مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الجمعة، 24 يونيو 2011

حكايه فاشلة لن تنشر ... اخر صيف في المعمورة ( الجزءالاول )




الجزء الاول
أحبك شئتي أم أبيتي
أحبك علمتي أم لم تعلمي
فأنا أعيش الان بأحضان طيفك
وسيبقى هذا المكان يجدد قصة حبي لكِ



( 1 )
في نفس العام ، وفي نفس الصيف ، قررت نادين وهي علي عتبات الخمسين تزور المعمورة للمرة الاخيرة وتمحو رؤوف وتمحوها من ذاكرتها ، وقرر رؤوف بعدما اتم عامه الخامس والخمسين ان يحي ذكري نادين في قلبه وروحه ، قرر يزور المعمورة وهناك وعلي نفس الشاطيء الذي شهد ميلاد حبهما يكتب لها خطابا يؤكد لها انه كان ومازال يحبها هي والمعمورة التي شهدت قصة حبهما .... وجمعت الصدفة الغريبه بينهما !!! وبين اللقاء الاول واللقاء الاخيرة علي شاطيء المعمورة ، جرت في النهر مياه كثيرة و.... مازالت تجري !!!

( 2 )
كتبت نادين في دفتر اوراقها السري ...
الحاضر اجمل مانعيشه فكل ماعشناه في الماضي انتهي وكل ماسنعيشه في المستقبل لم نعيشه بعد ، الحاضر اي ماكان هو لحظه الحقيقه ............وغابت مع الاغنية والدموع معلقه في مقلتيها كالاحجار المشحوذة !!!
انكسر جوانا شيء وانطفت بعد المشاعر
تهنا ونسينا الطريق وابتدي الاحساس يسافر واخد الاحلام معاه
انكسر انكسر جوانا شيء
غيرت فينا السنين والنسيم اصبح عواصف
وسط احساسنا الحزين انجرح قلب العواطف
ارتعش صوت السكات وابتدي يتوه الخيال
تهنا ونسينا الطريق انكسر انكسر جوانا شيء

( 3 )
كتب رؤوف في كراسته الزرقاء ..
الماضي عشناه ومر ، والمستقبل ننتظره ولم ياتي ، والحاضر نعبره من الماضي للمستقبل دونما ننتبه له ولحاله ولحالنا ....فتضيع حياتنا ....وابتسم وهو يستمع للاغنيه يتمناها في حضنه تسمعه معه.....
باحبك تستكين الريح في قلبي
والاماني تصيح بحبي واعشق التصريح
ودربي في الضباب مغمور
احبك تبتدي البدايات تاخدني ضحتك بالذات
تعيدي روح وقلب وذات تزيدني كشف للمستور
احبك ضي روحي يبان واعبر ضلمه الحرمان
واهجر غابه الاحزان واحقق حلمنا المسحور

هامش( 1 )
يكتب المؤلف هذا الهامش ، ليذكر نفسه باحداث الحدوته التي يكتبها ، وحين يصل لكلمه النهايه سيمحو هذا الهامش وهوامش كثيرة سيدونها في صفحاته .......
هذه قصه لاتصلح للكتابه ، تافهه لحد لايمكن تقبله .... "واد وبت" حبوا بعض في بدايه الصيف وسابوا بعض في نهايه الصيف !!! هذا احساس المؤلف بحدوتته .... واكم من قصص حب شهدتها الشواطيء واكم من غرام سطر البحر اسطره الاولي ومحي الموج بصماته ووجوده من فوق وجه الزمن ......... لايوجد في هذه الحدوتة مايصلح للكتابه ولا النشر !!!
هذا احساس المؤلف ... لكن لنادين ورؤوف احساس اخر بالامر ... بعد كل السنوات التي مرت ، مازالا يقفا امام قصه حبهما التي سيجبرا المؤلف علي تخليدها باسطره رغم انفه وانف شياطين ابداعه ... لنادين ورؤوف قرار اخر ....... ستكتب عنا حتي لو جاءت حدوتك تافهه لاتستحق القراءة ، لكن التفاهه ستأتي من اسطرك وكلماتك وضحاله تعبيراتك اما قصه حبنا فهي كانت ومازالت تستحق الكتابة !!!!
هذه ليست حدوته ... انها مشاجرة بين المؤلف وابطاله ، معا وقفوا في الحلبه يتصارعوا ونحن .... القراء نتحلق حول الحلبه نتابع المعركه ونتائجها و.............. من سينتصر ومن سيهزم ؟؟
وبدأت المعركة ...........

الحاضر
نادين - الغربة
خرجت من ردهة الفندق للشاطيء ، حدقت في البحر ، الغربة تفترسها ، هذه ليست المعمورة التي اعرفها !!! اربعه ايام قضتها تتجول علي الشاطيء الذي كانت تحبه فلم تعرفه ولااي من معالمه وكانها اختطفت لمكان غريب ، اربعه ايام مرت فيها امام عينها شرائط الماضي واحداثه ، لم تشعر الا بالغربه واحيت الالم وفتحت الجرح ، تصورت زيارتها ستمحو الماضي فاحيته وجددت احزانها ، فوق الجرح والحزن غربه موحشة ، ستغادر الفندق وتعود لبيتها وتطوي تلك الصفحه !! صفحه رؤوف والمعمورة ..
تنظر لكبائن النصر وشرفاتها التي كانت ملونة ، تنظر للبلاج الذي كان منظما انيقا وصار مكدسا عشوائيا ، كم فعلت السنوات في المعمورة فغيرتها ، ليست هي التي كنت اعرفها وكنت احبها و....... قررت تجمع ملابسها وترحل !!! تطوي قصه المعمورة وقصه حبها القديم وتمزق صفحه الماضي بكل مافيه وتعيش الحاضر !!!!
لكن وجه رؤوف بعينيه الطيبتين لم يتركاها وشأنها ... وكأنها لمحته يقترب منها ، ظنت ماتراه خيالا لكن الواقع لم يترك للخيال فرصه وفرض نفسه عليها ، نعم هو رؤوف !!!!!!

رؤوف - الصخب
اضطربت دقات قلبه ، يرتدي نظارته المعلقة فوق رأسه ويحدق في السيدة التي تقف بعيدا ، لايمكن تكون نادين ، هكذا همس لنفسه ، لكنها تشبهها بشدة ، قلبه المضطرب تعرف عليها واكد له ضعف بصره ، هي نادين !!! يالله ، انها بحق الصدفه المستحيلة التي لم يكن ليظن ابدا انها ستتحقق .... كان عائدا للفندق ، وصل اليه من ساعات قليله ، ترك ملابسه وخرج للشاطيء الذي شهد ملاحقته لها ، تمني يجلس تحت الشمسيه ويكتب لها خطابا ، الصخب حوله محي الاحرف المرتبه في راسه ، سيعود للفندق ويجلس في شرفة غرفته ويسمع الموسيقي ويكتب لها مايرغب في قوله من ثلاثين عاما ، لكنها تقف علي بعض خطوات قليلة منه !!! نادين ، همس بصوت منخفض يؤكد لنفسه ان مايحدث امام عينيه حقيقه وليس مجرد خيال مثل الذي زاره مئات المرات طيله الثلاثين عاما !!! نعم هي نادين ...........

نادين - الشك
لن يتعرف علي ، لست انا الشابة التي كانت منذ ثلاثين عاما ... سيمر بجواري ولن يعرفني !!! لماذا اقابله بعد كل تلك السنوات ، ابتسمت ساخره من سؤالها ، اقابله لاتأكد انه نسيني واني عشت الوهم سنوات طويلة وان الماضي انتهي وهو ليس في الحاضر ولن يكون في المستقبل !!! مازالت مكانها مرتبكه ثابته لاتتحرك ، تخشي تقترب منه فتتأكد شكوكها من انه لن يعرفها فيجرحها للمرة الاخيرة ، وكأن الجرح الغائر القديم اندمل حتي يطعنها ثانيه ... مازالت مكانها في منتهي التوتر !!!!!

رؤوف - الخوف
ستتجاهلني ، عندما اقترب منها ستتجاهلني ، سترد لي الصفعه الموجعه ، ستتجاهلني ، ستؤكد لي انها لن تسامحني ولم تسامحني ، ستذكرني بنذالتي وخستي ، ستؤكد لي ان كل السنوات التي عشتها افكر فيها وانتظرها تصفح عني ضاعت هباء ، ستؤكد لي غبائي وانه كان يتعين علي نسيانها واستئناف حياتي التي خربت بسبب احساسي بالذنب ، ستؤكد لي احساسي بالذنب ، سخر رؤوف من كذبه ، السنوات لم تمر ولم تخرب بسبب احساسي بالذنب ، بل احساسي بالحب ، ابتسم ساخرا من جبنه ، اعترف لنفسك انك تحبها وماقويت تحب غيرها فمرت السنوات وانت تنتظر صفحا لم يحدث ، تجاهلها لي وقتما اقترب منها سيفصح لي يقينا انها لم تسامحني ولن تسامحني ، سافيق من اوهامي واتيقن انها اغلقت صفحتي ومزقتها منذ سنوات بعيده وليتني لم افكر فيها واعيش معها واتمني صفحها !! ضاع العمر اسير الماضي فلم اعش الحاضر ولاانتظر المستقبل و.......تتسارع دقات قلبه اكثر واكثر !!!!


نادين .... رؤوف
اللقاء

وسارت نادين خطوات صوب البحر وسار رؤوف خطوات صوب الفندق واقتربا فهمست رؤوف ونادها نادين وادرك كل منهما انه مازال يتذكر الاخر ، فالنبرات المرتعشه ووميض العينين وارتجافه اليد والقلب ، اكدت لكل منهما انه مازال يتذكر الاخر ......... وصمتا صمتا طويلا وانفتح الستار علي ماضيهما الذي عاشاه فالتهم حاضرهما والتهمهما واسرهما علي شطه الجميل ، شاطيء المعمورة !!!!

*** نهاية الجولة الاولي
ابتسم رؤوف ونادين للمؤلف والحكم يعلن انتصارهما عليه في الجوله الاولي ، اجبراه يكتب عنهما ماكانا يتمني كتابته بالضبط .... كاد المؤلف يمزق اوراقه لكن الحكم اختطفها منه ليحافظ عليها و....................... سرعان مابدأت الجوله الثانية .....

الماضي

1- نادين
السؤال الحائر
كيف سامحتك ؟؟؟ سؤال سالته ومازالت تساله نادين لنفسها سنوات طوال ....
سامحتك ولم اقصد وشحذت كل الالم لابقي غضبي لكن الحب تسلل لروحي ومحي المرارة ولم يبق لك عندي الا الشوق
سامحتك .. لم ارغب ولم اريد ولم اقوي علي الا اسامحك !!!
كتبت نادين تلك العبارات في دفتر اوراقها .... قراتها مره واثنين وثلاثه و.... مزقت الورقة وقررت بمنتهي الحسم والعنف والعصبيه انها لم تسامحه ولن تسامحه !!!

2- نادين
رائحة البن
رائحة البن الطازج تموج في انفها ... تشعرها تلك الرائحة بالنشوة والشوق !!!تجلس في شرفتها البحرية تطل علي حديقه الفيلا الواسعه التي تركها لها زوجها بعدما مات في حضنها .....اشتري لها الفيلا في عيد زواجهما العاشر ومات وتركها في عيد زواجهما الثالث عشر وعاشت هي كل السنوات بعده وحيدة تترحم عليه وتفكر في رؤوف ، حبها الاول !!!عاشت بعض الوقت زوجه وبقيت بقيه السنوات ارمله ، لكنها ادوارا عاشتها ولم تعشها ، فقط هي الحبيبه التي تعذبت بالبعد ، هذا ماتعرفه عن نفسها وتراه دورها الاكبر الذي التهم بسهوله كل الادوار الاخري والايام والسنين !!! سنوات بعدما ترملت ، محت الاسطر والاحرف والذكريات طيبها واوجعها وبقيت تفكر في الحب الاول وبطله الاغريقي الذي عذبها بالحب وتعذب به !!!نعم هو حبها الاول لكنها لم تتزوجه ، رفضت تتزوجه وقتما بكي بالدمع يرجوها تصفح عنه ، هل اخطأت وقتما رفضت تتزوجه ، هل تعين عليها وقتها تصفح عنه وتتزوجه و..... وتنتهي الحكايه !!!
تضحك نادين ، لكن الحكايات لاتبدأ ولا تنتهي بارادة ابطالها ، الحكايات تخط دروبها وتجبر الابطال يلهثوا في طرقاتها ، وهاهي مازالت تجري في الدروب الملتوية ولاتعرف لارهاقها محطات راحة !!! لم تتزوج حبها الاول والوحيد ، تزوجت اخر احبها وحاولت تحبه او ظنت انها تحبه ، وحين مات تحررت مشاعرها فاكتشفت انها عاشت كل تلك السنوات تكذب علي نفسها وانها تحب رؤوف كانت ومازالت وستظل !!!عاشت مع زوجها سعيده كل سنوات الزواج ، لكن وقتما رحل عن حياتها ولم يترك اطفالا يؤنسوها ولا اولادا يحملوا اسمه ، لم تغرق في ذكرياته ، بل قفزت لذكريات ذلك الصيف الذي طال حتي احتل عمرها كله !!!
تجلس في شرفتها البحرية تنتظر فنجان القهوة الذي تشربه وقت غروب الشمس من بن طازج تطحنه خادمتها يوميا في تلك الساعه ، ساعه الغروب وطحن البن وفياضات الذكريات ....اقتربت الخادمه بخطوات بطيئه تسبقها رائحة البن المطحون الطازج ، تبتسم باسي ، وتكاد تسال نفسها ، ياتري هو فين ؟؟؟ لكنها تكبت السؤال وتمسك فنجان القهوه وتستنشق بعمق رائحه البن المنبعثه من بخاره وتغرق في بحار ذكرياتها مثلما تغرق الشمس في البحر !!!!
كالعاده وقت الغروب ، يخطفها الصيف البعيد من ايامها ، يعود بها لتلك اللحظه وقت كانت واقفه علي ذلك الرصيف الضيق امام باب المحل تنتظر صديقاتها يخرجن بالايس كريم ، تحب رائحة البن الطازج لكنها لاتدخل المحل معهن ، الزحام شديد وهي تكره الزحام ، تكتفي برائحه البن وشغف الانتظار وتضيع الوقت بملاحقه الاخرين بنظراتها تتامل سلوكهم وتبتسم حتي لو لم ترتسم الابتسامه علي وجهها ..
كانت شابه صغيرة جميلة بقلب اخضر يسطع من تحت فستانها الصيفي الرقيق لتكاد تري وميضه بعيون ذكية لامعة تقف علي الرصيف امام محل البن البرزيلي من ناحية البحر ، تسمع صوت الامواج تضرب بقوة في رمال الشط تمحو كل اثار النهار فترتعد ، الشمس تغيب في البحر ولحظه الرحيل تأتي مثل كل يوم ... الهواء المنعش يبعثر خصلات شعرها المبلولة الملقاة فوق كتفيها ويمر فوق خديها الحمراويين اثر قبلات الشمس الحارة علي بشرتها الرقيقه طيله النهار علي الشاطيء ، يمر الهواء فتتنبه مراكز احاسيسها وتبتسم وتتوجع !! ..............
هل لمحته يقف بعيدا عنها علي الرصيف ، هل احسته يكره الزحام مثلها ، هل ينظر لها ، هل تلك العينين اللتي تلاحقها واحست بهما ولم تراهما و لم تتعرف علي صاحبهما هما عينيه ، نعم فهي تشعر من الصباح وقتما سارت علي البحر وطارت قبعتها وضحكت وارتطم الموج بقدميها الحافيتين وصرخت بحمق وحماس وكانها تنادي علي القبعة لتعود ، تشعر منذ تلك اللحظة ان عينين يلاحقاها و...... هل هي عينيه العميقتين الطيبتين الحانيتين المرتسمتين بحدقات سوداء لامعه علي وجهه الاسمر النحيل ، هل هذه تلك العينين التي يلاحقاها ، رفعت راسها لتختلس اليه نظره اخري فاحصه تمنحها اجابه علي سؤالها الحائرة ، ........... لكنه اختفي من امامها فلم تجد الا بقايا خياله ترتسم علي الارض وكأنه كان وهما وصار وهما ، تناسته وعادت تنتظر اصحابها ، لكن نادين التي مازالت واقفه امام محل البن البرازيلي في المعمورة وقت الغروب لم تعد هي نادين التي كانت قبلما تلمحه ، فهذا الشاب الاسمر النحيل بعيونه السوداء ونظرته العفوية والحنان الذي انسكب من عيونه في قلبها اربكها و.....................مالذي تركه رؤوف خلفه في قلبها لياسرها في قصته كل تلك السنوات؟؟؟؟...
كانت الشمس تغرق في بحر المعمورة في تلك الثانية ، تلون الافق بالاحمر البرتقالي الحزين الموجع ... سنوات والشمس تغرق في البحر ، كل يوم تغرق في البحر وتبعث ثانيه للحياة لتغرق مرة ثانيه .... في ذلك اليوم الذي شاهدت فيه نادين رؤوف للمرة الاولي كانت الشمس كعادتها تغرق في البحر .. وهاهي الشمس وهاهو البحر مثلما كانا ومثلما سيظلا ... اما نادين ورؤوف فلم يظلا مثلما كانا وباعدت بينهما الحياة وابقتهما اسري في لحظه الرحيل ووجع البعاد !!!!
رائحه البن الطازج تحتلها ، مثلما كانت في تلك اللحظة ، مازالت تتذكر عينيه والحزن المخيم علي نظراتهما والحنان ، كيف افلح يطبع ملامح وجهه والحزن المرتسم في عينيه بسرعه في ذاكرتها منذ اللحظة الاولي التي شاهدته فيها ، كيف افلح وقتها يجعلها تفكر فيه ؟؟؟؟
اسئلة كثيرة لم تجد لها اجابة ............ تنهدت نادين ، اه منك يارؤوف ، اسئله اسئله ، هذه طبيعه العلاقه بينهما ، اسئله بلا اجابات ، عرف اسئلتها ولم يجاوب وطرحت اسئلتها ولم تلح و.............. وبقيت الاسئلة والذكريات ورائحة البن بعد كل تلك السنين يذكروها بشهب الحب الذي اضاء حياتها بسرعه واحترق !!!!!!!!!!!
ومازالت الشمس تسقط في البحر .............. انه قدر الرحيل !!!! قدر الرحيل يارؤوف!!!
وكانها تلتمس له العذر فيما اتاه !!!ابتسمت بارهاق ، سنوات طويله مره وهي تحاول تلتمس له العذر !!!ومازالت الشمس تغرق في البحر ومازالت رائحة البن الطازج تحتلها هي والحنين !!!ومازالت اسيرته ....

نهاية الجولة الثانية ...
وسط حلبه المعركة وامام كل القراء والجمهور انتصرت نادين علي المؤلف!!!! فصفق الجمهور فرحا !!! وحان الدور علي رؤوف !!!

3- رؤوف
الدفتر الازرق
حين غابت الشمس واحتل الظلام العالم حوله ، تذكرها ، تمني لو يدخل في حضنها ، تمني لو تصفح عنه وتعود له ، لكنها لن تفعل ابدا ، هو يعرف انها ابدا لن تصفح عنه ، لكنه مازال يشتاق لها و........... سيكتب لها خطاب !!!
اخرج دفتر خطاباته الازرق وقلمه الاسود وقرر يكتب لها خطابا ........ ضحك من سذاجته ، هذه الايام لم تعد الخطابات طريقه التواصل ، الحياه تطورت كثيرا عن تلك الايام التي لم يكن يجد فيها المحبين الا الاوراق الملونه سبيلا للكتابه والمودة ، قرر رؤوف ، سارسل لها ايميل ، انا رؤوف يانادين ، سابدأ الايميل بتلك العبارة ، نعم سنوات طويلة مرت علي فراقنا لكنك ستتذكريني وصمت ...... تمني لو يقوي يقول لها سامحيني ، لكنه لن يقول فهي لن تسامحه ابدا !!!
يجلس رؤوف علي مكتبه وامامه دفتر الاوراق الزرقاء والقلم الاسود والكومبيوتر ، اكره الايميلات وكل الوسائل الالكترونية ، احب الخطابات المرسومه بخط اليد ، احب مشاعري تنسكب علي الاوراق شحنه دفء تصل لمن اكتب لها ، سخر رؤوف من نفسه ، وكانك عاشق ايها الابله ، وكأنك تراسل حبيتك ، سنوات طويله مرت علي اخر لقاء بينكما ، سنوات طويله لم تراها ولم تكلمها ، من انت لتتذكرك نادين ؟ يتمني رؤوف تكون نسيته ، يتمناها تنسي القصه الصغيره التي بدأت وانتهت بسرعه واجتاحتها الحياه وكان موجه طاغيه محت اسميهما المحفورين في الرمال الرطبه امام البحر ....... تنهد رؤوف و......... ضبط الراديو علي موجه البرنامج الموسيقي و..........اجتاحته الموسيقي هادئه ناعمه جميله حنونه مثلها وابتسم ............ ياتري اراضيك فين يانادين ؟؟؟ يتمني لو دخلت في حضنه ونامت !!! لكن حضنه بارد ومليء بالاشواك ، حضني يانادين ينتظرك وهمس " بس لو تسامحيني " !! ابتسم والموسيقي تلفه وتلفه و................ تلفه وتلفه وتحيط به وتختطفه في دواماتها ....
ومازالت الشمس تغرق في البحر ومازال قدر الرحيل يقبض علي روحه !!!!
انتبه فجأ انه لايعرف عنوان سكنها ولا الايميل الخاص بها ، هز راسه ناقما ، كل شيء حوله يبقيه اسيرا في احساسه بالذنب غريق في بحور الماضي الموحشة !!! ورفع صوت الموسيقي اكثر واكثر وتاه .......

4 - رؤوف
القبعة القش
يحدق في المرآة ، رجل اشيب في منتصف الخمسينيات ، التجاعيد ترتسم علي وجهه وعلي روحه ، ليس هو ذلك الشاب الاسمر الذي كان واحبته نادين ، ربما يشبهه لكنه ليس هو ، هل هذا معقول يارؤوف ، شاب ارعن في بدايه العشرينيات يفسد عليك حياتك كلها ، تظل تدفع ثمن اختياره العبثي ، وقت قرر بحمق ان يذبح حبيبتك وبقيت صامتا اخرس تتفرج عليه وهو يقتلها ويقتلك .......... ثلاثين عاما واكثر مرت وانت تدفع كل ليله ثمن حماقته وعذابها ...
لماذا بقيت صامت اخرس طيله كل تلك السنوات ، لماذا لم تحاول تصلح خطأه ، هذا ليس خطأ هذه جريمة ، اوافقك ، لماذا لم تكفر عن جريمته وتذهب لها وتعالجها وتعود بها لحضنك !!!
يحدق رؤوف في المرآة اكثر واكثر ............ رجل اشيب دهسه قطار العمر اسير الذكريات لم يعش حاضره ولاينتظر مستقبله ولا يخرج من اطر ماضيه ...... دفع ويدفع ثمن خطأ الشاب الاهوج الذي كانه !!!
تداهمه الذكريات كالعاده مثلما تداهمه ، كانيجلس علي الشاطيء هاربا من صخبه بالغرق في الموسيقي والبحر ... يفكر في نهي ، حبيبته التي تركته في بدايه الصيف واخبرته انها لم تعد تحبه و.... تقلصت معدته ، يتمني لو تقف نهي امامه ليمزق وجهها باظافره ويمزق شعرها الذي كان يحبه ، من انت ايتها المتعجرفة لتتركيني ، احبها من الصيف الاسبق ورافقها طيله الصيف ، يحضرا حفلات السينما الصيفي ويجلس معها في الصف الاخير تنام علي كتفه ويعبث في اصابعها ، يسيرا معا علي الشاطيء وقت القمر حافيين فوق الرمال المبلولة الرطبه ، اشتري لها كل عقود الفل واخذها علي الدراجه امامه واحتضنها بذراع وقاد الدراجه بالذراع الاخر ، اختلس منها قبله في حفله الرقص النهاريه في المنتزة ، تصورها تحبه مثلما يحبها ، بني قلاعا علي الرمال واسكنها بالاحلام الورديه ووجهها الجميل ، كان هذا كله واكثر الصيف الماضي ، وفي اول هذا الصيف فاجئته بانها لاتحبه ولن تبقي معها وسرعان ماشاهدها تتعلق بذراع شاب اخر ، هذه قصه صيفها الجديد ، اما قصتها معه فكانت قصه الصيف الماضي ، الصيف انتهي ومعه قصتهما ومشاعرها ، ضحك رؤوف ، نهي صاحبته طيله الصيف ولم تحبه ، نعم هو احبها لكنها لم تحبه ، هي تغير الاحباء علي عتبات الصيف مثلما تغير ملابسها وتنهي قصه الصيف السابق مثلما ترمي ملابسها القديمه ...... انه مجتمع المعموره الصاخب الذي ينظر للفتاه صاحبه المشاعر باعتبارها " دقه قديمة " ولاتجد من يحبها ، مجتمع المعموره الصاخب الذي يفرض قوانينه علي قلوب كل المصطافين فتبدل الفتيات الاحباء بسهوله تبديل الصنادل والقبعات و............ مازال رؤوف يفكر في نهي مغتاظا ، كيف سينتقم منها ويثأر لنفسه ، كيف يرد كرامته الجريحه امام اصدقائه الذي لايكفوا عن السخريه منه ومن رومانسيته الحمقاء التي منعته " يرميها " قبل ما " ترميه " !!!
في تلك اللحظة ومشاعر الانتقام الصبيانيه تسيطرعلي مشاعره سمع صرختها و............ لمح نادين ، فتاه تسير حافيه علي الشاطيء امامه بفستان وردي وقبعه قش يزينها ورده كبيرة ، حدق في وفي خطواتها المطبوعه علي وجه الرمال المبلولة ، تعجب انه لم يراها من قبل وكأنها دخيله علي مجتمع المعمورة الذي يعرف بناته من شارع واحد وكبائن النصر حتي اخر الشط ، من هذه الفتاه الجميله بالفستان الوردي والقبعه القش التي طارت من فوق راسها ، تصرخ كانها تنادي قبعتها لتعود ، ضحك شباب علي الشمسيه المجاوره ، سمعت ضحكهم ارتبكت ، تمني لو هرع يناولها القبعه لكنه لن يفعل ، تمني لو ضرب الشباب الذين ضحكوا ساخرين من صرختها الملتاعه خوفا علي قبعتها ، لكنه لن يفعل ، اااااااااااااه يارؤوف ، دائما تتمني ودائما لا تفعل ، تعيش داخل نفسك علي هامش الحياة ، قبضت نادين علي قبعتها واكملت سيرها تلاحقها عينيه ، احست خطواتها ارتبكت كانها احست به يراقبها ، استدارت تبحث عن العينين اللاتي تلاحقها ، لكنه اختبا خلف نضارته السوداء فلم تلحظه !!! ظل يتابعها حتي غابت عن بصره ، لكنها وفستانها الوردي وقدميها الصغيرتين واناملها الرقيقه التي تترك بصماتها علي وجه الماء والقبعه التي طارت من هواء البحر بقيوا في خياله لم يبارحوه ولا ثانيه لدرجه انه نسي نهي ورغبته في الانتقام منها ، او هكذا تصور !!!
سال نفسه من هي هذه الفتاه الجميله ، وكيف لايعرفها ؟؟ سالت نفسها من هو صاحب العينين اللاتين تلاحقها ، لاتعرفه ولم تعرفه و.......... وانتهي المشهد الاول في قصتهما ، انتبه لها وانتبهت لعينيه وبقي هو داخل نفسه وبقيت هي تجري علي الشط خلف الامواج وهي تقبض علي قبعتها تخاف عليها تطير من فوق راسها !!!!!!!

نهاية الجوله الثالثة
اعلن الحكم ان المؤلف ورؤوف سيعيدا الجوله مرة ثانيه ، فاحدهما لم يفلح في الانتصار علي الاخر تراقبهما نادين مبتسمه...

5 - نادين
باقة الزهور البيضاء
تركت الشرفه وهبطت للحديقة ... جلست امام حوض الزهور البيضاء ، نعم الزهور البيضاء ، انت السبب يارؤوف ، هكذا تشرح له ، حين اهداها باقه الزهور البيضاء في لقاءها الاول وشم روحها بحب الزهور البيضاء ، ده اجمل ورد لاجمل قمر ماشي علي الارض ، منحها باقه زهور بيضاء فارتعش قلبها فرحا وانتهت قصه الحب وبقيت الزهور البيضاء ، وحين اشتري لها زوجها الفيلا ، اوصت الجنايني بزراعه الزهور البيضاء في كل ارجاء الحديقه الواسعه و...... سرعان مااحاطتها الزهور البيضاء وكانها تتأنس بها من الصقيع الذي يحتل اعماقها بعدما ذبحتها ورحلت !!!
لماذا انت .......... سالت نفسها هذا السؤال عشرة مرات ، بل مائة مرة ..طبعا ليس السبب في عينيك الحانيتين ، هذا قالت لنفسها ، فاكم من عيون حانيه صادفتها ولم تراها !!! طبعا ليس السبب في رقتك الفطريه معها ، تفكر ومازالت الاجابه تائهه ، فرقتك الفطريه اسعدتها وقتما اكتشفت انها تحبك ، ولولا هذا الاكتشاف مااحست برقتك ولا بك !!!
لماذا انت .......... تسال نفسها وهي تجلس بمنتهي الاسترخاء امام الشجرة الكبيرة يداعب وجهها نسيم بحري برائحه الياسمين تسمع الموسيقي وتلتهم الثلج البارد تلوكه بين شدقيها وفوق اسنانها فتشعر انتعاشا لم يخلقه في روحها الا الثلج وانت !!! تنفجر ضاحكه ، انت مثل البركان تفور بالحمم اللاهبه تنفجر غضبا وفرحا وحزنا ويأسا وبهجة ، واكم من مرة انفجرت في وجهها ومزقت روحها لشظايا صغيرة وهي عاجزه عن استيعاب جنونك ، يوم سالتك عن نهي وقصتك معها ، انكرت في البدايه وانفجرت غاضبا من شكوكها في النهايه ، انفجارا ارعبها ، غضب اسود يرتسم علي وجهك ونيران تنبعث من عينيك وكانك تنين خرج من الاساطير المخيفه ، يومها احستك مجنونا وقررت تصدقك وتصمت ، ليتها جادلتك تشاجرت معك ، ربما انتبهت لما تفعله وكففت عن كذبك ، لكنها لم تفعل فتماديت وغضبت وخاصمتها وتدللت عليها حتي صالحتك بعدما قررت انها صدقتك وهي لم تصدقك ، تمد لك حبال الكذب لتخنقك فخنقتك !!! انت مثل البركان ياحبيبي لكن ، لكن ... همست نادين لنفسها رغم كل هذا كنت ومازلت تنعش روحها مثلك مثل الثلج البارد الذي تلوكه بين شدقيها !!! ومازالت تسال نفسها لماذا انت ؟؟؟ سؤال سالته لنفسها سنوات كثيره متلاحقة ، ولم تعثر علي اجابته ولم تنساه او تمل منه !! لماذا انت يارؤوف ؟؟؟
تعود للصيف وللمعمورة ، مازالت تشعر بعينين يطارداها ، لاتعرف صاحبهما ، لكنهما يلاحقاها ، تحس بهما في كل مكان تذهب اليه ، في السينما تحسهما يحدقا فيها في الظلام ، تنتبه فجأ وسط صديقاتها علي البلاج لوجودهما ، في السوق وفي محل الاكسسوارات تحس بهما يتأملاها ، من انت ياصاحب العينين ؟؟؟ سؤال ظل بلا اجابه حتي داهمها رؤوف فجأه وهي علي باب منزلها ليلا ، اقترب منها بطريقه مباغته ، كانت ودعت صديقاتها وسارت في الشارع تأرجح ذراعيها تستعد لسهره الشرفة ، تلك السهره التي تحبها ، تجلس علي مقعد قش وتفتح الراديو علي البرنامج الموسيقي وتحلق في عوالم الخيال ، في احد تلك الليالي داهمها رؤوف ، اقترب منها حتي فزعت ، ابتسم فارتبكت ، نظرت لعينيه فعرفته ، هو من يطاردها ، صمتت تنتظر كلامه فصمت يتأملها ، عرفها بنفسه رؤوف ، ازداد ارتباكها ، لو نظر ابيها من الشرفه وشاهده لوبخها لانها تقف مع الغرباء امام المنزل في تلك الساعه المتاخره من الليل ، انا اسمي رؤوف ، همست نادين ولوحت له وهرعت مسرعه داخل فناء المنزل وهي مبتسمه ، هو صاحب العينين الحانيتين !! ونامت ليله مضطربه !!! وبدأت قصه الصيف !! رفعت صوت الموسيقي وابتسمت ..... لماذا انت ولماذا انا ؟؟؟ سؤال مازالت لم تعرف له اجابه !!!
وحلقت مع الموسيقي في السماء الواسعه تفكر في رؤوف الذي لم تراه منذ ثلاثين عاما واكثر !!!

6- رؤوف
قصة الحب ...
مازال يحدق في اوراقه الزرقاء ، لن يكتب لها رساله ، لن يرسل لها ايميل ، سيكتب قصة حبهما ، سينشرها ، ستعرف وقت تقرأ كلماته انها مازالت تحتله وانه لم يعتق من حبها ، ستعرف ان كل ماحدث ، حدث جبرا عن ارادته ، ستعرف انه يحلم بها كل ليلة ويناديها ويتمناها ، ستعرف انه ينتظرها وعليها تعود ............ سيكتب قصتهما ، قصه الصيف الذي بدأ وانتهي بسرعه وغير حياته وحياتها للابد ...
يتذكر رؤوف كيف باغتها ، اقترب منها امام منزلها وقت تستعد للصعود ، كان يلاحقها دونما تراه ايام طويله ، يتابعها علي البلاج بقبعتها القش وفستانها الملون ، يراها امام محل البن البرازيلي وهي تشرب ال" شوكولاه جلاسية " تلعق ذرات الشوكولاته بطرف لسانها ، تقضي امسياتها تتمشي مع صديقاتها علي الشط من كبائن النصر حتي اخر الشط ، تتكلم بصوت عالي فرح وتضحك كسرب الفراشات الملون المبهجه وتقفز بفطريه وتبتسم ببراءه وتنثر الرمال بصندلها الذهبي ، شاهدها يوما تجلس علي الرمال خلف " البرسورات " تاكل مع صديقاتها فطيرا علي الرمال ، يومها لاحظ تناثر السكر حول شفتيها وعلي اطراف اناملها فاحبها ، نعم هذه هي الصوره المطبوعه في خياله وقت يتذكر حبه لها ، يوم جلست تاكل فوق الرمال كالاطفال وتنثر السكر علي شفتيها واطراف اناملها ، في تلك الليله قرر يباغتها ويتعرف عليها ، ايام الصيف تجري والصيف قصير مهما طال ، سيباغتها ويتعرف عليها ويعرفها بنفسه ، سيقول لها انه احبها ، سيقول لها انه يتمني يتعرف عليها وتتعرف عليه ، سيقول لها وسيقول لها وسيقول لها و..................... حين وقف امامها ، ارتبك ، تمني لو يقول لها كل مافكر فيه ومااحسه ، لكنه عرفها بنفسه واسمه وحين لوحت له مبتسمه وهرعت للسلم وقف يتابعها ولم ينطق حرفا و................ لاحت صورة نهي امام عينيه ، تمني لو يلكمها بقبضته في وجهه ، احسها تتابعه وتسخر منه ، احسها تعايره بصمته وانه يحبها هي وانه لن يقوي علي حب اخري غيرها حتي لو كان مجرد حب الصيف ... بقي مكانه ثابتا حتي غابت نادين عن بصره ومشي يجر ساقيه مغتاظا من نفسه و................ عاد للبحر جلس امامه وكانه يشكو همه وصورة نهي الساخرة تصارع صورة نادين بالسكر المتناثر علي فمها وحول شفتيها واحس الحيرة و.................
سخر رؤوف من ذكرياته ، هل هذا ماستكتبه عن قصه الحب ، قصه الصيف ، هل هذا ماستنشره عن قصه حبكما بعد صمت طال ثلاثين عاما ، هل هذا ماترغب تقوله لنادين ، انك كنت تفكر في نهي في نفس اللحظه التي باغتها وعرفتها بنفسك وكانك تكتب بيدك شهاده نذالتك ... الا يكفيك مافعلته فيها ، هل ستكشف عن نذالتك الاصيلة بمنتهي البساطه !!!
نعم انا نذل ، هكذا همس رؤوف لنفسه ، قررت اقترب من نادين لانسي نهي ، هز رؤوف راسه غاضبا ، لست انا النذل ، بل هو ذلك الشاب العشريني الارعن ، الذي سخرت نهي من كرامته فقرر ينتقم منها ويعيش علاقه تصورها حب مع نادين ، كانه يقول لها لااكترث بك ولا بهجرك ، كانه يقول لها انت دخلت قصه جديده وانا دخلت قصه جديده والصيف مازال طويلا ، هذا الشاب العشريني الارعن هو الذي تسبب في الكارثه التي مازلت تعيشها كل يوم يارؤوف ، انه الثمن ياعزيزي ، لاتلق المسئوليه علي الشاب العشريني فانت شريكه فيها وتتحملها معه وتدفع ثمنها قبله ، حتي لو كان احمق فانت سايرته وسرت خلفه فذبح نادين وذبحك ومازالت دماءك تنزف حتي الان...........
انتبه رؤوف ، لكنك لم تكذب علي نادين ، انت احببتها بحق ، نعم اقتربت منها لتنسي نهي وتغيظها لكن قلبك احبها بحق ، نعم كنت في لعبه ولم تخرج منها ، قررت تمضي في دروبها الوعره حتي اخرها ، ستقترب من نادين تغيظ نهي وعندما عادت لك نهي تركت نادين لتنتقم من نهي ، كل هذا حدث واكثر بكل الخسه والنذاله لكن قلبك احب نادين ومازال يحبها ، لقد بدات الامر عابثا او هكذا كنت تظن ، لكن الايام جرفتك بعيدا عن اللعبه وقواعدها لعلاقه حب حقيقيه عذبتك طيله العمر!! يكره رؤوف الشاب العشريني الارعن الذي بدأ اللعبه ويكره نفسه الذي فشل في الخروج من اسر قواعدها العابثه ، يلوم نفسه ، لوكنت صارحتها ماكان ماكان ، لكنك كنت جبان !! لم اكن جبان كان هذا العشريني الارعن هو الجبان ، ضحكات ساخره لايعرف مصدرها ، انت وهو كنتم جبناء وتدفعوا ثمن الخسه والجبن !!!
هز رؤوف راسه ، لن اكتب حرفا عن قصة الصيف ، لو كتبت ساضطر لقول الحقيقه ، ساعترف بما لم تعرفه ، ستري نذالتي في صورتها الواضحه ، لو كانت تكرهني قيراط ستكرهني اربعه وعشرين ، لو كانت لم تسامحني فاسمنحها سلاحا لن تسامحني بسببه ابدا ، هز رؤوف راسه وحسم الامر ، لن اكتب شيئا ورفع صوت الموسيقي تلفه وتلفه والحزن يغشي عينيه ووجهه ببطء لكن بقسوة !!!

7- نادين
غروب الشمس
مازالت نادين مكانها ، في الحديقة امام حوض الزهور البيضاء ، مازالت تعيش في ذكريات ذلك الصيف البعيد ، وكأن الصيف بعده الغي من حياتها ، عاشت سنوات طويله بلا صيف ، ربيع وخريف وشتاء وذكريات موجعه ، الصيف الاخير الذي عاشته ، الصيف الذي بدأ برؤوف وانتهي به ، وشتان الفارق بين البدايه والنهايه !!!
تحدق في قرص الشمس الاحمر وتغرق مثله في ذكرياتها ، سنوات ثلاثين واكثر ، الشمس تغرق قرصها في البحر وهي تغرق في الذكريات وتغيب الشمس بهجوم الليل واستاره وتتواري ذكرياتها خلف المرارة والوحشه يداهماها كل يوم في نفس الوقت ، وقت الرحيل!!!!
هل احبت رؤوف ، طبعا احبته ، اللقاء الاول كان غريبا ، عرفها بنفسه علي مدخل منزلها ، خافت من ابيها ، قال لها اسمه وصمت ، جريت وتركته ، لكن ماحدث بعد ذلك بينهما خلق في قلبها حبا وشم روحها العمر كله ، في اليوم التالي قطع طريقها للبحر ، انا رؤوف ، ضحكت ، عارفه ، ضحك ، تحس عينيه طيبتين ، يسير بجوارها حتي البحر ، يحمل لها الكرسي الصغير الذي ستجلس عليه ، يخطفه من يديها ويحمله بدلا منها ، تحت الشمسيه يفرد لها الكرسي ويجلس علي الارض ، هل احبت جراءته ، فرض نفسه عليها ولم يترك لها مجالا للهروب ، جلس علي الارض واخذ يقص عليها حواديت عن اسرته عن امه عن اخوته البنات عن ابيه الذي مات وترك الام بحملها عن شقه المعمورة التي يحبها ، يقص عليها حواديت امه وقتما اشتري ابيه الشقة وسط البوص عندما كان الشاطيء مازال بكرا ، يشير لها بذراعه بعيدا ويشرح لها عن الصورة التي جمعت امه وابيه وسط البوص بعيدا ، يشرح لها عن المنتزة وقصر الملك وكبائن اعضاء مجلس قياده الثورة الذين ورثوا الملك وسطوته وثروته وجاهه ، اخذ رؤوف يتكلم ويتكلم وهي تنصت وتنصت وفجأ طلب منها تنزل معه البحر ، ماهذه النظرة التي رمقها بها ، اعجبتها النظرة واربكتها ....
ابتسمت نادين ، تتذكر نظرات رؤوف ، هذا الرجل ، اقصد الشاب الذي كان ، كان يتميز بنظرات خاصه جدا ربما تلك النظرات هي التي اسرت قلبها في فلكه ومازالت !!!
وبدات تلك النظره علاقتهما الجميله ، احست نادين انه يقول لها الكثير ، الكثير رغم انها لم تراه الا اليوم السابق ، احسته يقول لها انه يحبها ، لم تنطق ومنحته نظرة اكثر حنان وحبا ، وعاشت نادين ورؤوف قصه الحب الصيفية ، البلاج والراكت والمشي علي البحر والتجديف وركوب العجل و.................. اقترن اسمها باسمه ، لماذا لم تفطن للعبته الحقيرة التي كان يلعبها معها ، لماذا لم تنتبه لهمس صديقاتها وقت اخبروها بان رؤوف لايحبها وانما يستخدمها لكيد نهي حبيبته التي هجرته ، لم تصدق همسهم ولم تصدق اكاذيبهم ، تحسه يحبها بحق ، نظراته تقول وتقول ، لمساته تفصح وتفصح ، لاتصدقهم ، انه يحبها ولايلعب معها ولا بها ........... غشي الحزن قلب نادين ، تلوم رؤوف الذي اثبت لها انها حمارة لاتفهم في البشر صدقته وكان يكذب عليها احبته وكان يلهو بمشاعرها ، غشي الحزن قلب نادين وكأن رؤوف طعنها في مشاعره الان ، تتذكر ماضي من ثلاثين عاما وكأنها تعيشه من جديده ، هو ماضي ومر لكنها ابدا لم تغفر له خطيئته ، لم تغفر له اقتحامه لحياتها وفرض نفسه عليها وملاحقتها بنظراته المحبه حتي تعلقت به فاذ به يهجرها وقتما لوحت له نهي باصبعها الصغير تناديه فجري وراءها !!!
تبتسم نادين ، كيف جرؤت تفعل بي مافعلته ؟؟؟؟ تسال رؤوف الذي لم تراه من ثلاثين عاما وكانه يجلس امامها !!! و ومازالت الشمس ترحل والافق يزداد توهجا وقلبها تتسارع دقاته اضطرابا ، تكره الرحيل وتكره تلك الساعه من اليوم ، كانت تكره الرحيل قبلما يرحل رؤوف ويهجرها ، وحين هجرها كرهت الرحيل اكتر واكتر ، تكره تلك الساعه وقتما يتواري النهار في عباءة الليل وحينما يتحول الافق البرتقالي الساطع لظلام دامس ، تكره تلك الساعه من اليوم وكل يوم ....
من يري وجه نادين في تلك اللحظه سيتعجب جدا من كل التعبيرات المتناقضه التي ترتسم عليه ، تشعر حزنا لخديعه رؤوف وتشتاق له وتتمني تمزق وجه وتتمني تصفح عنه وتتمناه يعود لها وتتمني تعود سنوات العمر التي مرت بغير وجوده وتتمني تنساه وتنسي كل لحظه من صيفها الاخير التي قضتها معه وتتمني تدخل في حضنه !!! لعنه الله علي هذا الحب المسحور !!! هذا ماتقوله لنفسها طيله الثلاثين عاما !!!!
حضنه !!! اه من حضنه ، اه من حضنه وقتما اختطفها بين ذراعيه وهما يسيرا علي الرمل وقت الغروب ، كانت الشمس تغرق في البحر والافق برتقالي احمر والنسيم عليل وصوت الموج يخلق لتلك اللحظه الموحشه موسيقاها الخاصه ، نعم موحشه ، فنادين كانت تكره رحيل الشمس ولحظه غرقها في سواد الليل ، لكن حضن رؤوف المفاجيء ومشاعره الدافئه وانفاسه المتلاحقه وضربات قلبه التي اصمت اذنيها ، كل هذا صالحها علي غروب الشمس ، نعم يارؤوف ، افلحت تصالحها علي لحظات الرحيل وتنزع من تلك الدقائق وحشتها ، الوهج الاحمر لون حدقتيك بلون الغرام ، وشاهدت وجهها ينعكس علي حدقتيك وكانك تقبض عليها ولن تفلت اسرها فاحبت الاسر في حضنك واحبت الغروب وسكنت له ولك وتصالحت علي اللحظة ، هل كنت تعرف وقتها انك وشمت لحظه الرحيل بغرامك وانك ولحظه الغروب قد تحولتا لاحساس واحد تشعر به وتتذكره كل يوم ، حين تغرق الشمس تتذكرك نادين وتستعيد غرامك الموجع ومشاعرك الفياضه وهجرك ووجعك وتفتقدك وتحبك وتكرهك وتستلم لظلمه الليل يبدد خيالك ووحشتها ورعبها !!!
هل كنت تعرف كل هذا لحظه دعوتها للتنزه معك علي شاطيء المعمورة وقت الصباح فاعتذرت فالغيت مواعيدك المسائية وواعدتها علي البحر عصرا وطال بكما الحديث حتي قفزت الشمس في الماء فتوهجت الحياه وقلبك واختطفتها بداخله معك للابد ؟؟؟؟؟؟ اظنك لاتعرف لكني هاانا اخبرك بسرها الصغير الذي طالما اخفته عنك ، لم تقل لك انك صالحتها علي لحظه الرحيل وعلي اعتاب الليل الذي كانت تكره مقدمه فاصبحت تنتظره لتفكر فيك ونغمات البرنامج الموسيقي تؤنس وحدتها ، تعرف انك في مكان ما في هذا الكوكب تستمع مثلها للبرنامج الموسيقي وانك تتذكرها وانت تسمع النغمات تنساب الواحدة تلو الاخري ... هاانا اخبرتك بسرها الصغير ، هل تخبرني انت بسرك الصغير؟؟؟ لماذا صالحتها علي لحظه الرحيل ؟؟ اجب يارؤوف ، لماذا لحظه الرحيل يارؤوف ؟؟؟
لو سمع رؤوف سؤالها لاحتار ، لم اصالحها علي لحظه الرحيل بل اسرتها فيها مثلما اسرتني هي في تلك اللحظه الحانيه الموحشة ......... لحظه الرحيل !!! لكنه لم يسمع صوتها لان صوت موسيقاه كانت اعلي واعلي تلفه في دواماتها وتلقي به علي عتبتها يسالها او يكاد يسالها ، هل ستسامحيني ؟؟؟؟؟


نهايه الجزء الاول .... 
يتبع بالجزء الثاني ....

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

نهي فتحي

جميل قوي الحوار بين الكاتب وابطاله ... حول القراءة الي مسرحية جميلة

ميرا ( وومن ) يقول...

ياااااااااااه يا مرمر جرعه من الرومانسية الموجعة

العمر الذي مر موشوم بالحب الأول
حماقات القلوب الصغيرة
الصيف - البحر - وقصص الحب الكبيرة الصغيرة


أمتعتني قرائتها جداً

Remas يقول...

الله يامرمر خليتنى في حالة جميلة وعشت معاهم وحسيت انى فعلا بشوف حاية حبهم في المعمورة

جميل اوى اوى الربط بين اللى بيكتب وبين نادين ورؤوف

شعرت ااني لا اقرأ القصة بل اشاهدها

حلوة اوي اوي

منال أبوزيد يقول...

أميرة

الصدفـه المستحيلة
الخطابات التي كـُتبت وما كـُتبـَت
المواعيد التي انتظرها الابطال
وما فارقتهم وما فارقوها رغم كل السنين.......
وقلم بيد مؤلف... يرسم لهم الاقدار
يعاندهم....
يلعب بهم كعرائس المولد بخيوط واهية
وعشق... آه من هذا العشق
الذي يسمونه الحب الاول
يأسرهم... يـُحييهم .... ويميتهم
و
وانتهى الجزء الاول
وما انتهى شغفي بما هو آت

أميرة
رفقا بالاحباب سيدتي

بسمة حلمي ( القمرية) يقول...

الحدوتة حلوة ومش ملتوته ابدا يا اميرة
لك اسلوب جميل اذ تغوصين في اعماق ومشاعر الشخصية

بين الماضي والحاضر احلام وكوابيس وامال وايام ولكننا نعيش لننتظر الاجمل
انا بانتظار بقية القصة
لك باقة من الليلك