مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الجمعة، 19 يونيو 2009

ودعته وانا اضحك !!!!!!!




دخل علي المكتب سكران "طينه" تفوح منه رائحه الخمر الرخيصه ، فهمت من كلماته المتعثره الممضوغه انه قبض عليه ليلا اثناء سيره في احد الشوارع باعتباره سكران واخذ يشرح لي انه " مظلوم وانا انا انا مكن مكنت مكنتش سكرا سكران سكران ولا حاجه "
واضاف "دو دو دوووول كااااسي كااااسين للمزاج وخلااااص كده كده ابقي سسسسسسكرااان ويقبضووووا ععع ععع لللل ييييا عليا " ....
كان ذو وظيفه مرموقه وله زوجه محترمه واطفال صغار تقع في غرامهم منذ النظره الاولي ، همست لي زوجته من خلف ظهره " هو كويس جدا ومافيش عيب غير ده " وكان " ده " تفوح رائحته النتنه من فمه وانفه واذنه وكل فتحات جسده !!!
لم اجد في الاوراق ما ادافع به عنه ، كان تقرير كشف السموم اثبت اختلاط الكحول الصرف ببعض دمه ، فالاساس الذي يدور في بدنه كحول صاف مختلط ببعض كرات الدم البيضاء ، لم اجد ماادافع به عنه فشرحت له " مستحيل اجيب لك البراءه " اشعل سيجاره وهو غائب العينين ينظر لي كآنه ينظر للبعيد الذي لايمكن يراه " طي طي طيبببب هووو ححححدتاااااني يعررف يجيببب للللي براءءءءءءءه " هززت رآسي نفيا ، ابتسم " خللللاص يبببقي اتحبس علللللي ايددددديكي " وكآنه يغازلني فضحكت رغما عن انفي اجامله اتمني رحيله فرائحه الغرفه اصبحت لا تطاق !!!!
حكمت عليه محكمه الدرجه الاولي بالحبس شهر ، هز كتفيه بعدم اكتراث وضحك " هه هه ههههه ششششهر عادددي خاللص "
استآنفت الحكم وطلبت منه ورجوته " يوم جلسه الاستئناف بلاش تسكر من فضلك ، تروح المحكمه فايق وتلبس جزمه وبدله وكرافته خلي شكلك محترم " اكدت عليه اكثر من مره سخر مني بلسان متلعثم " ططيييب طيييب حاجي مش ششششارب ما تقلتتتتققيييييش!!!"
ويوم الجلسه حضر بالشبشب ورائحه الخمر الرخيص تفوح من فمه ومن ملابسه امتزجت مع بقيه الروائح في القاعه خليط جهنمي من العفن المقزز ...
وقفت بجواره علي المنصه ، رائحته رهيبه ، ابدي احد القضاة استياءه بتعبيرات علي وجهه اكدت لي استحاله البراءه ....
ترافعت بلا نفس اتمني اهرب من المحكمه التي احتللت برائحه الخمر الرخيص والعطن !!!
و..... طبعا حبسته المحكمه ولم تعطيه البراءه.....
بكت زوجته المحترمه وهو يركب سياره الترحيلات تلومه " ادي اخرتها ، انا ياما قلت لك ادي اخرتها " لكنه كان سعيدا !!!
وحين خرج من السجن بعد تنفيذ العقوبه حضر لمكتبي ، تصورته غاضبا سيتشاجر معي ، قررت اذكره بحديثه معي واستحاله حصوله علي البراءه ، فاذ به يشكرني " واللله واللللله ياااااستاذه كان شهرررر جمييييل قوي " شرح باستفاضه اكثر انه سعيد وممتن لانه تعرض لمثل تلك التجربه الابداعيه العظيمه في السجن والتي اتاحت له التعرف علي انماط ونماذج من البشر و" متشكر جدا يااستاذه " ...
سآلته ضاحكه " وكنت بتعمل ايه هناك بتشرب ازاي " نظر لي نظره لوم رهيبه وسآلني مستنكرا " هو انااااا مددددمن ولا ايه يااسستاذه" .......
وودعته وانا اضحك فقد منحني تجربه ابداعيه عظيمه وودعني وهو سعيد فقد منحته تجربه ابداعيه عظيمه!!!!!!

هناك تعليق واحد:

AHMED SAMIR يقول...

اللي يعيش ياما يشوف...و اللي يشتغل محامي يشوف اكتر