يظلم المسرح تماما ، اضواء خافته تسطع علي جانبيه ، نري البطله في مكانها علي المقعد الوثير ، نسمع صوت انفاس النوم وكأنها نامت مكانها ،ظلال تتحرك علي المسرح ، تهبط صور من اعلي المسرح ، صورة كليوباترا ، ايزيس ، ماري منيب ، سناء جميل ، لطيفه الزيات ، ام كلثوم ، الست امينه5 ، الست سوسو6 ، احسان شحاته 7، فؤاده2 ، صورة فلاحه مصرية ، فريده فهمي ، آمنة 8 ، خضره محمد خضر ، رضوي عاشور ، صورة سيده بملايه لف وبرقع تقف علي كورنيش اسكندريه ، جليله 12 ،روض 11 ، نفرتيتي ، هند رستم ، امينه رزق ، سعاد حسني ، نوال 9، تمثال نهضه مصر ، جميله 10، سلوي بكر ، زينب 1، عشرات الصور الاخري التي لايراها المتفرج في الصاله لان المخرج لم يلقي باضواء عليها ....
البطله نائمه علي مقعدها الوثير ، حوارا يدور بينها وبين النسوة المصريات ، همس متبادل لانفهمه لانسمعه ، الصمت يخيم علي قاعه العرض ، تكاد تسمع اصوات المتفرجين في الصاله ، تدب الحياه في الصور يتحولن لخيالات واشباح بوجوه النسوة المصريات المرسومه والمصورة ، يحطن بالبطله نصف دائرة ، مازالت نائمه علي مقعدها اسيرة الكابوس الذي تعيشه ونراه معها علي خشبه المسرح ، تتحرك النسوة ويقتربن منها ، تمد كل منهن ذراعيها صوب البطله ، تمسك كل منهن بجزء من جسد البطله ، لاترحلي ، هكذا يهمسن بصوت خافت ، لاترحلي ، تتنفض البطله علي مقعدها ، تسمع صوتهن ، ندائاتهن ، يلقي المخرج باضاءته علي القفص الحديدي في ركن المسرح ، ترفرف اليمامه بجناحيها وتتمني تكسر القفص الحديدي وتفر ، لاترحلي ، تغني روض بصوت دافء ، علي بلد المحبوب وديني زاد وجدي والبعد كاويني ، ترد كل النساء عليها بصوت هامس ومرتعش بالشوق ، علي بلد المحبوب وديني ، تكمل ايزيس الاغنيه ، يامسافر علي بر النيل انا لي في مصر خليل ، ترد كل الصور بصوت اعلي ، علي بلد المحبوب وديني زاد وجدي والبعد كاويني !!!!
يظلم المسرح تماما ونري ضوء وردي يلون وجه البطله النائمه علي مقعدها الوثير ، نلمح شفتيها يتحركان ، لانسمع صوتا في البدايه ثم يرتفع همسها اكثر واكثر ، زاد وجدي والبعد كاويني ونلمح اليمامه تخبط بجناحيها في القفص الحديدي !!! ويظلم المسرح تماما ، فتضج القاعه بالتصفيق !!! المسرح مازال مظلم فلانري دموع شمس تجري تحت الغلاله السوداء وهي تدخل كواليس المسرح وحين تقابل نيرة ترتمي في حضنها ترتعش من الانفعال !!!!