مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



السبت، 22 أغسطس 2015

انا كنت عيدك ... الجزء الثالث

قلوب العاشقين لها عيون
تري مالايراه الناظرون (1)



( 21 )
عشق
قالت له ، أحب اناديك بأسمك ...
قال لها ، لم احسه اجمل كلمات العشق الا بين شفتيك ..
ابتسمت خجلة فهي لم تقصد !!!
وخجلت اكثر لانها كاذبة وتقصد ....

( 22 )
ليلي

تشاجر ابي طويلا مع امي لانها تدفعني للزواج بالدكتور شريف المرواني ، العريس الثري الانيق ابن الاصول الذي تقدم لي وطلب يدي بعدما شاهدتني امه في حفل زفاف ابنة خالتي ، تشاجر ابي طويلا مع امي لان هذا الدكتور لايناسبني وشخصيته الجامده لاتليق برومانسيتي المرهفة ولانه لايوافق علي دخولي الجامعه كما يرغب ابي  ولانه وحيد امه المتسلطه ..
تشاجرت امي معه اكثر واكثر  ، واحضرت خالي الكبير ليعقل زوجها الاحمق الذي افسد الشعر رؤيته للعالم الحقيقي ، يومها بكت امي لخالي وقالت له انها تحملت الاستاذ الناظر ابي وانزواءه في غرفه مكتبه يقرأ الشعر بالساعات لايشاركها المناسبات الاجتماعيه ولا الخروج ويغلق عليها باب منزله لايسمح لها تدعو صديقاتها وسيدات المجتمع الراقي معارفها واحباءها لكنها لن تتحمله يفسد حياة ابنتها مثلما افسد حياتها ...
بكت امي وقالت لخالي ان الدكتور شريف المرواني رجل تتمناه كل بنات البلدة وتسعي كل الاسر لمصاهرته وان امه انتقتني لابنها من وسط عشرات البنات الجميلات ، وأتت وطرقت الباب ، وابدت اعجابها بي وانها تتمناني ابنة لها وزوجه لابنها الوحيد ..
امي طلبت من ابي يحدد ميعاد لمقابله الدكتور شريف بعدما رضخ لها ولضغوط اخيها ، اتي شريف في الميعاد المقرر مبتسما سعيدا فخورا بنفسه ومنح ابي احساسا كريها انه لايستأذنه ولا يطلب رأيه ولاينتظر موافقته وان الامر محسوم ، ومن هذا الاحمق الذي يرد بابه في وجه الدكتور شريف المرواني واسرته الكبيرة وثراءه الفاحش ونجاحه العظيم ؟؟ ادخلت القهوة علي العريس واجلستني امي بجواري وضحكت امه وقتما سال لعابه علي جمالي وجسدي الممشوق وعيناي الواسعتان ...
طلب الدكتور شريف يقرأ الفاتحه وخير البر عاجله ورحبت امي ، لولا نظرة باردة عنيفة من ابي وكلمات اكثر بروده للعريس بأنه يحتاج وقت ليسأل عليه والاصول ماتزعلش حد ، امي كادت تنتحر وقتما قامت فضيله هانم وابنها الدكتور شريف غاضبين من كلمات ابي ، واحرجها واخافها  رد شريف علي ابي وقتما قال له اسال براحتك والسلام عليكم ، امي كادت تموت لان الدكتور شريف المرواني لايحتاج عنه سؤال ولان الجواب باين من عنوانه ، لم يكترث ابي وصمم علي مافي رأسه..
سألني ابي عن راي في العريس ، احترت ولم اجد اجابه ترضي ابي الذي اخطر امي برفضه العريس العظيم جدا ، لانه لايناسب ابنته ، وانه لايرغب في مصاهره تلك الاسرة الثرية التي تتصور انها تشتري ابنته بالشبكه الماسيه التي يعرضوها والمهر الكبير الذي سيدفعوه ، ابي اخطر امي انه سيتصل بالدكتور شريف ويخطره برفضه وربنا يسهل له حاله ، امي انهارت بكاء وصراخ ، ونظرت لابي باعتباره مجنون احمق وان العريس مايترفضش وانه عايز يخيب ابنته مثل خيبتها الثقيله وقتما تزوجت مدرس لغه عربيه انتهي مشواره الوظيفي بكرسي النظارة علي في مدرسه بالمنيا ، امي تمنت لي مستقبل مختلف مع رجل ناجح عظيم ،  تنام اسرته علي ثروة وارض وعقارات ، امي قالت لي تغريني علي قبول خطبته اني محظوظه وباب السعد انفتح لي وان العريس تحسدني عليه كل بنات المنيا ويتمنوا تراب قدميه ، واني سأري العالم كله واعيش مكرمه معززه ارفل في الحرير واسير علي ريش النعام وان فضيله هانم اكدت لها ان شريف سيسافر بي لاوربا ويسكني في جاردن سيتي ويشتري لي سياره سبور ، وان الحظ يطرق الباب مرة واحده وعليا امنع ابي يغلق بابنا في وجهه ونندم جميعا وقتما لايجدي الندم ..
خالي سألني عن رايي فقلت له لااعرف ، وسأل ابي عن سبب رفضه فقال ابي اسبابه التي لم تقنع خالي واثارت جنون امي وقاله له انه سيخيبني ويبقيني بجواره كالبيت الوقف يقرأ لي الشعر ويضيع املي في الحياه لان احدا لن يطرق باب بيتنا بعدما يشاع في البلدة ان ابي رفض الدكتور شريف المرواني ، خالي هدأ امي وقال لها اللي عايزاه سيكون ووعدها يكلم ابي مره ثانيه وثالثه حتي يوافق ..
فضيله هانم اتصلت بامي غاضبه لان ابي لم يرد عليهم ، امي قررت ان ابي مريض ومحموم في الفراش وانه فور شفاءه سيحددوا ميعاد للفاتحه والشبكه ، خاصمت امي ابي وتوعدت برحيلها عن المنزل وتركه معي وبقيه اخواتي ليقرأ لنا الشعر كما يرغب ويضيع املنا ، امي قالت انها لاترغب في دخولي الجامعه وان الباكالوريا الفرنسيه التي حصلت عليها لتأهيلي للزواج وتربيه الاطفال والاندماج مع الاسر الراقية وانها ابدا لن تسمح لي ادخل الجامعه سواء تزوجت بشريف المرواني او لم اتزوجه ...
مر  يومين ثلاث ، وفوجئت امي بالدكتور شريف يطرق بابنا للاطئمنان علي ابي وصحته ، وعرض علي امي يعالجه فشكرته امي لانه تحسن ، اهداني شريف يومها اسورة ماسيه عربون محبه كما قال لامي وعلبه شوكولاته كبيره ، دفعتني امي لاجلس معه في الصالون ودخلت لابي في غرفته وهو يقرأ الشعر وتوسلت اليه يترك الجنون الذي يعيشه ويخرج لمقابله الرجل وشكره علي اهتمامه ، ويحدد له ميعاد للفاتحه والشبكه ، ابي طاوعها ولم يطاوعها ، خرج ورحب بشريف وشكره علي الشوكولاته ووعده يرد عليه في اقرب وقت ...
حارب ابي من اجل منع تلك الزيجة ولم يفلح ، امي جنت وخالي ايضا ، عمي اتصل به و قال له ان النصيب مكتوب ، واذا كان شريف نصيبي ساتزوجه ولو كان مش نصيبي لن اتزوجه ولو قرأنا الف فاتحه ، و اخبر ابي انه سيأتي للمنيا لحضور قراءه الفاتحة ومباركه الزواج ...
وتحدد ميعاد الفاتحه والشبكه وارتفعت الزغاريد في بيتنا تعلن خطبه الانسه ليلي الصناديلي ربه الصون والعفاف علي الدكتورشريف المرواني ابن الحسب والنسب والاصول و...... ليت ابي صمم علي رايه ورفض العريس ، ليته افلح يقاومهم وتشبث برأيه ، ليته ليته !!!
( 23 )
وداع

انا مسافر بكره ياليلي ، واحتمال النهارده بليل ، طبعا حتوحشيني انت عارفه صح ؟؟ عارفه يايوسف ، ليا طلب عندك لو سمحتي ، تركت فنجان القهوة وانتظرت ، تأمر ، خلي بالك مني ياليلي وانا مسافر ، لم تفهم ، خلي بالك مني وانا مسافر ، وانا حاخلي بالك منك وانا مسافر ، انا حافضل معاكي وانتي حتيجي معايا ، فانتي تخلي بالك مني وانا اخلي بالك منك لغايه مانتقابل علي خير ، حتغيب ؟؟ نظر لها نظره عتاب كأنها وطئت الخط الاحمر الذي اتفقا ابدا لا تقترب منه ، لااله الا الله ، همس، همست ، محمد رسول الله و..... حمل مفاتيحه وتليفونه المحمول وخرج من المقهي مسرعا لسيارته ....  واجتاحها الشوق له قبلما تتحرك من مقعدها ..
( 24 )
ليلي

مازلت اذكر الامسية الاولي التي ناداني فيها ابي ليقرأ لي ومعي الشعر ، كانت امسية خريفية دافئه ، بقايا الشمس مازالت في حجرة مكتبه ، جالسا علي الكنبه الوثيرة التي تحتل صدر الحجرة في مواجهه المكتبه الكبيرة التي تتكدس فيها كتبه واوراقه ، ناداني بصوته العالي وتصورت انه سيطلب مني شيئا يحتاجه ، دخلت الغرفه بتكاسل وملل ، نعم يابابا ، دعاني لاجلس بجواره ، شرح لي انه اسماني ليلي لاني الاسم الذي تنافس فيه الشعراء غزلا وحبا وشوقا وهياما ، ابتسمت وكأني احببت اسمي واحببتني ، سألني لو احب اشاركه الشعر فاتعرف علي قصائدي وماقاله الشعراء في ، هززت رأسي متحمسة فرحه وكأني انا بطله القصائد ومعشوقه الشعراء ، فتح كتاب كبير وشرح لي قصه حب وعشق قيس ابن الملوح لليلي ، وبصوته الرخيم الحاني اخذ ينتقي بعض الابيات ويقرأها ويشرحها لي ، كنت اسمعه بانتباه واحاول افهم الكلمات التي يقولها واهضم المعاني التي يفسرها فرحه لاني كبيرة كما قال لي فرحا سعيدا ...
قـالــوا: تـمــوت بـهــا حـبــاً، فـقـلـت لـهــم ..
ألا آذكــروهــا عــلــى قــبــري فتحـيـيـنـي
قــالــوا: تـخـيــر ســواهــا، فــهــي قـاســيــة. .
فـقـلـت لا ، غـيــر ليـلـى لـيــس يرضـيـنـي
فـلــو جمـعـتـم جـمــال الــكــون أجـمـعــهُ ..
في شخص أخرى وقـد جـاءت تناجينـي
لـكــنــت كـالـصـخــرة الـصــمــاء عـاطــفــة ..
وقــلــت هــــذا جــمــال لــيــس يـعـنـيـنـي
إن الـعـيـون الـتــي بـالـوصـل تضـحـكـنـي ..
هـــي الـعـيـونُ الــتــي بـالـهـجـر تبـكـيـنـي ( 9 )
اعاد ابي قراءه الابيات مره واثنين ، يشرح ويزيد ويسألني عن رأيي واحساسي ، منحني زهوا وتقديرا لان رايي واحساسي وفهمي يهموه وانا في العاشرة من عمري ..
ولم تكن هذه امسيتنا الاخيرة ، بل صار قراءة الشعر طقسا يوميا شاركت ابي متعته وقاسمته الفرحه وشاي مابعد العصر وحبات السكاكر واسطوانات الاغاني القديمه..
في الصيف تطول جلساتنا لانكترث بصراخ امي وشجارها لانه يتعين علي تعلم الطبخ واشغال الابرة واعمال البيت بدلا من هذا العبث الذي لاطائل منه ولا يربي عرائس ولا يفتح بيوت ، وفي الشتاء ايام الدراسه يتركني ابي افرغ من واجباتي المدرسية وقبلما انام نقتنص معا ساعه من الشعر ، كثيرا ماسألتني آمه سعيدة مالذي يقوله لي ابي ، فاحكي لها القصيده ومعناها واحيانا اتلو عليها ماحفظته من ابيات ، ذات يوم انتهزت آمه سعيده فرصه خروج امي من المنزل لزياره صديقاتها واستأذنت ابي وحضرت حصه الشعر كما تصفها امي ساخره من مدرس العربي الذي فتح مدرسه خاصه لابنته وفوجيء ابي وفوجئت انا بدموعها فياضه في نهايه القصيده ، بهت ابي وبهت انا وسألتني قبلما انام ، لماذا بكت فقالت لي انها تذكرت " علي " ونصيبها الضائع فكان الامر المدهش الذي لم ينساه ابي ابدا  !!!!
احببت الشعر و ابي ، وظللت اسمع قصائده حتي خطبني شريف ، فامرتني امي ادخل للمطبخ كي لاافضحها وتشاجرت مع ابي لانه ضيع املي وانصعنا جميعا لسطوة امي و..... غادرت المنيا وابي وقصائد الشعر ، وبقي وخزا في القلب لايمحي كلما تذكرت فرحه تلك الايام التي وأدتها امي بالعريس والعادات والتقاليد والطبخ واشغال الابرة!!!!  
 ( 25 )
والحب كان طوق النجاة

مالك يايوسف ؟؟ رفع رأسه من وسط الاوراق الغارق فيها وابتسم ، مالي يارجاء؟؟!! ضحك رجاء ضحكات متلاحقه ساخرا من اجابته ، انا اللي بأسألك يابني ادم ، حتفسحني وترد عليا بسؤال علي ماتفكر ترد بجد ، عيب يايوسف ده احنا اللي اخترعناه !!!
مشغول وورايا حاجات كتيره و............ خبط له رجاء علي المكتب ، لما تحب تتكلم تعالي اترزع في مكتبي وقولي مالك وبلاش تضيع وقتنا في كلامك الفاضي .... اغلق رجاء باب الحجره وتركه مكانه متلاحق الانفاس لايصدق مابه ومايعتمل في روحه ، مالك يايوسف ؟؟ ايه اللي بيحصل لك بالضبط ؟؟؟؟ ...
كاد يناديه ويشرح له ، انه النصيب يارجاء ، النصيب ، النصيب الذي انتظرته حتي ظننت انه ابدا لن يأتي فأتي في تلك اللحظه هادرا كالطوفان ازاح من امامه كل شيء الا نظرتها وابتسامتها الآسرة ، لكن تراجع في اللحظه الاخير  وآثر الصمت حتي يفهم بحق مالذي يحدث...
يدفن رأسه في الاوراق وتجري عيونه مسرعه فوق الاسطر فلايري الا وجهها وعينيها وكأنها تناديه ، بل هي تناديه ليأتيها ومسرعا وكفي ماضاع من وقت وعمر ....
يومين مرا منذ تقابلا ، انتظرها تكلمه لكنها لم تفعل ، مر اليومين شهرين عامين دهرين ، كل ثانيه تمر عليه يقرر انها ستطلبه ولا تفعل ، يغضب ويجن من تجاهلها ، يسأل نفسه هل تخدع نفسك اما ماتحسه تجاهها الحقيقه الوحيده التي يتعين عليك التشبث بها ، يشتاق لها ويكاد يجن ، يقذف التليفون بعيدا ويتجاهله ويتجاهلها ، يقرر انه لن يكلمها حتي تكلمه ، ينتظر مكالمتها ، لاتطلبه ، يومين مرا وهو مسكون بالخوف ، هل افلح يوصل لها رسائله وهل ارسلت له مااستقبله منها ام الامر  وهما مخيفا سرعا ماسيفيق منه علي الواقع والحقيقة ، يومين مرا ولم يطق بعدهما صبرا ، يطلب نمرتها ويسكن برأسه فوق تليفونه المحمول ينتظر صوتها ، الو ، انت مابتسأليش عليا ليه !!! هذا بالضبط مايرغب يقوله لها ، لن ينمق في الكلمات ولن يغير في معانيها ، ضحكات متلاحقه مرتبكه وصمت ، انت سماعاني ياليلي ؟؟ هل يري رأسها يهتز  يوافقه انها تسمعه ، انت مابتسأليش عليا ليه ؟؟؟ كنت حاكلمك بكره والله ، واشمعني بكره ؟؟؟ تصمت صمتا طويلا ، مستنيكي بكرة ، ينهي المكالمه هامسا ، باي ياليلي !!!!
انه النصيب يارجاء ، النصيب  !!!!
وكاد يطلبها ثانية ، لايعرف مالذي سيقوله لها وليس مهما ماسيقوله  ، حين تسمع صوته ستعرف مالذي يرغب فيه وحين يسمع صوتها سيزداد يقينه بصحة مشاعره ، فتح تليفونه المحمول وارسل لها ورده حمراء والقي التليفون في درج المكتب وانغمس في عمله ووجها الجميل يطل بين حين واخر من اسطر التقرير المهم الخطير الذي يقرأه .... انه النصيب يارجاء ، النصيب !!! ليلي ....
( 26 )
ضحك

سألتها ليلة ، انت مالك يامامي ؟؟ ابتسمت ، مالي ياحبيبتي ؟؟ ترد عليها بنصف تركيز وهي تتابع المسلسل في التلفزيون ، مش عارفه والله يامامي بس بجد نفسي اعرف ، جلست ليلة بجوارها علي الكنبه امام التلفزيون ، اغلقت الصوت وابتسمت لها ، ايوه مالي يعني ياست ليلة؟؟ مبسوطه وريلاكس و.... بصراحه يعني محلوة قوي ، فيكي ايه ؟؟ قهقهت ليلي وهي تنظر لابنتها ، ولا حاجه ياليلة ، مبسوطه شوية اصلي عملت مجموعه تصميمات جميلة قوي ... قاطعتها ليلة ساخرة منها ، تصميمات ؟؟ كده برضه يامامي وانا اللي كنت بقول اننا اصحاب !!! ماشي ياعم التصميمات ماشي ، وتركتها ودخلت غرفتها وهي تضحك وتغني ، تصميمات تصميمات ، وبقيت ليلي تضحك وتضحك و تنادي عليها ، ياليلة يابنت بطلي جعير وتعالي قولي عملتي ايه في موضوع الفيزا ، حتاخديها امتي ، حجزتي ولا لسه ، لاترد عليها ليلة وهي مازالت تضحك وتغني  ، تصميمات تصميمات ...
 ( 27 )
يوسف

اغلقت التليفون في وجه امي ، اخبرتها اني لن اذهب لبيت زوجتي المصونه واختيارها الاسود ولن اصالحها ابدا وان مابيننا انتهي ، اخبرتها ان تكف عن تدليلها وافساد حياتي وكفي السنوات السوداء التي عشتها ، اخبرتها انها انتقت لي سيدة غبيه لاتفهمني ولن و انها طفله صغيرة رعناء واني استكفيت من حمقها ، قلت لها ان ترفع يدها عن حياتي وكفاها غباء هي الاخري ...
امي خاصمتني ثلاث شهور ورفضت تصالحني رغم اعتذاري لها منذ الثانيه اللاحقه ولمده ثلاث شهور ، قلت لها ان نهلة ضغطت عليا حتي انفجرت وان حياتي معها لن تستمر مهما تحملت والخلاص منها اليوم افضل من غد ، قلت لها اني ساربيي عمر كما يحلو لي وليس كما يحلو لامه الغبيه ولا لها ، سخرت مني وقالت انت ابن دوسة وستربني ابنك بطريقتها ، بادلتها السخريه و أمر ، قلت ليتني افلح اربيه كما ربتني دوسة ، سبتني امي وقالت اني عديم التربيه ، ومن يصف امه بالغباء لايعرف الادب وهذا كله صنيعه دوسة ، كدت انهرها مره ثانيه لتخرس ، لكني تمالكت اعصابي وصمت ، كررت اعتذاري لها وقبلت رأسها ويديها ، تدخل ابي وطلب منها تصفح عني واني لااقصد اغضابها ، قالت شرطي لاصفح عنك تصالح نهلة ، كدت اقول لها يلعن ابوك علي ابو نهلة لكني لم اقل ، ملامح وجهي قالت ، قلت لها نهلة قضيه خاسره لاتربطي حبي لكي وعلاقتي بك بها ، حاولت تبتزني وان عمر سيعاني من غيابي عن حياته ، لم افهم ماتقول ، قلت لها عمر سيعيش معي انا ولها الحق تراه وقتما ترغب ، سخرت مني وقالت ان نهلة ستمنعني اراه بالمحكمه ، قلت لها اخبريها اني ساقتلها بضمير مستريح ورددت عليها كلمات دوسة التي تحفظها جيدا ، اياكش فاكره ان اللي بيني وبينه زيارة وكلمتين فارغين كل سنه زي الاغراب ؟؟  الا عمر ، هي غبيه لاتعرف كيف تكون زوجه ولا ام ولاتعرف تربي عمر ولن اسمح لها تفسد حياته بغباءها  ، قلت لها عمر ابني انا وسيعيش معي ، ونهلة لن تعترض طريقي ولن تنتحر بمسدسي الا اذا رغبت ...
ارتعدت امي من نبرة صوتي وملامح الشر المروعه التي ارتسمت علي وجهي ، صدقتني والحق كنت اقول الحقيقه ، من هي التي تمنعني اعيش مع ابني ، هي غبيه والسبب في افساد حياتنا جميعا ، غباءها تتحمل هي نتائجه وتدفع ثمنه ، اما عمر  فابدا لن يدفع ثمن غباءها ولن اخسره ولن يخسرني ، قلت لامي ، انتي تستبقي الاحداث وتستفزيني لنخسر جميعا ، كررت اعتذاري لها وقبلت رأسها ثانيه وقلت لها انها امي التي لااتحمل غضبها مني ، وقلت بحسم وسخف اني لن اصالح نهلة وساذهب لاخيها الاكبر لنتحدث في طريقه الطلاق ومايرغبوا فيه سأحققه ، قلت لها ان عمر خارج معادله الطلاق وسيعيش معي اما بموافقه امه او لانها ماتت ولاتملك في شأنه قولا ، انحاز ابي لي وقال لامي الحياه فسدت يااحسان ولم يعد بد من الطلاق ، كادت تتشاجر امي مع ابي لولا النظره المرعبه التي اخرسها بها ....
ابي يفهمني اكثر ويعرف معني مشكلتي وحجمها ، شاهدها ابي ذات يوم وهي تتشاجر معي في المنزل كطفله حمقاء وربما مجنونه ، مدللة لحد يستحيل معه علي اي عاقل تحملها ، لاتكف عن الصراخ و تتشاجر طيله الوقت ولاتفه الاسباب ، يومها مر ابي علي لننزل معا نقدم واجب العزاء في احد اقاربه ، كانت غاضبه لانها استعدت للذهاب للسينما واهملتها علي حد تعبيرها ، قالت ببلاده يعني البس ومااروحش السينما علشان حضرتك تروح تعزي !!! لم يصدق ابي مايسمعه منها وغمز لي لاتجاهل كلامها ولاارد عليها ، ضحكت وقلت لن ارد ، لو رددت لقتلتها ..
همست لابي ونحن نحتسي القهوة ، اني اتعودت علي تلك العواصف الحمقاء وتعودت لاارد عليها لانها تقول مالايمكن الرد عليه الا بقتلها وضحكت ، حدق ابي في صورتنا المعلقه علي حائط الصالون ونصحني ارفعها من علي الحائط وقالي لي وحشه اوي الصوره دي يايوسف شيلها ، كنت اعرف انها صوره قبيحه لكن زوجتي تحب الصوره وتري نفسها فيها جميله ولااروع وتحب ملامحها وعيونها بالكحل الثقيل والروج اللامع الذي تزين به وجهها ، كنت اكره الصوره مثلما اكره نهلة ولااكترث بها مثلما لااكترث بنهلة ، ارفع الصوره الوحشه دي من الصالون يايوسف ، كنا علي البحر وكانت بجواري وذراعها فوق كتفي وكأنها تقول للعالم هذا الرجل ملكي ، عينيها بليدتين كما وصفتها دوسة لاتحبني ولاتحب غيري ، حدق ابي في الصورة وكاد يبكي ، كنت حزين بائس يائس ، هذا ماتقوله الصورة للاعمي الغريب الذي لو شاهدها لنصحني اهرب ببقيه عقلي وحياتي من تلك البليده واحطم الصوره واطلقها ....
( 28 )
اتصال تليفوني

خرجت ليلي من المطبخ ، خلعت ملابس البيت ، تحممت وتعطرت وعادت للشرفه ، فتحت الاي باد وجلست تسمع الاغاني ، الواحده تلو الاخري ، اشتاقت له ، بحثت عن تليفونها لتكلمه ، لم تجده بجوارها ، نادت ليلة ، هاتي تليفوني من جوه ، انشغلت عن ليلة والتليفون بالبحث عن ولاعتها ، يابنت ياليلة ، هاتي التليفون ، اتتها الخادمه ، ليلة في الحمام ، طيب ايه ماانتيش سماعاني روحي هاتي التليفون بسرعة ...
اشعلت سيجاره وهي تدندن مع الموسيقي ، امسكت التليفون لتطلب يوسف ، وجدت منه خمس مكالمات ، قبلما تطلبه رن الجرس بالمكالمه السادسة  ، بصوت هاديء ، ايوه يايوسف ، قاطعها صراخه الهستيري ، ايوه ايه انتي فين ، فيه ايه باطلبك مابترديش ليه ، كنت في المطبخ يايوسف مش قصدي ، بلا مطبخ بلازفت ، انتي كويسه ، اه ، صمت طويلا يتمالك نفسه وهي تعتذر وتعتذر ، اسفه يايوسف ، كنت باحضر العشا ونسيت التليفون في اوضه النوم ، انتي كويسه ياليلي ؟؟ اه يايوسف والله كويسه ، طيب من فضلك خلي تليفونك دايما جنبك ، وقبلما تسأله حاشوفك امتي يايوسف بعد غياب طال وطال ، قبلما تسأله انهي المكالمه!!! اخذت تحدق في التليفون والمكالمات التي لم ترد عليها وانفجرت في البكاء شوقا ...
( 29 )
ليلي

ظللت فتره طويله انتظر وقتا مناسبا لافاتحه في الموضوع الهام الذي يشغلني لكن الوقت المناسب لايأتي ، دائما مشغول ، مابين العيادة والعمليات ، والجامعه والمؤتمرات ، عشاء العمل وغذاءه ، الوفود الاجنبية وشركات الادوية ، حفلات التكريم ورسائل الدكتوراه ..
سنوات طويله مرت علي زواجنا لايعرفني ولم يهتم ابدا يعرفني ، في بدايه حياتنا حاولت اقترب منه وسرعان مايأست ،  انت بتحبني ؟؟ سؤال لم يفهمه ، طبعا عادي اه ليه ، اجابات متلاحقه لسؤال لم يجهز نفسه ابدا للرد عليه ، ومن قال ان الزواج يحتاج الحب ومن قال ان الزوج العظيم من يحب زوجته ، الزوج العظيم يؤسس اسرة ويوفي احتياجاتها وينفق عليها ويؤدي واجباته الزوجيه ويدفع اجره الخادمه والسائق ومصاريف المدارس ، الزوج العظيم من يلقي علي عاتق زوجته كل مهام حياته وحياه بناته لانه يثق فيها وفي حسن تقديرها ، الزوج العظيم الذي لايسال الزوجه اين تذهب ومتي تعود ولما يسأل اذا كان يثق فيها وفي حسن تربيتها ، هو الزوج العظيم وانا زوجته التي يتعين عليها الامتنان للحظ والنصيب الذي اوقعها في مثل ذلك الرجل...
امه المستبدة كانت تتدخل في حياتي وهو لايعارضها وينصاع لها ولايري في دفاعي عن نفسي امامها اي منطق او قيمه ويخطئني قبلما يعرف الحقيقه ، تأتينا لتعيش معنا شهورا وشهور وهو بيت ابنها وخيره ، تسألني عن لمي  ولماذا قصت شعرها وتوعز اليه ان البنت مسترجله فيتشاجر معها ومعي ، تتهم خادمتي بسرقه السمن وتشفق علي ابنها وماله السايب فيطرد الخادمه ولايكترث باحتجاجي وبراءتها ، تسالني عن الكتب التي اقرءها وافقء بها عيوني الجميله التي يتعين عليا اغراقها بالكحل لاثاره ابنها التي تغازله النسوة ليل نهار و تتصل به في العياده وتطالبه يأتيني بقطره لعيني التي احمرت من كثر القراءه فيلقي بالكتب علي الارض لانها تهدد عيناي الجميلتان بمرض يفقدهما البصر ، امه مستبده تتدخل في حياتي وحياه بناتي وتستغل غيابه لتأمر وتنهي وتحكم وتتحكم ، لاارد عليها وحين ابكي بعدما يفيض بي يتشاجر معي لاني نكديه لااقدر تعبه ومجهوده طيله اليوم وافسد امسيته بمنتهي الانانية ، لماذا ابكي ومالسبب هذا لايهم ، المهم الاافسد امسيته وقت يعود من العمل متوقعا زوجته في ابهي جمالها لامتاع بصره ولو نام مكانه علي المقعد وسقطت رأسه فوق بطنه العالي...
لو نام فهو مسكين لانه تعب ، ولو تأخر فهو مشغول ومهم ، ولو تشاجر معي فهو محسود ، ولو ارتفعت بطنه اعلي واعلي من كثره الاكل فحقه لان الرجل لايعيبه الا جيبه وجيب ابني مليان وعمران ويكفي ميت ست وميت عيل ، امه المستبده تذكرني ليل نهار بخيبتي القويه كما تصفني لاني لم انجب له ذكر يحجب التركه ويحمي البنات ، حاولت اشرح لها ذات يوم اسود ان المشكله عنده وقبلما اكمل شرح وافهمها ماذا اقصد صرخت ولطمت واتصلت به وقالت طمني علي صحتك ياحبيبي مراتك بتقول انك معيوب ، يومها عاد شريف من العمل مبكرا واغلق باب الغرفه عليا ورفع صوته ودفعني في كتفي ولولا صمتي لضربني ، قال انه سيد الرجاله ولو مش عاجبني الباب يفوت ميت جمل ، انفطرت من البكاء وحاولت اشرح له اني لم اقل شيئا وان امه تتربص بي وتتصيد كلماتي فلم يهدء وازداد انفعال لاني لم اكتفي بسبه بل سببت امه ، طالبني باعتذار فوري له ولامه والا اعادني بيت ابي حتي اتعلم الادب واتصل بامي وشكاني لها لاني سببت امه وانه لولا ادبه لاعادني لبيت ابي وطلب من امي تعقلني والمسامح كريم ، اتصلت بي امي ملتاعه فزعه لاني قليله الادب اغضبت زوجي وامه ، لم تسمعني ولم احاول اشرح لها ، قالت لي انها لن تفتح باب البيت لو اعادني زوجي لها وعلي الاعتذار له واسترضاء حماتي ، ندبت حظها مع حضره الناظر الذي احتجزها في المنيا ، وطالبتني اقبل ناحيتي يدي شكرا لله الذي منحني الزوج العظيم الذي تحسدني عليه كل النساء ، لم اعتذر ولم يعيدني لبيت امي ، هجرني وتصور انه يعاقبني ولم يعرف قدر سعادتي انه ومنذ سنوات طويله اعتقني من عبثه الاحمق في جسدي وروحي وخفف عني عبء واجباته الزوجيه الباردة ...
انتظرت الوقت المناسب لاتحدث معه ولم يأتي هذا الوقت ابدا ..
( 30 )
يوسف

لاننفع بعض ولن ننفع بعض ابدا هذا ماادركته بوضوح ليلة زفافنا ، سألتني وهي بثوب الزفاف عن علاقاتي الغراميه المنحطه كما وصفتها قبل زواجي بها ، يومها لم اصدق ماتقوله وكدت افتح باب الغرفه واغادر الفندق وارسل لها ورقه طلاقها في اليوم التالي ...
طلبت مني انسي علاقاتي مع الساقطات وانها بنت ناس غير هؤلاء النسوة ولن تقبل ابدا ان اعاملها مثلهن وان الاحترام واجب بيننا في كل شيء ...
شيء واحد تملكني ، اطلقها وارحل ، اغلقت اذناي عن خطبتها الحمقاء ، قلت لها اني لن احاسبها علي ذلك الكلام التافه ونمت ولم امسسها ، ظلت طيله الليل تبكي وتنتحب حتي كدت القي نفسي من شرفه الغرفه او اقتلها واخذت تعتذر لي رغم انها لم تخطيء ، كما قالت ..
في اليوم التالي كررت اعتذارها وقالت انها تحبني ولاتقصد اغضابي ، قررت اتجاوز عن تلك الليله السوداء وكأنها لم تحدث ، اخذتها في حضني وداعبتها وهمست في اذنها برقه وصدق اننا نبدأ حياه جديده معا وعلينا نعيشها ولاننظر للماضي مهما حدث فيه ، ابتسمت وقبلتني في رأسي وتركت لي جسدها لاؤدي واجبي الزوجي الاول ، كانت بليده باردة ولم تسعدني ، انتهيت مما كنت افعله حزينا ونمت نوما عميقا ..
( 31 )
المرآة

اخذت تنظر في المرآة ولاتصدق عينيها ، تعرف هذا الوجه وهذه الملامح ، تعرفها جيدا لكنه ليس وجهها وليست ملامحها ، ابتسمت وكأنها مجنونة وعادت تنظر وتحدق في المرآة ومره ثانيه لاتصدق عينيها ولا ماتراه ، هذه ليلي التي كانت في المنيا تقرأ الشعر مع ابيها في غرفه مكتبه ، هذا الشعر الطويل ، هذه العيون الكحيله ، الوجنتين الحمراويتين ، هذه ليلي منذ ثلاثين عام ويزيد ...
خرجت من الحمام وهي تستعيذ من الشيطان الرجيم الذي صور لها في مرآة الحمام اوهام وخزعبلات ، ارتدت ملابسها وتعطرت واضاءت نور الغرفه ونظرت في المرأه ، نعم ، هي ليلي التي كانت نفس الملامح العيون الساطعه الابتسامه الرائقة البراءة ، هذه ليلي التي كنت نسيتها وظننت الايام قهرتها ، هذه انا التي كانت تختبيء من الايام وبلادتها وتنتظر ماتحب تعيشه ، وعندما اتتها الفرصه بعد طول انتظار ، سطعت وتألقت ..
نظرت ليلي للمرآة وابتسمت ساخره ، شكلي اتجننت انا كمان ، يوسف جنني خالص ، اتجننت جدا ، نادت علي الخادمه وامرتها تحمل حقائبها للسيارة ، حارجع اتغدي الساعه 4 وليلة كمان ، تجهزي الاكل وماتأخريناش ، لاتعرف شيئا عن يوسف منذ شهر ، بعض الرسائل القليلة تطمئنها ، مااتفقناش علي كده يايوسف ، تسمع صوتا وكأنه صوته ، لا اتفقنا وانا قلت وانت قلت اوكي ، تضحك وتضحك ، ماكنتش فاهمه ، يضحك ويضحك ويهمس ادي انتي فهمتي !!
شكلي اتجننت فعلا ، باكلم نفسي وابص في المرايه الاقي وش تاني ، منك لله يايوسف جننتني و.......... في مرآة السيارة تخطف نظره عابره علي وجهها لتجده مثلما شاهدته من اول النهار  ، وجه ليلي التي كانت من ثلاثين عاما بقلبها الاخضر وبراءتها ، تضحك وتضحك و... تتمني لو يرن تليفونها وتجد صوته يخبرها وحشتيني قوي فتجيبه بمنتهي الصدق والرقه وانت كمان قوي قوي ، لكن التليفون لايرن ...
( 32 )
ليلي

انتظرت الوقت المناسب لاتكلم معه ولم يأتي ...
سنوات طويله مرت وانا زوجه الرجل العظيم الذي لايعرفني ولايحبني وافشل كل محاولاتي لحبه والاقتراب منه ، سنوات طويله وانا وحيدة منطويه علي نفسي اراكم احلامي فوق احلامي ، وامنياتي فوق امنياتي ، ليوم ملون تصالحني فيه الدنيا وتنهي عقوبتي التي لم اعرف ابدا لماذا فرضتها الحياه عليا ، سنوات وانا وحيده امزق الوقت وايام العمر في صراع مكتوم لاينفجر وحياه لاتسعدني ورجل لااحسه ولايحسني ...
انتظرت الوقت المناسب ولم يأتي وفاض بي ، وكرهت الانتظار وكرهت نفسي ، قررت افاتحه في الو لحظه اراه وليحدث مايحدث ....عايزه افتح محل ياشريف .. رفع حاجبيه استنكارا وغضبا ،  محل ؟؟ اه محل فضه ، ماانت عارف اني عايزه اشتغل من زمان ، يقاطعني بعصبية ، اهو ده اللي ناقص ،حرم الدكتور شريف المرواني بنت الاكابر تفتح محل وتخلي سيرتنا علي كل لسان ،  بلاش كلام فاضي ياليلي اوعي تفتحي الموضوع ده تاني خالص ، فاهمه؟؟... لاارد عليه فاهمه ، لكني بالطبع فاهمه !!!
حمل حقيبه اوراقه ورش عطره النفاذ علي رأسه و وجهه ، قبلني ذاهبا لعمله وامطرني بسيل اوامره ، بقولك ايه ياليلي ماتنسيش .......... لااسمعه ولااسمع مايقوله ، روحي فاره من وجوده واوامره وتحكمه البغيض فيا وفي حياتي  ، روحي فارة منه ، لااعرفه ولايعرفني ، لايقرأ ابجديتي ولا يسمع بوح صمتي ولا ينتبه لاختلاجات روحي ولا ينصت لانين حزني ، لايسعدني ولا يبهجني ولا يثير دهشتي ولا غيرتي ولا يؤثر فيا ، ولايتأثر  بي ، و لايراني اساسا ..
اغلق الموضوع قبلما افتحه ، اكاد اصرخ في وجهه، الا يلاحظ وجهي الشاحب ملامحي الرخامية ابتسامتي الباهتة عيوني الصدأة ، الايلاحظ حالتي ، ابدا لايلاحظ ، واليوم كعادته لم ينصت لامنياتي ولم يمنحي بعض وقته الثمين لاشرح له احلامي  ، اتمني افتح محل للفضه ، ربما لن افتحه ابدا ، اتمناه يسمعني لكنه ابدا لايفعل  ، اتمني اشرح له زهقت ياشريف والبنات كبروا وانت مشغول وانا مش حاسه بقيمتي ، باحب الفضه اصلها اصيله عريقه ويمكن حزينه علشان كده باحبها ، اتمني اشرح له واتمني يسمعني ، لكنه ابدا لم يفعل ولن ، فانا السيدة التي يزين بها حياته كالورود الجافة التي يزين بها غرفه الكشف في عيادته الجديده ، ماتت وجفت روحي مثل وروده الجافة ولايكترث ، ومن يكترث لوجع الورود الجافة وحرمانها من الحياة ؟؟؟ من يسمع شكواها ويطيب خاطرها ويهون حزنها ؟؟؟ من الاحمق الذي يفكر يمطر الورود الجافه ببعض قطرات الماء عل الحياه تعود لها وتستعيد وجودها ؟؟!!! ..
اين ليلي ياشريف ؟؟ سؤال تمنيت أسأله له لكنه لن يسمع ولن يجيب ، ليلي هي حرم شريف المرواني وبنت ابوها وام بناتها وبس خلاص !!!
عايزه افتح محل فضه واحس بقيمتي واخرج اشوف ناس واتكلم معاهم واتنفس شوية حرية ، صرخ ، اوعي تفتحي الموضوع ده تاني والا والله العظيم حيبقي لي تصرف تاني مع ابوكي ، ال محل فضه ال ، ده اللي ناقص ياليلي ، الناس تقول عليا ايه مش عارف اكلك ومخرجك تبيعي وتشتري ، عايزه تفضحيني ؟؟؟؟
واصمت تماما ........ مازال احد لايشعر بوجع الورود الجافة وحرمانها من الحياة !!!


نهاية الجزء الثالث  ويتبع بالجزء الرابع 

هناك تعليقان (2):

manoola يقول...

أميره

وبعدين معاكي يا صديقه
بتكشفي كل المستخبي في اعماق ليلى

كم من " دكتور شريف" هناك حولنا
هذه الشخصيه اللزجه الممله
التي تقتحم البيوت لمجرد ان اسم العائله رنان
وان الحساب في البنك نقلان
وان اللي زيه قليلين في هذا الزمان

مقاومة أبوها لهذه الزيجه اعتقد انها كانت مقاومه الاب لقدره مع الام
اراد ان ينتشل ليلى من مصير انتهى هو اليه
ليته حقا قاوم

أميره
هربت من عيني دمعه عندما قرأت "خلي بالك مني وانا مسافر... وانا حاخلي بالي منك وانا مسافر انا حافضل معاكي وانتي حتيجي معايا"
يااااااااه
اهناك مثل هذا العشق؟
الا زال هناك مثل هذا الاحساس
قرأنا الشعر.... احسسنا بحروفه.... ولكن
ما اجمل ان يُسمع من رجل أحب ......

ما اجمل الاشتياق....
وما اجمل لحظات الشوق....

أميره....
سألت نفسي بعد ما عشت "الجزء الثالث"
لماذا لا يأتي "المُنتَظَر" في الوقت المناسب؟
لماذا يجب ان يعيش المرء - في اغلب الاحيان ـ ازدواجية الواقعيه والحلم؟

حكايتك ايه يا أميره...
ياخوفي من الجزء الرابع

منال أبوزيد

Isis of The Nile يقول...

للأسف أمثال الدكتور شريف فى حياتنا كثُر ....
"اخذت تنظر في المرآة ولاتصدق عينيها ، تعرف هذا الوجه وهذه الملامح ، تعرفها جيدا لكنه ليس وجهها وليست ملامحها ، ابتسمت وكأنها مجنونة وعادت تنظر وتحدق في المرآة ومره ثانيه لاتصدق عينيها ولا ماتراه ، "
يضفى العشق نورا و ضى على وجه المرأة ... دى حقيقى ...
و حقيقى ماتمحها بتشرق بشكل لا تخطئه عين .....
و العكس صحيح .... لما بيتكسر قلبها ....
لاترى من انعاكسها فى المرآة الا شبح امرأة "كانت" ...
كأن الألم و العشق كلاهما يعيدان رسم ملامحنا ......
يسلم احساسك و يسلم قلمك