مدونة "حكي وحواديت" للكاتبة والروائية أميرة بهي الدين



الثلاثاء، 6 مارس 2012

حكاية لها مائة بداية .... ( الجزء الاول )



( الجزء الاول )



كنت فين ياوعد يامقدر ... دي خزانه وبابها مسدر 



عندما بلغ سليمان العاشرة من عمره
بدأت حكاية جديدة

( 1 )
زينة الشباب

*** الحكايه بدأت وقتما غابت شمس النجع ونعقت الغربان فوق الشجر ، فدوي صوت الرصاص في ليله البهيم  ، وارتفع الصراخ ، قفزت نفيسه ام سليمان من مكانها ولطمت علي وجهها وشقت جلبابها فعرف الجميع ان اخيها " شفيق " زينة شباب النجع قد قتل ثأرا ، كانت نفيسة تعرف  ان عليه الدور !!!  قُتل عاصم ولد المحموديين شابا يافعا برصاصة خرجت من ظلمه حقول القصب ، المحمودين عرفوا ان ابنهم مات برصاصه لشفيق ثأرا لمقتل ابن عمه الذي لم يترك الا شقيقات لن يحملن السلاح ثأرا له ، تطوع شفيق وقرر يقتل عاصم ثارا لابن عمه وصديق ايام طفولته ، المحمودين عرفوا بأن ثأرهم عند شفيق وكذا عائله الواكد عرفوا ان ابنهم مصيرة الموت ..
 عرفت نفيسه ان المحموديين لن يتركوا ثأرهم ولن يتوانوا عن الاخذ به من شفيق ، بكت نفيسه طويلا وقتما عرفت ان اخيها الكبير سيغادرهم قريب ، نعم الاعمار بيد الله ، لكنها تعرف القوانين الصارمه لنجعهم الصغير ، من قتل يقتل ولو بعد حين ، هذا هو القانون الوحيد الذي يعرفه النجع ويطبقه بمنتهي الصرامه ، عرفت نفيسه ان اخيها الكبير وفرحة ابيها سيقتل قريبا ، بكت ولطمت وتمنت لو مات المحموديين جميعا ليتركوا لشقيقها حياته وبقية ايام عمره ، كانت تعرف لكنها لم تطالبه بالهروب ولا بالاختفاء في الجبل مع المطاردين ، اختفاءه عار وهروبه عار وموته - لو افلح المحمودين في اصطياده وازهاق روحه وقفص حياته - موته واجب عليه سترد عائلته عليه وبسرعه بالقصاص من احد المحموديين حسب ترتيب الادوار ... لذا عندما دوي الرصاص في الليل ، عرفت ان ماكانت تخشاه قد حدث ..
صبغت نفيسه وجهها بالنيله الزرقاء وحلت شعرها ولطمت وصرخت وبكت زينه الشباب الذي انتهي عمره سريعا وفاءا للعبه الموت !!!
اختفي شفيق من حياة سليمان وكان خاله الحبيب ، يصحبه للحقول ويعلمه صيد العصافير ويغني له بصوته الرخيم مواويل السيرة الهلاليه وياخذه معه للصلاة يوم الجمعه ، كان خاله وكأنه شقيقه الاكبر فاوجعه اختفاءه وموته ، سال امه عن سبب موت خاله الشاب وهو يعلم ان الموت للعجائز ، شرحت له امه ان الثأر يقصف اعمار الشباب وكله واجب وحق وسلف ودين و................. سرعان مادوي الرصاص في الليل فزغردت امه وذبحت الخروف الذي كانت تسمنه لذلك اليوم واعلنت انها ستتقبل العزاء في اخيها ودره قلبها وان عائله الواكد رجاله ولاد رجاله مايسيبوش تارهم ولا يتوانوا عنه ، و...................... ودوي الرصاص في الليل  ................. ودوي الرصاص في الليل .................ودوي الرصاص في الليل و.......................مات زينه الشباب من هناك ومن هناك ، من هذه العائله وتلك و..................فقد سليمان وغيره كثيرين احبائهم في لعبه الموت التي تنتقل طابتها بين ايدي العائلات وبنادقهم ، الكل يقتل والكل يبكي والثأر مستمر !!!!


( 2 )
الحياة الذليلة

*** الحكايه بدأت وقتما سال سليمان امه "" ليه يااماي "" لم تفهم سؤاله ، كرره عليها "" ليه يااماي ، ليه كان لازم يتقتلوا ؟؟؟ "" شرحت له ان العائلات تعيش بشرفها العالي والعائله لاشرف لها لو هرب رجالها من الثأر ، يموتوا لاجل العيله وحكم العادات والتقاليد والشرف والهيبة !!! كل اجاباتها لم تقنعه ، كان يحب خاله شفيق ويتمناه يعيش عمرا طويلا !!! شرحت له امه  ""افهم ياولد علشان وقت الجد تسد ، افهم ، لما يكتلوا لينا كتيل مابدهاش نرد ونموت ااقليتها واحد من عندهم ، لو سبناهم في حالهم يستوطوا حيطتنا ويجوروا علي هيبتنا وتبقي الحياه ذليله مالهاش عازة !!! ""
كانت تخطب في ابنها بمنتهي الحماس والقوة والثقه ، هذا هو شرف العائلات التي علي كل اولادها تحافظ عليه ، كاد سليمان يصدقها لكن قطرات الدمع التي تتسلل من طرف عينيها تنزلق علي وجنتيها اربكته ، هل يصدق لسانها ام دمع عينيها !!!
""بس ايوة يعني يااماي ليه كتلوا خالي شفيق ده انا كنت باحبه قوي وخالي مظلوم ماكتلش حد ولا عمل معصية"" وانفجر في البكاء تأسيا علي خاله الذي مات في عز شبابه ، شاركته نفيسه البكاء لكنها سرعان ماتمالكت نفسها ""حظه ونصيبه ياولد ومحدش بيموت قبل ميعاده ولاناقص عمر ، كل حي بيشوف نصيبه دي حياتنا وعوايدنا!!!"" يبكي خاله ويبكي ويكره حياتهم وعوايدهم !
""الحياة الذليلة مالهاش عازة !!! ""عباره سمعها سليمان كثيرا من امه واخته وبقيه اهل النجع ... لكن سنوات عمره العشر وقتها لم تستوعب معني تلك العبارة بحق !!!
""الحياه الذليلة مالهاش عازة !!!"" ليتك ياسليمان فهمت ماقالته امك وقتها !!!


( 3 )
النبوغ

*** الحكاية بدأت وقتما قابل ابيه الشيخ عبد الكريم الفضل الخواجة ماتياس استاذ العلوم في المدرسه الابتدائية القديمة، تقابلا بعد صلاة العصر والشيخ عبد الكريم عائد لمنزله وماتياس ايضا ، اوضح له ماتياس ان ابنه سليمان ، يبارك فيه الرب ، عقله منتبه ومصحصح واللي زيه قليل ، لو عندي ولد زيه ياشيخنا ادفعه في طريق العلم ، ماتخليهوش في النجع ياعم الشيخ ، النجع اصغر منه ومن عقله ومن ذكاوته ، ابعته يتعلم ، بكره يفلح وينبغ ويشرفك !!!! اقتنع عبد الكريم بحديث الخواجه وصمم يوفر لسليمان كل مايقوي عليه ليتعلم وينبغ ويشرفه !!! 


وعندما بلغ سليمان الثلاثين من عمره
بدأت حكايه جديدة

( 1 )
النيلة الزرقا

*** والحكايه بدأت وقتما دوي صوت الرصاص في سماء النجع المنتظر لطائر الموت ، الشيخ رجب قتل وثأره ستدوي رصاصاته سريعا ، هاهي الرصاصات تمزق حجب الترقب والفزع ، تسمع نفيسة دوي الرصاص وينقبض قلبها ، ليست طرفا في ذلك الثأر لكن قلبها يخطرها بمصيبه حطت علي دارها ، طرقات علي بابها تعلن ان القتيل يخصها ، مصطفي غارق في دماءه محمولا علي اعناق الرجال ، لم تصوت ولم تصرخ ولم تبكي ، و.......... صبغت ام مصطفي وجهها بالنيله الزرقاء وصمتت وقلبها محروق علي مصطفي ومااصابه ، تنتظر سليمان ومالذي سيفعله ثأرا لاخيه ، ساعات قليله بعد دفن مصطفي والحزن مشتعل في كل القلوب ، نادته وكأنها تخبره بخبر لايعرفه  "" الولد سميح كتل مصطفي ياداكتور "" همس حزينا علي اخيه " انتم اللي قتلتم مصطفي وكل مصطفي زيه ، واحد يقتل والتاني يتقتل وسيف وداير علي رؤوس الرجال ، كل ده بسبب العادات والتقاليد وسلو الاهالي ، بصراحه ده جهل فظيع كل اللي بيحصل ده "" وقرر ينصب صوان العزاء ويتلقي العزاء في اخيه الحبيب و" كفايه جهل بقي وكفايه دم !!!! لطمت صفية وتواري الرجال من صوان العزاء حزنا وقهره علي مصطفي اللي مات " فطيس " !!!! 
مات الاب وقتل مصطفي وقهرت الام و..............غادر سليمان النجع ليعيش في القاهره تاركا عائلته تعيش عارها لان ثأر مصطفي لم ياخذه سليمان وحذرهم " مش بتقولوا ده تاري انا ، خلاص محدش منكم له دعوة " واختفي من النجع !!!! مرت سنوات كثيره وهو يتردد علي النجع في اجازاته القصيرة ويبقي معظم وقته في القاهره ، سنوات متلاحقه  يغيب ويعود يتمني يجد النجع قد خلع عباءته وافكاره وعاداته وتقاليده ، وكل مره يمني بالفشل فالنجع يزداد صرامه وقسوه وانغلاق علي نفسه !!!! سنوات طويلة يغيب ويعود ، وهو غريب عن النجع وغربته تزداد ، يتوه في الدروب ولايعرف الاطفال ولا يحمل سلاحه فوق كتفه ولا يرتدي الجلباب والعباءه ولا يرفع راس امه التي قهرها الحزن علي قتل مصطفي وضياع دمه بلا ثأر ولا كرامه !!! وحين يعود للنجع ، كل مره تساله " ياولد ماصعبش عليك اخوك ، تاخد تاره وتريحه في جبره " يسخر منها بادب " هو مرتاح ياحاجه " تهمس بوجع " بس حنا مش مرتاحين وروحه بتتعارك معانا كل يوم ، لاعيل مستنينه يكبر ياخد تاره ولا اخ حافظ علي كرامته ولا راجل يستجري يزيحك وياخد دروك ويبرد نارنا " يربت علي كفها " ربك مابيعملش غير الخير ياام مصطفي واللي حصل كله خير ، كفايانا قتل بقي ، ومصطفي الله يرحمه مات واستريح ، ادعي له ياامه " تنصت لكلامه وتلمح البرود في مقلتيه فتخرس غاضبه وتتمناه مات " مضع " مصطفي وبقي لها الابن الفالح يشرفها لكن العذاب نصيبها والابن الفالح مات و ""بقي سليمان كيف الخواجات بجوارها يجرس ولا يشرف !!!!
و..... ""اه ياغلبك ياام مصطفي وياحظك الشين في ابنك اللي لامحصل رجاله ولا محصل حريم !!!! سنه خلف سنه وسميح في السجن وسليمان في القاهره ومصطفي في قبره والام تبكي والاخت تنوح والنجع يغرق اكثر واكثر في قسوته وظلامه الرهيب !!!

( 2 )
من ساب داره اتقل مقداره

*** والحكايه بدأت منذ زمن بعيد ، وقتما سافر سليمان يدرس خارج النجع وخارج الوطن وعاد دكتور"كبارة " يرتدي البدله والكرافته ويحمل في قلبه شوق لبلاد الخواجات وتأفف من النجع المتخلف بعاداته وتقاليده ... كيف سافر ولماذا عاد ، هذا ليس موضوع حكايتنا وليس مهم !!! المهم انه وقتما عاد للنجع وكأنه مازال ابنه ، عاد مغتربا ، دون يدري ودون ينتبه انتمي  للبلاد البعيدة التي سافر اليها ولم يعد ، وحين اقام ابيه الحاج عبد الكريم ليلة لاهل الله احتفالا بعودة ابنه من بلاد الغربة ، وقف سليمان يستقبل ضيوف ابيه بالبدله ورفض يعود لاصله ويرتدي الجلابية والعباءة الانيقة الموشاة بالذهب التي اشتراها له ابيه فرحا بعودته وشهادته الكبيرة والمقام العالي الذي وصل اليه فشرف اهل النجع كلهم - او هكذا كان يظن - ، وقف سليمان وسط الرجال عاري الراس بلا عمة كمثل ابيه واخيه وبقيه رجال النجع فصدمهم جميعا واولهم ابيه ، احسه عائد بلا قلب وبلا روح فاخذ يحدق فيه طويلا يبحث عن ابنه الذي عاد وكأنه اخر غريب يحتل جسده بلا قلب وبلاروح!!!  سليمان في بلاد الغربة ، انتمي لبلاد الغربه وحلم يبقي فيها لكن دموع امه اعادته للوطن والنجع ، ترك صديقته الخواجايه بشعرها الاصفر وترك العالم المتقدم وعاد للنجع لايفكر الا في الرحيل وميعاده ، تمني ابيه يفتح له مستشفي تحمل اسم العائله ويديرها انبغ ابناءها لكن النجع اصغر من المستشفي و اكبر من المستوصف الذي يعالج فيه ابناء النجع  فبقيت الامنيه في قلب صاحبها ورحلت معه وقتما رحل عن الدنيا ، تمني سليمان يقوي يفاتح ابيه برغبته في الاقامه في القاهرة ، هناك سيمارس الطب ويعيش حياه اكثر حريه وتمدن من النجع الصغير الغارق في عاداته وتقاليده وقسوته ، لكن ابيه لم يمنحه تلك الفرصه ، امسك قلبه وتوجع منه واشتكي من ضيق النفس والم في ذراعه الايسر وسرعان مالفظ انفاسه الاخيره بين  ذراعية في نوبه قلبيه مفاجئه عجز الابن الطبيب عن معالجته منها ، ففقد النجع الثقه في الدكتور المغترب الذي عجز عن انقاذ حياه ابيه وعجز يلقنه الشهادتين وتعلثم في نطقها لولا اخيه مصطفي الذي انقذ ابيه من عذاب الاخره وقهره الدنيا فهجم عليه وانطقه بالشهادتين فمات مؤمن وموحد بالله !!!! تهامس الناس في النجع ، اذا كان عجز عن علاج ابيه وتاج راسه مالذي سيفعله في اولادنا الذين لايهموه!!! همهم الرجال في النجع وتناسوا شهادته الكبيره وتجاهلوه !!! هو سليمان ابن عبد الكريم ولد الفضل وبس كده ، ولا دكتور ولاحكيم  ولا كشف ولا برشامه ، مالناش صالح به ، هكذا قرروا !!! سالته الام وقتما عرفت موت ابيه بين ذراعيه وعجزه عن علاجه "امال العلام لزمته ايه ياولد ؟؟" فنهرها مصطفي ان الاعمار بيد الله ، ونعم بالله ، همست الام لكن سؤالها بقي بلا اجابه !!!! 


( 3 )
الغائب الغائب

*** والحكايه بدأت وقتما عاد سليمان من بلاد الغربه ولم يعد ، صدم عائلته واهل النجع وقتما وقف في عزاء ابيه يبكي ،  صدم الرجال لايصدقون ان ولد عبد الكريم وابن عائلة الفضل الاستاذ الدكتور سليمان نسي " عوايدهم " ووقف علي باب الصوان يبكي وينوح مثل النساء ، امه كادت تلطمه علي وجهه عندما علمت بال" مصيبة " التي ارتكبها ،  تذكره بمكانته التي احتلها بعد موت ابيه " صرت الكبير والكبير مايعومش علي عوم الصغار والرجاله ماتنوحش الا لو اتكسرت الشر عنك بعيد " شرح لها ان البكاء احساس انساني طبيعي وانه كان يحب ابيه وحزين لفقده !!! لم تفهم امه كل تلك الكلمات لكنها احست العار الذي جلبه الدكتور ببكاءه وسط الرجاله ، " لو حرمه افهم ولو اني حريمنا مابينوحش ، لكن تعفر شنبك بدمع العين ، ماافهماش ابدا مهما قلت ومهما تجول " !!! 
مصطفي اخيه الصغير ، وقف في الصوان ، ملو هدومه ، راجل من ضهر راجل ، شنب وجلابيه وعبايه وعصايه ابوه وسبحته الكهرمان ، يستقبل الرجاله ويودعهم وروح ابيه فوق كتفه تشهد له برجولة اصيلة لاتخفي عن احد ، مصطفي هو الكبير ، هكذا قالت الام لنفسها ، ستعتمد عليه في شئونها والطين في حجره والنسوان في رقبته والفلوس في خزنته وهو اللي تأمن له وتسند عليه ، لكن سميح ولد الرضوانيه لم يتركها تهنأ بمصطفي ولا تركن ذراعها علي ساعده وحرمها من قوته التي سيحمل بها نعشها يوم "الروحة الاخيرة"  ، سميح ولد الرضوانية قتل مصطفي ثأرا لابيه ، بعدما تهور بيومي ابن فاطنه الشقيقه الصغري للحاج عبد الكريم  وقتل الشيخ رجب ثأرا لابن اخته الشاب الارعن الذي سخر من احد الرضوانيه فقتله احد خادميهم عقابا علي قله ادبه وقله ربايته!!
بيومي قتل الشيخ رجب كبير عائله الرضوانيه ثأرا للشاب الارعن عقيل !!!
والمقام غير المقام والهيبه غير الهيبه والراس غير الراس !!
بيومي قتل الشيخ رجب غدر ، الشيخ رجب يعرف ان احد شباب الرضوانيه قتل ، عرف ولم يكترث ، سمع صراخ الرضوانيه فسأل عما حدث  ، اخبروه ان عقيل قتل برصاص احد خدمهم ، عرف ان في عائلتهم قتيل قريب ، شاب سيموت ثارا لقتل عقيل ، لم يكترث الشيخ رجب ، عقيل شاب صغير وثأره مع شاب اخر تافه مثله ، الشيخ رجب لم يأخذ حذره ولم يحتاط لرعونه بيومي ، كيف يدرك انه صغير لدرجه انه لايحترم التقاليد ولا العادات ولايفهم فيها ، لم يتصور الشيخ رجب ان عقيل سيقتله برصاصه حمقاء وهو عائد لداره ليلا وانه متربص به وينتظره علي راس الدرب الصغير الملتوي المظلم  !!!
قتل بيومي الشيخ رجب كبير عائله الرضوانيه ثارا للشاب الصغير عقيل !!! 
يانهار اسود وياسنه طين !!! صرخت نسوة الفضل في النجع !!! 
عقيل ارتكب جرما كبيرا وقتما " طير " الرأس الكبيرة للرضوانيه ثأرا لولد صغير !!! 
ادركت نساء الفضل ان كارثه ستلحق بهم واغلقوا عليهم الابواب وخبئوا الصغار وارتعبوا علي الكبار  !!! 
عقيل قتل الشيخ رجب ، فاشتعلت الدنيا وقامت حريقتها ، الرضوانيه اصابتهم فجيعه فقدان الشيخ الكبير والفضل نهش الخوف قلوبهم لايعرفوا من ستطير رقبته !!! 
سميح ولد الرضوانيه قتل مصطفي الفضل عامدا متعمدا ، قتله لانه الابن الفالح بمعايير النجع ، راس العائله وسندها وقلب امها ودراعها ، قتله وسار في شوارع النجع يطلق رصاصات بندقيته زهوا وفخرا ، ودخل نقطه الشرطه بسلاحه ودم مصطفي علي جلبابه وطرف بلغته وفوهه بندقيته ، دخل نقطه الشرطه وسلم نفسه فخورا بقتل مصطفي ، لكن عائله الرضوانيه لم تنصب صوان العزاء للشيخ رجب واعلنت ان ثأرها " الف راجل قصد سيد الرجاله وعين اعيان النجع " وان بقية الثأر لسميح وان طال الزمن ، اوضح الرضوانيه ان بقيه ثأر الشيخ رجب مؤجل حتي يخرج سميح من السجن فلن يقتل رجال عائله الفضل الا برصاصه وان "" التأر متأجل والعزا كمان والسجن للرجاله والعار للمساخيط اللي مالهمش عهد ولا كلمه ولابيحترموا قانون الثأر ولا طريقته المتعارف عليها ..


( 4 )
الثأر او العار

*** الحكايه بدأت وقتما قتل الشيخ رجب ولد الرضوانية راس العائله وعين اعيانها خسه ونداله ثأرا لمقتل عقيل شاب تافه من عائلة الفضل لاتتساوي بينهما الرؤوس ولا المقامات ، عائله الرضوانيه كانت تعرف ان عليها ثأر عقيل وجهزت بعض شبابها التافه ليموت وفاءا للدين والندر والكرامة ، لكن بيومي الاحمق قتل الشيخ رجب ولد الرضوانيه وكبيرها ثأرا لمقتل عقيل واعلن ان راس التافه في عائله الفضل تتساوي برأس كبير عائله الرضوانيه ، يومها اختلط الحابل بالنابل وتغير القانون الذي يعرفه اهل النجع ويحترموه طيله حياتهم ، التافه بالتافه والكبير بالكبير والصغير بالصغير والثأر سجال ، غير بيومي القانون وقتل الشيخ الكبير ثأرا للصغير التافه فاعلنت الحرب واشتعلت نيرانها ، عائله الرضوانيه قررت الاتكتفي برجل او عشره ثارا لقتل الشيخ رجب ، وعائله الفضل قررت بعدما عاقبت بيومي بتسليمه للشرطه واهانته لتجاوزه قوانيهم واهدارها ، قررت تقدم شقيق بيومي واتفه ابناءها قربانا للثأر واعلن كبارها  ""بعدما ياخدوا بتارهم من اخو القاتل مالناش عندهم تار ولايلزمناش رجاله منهم تاني كفايه اللي حصل " لكن عائله الرضوانيه لم تلعب بقواعد عائله الفضل ورفضت تقتل اخو القاتل وقتلت مصطفي ولم تكتفي وتوعدت بقتل سليمان وكل رجاله عائله الغدارين ، وحبس سميح ومرت الايام والسينين ليخرج هذه الايام فتبدأ الحكايه مره اخري ، الحكايه بدأت يوم قتل الشيخ رجب خسه ونداله وخيمت الغربان السوداء فوق دور ولاد الرضوانيه واعطت الحاجه كامله لولدها سميح البندقيه الالية ورجته يقتل كل رجال الفضل ، صبغت وجهها بالنيله الزرقاء وربطت راسها بعصابه سوداء وانتظرت الدماء لتزغرد وتاخذ عزاء زوجها ، لكن سميح اطلق رصاصات خمس قتلت مصطفي وبحث عن سليمان في النجع وقتها فلم يجده فسلم نفسه للشرطه ، الحاجه كامله ذهبت للمحكمه وسخرت من القاضي ومن القانون ، وهمست لابنها في القفص " الحبس لاحيزودك ولا حينجصك ، لكن لو اتكتب لك عمر بعد ماتخرج حتلاقي سلاحك مستنيك واللي اتفقنا علينا يحصل ويكون ، عايشه او ميته ده دين في رجبتك ورجبه سلسلاك كله ووعد ومكتوب مامنوش مهرب " سميح وافقها ووعدها يقتل كل رجال عائله الفضل بعدما يخرج من محبسه وهاهي السنين والايام مرت و.... كل شيء مقدر ومكتوب!!!

( 5 )
شفيق

*** والحكايه بدأت وقتما قرر سليمان الا ياخذ بثأر مصطفي ، لن يقتل " شفيق " اخر بلا ذنب ، كفانا شفيق واحد ، شفيق مات ومصطفي مات ، من سيأتي عليه الدور يانجع الهم ، لن اقتل ثارا لمصطفي فيقتل اخر شفيق جديد ثأرا لدمه وتدور الدائره وتدور ويموت شفيق والف شفيق !!!!



وعندما بلغ سليمان الخمسه وثلاثين من عمره
بدأت حكايه جديدة


( 1 )
العشق

*** الحكايه بدأت بعد ماقتل مصطفي بعدة سنوات واكثر ، جلس سليمان بجوار امه في فراشها بعد الفجر ، ادركت انه سيخبرها بامر هام ، هذه عادته منذ كان صغيرا ، وقتما يرغب في الحديث معها  " برواقه " و" هدوء " يتسلل لفراشها بعد الفجر ، يجدها تتمتم بالادعيه والاوراد ، يجلس بجوارها حتي تنتهي ويصبح عليها " يسعد صباحك ياام مصطفي " ويبدأ حديثه ومباشرة ، اليوم عندما دخل عليها كانت تبكي ، نعم منذ قتل مصطفي وهي تبكي كل صباح وقتما تدعو له بالرحمه وعلي قاتليه بنار جهنم ، مسحت دموعها وقتما رأته ، لاتقبل يراها ضعيفه ، لست ضعيفه ياسليمان ولن اكون ، انا قويه كما ينبغي اكون ، ابوك مات وانا بميت راجل ، رساله ترسلها له كل ثانيه ، اقتدي بي ياولدي وبابيك وكن رجل مثلما نفهم معني الرجوله ، احمل سلاحك واقتل الرضوانيه ثأرا لاخيك ، يتسلم رسالتها ويتجاهلها ، جلس بجوارها وهي تدعو علي قتله مصطفي بالحرق في النار ، انتظرها تنتهي واخطرها برغبته في خطبة لبني ، ابنة الدكتور انور مدير المستشفي الذي يعمل فيه ، اوضح لها "هي زميلتي ياامه وباحبها " حدقت فيه امه بعيونها الباكية " بتعشقها وهي بقي اللي سبيتك وخلتك تنسي اهلك وبلدك وتار اخوك " انتفض سليمان غاضب " ياامه دي حكايات قديمه وراحت لحالها ، سنين طويلةمرت علي موت مصطفي ولبني مالهاش دعوة باللي حصل في الماضي وفات وخلص""اشاحت بيديها في وجهه " سنين كتير ولا ماكترش ، اهي ايام ولسه ليها بقيه ، مافيش حاجه خلصت ولا حتخلص ، ومصطفي ماماتش ، مصطفي اتكتل وتاره ضايع ، ياولد اسمعني مافيش حاجه بتروح لحالها وتار اخوك في رقبتك وبدل ماتفكر تاخده ازاي ومن مين عايز تتجوز وتعشق وتعيش وكأن اخوك كلب ومات " رفضت امه طلبه واعلنت انه لن تحضر له فرح وان بينها وبين فرحه تار مصطفي " مايبقاش ولدي محروق في قبره وانت عايز تعشق وتتعشق ولا كان اللي في عروقك ميه بارده مش دم رجاله احرار " اعلنت الام رفضها لطلبه وكذا صفيه ،صفيه تشاجرت معه " وفيها ايه لبني دي يزيد عن قمرات النجع ، بنات متصانه وعائلات واصول وطين ونسب يشرف ، مين دي ومين ابوها وهي مين علشان نفتح لها دورنا وبيوتنا وقلوبنا وتبقي واحده منينا " صفيه تريده يخطب واحده من بنات النجع ، يناسب عائله تمنح عائلته قوه وشرف ، نسب تتباهي به امام اهل زوجها وعائلة الكشميري الذين يسمعوها كل يوم كلام سم بعدما تنازل اخيها سليمان عن ثأر مصطفي ، ومعايرتهم المستمرة لها بان احد لن يخطيء مثله ويناسب عائلتهم التي تخلو من الرجال اصحاب الكلمه والهيبه !!! نظر لها سليمان لايصدق كلامها ولامبرر غضبها ، هو يحب لبني ولبني تحبه وهذا يكفيه ليتزوجها ولا يعنيه من ابيها ؟؟ ولا اصل عائلتها ، نظرت له صفيه لاتصدقه " وكأنك اتبدلت ياسليمان ولاكأنك عشت في وسطينا يوم واحد !!!! وعاد سليمان للقاهره غاضب من امه وموقفها معه وفي قلبه اصرار اكبر علي الزواج من لبني التي يحبها !!!! ولسانه وقلبه لايكفا عن لعنة النجع و" قمرات " النجع !!!!


( 2 )
الزين للزينة !!!


*** والحكايه بدأت وقتما نظر الدكتور انور لسليمان وسأله ، والست الوالدة مش حتشرفنا ، هز سليمان رأسه نفيا وشرح لحماه العزيز ان " الوالده بعافية شويه ومابتخرجش من البلد " وصمت كانه يقول له ان الكلام في هذا الموضوع مغلق تماما ... بدي عدم الارتياح علي وجه الدكتور انور ، ليس صغير المقام حتي يزوج ابنته الجميله لرجل لاترضي عنه اسرته ، نعم هذا استنتاجه ورأيه ، فسليمان عريس ابنته من الصعيد وهم اهل واجب واصول وحين يتركوه يخطب وحده كاليتامي فهذه رساله عدم الرضاء عنه لايفهمها الا ابناء الاصول والعائلات الاصيلة .. كاد يرفض طلبه لكن ابنته لبني التي تحب زميلها الدكتور سليمان شرحت لابيها انها وسليمان " متفقين علي كل حاجه يابابا زي ماانت عارف " وهي رساله لاتترك اراده او قرار للدكتور انور الذي ربي بناته علي الشجاعه وحريه الرأي والحق في اختيار شريك الحياه حتي لو كان رجلا لاترضي عنه اسرته ... لم يحك سليمان لحماه قصته مع امه وثأر مصطفي الذي تنازل عنه ، لم يحك له كل هذا ، لكن الدكتور انور بذكاءه الشديد عرف ان سليمان ابن الجنوب ارتكب جرما لايغتفر حتي تغضب عليه اسرته فلا يصاحبوه يوم خطبته ولا يقدموا له واجبهم وسندهم ودعمهم ودعاءهم له بالفرح والذريه الصالحه!!!


( 3 )
لما قالوا لي دي بنية مالت الحيطه علي

*** والحكايه بدأت وقتما تزوج سليمان من لبني بسرعه وفي حفل صغير واسكنها في بيت جميل اشتراه لها بعدما باع من ميراث ابيه فدانين اشتراهم زوج شقيقته حتي لاتخرج ارض العائله في يد الغرباء ، تزوجها وطلب منها تستقيل من عملها وتحجج براحتها وعدم ارهاقها في العمل ومواعيده الصعبه ، وافقته لانها كانت تحبه ، لم ينتبه للجنوبي القابع في بدنه لايقبل بخروج النساء للعمل ولا احتكاكهن بالغرباء ، ولم تنتبه هي للجنوبي الذي يحتله فلم تفهم سر الحاحه عليها لترك العمل والتفرغ لرعايته ورعايه اطفاله الكثر ، باعتبار ماسيكون باذن الله ، وافقته واستقالت من عملها وتفرغت لرعايته وسرعان ماحملت في ابنته التي لم يحب احد في الدنيا مثلها ، انجبت لبني "هنا " الابنة الصغيرة التي عشقها الاب ، حملها للنجع وقدمها لامه ، بنتي ياام مصطفي ، امه تعرف بزواجه لكنها لم تباركه ولم تبارك له ولم تحمل الواجب لبيت العروسه ولم تطلق الزغاريد ولم تذبح الذبائح اعلانا لاهل النجع ان سليمان قد تزوج ودخل دنيا ، عرفت انه تزوج وتوقعته ينجب فتاه ، فالرجل الذي لاياخذ بثأر اخيه لاينجب رجالا ، هكذا قررت وتوقعت واتت "هنا" لتؤكد رايها في ابنها الدكتور الذي غادرت الرجولة روحه وجسده وماء الحياة في بدنه ، لن تنجب الا الاناث ياسليمان ، همست وقتما عرفت بزواجه ، وربنا يكفيك عارهم ، خائفه عليه من نذالته ترتد عليه في بناته وشرفهن ، لم يخطرها قبلما يصحب زوجته وابنته لدارها ، قرر يفاجئها ، تصورها ستصفح عنه وقتما تري صغيرته في حضنها ، احبت امه الصغيرة وابتسمت للزوجه بادب وهنئتها بالزواج وبكت بكاءا مريرا فمصطفي قتل قبلما ينجب الولد ويمد فرع العائله ويعلي اسمها ، وجسده في القبر يحترق بالثأر الذي لم ياخذه سليمان !!!!
وبعدها  ، انجبت لبني " فرح " الابنه الثانية لسليمان ، حملها لامه ، قبلتها وسخرت منه في قراره نفسها ، عمرك ماحتمد جدر ياسليمان ولا ترفع اسم ولا تشيل رايه ، خلفتك كلها بنات لو خلفت مراتك ميت بطن ، وبعدها بسنتين انجبت لبني " نور"  وفرح سليمان بالابنه الثالثه وتمني في اعماقه لو تنجب زوجته في البطن الرابعه صبيا يحمل اسم العائله ويفرح امه ، لكن لبني اجهضت قبل تمام حملها ومات الصبي الذي حلم به سليمان قبلما يخرج للحياه ، يومها بكت امه وهمست لابنتها ، محدش حيشيل اسمه يابتي فرعه عليل وسجرته مالهاش جدر ، محدش حيشيل اسمه لان الفضايح كفت اصحابها وربك عالم بحاله مش حيديه واد لانه لايقدر يشرفه ولا يقدر يخليه يرفع راسه لفوق !!!!ا وتمردت عليه لبني واكتفت ببناتها الثلاث و" ربنا يقدرنا عليهم " انصاع لهم غاضبا وتمناها تحاول الف مره حتي تمنحه صبي يحمل اسم عائله الفضل و........ كأن الجنوبي القابع بداخله استيقظ فجأ بعد طوال موات!!!!
( نهايه الجزء الاول ويتبع بالجزئين الثاني والثالث )



هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

مجدي السباعي

كتابه جديده عليكي وعلينا
اللي اللقاء في الجزء الثاني

Unknown يقول...

الجزء الأول دخول الى منطقة العادات القاسية التى تفرض علي اهل الجنوب عرفا أقوى من كل المعتقدات الثأر عندهم يعنى الشرف والرجولة ...والفخار بالقوة ومن يتحضر ويتقاعس عن الأخذ بالثأر ..يكون قد خرج على إجماع المنطقة التى تتبنى هذا المنطق المتخلف ...ويحدث أيضا أن الخصم لا يتهم القاتل الأصلى حتى لا يقبض عليه ويظل يبحث عن القاتل إن كان ذا مركز فى عائلته ..ليقتص منه أو يضع عينه على أفضل واحد فى عائلة الخصم جاها ومركزا حتى يكون الأنتقام مؤلما ولا يقبل عزاء ولا تنوح النساء ...وعار عليهم تقبل العزاء قبل الأخذ بالثأر وعندها يمتزج الفرح بمظاهر تقبل العزاء ويكون أشبه بإحتفالية نصر منها بتقبل واجب العزاء ..تحياتى لقلمك الذى يشبه كاميرا التصوير التى تنقل صورة لمشهد عادة الثار فى الجنوب المنغلق ولكن هذا لا يمنع من أن التعليم والأستنارة يرفضها مثلما فعل الدكتور ولكنه ينال غضب الجميع

Jana يقول...

متعة القراءة لما تحسّى إنك بتتفرجى على فيلم 3d مش بتقرى
تحياتى يا أميرة ودمتِ مبدعة

أسامة جاد يقول...

و...................... ودوي الرصاص في الليل ................. ودوي الرصاص في الليل .................ودوي الرصاص في الليل و.......................مات زينه الشباب من هناك ومن هناك ، من هذه العائله وتلك و..................فقد سليمان وغيره كثيرين احبائهم في لعبه الموت التي تنتقل طابتها بين ايدي العائلات وبنادقهم

أحببت التكنيك الاختزالي البصري في الكتابة ودلالاته الشكلية عن مرور الزمن وتدوير الثأر ... أتابع القراءة :)

أسامة جاد يقول...

اقتبست التالي من النص:
هل يصدق لسانها ام دمع عينيها

اه ياغلبك ياام مصطفي وياحظك الشين في ابنك اللي لامحصل رجاله ولا محصل حريم !!!! سنه خلف سنه وسميح في السجن وسليمان في القاهره ومصطفي في قبره والام تبكي والاخت تنوح والنجع يغرق اكثر واكثر في قسوته

وقف سليمان وسط الرجال عاري الراس بلا عمة كمثل ابيه واخيه وبقيه رجال النجع فصدمهم جميعا واولهم ابيه ، احسه عائد بلا قلب وبلا روح فاخذ يحدق فيه طويلا يبحث عن ابنه الذي عاد وكأنه اخر غريب يحتل جسده بلا قلب وبلاروح!!! سليمان في بلاد الغربة ، انتمي لبلاد الغربه وحلم يبقي فيها

صرت الكبير والكبير مايعومش علي عوم الصغار والرجاله ماتنوحش الا لو اتكسرت الشر عنك بعيد


كشواهد على جمال وعمق قراءة الحدث وبناء الموضوع .. في الجزء تطور دراماتيكي ثري .. تتوالد من خلاله الأحداث .. وتتطور .. في نسيج مرهف وجميل في بساطته .. ما يتسق مع فضاء التذكر أو هو بداية الحكاية "والحكاية بدأت" من لا مكان .. من عمق الدوامة حيث النقطة المفترضة في النهاية التي نقف فيها للحظة على أرض المحيط الرخوة .. قبل أن تغمرنا التفاصيل من كل الجهات .. حلو .. أحببته