي اسئلتها ، سخرت منها نوجة ، برضه لسه ساكته ؟؟ ياحرام ؟؟؟؟
ستمزق الصورة ، هكذا قررت ، الحزن في عيني السيده والهم المرتسم علي وجهها واليأس المنبعث من روحها يوجعها وجعا حقيقيا !!! لم اكن استحق هذا الوجه وهذا الوجع!!!! كنت استحق افضل من هذا كثيرا !!!!
سامزق الصورة وامحو وجعها من قلبي !!!!
حلقات الدخان تتطاير في الغرفه الصغيره ، ترسو فوق كتبها واسطواناتها ودفاتر يومياتها وصورها القديمه !!!
حلقات الدخان ترسو فوق نجوي التي تحبها وكأنها ستمحو ملامح ومعالم نجوي التي كانت ولم تعد صاحبه الصورة ذات الطرحه السوداء !!!!
لن امزق الصورة ، ساغير ملامحها بالفوتوشوب !!!!
نسخت الصورة بالسكانر والقت بها في كومبيوترها ، فتحت الفوتوشوب وقررت تغير ملامح الصورة والوانها !!! 
ساحتفظ بها بعد تغيير ملامحها ، ساحتفظ بها نكته موجعه لتذكرني بكل الوجع القديم و""مره واحد صعيدي حب يخوف مراته دلق علي وشه ميه نار " .......... من الذي القي علي روحك ووجهك وقلبك ماء النار الحارق يانوجه ؟؟؟؟؟
ومازالت تحدق في الصورة وتلعن وداد التي "" اهدتها ""  ببلوة لتذكرها بكل السنوات البعيده وكل ماحدث فيها !!!!

( 5 )
طيب ساعديني !!!

اخبار نجوي ايه ؟؟؟؟؟ سؤال لم يبارح خيالها منذ اللقاء الاخير مع صديقاتها !!! 
ماله شكلي ؟؟؟؟؟ سؤال لم تجد اجابته ولم تفهم معناه !!!!
اخبار نجوي ايه ؟؟؟؟ هي فين نجوي ؟؟؟
سالت نفسها ولم تجد لسؤالها اجابه ايضا ...
كل سؤال يطرح الف سؤال ، وكل الف سؤال لاتجد لهم اجابات يثمروا  مليون مليون سؤال..
اين نجوي ؟؟؟ واخبارها ايه ؟؟؟
تعود للماضي البعيد ...
طفله مطيعه شاطره في المدرسه ، عايزه ابقي مهندسه ، قالت لامها فنهرها ابيها ، الهندسه ماتنفعش للبنات !!!
محت الفكره من رأسها او هكذا قررت ..
عايزه العب جمباز ، قالت لامها فلطمها ابيها علي وجهها لان الجمباز وحركاته العنيفه تفقد الفتيات غشاء بكارتهن !!!
خافت علي غشاء بكارتها وتناست الفكره ...
مرت ايام الدراسه هادئه ، تعلمت الطبخ من امها والصمت ايضا ..
مازالت تذكر وقتما لطمتها امها علي شفتيها لان رفعت صوتها علي شقيقها وتشاجرت معها ، لطمتها امها علي شفتيها وهي تؤكد عليها ان العين ماتعلاش عن الحاجب وصوت البنت مايترفعش علي الولد !!!
هل احست بالقهر يومها ، فشقيقها اصغر منها بسنوات سبع ومزق المجله التي اشترتها من مصروفها ، هل احست بالقهر لان امها انحازت لشقيقها علي حسابها وبدلا من عقابه عاقبتها هي ووبختها هي !!! لا لم تشعر بالقهر ، او شعرت به وتناسته ، تناست القهر واعتبرت ان فعلا " العين ماتعلاش علي الحاجب " وصوت البنت مايترفعش علي صوت الولد واخرست صوتها امام شقيقها وابيها وزوجها والدنيا كلها ...
علي عتبه الجامعه ذكرت ابيها وامها بأنها ترغب في دخول كليه الهندسه ، مازال تذكر صراخ ابيها في وجهها ، وتتجوزي ازاي وتعيشي ازاي وتعمري بيت ازاي ، ومين ان شاءالله اللي يتجوز مهندسه ؟؟ .............. لماذا تذكرت حسين رياض في فيلم انا حره ، لماذا تمنت ترد علي ابيها وهو يصرخ في وجهها بان البلد مليانه مهندسات ومتجوزين وناجحين وشاطرين و................مازال حسين رياض يصرخ في وجهها وهي صامته و" الكامنجه مكسورة " ولم تدخل كليه الهندسه !!!
لم تسمح لابن طنط راويه يعبر لها عن حبه ، نعم كان تلمح نبضات قلبه المتسارعه من تحت قميصه الواسع وقتما يلمحها ، لكنها لم تسمح له يعبر عن حبه ، كان شاب صغير من عمرها وامامه مشوار طويل كما قالت امها وهي بنت واستوت وطلبت الاكاله ولو قعدت تستناه حياتها تبور!!! هل كانت معجبه به ، لم تسال نفسها هذا السؤال ابدا ، لكنها اليوم تقول بمنتهي الوضوح نعم كانت معجبه به ، وكانت تحب تشاهده وهو يلعب " الووتر بولو " في حمام سباحه النادي ، كان ممشوق القوام ووسيم ومعجب بها ، اليوم صار مهندس مشهور كما تقول طنط راويه ولم يتزوج الا بعدما انجبت طفلها الثاني كما لاحظت ومازالت تتذكر نظرات الاسي في عينيه يوم فرحها وقتما اوصل امه وصمم يسلم عليها في الكوشه .... هل لو تزوجت مصطفي ابن طنط راويه كانت ستكون اسعد حالا من حالها اليوم ، هل كان سيسمح لها بالعمل بعد تخرجها من الجامعه ، ربما لو سمحت له يعبر عن حبه لاقنعها تتمسك بحلمها بالدخول في كليه الهندسه وعملا معا وصارت هي الاخري مهندسه مشهوره مثله ........... لكن امها قالت الشباب بيلعب بالبنات وابيها قال الحب عيب وصدقتهما واطاعتهما !!!
اخبار نجوي ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 
لماذا تركني اشرف سبعه سنوات ، يعمل في البلاد البعيده ، ويعود لي شهر كل عام !!!
مالذي يتوقعه ليحدث في هذا الشهر ، يمارس معي الواجبات الزوجيه عشره مرات ، بل خمسه عشر مره ، يزور امه كثيرا ويصطحب اولاده عند اقاربه ، يتشاجر معي لاني مسرفه ولم اراعي ربنا في الاموال التي يرسلها ، يتشاجر لاني اسرفت في الطعام وقتما دعوت اهلي واهله علي الغذاء في منزلنا ، يشكو الوحده التي تطحن عضمه في السفر وينهرني وقتما اطالبه ياخذنا معه لان الاولاد كبروا ويحتاجوه في حياتهم ، و............ ينتهي الشهر ونعود انا وكريم ومروه لحياتنا العاديه !!!! حياتنا العاديه بغير وجوده !!!
غاب وغاب حتي نسيته ، لم اعد اعرفه وهو لايعرفني اساسا .. غاب غاب حتي اعتدت واولادي علي غيابه ، واصبح وجوده مثيرا للمشاكل اكثر من اي شيء اخر ... لايعرفني ولم اعد اعرفه ، وربما لم اكن اعرفه اساسا ..
انا الست الطيبه بنت الاصول زوجته وام اطفاله ..
وهو الرجل الطيب المناسب ابو اولادي وزوجي ..
وشهر واحد في السنه لايسمح لنا بالتعارف ولا بالاقتراب و.............هو بعيد وانا بعيده والحياه مستمرة !!!
اخبار نجوي ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 
لااعرف اخبار نجوي !!!ولااعرف اين هي !!!
تفتح دولاب ملابسها ، ترفع منه الكثير من الاثواب والتاييرات ، التايير الرمادي اكرهه ، هذه البلوزه التي اشتراها لي اشرف وهي صغيره علي توجعني ، لايعرف مقاس جسدي الذي يمزقه برجولته في اجازه الشهر السنويه !!!هذا البنطلون الواسع يزيد حجم مؤخرتي كبرا ، اشترته امي لي واوصتني البسه كثيرا لانه يغطي ملامح جسدي و" بالذات ان جوزك مش معاكي " ، هذا الفستان الزيتي اكره ملمس نسيجه ، خشن مثل ذقن اشرف وقت ممارسه الواجب الزوجي ، تقشعر جسدي ، لن ارتديه و................. عايزه اشتري هدوم جديده ؟؟؟ احتارت ، لاتعرف شكل الملابس التي تتمني تشتريها ولا تحب شكلها فيها !!!
في طفولتها وشبابها ارتدت الملابس التي تشتريها امها ، وبعدما تزوجت اعتاد زوجها يشتري ملابسها ويعايرها بغلو ثمنها ، ووقتما غاب قررت امها تعود لدورها القديم ،تشتري ملابسها "" ماتجيبيش محزق وملزق علشان جوزك غايب ، يقولوا عليكي صايعه ، بلاش الوان مفرقعه انتي مش عيله صغيره ، بلاش الهدوم الغاليه مش معني ان جوزك مسافر انك تفتركي فلوسه علي شويه هلاهيل ........."" وصارت الملابس عندها مثل جلاد الكراسه ، يحميها من البهدله ليس الا ، بنطلون واسع فستان غامق بلوزه طويله شوال اهبل بلوزه برقبه ، اي حاجه ، مايفرقش !!! 
لم تفكر ابدا فيما تحبه ، شكل الثوب الذي تتمناه ، الالوان التي تحبها !!!!
لم تفكر ابدا ولماذا تفكر ، امها سرقت ارادتها وزوجها تجاهل شكلها لانها ام ولاده ومراته وعادي !!!
تكره كل ملابسها ، تكره الالوان الحياديه التي احتجزوا روحها في اطرها الباهته ، تكره الملابس الرسميه التي فرضتها عليها امها تخفي انوثتها ، تكره الالوان الداكنه الغامقه التي تذكرها بجدتها بعدما مات جدها  !!!
غريبه جدا ، كيف مرت كل تلك السنوات منصاعه صامته لاتفكر في كل هذا !!!
عاشت مثل القطط ،تأكل مايضعوه امامها وترتدي ماتجده وتبحث عن من يربت عليها فلا تجد الا لسانها تمسح به جسدها وروحها وتربت علي نفسها و..............مرت السنوات كثيره وفجأ افاقت علي سؤال صديقاتها " اخبار نجوي ايه " ؟؟؟؟
اتصلت بوداد ، مسافره امتي ؟؟؟ بعد اسبوعين ، طيب ينفع اشوفك بكره ؟؟ فزعت وداد ، مالك فيكي ايه ، مافياش حاجه بس عايزه اتكلم معاكي شويه...
والتقيت مع وداد ، اخبار نجوي ايه ، فاكره السؤال ده ؟؟ ضحكت وداد ، طبعا!!
اسمعيني كويس ، انا معرفش اخبار نجوي ايه ، معرفش نجوي اساسا !!! 
حدقت في وداد ، طول ماانت لابسه البلوزه البيضا والجونله السودا ولا فارق معاكي حاجه مش حتعرفيها طبعا !!!
انت اخترت هدومك دي ؟؟
ويفرق في ايه ؟؟
ردي علي الاول وانا اقولك يفرق في ايه ...
ماما اشترت الجونله في الاوكازيون وانا لقيت البلوزه قدامي وانا مروحه اشتريتها قلت تنفع علي اي حاجه ، ليه ؟؟
طيب انت بتحبي الوان ايه ؟؟ كل الالوان !!!مش ممكن !!!ليه ، هو كده !!!!
انت عايشه كده زي هدومك ، عيشه والسلام وهدوم والسلام واكل والسلام!!!
وده غلط ؟؟؟ جدا طبعا ، يلعن ابو دي عيشه !!!
انت مبسوطه ان جوزك مسافر ، لا ، طيب مابتقوليلوش ليه ؟؟ مش عارفه ، لازم تعرفي!!!
مبسوطه انك قاعده في البيت تطبخي وتغسلي ، عادي ، مافيش حاجه اسمها عادي ، مبسوطه اه او لا !!مش عارفه ، لازم تعرفي 
اخر كتاب قريته ايه ، هههههههه ، من ايام ثانوي ، وبعدين ، ماعنديش وقت ، لا عندك !!! 
روحتي السينما امتي ، واروح ليه ماهي الافلام بتيجي كلها في التلفزيون ، تروحي علشان السينما غير التلفزيون ، انت بتختاري وتنقي وتعرفي بتحبي ايه ومابتحبيش ايه....
وداد تتكلم ونجوي تسمع و...............تشعر الخجل من بلوزتها البيضاء وجونلتها السوداء 
هي لم تختارهم مثلما لم تختار حياتها كلها ...
تقترب من الاربعين ولم تختار اي شيء ، هي الابنه المطيعه والزوجه المطيعه و...........الحياه ضاعت !!!
طيب ساعديني .. بتوسل ورجاء همست نجوي !!! 
هزت وداد راسها نفيا ، ماينفعش حد يساعدك ، انت اللي لازم تساعدي نفسك !!!
حدقت في وجهها اكثر واكثر ، وعلي فكره انا فعلا ساعدتك وانت مش واخده بالك !!!
دوري علي نجوي وشوفي اخبارها ايه ، والسنه الجايه لما ارجع من السفر نتكلم !!!! باي باي 
ودعتها ورحلت ، تركتها في حيرتها تزداد وتزداد ، كأنها القت حجرا في البحيره الراكده فتتابعت الدوائر داخل الدوائر تصنع توسونامي كبير في حياة نجوي !!!!
اخبار نجوي ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

( 6 )
كومبارس

تتعثر في خطواتها ، كالطفل الصغير الذي تعلم المشي لاول مره ، خطوته الاولي والثانيه مرتعشه لاتدب بقوتها علي الارض ، هي مازالت في خطوتها الاولي ولم تنقل قدمها حتي للخطوه الثانيه ، خطوتها الاولي المرتعشه طالت وطال زمنها ...
عليها تعيد كل الشرائط امام عينيها .. 
تعرض كل مشاهد حياتها منذ كانت طفله وحتي الان 
مالذي عاشته وكيف عاشته ، عليها تبحث عن نجوي بين ركام الصوروالمشاهد واللقطات 
كيف توارت نجوي عن اي مشهد رئيسي حتي صارت مجرد كومبارس لااثر لغيابها ولا وجودها ....
احضرت الصورة التي التقطتها لها وداد ، حدقت فيها !!!
هذه نجوي التي صنعوها !!! 
هذه نجوي التي عرفوها !!!
هذه نجوي الابنه المطيعه والزوجه المناسبه والام المكافحه و......................بس !!!
 حدقت في الصورة اكثر واكثر ....
تتأمل حواجبها !!!
ابدا لم تسمح لها امها تزيل عن رسمتها الشعر الزائد !!!!
دول بنات قللات ادب !!!هكذا وصفت امها زميلاتها وقت تذمرت من قسوتها لانها تحرمها " تعمل حواجبها " بينما امهاتهن يسمحن لهن بهذا ، دول بنات قللات ادب !!!
وقت الخطوبه طلبت من امها تسمح لها بتنظيف حواجبها ورسمها لكن الزوج المناسب رفض لان شكلها جميل كده وطبيعي !!!
لم تنتبه ابدا بعد تلك اللحظه انها السيدة الوحيده التي تعرفها وحواجبها كمثل حواجب الرجال !!!
تتأمل نظره عينيها !!!
هي نظره تحدق في اللاشيء ، وكأنها تحلق في الفراغ ، كيف كانت تجلس مع كل صديقاتها ولاتنظر صوبهن !!!تسمع كلامهن ولا تنظر لهن ، لا ،هذا لم يحدث ، كانت تتابع صديقاتها وحديثهن ، كانت تنظر لهن ، متي التقطت وداد تلك الصورة ، ربما التقطتها وقتما قالت لها نيفين ان شكلها " بقي غريب قوي " هل فكرت في تلك الثانية في شكلها وغرابته ، هل احتارت ، هل احست بقله الحيله ، هل فكرت في شكل صديقاتها وشكلها ، فتاهت عينيها ونظرتها في الفضاء فالتقطت وداد تلك النظره واعتقلتها في الصورة ذات الطرحه السوداء ؟؟؟ 
تتأمل نظره عينيها وتتعجب انها بارده بلا حيويه ... 
كيف كنت سعيده بلقاء صديقاتي ونظرتي وقتها بهذا البرود !!!
هل كنت لااعرف اساسا معني السعاده ؟؟؟
اسئله كثيره سالتها نجوي لنفسها ،قررت تتعرف علي نجوي ،نجوي الحقيقيه التي تتمني تكونها ، نجوي نجوي شخصيا !!!
سابحث عنها واعرفها واحقق لها امانيها واحلامها !!!
وازدادت حيرة وتوه ، علي مشارف الاربعين يانجوي تائهه كمثل الاطفال الصغار لاتعرفي من انت ؟؟؟
اخبار نجوي ايه ؟؟؟؟ مش لما الاقيها الاول ابقي اعرف اخبارها !!!!
تجلس صامته طويلا ، لكنه صمت مختلف ، صمت تشاهد فيه شرائط حياتها كلها ،تستعيد مشاهدها واحد واحد ، تفكر في كل مشهد في كل لحظه ، كيف عاشت مالذي كانت تريده ،كيف قبلت وكيف صمتت ،مالذي اختارته ولماذا اختارته و............... ادركت انها ابدا ليست السيده ذات الطرحه السوداء ،هذه السيده هي صنيعه اختياراتهم هم وقراراتهم هم  ، اذن من هي ؟؟؟ من نجوي ؟؟؟؟ انت مين يانجوي ، من فضلك ردي علي !!!
ومازالت تنتظر الرد الذي تأخر طويلا !!!

( 7 )
توسونامي

حدقت مروة في وجهها لاتصدق ماتراه !!!
ماما ، وانفجرت في الضحك !!!
لم ترتبك !!! الغريب انها لم ترتبك !!!
نعم نظفت حواجبها وغيرت رسمتهم ، لكنها لم ترتبك وقتما حدقت مروه في وجهها ،سالتها ببساطه ،عجبتك !!صرخت مروه طبعا جدا  !!!! ابتسمت وصمتت !!!
كشفت الطرحه عن رأسها ، صرخت مروه لاتصدق ، قصيتي شعرك !! ضحكت ، نعم !!!وغيرتي لونه ، ضحكت اكثر، نعمين !!!
سالتها مروه بخباثه ، هو بابا جاي قريب !!! انفجرت في الضحك ،كبرت مروة دونما تدري ، لا مش جاي ، انا باعمل كده لنفسي ، احتضنها مروة ، برفوا عليكي ياماما والله ، بقيت قمر !!!
تخايلها صورة السيدة ذات الطرحه السوداء ، الشحوب الباهت النظره التائهه الحزن ، تخايلها فتبعدها برقه عن خيالها وهي تؤكد لنفسها ، ده ماضي وخلص ، تبتسم وهي تعد نفسها بما هو اكثر ، ولسه !!!!
اتصلت بنيفين ، عايزاك تساعديني ، عايزه اشتري هدوم ،الحقيقه لا عايزه انزل اتفرج الاول ، اتفقنا !!!!
ساعات طويله قضتها خارج المنزل ، تلف علي المحلات ،تجرب الاثواب والموديلات والالوان ، ساعات طويله غابت عن منزلها واولادها حتي قلقت امها ، اكدت علي مروه ، لما امك ترجع تكلمني ضروري ، همست الام باين البت اتهبلت ، غياب جوزها عنها هبلها !!!! 
لم تشتري شيئا في المرة الاولي التي جابت فيها الاسواق ولا المره الثانيه ولا المرة العاشرة ، نعم دخلت كل المحلات وجربت كل الملابس واشكالها والوانها ، لكنها قررت الاتشتري الا ماتحبه وتقع في غرامه !!!
افصحت لمروة ، حاقلع الطرحه !!!تنتظر رد فعل عاصف ، سالتها مروة ، وانت كنتي لبستيها ليه ؟؟ لم تجد مبررات تجاوب بها علي مروة ، امها قالت لابد فاطاعت ، لم تفكر ، لم تختار ، حاقلع الطرحه ، ساعود لتلك اللحظه التي لم اختار فيها ،ساعود لها حتي افكر فيما ارغبه واختار ماارغب فيه ، لو قررت وقتها ارتداء الطرحه سارتديها بمنتهي الثقه واليقين والايمان !!! غضبت من امها ، سرقتي مني لحظات اختيار كثيره ياامي ، هل هذه كانت مصلحتي كما تظني، اعجزتيني عن التفكير واتخاذ القرارات والاختيار ، مش عارفه ، همست لمروة ، ابتسمت مروه ، لما تعرفي وتحبي تلبسيها تاني مافيش مشكله !!!! فعلا وقتها مش حيبقي فيه مشكله !!
كبرت مروة كثيرا وهي لم تنتبه !!!
صرخ كريم وقتما شاهد شعرها ولونه ، احلويت قوي ياماما وصغرت جدا كمان !!!
ضحكت مروه ، فعلا ، كنت عجوزه جدا ،يمكن اعجز من تيته !!!!وانفجرت هي وكريم في الضحك وانفجرت هي في البكاء !!!!ا
وتراكمت امواج التوسونامي تستعد للفيضان الكبير !!!!
زارتها امها ، انت اتهبلتي ، ضحكت ليه ، كشفتي راسك ولابسه احمر واخضر وملونه خلقتك زي العيال  ، انت اتهبلتي فعلا ،هو غياب جوزك ملخبطك قوي كده ، ضحكت اكثر ، غياب اشرف لم يلخطبها ولم يؤثر فيها ، اعتادت غيابه حتي نسيته ، ارجعي لعقلك وبلاش فضايح ، لو ابوكي عرف حيموتك !!! قولي له ، فزعت امها ،بتقولي ايه ، قولي له ،لانه حيعرف حيعرف وكفايه بقي ،لم تفهم الام ، كفايه بقي سيطره وتحكم ، حياتي ضاعت ياماما ،سيبوني بقي اعيش زي ماانا عايزه !!!! 
لم تفهم الام كل كلامها وقصت علي ابيها كل ماحدث وهي تبرر له تصرفاتها بأنها اتجننت خالص !!!!
اتصل بها ابيها بصوت غاضب وطالبها بزيارته ، اقعده ظهره المعووج وفقراته الملتهبه في الفراش فلم يقوي الذهاب لمنزلها وتحطيم راسها واعادتها لرشدها ، خير يابابا ، ترواغه ، يصرخ فيها ، حتمشي علي حل شعرك خلاص يانجوي ، قلعت الطرحه وحزقتي هدومك وخلاص عيارك فلت !!! ابتسمت ساخره ،والسيده ذات الطرحه السوداء بشحوبها وبرود نظرتها واليأس المرتسم علي وجهها تتراقص امام عينيها ، كنت مبسوط مني كده صح ؟؟ تتمني تسال ابيها ، لكن انا بقي مش مبسوطه ومش حارجع كده تاني !!! تهمس لابيها ، حاضر يابابا حاجي لك بكره !!!! ونامت طيله الليل تحلم بعلقه ساخنه سيحطم بها عظامها بحزامه وعصايه الشماعه والاقلام والشلاليت ،استيقظت من نومها فزعه ، لم يضربها ابيها ابدا ، لم يحتاج يضربها ، لم تتمرد عليه ليؤدبها ويعيدها لرشدها ، لماذا تحلم به يكسر عظامها ،ابتسمت ، اخيرا تمردت عليه ورفضت اوامره ، اليوم يتمني ابي صحته العفيه ليكسر عظامي ، لكنه قعيد الفراش عاجز عن الحركه ، اشفقت عليه ،تمنت لو كان بصحته ليضربها فتصر علي مافي راسها فيدرك انها كبرت عليه وعلي اوامره ونواهيه ،سيتصورها عنيده مصممه علي ماهي فيه لانه عاجز عن ضربها ، اضربني يابابا مافيش فايده ، اخيرا لقيت نجوي ومش ناويه اسيبها تختفي تاني !!!!!
و................. اتصل ابيها بزوجها ، مراتك تعبانه ارجع شوف مالها ،اتصل به بعدما يأس من الحوار معها وبعدما ركبت راسها وصممت علي المضي قدما في طريقها الذي اختارته بعد توهه طويله !!!!
نظر لها حانقا عليها ، اذا كنت انا عجزت ومش قادر عليكي ، اهو جوزك جاي يشوف له صرفه معاكي !!!
و................ لم يأتي اشرف الا بعد ثلاثه شهور ، قضتها نجوي وهي تتعلم الانجليزيه والرسم علي الزجاج والكومبيوتر !!!
اعدت في خيالها حوار طويل بينهما ، انا معرفكش وانت متعرفنيش !!!! لا مش معني كده اني عايزه اتطلق ،لكن لازم نتعرف علي بعض ، ترجع تعيش معانا وتسيبك من السفر ، تتوقع رد فعل اشرف ، سيراها جنت مثلما تراها امها ويراها ابيها !!! من غير تريقه ، مابقولش نتخطب تاني ولو اننا يعني وقت الخطوبه ماعرفناش بعد ، لكن باقول نتعرف ، بتحب ايه وتكره ايه ، نتفسح سوا ،نروح السينما سوا ، تقولي ايه الكتب اللي تحب تقراها ، ايوه نتعرف ايه الغريب في ده !!!! 
حوار طويل اعدته في خيالها لاشرف !!! وانتظرته وهي تحدق في صورة السيده ذات الطرحه السوداء ، وتتعجب كيف بقي زوجا لتلك السيده الشاحبه الباهته الحزينه كل هذه السنوات الطويله !!!! ابتسمت فجأ ، ربما تركها كل تلك السنوات وحيده لانه لم يحب السيدة ذات الطرحه السوداء ولم يجرح مشاعرها ويقل لها ذلك ، ففر منها وغاب وهجرها!!!!

( 8 )
قطة مغمضة

كمان عايزه تشتغلي ؟؟؟ سالها اشرف لايصدق مايسمعه منها !!! لو خرجت من بيتك تبقي طالقه ياام كريم ، انا مش باتعب كل التعب ده علشان في الاخر تسرحي في الشوارع ولا كأنك في عصمه راجل او كأني مش مكفيكي فخرجت تشتغلي علشان تأكلي نفسك !!! 
حاولت تشرح له حقيقه احساسها وانها ترغب يكون لحياتها قيمه وتشعر بذاتها ونجاحها و.............. لم يفهم اي كلمه مما تقوله ...
مهما شطح خياله لم يكن ليتصور ابدا ان زوجته التي تركها قطه مغمضه اصبحت مثلما اصبحت !!!!
انت ماتعرفيش ان طاعه الزوج من طاعه ربنا ، الورقه الاخيره في جعبته ، اعرف طبعا لكن الزوج كمان عليه واجبات اهمها مايسيبت مراته ويسافر سبع سنين !!! يرتبك ويصمت !!! 
هو انا اتجوزتك علشان تسافر وتفضل بعيد وافضل انا لوحدي !!!!
ماهو كله لمستقبلنا ومستقبل الاولاد ، العمر عدي واولادك كبروا ، امتي حتعيش معاهم؟؟؟ 
باقولك ايه ، من الاخر ، تلبسي الطرحه وترجعي زي ماكنت يادار مادخلك شر !!!تصممي علي اللي في راسك انت حره !!!
تركته يرغي ويزبد ، عادت له بالصوره التي التقطتها وداد ، وضعتها امامه ، عاجبك الست دي ،عاجبك فيها ايه ، يحدق في الصورة ويبتسم ، هي دي الست اللي انا عارفها واتعودت عليها ، هي دي الست اللي اقول يمين يبقي يمين شمال يبقي شمال ، امين امين ، هي دي الست اللي انا اتجوزتها وبسخريه سالها ، انت مين ؟؟؟ ضحكت بصوت عالي ، انا نجوي !!!!
اتصل بابيها وشرح له حالة ابنته ، بص ياعمي ،انا عامل للعشره حساب وعلشان خاطر الاولاد حاصبر واستحمل ،لازم اسافر علشان شغلي ، عقلها ولما تعقل هي مراتي ام عيالي ، واذا ركبت راسها ،حلها معروف ومش عايزه الجأ له لانه ابغض الحلال !! 
وسافر .................... 

( 9 )
الشغل

انا لقيت شغل ؟؟ ايه ، بتقولي ايه ، صرخت امها !!!
شغل !! وبكام بقي ؟؟ مش نظريه كام ، حاشتغل في جمعيه اهليه مهتمه بالبيئه والمجتمع ،سكرتيره تنفيذيه !!!
وانت تفهمي ايه في السكرتاريه يانجوي ؟؟!!! فهمت ياماما وعلمت نفسي وقدمت علي الوظيفه وخدتها !!!!
انت مصممه تخربي بيتك !!!! ليه ياماما ؟؟؟ سؤال لم تجد له ابدا اجابه لاعند امها ولا ابيها ولا زوجها الذي اخبرها انها محرمه عليه ليوم الدين لكنه لن يمنحها حريتها حتي لاتسير علي حل شعرها كما حذره ابيها !!!
و....................اخبار نجوي ايه ؟؟؟؟
حتبقي كويسه ، تهمس نوجه للسيده ذات الطرحه السوداء تخبرها ان ايامها ولت وذهبت ولن تعود !!!!

( 10 )
نوجة

تأخرت علي الميعاد السنوي لصديقاتها ، اتصلت بها نيفين فلم ترد عليها ، تعرف انها تأخرت ، قصدت التأخير ، تبحث عن اندهاش الصدمه التي سيشعروا بها كلهن وقتما يروها!!!
يجلسن في نهايه الصاله الكبيره في الكافيه التي اختارتها وداد !!!
تدخل نجوي عليهن ، ترتدي فستان قطني ازرق فاتح مزركش بالورود الصغيره ، شعرها الاسود القصير يتطاير فوق راسها ، صندل سيور ترتديه في قدميها ، لم يتعرفن عليها في البدايه ثم صرخت لبني ، نجوي ، مش معقول !!!!!!!!!!!!!
وانفجر الصخب ، لاتصدق الصديقات ماتراه اعينهن !!!!
احكي احكي لنا اخبارك ايه واخبار ولادك ايه ؟؟؟
تجلس بثقه ، الحقيقه لازم اقول انكم اصحاب الفضل في اني لقيت نجوي !!! او بمعني اصح نوجه !!!
عواصف من الضحك اللطيف الفرح تجتاح المكان ، وكمان نوجه ؟؟!!!!ا
تقص عليهن اخبار نوجة ، بحب الشغل قوي ، وبانزل معاهم الاحياء الفقيره بنعمل دراسات ونشوف مشاكلهم ايه ونحاول نلاقي ليها حل ، تقص عليهن طرائف السيدات الفقيرات التي قابلتهن ، تقسم لهن ، كل واحده منهم علي وشها هم رهيب ، تسالها لبني بخبث ، ايه شبه نجوي بتاعت زمان ، تضحك نوجه ، لا شبه السيدة ذات الطرحه السوداء ، وكأنها تقول ان تلك السيده لم تكن نجوي بل كانت اخري غريبه هي شخصيا لاتعرفها !!!!
واشرف ؟؟؟ سالتها نيفين ، اشرف لسه مصدوم ،انا مافقدتش الامل انه يستوعب كل اللي حصل ، همست وداد ، ولاعمره حيستوعب ، هزت كتفيها ،ياخساره والله بس بجد صعبان علي ، نام وصحي لقي مراته بقت واحده تانيه !!!
وانكل ، ضحكت نوجه ، لا سيبوا انكل علي جنب ، طول النهار يدعي ربنا يهديني ، اعتبرني اتجننت !!!
وطنط ، ماما قعدت تتخانق معايا كتير وفي الاخر قالت دي حياتك اللي انت عايزاه اعمليه!!!
يأست منك يعني يانوجه !!!وجايز اعجبت بي !!!انفجرن في الضحك يصدقوها ، نعم امها اعجبت باختياراتها الجديده لحياتها ،اعجبت بيها وربما حقدت عليها وتمنت لو عادت بها الايام للخلف لتعيش هي الاخري حياتها التي تسربت من بين اصابعها كالرمال الخشنه!!!!
طيب وولادك ، كريم مبسوط قوي وخاصم ابوه لما عمل اللي عمله ، مروه بقت صاحبتي وبنخرج سوا ونعمل شوبنج سوا ولما جت الشغل معايا مره ،رجعت مبسوطه قوي وقالت لي بقيت فخوره بيكي ياماما ، وبالمناسبه بطلت تتفرج علي المسلسلات التركي وبقت بتقرا كتير قوي،انا وهي بنقرا كتير قوي !!!!!! 
صفقت الصديقات فرحات بصديقتهن الجديدة نوجه !!!!
الغريب جدا ، ان السيدة ذات الطرحه السوداء ابتسمت هي الاخري ، وكأنها سعيده بأن زمنها انتهي وحياه نوجه قد بدأت !!!!
حتي السيده ذات الطرحه السوداء كانت تحب الخير والسعاده لنجوي لكنها عاجزه ترشدها اليه ، كان يتعين علي نجوي ان تجد نفسها حتي تنتهي ايام السيدة ذات الطرحه السوداء !!!

( 11 )
موسيقي هادئة

مازالت جالسه علي مكتبها تحدق في صورة السيدة ذات الطرحه السوداء علي شاشه الكومبيوتر !!!
تنصت بسعاده لموسيقي هادئه تنساب من الراديو وبرنامجه الموسيقي !!!
تبتسم وهي تحدق في الصورة ...
ستخلع عنها الطرحه السوداء !!!
سترسم علي وجهها ابتسامه كبيرة !!!
ستضع علي عينيها نظاره شمسيه كبيرة !!! 
ستزرع لها خصيلات سوداء من شعر ناعم !!!!
ستغير ملامحها التعيسه ، ستخفي نظرتها البارده ، ستنزع الشحوب عن وجهها !!!
لا ..........
قررت بحسم ... سابقي الصورة مثلما هي !!!
ساطبع منها مائه صورة !!!
ساعلقها علي كل جدران المنزل ، ساترك نسخا لابنتي وقتما تتزوج تعلقها فوق جدران منزلها ، سامنح زوجه ابني عده نسخ لتزين بها غرفه نومها ، ساوزعها علي الفتيات في المدارس وفي الجامعه !!!
سابقي الصوره مثلما هي ، ساحتفظ بها ، واطالعها كل يوم ، وربما مرتين في اليوم الواحد !!!
ستذكرني وقتما انظر لها بما كنت فيه وماعشته !!!
ستذكرني بتلك السيدة الباهته الشاحبه التي عشت فيها سنوات طويله 
ستذكرني بالاسباب التي دفعتني لاكون تلك السيده ذات الطرحه السوداء وانسي نوجه!!!
ستحذرني اقع في نفس الكمين مره اخري !!
لن اترك لاحدهم قياد روحي وحياتي 
لن اتركهم يختاروا لي مايحبوه 
لن اتركهم يجبروني علي عيش حياتهم ...
هي فقط .... السيدة ذات الطرحه السوداء التي ستنقذني من كل مامررت فيه وتمنعني اعيشه مره اخري !!!!
ابتسمت للصورة وكأنها تقول لها احبك لانك انقذتيني ، تكاد تقسم ان الصورة بادلتها الابتسامه !!!
نوجه منحت تلك السيده الشاحبه الباهته الحزينه اليائسه معني كبير وقيمه كبيره لحياتها!!!
ستظل بشحوبها ويأسها ناقوسي يحذر نوجه ومروه وزوجه كريم وكل البنات من الوقوع في كمين الضياع !!!
الكمين الذي افقد نجوي نفسها وحياتها فصارت السيدة ذات الطرحه السوداء !!!! 
تركت نوجه الصورة علي حالها واتسعت ابتسامتها اكثر واكثر واطفئت الكومبيوتر ودخلت نامت نوما عميق!!

( 12 )
في الحلم

في الحلم همست للسيدة ذات الطرحه السوداء اشكرك جدا !!
واحتضنتها ونامت وهي تفكر في يومها المزدحم ومالذي ستفعله فيه !!!
وبقيت تلك القصة تبحث عن عنوانها ...

هناك 9 تعليقات:

رأفت وليم يقول...

هى عادية قبلت أن تكون داجنة فى بيت ابيها ...قبلت ان تتحول الى زوجة مستأنسة فى بيت زوجها ...تكتفى من انوثتها بشهر فى العام ...تصبح فيه جارية يستعملها ...شهريار الذى ..يطعمها ...قمعها استبداد أسرتها ...أسكت فيها تغريد ...طائر الجب ...ولكنها ...فجأة تحولت الى ..ثورة متمردة تنكر أستبدادا مارته عليها قبيلة خيالية تزعمها أب ..وباعها لزوج ...تذكرت انها ..أنثى ...أستعادت انوثتها الخامدة ..بداخلها وفتحت لنفسها باب الحرية وللحدوتة عنوان الخروج من قصر شهريار ...أو خارج أسوار ...الحياة

رأفت وليم يقول...

هى عادية قبلت أن تكون داجنة فى بيت ابيها ...قبلت ان تتحول الى زوجة مستأنسة فى بيت زوجها ...تكتفى من انوثتها بشهر فى العام ...تصبح فيه جارية يستعملها ...شهريار الذى ..يطعمها ...قمعها استبداد أسرتها ...أسكت فيها تغريد ...طائر الجب ...ولكنها ...فجأة تحولت الى ..ثورة متمردة تنكر أستبدادا مارته عليها قبيلة خيالية تزعمها أب ..وباعها لزوج ...تذكرت انها ..أنثى ...أستعادت انوثتها الخامدة ..بداخلها وفتحت لنفسها باب الحرية وللحدوتة عنوان الخروج من قصر شهريار ...أو خارج أسوار ...الحياة

غير معرف يقول...

يم يم يميييي ...
ههههههه
حدوته جميييله
اممممم .. الحقيقه انها شكلها محتاجه تسونامي تاني اعنف من الاولاني
بس فيه شويه تفاصيل في الجون ..
انتي مخاويه يا اميرة ؟؟؟؟
ههههههههه
بحبك كالعاده:)))

Mafrousa يقول...

واااااااااااااااااو
قريتها من اول حرف لآخر حرف
حلوة جدااا يا اميرة
فعلا الواحد بتتسرق منه سنوات عمرة و هو فى خدمة الحياة الزوجية و بينسي نفسه
فظيعة القصة حلوة جداااااا
عارفة الجملة اللى استوقفتنى

نغمه نشاز في سلم موسيقاهن الجميلة

ساعات لما بكون قاعدة لوحدى و جوزي مسافر
هههههههههههههههه
بفكر فى مفروسة قبل الزواج
كانت حاجة تانية و اتمنى انها تعود
بتفرج على صورها و افتكر قد ايه كانت كلها حيوية و نشاط و كانت عيونها بتلمع
كانوا يبيقولوا لمعان العيون يدل على الذكاء
انا بقا كنتت بقول انه يدل على الانبساط و السعادة و الاقبال على الحياة
الغريب ان الواحد قبل الزواج كان فاكر انه لما يتزوج مش حيلاحق على الخروج و الفسح
و ان السينما اللى كنت باروحها تقريبا كل اسبوع، حفلة 10 صباحا...حفلة الاطفال...خلاص راحت عليها و حروحا فى حفلة منتصف الليل ما انا اتجوزت بقا
و حياتك طلع ما بيحبش السينما اصلا
و ما بقتش اروحها اساسا
ياااااااااااااه ايام
فعلا الواحد لازم يدور على نفسه و يلاقيها و يعمل اللى يبسطه
حلوة اوي القصة

مها العباسي يقول...

الاختيار فى ايدنا احنا
الحياه بتاعتنا احنا
احنا اللى نختار يانعيش يانموت
نقدر نفرض رغباتنا وارادتنا
نقدر نعمل اللى عاوزينه ولو فعلا قررنا ماحدش هايقدر يقف قدام رغبتنا الحقيقيه

بنت القمر يقول...

لايوجد في حياتها شيء جديد ، دروس التاريخ هي هي وقواعد النحو هي هي ، وابيها مازال يأمرها فتطيع وامها مازالت تخوفها فتخاف ، وزوجها مازال غائبا ومازالت تنتظر عودته
:)))
انت متاكدة ان الست دي اسمها نجوي؟!... اعتقد كلنا نجوي... وكلنا ام كريم... اوجاعنا كلنا يا اميرة
آآه كلنا هذه الست.. من ايد لا ايد بنشيخ يوم ورا يوم!

Carol يقول...

أحب أسلوبك و قصصك :)
احب تمردك و جنونك و عشقك للحياة الذي يطفو فوق أحرف كلماتك

لسه كنت بكتب تدوينه عن الإنسان الخائن لذاته و لحياته و حريته، و هل هناك ناس بتعيش و تموت لا تدرك خيانتها لنفسها!!
شيئ قاسي جدا
و امتى بيكون فيه نقطة تحول بتقابلنا؟
فمن حسن حظ بطلة القصة إنها صادفت من يوقظها من دوامه الظروف التي تعيش داخلها

كلما نزلت الشارع أرى الكثير من السيدات حولي يشبهون نجوى ، فالمجتمع قاسي بأحكامه و ردود أفعاله و يحتاج الى قوة و إرادة للوقوف أمام وجهه

تاملات رجل عجوز يقول...

استاذه اميره تحياتى لك كتباتك حلوه واللمسه الانثويه واضحه اعذرينى اشعر ان بعض شخصياتك فيها جزء منك فيها البساطه كشخصيتك عندما اشاهدك على شاشه التلفاز اشعر انك قريبه من قلوبنا بسيطه غير متكلفه وتكمل الصوره قصصك الرائعه اعترف اننى انتظر برنامجك انك اول ما تقع عليه عينى ويدهشنى اختيارك ملابسك وانتقائك لكلماتك وضحكتك الحلوه اعذرينى اننى خرجت عن موضوع المدونه ولكنى دائما اربط ما اقرا بمؤلفها فوجدتك رائعه

تاملات رجل عجوز يقول...

واضيف قصتك حلوة ومش ملتوته